رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1435

856

برلين تحترم تقاليد و مشاعر المسلمين في شهر الصيام

02 يوليو 2014 , 01:13م
alsharq
ألمانيا - غسان أبو حمد:

بالصلاة والتقوى إستقبل المسلمون اﻷلمان شهر رمضان الكريم، رافعين الدعوة ﻹحلال اﻷمن والسلام والبركات على ديار المسلمين، وخاصة، المناطق اﻹسلامية العربية التي تشهد إقتتالا وحالات دمار وتدمير بعيدة كل البعد عن نسق المحبة واﻷخوة التي تحملها رسالة اﻹسلام إلى العالم.

وتعتبر ألمانيا، الدولة اﻷوروبية اﻷكبر واﻷكثر تسامحا وإنفتاحا على الرعايا المسلمين الذين يتجاوز عددهم الخمسة ملايين يعيشون ويعملون بالتساوي مع الجاليات والديانات اﻷخرى، في مختلف المؤسسات الخاصة والرسمية والعسكرية والرياضية، بما في ذلك المدارس الدينية ومساجد الصلاة.

ويعتبر شهر رمضان بالنسبة الى مسلمي برلين، حيث يعيش حوالي النصف مليون مسلم مناسبة دينية يلتقون فيها لإقامة الصلوات الجماعية وحلقات الدروس الليلية كما إقامة حفلات الإفطار المشتركة. كذلك أيضا، فإن شهر الصيام في برلين - الذي تطلق عليه الجالية التركية لقب "سلطان الأثني عشر شهرا" - يشكّل مناسبة اجتماعية تتمثل في التقاء المسلمين لخلق أجواء رمضانية تخفف عنهم عناء الحنين والشوق إلى الأهل والوطن في بلاد الغربة.

وعلى الرغم من صعوبة الصيام في الأيام الأولى لحلول شهر رمضان، كونه يقع زمنيا في فصل الصيف الذي تشهد أيامه الحدّ الأقصى بين طول فترة شروق الشمس وغروبها، (يصل طول ساعات الصيام 15 ساعة)، فإن هذا الفترة الصعبة تتحوّل بعد أيام، إلى حالة عادية إعتيادية تتقبلها العائلات المسلمة، وخاصة الأطفال، الذين يفرحون لترداد كلمة "أنا صائم".

وبالنسبة الى الكثير من المسلمين يعتبر شهر رمضان الكريم رحلة روحية يأتي في طليعتها الإعراض عن ملذات الدنيا وهي بمثابة اختبار لتقوية التحكم في الذات وتقوية روح الأخوّة والتضامن الجماعي. ويرى بعض المسلمين أن التعود والصبر وروتين الحياة اليومي من الشروط التي تساعد المؤمن على تخطي الصعوبات المتجلية، سواء عبر حرارة الطقس القاسية في فصل الصيف أو ساعات الصوم الطويلة.

صيام العاصمة برلين

ومع حلول شهر رمضان المبارك، تدخل الحياة في العاصمة الألمانية برلين، نمطا جديدا، يمكن ملاحظة معالمه بوضوح في الأحياء التركية والعربية تحديدا.

في برلين، وتحديدا عند المرور في شارع "زونن آلليه" من منطقة "كرويزبرغ" التي تضم العدد الأكبر من الجاليات الإسلامية، تتغيّر أنماط العمل وتحديدا في أوقات فتح المتاجر وإغلاقها، وغياب الزبائن المسلمين عن المطاعم طوال النهار وإقبالهم الحاشد عند الفطور.

وإلى ذلك، تتغيّر أحوال السوق وطبيعة البضائع المعروضة والتي يجهد أصحابها على استيرادها من بلدان المنشأ كي تحافظ على مذاقها، ويضاف الى ذلك خروج ثمرة التمر الوافدة من الدول الاسلامية الى صقيع المانيا هذا العام، وهي مناسبة أيضا، كي يتعرف عليها ويقدم على شرائها المواطنون الالمان بدورهم.

مناسبة للتآخي والتعارف

وإلى ذلك، فإن الصيام هو مناسبة للتعارف بين الصائمين ولتوجيه الدعوة إلى بعضهم البعض لتناول وجبات الإفطار الرمضانية، كما تقوم الأسر المسلمة بتجهيز الوجبات الرمضانية الخاصة بشهر الصوم. وبينما يذهب البعض إلى المسجد للقاء المعارف والأصدقاء ولإداء صلاة التراويح، يفضل البعض الأخر اللقاء بالأصدقاء والمعارف في المنزل أو في المقهى لتبادل الأحاديث والسهر معاً. وقد يتخلل هذه اللقاءات الليلية تدخين النرجيلة وشرب الشاي العربي والاستماع إلى الموسيقى الشرقية لاسيما في أوساط الشباب.

إلى جانب التعاون والمشاركة في تحضير أطباق الطعام بين العائلات اﻹسلامية، فإن شهر رمضان الكريم يشدّ أواصر العائلات المسلمة إلى بعضها البعض، كما يؤمن مناخا خاصا من التعارف بين الأطفال المسلمين.

مساحة إعلانية