رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

478

خبراء : نعيش الآن عصر مجلس التعاون الخليجي بعد تفكك الدول المركزية

02 يونيو 2015 , 10:22م
alsharq
بوابة الشرق - محمد الأخضر

أكد خبراء ومختصون في الشأن العربي، على أن خريطة التهديدات والتحديات التي تواجه المنطقة العربية أصبحت أكثر تعقيداً وشراسة عنها في السابق، فهناك أيديولجيات متطرفة وأفكاراً عابرة للحدود يصعب السيطرة عليها، وأن مجلس التعاون الخليجي أصبح الآن القوة الوحيدة المتماسكة والباقية بعد اهتراء الدول المركزية التقليدية، للوقوف ضد هذه الأيديولجيات والجماعات المتطرفة، وعليه أن يتحمل مسؤوليته تجاه الامة العربية.

جاء هذا خلال الندوة التي عقدها مركز الجزيرة للدراسات أمس الإثنين، بعنوان "الخليج، المخاطر والتهديدات وآفاق المستقبل"، وطرح خلالها الخبراء تحليلاتهم لحجم هذه المخاطر والتحديات وسبل الخروج من سلسلة الأزمات والنكسات التي تتعرض لها المنطقة، كما عرضوا تقييمهم لعاصفة الحزم ومستجدات الأوضاع في اليمن، بالإضافة إلى تسليط الضوء على دور إيران والدول الغربية في الملفات التي تؤرق شعوب المنطقة.

وقال عبد الله الشايجي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت سابقا، والمتخصص في الشؤون الأميركية، أن دول الخليج تعيش في إقليم ضعيف بلا نظام، فالدول المركزية تفككت وضعفت وتحتاج لعقود حتى تعود إلى سابق عهدها، فالوضع في سوريا والعراق وليبيا أصبح كارثياً، ومصر تواجهه العديد من التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية على المستوى الداخلي، بالإضافة إلى حربها ضد الجماعات الإرهابية. كل هذه التغيرات في خريطة المنطقة كانت كفيلة بنقل العبء على عاتق دول مجلس التعاون الخليجي.

وأضاف: نحن نعيش الأن "حقبة مجلس التعاون الخليجي"، شاء من شاء وأبى من أبى وهذا هو الواقع، فهذه الدول تمتلك الثقل الاقتصادي والسياسي وسمات القيادة، وهذا يزعج البعض ممن كانوا ومازالوا يؤمنون بأن الدول المركزية التقليدية في المنطقة هي التي تملك دائما زمام الأمور، وهذا الأمر انتهى.

تحديات إقليمية جديدة

وأشار الشايجي إلى أن التهديدات والتحديات التي تواجهها المنطقة أصبحت أكثر صعوبة وتعقيداً عنها في السابق، فالآن هناك أيديولوجيات متطرفة وأفكار عابرة للحدود ولاعبون بالوكالة من غير الدول، وهؤلاء يصعب السيطرة عليهم، فهم يسيطرون الأن على ثلث العراق ونصف سوريا. بالإضافة إلى الحوثيين في الجنوب الذين هم أيضاً فصيل وليس دولة، وكل هذا نتاج تفكك واهتراء الدول المركزية وجمهوريات الربيع العربي وما يحيطها.

ديناميكية جديدة

وذكر الشايجي، أن عاصفة الحزم أثبتت أن هناك ديناميكية جديدة تبنتها الدول الخليجية، فالسعودية قادت وشكلت التحالف العسكري في اليمن بإرادة عربية، وهو ما كان مقصوراً فقط على أمريكا التي تشكل التحالفات العسكرية لهدف استراتيجي محدد كما كان الحال في حرب تحرير الكويت وحرب احتلال العراق وتحالفها ضد داعش.

وأضاف:أمام عاصفة الحزم تحد كبير وهو عدم تحويل اليمن إلى أفغانستان أخرى، فلا بد أن يكون هناك "استراتيجية خروج" تفضي إلى حل سياسي، أو دبلوماسية نشطة تساعد على إنضاج الحل السياسي وهو مالم يتحقق في اليمن حتى الآن.

كيف تؤثر إيران في الصراع؟

وفي معرض حديثها عن الدور الإيراني في المنطقة، قالت فاطمة الصمادي، الباحثة في مركز الجزيرة للدراسات، والمتخصصة في الشأن الإيراني، أن إيران تبنت استراتيجية للتأثير في الصراع القائم في المنطقة، واستطاعت توظيف التهديدات الإقليمية داخلياً بغرض السيطرة على أي حراك مجتمعي مستقبلي في إيران، وخارجيا أصبحت إيران الرقم الأصعب في العراق وسيطرت على كافة الأطياف الشيعية، والآن تقوم بالتخطيط لإعادة بناء الجيش العراقي وإدخال الميليشيات الشيعية تنظيماً فيه، دون أي مقاومة أو رفض من جانب الدول العربية.

وأضافت: اقتصادياً، تسعى إيران للسيطرة على كل المشاريع المستقبلية لتصدير الغاز والنفط من منطقة "وسط أسيا وجنوبها الغربي إلى أوروبا، بالتنسيق مع تركيا في عدد من المجالات، فمشروع تركيا الذي يهدف أن تكون هي ناقلة الطاقة لأوروبا، لا يمكن ان ينجح بدون التعاون مع إيران. وثقافياً استطاعت إيران أن تقنع العالم بوحدة وفرادة الثقافة الإيرانية فمن وجهة نظر الغرب تتمتع إيران بيقين ذاتي مماثل لحضارة الهند والصين، على النقيض هناك مشاكل هوية ثقافية وسياسية في الدول العربية.

عاصفة الحزم .. مكاسب وتحديات

من جانبه، قال الدكتور محمد المسفر، الكاتب والمفكر العربي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، أن المملكة العربية السعودية استطاعت كقائدة لعاصفة الحزم أن تجمع حولها عدة دول عربية، وإسلامية وإفريقية. واستطاعت أن تحرك المياه الراكدة في المنطقة، مما يعطيها مصداقية أمام النظام الدولي.

وأضاف: عاصفة الحزم ردت الأمل البعيد المدى للعالم العربي بعد سلسلة النكسات والهزائم السابقة، ومنها سنبدأ في حل مشاكلنا وسنخرج من رقة الهيمنة الامريكية والدول الكبرى، فقيادة الحرب كانت عربية والجند كان عربياً وقادها مجموعة من الشباب الذين تولوا زمام الأمور في المملكة العربية السعودية، وتعتبر هذه النقطة فاصلة في تاريخنا العربي.

وأشار المسفر إلى أن هناك تحديات أمام عاصفة الحزم منها الضغوط المستمرة لإيقافها، تارة تحت عوامل إنسانية وتارة للعودة إلى مائدة المفاوضات السياسية، وأضاف: الخطورة الأكبر تتمثل في توقف هذه الحرب دون أن تحق نتائجها المرجوة المتمثلة في تحرير اليمن أو على الأقل أن تتحرر عدن والعاصمة والمدن الرئيسية في اليمن وعودة الحكومة الشرعية من منفاها في السعودية وعودة عبدالله صالح والحوثيين إلى وضعهم الطبيعي قبل هذه الأحداث.

كيف نحمي أمننا

وفي إجابته عن تساؤل بشأن كيفية حماية دول المنطقة لسيادتها وأمنها القومي، قال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، مدير عام قناة العرب الإخبارية، هناك أربعة محاور يجب على دول المنطقة اتباعها للحفاظ على أمنها القومي وهي:

أولا، أخذ زمام المبادرة، فسياسة اللامبادرة التي مارسناها قبل عاصفة الحزم مضرة وأدت إلى نتائج وخيمة علينا. ثانياً، القراءة الصحيحة للتاريخ، فالربيع العربي ليس فوضى وإنما استحقاقاً تاريخياً يجب أن نفهمه ونتعايش معه. ثالثاً: تفعيل دور مجلس التعاون الخليجي وأن نتحد سوياً، فعاصفة الحزم سجلت موقفاً خليجياً مازال البعض غير منسجم فيه وحان الوقت أن ننسجم لتعم المصلحة والمنفعة على الجميع. رابعاً، يجب أن نحافظ على علاقتنا مع أمريكا، فهي الضمان الحقيقي لأمننا، لكن يجب أن نتعامل معها بحذر ولا نطمئن لها تماماً فالمزاج الأمريكي.

الدعوة إلى عاصفة فكر

وعن دور الإسلاميين وموقفهم من القضايا والتحديات الأمنية التي تواجهها دول المنطقة المنطقة، دعا طارق الزمر إلى تبني عاصفة فكر، بالتوازي مع عاصفة الحزم، فأهم وأخطر التهديدات التي تتعرض لها المنطقة العربية والخليج تعود إلى ما فعلناه بأيدنا على حد قوله، وتساءل الزمر: كيف تسعى الدول إلى تعزيز الأمن العربي وفي الوقت ذاته تضرب أهم مكون من مكونات الأمن القومي العربي وهو الحركات الإسلامية المعتدلة.

وأضاف: كيف تُعلن الحرب على الحركات الإسلامية المعتدلة، في إطار تصور بناء أمن عربي خليجي، الذي من المفترض أن يستند في الأساس إلى أمن اجتماعي وتهيئة الشعوب للوقوف مع التصور الأمني، كان من الأحرى خلق وإدارة نقاش مع جماعات الإسلام المعتدلة في إطار بناء أمن قومي عربي يستطيع أن يجابه كل التحديات والأخطار لكن للأسف لم يحدث ذلك.

ونوّه الزمر إلى أن الحركات الإسلامية أدركت منذ البداية أطماع إيران التوسعية والمد الشيعي في المنطقة، وكانت أسبق في هذا الأمر وحذرت منه، كما أيدت هذه الحركات ووقفت مع عاصفة الحزم منذ بدايتها.

وأضاف: لا بد من إيجاد صيغة للتوافق والتعايش مع الحركات الإسلامية المعتدلة، بدلا من الصيغة الأخرى التي فرضت على هذه الدول والحركات الإسلامية من قبل قوى خارجية مستفيدة من تهديد الأمن القومي العربي.

مساحة إعلانية