رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1112

"الترويكا" تشيد بجهود قطر في سلام أفغانستان

02 مايو 2021 , 07:00ص
alsharq
الدوحة – الشرق

اشاد البيان المشترك لـ "الترويكا" الموسعة للتسوية السلمية في افغانستان، بجهود دولة قطر في تسهيل عملية السلام، وجاء في البيان الذي اصدرته حكومات الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الروسي، وجمهورية الصين الشعبية، وجمهورية باكستان الإسلامية: "نحن نقدر الدعم الطويل الأمد من دولة قطر لتسهيل عملية السلام، وندعم استمرار المناقشات بين فرق التفاوض للطرفين في الدوحة". واضاف البيان الذي احتوى على 14 بندا ونشرته الخارجية الامريكية على موقعها: "نلاحظ الاستعدادات التي قامت بها تركيا لاستضافة مؤتمر لكبار القادة من كلا الطرفين الأفغان من أجل تسريع المفاوضات بين الأفغان، كما نرحب بدور قطر والأمم المتحدة كمشاركين في عقد هذا الحوار. ندعو الأطراف المتفاوضة إلى إحراز تقدم نحو تسوية سياسية شاملة ووقف شامل ودائم لإطلاق النار".

واشار البيان إلى أن قطر استضافت الجمعة بلطف اجتماع الترويكا واعترف البيان بالمطلب الصادق الواسع النطاق للشعب الأفغاني من أجل سلام دائم وعادل وإنهاء الحرب.

كما أكد من جديد أنه لا يوجد حل عسكري في أفغانستان وأن التسوية السياسية عن طريق التفاوض من خلال عملية يقودها ويملكها الأفغان هي السبيل الوحيد للمضي قدما من أجل تحقيق سلام واستقرار دائمين في أفغانستان. وحث حكومة الجمهورية الإسلامية والمجلس الأعلى للمصالحة الوطنية على الانخراط بشكل علني مع نظرائهما في طالبان فيما يتعلق بالتوصل إلى تسوية تفاوضية. واكدت "الترويكا" انها لا تؤيد إنشاء أي حكومة في أفغانستان بالقوة، بما يتفق مع البيان المشترك الصادر عن الترويكا الموسعة في 18 مارس. واعربت عن تأييدها مراجعة حالة تصنيفات أفراد وكيانات طالبان على عقوبات الأمم المتحدة لعام 1988، على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2513 (2020).

من جانبه، قال القائم بأعمال وزير الدفاع الافغاني، الجنرال ياسين ضياء، في مؤتمر صحفي، امس، إن القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي قد بدأت انسحابها من البلاد - مع اقتراب الموعد النهائي المتفق عليه في الأول من مايو في اتفاق الدوحة. وقال إن "انسحاب القوات الأجنبية بدأ عمليا". وقال ضياء "سيسلمون المناطق التي عولجت فيها قضاياهم اللوجستية (للقوات الأفغانية) بحلول نهاية هذا الأسبوع". وقال إن القوات الأمريكية وقوات الناتو ستغادر أولاً القواعد الأخرى وستنقل إلى باغرام ومن هناك ستغادر إلى الخارج. وقال ضياء إن الدفعة الأخيرة من القوات الأجنبية ستغادر معسكر شوراب في هلمند يوم الأحد. ورافق انسحاب القوات الأجنبية مخاوف بين الأفغان بشأن مستقبل البلاد. وذلك بحسب "تولو نيوز".

وفي السياق، يعتقد فريق من خبراء إستراتيجية السياسة الخارجية الأمريكية أن تزامن تدخل بلادهم في أفغانستان عام 2001 مع انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية، يمثل نقطة مفصلية في مسار الدولتين لعقدين من الزمان. فقد دفع التدخل في أفغانستان، ومن بعده التدخل في العراق عام 2003، إلى تورط الولايات المتحدة في مستنقعات الشرق الأوسط بطريقة طوعية أضرت بها، ولم تخدم مصالحها، في حين سمح انضمام الصين لمنظمة التجارة الحرة بفتح أسواق العالم والولايات المتحدة أمام المنتجات الصينية المختلفة. وسمح هذا لبكين ببناء قوتها الاقتصادية والعلمية والعسكرية، بما أصبح يمثل تهديدا أساسيا أمام طموح واشنطن لقيادة العالم خلال بقية القرن الحادي والعشرين. وخلال خطابه الأول للجلسة المشتركة لمجلسي الكونغرس مساء الأربعاء الماضي، عبّر الرئيس جو بايدن عن رؤية إستراتيجية جديدة تركز فيها بلاده على منافسة الصين، واحتواء روسيا، ولم يتطرق لقضايا لشرق الأوسط التقليدية. ومثّل قرار بايدن باستكمال انسحاب قوات بلاده من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل مؤشرا على توجه إستراتيجي جديد، يتضمن مراجعة جدوى انتشار القوات الأمريكية حول العالم، وظهر ذلك بوضوح خلال جلسات الحوار الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأخيرة، والتي بحثت في جدول وكيفية استكمال خروج القوات الأمريكية من العراق. ويتماشى ذلك مع ما غرد به وزير الدفاع الجنرال لويد أوستن قبل أسابيع حين ذكر أنه و"بتوجيه من الرئيس جو بايدن، سأقود مراجعة انتشار قواتنا المسلحة في جميع أنحاء العالم. علينا التأكد أن لدينا القوات المناسبة في الأماكن الصحيحة، وأن ندعم دبلوماسيينا". بحسب "الجزيرة نت"

واعتبرت دراسة صدرت عن معهد كوينسي بواشنطن أن إستراتيجية الولايات المتحدة المصاحبة لسحب القوات من أفغانستان ينبغي أن تقوم على أسس ثلاثة، ولا تقتصر بالضرورة على الحالة الأفغانية فقط، وهي: أولا، الانسحاب عسكريا والبقاء دبلوماسيا، ويفترض هذا الأساس أن إبقاء قوات أمريكية في أفغانستان يُظهر واشنطن كمحرك للصراع وضامن للأمن، وهذا يحبط التوصل إلى حل وسط، لأن المصالح الأمريكية على المدى القصير لا تتماشى مع مصالح الحكومة الأفغانية وحركة طالبان والجهات الفاعلة الإقليمية. ويعد الانسحاب عسكريا من أفغانستان خطوة صعبة، ولكنها ضرورية نحو تبني سياسة تعتمد على الدبلوماسية والمساعدات المستدامة. وينبغي للولايات المتحدة أن تظل منخرطة دبلوماسيا في عملية السلام الأفغانية، وأن تستخدم نفوذها الدبلوماسي لتشجيع الجهات الفاعلة الإقليمية والمحلية على الدفع قدما بالتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض. ثانيا، دعم تسوية عن طريق التفاوض، مع قبول أن هناك حدودا للنفوذ الأمريكي، والتأكيد على أن التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض بين الفرقاء الأفغان هو الخيار الأفضل لحل 4 عقود من الحرب الأهلية.

في الوقت ذاته من المهم أن يكون هناك إدراك واقعي بشأن آفاق نجاح التفاوض خاصة مع فشل كل المحاولات السابقة. ثالثا، جعل مكافحة الإرهاب عملية إقليمية ومحلية بدلا من آلية التدخل الأمريكي، وربما ما يزال هناك تهديد إرهابي محتمل من الأراضي الأفغانية، كما هي الحال من العديد من البلدان غير المستقرة سياسيا، ولكن الإستراتيجية التي تركز على التعاون الأمني الإقليمي ضد التهديدات المشتركة، أو تعمل على تقوية القوى المحلية المناوئة للإرهاب هي أكثر فاعلية من حيث التكلفة وأقل خطورة في نهاية المطاف من بديل البقاء في أفغانستان إلى أجل غير مسمى. من جانبه، اعتبر المحلل الأمني في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أنتوني كوردسمان أن الانسحاب الأمريكي ستكون له "فوائد إستراتيجية كبيرة"، في منطقة لا توجد بها "مصالح أمريكية ضخمة". وكتب كوردسمان "ستكون مأساة، لكن الوقت قد حان للمعادل الإستراتيجي للقتل الرحيم". وأضاف أنه في أسوأ الأحوال، لا تشكل أفغانستان سوى واحدة من العديد من مصادر التهديد المحتملة لمصالح الولايات المتحدة والحلفاء. وبناء على ذلك، فإن هناك 3 فوائد للانسحاب، الفائدة الأولى هي نقل عبء أفغانستان وتركيز أي نشاط متطرف خارج حدودها إلى الصين، وروسيا وإيران. والثانية هي تحرير موارد الولايات المتحدة للتعامل مع العديد من مراكز عدم الاستقرار والتطرف خارج المنطقة، والمراكز التي يمكن أن تكون فيها الموارد الأمريكية أكثر فاعلية بكثير. والفائدة الثالثة - حسب رأيه - أن حالة أفغانستان ستكون مثالا لما يجب أن يكون عليه الانسحاب الأمريكي. ويتعين على الولايات المتحدة أن توضح أن مساعداتها ودعمها سيكونان مشروطين بالكفاءة والنزاهة. وأوضح كوردسمان أنه يجب أن تصبح المشروطية هي الأداة الأساسية في تقديم الدعم الأمريكي، وأن تصبح هي الطريقة الرئيسية التي تقيّم بها واشنطن تعاملها مع الحكومات الفاشلة أو ذات المصداقية المنخفضة.

مساحة إعلانية