رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

572

أستاذ بجامعة قطر يبتكر طرق تعليمية من تطبيقات الألعاب الإلكترونية

01 نوفمبر 2016 , 06:39م
alsharq
تقوى عفيفي

سامر: تم دعم الفكرة بـ 100 ألف دولار من قبل مؤسسة قطر

اللعبة المبتكرة ستبقي على المتعة والإثارة كما هو الحال في نظيرتها "الإلكترونية"

أهدُف لترسيخ فكرة التعليم التفاعلي لإحداث توازن بين الألعاب والكتاب الجامعي

اللعبة تصمم لتغطية المبادئ العلمية لمادة دراسية معينة ويمكن بيعها كمنتج تعليمي

الفكرة ستسهم في تغيير نظرة الشباب القطري تجاه الالتحاق بالكليات العملية

ازداد اهتمام الشباب وطلبة الجامعات ـ بوجه خاص ـ بالألعاب الإلكترونية الجديدة، مثل البلاي ستيشن والأجهزة الذكية (كالأي باد، والتليفونات المحمولة بكل أنواعها وتقنياتها)، حيث أصبحت هي المسيطر على المناخ العام، والدليل على ذلك أنه أمام ذلك الزحف التكنولوجي الهائل، تزايد دور المشاهدة بالعين والتفاعل باليد على حساب قراءة للكتب..

وعلى المستوى الاجتماعي والشخصي أصبحت أدوات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك والواتس آب وخلافهما) هي الوسيلة الأكثر شيوعاً للتواصل بين الأفراد للحصول على المعلومة بسهولة ويسر، ومن هنا ولدت لدى الدكتور المهندس سامر أحمد (الأستاذ المشارك بقسم الهندسة الميكانيكية والصناعية بجامعة قطر، والحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج البريطانية).

الفكرة تدور حول كيفية الاستفادة من الحالة العامة التي يعيشها الجميع، وتحديداً ممن هم في مرحلة الشباب، باعتبارهم الفئة الأكثر التصاقاً وارتباطاً بالتكنولوجيا الحديثة، إلى ترسيخ فكرة التعليم التفاعلي، وفيما يلي تفاصيل الفكرة:

فكرة الاختراع

بداية قال الدكتور سامر: "نمط الحياة العصرية اختلف كثيراً عما كان عليه الحال في السابق، حيث سيطرت التكنولوجيا الحديثة على كل جوانب الحياة، وأصبح الطلبة يقضون الساعات الطويلة وهم أسرى لتلك الأجهزة الحديثة، بصورة جعلت عملية الإقبال على الكتاب العلمي تقل بصورة تدريجية، وأصبحت عملية الإقبال على القراءة ـ لساعات طويلة ـ أمراً غير مستحب لدى الطلبة، بينما عملية التواصل مع التكنولوجيا الحديثة ـ لساعات طويلة أيضاًـ عملية أكثر قبولاً من الناحية النفسية لدى الأبناء".

ويضيف: "أهدُف من خلال هذه الفكرة إلى ترسيخ فكرة التعليم التفاعلي، بصورة تحقق التوازن المطلوب بين تلقي المعلومة عبر ألعاب الكمبيوتر، وبين ضرورة العودة للكتاب الجامعي للاطلاع على أي معلومة؛ لكي تكتمل الصورة لدى الطالب، ولاسيما وأن أي نقص في أي معلومة سوف يسفر عنه عدم الاستمرارية في اللعبة المراد تمرير المعلومة الدراسية من خلالها؛ الأمر الذي سيدفع الطالب للعودة للمحاضرة لمعرفة الخلل، ومن هنا تأتي عملية الربط بين اللعبة تطبيقا عملياً، والمحاضرة نظرياً. بالإضافة إلى ذلك سوف تبقي هذه اللعبة التعليمية المبتكرة على المتعة والإثارة، تماماً كما هي الحال في جميع الألعاب الإلكترونية، حتى لا يشعر الطالب بالملل".

جائزة البحث العلمي

أما على صعيد ردود الأفعال الخاصة بالطلاب، أو حتى من الداعمين للمشروع، فقد ذكر الدكتور سامر، أن هذا المشروع حصل على جائزة قطر لتنمية الابتكارات، المقدمة من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، والتي تمثل إضافة كبيرة للعملية التعليمية في إطارها التفاعلي والمتميز، بتوافر عنصري التشويق والمتعة مع سهولة الاستيعاب والتطبيق العملي، كما أنه تم عمل سيمنار (ندوة) لشرح فكرة ومميزات تلك الطريقة الجديدة في التعليم، وحظي بحضور عدد كبير من منتسبي جامعة قطر، وحازت على إعجابهم.

واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا

وأضاف دكتور سامر: انضممت أنا والفريق البحثي ـ مؤخراً ـ لبرنامج تسريع تطوير الابتكارات الممول من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، لتطوير هذه الفكرة ودراستها من جميع الجوانب؛ الأكاديمية والاقتصادية، حيث إن اللعبة سوف تصمم لتغطية المبادئ العلمية لمادة دراسية معينة، ويمكن أن تعرض للبيع كمنتج تعليمي، كما هي الحال مع الكتاب الدراسي.

الدعم المالي

ويكمل سامر قائلاً: "حصلتُ بالفعل على تمويل مبدئي بمقدار مائة ألف دولار أمريكي، تم استخدامها في عمل فيلم قصير، يتناول اللعبة الأولى التي تختص بمادة المحركات الحرارية، ولكن مازلت في مرحلة البحث عن الدعم الكافي، الذي يمكننا من تنفيذ اللعبة بصورة كاملة، ولاسيما أنني أرى أن تلك الطريقة ـ في شكلها النهائي ـ سوف يمكن الاستفادة منها، ليس فقط في مجال الهندسة، لكن يمكن تعميم التجربة في بقية العلوم، وأضاف دكتور سامر قائلاً: "بخلاف التوجه العلمي الذي يتوافق مع رؤية قطر 2030، لبناء اقتصاد قائم على المعرفة، فإن تلك الطريقة في حال تطبيقها بصورتها الكاملة، سوف تمثل سبقاً لدولة قطر، حيث يمكن تعميمها على دول المنطقة، بما يمكن من تحقيق عائد مادي كبير".

الالتحاق بالكليات العملية

وأشار الدكتور سامر إلى أن الهدف من الاختراع لم يكن تطبيق الفكرة في الجامعة فقط، وإنما هدفنا تشجيع الطلاب على الالتحاق بالكليات العملية، لأن تلك الطريقة ستسهم في تغيير نظرة الشباب القطري، تجاه الالتحاق بالكليات العملية، وكلية الهندسة على وجه الخصوص، لما للتخصصات الهندسية من أهمية كبرى للاقتصاد القطري. حيث ستسهم تلك الطريق في زيادة إقبال الطلبة ـ بشكل عام ـ على الالتحاق بالكليات العملية، لما تتميز به من أسلوب حماسي ومشوق، في إطار علمي ممزوج بالجانب الترفيهي".

مادة علمية في سباق للسيارات

وختم دكتور سامر حديثه، قائلاً: إن تلك الطريقة تنحصر في تقديم المنهج العلمي في أسلوب جديد؛ كسباق السيارات الذي اعتاد الشباب اللعب به عبر الألعاب الإلكترونية المختلفة، وسوف يمر الطالب بمراحل عدة كالتي يخوضها في سباقات السيارات التقليدية، التي سيصادف فيها العديد من العقبات التي تتطلب منه ـ بجانب مهارات القيادة والتحكم بالسيارة ـ استيعاب جيد للنظريات والقواعد الهندسية للمحركات الحرارية، لكي يتمكن من تحسين أداء محرك السيارة والتحكم في مقدار الانبعاثات الغازية الصادرة من العادم، وبالتأكيد سيتم ذلك عن طريق إرشادات داخل اللعبة، للتذكير بما يجب عمله أو معاودة دراسته لاجتياز العقبات.. حيث يستخدم الطلاب فى هذه اللعبة أجهزه القياس التقليدية، كالتي توجد في المختبرات لقياس الحرارة والضغط، والتي تمثل متغيرات مهمة لأداء المحرك، وسيوفر ذلك بالطبع بيئة تأهيلية للتعلم، للحفاظ على سلامة الطلاب داخل المختبر.

كما أنه سيكون لدى اللاعبين الفرصة في إمكانية التعديل على التصاميم، ومتغيرات أداء المحرك؛ فمثلاً: سيكون لديهم القدرة على تعديل أجزاء غرف الاحتراق الداخلي، وأنظمة حقن الوقود، للتمكن من تحقيق أداء عالٍ، ومن ثَم إمكان الفوز في السباق.

مساحة إعلانية