رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1636

أمين عام المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا لـ الشرق: قطر تقدم أنموذجا راقيا في الاهتمام بالقضايا الإسلامية

01 سبتمبر 2019 , 06:30ص
alsharq
عبدالصمد اليزيدي
حوار – أحمد البيومي

أكد السيد عبدالصمد اليزيدي، أمين عام المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، أن قطر تقدم أنموذجا راقيا في تنظيم مؤسساتها الحيوية المختلفة اهتماما بالقضايا الإسلامية. وقال اليزيدي في حوار مع الشرق على خلفية زيارة وفد المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا إلى الدوحة، إنهم حريصون على بناء جسور التعاون والصداقة مع قطر وكافة الدول العربية والإسلامية.

وأشار أمين عام المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا إلى أن زيارتهم إلى الدوحة شهدت العديد من اللقاءات والزيارات المثمرة أهمها اللقاء مع سعادة الدكتور غيث بن محمد الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وكذلك كانت هناك زيارة إلى مركز الدوحة لحوار الأديان، فضلا عن العديد من المؤسسات والهيئات المختلفة المعنية بالشؤون الدينية.

وأضاف بأن البيت الثقافي العربي في برلين تأسس بمبادرة قطرية، وهذا الأمر محل إشادة في ألمانيا، لأن هذا البيت الثقافي يوطد العلاقة بين المجتمع الألماني والدول العربية بصورة عامة. وألمح إلى أن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا هو مؤسسة تم تنظيمها في إطار المجتمع المدني ولها أدوار دستورية واضحة، لأن دستور ألمانيا يقر بنوع من التشاركية بين مؤسسات الدولة وبين المؤسسة الدينية التي يمثلها المجلس الأعلى للمسلمين في البلاد، تحت سقف المواطنة الألمانية.

وشدد اليزيدي على أن هناك دراسات أكدت ان المسلمين في ألمانيا هم الفئة الأكثر عرضة للتهديد والاضطهاد من المتطرفين، مشيرا الى أنه وفق إحصاءات رسمية كان هناك أكثر من ألف اعتداء على مؤسسات وشخصيات إسلامية في ألمانيا خلال 2017.. وإلى مزيد من التفاصيل:

* في البداية ما أهمية زيارتكم إلى الدوحة؟ وما نتائجها ؟

زيارتنا إلى الدوحة جاءت بعد دعوة كريمة من سعادة الدكتور غيث بن مبارك الكواري، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية. وهذه الزيارة تدخل في إطار إستراتيجية المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا كمؤسسة تمثيلية للمسلمين في ألمانيا، من أجل بناء جسور التعاون والتواصل والصداقة بين ألمانيا ودول العالم الإسلامي في كل مكان من العالم. ولذلك جاءت زيارتنا إلى قطر وغيرها من دول العالم الإسلامي. ونحن في المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا متعددو الأصول والمشارب من مسلمي البلقان وأفريقيا وأوروبا وآسيا والدول العربية والخليجية. ونرى أننا جميعا نشكل هذا الوعاء لكافة مسلمي ألمانيا في إطار المجلس الأعلى للمسلمين، وبالتالي يجب علينا أن نكون سفراء لبناء تلك الجسور والصداقة بين ألمانيا ودول العالم الإسلامي.

* ماذا عن التعاون بين المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا والهيئات الدينية في قطر؟

- الحقيقة زيارتنا إلى قطر سمحت لنا بزيارة العديد من المؤسسات والهيئات المختلفة المعنية بالشأن الديني، علاوة على لقاء مثمر مع سعادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث قدم لنا شرحا عن هذا القطاع. وكذلك كانت لنا زيارة إلى مركز الدوحة لحوار الأديان ومقابلة الدكتور إبراهيم النعيمي، رئيس مجلس إدارة المركز. وفي كل تلك اللقاءات والزيارات استفدنا من نموذج قطر الراقي في تنظيم مؤسساتها الحيوية المختلفة، وذلك اهتماما بالقضايا الإسلامية. ولا شك أن تلك الزيارة تفتح أبواب توطيد العلاقات والاتفاقيات والشراكات في مجالات مختلفة ذات الاهتمام المشترك. ونحن في المجلس الأعلى للمسلمين ننطلق في تقديم خدمات لما يحتاجه المسلم الألماني في السياق الذي يعيش فيه كمواطن ألماني. ولكي نحقق هذا يجب أن يكون لنا امتداد وعلاقات مع مؤسسات علمية ودينية عريقة في كافة بلدان العالم الإسلامي، ولذلك نحن نثمن هذه الدعوة الكريمة من سعادة وزير الأوقاف، ونشكره على الاهتمام بالقضايا الإسلامية والمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، ونأمل أن تكون لهذه الزيارة تبعات ونتائج طيبة في التعاون والمصلحة مشتركة.

دور فاعل

* كيف تقيمون دور قطر في التعاطي بإيجابية مع قضايا العالم الإسلامي؟

- كانت إحدى محطات زيارتنا في الدوحة، زيارة إلى السفارة الألمانية، وأجرينا مباحثات مع نائب رئيس البعثة الألمانية في دولة قطر. وخلال هذا اللقاء أخذنا نظرة عن العلاقات الوطيدة بين قطر وألمانيا. كما أثنى نائب السفير الألماني في الدوحة على البيت الثقافي العربي الديوان في برلين، والذي تأسس بمبادرة من دولة قطر. ويعتبر مبنى البيت الثقافي العربي الذي يحتضن هذا المركز من أجمل المباني، وقد قامت سفارة دولة قطر بإعادة تأهيل هذا المبنى العريق ليصبح بيتا ثقافيا عربيا، بهدف توطيد العلاقة ليس فقط بين ألمانيا وقطر، وإنما مع كافة الدول العربية، ومد جسور التواصل بين الجانبين، والتعريف بالثقافة العربية. وقد أثنى الجانب الألماني على تلك المبادرة القطرية حيث انها تستحق التشجيع والثناء. ونحن نتمنى من جانبنا مزيدا من النجاح لهذه المؤسسة خدمة للصداقة العربية الألمانية، والإنسانية بشكل عام.

* ما طبيعة عمل المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا ودوره في المجتمع الألماني؟

- المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا مؤسسة تم تنظيمها في إطار المجتمع المدني ولها أدوار دستورية واضحة، لأن دستور ألمانيا يقر بنوع من التشاركية بين مؤسسات الدولة وبين المؤسسة الدينية التي يمثلها المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، فيما يتعلق بالدين الإسلامي. ولذلك عندنا ادوار في تربية الأبناء تربية إسلامية فيما يخص المدارس العمومية. وعندنا أدوار في تزكية المدرسين الذين يدرسون المناهج الدينية في الجامعات الألمانية. علاوة على الكثير من الأدوار الأخرى الدستورية. والمجلس يمثل أكثر من 300 مسجد ومركز إسلامي، وله فروع متعددة في كافة مدن ألمانيا. وهدفنا خدمة وازدهار هذا الوطن، حيث تم تنظيم مئات الفعاليات في كافة المدن الألمانية لنشر ثقافة السلام، وتفعيل دور الحوار بين أتباع الأديان، وكذلك معالجة القضايا التي تنشأ عن التنوع الديني في مجتمع واحد متعدد الثقافات؛ خاصة الأقليات من المسلمين الذين يعيشون في دول غير إسلامية.

* ما عدد المسلمين في ألمانيا؟ وكيف يمكن تفعيل تواجدهم خدمة لقضايا الأمة؟

- عدد المسلمين في ألمانيا يتجاوز 5 ملايين نسمة. وهدفنا أن ينظم المسلمون شأنهم الديني في إطار القوانين وأحكام هذا البلد ألمانيا، التي هي وطنهم، وفي إطار المواطنة الشاملة التي تجمعهم. ورأينا تجارب لمؤسسات دينية اسلامية تم تأسيسها على مبادىء وبوادر قومية. ولكن الأنفع أن يكون عملنا تحت سقف المواطنة الألمانية حتى نقدم خدمة لهذا الوطن ككل.

زيادة الاعتداءات

* ما موقفكم من تنامي العداء للمسلمين في الغرب بشكل عام؟

- الحقيقة أن هذا العداء كان موجودا في عقلية بعض المتطرفين سواء في المجتمع الألماني أو غيرها من المجتمعات الغربية. وكان صوت هؤلاء غير مرتفع لأن المجتمع الألماني منفتح ومتنوع وقائم على مبادىء احترام الآخر وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات الدينية وما إلى ذلك. ولكن الامور تحولت بعد أحداث 11 سبتمبر والتي سوقت إعلاميا بأن الاسلام هو المسؤول عنها، وليست فئة إرهابية متطرفة. ومنذ ذلك الوقت سلط الإعلام الضوء على أي عمل إرهابي وحاول لصقه بالاسلام، ولذلك تغيرت الأمور شيئا فشيئا. وما زاد الامر صعوبة هو أن ألمانيا استقبلت عام 2015 أكثر من مليون لاجىء. ولذلك نجحت المنظمات المتطرفة في تخويف المجتمع الالماني من هؤلاء اللاجئين لأنهم سيغيرون هوية البلد. وهذا ضاعف الكراهية والعداء ضد المسلمين.

* وما هو دور المجلس الأعلى للمسلمين في التعامل مع هذا الوضع؟

- نحن نريد تحالفا وطنيا مع جميع الشرفاء بصرف النظر عن لغاتهم واديانهم وأعراقهم من أجل الوقوف ضد هذه العنصرية والعداء سواء كان ضد المسلمين أو ضد أي أقليات أخرى في هذا الوطن. وعندنا في المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا مبادرات ومشاريع كثيرة في هذا الإطار بالتعاون مع فئات كثيرة من المجتمع المدني وكذلك مع مؤسسات عديدة تابعة للدولة الألمانية. ونحن نرى أن هذا العداء والتطرف لا يستهدف الإسلام بل يستهدف قيم ورح الدستور الألماني الذي أسس على احترام الآخر، وبالتالي فالمهدد هو وطننا ألمانيا.

* هناك دراسة ألمانية مؤخرا نشرتها دوتش فيليه أفادت بأن المسلمين في ألمانيا هم الأكثر عرضة للتمييز والاضطهاد.. كيف تعلق على ذلك؟

- هذه الدراسة وغيرها من الدراسات تؤكد حقيقة ان المسلمين في ألمانيا هم الفئة الأكثر عرضة للتهديد والاضطهاد. وهذا نتيجة التخويف الذي مارسته جهات ومؤسسات إعلامية مختلفة.

وليس لنا إلا أن نتمسك بقوانيننا الألمانية ضد هذه الظاهرة التي تسيىء لوطننا ألمانيا بشكل عام. وأن نسعى لتحالف إنساني من شرفاء هذا البلد من اجل محاربة هذا التوجه السيئ الذي تسبب في الاضرار لبعض الموطنين المسلمين الالمان. وإلى وقت قريب كانت الاعتداءات لا تسجل بطريقة رسمية، لكن أصبحت الآن هناك إحصائيات رسمية، ففي أول سنة لرصد الأرقام عام 2017 كان هناك أكثر من ألف اعتداء على مؤسسات وشخصيات إسلامية من بينها رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك، حيث تم تهديده بالتصفية والقتل. ورغم أن الأجواء عصيبة فنحن مستمرون في مقاومة تلك التصرفات خدمة للعيش المشترك داخل ألمانيا التي نعتبرها وطننا الأساسي.

مساحة إعلانية