عربي ودولي

351

تضارب حول حقيقة انتاج "داعش" من النفط وتسويقه

تضاربت الأرقام و التحليلات التي قدمها المشاركون في جلسة "تنظيم داعش و النفط " خلال فعاليات اليوم الختمامي من مؤتمر الإثراء الاقتصادي و التي أدارها الدكتور عبد الوهاب الكبسي من مركز المشروعات الدولية الخاصة.

وقال الكبسي أنه بغض النظر عن تصيف تنظيم الدولة كتنظيم ارهابي فان داعش تعتبر دولة قائمة الذات ولديها ولايات وادارات في نيجيريا وليبيا وتقوم بفرض الضرائب وأبرز وارداتها المالية متأتية من نشاط التنقيب واستخرا ونقل وبيع النفط لتعيد استثمار هذه الواردات في السلاح وعلى رواتب المحاربين لديها، فكيف تقوم داعش بذلك.

ومن جانبه قال الدكتور مرهف جوجاتي من أكاديمية الإمارات للدبلوماسية ان التنظيم الدولة الاسلامية يعتبر شركة نفط كبرى، من خلال استحواذه على 6 حقول للنفط في كل من العراق وسوريا تمكنه من انتاج 40 ألف برميل نفط يوميا من حقول سوريا ونحو 20 أف برميل من حقول العراق و يوظف نحو 2700 مهندس و آلاف التقنيين، تحت حماية شركات أمنية و السواتر الترابية و غيرها من طرق الحماية.

واعتبر جوجاتي ان المداخيل المتأتية من النفط مصدر مستدام لتنظيم الدولة، قائلا :" تبلغ مداخيل تنظيم الدولة نحو 50 مليون دولار يوميا من النفط حيث تتراوح سعر بيع البرميل بين 15 و35 دولار للبرميل الواحد.

ولفت مرهف جوجاتي إلى استفادة جهات مختلفة من النفط الذي ينتجه تنظيم الدولة على غرار الحكومة السورية الذي تستعمل النفط لانتاج الطاقة الكهربائية كذلك اقليم كردسات من خلال نقل النفط بالصهاريج إلى تركيا بالإضافة إلى ألاردن ، كما أن جزء من الانتاج يتم تهربيه إلى مالطا ومنها إلى اسرائيل.

وتواصلا مع هذا الطرح أكد جوجاتي أن وجود سوق استهلاكية داخلية في المناطق التي يسطر عليها التنظيم، و المقدرة بنحو 10 مليون مستهلك ينعش موازنة داعش ، مشيرا إلى أن الدخل المادي يوجه للانفاق على صفقات السلاح و تمويل المقاتليتن بالاأضافة إلى بعض عمليات الصيانية و التي تبلغ فيها اجرة المهندس في اليوم نحو 300 دولار، وتصل إلى 1000 دولار في اليوم في العمليات المعقدة .

ودعا مرهف جوجاتي إلى تضيق الخناق على موارد تنظيم الدولة من خلال معالجة الطلب بمعنى ضرب تجار النفط عبر الحدود والصهاريج التي يتم تهربيها ومعالجة المنظومة الأمنية المتواجدة في الحدود .

وقال رامي شراك من المنتدى الاقتصادي السوري أن النظام السوري منذ تسلمه السلطة لم يعهد على ادراج ايرادات النفط في الموازنة العامة وكان يخفي الارقام الخاصة بهذه الايردات والحجم الحقيقي للكميات المنتجة والايرادات المحصلة والتي كانت موجهة لتغطية المصاريف الخاصة للنظام وللقصر الرئاسي وعلى شراء السلاح، ولم ينتفع الشعب السوري من واردات النفط منذ اكتشافه وإلى غاية اليوم.

وأشار شراك الى أن دولة داعش تسيطر حاليا على 80% من حقول النفط في سوريا، فيما تعود 12% من هذه الحقول الى الجماعات الكردية وتقع 8% فقط من الحقول السورية تحت سيطرة النظام السوري وتقع هذه الحقول في شرق محافظة حمص.

ولفت الى أن جودة النفط السوري تختلف من بئر الى آخر وتختلف الاسعار بحسب هذه الجودة حيث يحتوي بئر عمر على أفضل النفوط السورية.

وأشار شراك الى أن الانتاج السوري من النفط يقدر بنحو 315 ألف برميل يوميا قبل اندلاع الثورة وتنزل الى مستويات منخفضة جدا قبل الارتفاع الى نحو 90 ألف برميل يوميا بعد ظهور دولة داعش، فيما يقدر استهلاك سوريا من النفط عام 2012 بنحو 258 ألف برميل يوميا.

وأشار الى أن عملية استخراج وتكرير النفط من قبل دولة داعش تعتبر بدائية جدا، ويتم بيع البرميل بسعر يقل بنسبة 75% عن السعر العالمي للنفط.

هناك هدر ما قيمته 21% من القيمة الحقيقية للنقط خلال عملية التكرير والاستخراج.

وحول علاقة النظام السوري بدولة داعش، أشار شراك الى أن دولة داعش منذ ظهورها عمدت الى بيع النفط الخام ومشتقاته بالليرة السورية ما دعم العملة السورية، وفي أغسطس 2015 قرر داعش بيع النفط بالدولار ما تسبب في انهيار العملة السورية. وهذا العام قرر تنظيم الدولة بفرض الزكات بالليرة السورية مما زاد الطلب على العملة السورية ورفع من قيمتها من جديد امام الدولار الاميركي.
وقال: "هذه بعض الامثلة عن الادوات التي تعتمدها كل من النظام السوري وداعش لدعم الاقتصاد السوري".

و اشر شراك الى أن ايرادات داعش من النفط تقدر بنحو 3 ملايين دولار يوميا أي ما يعادل 34.7 دولار في الثانية تصرف على شراء السلاح وصرف رواتب المقاتلين.

من جهته، قال أسعد العشي من "بيتنا سوريا": "من البديهي بأن الدولة الاسلامية تتصرف كدولة وليس كتنظيم ارهابي،لكن الارقام التي رأيناها تتحدث على مستويات ذروة الانتاج النفطي لكن في بعض الايام يصل الانتاج الى 7 آلاف برميل يوميا فقط، وبالتالي فانه من الخطأ اعتبار آبار النفط التي تسيطر عليها داعش مصدرا مستقرا للانتاج والايرادات.