رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2893

د. شريفة العمادي لـ الشرق: هذه أسباب الطلاق المبكر والصراعات الأسرية

01 أبريل 2021 , 07:00ص
alsharq
وفاء زايد

قالت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، إن الزواج هو الركيزة الأساسية لبناء مُجتمعات قوية ومتماسكة، وهو ضرورة لتعزيز الصحة والاستقرار النفسي والمادي لدى البالغين ويسهم في بناء مجتمعات سليمة واستدامة الأجيال القادمة. وأكدت أن الأمراض العقلية والاضطرابات السلوكية تؤدي دورا في عدم استقرار الزواج والعنف داخل الأسرة، لافتة إلى أن عدم تأهيل الزوجين للحياة الزوجية قد يؤدي إلى إشكاليات، وأن التعود على الحياة الجديدة عند المتزوجين حديثا، وخوضهم لأدوار والتزامات جديدة، قد يُرهق أحد الزوجين أو كليهما، وإذا لم تعالج هذه الإشكاليات فقد تؤدي إلى طلاق مُبكّر.

وأضافت الدكتورة العمادي في حديث لـ "الشرق" إن العديد من الدراسات العلمية قد أكدت أن المتزوجين زيجات مستقرة وناجحة لديهم صحة نفسية وعقلية أفضل، ويحظون بالأمان المالي أكثر من غيرهم، ويتمتعون بمستويات سعادة أعلى، ويعيشون لفترة أطول، مضيفة إنّ الزواج أيضا المؤسسة الحاضنة الأكثر أهمية في تثقيف الأطفال حول القيم المدنية، والتي تسود المُجتمع لاحقا، حيث يعيش الأطفال الذين ينشأون في أسر سليمة حياة أكثر صحة وطولا، ويصبحون أعضاء فاعلين ومنتجين في المجتمع.

وقالت إن من الطبيعي أن يصُاحب الزواج عددٌ كبير من التحدّيات، في حين أن بعض هذه التحديات يمكن حلها بسهولة، إلا أن بعضها الآخر قد يزيد من اضطراب العلاقات الزوجية مما يؤدي إلى تفكك مؤسسة الزواج.

ولفتت إلى أنه من الجدير بالذكر هنا أن التعود على الحياة الجديدة عند المتزوجين حديثا، وخوضهم لأدوار والتزامات جديدة، قد يُرهق أحد الزوجين أو كليهما، وإذا لم تعالج هذه الإشكاليات فقد تؤدي إلى طلاق مُبكّر، حيث ترتفع معدلات الطلاق في عدد من دول العالم بوتيرة متصاعدة، وفي جزء كبير منها يكون السبب عدم تأهل الزوجين للحياة الزوجية وعلاوة على ذلك، نشهد في هذه الدول انخفاضا في معدلات الزواج وتأخرا في السن الذي يسعى فيه الأفراد إلى الزواج.

وأشارت إلى أنه نظرا للتهديدات التي تفرضها هذه التغييرات على الاستقرار المُجتمعي، عمل معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، على استكشاف المسارات التي تتيح للسياسات العامة إنشاء أنظمة دعمٍ تُساعد على بناء زيجات مستقرة، وذلك في مؤتمره الدولي الأخير، تحت عنوان "الزواج: التأسيس ومقومات الاستمرار"، والذي عقد افتراضياً في الفترة من 23-25 فبراير2021.

انهيار الزواج

وقالت إنه وخلال فعالياته التي تناولت الزواج المستقر، تدارس المؤتمر ثمة عوامل متنوعة وغالبا مُعقدة تُسهم في انهيار الزواج أو عدم استقراره، وتتراوح من العلاقات الشخصية والظروف الاقتصادية والاجتماعية والأسباب الثقافية، كما قد يكون تصور الزوجين، صحيحا كان أو خاطئاً، عن الزواج والأدوار الزوجية سببا لحدوث الصراعات في العلاقات، وأيضا تؤدي الأمراض العقلية والاضطرابات السلوكية دورا في عدم استقرار الزواج، بل وقد تؤدي إلى العنف داخل الأسرة.

وأكدت الدكتورة العمادي أهمية برامج تأهيل المقبلين على الزواج ودورها في استقرار الحياة الزوجية، وقالت يتطلب الدخول في التزامٍ مدى الحياة التحضير الجاد، والوقت الأمثل لتحضير الأفراد للزواج الذي يبدأ قبل الزواج، كما يمكن الإسهام الفعال في معالجة ذلك عبر التوعية قبل الزواج الضرورية للشباب والشابات عن طريق برامج المقبلين على الزواج قبل أن يبدأوا حياتهم الزوجية.

وأيضا عبر تطوير مناهج للتأهيل الزواجي في المدارس والجامعات لتعزيز معرفة الشباب بمؤسسة الزواج والتحضير الجيد للبدء في هذه المرحلة واستدامتها.

برامج التوعية

وقالت: تساعد برامج التوعية للمقبلين على الزواج في تحضير الأزواج لمطالب وضغوط الحياة الزوجية من خلال تعليمهم مبادئ العلاقات الزوجية وبعض المهارات مثل التواصل المفتوح وحل الصراعات والإدارة المالية. كما تُسهم هذه البرامج في تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الزواج أو الأدوار الزوجية وتساعد الأفراد على الدخول إليهِ بالتوقعات الصحيحة، إذ إنّ تعزيز الفهم الصحيح بمؤسسة الزواج يزوّد الأفراد بالوعي اللازم لاحترام هذه المؤسسة وضمان استمراريتها وتقوية العلاقات داخلها.

وفي هذا الإطار أشارت الدكتورة إلى أن معهد الدوحة الدولي للأسرة قد استثمر في هذا المجال لدراسة برامج التوعية المقبلين على الزواج القائمة في الدول العربية، وذلك لتقديم نموذج مرجعي لأفضل الممارسات المبنية على الأدلة العلمية حتى يمكن لمقدمي الخدمات الاستفادة من هذه الأطر المرجعية، وسينشر التقرير قريبا على موقع المعهد الإلكتروني.

أما اختيار الشريك المناسب فهو من الأمور الحاسمة في بناء زواج صحي، وهو يقع ضمن نطاق بعض برامج تأهيل المقبلين على الزواج مسألة حُسن الاختيار، ولا شك أن التوعية قبل الزواج تساعد المقبلين على الزواج على معرفة وفهم طبيعية العلاقات السوية والصحية.

مضيفة إن وجود هذه المواد ضمن المناهج المدرسية يُحسن من القدرة على تعزيز العلاقات الزوجية والتعامل مع التحديات بإيجابية في وقت مُبكر، فمثل هذه المهارات محورية لبناء زيجات سعيدة ومستقرة.

بناء زيجات قوية

وأكدت أنّ تأهيل المقبلين على الزواج هو حجر الأساس لبناء زيجات قوية، وهو ما نعمل عليه في معهد الدوحة الدولي للأسرة كجزء من التزامنا المؤسسي والأخلاقي بالإسهام في بناء مجتمعات متعلمة وصحية، قوامها أسر متماسكة وقوية في قطر والمنطقة. لهذا السبب من الضروري الاستثمار في مرحلة ما قبل الزواج بتعميم المناهج التعليمية ذات الصلة، وبرامج تأهيل المقبلين على الزواج القائمة على الأدلة العلمية.

وتشغل الدكتورة شريفة نعمان العمادي منصب المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، وهي معالجة نفسية معتمدة من وزارة الصحة العامة في قطر في مجال الإدمان والانحرافات السلوكية والعلاجات الأسرية، وقد قدّمت عدة دورات وورش عمل تدريبية في مجال العلاج النفسي والأسري والإدمان والوقاية من الانحرافات السلوكية في قطر وخارجها. كما قدّمت أوراق عمل متخصصة في العديد من المؤتمرات الدولیة، وشاركت في تأليف العديد من الدراسات والأبحاث، نُشر بعضها في مجلات عالمية.

مساحة إعلانية