أهابت وزارة العمل بجميع المنشآت ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة في ظل الظروف الجوية الاستثنائية المتوقعة. كما أكدت الوزارة عبر حسابها بمنصة اكس،...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
أكدت ميليسا ماكنزي، مسؤولة الإعلام والاتصال ونائب رئيس جمعية «أصوات خلاقة من أجل اللاعنف» الحقوقية الأمريكية، أنه أمام تزايد موجات القمع الإسرائيلية والتي تسببت في مئات القتلى وإزهاق حياة عشرات الأطفال، حيث استشهد 40 طفلا فلسطينيا بنيران الاحتلال الإسرائيلي منذ مطلع العام الجاري، ومواصلة الهجمات الإسرائيلية المتكررة وعمليات إطلاق النار التي تحصد الأرواح في جنين ونابلس والضفة، واستمرار الاستفزازات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وانتهاكات متكررة من المستوطنين، فإن الجمعيات الحقوقية المدنية وأصوات بارزة بالتيار التقدمي بالحزب الديمقراطي، تكشف لها مدى فداحة الأوضاع في المشهد الفلسطيني، ورغم تمرير قرارات بالكونغرس تحت مظلة السامية اليهودية، فإن القضية التي باتت تتبناها الجمعيات الحقوقية والأصوات البارزة من أعضاء الكونغرس الرافضين للسياسات الإسرائيلية، تأتي من دوافع الجرائم العنصرية التي ترتكب بحق الفلسطينيين وتعرية الوجه الحقيقي للأزمة من مواصلة القوات الإسرائيلية عدوانها الغاشم على الفلسطينيين في مناطق متفرقة بالضفة وقطاع غزة تزايدت وتيرتها بوحشية منذ مطلع العام الجاري لاسيما في مدينة جنين ومخيمها، فكانت مسارات الرفض والتنديد الأمريكية تسير في أكثر من سياق صدامي مباشر ضد إسرائيل. تنديد بالكونغرس تقول ميليسا ماكنزي، مسؤولة الإعلام والاتصال ونائب رئيس جمعية «أصوات خلاقة من أجل اللاعنف» الحقوقية الأمريكية: إن أول سياقات الرفض جاءت على المستوى السياسي من الكونغرس بتبني عدد من النواب مثل براميلا جاياب ورشيدة طليب ومن قبل إلهان عمر وأجاثيا كورتيز، وخطابات عديدة قدمت إلى مجلس النواب الأمريكي بشأن التمويلات المليارية التي تضخ إلى إسرائيل أمام حقائق مثل الفصل العنصري والتوسع خارج النطاق الحدودي من عام 1948 وتدشين مستوطنات على أسس تمييزية بممارسات تعسفية. تحول أمريكي وتتابع: هناك إسقاط آخر على البعد السياسي يجب توضيحه، إنه حتى على صعيد العلاقات التاريخية فهناك تحولاً بدأ في البروز تجاه إسرائيل سواء على صعيد الرأي العام ومواصلة الانتهاكات والتي لم يعد بمقدرة آلة الآيباك الإعلامية والسياسية تبريرها، أو حتى على الصعيد الرسمي بتعالي أصوات من داخل المعارضة الإسرائيلية ذاتها توضح تأثراً في العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية، وجزء كبير في ذلك يرجع بصورة كبيرة إلى سياسات نتنياهو. سياسات متطرفة وأكدت ميليسا ماكنزي في تصريحاتها لـ الشرق: أن البعد الآخر يتمثل في أن الجرائم الإسرائيلية الموسعة والنهج الإسرائيلي المتطرف خارجيا وداخلياً، بدأ في أن تتحول إسرائيل في سياساتها وممارساتها إلى ما لا يتفق مع القيم والأعراف الأمريكية، فهناك محاذير كبيرة من النهج المتطرف وتحالف نتنياهو مع الأصوات الأكثر تشدداً في الطيف السياسي الإسرائيلي، وجانب آخر برز في انتقادات حادة قدمت للإدارة السابقة بما سمى بإعطاء ترامب رصيداً مفتوحاً لنتنياهو في ملفات وترت العلاقات بقوة مع إيران وساهمت في تقليب الأوضاع الإقليمية بصورة كادت أن تدخل أمريكا نحو حرب عسكرية جديدة، وأيضاً تعقيد النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي بانحياز مباشر في مقترحات تسويات لم تضيف سوى زيادة المشهد اشتعالاً. رفض مدني واختتم الخبيرة الحقوقية الأمريكية تصريحاتها قائلة: إن مساراً آخر ارتبط بالتحول في حركات الرفض المدني والجمعيات الحقوقية والتي طالبت في خطابات عديدة بعدم توجيه الأموال الأمريكية إلى المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، لتبرئة الأموال الأمريكية في استخدامها في عمليات ترهيبية وتهجير قسري وعنف متعمد، ورفض وضع التسويات والمستوطنات الإسرائيلية بأكمله وهو موقف يتفق مع السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة برفض القرارات الإسرائيلية لشرعنة المستوطنات، وعلى صعيد الحركات المدنية بات النظر بوضوح للقضية الفلسطينية بوصفها قضية عنصرية لشعب ينكل به على أساس الهوية ويمارس ضده صورا شتى من العنف الممنهج والمتعمد، وهو أمر بات واضحاً والتقى مع موجات رفض العنصرية بقوة في كثير من الحركات المدنية والأصوات البارزة بقياداتها والتي دعت إلى إعادة مراجعة العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية والاتفاقات المرتبطة بالسلاح والدعم في الكونغرس، ومطالبات بتحول حقيقي إزاء التعامل مع إسرائيل لتخضع للمعايير ذاتها التي تضعها أمريكا في تعرضها للدول التي ترتكب جرائم وانتهاكات عنصرية واضحة.
492
| 10 أغسطس 2023
في عدوانه الأخير على مدينة ومخيم جنين، لم يتمكن جيش الاحتلال من الوصول إلى المجموعات المسلحة، التي تضم مقاتلين من مختلف الفصائل الفلسطينية، ويزيد عددهم حسب تقديرات الاحتلال عن 300 مطلوب لأجهزته الأمنية، ما دفع بالمراقبين والمحللين العسكريين الإسرائيليين، إلى وصف ما جرى بأنه عملية استعراضية، ومخيبة للآمال. ومنذ ذلك الحين، لا تغادر طائرات الاحتلال المسيرة، سماء مدينة جنين ومخيمها، وحتى لدى انسحابه منهما، كان جيش الاحتلال يتوعد الأهالي بجولة أخرى، وربما جولات، حتى تصفية عناصر المقاومة. وما يربك حسابات الاحتلال، أن المجموعات المسلحة، باتت تضم مقاتلين من الجيل الفلسطيني الجديد، المتعطش لبديل عن المفاوضات والعملية السياسية، بعدما داستها مدرعات الاحتلال، سواء أكان من خلال الاعتداءات المستمرة لجيش الاحتلال وعصابات المستوطنين، والتي تستهدف البشر والشجر والحجر، أو من خلال استمرار مصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني بما يهدد الوجود الفلسطيني، أو محاولات تهويد القدس ومقدساتها، وطمس معالمها. خلال الساعات الأخيرة، اغتالت قوات الاحتلال ثلاثة مقاومين في بلدة عرابة قرب جنين، الأمر الذي يرى فيه المواطنون بأنه يحمل بين ثناياه نوايا عدوانية، باستهداف مدينة جنين، كمكان هو «الأخطر في العالم» من وجهة نظر الاحتلال وحكومته، إذ سبق ووصف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مخيم جنين، بأنه المكان الأكثر خطورة في العالم، متعهداً بشن هجمات أخرى على جنين، بهدف تصفية المقاتلين والمطلوبين، وفق توصيفه. وباتت سلطات الاحتلال تتعامل مع مخيم جنين كـ»خزان ثورة» بحسبانه الأكثر اكتظاظاً بين المخيمات الفلسطينية، والأوسع انتشاراً لمجموعات المقاومة، إذ تحول كل مقاتل ينتمي للمجموعات المسلحة، إلى أيقونة وأسطورة وطنية في نظر الأجيال الشابة، التي دأبت هي الأخرى على الانخراط في هذه المجموعات في سن مبكرة. ولعل أكثر ما يميز مخيم جنين عن بقية المخيمات الفلسطينية، وقوعه على مشارف الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والمعروفة بـ»الخط الأخضر» وتحديداً مدن الساحل الفلسطيني والتي لجأ غالبية سكانها إلى المخيم، وربما لا يطيق أبناء مخيم جنين العيش في منازل وأزقة شديدة الاكتظاظ، بينما يرون على بعد أمتار مدنهم الجميلة، وما تحويه من سهول وشواطئ ومتنزهات، يستمتع بها المحتلون!. يقول الناشط في المقاومة الشعبية مجدي تركمان (32) عاماً من مخيم جنين، إن أبناء المخيم نشؤوا وشبوا على قصص وحكايات بطولية، سطرها أقارب لهم، ومنهم الشهيد أو الجريح أو الأسير، ما أورثهم فكر المقاومة والثورة في سن مبكرة. ويضيف لـ»الشرق»: «عندما اجتاحت قوات الاحتلال مخيم جنين عام 2002 خلال العملية العسكرية التي أطلق عليها جيش الاحتلال «السور الواقي» واستشهد خلالها 58 فلسطينياً، بينما قتل 23 جندياً إسرائيلياً، فإن غالبية من ينتمون لخلايا المقاومة اليوم، لم يكونوا قد أبصروا النور بعد، لكنهم سمعوا من أقاربهم عن القصص البطولية التي سطرها أبناء المخيم في حينه، فنهضوا على أفعالهم وورثوا إرثهم، محاولين تقليدهم، والسير على نهجهم». ويرى مراقبون أن ما أفضت إليه نتائج الجولة الأخيرة من العدوان على مخيم جنين، من كسر شوكة الاحتلال وإفشال مخططاته، عززت فكرة المقاومة عند الجيل الفلسطيني الجديد، الذي بات على قدر كاف من الجاهزية، للتصدي لأي عدوان آخر.
702
| 08 أغسطس 2023
يمضي الاحتلال الإسرائيلي في غيه وغطرسته، محاولاً تغيير الوضع التاريخي القائم في القدس المحتلة، والمسجد الأقصى المبارك، حيث تكثفت أخيراً اقتحامات جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين للحرم القدسي الشريف وساحاته، برفقة وزراء في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) يتقدمهم الوزيران المتطرفان بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، ويتخلل هذه الاقتحامات أداء طقوس دينية، وفق معتقداتهم الخرافية بأن هيكلهم المزعوم كان في هذه المنطقة، وأن المسجد الأقصى المبارك أقيم على أنقاضه. ليس ببعيد، تبدو مناطق الضفة الغربية كما لو أنها «ساحة حرب» فلا يكاد يمر يوم، دون أن تراق فيه دماء فلسطينية جديدة، أو يتم خلاله سرقة أرض، أو تدمير ممتلكات، غير أن الأنظار تشخص هذه الأيام نحو أولى القبلتين، وإلى محاولات عصابات المستوطنين (ذبح البقرات الحمر) في ساحات المسجد الأقصى المبارك، لـ(تطهيره) بدمائها، قبل الشروع ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى المبارك (وفق معتقداتها). ذبح البقرات حسب المعلومات التي رشحت لـ«الشرق» فقد أحضرت عصابات المستوطنين البقرات الخمس الحمر من الخارج، وشارك في استقبالها وزراء في حكومة الاحتلال، ويجري الاستعداد لذبحها داخل باحات وأروقة المسجد الأقصى المبارك، في أقرب فرصة، ولعل إحجام بعض عصابات المستوطنين عن اقتحام الحرم القدسي الشريف في الأيام الأخيرة، يعود لقناعتها ومعتقداتها، بأنه يجب أولاً (تطهيره) بدماء البقرات، قبل دخوله، وأن أي تجوال لهذه العصابات في ساحات الأقصى دون ذبح البقرات يكون على نجاسة..! ووفقاً لرئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، فإن المخطط لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، وتدنيسه ومحاولات هدمه، بات وشيكاً، لا سيما وأن هذا يجري بالتعاون مع حكومة الاحتلال، لافتاً إلى أن اليهود المتطرفين، يتجاهلون أن تصرفاً كهذا، سيفجر غضب ملايين المسلمين في أرجاء العالم. وأبان صبري في تصريحات لـ «الشرق» أن ذبح البقرات في المسجد الأقصى المبارك، سيقود إلى ثورة الملايين في العالم غضباً وانتصاراً لمسرى رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) مبيناً أن العالم بأسره يدرك معنى غضب المسلمين ودوافعه، حيال هذا التصرف الجنوني، وهذه الجريمة النكراء والخطيئة الكبرى. صراع ديني واستناداً إلى الكاتب والمحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، فإن حكومة الاحتلال مدركة تماماً للنتائج المتوقعة لاستمرار اقتحام المسجد الأقصى، والتي من شأنها إشعال المنطقة وتحويل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى صراع ديني، لكنها تتجاهل هذه الحقيقة، وتعمي عيونها عنها، فتطلق أيدي المستوطنين نحو مزيد من الممارسات الاستفزازية، والتي يتخللها إساءة دينية ليس فقط لأولى القبلتين والمرابطين فيه من الفلسطينيين، وإنما لكل مسلمي العالم، الذين يرفضون المس بأرض الإسراء والمعراج ومقدساتها. ويؤكد المقدسيون أن القوة العسكرية التي يتغنى بها جيش الاحتلال ومستوطنوه، ستزول أخيراً، وستزول معها أوهامهم بالهيكل المزعوم، فهذه الأرض والمقدسات لن تكون إلا للفلسطينيين، وهم مستعدون للدفاع عنها، مهما تعاظمت التضحيات على أسوارها. ضوء أخضر ويومياً يمضي الاحتلال في جرائمه التي أصبحت لا تعد ولا تحصى بحق الفلسطينيين، فيقتل هنا ويعتقل هناك، يجرح في النهار، ويقتحم في الليل، ويمعن في مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات، وكل هذه الممارسات، لا تتم إلا بضوء أخضر، بل وأوامر من قادته وحكومته، في سياق محاولات حسم الصراع بالقوة، لصالح مشروعهم الاستعماري، ولا يملك الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال إلا مقاومة هذا البطش والإجرام بكل السبل الممكنة. يقول المقدسي جهاد شاور لـ»الشرق»: «يظن الاحتلال واهماً، أن الفرصة مواتية لتصفية الشعب الفلسطيني وقضيته، فيقوم بأوسع عمليات تطهير عرقي بحق أبناء شعبنا، غير أن هذا لن يثنينا عن الدفاع عن أرضنا ومقدساتنا، وسننتصر طال الزمان أم قصر». أضاف شاور: «المجتمع الدولي لا يحرك ساكناً تجاه جرائم المحتلين بحقنا، بل إن أمريكا والدول الاستعمارية تسير عكس التاريخ، ففي أحيان كثيرة، بدلاً من أن تفرض العقوبات على هذا الكيان، تزعم بأن لهذا الاحتلال الحق في (الدفاع عن نفسه) فتعطي هذا الحق للجلاد، وتنكره على الضحية، لكن شلال الدم الفلسطيني لن يزيدنا إلا إصراراً على انتزاع حقنا، والانتصار لمقدساتنا».
532
| 07 أغسطس 2023
كان الحزن يخيم على قرية عوريف الفلسطينية، الغافية في حضن جبل سلمان الفارسي، جنوب مدينة نابلس، في اليوم التالي لاستشهاد الشابين مهند شحادة (26) عاماً، وخالد الصبّاح (24) عاماً، وحتى حجارة منازل القرية، بدت حزينة باكية على رحيل اثنين من أبنائها، في وقت كانت تحيي فيه ذكرى ابنها الشهيد عايد الصفدي. جلس والدا الشهيدين وحولهما الأبناء والأقارب، وجمع كبير من أبناء القرية، يستقبلون المعزين، كان الصمت وملامح الوجوه تشي بحجم الحزن والألم، الذي خلفه رحيل شابين، كانا يضعان أقدامهما على بدايات الحياة، غير أن ثقل الأحزان والألم لم تُخرج المشاعر وتجرد العقل عن الحقيقة، التي تعيشها قرية عوريف، والتي تجعل من حادثة استشهاد الشابين شحادة والصبّاح، جزءاً من سياق عام يجمع الفلسطينيين في قضية واحدة مشتركة، ومفخرة وطنية، بضرورة وأهمية الانتقام لدماء الشهداء التي نزفت مدرارة في جنين، ساعات قبل العملية البطولية التي نفذها الشهيدان، وأودت بحياة أربعة مستوطنين، ومثلهم من الجرحى. «أنا حزين، بل ويسحقني الحزن على فقدان ابني، لكنني عندما أفكر في الأمر قليلاً، أتفهم دوافعه التي قادته إلى هذا المصير، وهو الانتقام لضحايا مجزرة جنين، ومن ثم الارتقاء شهيداً» قال فالح شحادة والد الشهيد مهند، مبيناً أن ابنه كان يحتج على ظلم الاحتلال، الذي يجعل من كل فلسطيني مقاتل وشهيد». أضاف لـ»الشرق»: «ظلم الاحتلال بدأ بطرد الفلسطينيين من أراضيهم، وما زال مستمراً في جرائمه بكل الأشكال، وما يجري في قريتنا لا يختلف كثيراً عما يجري في مختلف القرى الفلسطينية، فالمستوطنات المقامة على أراضينا، تضيق الخناق علينا من كل الجهات، وتجعل من حياتنا جحيماً لا يطاق». وبدت كلمات مصطفى الصبّاح والد الشهيد خالد، بليغة في التعبير عن تشابك الحالة الفلسطينية، التي دفعت نجله الذي تزوج حديثاً، لترك أحلامه جانباً، والمضي بعيداً في الاحتجاج، فتعرض مراراً للاعتقال في سجون الاحتلال، وأصيب برصاصه في مواجهات سابقة، وأخيراً ارتقى شهيداً. تحول كلام الصبّاح إلى ما يشبه الانفجار، إذ ظهر صدى صوته مدوياً، لينعكس على ألسنة وتعابير الغضب في وجوه العشرات من أهالي القرية، الذين راح كل واحد منهم يروي حكاية مكملة للأخرى عن اعتداءات المستوطنين اليومية على أراضيهم وممتلكاتهم. لم تتوقف اعتداءات المستوطنين على أراضي وممتلكات أهالي عوريف، فمستوطنو «يتسهار» يلاحقونهم ليل نهار، ويصادرون مواشيهم من مراعيهم، ويقتلعون أشجارهم، ويطلقون النار عليهم، ولكل واحد منهم حكاية مع هؤلاء، الذين أدمنوا التسلل إلى القرية، كي يضرموا النيران في منازل المواطنين ومركباتهم. «الناس بدها تثور غصب عنها» قال والد الشهيد شحادة، مضيفاً: في أحيان كثيرة، أتساءل: «أليس من حق الشباب الفلسطيني أن يعيش بأمان وسلام على أرضه، مثل كل شعوب الأرض»؟. وهنا تدخل والد الشهيد الصبّاح ليقول: «أي سلام ومصادرة الأراضي مستمرة، أي سلام وجيش الاحتلال وعصابات المستوطنين يرتكبون جرائم القتل بحق شبابنا؟.. والله حتى أطفالنا لا يمكن إقناعهم بسلام كهذا». وكما والده، بدت والدة الشهيد شحادة متفهمة لدوافع ابنها، رغم حزنها الشديد عليه، وقالت: «لقد شيعت ابني الشهيد بما يليق به، فقد زغردت له وهو يوارى الثرى، نعم أنا حزينة، لكن الشهيد لا يخلف وراءه الحزن فقط، بل هنالك أشياء أخرى تدعو لإجلاله والاعتزاز به، والفخر بما قام به من ردع للاحتلال على جرائمه». ولا تبعد مستوطنة «يتسهار» سوى كيلو متر ونصف الكيلو فقط، عن منازل قرية عوريف، وما يتعرض له أهل القرية من اعتداءات على أيدي المستوطنين، يتعرض لمثله أهالي القرى والبلدات المجاورة حوارة وعينابوس وبورين ومادما وعصيرة القبلية. «ما يفعله المستوطنون هنا، لا يخلّف سوى الكراهية والغضب، والاستعداد الدائم للانفجار والحريق» قال أحد المعزين، مبيناً أن المستوطنين يأكلون الأخضر واليابس في هذه المنطقة، فهم يسعون للسيطرة على كل أراضي المواطنين. وتجثم مستوطنة «يتسهار» التي يقطنها مستوطنون متطرفون، على أراض تعود لأهالي القرى المذكورة جنوب مدينة نابلس، في قمة جبل سلمان الفارسي الذي يتوسط مجموعة القرى هذه، لكنها واصلت التمدد على سفوح الجبل الكبير، الممتد في جميع الاتجاهات. ويحمل الجبل اسم الصحابي الجليل سلمان الفارسي، الذي له مقام ديني على قمته، لكنه بات تحت سيطرة المستوطنين، ويقول أهالي عوريف، إنهم كانوا يحيون المناسبات الدينية والموالد في هذا المقام، قبل أن يستولي عليه المستوطنون، ويمنعوهم من الوصول إليه.
852
| 06 أغسطس 2023
شاركت النائبة الأمريكية رشيدة طليب، عضوة مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الديمقراطي، في معرض فني لدعم فلسطين وتكريم مسيرة النضال الفلسطينية المهمة، وضم المعرض الذي أقيم بصالة فنية ضمت عدداً من الصور والرسومات كانت متاحة للجمهور تجسد حياة الفلسطينيين من خلال رسومات وأعمال فنية، انطلاقاً من ضرورة الدعم الحيوي للشعب الفلسطيني وإحياء ذكرى النضال والصمود، وتعزيز العمل التضامني والإنساني مع الفلسطينيين في جنين وفي قطاع غزة والضفة الغربية. الحق الفلسطيني وكانت النائبة الأمريكية رشيدة طليب من أبرز المدافعات عن القضية الفلسطينية بالكونغرس، وقدمت خطاباً بالكونغرس حول الفصل العنصري الإسرائيلي وسعت دائماً إلى عقد فعاليات النكبة داخل أروقة الكونغرس، للتذكير بانتهاكات الاحتلال، والتأكيد على الحق الفلسطيني، أمام الاضطهاد المتكرر الذي تعرض له الفلسطينيون على أيدي البطش الممنهج للقوات الإسرائيلية لاسيما في الحملات العسكرية الدموية الأخيرة في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية. قصص إنسانية وضم المعرض لافتات حملت عنوان «سنعود يا فلسطين» باللغة العربية، ولافتات بالإنجليزية تنبذ الممارسات الصهيونية وتدعو للإفراج عن المعتقلين، وتجسد قصة كفاح المعتقلين في السجون الإسرائيلية وتحمل شعارات «فلسطين حرة» و»الحلم الفلسطيني سيعود حتما»، والعديد من الرسومات التعبيرية والعاطفية التي تحكي قصة النضال، وتروي في سطور مهمة رواية النكبة والكارثة في تهجير نحو 700000 فلسطيني من أرضهم في 15 مايو 1948»، خاصة ان الفلسطينيين ما زالوا حتى الآن يتعرضون للطرد العنيف من منازلهم وتشريدهم لإفساح المجال للمستوطنات اليهودية الآخذة في التوسع، على حساب بيوت الفلسطينيين وأرضهم وحتى أرواحهم، واتسم المعرض بالتفاعلية المهمة مع الجمهور وضم العديد من القطع الفنية التفاعلية ومسودة كبيرة كتب عليها «ماذا ستفعل عندما تتحرر فلسطين» مكتوبة بأحرف كبيرة عبرها، مما يسمح للحاضرين بكتابة أفكارهم عليها. فعاليات مهمة وجدير بالذكر أن المعرض ينضم إلى العديد من الفعاليات المهمة من روابط دعم فلسطين من المؤسسات المدنية والأنشطة الطلابية، والتي كانت مناسبة لتجديد التضامن، والتذكير بالعدوان، ومنصة لاستعراض القصص الإنسانية، وتجارب الفلسطينيين الذين كتب لهم النجاة من الرصاص الإسرائيلي، ومن فقدوا المقربين منهم، والخوف المتجدد من أصوات الرصاص والعيش على شفا الألغام والقذائف، في تعبيرات جسدت من خلال المعرض لإعطاء المجال للقصص الإنسانية وتجسيد مسيرات النضال والعاطفة والمشاركة الوجدانية ورمز للمقاومة الفلسطينية في جميع أنحاء العالم للتأكيد على أنه من خلال المصاعب والآلام سينهض الفلسطينيون لإيجاد طريق للازدهار ومشاركة ثقافتهم الجميلة في كل مكان حول العالم.
734
| 03 أغسطس 2023
في الأيام الأخيرة، جدد البرلمان الأوروبي، دعمه الثابت والراسخ لحل الدولتين الذي يجري التفاوض بشأنه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على حدود العام 1967، بحيث يفضي إلى دولتين ديمقراطيتين، تتمتعان بقدر متساو من الحرية والازدهار، وفق توصيفه. وبات واضحاً للقاصي والداني، أن بداية تغيير في الرأي العام العالمي، بدأت تلوح في الأفق، تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة إيجاد حل عادل وشامل، ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقاً لحل الدولتين، الذي أجمعت عليه الأسرة الدولية، ونادت به مبادرة السلام العربية. غير أن هذا التحول حتى وإن أخذ في التزايد والتعاظم، إلا أنه يحتاج من وجهة نظر مراقبين، إلى خطوات فعلية على الأرض، بعيداً عن لغة الشعارات والبيانات (على أهميتها من الناحية المعنوية) خصوصاً وأن دول الاتحاد الأوروبي لا تكل ولا تمل من الحديث عن أهمية وضرورة الإسراع بحل الدولتين، لتحقيق الأمن والاستقرار، وبنفس القدر، بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وبالنظر إلى آراء المراقبين، فالمطلوب من الاتحاد الأوروبي قبل الشروع في حل الدولتين، هو الاعتراف بدولة فلسطين، لما لهذا الاعتراف من دلالة على النظرة المتساوية التي يدور الحديث بشأنها بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأهميته لجهة أن يكون هذا الحل مستساغاً وقابلاً للتنفيذ. ولا يكاد يمر يوم في العواصم الأوروبية، دون أن تخرج المسيرات المطالبة بضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، كما أن العديد من أعضاء البرلمانات الأوروبية ينادون في اجتماعاتهم ولقاءاتهم بضرورة وضع حد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واللافت أن هذه المطالب وجدت تأييداً واسعاً لدى غالبية الدول، بما فيها تلك الداعمة لدولة الاحتلال، والتي تربطها بها علاقات تجارية وسياسية متينة. وبالاستناد إلى تصريحات المحلل السياسي رائد عبد الله لـ «الشرق» فإن الإطار العام للعملية السياسية، يجب أن يستند إلى تغيير جذري في الموقف الأوروبي من تطلعات الشعب الفلسطيني، للعيش بأمن وسلام، وكي ينعم بالاستقرار كسائر شعوب العالم، مبيناً أنه دون خطوات فعلية على الأرض، فإن هذا سيخرج التأييد والزخم الأوروبي من مضمونه، ويقوض المساعي المبذولة للسلام. وحسب الكاتب والباحث السياسي محمـد الشريف، فإن الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية، سيكون مقدمة لإقامتها إلى جانب إسرائيل، لتعيشا جنباً إلى جنب وفق حل الدولتين، غير أن هذا من وجهة نظره، يحتاج إلى مجازفة الاتحاد الأوروبي من خلال الاعتراف بدولة فلسطين، كي لا تظل المواقف الأوروبية تجاه «الدولتين» تراوح مكانها. يقول الشريف لـ«الشرق»: «حتى يكون حل الدولتين مقبولاً ومستساغاً بالنسبة للفلسطينيين، فيجب أولاً الاعتراف بدولتهم»، متسائلاً: «ما جدوى الشعارات المنادية بحل الدولتين، طالما لا تنعم دولة فلسطين بالاعتراف؟». وتعترف أكثر من 150 دولة في العالم، بدولة فلسطين، لكن هذا غير كاف، كما يقول المراقبون، ما لم تبادر دول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بها، بما يفضي إلى وقف الصدامات المستمرة بين طرفي الصراع، الفلسطينيين وإسرائيل، وكان البرلمان الأوروبي أوصى أخيراً، باحترام القانون الدولي في السعي إلى حل الدولتين، باعتباره حلاً سلمياً عادلاً ودائماً، مطالباً بإصدار رأي قانوني عميق، يشرح العواقب والتداعيات السياسية والاقتصادية في حال التقاعس عن تنفيذه.
892
| 02 أغسطس 2023
يوماً بعد يوم، تتجسد وحدة الفلسطينيين الميدانية على الأرض في مواجهة اعتداءات قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين، وما يلفت نظر المراقبين، أن العمل الفلسطيني المقاوم بات يضم الكل الفلسطيني، فتلتقي كتائب القسام التابعة لحركة حماس مع سرايا القدس المنبثقة عن الجهاد الإسلامي، وتعمل «عرين الأسود» بتنسيق عال مع «كتيبة جنين» و»الرد السريع» في طولكرم، غير أن ما يأمله الفلسطينيون أن تنعكس هذه الصورة الوحدوية على المستويات السياسية. ويجمع الفلسطينيون بمختلف ألوانهم وتموجاتهم السياسية على أهمية وضرورة وحدة الصف الوطني، بحسبانها طريق الحرية والخلاص من الاحتلال، وهم يدركون أن هذا الاستنتاج مصدره ما يتجسد على الأرض من وحدة وتلاحم في التصدي لغطرسة الاحتلال وعدوانه المستمر على امتداد الأرض الفلسطينية، والماضي في جرائمه بمصادرة أراضي الفلسطينيين وتهويد مقدساتهم. وبات واضحاً وجلياً أن الاحتلال بعدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، لا يفوت أي فرصة كي يقتل جهود السلام، ما يجعل من الحل السياسي أمراً بعيد المنال، والرهان عليه «في خبر كان» كما يقول الكاتب والمحلل السياسي محمـد النوباني، خصوصاً في ظل حكومة يمينية واستيطانية متطرفة، مشدداً على أن الرهان يبقى على الوحدة الوطنية الفلسطينية، لمواجهة تغول الاحتلال ومستوطنيه. ولكن، في تعليقه على اجتماعات القاهرة يوضح النوباني: تحتاج الوحدة الفلسطينية، لتخلي أحد طرفي الانقسام والمقصود هنا (فتح وحماس) عن برنامجه السياسي لصالح الطرف الآخر، فإما أن تتخلى «سلطة أوسلو» وفق توصيفه، عن برنامجها وتتبني خيار المقاومة، وإما أن تتخلى المقاومة عن برنامجها لصالح نهج السلطة، وطالما أن هذا يعد ضرباً من المستحيلات السياسية، فإن الهوة تبقى عميقة. ويرى الكاتب والمعلق السياسي نهاد أبو غوش، أن إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، يجب أن يشكل حجر الأساس في المرحلة الحالية، لينطلق الفلسطينيون بعد ذلك نحو الدول العربية والإسلامية بإستراتيجية وقيادة واحدة، لمواصلة مسيرة التحرر، وتعزيز المقاومة بمختلف صورها وأشكالها، في ظل برنامج وطني وسياسي موحد. وحسب أبو غوش، فإن أكثر ما يزعج الاحتلال ويربك حساباته، وحدة الفلسطينيين، مبيناً أن الوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني تظهر على الأرض بأبهى صورها وتجلياتها، بينما الحالة السياسية والجغرافية، ما زالت على حالها من الفرقة والتشرذم، وإعلاء المصالح الحزبية، وهذا لا يسرّ سوى الاحتلال، حتى وإن كان يعاني تداعيات انقسام داخلي غير مسبوق. وبالاستناد إلى المحلل السياسي هاني المصري، فإن سيناريوهات مباحثات القاهرة، لا تخرج عن: إعادة إنتاج اللقاءات السابقة، على غرار ما جرى في الجزائر، إذ سرعان ما انهارت الاتفاقية لعدم تنفيذ توصياتها ومخرجاتها، أو إدارة الانقسام، من خلال الاتفاق على حكومة وحدة، تكرّس الأمر الواقع ولا تنهي الانقسام، دون أن يغفل أن الاعتقال السياسي، يجعل من التشاؤم سيّد الموقف، حيال نجاح حوارات القاهرة. ومن وجهة نظر الشارع الفلسطيني، فقد آن الأوان كي ترتقي القيادات السياسية الفلسطينية، إلى مستوى الوحدة التي يجسدها الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، غير أن ما رشح من القاهرة، من انسحاب ومقاطعة بعض الفصائل، لعدم وقف الاعتقالات السياسية، قد يتحول إلى «حجر عثرة» أمام نجاح المساعي بإنهاء الانقسام، وجعل المصالحة الفلسطينية شيئاً مذكوراً.
462
| 01 أغسطس 2023
يجمع مراقبون، على أن الخلاف الدائر داخل إسرائيل هذه الأيام، هو خلاف داخلي، قابل للحل في أية لحظة، وقبل أن يتطور إلى حرب أهلية، خصوصاً وأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، هو سياسي ضليع ويتقن المراوغة. وجلي أن التناقض الإسرائيلي الداخلي، ليس وليد اليوم، بل يمتد إلى نحو ستة أشهر، وتحديداً منذ انتخابات البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) الأخيرة، وأساسه ما يسمى إصلاح القضاء. ولا يعول الفلسطينيون كثيراً على التناقضات الداخلية الإسرائيلية، فالإضرابات والاحتجاجات التي تعم إسرائيل، من شأنها أن تشل الحياة الاقتصادية، فضلاً عن تدهور العلاقات بين الإئتلاف والمعارضة، ستنعكس على المجتمع الإسرائيلي وحده، بينما يبقى رهان الفلسطينيين على وحدتهم، وترتيب أوضاعهم الداخلية. وكما أن الخلاف الأمريكي الإسرائيلي الذي نشب أخيراً، حول إصلاح القضاء، بحسبانه من وجهة نظر الإدارة الأمريكية، تخلي إسرائيلي عن القيم الديمقراطية، لا يعول عليه كذلك، لجهة دعم القضايا الفلسطينية على حساب الجانب الإسرائيلي، فإن الخلاف الإسرائيلي الداخلي الجاري، لن يفضي كما يعتقد البعض إلى حرب أهلية، وبالتالي لا يعول عليه في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ أن الاستفادة منه محصورة في التحرك الدولي، كما يقول القيادي في المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، مشدداً على أهمية استغلال ما يجري أمام الرأي العام العالمي، من أن المجتمع الإسرائيلي نفسه يرفض اجراءات وممارسات حكومته. واستناداً إلى المحلل السياسي محمـد التميمي، فإنه من المستبعد أن يتحول التناقض الداخلي الإسرائيلي في هذه المرحلة إلى تناقض رئيسي، يفضي إلى تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن إسرائيل، مرجحاً أن تظل الأحداث الجارية في دائرة الاستيعاب، لا سيما وأن واشنطن لا زالت تعول على إسرائيل في الحفاظ على مصالحها في المنطقة والإقليم. يوضح التميمي لـ»الشرق»: «يتوجب الحذر في هذه المرحلة، إذ بات من الممكن أن تشن دولة الاحتلال عدواناً جديداً على إحدى المدن أو المخيمات الفلسطينية، أو ربما تقوم بهجمات خاطفة على لبنان أو سوريا، فالمعروف عنها أنها تسعى على الدوام لحل خلافاتها الداخلية على حساب الشعب الفلسطيني، أو شعوب المنطقة». ويسير الوضع الداخلي في دولة الاحتلال، إلى الصدام، لا سيما في أعقاب مصادقة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) بشكل نهائي، على إصلاحات تمس بالقضاء الاسرائيلي، وخاصة ما يتعلق بصلاحيات المحكمة العليا، غير أن الأمور من وجهة نظر مراقبين، لا زالت في إطار الحل، حتى وإن بدت وكأنها مستعصية.
1152
| 30 يوليو 2023
في عدوانه الأخير، خرج جيش الاحتلال مهشماً من جنين، ما أعطى دفعة معنوية كبيرة لفكرة المواجهة والمقاومة، خصوصاً وأن المقاومين في مدينة جنين ومخيمها، أصبحوا أيقونات وطنية، يحلم كل شاب فلسطيني بأن يصل إلى مستواها. وفي الأيام الأخيرة، بدأت ماكينة الإعلام الإسرائيلية، تبث أخباراً عن مدينة نابلس، التي تعرف في الأوساط الفلسطينية بـ»عرين الأسود» نسبة للمجموعات المسلحة، التي تتحصن داخل بلدتها القديمة، حيث ألمحت المصادر الإسرائيلية، على لسان جنود وضباط من وحدة «اليمام» الخاصة، إلى أن العديد النشطاء الفلسطينيين المطلوبين، والتابعين لمجموعات «عرين الأسود» لا زالوا يتحصنون في مدينة نابلس، مشيرين إلى أن هؤلاء، وفي أكثر من محاولة، فضلوا المقاومة والاشتباك مع جنود الاحتلال على الاستسلام. وبثت القناة الإسرائيلية الـ12 تقريراً مصوراً، عن المجموعات المسلحة التي تتخذ من نابلس مكاناً لانطلاق عملياتها ضد أهداف إسرائيلية، مشددة على ضرورة تصفيتهم، وعدم إعطائهم الفرصة للقيام بعمليات ضد الجنود أو المستوطنين الإسرائيليين. «ما بعد جنين، هنالك مجموعات أخرى تعمل في نابلس ووجب اجتثاثها» قال ضابط في جيش الاحتلال، مبيناً أن صناعة العبوات الناسفة، ربما تكون قد انتقلت وبنفس القوة والكفاءة من جنين إلى نابلس، مبيناً أن التقديرات تؤشر على وجود عمل عسكري فلسطيني منظم، كما أن هناك تقدم في صناعة المتفجرات وتطويرها، ما قد يسرع من العملية العسكرية الاسرائيلية في «جبل النار» كما يسميها الفلسطينيون. وحتى في عدوانه الأخير على مدينة ومخيم جنين، فقد ألمح جيش الاحتلال إلى إمكانية استنساخ العملية أو تكرارها في مدن فلسطينية أخرى، من بينها طولكرم وأريحا، وتصطف في مقدمتها نابلس، ما يعزز إمكانية أن تكون مدينة نابلس هي الهدف القادم لجيش الاحتلال، ولعل ما جرى خلال الساعات الأخيرة، بتصفية الشهداء الثلاثة: سعد الخراز، منتصر سلامة، ونور الدين العارضة، خير دليل على صحة هذا السيناريو، وأن إسرائيل بالفعل، تعد لعملية عسكرية واسعة في نابلس ومخيماتها، والمقصود هنا مخيمات بلاطة وعسكر وعين بيت الماء. وحسب مراقبين، فإن ما جرى في مدينة ومخيم جنين، ما هو إلا مقدمة لاجتياحات أخرى عديدة، كتلك التي شهدها مخيم نور شمس قرب طولكرم، ومدينة نابلس أخيراً، والبقية ستأتي كما يقول قادة الاحتلال. وحتى في خضم الأحداث المتسارعة، والتناقضات الإسرائيلية الداخلية، فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، المعروف بإتقانه للمراوغة، بمقدوره تجميد التظاهرات والاحتجاجات في إسرائيل، من خلال شن عدوان جديد على الفلسطينيين، الأمر الذي سيوحد الجيش الإجرامي، وحتى من يسمون «المعارضة» ضد الشعب الفلسطيني، وهذا ما جرى في عدوان جنين، الذي أيده أكبر معارضي نتنياهو في حينه. فهل يلجأ نتنياهو إلى توحيد دولة الاحتلال في مواجهة الفلسطينيين، من خلال سلسلة اقتحامات واجتياحات لمدن الضفة الغربية؟ وهل تكون نابلس هدفه القادم؟ يجيب المراقبون بـ(نعم) كبيرة، إذا ما شعر بأن الاحتجاجات الداخلية قد تخرج من بين يديه، أو أراد أن يصرف الأنظار عنها.
780
| 27 يوليو 2023
أصبحت سلسلة الإجراءات التي أعلنت عنها حكومة الاحتلال أخيراً، بهدف تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية، وخصوصاً لجهة تخفيف معاناتها من الضائقة المالية، التي ألمت بها خلال السنوات الأخيرة، سارية بالفعل، حسب مصادر في ما يسمى مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، الذي أوضح مسؤول كبير فيه، أن السلطات الإسرائيلية منحت الضوء الأخضر لتخفيف رسوم نقل السلع والوقود التي تفرضها تل أبيب على السلطة الفلسطينية، وستلمس اللجنة الاقتصادية الفلسطينية الإسرائيلية المشتركة، آثارها قريباً، وفق قول المسؤول الإسرائيلي. ولا جديد في الساحة السياسية الفلسطينية الإسرائيلية راهناً سوى المفاوضات الاقتصادية، والتي يرى فيها مراقبون مقدمة لعملية سياسية، وإن كانت مغلفة بسلام اقتصادي، لمنع انهيار السلطة الفلسطينية، وتعزيز مكانتها، القرار الذي تبنته حكومة بنيامين نتنياهو بالأغلبية، ويدعو كذلك إلى مساعدة أجهزة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، لتعزيز حضورها وسيطرتها، ولعل ما جرى من اعتقالات سياسية في جنين خلال الساعات الأخيرة خير شاهد على ذلك. وتُنبىء المباحثات التي يجريها اقتصاديون فلسطينيون، مع مسؤولين في الجانب الأمريكي، عن شراكة اقتصادية منتظرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، لإدراك الجانبين بأن تعزيز التعاون الثنائي الاقتصادي، سوف يدعم الأهداف المشتركة لكليهما، بعد فتح قنوات تفاوضية بهذا الشأن. اللقاءات وإن غلفها الطابع السياسي، لتهدئة الأوضاع التي تصاعدت أخيراً في المناطق الفلسطينية وتحديداً في مدينة ومخيم جنين، إلا أنها لم تغفل أهمية تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني، والحاجة الملحة لتحسين البيئة الأمنية. ووفق مسؤولين فلسطينيين فإن الجانب الأمريكي وافق على تشكيل لجان فنية بهدف استمرار اللقاءات بينهما، وتطوير خطة العمل، بما يفضي إلى تنفيذ البرامج المشتركة، التي من شأنها تطوير الاقتصاد الفلسطيني، الأمر الذي رجّحه المحلل السياسي خليل شاهين، لافتاً إلى أن مرحلة السلام الاقتصادي أصبحت سارية بالفعل، ضمن المساعي الأمريكية والفلسطينية الإسرائيلية للإبقاء على الحل السياسي حياً. ويرى شاهين أن تعزيز التعاون الاقتصادي بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية، ودعم التنمية الاقتصادية الفلسطينية، وتحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني، ما هو إلا مقدمة للسلام الاقتصادي، الذي ترى فيه إسرائيل بديلاً للمسار السياسي في هذه المرحلة، لا سيما وأن فرص استئناف مفاوضات سياسية في المرحلة الراهنة، تكاد تكون معدومة. وفي الأيام الأخيرة، التي تلت العدوان الإسرائيلي على مدينة ومخيم جنين، تبلورت بشكل جلي لدى الجانب الإسرائيلي، فكرة السلام الاقتصادي مع الفلسطينيين، الأمر الذي يقرأ فيه مراقبون، محاولة لتهدئة الأوضاع الأمنية، عبر البوابة الاقتصادية.
586
| 20 يوليو 2023
وسط الظروف الاستثنائية، التي يمر بها مخيم جنين هذه الأيام، بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير، والذي نتج عنه فقدان العديد من الأسر الفلسطينية منازلها، أو مصادر أرزاقها، ينشط أعضاء لجان الطوارئ في القرى والبلدات الفلسطينية المختلفة، في جمع التبرعات المادية والعينية، لإغاثة العائلات المتضررة، ومن فقدوا لقمة عيش أطفالهم، مجسدين بذلك أبهى صور التآخي والتكاتف. ويجد الفلسطينيون ضالتهم المنشودة في مد يد العون لأهالي مخيم جنين، فيشنغل الجميع في القيام بواجبهم الإنساني، ولا يجد أبناء المدن والقرى والبلدات الفلسطينية غضاضة، في أن يكون لهم موقف إسناد واضح، للأهل في مدينة ومخيم جنين، بل إنهم يرفضون أن تذهب استغاثة أبناء المدينة ومخيمها إلى واد سحيق، بحيث لا يُسمع صوتها أو يتردد صداها، فلم يترددوا في تقديم أرقى ألوان الدعم بشقيه العيني والمادي، من خلال ما تيسر من إمكانيات، دون الاستكانة إلى شعار «العين بصيرة واليد قصيرة» والمعروف عنهم بأنهم لا يسألون الناس إلحافا. هذا نزر يسير من مواقف الفلسطينيين، كما يوضح الناشط مراد عليان، مؤكداً أن الفلسطينيين يرفضون الاعتصام بصمت أهل القبور حيال الملمات والكوارت التي تحل بأي مدينة أو قرية أو مخيم فلسطيني. «كيف لي أن أنام وابن جنين جائع أو لا يجد مأوى» قال عليان لـ»»، مؤكداً أن أبناء قريته أخذوا على أنفسهم تقاسم رغيف الخبز وقطرة الماء مع أهالي جنين، من خلال توفير كل الإمكانيات المتاحة لهم، كي تمر هذه الأزمة «على خير» كما يقول. أضاف عليان الذي يشرف على جمع التبرعات بأشكالها: «رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، نلمس تجاوباً كبيراً من الأهالي في مد يد المساعدة لإخوانهم الذين فقدوا منازلهم ومصادر أرزاقهم في جنين، وهناك مبادرات كثيرة انتشرت، بما يجسد مقاصد هذه الحملة التضامنية بكل ما للكلمة من معان إنسانية سامية». وفي قرية بورين جنوب نابلس، يؤكد عضو لجنة الطوارئ بشار حمدان، أنه ورفاقه أخذوا على عاتقهم، تقاسم لقمة العيش مع أبناء جنين، موضحاً: «شيء جميل أن نرى هذا التعاضد والتكافل، وأن يساعد بعضنا البعض، وفق ما تيسّر، والناس لبعضها». وتنهض في فلسطين مبادرات فردية وجماعية، في سبيل التكاتف لتخطي أزمة مدينة ومخيم جنين، وتعيد هذه المبادرات إلى أذهان الفلسطينيين، صور التعاون التي جسدتها الانتفاضة الأولى، وأيام الاجتياح الإسرائيلي للمدن الفلسطينية العام 2000. «نقوم بواجبنا، وما نقدمه للمنكوبين في جنين، لا يعادل قطرة دم شهيد من أبنائها» يقول حمدان لـ»الشرق»، مبيناً أن التبرعات المادية والعينية انهالت على قوافل المساعدات، في طريقها إلى جنين، مفاخراً بلحمة الشعب الفلسطيني، فهو من وجهة نظره كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، بل إنه جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء.
842
| 11 يوليو 2023
أفرجت إسرائيل، أمس، عن القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس بالضفة الغربية الشيخ حسن يوسف، بعد انقضاء فترة حكمه البالغة 20 شهرا. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت يوسف (68 عاما) منتصف شهر ديسمبر عام 2021 في مدينة بيتونيا غربي محافظة رام الله والبيرة، وذلك بتهمة تقديمه واجب العزاء في أحد الشهداء بمدينة القدس المحتلة، ووجوده في المدينة من دون تصريح. وقال أويس، نجل القيادي المفرج عنه، إن والده أمضى في اعتقاله الأخير كامل الحكم الصادر بحقه وهو 20 شهرا، ليبلغ مجموع ما أمضاه في السجون الإسرائيلية قرابة 24 عاما. وفي 27 فبراير الماضي، وبعد عدة جلسات، أصدرت محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية حكما بالسجن الفعلي لمدة 20 شهرا على القيادي الفلسطيني، وفق ما ذكره مركز إعلام الأسرى في حينه. واعتقل يوسف في 13 ديسمبر 2021 بعد مداهمة منزله في بلدة بيتونيا غربي رام الله، وذلك بعد أقل من 4 أشهر على الإفراج عنه من اعتقال سابق استمر 9 أشهر. وحسن يوسف، من أبرز قيادات حماس في الضفة، وكان عضوا في المجلس التشريعي المنتخب عام 2006، واعتقل لأول مرة عندما كان طفلا لم يتجاوز 16 عاما، وذلك بعد عمله كإمام مسجد. وفي أوائل التسعينيات اعتقل مجددا بتهمة الانتماء لحماس، حيث انتهت هذه الفترة بنفيه عام 1992 إلى مرج الزهور جنوبي لبنان لمدة عام برفقة قيادات أخرى من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ومن ثم توالت الاعتقالات بحقه حيث وصلت بشكل تقديري لنحو 16 اعتقالا. وتعتقل إسرائيل في سجونها قرابة 5 آلاف فلسطيني، بينهم 31 أسيرة و160 طفلا وقاصرا، وفق معطيات نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).
888
| 10 يوليو 2023
ما زال مرجل المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية يغلي، فلا يكاد يهدأ في جنين، حتى تستعر جذوته في نابلس، وفيما تتعدد صور وأدوات العدوان، فإنه سيظل مستمراً ما بقي الاحتلال، الذي لا تمل دولته ولا تكل محاولة تجاوزه، لكن عبثاً.وتجد دولة الاحتلال نفسها أمام منعطف جديد، في كل عدوان تشنه على الفلسطينيين، رغم إصرارها على إدامة احتلالها والتنكر لحقوق الفلسطينيين في نيل حريتهم واستقلالهم، فتغلق كل المسارات السياسية، وتعمل على حصرها فقط بقضايا تتعلق بالتنسيق الأمني وبعض الاحتياجات المادية. وإزاء ذلك، لا يجد رجال المقاومة الفلسطينية، وخلفهم كثيرون من الشعب الفلسطيني حرجاً في الرد على الاحتلال وجبروته، وعليه لم يعـد غريباً اشتعال غالبية مدن وقرى الضفة الغربية، بالمواجهات مع جيش الاحتلال وعصابات مستوطنيه، لدرجة باتت عمليات المقاومة يتردد صداها في مختلف المواقع، حتى تلك التي ظن الاحتلال أنها آمنة وبعيدة عن مسرح المواجهة معه، بل إن التفاف الشعب الفلسطيني خلف المقاومة، ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ انتقلت أدبيات العمل المقاوم إلى أعراس الفلسطينيين وأهازيجهم، وحتى في تغريداتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. هكذا تنام وتستيقظ مدن الضفة الغربية، في غمرة التصدي لعدوان الاحتلال على جنين ومخيمها، الذي ما زالت تداعياته مستمرة، بل إنها أخذت تُسقط معها كل تنبؤات الاحتلال، بأنها موجة غضب وسرعان ما ستنتهي، وضاعفت من معاناته مع تزايد عمليات المقاومة، فبات من وجهة نظر مراقبين ومحللين، هو من يبحث عن الخروج من هذا النفق. وبالاستناد إلى المحلل السياسي ياسر أبو هين، فالمختلف الذي ربما لا ينظر إليه كثيرون، هو تبني فصائل فلسطينية بعينها للعمليات الفدائية، ما يعني أن المواجهة بدأت تأخذ شكلاً أكثر عمقاً، وأنه طالما لم تتوقف دولة الاحتلال عن قتل الفلسطينيين وتشديد الخناق عليهم، وما لم تعد النظر في سياسة التهويد وضم الأراضي، فإنها ستكون أمام احتمالات المواجهة الشاملة في أمد قريب. يوضح أبو هين لـ «الشرق»: «الشارع الفلسطيني يغلي في ساحة حرب متعددة الجبهات، وسواء رغبت دولة الاحتلال بهذه الحرب أو لم ترغب بها، إلا أنها تبقى منخرطة بها، بما تملك من عدة وعتاد، وما لا تملك في مواجهة إرادة شعب ضاق ذرعاً بإجراءاتها وممارساتها، وبات مستعداً للمواجهة، أكثر من أي وقت مضى».وتفيد النظرة الفاحصة للمواكبين للأحداث الجارية على الأرض، أن قوة الاحتلال أخذت تتراجع أمام ضربات المقاومة، رغم جنوح حكومة الاحتلال نحو التطرف، وربما كان التحول عندما نجح مقاومون فلسطينيون في تدمير ناقلات جند إسرائيلية في مخيم جنين، وقتل وجرح عدد من الجنود، وربما كانت معركة جنين الأخيرة خير دليل على صحة هذا المنطق، إذ استمرت هجمات المقاومة أثناء وبعد العدوان.ويرى المحلل السياسي رائد عبد الله أن العدوان الأخيرة على جنين، أثبت تآكل قوة الردع الإسرائيلية، وتعزز هذا مع تدفق العمليات التي نفذها مقاومون من نابلس والخليل ورام الله، ما عزز فشل منظومة الردع التي كانت تتغنى بها أجهزة الاحتلال. يقول عبد الله لـ «الشرق»: «اليوم تجد دولة الاحتلال نفسها في مواجهة أزمة عميقة وغير مسبوقة، فالمقاومة التي ذهبت لوأدها في جنين، امتدت وجرى تسريبها إلى مناطق فلسطينية أخرى، بل إنها وصلت إلى قلب الداخل المحتل كما جرى في عملية تل أبيب، ومن هنا نستطيع القول إن الفلسطينيين أصبحوا يتواجدون في ساحات متعددة لمواجهة واحدة مع الاحتلال، وهذه الساحات الجديدة تضاف إلى الساحة المشتعلة أصلاً في جنين ونابلس ورام الله والقدس، ودون توقف».
682
| 09 يوليو 2023
أكدت إيما براين، مسؤولة تحرير النشرات الإخبارية بشبكة «ريل نيوز» الأمريكية، والباحثة بالعلوم السياسية بمعهد JBI لحقوق الإنسان: إن الإرادة الفلسطينية القوية التي تبدت في فلسطين ومخيمها، ما زالت إلى الآن تتجدد بوضوح في الجهد المدني والتضامن المجتمعي الرائع لإزالة مخلفات العدوان، وبسمة الأمل ما زالت باقية في عيون الأطفال الذين باتوا يجوبون شوارع المدينة بأعلام فلسطين ويرسمون علم وحلم بلادهم على وجوههم في صور يرفعون فيها بأيديهم شارة الانتصار، هذا المشهد المتجدد فالتمسك الفلسطيني بالحياة وعدم قدرة الكراكات الإسرائيلية على محو الإرادة الفلسطينية، ولكن الصورة المؤسفة أن العنف هو ذاته ولكن فقط بتطور الآليات لمزيد من القصف والقمع وحصد الأرواح، ولكن الأمر بقي مثل سابقه قبل عشرين عاماً، وما زال الصمت الدولي قائماً، وما زال الإفلات من العقاب نهجا متكررا، وهذه المرة في عملية هي الأعنف حتى منذ عام 2000 باستخدام القصف الجوي ونحو 2000 جندي إسرائيلي، وكان القصف الوحشي للشوارع والممتلكات متعمداً بصورة تعوق قدرة المدينة على الحياة، ولكن الإرادة الفلسطينية سرعان ما أعادت بعض الطرقات وتدفقت كثير من المساعدات الإنسانية ولكن بالمقاومة الداخلية عبر تضامن المدن المجاورة، والأمر الغريب والجدير بالثناء أيضاً هو ما طوره الفلسطينيون من مشاعر غريبة في اعتياد الغارات الإسرائيلية، سرعة تجاوز الخوف والبقاء متمسكين بمدينتهم وبيوتهم وإعادة بنائها مرة أخرى في يقين أن كل البيوت ستبنى، ولكن ما يوجع قلوبهم بصورة لا تعوض هو الحزن الكبير على فقدان المقربين من أهلهم وذويهم ضحايا الغارات الإسرائيلية، فخلال تغطيتي العديدة للأحداث لاسيما في غزة كنت أجد مشاهد مرعبة على الصعيد الإنساني، وجدت أسر وعائلات وأصدقاء في جحيم العدوان يحضرون الملابس الجديدة حتى إن جاءهم القصف يستقبلونه بثياب معدة لذلك ويموتون في بيوتهم، قصص إنسانية تبكي الضمير الإنساني غير اليقظ على ما ترتكبه القوات الإسرائيلية من جرائم متواصلة. وجه الإرهاب الحقيقي تقول إيما براين في تصريحاتها لـ الشرق: إن هناك معارك عديدة بعضها ترهيبي للغاية تشن من قبل حملات العلاقات الإسرائيلية بصورة مكثفة على الإعلام والصحف الغربية، وباتت الضغوط حتى تمارس على الذين يعملون مثلي في القنوات والشبكات المستقلة، وكنا ندرك ذلك بوضوح في أمريكا في معادلة إسرائيلية واضحة من كسب المعركة الإعلامية تحت شعارات الحق في الدفاع عن النفس ومواجهة ما يسمونه بالإرهاب، وخط آخر من خلال الضغط السياسي المؤثر على نواب الكونغرس في حملات شاهدناها بقوة على رشيدة طالب وإلهان عمر وحتى المؤثرين من التيار التقدمي بالحزب الديمقراطي، خاصة في ضوء المعطيات الانتخابية العديدة القائمة على المشهد في الساحة الأمريكية السياسية، ووجدنا خيوط هذه الضغوط تمتد حتى إلى الإعلام في بريطانيا كما شاهدنا مع أنجانا جادجيل، ولكن أمام ذلك بات هناك إدراك كبير خاصة بعد أحداث غزة امتداد التعاطف مع القضية الفلسطينية من الداخل الأمريكي بقوة في قضية تبناها كثير من النشطاء والحقوقيين في الحركات المدنية المؤثرة، فالقضية تحمل أبعاداً عنصرية واضحة. حقائق تتكشف وتابعت: إنه حتى في كثير من الجمعيات والمؤسسات الحقوقية المعارضة فهي ترفض هذا النهج من قبل القوات الإسرائيلية، وتدرك وضوح المشهد من صراع بين قوات محتلة في أراض محتلة ومواجهة من أصحاب الأرض الذين لديهم حقوق مشروعة يتم تقويضها سواء في جنين أو نابلس أو الضفة أو قطاع غزة، وهناك أزمة باقية من غياب المعايير بل ازدواجيتها في التعامل مع القضية الفلسطينية، فما الذي يختلف في المعايير الحالية من العنف الإسرائيلي المفرط عما صنفته أمريكا والمجتمع الغربي كتمييز عنصري في وقائع عديدة في إفريقيا على سبيل المثال من استهداف على أساس الهوية يحدث في المشهد الفلسطيني وعبر تصريحاته واضحة ومباشرة من المسؤولين الإسرائيليين، وأيضاً ما الذي يختلف في معايير صناعة القرار التي حددتها في التعامل مع المشهد الأوكراني عما هو يحدث بصورة أكثر فداحة إنسانية وبنهج متكرر عبر أكثر من عقد من القوات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
642
| 09 يوليو 2023
أعلنت الرئاسة الجزائرية أن الرئيس عبد المجيد تبون تلقى الشكر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد قراره مساء الخميس تقديم إعانة مالية قدرها 30 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار مدينة جنين التي تعرضت لعملية عسكرية واسعة للجيش الإسرائيلي. وذكرت الرئاسة في بيان أن الرئيس عبد المجيد تبون قرّر منح مساهمة مالية بقيمة 30 مليون دولار للمساعدة في إعادة إعمار مدينة جنين الفلسطينية وذلك على إثر الاعتداء الهمجي الإجرامي الذي شنّته قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف البيان أن العملية العسكرية التي استشهد فيها 12 فلسطينيا، ألحقت دمارا في البنى التحتية مع تشريد العديد من الفلسطينيين الذين تركوا منازلهم بحثا عن ملاجئ آمنة. والجمعة تلقى تبون رسالة من الرئيس محمود عباس عبر له فيها عن شكره الجزيل وعرفان الشعب الفلسطيني على المساهمة المالية العاجلة لإعادة إعمار ما دمره الاعتداء الهمجي الذي شنته قوات الاحتلال الاسرائيلي.
518
| 08 يوليو 2023
أكدت شيري ماكارثي المنسقة العامة بمنظمة جلوبال ليجال ريفورم، والخبيرة الحقوقية بعدد من لجان الأمم المتحدة للحقوق والحريات المدنية، أن الأوضاع الإنسانية المتزايدة في تفاقم خطورتها في جنين حسب ما ترصده التقارير الأممية والمؤشرات الداخلية جراء العملية الوحشية التي تم إطلاقها من قبل القوات الإسرائيلية على مدار يومين على مدينة جنين ومخيمها، والمشاهد المؤسفة في تدمير الطرقات وقصف المستشفيات وترك نحو 80 في المائة من المدينة بمعاناة واضحة في البنية التحتية لاسيما في الكهرباء والمياه، جانب آخر أن من يسكن مخيم جنين كانوا بالأساس مهجرين قسراً من منازلهم ومشردين عن بيوتهم والآن باتوا مضطرين إلى العودة إلى حياة التشريد والهجر بعد تدمير كثير من المنازل والممتلكات، وجعل المدينة ومخيمها غير صالحة للعيش بنسبة كبيرة جراء العمليات العنيفة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية، والتي لم تتوقف حتى الآن ولكنها انتقلت إلى أماكن أخرى بالضفة، مع تزايد العمليات من المقاومة في المقابل، وانتظار ما ستخبرنا به الأيام المقبلة من رد فعل سيكون قريباً حتماً على مستويات عديدة، أهمها المستوى الإنساني الكارثي في المعايير الأممية الذي تقترب له الأزمة الإنسانية المباشرة، جانب آخر إن قصف المستشفيات في غير ساحة القتال ودون أن تكون تلك المستشفيات ذات صفة عسكرية ومنع الطواقم الطبية من مباشرة مهامها الإنسانية والإغاثية لعلاج الجرحى، كل هذا ليس فقط انتهاكا صارخا للقوانين الدولية ولكنه يرتقي لجرائم حرب حسب التقرير الأممي الأخير، الأزمة في وجود هذا النهج المتكرر وتناميه على أكثر من مستوى. جرائم حرب وقالت ماكارثي إنه ليس من المنطقي أن يتم التعامل مع القضايا التي نشاهدها في المشهد الفلسطيني بسياق مغاير في التوصيف والتصنيف فيما يتعلق بمعاييرنا لجرائم الحرب والانتهاكات المتعمدة، بالمقارنة مع ما شاهدناه في أوكرانيا عموماً. وأشارت إلى أن مخيم جنين هو مخيم لجوء بالأساس، وإطلاق حملات عسكرية إسرائيلية بتحميل المدينة ومخيمها لاتهامات إرهابية مزعومة، ثم بعد ذلك الشروع في خلق حملة أمنية مباشرة عنيفة لتصفية أو القبض على من تصفهم القوات الإسرائيلية بالإرهابيين، وحينما تخرج مقاومة مسلحة لردع الاعتداءات يتم التنكيل بهم واستخدام هذه الوقائع وتوظيفها سياسياً لعنف إضافي جديد. وتابعت: بالتأكيد نحن لا نتحدث هنا عن العقاب الجماعي أو الحوادث الفردية، ولكن دراسة أسباب العنف الرئيسية ودوافعها لا يمكننا أن نعزلها عن الاعتداءات الممنهجة من قبل القوات الإسرائيلية التي لديها تاريخ طويل من استخدام العنف غير المبرر في مناطق مأهولة بالسكان وتدمير البيوت والممتلكات بوتيرة مكثفة، ثم استغلال التشريد لموجات إضافية من توسع في المستوطنات في مناطق أخرى، كما لا يمكننا أن نفصل أيضاً بين العمليات في ابريل الماضي في جنين أو في التحركات في نابلس وضواحيها من هجمات متعمدة من أجل تحقيق غايات واضحة ومعلنة في التصريحات الرسمية الإسرائيلية باستهداف مدينة جنين ومخيمها ونهج مكرر بمناطق عديدة بالضفة الغربية. قمع منظم وأوضحت شيري ماكارثي الخبيرة الحقوقية الأممية في تصريحاتها لـ الشرق أن حجم الدمار شبه الشامل الواقع للبنية التحتية في جنين يخرج بكل تأكيد عن سياقات العنف المبرر أمنياً بالحق في الدفاع عن النفس كما في كثير من التصريحات الغربية، معتبرة أن هذا الحق بالأساس ينتقل للفلسطينيين أنفسهم أمام ما يواجهونه من قمع منظم وشامل، إذ ما الذي تنتظره أمام تدمير البيوت والمستشفيات والخدمات ومحطات الطاقة والمياه؟. واضافت: كان من الطبيعي أن تنخرط عناصر المقاومة الفلسطينية في مواجهة القوات الإسرائيلية كحق مشروع لها في الدفاع عن نفسها أمام نظام قمعي واعتداءات غير مبررة على الإطلاق.. واضافت: بالتساؤل عن موقف الأمم المتحدة فان أغلب المقررين ينددون بقوة بما يحدث في المشهد الفلسطيني، كما يتم توجيه خطة دعم إغاثية إنسانية من أجل مساعدة المتضررين، وهناك الكثير بالفعل من الممكن القيام به ولكن بأدوات شبه مبتورة مع غياب الإرادة السياسية في عواصم صناعة القرار لتحميل المسؤولية الكاملة للسلطات الإسرائيلية وردعها عن مسارها المتطرف والعنيف بحق الفلسطينيين سواء في الضفة وقطاع غزة، والشواهد في صفقات التسليح الجديدة مع إسرائيل وموجات الضغط الدبلوماسي من أجل مزيد من عمليات تقويض القضية الفلسطينية وداعميها الإقليميين مشهد مؤسف بكل تأكيد، فهذا النهج يتجاهل الحقوق الفلسطينية المشروعة بالكامل، ويعطي ضوءاً أخضر ضمنيا لإسرائيل بالإفلات من العقاب، فبدلاً من الانخراط في نهج فاعل من عملية سلام حقيقية، نجد صمتاً متجدداً ومتكرراً لا يمكن لوم الفلسطينيين الآن حينما يعتبرون المجتمع الدولي جزءاً من مشهد المسؤولية لما يعانونه، وهو موقف يتطلب تدخلاً أممياً فاعلاً ودولياً مؤثراً من أجل حل حقيقي يتجاوز الهدن الوقتية، ويضغط على إسرائيل من أجل وقف النهج العنيف والمتطرف لسياساتها في الضفة في موجات هي الأعنف منذ 2002.
516
| 08 يوليو 2023
قدّمت قناة الجزيرة دليلا آخر على المهنية وأسمعت كلماتُها من به صمم وهي تحوّل أنظار المشاهدين من المناطق المشتعلة في أنحاء عديدة من العالم إلى جنين ومخيمها، في تغطية متواصلة ومتكاملة للعدوان الإسرائيلي الأخير. وكعادتها أطلقت الجزيرة بثًا مفتوحًا على مدار الأيام الماضية، ورصدت لحظة بلحظة الأوضاع من داخل مخيم جنين شمال الضفة الغربية، بفضل طواقمها المرابطة داخل المخيم وفي الأماكن ذاتها التي نقلت منها الصحفية الراحلة شيرين أبو عاقلة اجتياح الجيش الإسرائيلي في العام الماضي، قبل أن تغتالها آلة القتل الإسرائيلية، لكن آلتهم تلك لم تثن زملاء شيرين عن رسالتهم، وواصلت الجزيرة التغطية حتى ما بعد انسحاب قوات الاحتلال من مواقعها لتؤكد مرة أخرى انحيازها للقضية الفلسطينية العادلة. وقال السيد عاصف حميدي مدير الأخبار بقناة الجزيرة في تصريحات خاصة لـ الشرق: نظرا للتطورات المتلاحقة في الأراضي الفلسطينية؛ فإن مكتبنا هناك على أهبة الاستعداد دائما، وفور بدء الاجتياح الإسرائيلي الأخير لجنين تمكن طاقم الجزيرة من الدخول إلى هناك، وكان قريبا مما يحدث؛ يلتقط الصور المباشرة، وينقل الأحداث المتسارعة لحظة بلحظة، كما تابع طاقم آخر للجزيرة تلك الحشود العسكرية الإسرائيلية في شمال جنين لنرصد للمشاهد وللعالم حجم الحشود الإسرائيلية الكبيرة التي أعدت لاقتحام مخيم جنين، كانت للجزيرة مصادر أيضا داخل المخيم وداخل المدينة تزودنا بالصور والمعلومات التي تمكننا من تقديم الأخبار لحظة وقوعها. إضافة إلى هذين الطاقمين مع المراسلين إلياس كرام وسمير أبو شمالة كان مدير مكتبنا الزميل وليد العمري يرصد المشهد الكلي ليقدم ملخصا لكل التطورات والتصريحات الصادرة من المقاومة الفلسطينية والاحتلال وأيضا السلطة الفلسطينية. وأضاف: لقد استضافت الجزيرة خلال هذه التغطية عددا من المسؤولين البارزين مثل صالح العاروري مسؤول حركة حماس في الضفة الغربية، ومحمد الهندي عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي، ونبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني. وإلى جانب طواقمنا الصحفية وهؤلاء المسؤولين تمت تغذية التغطية بنخبة من المحللين السياسيين والعسكريين والخبراء في الشأن الإسرائيلي، كل ذلك من أجل استكمال الصورة للمشاهد ليعرف خلفيات الصراع وواقعه وآفاقه. كما أن الجزيرة واصلت التغطية حتى بعد انتهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية على جنين. لقد بقينا هنا لنرصد آثار الدمار على الإنسان وعلى القطاع الصحي والبنى التحتية في المخيم والمدينة. وفي جانب الاحتياطات من قبل طواقمنا في الميدان خلال ذلك الاجتياح، وكما هو ديدن طواقم الجزيرة دائما فإنهم يتخذون كل أسباب الوقاية والحذر كما اتخذتها من قبل الزميلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وما كان استشهادها نتيجة تراخ في اتخاذ تدابير السلامة والوقاية؛ بل كان استشهادها بسبب اعتداء وغدر المحتل الذي استهدفها رغم ارتدائها لباس وخوذة الصحافة. وختم مدير الأخبار بقناة الجزيرة تصريحاته لـ الشرق قائلا: بفضل الله وبالعمل الجاد من قبل طواقمنا على الموازنة بين ضرورة الحذر وضرورة الظفر بالخبر فإن الجزيرة تمكنت مرة أخرى من تقديم تغطية سعينا لأن تكون متواصلة ومتكاملة، ونأمل دائما أن نكون قد قدمنا للمشاهد كل ما يريد انطلاقا من واجبنا المهني.
1070
| 06 يوليو 2023
أكد آندي تريفور، الباحث في المركز التقدمي الأمريكي الجديد، أن المشاهد التي تعانيها إسرائيل في الداخل هي وبلا شك جراء السياسات المتطرفة والحادة، وكردود أفعال مباشرة على الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية على مدينة جنين ومخيمها وهو ما دفع بالفعل إلى نزوح آلاف الفلسطينيين من مدينة جنين ومخيمها، ووجدنا المدينة التي باتت تعيش على دوي تبادل إطلاق النار والأبخرة المتصاعدة جراء انفجارات، وخطة أمنية إسرائيلية لا يبدو أنها ستتوقف بتحديد عشرة عناصر ترغب إسرائيل بالقبض عليها من هذه العملية العسكرية، ولكن في المقابل كان هناك رد من المقاومة عبر اشتباكات موسعة مع القوات الإسرائيلية بدأت في أن تزيد وتيرتها في كل موقف صدامي مع القوات الإسرائيلية، ومشاهد أخرى بالداخل الإسرائيلي من عمليات مضادة كرد فعل على الاعتداءات ولكن يتم توظيفها بتطرف إضافي من قبل وزير الأمن القومي الأكثر تطرفاً وخطورة في تاريخ إسرائيل إيتمار بن غفير، لمطالبته بتسليح المستوطنين وضرورة حمل السلاح ما دفع تعداد ترخيص السلاح في إسرائيل لأرقام غير مسبوقة لتتواءم مع حالة الفزع المستهدفة تقوض المناخ السياسي الفاسد والمتأزم، مع مشاهد نراها من فقدان للمصداقية الكبير للسلطة الفلسطينية، وزيادة عدد عناصر المقاومة المشاركة في ردع الاعتداءات، وتحولات إستراتيجية في الآليات والأدوات، تبقي الأوضاع المتفجرة في مشهد أكثر احتداماً بكثير، خاصة مع عدم تحرك دولي حقيقي أو موقف رادع لإسرائيل لوقف ممارساتها العدوانية، فالمشهد المتفجر الآن لا يبدو أنه سينتهي قريباً مع وجود آلاف من القوات الإسرائيلية، ونوايا إضافية معلنة من أجل مواصلة العملية العسكرية، رغم الاتصالات الإقليمية الجارية، والموقف الأمريكي غير الفاعل في المشهد. سياسات فاسدة يقول الباحث الأمريكي آندي تريفور: إن الأزمة الحالية هي في استقرار عقلية فاسدة في الحكومة الإسرائيلية التي لا ترتأي مساراً لطموحاتها غير القانونية بحق السلطة القضائية، أو الهروب من قضايا الفساد والعزل، سوى بمباشرة هذا النهج من العمليات النوعية في الضفة، وغياب موقف دولي حقيقي لما يرتكب من جرائم واضحة بحق الفلسطينيين، يمكن أن ترتقي إلى توصيفها الواقعي باعتبارها نهجا متعمدا باستهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية وإجبار الفلسطينيين على ترك منازلهم خوفاً وفزعاً، وهي سياسة باتت واضحة للغاية تماماً كما كان يحدث في غزة من الرغبة الإسرائيلية في جعل مدينة جنين ومخيمها غير صالحة للعيش وتفتقر لأية مقومات حتى لبنية طبية تعالج الجرح بمواصلة قصف المستشفيات ومنع الطواقم الطبية من معالجة الجرحى، كما أكدت منظمة أطباء بلا حدود، أن اليأس الحقيقي تسرب للفلسطينيين من صمت المجتمع الدولي، بل مشاركة في تحميل اللوم والمسؤولية خاصة بعد الموقف الأمريكي، وبتسرب هذا اليقين للأنفس الغاضبة ستزداد بكل تأكيد أعداد الفلسطينيين المسلحين وترتفع وتيرة المقاومة لهجمات نوعية أو مقاومة جماعية ما يفتح الباب لمزيد من الصراعات الدامية، خاصة مع الموقف الدولي الذي يقع في ازدواجية واضحة المعايير بكل تأكيد في تفاعله مع المشهد الفلسطيني والحقوق الفلسطينية ومعاقبة وردع إسرائيل عن جرائمها العدوانية، وهناك من يرى في البيان الأمريكي الهزيل بالحق الإسرائيلي بالدفاع عن أرضها بمثابة دعم أمريكي واضح للممارسات الإسرائيلية في أكثر العمليات تصعيداً بجنين والضفة منذ أكثر من عشرين عاماً.
350
| 06 يوليو 2023
استنكرت شبكة التلفزيون العربي بشدة تعرض فريقها في مخيم جنين لاعتداء متعمد ومباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي، أثناء تغطيتهم للعملية العسكرية الإسرائيلية في المخيم، معتبرة أن هذا الاعتداء المباشر الذي صورته وسائل الإعلام يظهر استهدافا واضحا لطواقم صحفية ومعداتهم دون أي مبرر إلا التضييق على الصحفيين وإلحاق الأذى بهم وتعطيل تغطيتهم بما يخالف الأعراف والقوانين الإنسانية الناظمة للعمل الصحفي. ودعت الشبكة في بيان الزملاء والمنظمات الصحفية والحقوقية للتعبير عن رفضهم لهذه الممارسات، دفاعا عن حرية الصحافة، وضمانا لسلامة العاملين فيها، مؤكدة أنها ستظل ملتزمة بمواصلة العمل الصحفي المهني الحر، والاحتفاظ بحقها القانوني للتحرك ضد أي اعتداء يطول صحفييها. وأوضحت الشبكة أن مراسل ومصور التلفزيون عميد شحادة وربيع منيّر كانا في بث مباشر من داخل المخيم، حين تقدمت عربة عسكرية إسرائيلية في شارع مقابل لهم ثم توقفت وبدأ الجنود داخلها بإطلاق رصاص حي على الكاميرا وجهاز البث، ولم يتوقف إطلاق النار إلا بانفجار جهاز البث وسقوط الكاميرا عن حاملها»، مشيرة إلى أن الزملاء احتموا في منزل قريب ولم يتمكنوا من الخروج إلا بعد تدخل من الصليب الأحمر والهلال الأحمر، حيث جرى اخلاؤهم في سيارات إسعاف إلى مستشفى خليل سليمان الحكومي. وافاد البيان كذلك بتعرض مصور التلفزيون العربي أسامة صالح لاستهداف مباشر بقنابل الغاز على الحدود الشرقية لقطاع غزة، الأمر الذي أسفر عن إصابته في ساقه قبل تلقيه علاجا ميدانيا.
408
| 04 يوليو 2023
قبل 20 عاماً، شكلت مجزرة مخيم جنين، التي ارتكبتها قوات الاحتلال في يونيو 2002 إبّان عملية «السور الواقي» والاجتياح الشهير للمدن الفلسطينية، جريمة نكراء قل نظيرها في التاريخ المعاصر، فقتلت الأبرياء ودمرت المنازل فوق رؤوس ساكنيها وسوتها بالأرض، واستهدفت طواقم الإسعاف والصحفيين، متحدية بذلك المجتمع الدولي والرأي العام العالمي، والضمير الإنساني. وظلت هذه المجزرة شاهدة على حجم المأساة التي عاشها أبناء جنين، واستهدفت بالأساس القضاء على معقل المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين الذي أطقلت عليه «عش الدبابير» وظن جنود الاحتلال في حينه أنهم سيحسمون الأمر ويجهزون على المقاومة خلال ساعات، لكنهم فوجئوا بمقاومة شرسة، كبدتهم العشرات من الجنود بين قتيل وجريح. اليوم يتجدد العدوان على مدينة ومخيم جنين، في عملية عسكرية واسعة، هي الأعنف منذ 20 عاماً، بل إن المشهد يكاد يتكرر بنسخة كربونية، من خلال مداهمات الاحتلال (من بيت إلى بيت) وفرض الحصار على مخيم جنين، ومنع الطواقم الطبية من الوصول إليه، في وقت تدك فيه الصواريخ منازل المواطنين وتجمعاتهم، في جرائم إبادة وتطهير عرقي. وما أن تقترب من مدينة أو مخيم جنين، حتى تسمع صوت هدير الطائرات، ومحركات الدبابات، التي يكاد صوتها يطغى على صوت الرصاص والقذائف، وفي الأرجاء تسمع مكبرات الصوت من المساجد، وهي تصدح بالتكبير وتدعو الأهالي والمقاتلين لخوض معركة البطولة والشرف، مع القوات الغازية. كانت حرارة الإيمان والعزيمة لدى رجال المقاومة، تفوق حرارة يونيو الطالعة، والأجواء الملتهبة في جنين ذات المناخ الساحلي، خاصة وأن أهالي جنين مصممون على صد محاولة الاجتياح بكل بسالة، وكانت الأسئلة تتردد على ألسنة الأهالي من قبيل: كم ستستمر هذه العملية؟.. وهل سينتقم جيش الاحتلال من «عش الدبابير» كما كان يتوعد؟.. وكم سيستمر صمود المقاومة في ظل الحصار ومنع الدخول إلى جنين؟. «المقاومون هنا يصنعون ملحمة وطنية في الدفاع عن المخيم، وبإمكانهم الصمود بإمكانياتهم المتواضعة، حتى النصر أو الشهادة، أمام الجنود المدججين بشتى أنواع الأسلحة والإسناد الجوي» هكذا قال جمال حويل، الذي كان له شرف الدفاع عن مخيم جنين خلال اجتياحه العام 2002، واصفاً ما يجري في جنين بأنه أشبه إلى مقاومة المدافعين عن مدينة «ستالين غراد» السوفييتية، وبسالتها في مقاومة الغزاة النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، مضيفاً: «هذه جنين جراد». أضاف حويل لـ»»: «ما يجري في جنين، مذبحة دموية، يرتكبها جيش الاحتلال ضد المواطنين العزل، بهدف تشريدهم في رحلة لجوء جديدة، وهذه المرة من المخيم إلى أماكن غير معلومة، لكنه يبقى واهماً، فلن نرضى بنكبة ثانية، وهذه المعارك الأسطورة، أعادت لشعبنا الشعور بالثقة والعزة والكرامة، وسيكون لها ما بعدها من التأثيرات المعنوية». وأعادت العملية العسكرية المستمرة في مدينة ومخيم جنين، إلى أذهان الأهالي، مجازر «السور الواقي» فالقتل هو ذات القتل، والدمار ذاته، وبشاعة العدوان نفسها، ولن تمحوها موجات الاقتحامات المتعاقبة، بل ستبقى صامدة، وتتعلم منها الأجيال كيف أن أسطورة الصمود أسقطت وإلى الأبد خرافة «الجيش الذي لا يُقهر».
902
| 04 يوليو 2023
مساحة إعلانية
أهابت وزارة العمل بجميع المنشآت ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة في ظل الظروف الجوية الاستثنائية المتوقعة. كما أكدت الوزارة عبر حسابها بمنصة اكس،...
9518
| 24 سبتمبر 2025
نشرت الجريدة الرسمية في عددها رقم 24 لسنة 2025 الصادر اليوم الخميس 25 سبتمبر نص قرار وزير العمل رقم (32) لسنة 2025 بتحديد...
3972
| 25 سبتمبر 2025
قضت محكمة الجنايات في الكويت، بإعدام الخادمة الفلبينية المتهمة بقتل طفل مخدومها الرضيع بأن وضعته داخل الغسالة، وذلك بعد ثبوت تقرير الطب النفسي...
3918
| 24 سبتمبر 2025
تمكنت الجهات المختصة بوزارة الداخلية من إلقاء القبض على متهم مطلوب للسلطات الكندية بموجب نشرة حمراء صادرة عن الإنتربول، وذلك بعد أن كشفت...
3552
| 26 سبتمبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
تمكنت إدارة مكافحة التهريب والممارسات الضارة بالتجارة من إحباط محاولة تهريب حاوية تحتوي على منتجات مقلدة لماركات عالمية. وأوضحت الهيئة العامة للجمارك، في...
1848
| 25 سبتمبر 2025
اعتمدت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، في قائمتها المحدثة للابتعاث والدراسة على النفقة الخاصة للعام الأكاديمي 2025-2026، أكثر من 750 جامعة بينها 16...
1350
| 26 سبتمبر 2025
قرر الأعضاء المؤسسين للمركز القطري للصحافة إعادة تشكيل مجلس الإدارة تطبيقاً للمواد 6 و 7 من النظام الأساسي للمركز، حيث تم تشكيل مجلس...
1232
| 24 سبتمبر 2025