قال علماء إن مرضى السكري من النوع الثاني الذي يصيب الكبار ممن يعانون من زيادة الوزن –وليس السمنة- يعيشون عمرا أطول من مرضى السكري من ذوي الوزن الطبيعي في مفارقة جديدة تتعلق بهذا الداء. وفي حين يصدر مسؤولو الصحة تحذيرات حازمة بشأن مخاطر زيادة الوزن فيما يضغط أصحاب الأعمال على العاملين لإنقاص أوزانهم من خلال برامج العناية بالصحة إلا أن العلاقة بين الوزن وطول العمر تنطوي على تناقضات إذ تشير الدراسات إلى أنه على الرغم من أن البدانة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية إلا إن المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن علاوة على هذه الأمراض يعيشون عمرا أطول عن المرضى من ذوي الوزن الطبيعي. وأشارت 16 دراسة سابقة إلى نتائج متضاربة، إذ توصلت بعض هذه الدراسات إلى انخفاض معدلات الوفاة لدى مرضى السكري من ذوي الوزن الزائد في حين وجدت دراسات أخرى العكس. إلا أن الكثير من الدراسات صادفتها عراقيل منهجية تتعلق بقلة عدد المرضى وقصر فترات المتابعة أو الاستعانة باستمارات الاستبيان بدلا من السجلات الإكلينيكية. إلا أن هذه الدراسة الحديثة حاولت تحسين الموقف إذ تابع الباحثون تحت إشراف ستيفن اتكين وبيرلويجي كوستانتسو بجامعة هال البريطانية 10568 مريضا يعانون من النوع الثاني من السكري لفترة بلغت نحو 11 عاما في المتوسط. وقال الباحثون في دورية طب الأمراض الباطنة إنه على الرغم من أن مرضى السكري من زائدي الوزن والبدناء يواجهون مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية إلا أنهم قد يعيشون عمرا أطول من مرضى السكري من ذوي الوزن الطبيعي. ويشير تعريف ذوي الوزن الزائد إلى أولئك الذين يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 25 و29.9 أي أن وزنهم يتراوح بين 66.2 إلى 79 كيلوجراما، ويبلغ طول قامتهم 162 سنتيمترا أما ذوو الوزن الطبيعي فيتراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 18.5 إلى 24.9 أو من 49 الـ65.7 كيلوجرام بنفس الطول. ومؤشر كتلة الجسم هو خارج قسمة وزن الجسم بالكيلوجرام على مربع طول القامة بالمتر. وأفادت الدراسة بأن أعلى معدلات للوفاة ترتبط بمرضى السكري من ذوي الوزن المنخفض ويصل المعدل إلى 3 أمثال المرضى من ذوي الوزن الطبيعي أما المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن، فكانت معدلات البقاء على قيد الحياة أطول أي أن نسبة الوفاة لديهم تقل بنسبة 13% عن دون الوزن الطبيعي أو البدناء. وتتناقض هذه النتيجة تماما مع دراسة صدرت عام 2014 في دورية الطب الخاصة بنيوانجلاند، والتي وجدت أن زيادة الوزن لا ترتبط بطول العمر.

كشفت استشارية سعودية، اليوم الإثنين، عن أن المملكة احتلت المرتبة السابعة على مستوى العالم في عدد المصابين بمرض السكري من النوع الثاني. وأشارت إلى أن السعودية ستصل إلى المرتبة السادسة عام 2035، مالم يتم مضاعفة حملات توعية المجتمع بخطورة هذا المرض لتلافي انتشاره. وقالت الدكتورة ضحى بنت محمود بابلي في حديث لوكالة الأنباء السعودية "إن إحصائيات الاتحاد الدولي للسكري بينت أن المملكة تعد الأعلى من بين دول منطقة الشرق الأوسط في الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، ومتساوية في نوعية هذه الإصابة مع قارة أوروبا، بينما تتقدمهما في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني". وأضافت أن انتشار هذا الداء ليس بالضرورة ارتباطه بمستوى رفاهية المجتمع، لأن السكري ينتشر بنسبة 80% في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض، الأمر الذي يضيف عليها أعباء اقتصادية. وأوضحت الدكتورة ضحى أن النوع الأول من السكري يصيب الأطفال وصغار السن، ويحدث نتيجة نقص الأنسولين، بينما السكري من النوع الثاني يحدث بسبب مقاومة خلايا الجسم للأنسولين، لافتة إلى أن أهم أسبابه السمنة، واضطراب العادات الغذائية للإنسان. وتابعت أن 382 مليون شخص حول العالم يتعايشون مع مرض السكري من النوع الثاني، وأكثر من 3 ملايين يعانون اضطراب التحكم بالجلوكوز الذي قد يتطور للإصابة بداء السكري من النوع الثاني. ولفتت إلى أن إحصائيات الاتحاد الدولي للسكري، الذي يضم 104 دول منها المملكة، أفادت أن دولة الكويت تحتل المرتبة التاسعة في نسبة المصابين بالسكري، تليهما قطر في المرتبة العاشرة.

كشفت دراسة بريطانية أن الاستغناء عن كوب واحد من المشروبات المحلاة، وعلى رأسها المشروبات الغازية والعصائر الغنية بالسكر، يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 25%. وأوضح باحثون بجامعة كمبريدج البريطانية، في دراسة نشروا تفاصيلها، يوم السبت، في العدد الأخير من مجلة "الجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري"، أن مجرد تغييرات بسيطة في نمط الحياة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصحة في المستقبل. ووجد الباحثون أن المشروبات السكرية هي المسؤولة عن زيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (يصيب 90% من مرضى السكري)، لكن التحول إلى تناول المشروبات غير المحلاة مثل القهوة والشاي أو الماء قد يخفض خطر الإصابة بالسكري بشكل كبير. ولمعرفة تأثير النظام الغذائي على مرضى السكري، تابع الباحثون أن أكثر من 25 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 79 عاما، وخلال فترة الدراسة التي امتدت 11 عامًا، أصيب 847 شخصًا من المشاركين بمرض السكري من النوع الثاني. ووجد الباحثون أن المشروبات الغازية والمشروبات المحلاة والحليب المحلى ترتبط مع تزايد حالات مرض السكري، لكن في المقابل فإن المشروبات مثل الشاي أو القهوة وعصير الفواكه الطازجة (بدون سكر) لا يزيد خطر الإصابة بالسكرى. وأظهرت النتائج أن مجرد الاستغناء عن كوب واحد من المشروبات المحلاة بالسكر يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالسكرى بنسبة تصل إلى 25%، وإذا استغنى الشخص عن كوببين يوميًا سترتفع نسبة خفض الخطر إلى 33%.

ابتكر علماء، أقراص بالأنسولين، لإنقاذ حياة الأطفال المصابين بالنوع الأول من مرض السكري. وتحفز هذه الأقراص جهاز مناعة الجسم ضد مرض السكري، أي أنها تساعد أيضا الأطفال الذين يحتمل جدا إصابتهم بهذا المرض. ويأمل العلماء أن تكون هذه الأقراص خطوة أولى في علاج هذا المرض الخطير، وسوف تشكل الأساس في ابتكار لقاح مضاد للسكري مستقبلا . واختبر العلماء هذه الأقراص على أطفال مرضى "2 – 7 سنوات"، حيث كانوا يعطونهم هذه الأقراص أو أقراص وهمية من دون الأنسولين خلال 3-18 شهرا. وقد بينت النتائج أن اثنين فقط من مجموع "10" أطفال كانوا يتناولون الأقراص الوهمية حصل تحفز في جهاز مناعة جسميهما، في حين حصل هذا التحفز عند جميع الأطفال الذين تناولوا الأقراص الحقيقية. ويعتقد العلماء، إن إجراء دراسات جديدة سوف تساعدهم في ابتكار لقاح ضد مرض السكري، حيث كما هو معروف، يضطر المصابون بالسكري من النوع الأول إلى استخدام حقن الأنسولين عدة مرات في اليوم، لأن خلايا غدة البنكرياس لم تعد قادرة على إفراز هذا الهرمون الضروري للجسم.

حذرت الجمعية الألمانية لعلاج السكري من أن جروح القدم الصغيرة تشكل خطراً على مرضى السكري، حيث قد يتفاقم الأمر إلى حد الإصابة بالتقرحات، والتي قد تستلزم البتر في أسوأ الأحوال. وأوضحت الجمعية الألمانية أن مرضى السكري عادةً لا يشعرون بتلك الجروح الصغيرة إلا متأخراً بسبب اضطراب سريان الدم أو تلف أعصاب الأقدام، ما يعرضهم إلى خطر الالتهابات أو العدوى. ولتجنب هذا الخطر، ينبغي على مرضى السكري عدم السير بأقدام عارية وعدم ارتداء الأحذية المفتوحة كالصنادل. كما ينبغي على مرضى السكري فحص أقدامهم يومياً مع إمكانية استعمال المرآة لهذا الغرض، بالإضافة إلى ضرورة استشارة الطبيب في حال اكتشاف أي جروح.

كشفت دراسة علمية جديدة، أن بيض الدجاج يحمي الرجال من الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، وذلك خلال إجراء علماء من الجامعة الشرقية في فنلندا دراسة مكرسة لمعرفة احتمالات تطور مرض السكري . وقد خضع لهذه الدراسة أكثر من ألفي رجل أعمارهم تتراوح بين 42-60 سنة وتابع الباحثون حالتهم الصحية خلال 20 سنة. وخلال فترة الدراسة أصيب أكثر من 430 منهم بالنوع الثاني من مرض السكري ،وعند التقصي تبين أن الرجال الذين تناولوا أربع بيضات في الأسبوع انخفض لديهم خطر الإصابة بالسكري بنسبة 37 بالمائة، مقارنة بالذين كانوا يتناولون بيضة واحدة فقط. تجدر الإشارة إلى أن بيض الدجاج مادة غذائية مفيدة جدا حيث تحتوي البيضة على 6.5 غرام بروتين، و5.7 غرام دهون مستحلبة ،كما تحتوي على الأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم. ومع ذلك ينصح الخبراء الأشخاص الذين يعانون من النوع الثاني من مرض السكري بعدم زيادة كمية البيض التي يتناولونها لأن هذا يزيد من فرص تطور أمراض القلب.

أظهرت دراسة فنلندية حديثة أن تناول 4 بيضات أسبوعيا يمكن أن يقلل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بأكثر من الثلث. ووجد الباحثون، من جامعة شرق فنلندا، أن استهلاك هذه الكمية من البيض مرتبط بخفض مخاطر هذا المرض، إلى جانب تقليل مستويات السكر في الدم. وحللت الدراسة، وفقا لصحيفة ديلى تليجراف البريطانية، العادات الغذائية لألفين و332 رجلا تتراوح أعمارهم ما بين 42 و60 عاما، فوجدوا أن الذين يتناولون 4 بيضات أسبوعيا انخفضت لديهم فرص الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة 37% مقارنة بالذين يتناولون بيضة واحدة أسبوعيا. وقال الباحثون إن هذا الرابط بين تناول 4 بيضات وخفض نسبة الإصابة بالسكر ظل قائما حتى مع الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل النشاط البدني ومؤشر كتلة الجسم والتدخين واستهلاك الفاكهة والخضروات. وعزا الباحثون هذا الأمر إلى احتواء البيض على العديد من العناصر الغذائية التي يمكن أن تؤثر على ما يعرف بأيض الجلوكوز. غير أن الباحثين أوضحوا أن استهلاك أكثر من 4 بيضات أسبوعيا لم يحقق أي منافع إضافية تذكر في هذا المجال، كما أنهم حذروا الأشخاص المصابين بالفعل بمرض السكري من النوع الثاني من عدم زيادة حصتهم من البيض لأن ذلك يمكن أن يزيد فرص الإصابة بأمراض القلب عند المصابين بالمرض.

قالت طبيبة الأطفال الألمانية مونيكا نيهاوس، إن الأطفال والمراهقين المصابين بالسكري أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض النفسية، استناداً إلى نتائج دراسة سويدية حديثة. وأوضحت نيهاوس أن هذه الدراسة السويدية توصلت إلى أن الأطفال والمراهقين المصابين بالسكري يرتفع لديهم خطر الإصابة باضطرابات الخوف والأكل بمقدار الضعف مقارنة بالأطفال الأصحاء، لاسيما خلال الشهور الأولى بعد تشخيص الإصابة بالسكري من النوع الأول. وأشارت الطبيبة الألمانية إلى أن المراهقات المصابات بالسكري من النوع الأول يملن إلى الإصابة باضطراب الأكل، ما يشكل خطراً على صحتهن. لذا تنصح الطبيبة الألمانية الآباء بتوفير الدعم النفسي لأطفالهم المصابين بالسكري وملاحظة أية تغيرات سلوكية تطرأ عليهم.

إذا كنت مصاباً بالسكري، أو توجد علامات أنك مهدد بخطر الإصابة به، عليك الاهتمام بوجبة الإفطار أكثر من غيرها، فبعد 8 ساعات من الصيام أثناء النوم، يحتاج الجسم إلى تغذية كافية ليبدأ أنشطة يومه. ينبغي في هذه الحالة تناول الكربوهيدرات للحصول على الطاقة، لكن عليك أيضاً مراعاة مستوى السكر في الدم، وأيضاً ضبط الوزن. * يتألف الإفطار العادي من الحبوب غالباً، وتشكل الكربوهيدرات والسكريات البسيطة حوالي 80% من السعرات الحرارية التي يزوّد الجسم بها، لذلك عليك مراعاة التالي، للحصول على إفطار صحي يحميك من تطور حالة ماقبل السكري، وتجنب تحولها إلى مرض، أو حمايتك من تدهور الحالة: * ينبغي الاعتماد على الكربوهيدرات المعقّدة وليس البسيطة، يمكنك عمل ذلك بإعطاء الأولوية للحبوب الكاملة مثل الخبز الأسمر، أو دقيق الشوفان. * الاهتمام بكمية وحجم الوجبة خطوة هامة للسيطرة على حالة السكري، أو حماية الجسم من تطورها، لعمل ذلك قم بتقسيم الوجبة إلى 3 أجزاء: ثلث للبروتين، وثلث للكربوهيدرات المعقدة، وثلث للفواكه والخضروات. * إلى جانب ذلك تناول حصتين من الفاكهة على مدار اليوم للحصول على الجرعة المناسبة من الألياف، ومضادات الأكسدة والفيتامينات. * احرص على اختيار أنواع من البروتين لا تحتوي على السكر، اهتم بتناول البيض، والفول، والجبن. * تساعد الوجبات الصغيرة على مدار اليوم على تجنب ارتفاع مستوى السكر في الدم بمعدل كبير، يساعد تناول 6 وجبات صغيرة على مدار اليوم في التحكم في نسبة السكر بالدم، بواقع وجبة كل 3-5 ساعات. * احرص على ممارسة الرياضة والنشاط البدني لحرق السعرات الحرارية، وتجنب زيادة الوزن.

نظّم المجلس الأعلى للصحة ورشة عمل حول تحديد الرؤية المستقبلية للاستراتيجية الوطنية لمكافحة السكري بمشاركة عدة جهات في الدولة. وقالت الشيخة الدكتورة العنود بنت محمد آل ثاني مديرة تعزيز الصحة والأمراض غير الانتقالية بالمجلس الأعلى للصحة إن الرؤية المستقبلية للإستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض السكري سوف تستخدم وسائل توعية واضحة وموحدة للمواطنين والمقيمين داخل الدولة، مع الاعتماد على تمكين المرضى من متابعة خطط علاجهم وتمكينهم من اتخاذ القرارات المناسبة بناءً على معلومات متكاملة عن المرض وأماكن تقديم الخدمات الصحية لهم. وأوضح البروفسور عبد البديع أبوسمرة رئيس قسم الأمراض الباطنية ومدير معهد الاستقلاب المتخصص بالسكري والسمنة والأمراض الناجمة عنهما بمؤسسة حمد الطبية أن الرؤية المستقبلية للإستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض السكري سوف ترتكز على تكامل البيانات وربطها بين جميع مقدمي الخدمات الصحية في دولة قطر، مما سينعكس إيجاباً على تقديم خدمات صحية متميزة مع استخدام التكنولوجيا الحديثة لتسهيل القيام بالأبحاث الطبية اللازمة لتطوير الخدمات الصحية المقدمة لمرضى السكري في دولة قطر. وتحدّث البروفسور ستيفن كاليجوري مدير معهد بودن في جامعة سيدني عن الدور الرائد والمسبوق الذي تقوم به دولة قطر من خلال وضع استراتيجية وطنية لمكافحة مرض السكري مما يجعلها في مصاف الدول التي تعتمد الأسلوب العلمي في التخطيط الصحي المستقبلي. من جانبه أشاد البروفسور ديسموند جونستون رئيس قسم الغدد الصماء والسكري بكلية الطب بجامعة امبريال في لندن بمشاركة المرضى في تطوير الاستراتيجية الخاصة بهم، حيث سيتم في المستقبل عقد لقاءات وورش عمل لاستطلاع رأي المرضى وعائلاتهم عن احتياجاتهم ومتطلباتهم التي يرغبون في تضمينها في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض السكري. يشار إلى أن الورشة شاركت فيها جهات عديدة من أبرزها مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية والشركة الوطنية للتأمين الصحي ومركز السدرة للطب والبحوث وجامعة قطر والخدمات الطبية بوزارتي الداخلية والدفاع والمجلس الأعلى للتعليم، بالإضافة إلى الجمعية القطرية للسكري ومبادرة لنعمل ضد السكري وقطر للبترول ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي وأعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة مرض السكري ومجموعة من الخبراء الدوليين في مكافحة السكري. يذكر أن اللجنة الوطنية لمكافحة مرض السكري تشكلت عام 2013 وتضم أطباء وخبراء من المؤسسات الصحية والأكاديمية في قطر ويترأسها بصورة مشتركة الشيخة الدكتورة العنود بنت محمد آل ثاني والبروفسور عبد البديع أبو سمرة.

حذرت دراسة أمريكية حديثة الشباب الأصحاء من قلة النوم، وذلك لأنها تؤدي إلى زيادة مستويات الأحماض الدهنية في الدم، وترفع خطر الإصابة بمرض السكري. وأوضح الباحثون بجامعة شيكاغو في دراستهم أن بحثهم هو الأول من نوعه الذي يرصد العلاقة بين قلة النوم على مدار 24 ساعة، ومستويات الأحماض الدهنية في الدم. وأضاف الباحثون، أن قلة النوم حالة منتشرة جدا في المجتمعات الحديثة، وتؤدي إلى عرقلة التمثيل الغذائي للدهون، وتقلل من قدرة الأنسولين على تنظيم نسبة السكر في الدم. وكثيراً ما تؤدي قلة النوم المزمنة إلى الإصابة بالاكتئاب وبأمراض السكري والسمنة، إذ يسبب الإرهاق الناجم عن قلة النوم ارتفاعاً في هرمون الكورتيزول المسؤول عن عمليات التمثيل الغذائي، وهو أمر يضر بصحة الإنسان كثيراً.

في ظل البحث المستمر لوجود علاج ناجع لمرض السكري يأمل الباحثون في أن يصبح الأنسولين "الذكي"، الذي يخضع للتجارب الآن، ثورة في طريقة علاج المرض حيث أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن التكنولوجيا الجديدة فعالة، على الأقل عند تجربتها على الفئران. وذكر موقع "بي بي سي" أنه بدلاً من تكرار إختبارات الدم والحقن على مدار اليوم لضبط نسبة السكر في الدم، فإن جرعة واحدة من "الأنسولين الذكي" سوف تستمر في الدورة الدموية وتعمل عندما يحتاج الجسم إليها. تجاب على البشر ويخطط العلماء لإجراء التجارب على البشر قريبا، وفقا لتقرير نشرته دورية "بي ان أيه اس". ونبه الخبراء إلى أن الأمر سيستغرق أعواما من الاختبارات، قبل أن يتاح العلاج لمرضى السكر. ويعتمد مرضى النوع الأول من السكر type 1، الذين لا ينتجون أو يستطيعون استخدام الأنسولين الطبيعي الذي تفرزه أجسامهم، على حقن الأنسولين للحفاظ على حالتهم الصحية. وبدون هذه الحقن، فإن نسبة السكر في الدم سوف ترتفع بصورة خطيرة. قياس مستوى الجلوكوز لكن حقن الأنسولين يمكنها أيضا أن تتسبب انخفاضا كبيرا في مستوى السكر بالدم، ويجب على مرضى النوع الأول من السكر قياس مستوى الجلوكوز في الدم بشكل مستمر، للتأكد من أنهم في الوضع الصحيح. ويبحث خبراء مرض السكري عن الطرق التي يمكن من خلالها جعل التحكم في السكر أسهل وأكثر ملائمة للمرضى، وهو ما دفع للتفكير في "الأنسولين الذكي". عن المرض ويعتبر مرض السكري من الأمراض الشائعة حيث من المتوقع أن تصل عدد الإصابات بحلول 2025 إلى 300 مليون مريض بحسب إحصائيات حول المرض. يرجع سبب الرئيسي للإصابة بمرض السكري إلىعدم وجود الأنسولين في الدم أو وجوده بكمية غير كافية كما يمكن الإصابة بالسكري في حالة مقاومة خلايا الجسم لعمل الأنسولين وهذا السبب يعتبر الأكثر شيوعاً .

انتهى الدكتور رياز مالك أستاذ الطب في كلية طب وايل كورنيل في قطر مع الدكتور دوغلاس زوتشودني بروفسور علم الأعصاب بجامعة ألبيرتا الكندية،من تحرير دليل "السكري والجهاز العصبي: دليل علم الأعصاب الإكلينيكي" (640 صفحة). ويُعدُّ الدليل المذكور مرجعاً شاملاً للأطباء الممارسين والباحثين المعنيين بعلم الأعصاب الإكلينيكي وبمضاعفات السكري التي تطال الجهاز العصبي. واستغرق إعداد الدليل ثلاثة أعوام، وهو يتألف من 36 فصلاً كتبها خبراء عالميون معروفون في مجال اعتلال الأعصاب السكري يمثلون نخبة من المؤسسات المرموقة في أميركا الشمالية وأوروبا ونيوزلندا واليابان إلى جانب قطر. ويتضمن الدليل معلومات شاملة محدَّثة عن الدراسات التجريبية والتطبيقية التي أُجريت على الجهازين العَصَبِيَّين المركزي والمحيطي لدى الأطفال والبالغين المصابين بالسكري أو ما قبل السكري. كما يتناول بشكل مفصَّل أحدث التقنيات التشخصية، مثل تصوير الجهازين العصبيَّين المركزي والمحيطي والعلاجات المتاحة لاعتلال الأعصاب السكري. وفي هذا الصدد، قال الدكتور مالك: "يواجه العالم وباء السكري والسمنة، ما يجعل اعتلال الأعصاب السكري الذي يصيب 50% على أقل تقدير من مرضى السكري مسألة صحية مُلحَّة إلى أبعد الحدود بالنسبة للعلماء والأطباء والمجتمع عامة. إن الهدف من إعداد هذا الدليل هو تقديم معلومات إرشادية شاملة ومحدَّثة للأطباء الممارسين والباحثين تجسِّر الفجوة بين المعرفة الطبية النظرية والتطبيق وتسهم بتشخيص الحالة في وقت مبكر ومن ثم تقديم العلاج الأمثل من أجل مصلحة المريض". يُذكر أن الدكتور مالك قاد تطوير اختبار مبتكر لتشخيص اعتلال الأعصاب السكري يرتكز إلى فحص قرنية المريض بمجهر متحد البؤر، الأمر الذي يتيح للأطباء تشخيص تلف الأعصاب في مرحلة مبكرة تسبق كثيراً ما هو معتاد عند الاستعانة بأفضل الاختبارات التشخيصية مثل خزعة الجلد أو الفسيولوجيا الكهربية. كذلك يمثل الاختبار المذكور بديلاً فريداً لتقييم تأثير العقاقير الدوائية الجديدة بين المصابين باعتلال الأعصاب السكري. ويشرح الدكتور مالك هذا الأمر قائلاً: "ربما أظهر الباحثون فعالية العديد من العلاجات التجريبية ضمن جدران المختبرات، غير أن أياً منها لم ينل اعتماد وكالة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج اعتلال الأعصاب السكري عند الإنسان. وقد يكون مردّ هذه الفجوة التطبيقية الواضحة إلى عدم القدرة على إظهار الفعالية العلاجية عند الإنسان تحديداً، وليس الفعالية العلاجية في عمومها". وختم الدكتور مالك قائلاً: "يتطرق الدليل الطبي المرجعي للجهود البحثية العديدة قيد التنفيذ حول العالم في مجال اعتلال الأعصاب السكري، مثلما يتناول العقبات والصعوبات الماثلة أمام الباحثين. ونأمل أن تفيد المعرفة العلمية والطبية التي يتضمنها الدليل الباحثين العاكفين على تطوير علاجات جديدة فعالة لاعتلال الأعصاب السكري".

كشفت دراسة مشتركة أجراها الباحثون في كلية طب وايل كورنيل في قطر والجمعية القطرية للسكري النقاب عن أن قرابة 4.2 % من طلاب المرحلة الثانوية ربما يكونون مصابين بحالة ما قبل السكري ويقصد بحالة قبل السكري المرحلة التي تتجاوز فيها نسبة سكر الدم المستويات الطبيعية المقبولة غير أنها لم تصل بعد إلى حد الإصابة بداء السكري. وشملت الدراسة أربع مدارس مستقلة في قطر فيما شملت عينة الدراسة ما مجموعه 1694 طالباً وطالبة من الفئة العمرية 11_ 18 عاماً. وكشفت الدراسة عن مستويات مرتفعة للسكر في الدم بين مجموعة 56 طالباً و15 طالبة وهي المستويات التي تجعلهم مصابين بحالة ما قبل السكري وتكمن أهمية الدراسة في ان الباحثين تمكنوا من تحديد عوامل الاختطار التي تؤدي إلى الإصابة بحالة ما قبل السكري وقد تسهم هذه المعرفة في تعزيز الوقاية من المرض الذي يصيب ما بين 15 و17 % من السكان في قطر. ونشرت الدراسة في الدورية الطبية جورنال اوف رويال سوسيتي اوف ميدسن وهي من إعداد د. جاويد شيخ والدكتور رافيندر ماماتي والدكتورة سهيلة شيما من كلية طب وايل كورنيل في قطر والدكتور عبد الله الحمق وكاتي النحاس من الجمعية القطرية لمكافحة السكري. وقال د. ماماتي العميد المساعد للصحة العالمية والعامة في كلية طب وايل كورني ان الدراسة بالغة الأهمية ووثيقة الصلة بين الصحة العامة في قطر وبلدان المنطقة عامة وتجسد التعاون الوثيق بين الكلية وشركائها في قطر في مجال البحوث العلمية وكان الغرض من الدراسة التحقق من مدى انتشار حالة ما قبل السكري بين طلاب المدارس القطرية من سن 11 الى 18 عاماً. استعان الباحثون باستبيان لجمع المعلومات حول أطوال وأوزان طلاب عينة الدراسة ومقدار التمارين الرياضية التي يمارسونها وأنماط حياتهم اليومية وتحليلها تُبيّن أن 4.2 % من الطلاب الذين شملتهم الدراسة مصابون بحالة ما قبل السكري لكن المرض اكثر انتشارا بين البنين من البنات إذ بلغ عدد الطلاب المصابين به 56 من أصل 974 أي بنسبة تصل إلى 6 % بينما بلغ عدد الطالبات المصابات به 15 من أصل 720 طالبة أي بنسبة 2 %.. وإلى جانب نزعة انتشار حالة ما قبل السكري بين الذكور أكثر من الإناث ثمة عوامل عديدة تفاقم الإصابة بهذه الحالة مثل أن يكون أحد الأبوين مصاباً بالسكري أو أن تكون نسبة الخصر إلى الطول أكثر من 0.5 وبتعبير آخر إذا كان طول الولد 160 سم يجب ألا يتجاوز محيط خصره 80 سم. وقال د. ماماتي إن مثل هذه المعرفة أهمية بالغة في اتخاذ التدابير اللازمة فمعرفتنا بعوامل الاختطار بين طلاب المدارس تجعلنا ننظم برامج لمثل هذه الفئة العمرية تسهم في إقناعهم بتغير أسلوب حياتهم، عند تحديد عوامل الاختطار لا بد من أن يأخذ أطباء الأطفال مثل هذه العوامل في الحسبان عند تقييم مرضاهم من الأطفال. وأكد الدكتور عبد الله الحمق أن نسبة الأطفال المصابين بحالة ما قبل السكري مرتفعة لذا نعمل على تقليص تلك النسبة عبر تنظيم برامج الوقاية أو التدخل المبكر. وفي هذا الصدد ستنفذ الجمعية القطرية للسكري برنامجاً للتدخل المبكر من أجل تأخير الإصابة بداء السكري، أمّا بالنسبة للأطفال المصابين بداء السكري تنفذ الجمعية القطرية حالياً العديد من البرامج الرامية لتأخير حدوث المضاعفات المترتبة على المرض.. هذا وإن تحديد عوامل الاختطار السابقة للاصابة بحالة ما قبل السكري لا يعني بأي حال من الأحوال أن تلك العوامل هي الوحيدة التي قد تقود للإصابة بالمرض.. وتم التشديد على الدور الكبير والمؤثر للتمارين البدنية المنتظمة والحمية الغذائية المتوازنة والمغذية من اجل الوقاية من النوع الثلاثي من السكري أو تقليص مضاعفاته في حال الإصابة به. وبيّنت الدراسة أن الطلاب الذين يمارسون التمارين الرياضية البدنية يومياً أقل وزناً من أقرانهم ممن لا يمارسون مثل تلك التمارين كما أنهم أقل من الآخرين من حيث محيط الخصر وهذا دليل كاف على أنهم يتبعون أساليب الحياة الصحية والسليمة. وقد بلغ عدد الطلاب القطريين الذين شملتهم الدراسة 988 طالباً وطالبة من أصل 1694 فيما ينتمي معظم طلاب العينة الآخرين إلى عدد من بلدان الشرق الأوسط وكان لافتاً أن قرابة نصف طلاب وطالبات عينة الاستبيان مصابون بالبدانة إذ تبين للباحثين أن 46 % من البنين و44 % من البنات مصابون بالبدانة آو السمنة.

في إطار الرعاية المميّزة التي تقدمها مجموعة ميرسك لبطولة كأس العالم لكرة اليد المقامة حالياً في الدوحة، أجرى العديد من مشجعي البطولة فحوصات السكري في حافلة برنامج لنعمل ضد السكري، المموّلة من ميرسك قطر للبترول، والتي تتمركز خارج صالة لوسيل متعددة الاستخدامات على مدار جميع أيام منافسات البطولة.وتعد مجموعة ميرسك الراعي المميَّز للبطولة والتي من المتوقع أن يتابعها ما يقرب من مليار مشاهد عبر شاشات التلفاز من مختلف أنحاء العالم. وتعليقاً على هذا الأمر، قال لويس أفليك، المدير العام لميرسك قطر للبترول: "أظهرت البطولة حتى الآن نجاحاً مبهراً، وهو ما انعكس بشكل واضح في الحضور الجماهيري المكثّف للمشجعين الذين توافدوا من داخل دولة قطر وخارجها لمؤازرة منتخباتهم والاستمتاع بالأجواء الحماسية داخل الملعب. يشمل نطاق عملنا 130 دولة، لذا نشعر بالفخر حيال رعايتنا لهذه البطولة التي يتابع منافساتها مشاهدين من مختلف دول العالم. كما يسعدنا أن نغتنم هذه الفرصة لنشر الوعي بالسكري باعتباره أحد أبرز التحديات الصحية التي تواجه قطر والتي نوليها اهتماماً كبيراً، حيث نقوم في ميرسك قطر للبترول، إحدى شركات مجموعة ميرسك الخمسة التي تعمل في قطر، بدعم برنامج لنعمل ضد السكري ضمن برنامجنا الخاص بالاستثمار المجتمعي المحليّ". يشار إلى أن مجموعة ميرسك تمتلك العديد من الشركات التي تعمل في قطر منذ أن بدأت ميرسك التنقيب عن البترول في قطر قبل 22 عاماً، وهذه الشركات هي: ميرسك قطر للبترول وسافمارين، وسفيتزر، ودامكو. كما تعد حافلة فحص السكري هي الوحيدة من نوعها في قطر، حيث يوجد بها مجموعة متميّزة من أخصائيّ الرعاية الصحية من مؤسسة حمد الطبية والجمعية القطرية للسكري. كما تشتمل حافلة الفحص على مجموعة متنوعة من أجهزة الاختبار الخاصة بإجراء تحليل السكر العشوائي والهيموجلوبين ومؤشر كتلة الجسم وضغط الدم. من جانبه، قال هيرلوف تومسون، مدير برنامج لنعمل ضد السكري: "تعد استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة اليد نجاحاً آخر يضاف إلى سجل إنجازاتها، ويوضح أهمية الرياضة في تشجيع الأفراد على تبني نمط حياة صحي. فالالتزام باتباع أنماط حياة صحية من العوامل الرئيسية لمكافحة السكري، ويمثل الرياضيون الناجحون مصدر إلهام للشباب يحثهم على الاهتمام بسلوكياتهم الصحية، لذا نسعد بالفرصة التي أتاحتها لنا ميرسك كي نضع حافلة الفحص خارج صالة لوسيل".الجدير بالذكر أن السكري يمثل أحد أبرز التحديات الصحية التي تواجه دولة قطر. فوفقاً لآخر تقرير صادر عن " Qatar STEPwise " تعد قطر من بين أكثر دول العالم التي تسجل فيها نسبة المصابين بالسكري ارتفاعاً كبيراً، حيث بلغ عدد المصابين 16.7 في المائة من مجموع السكان القطريين. وبالإضافة لذلك، يتوقع الاتحاد العالمي للسكري ارتفاع هذه النسبة إلى 25 في المائة بحلول عام 2025 إن لم يتم التعامل مع هذه الحالة ويتم تغيير السلوكيات الصحية.

تمكنت شركة استرا زينيكا المتخصصة بصناعة الأدوية، من اكتشاف طريقة جديدة لتحديد الجين المصاب، والتعرف على نوع الخلل، في سبيل تصنيع أدوية جديدة يكون بمقدورها معالجة الأمراض بنجاح كبير. وسيستفيد من الطريقة الجديدة، المصابون بالأمراض الجينية الوراثية، ومن بينها مرضى القلب، والسرطان، والسكري. ويعتبر العاملون في صناعة الأدوية، أن ما طورته الشركة، يعد ثورة في عالم الصناعة الدوائية والعلاجية.

من المزمع أن يكشف تقرير رئيسي خاص بتوقعات انتشار مرض السكري من النوع 2 بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 وَ39 عاماً، والذي يبلغ عددهم اليوم حوالي 63 مليون نسمة على مستوى العالم، عن ارتفاع معدل الإصابة بالمرض بنسبة 19٪ لتصل إلى حوالي 75 مليون نسمة (أي مايقارب إجمالي عدد سكان تركيا) مالم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار المرض. ويعادل هذا الرقم إصابة حوالي 12 مليون حالة سكري جديدة بحلول عام 2035 بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 وَ39 عاماً. تشير الدراسة إلى ارتفاع نسبة إصابة الأطفال بالسكري من النوع الثاني، الأمر الذي كان نادر الحدوث؛ إذ يُسجَّل نصف عدد الحالات المصابة بالسكري من النوع 2 في بعض البلدان حالياً في أوساط الأطفال والمراهقين . ازدياد خطر إصابة أطفال بمرض السكري بحلول عام 2035ويحذر التقرير من أن العواقب الصحية للأمراض التي ترافق الإصابة بالسكري، والتي تتضمن أمراض القلب والسكتات الدماغية واعتلال الشبكية السكرية، والأمراض الكلوية وبتر الأطراف السفلية، أخطر مما كان يُتوقع، ما يستلزم سرعة الاستجابة لهذا النداء العالمي واتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل صناع القرار حول العالم للحد من المعدلات المتزايدةلانتشار السكري. وتقدّر الدراسات بأنه يمكن تجنب حوالي 80% من حالات الإصابة بالسكري من النوع 2عبر تغيير النمط الغذائي واستبداله بنمط متوازن وتعزيز النشاط البدنيوتحسين أسلوب الحياة اليومية عمومًا قصدَ تحفيز الجسم على محاربة المرض . كما تجدر الإشارة إلى أن نسبة الإصابة بمرض السكري من النوع 2 في ازدياد أيضاً بين سكان العالم البالغين، وقد يصل عدد هؤلاء إلى 600 مليون تقريباً بحلول عام 2035 (أي حوالي 10% من إجمالي عدد البالغين حول العالم) إلى جانب تكاليف ضخمة يُتوقع أن تبلغ 627 مليار دولار حول العالم . ومن المقرر أن تُعرض نتائج التقرير بشكل مفصل في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، إحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والذي من المزمع عقده في الفترة من 17 إلى 18 فبراير 2015 في الدوحة، ومن المتوقع أن يحضره ما يربو على 1,000 من الخبراء وصناع القرار من شتى أرجاء المعمورة. وفي هذا السياق، قال البروفيسور ستيفن كولاجيوري رئيس منتدى السكري التابع لمؤتمر "ويش"، والأستاذ في الصحة الاستقلابية في جامعة سيدني بأستراليا: "يشهد عالمنا اليوم انتشاراً سريعاً للسكري من النوع 2 الذي بات يشبه الوباء، لكن أكثر ما يثير القلق أن نسبة الإصابة به في تزايد مستمر في أوساط الأجيال الشابة". وأضاف: "ولذلك يهدف تقريرنا إلى تزويد صناع القرار بالمعلومات الضرورية لتقييم الآثار الصحية والاقتصادية المصاحبة للمرض، وتسليط الضوء على الدروس المستخلصة من التدخلات الناجحة وتوظيفها في نهاية المطاف عبر اتخاذ سلسلة من الإجراءات التي من شأنها العمل على الحد من انتشار المرض. ومن الأهمية بمكان في هذا الإطار أن يشرعصناع القرار فيتطبيق هذه التدخلات الناجعة لفائدة الأجيال الحالية والمستقبلية". يجدر بالذكر أن مؤتمر "ويش" يسعى لتحفيز الإلهام ونشر الابتكارات وأفضل الممارسات في مجال الرعاية الصحية، بحيث تتماشى أهدافه مع رؤية مؤسسة قطر ورسالتها الرامية لإطلاق قدرات الإنسان وتأكيد دور دولة قطر الريادي كمركز رائد للابتكار في مجال الرعاية الصحية.

قالت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين، إن ارتفاع مستوى السكر في الدم لدى الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول قد يُبطئ نمو المخ لديهم، وفقاً لدراسة أمريكية حديثة. وخلال هذه الدراسة قام الباحثون بجمع بيانات أطفال يتراوح عمرهم من 4 إلى 9 سنوات، بالإضافة إلى فحص المخ وتقييم القدرات الذهنية من خلال بعض الاختبارات مع القياس المستمر لمستوى السكر في الدم. وتوصلت الدراسة إلى تباطؤ نمو المخ لدى الأطفال المصابين بالسكري (127 طفلاً)، مقارنة بالأطفال الأصحاء (67 طفلاً)، سواء في المُجمل أو في بعض مناطق المادتين البيضاء والرمادية في المخ. وأرجع الباحثون هذه الفروق إلى مستوى السكر المرتفع أو حاد التقلب لدى الأطفال المصابين بالسكري، وإن كان لم يتم رصد اختلافات جوهرية في مهارات التفكير ونشاط الذاكرة لدى المجموعتين. وأشار الباحثون إلى أن الصلة بين ارتفاع مستوى السكر بالدم ونمو المخ، التي تم رصدها خلال الدراسة، لا تعد دليلاً دامغاً على وجود علاقة سببية بين نمو المخ ومستوى السكر في الدم، مؤكدين على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات للتحقق من هذه الصلة.

ينبغي على مرضى السكري فحص نسب السكر بالدم لديهم بدقة في حال إصابتهم بنزلات البرد، نظراً لأن العدوى قد تؤدي إلى مضاعفات لديهم، وفي بعض الأحيان قد يستلزم الأمر زيادة جرعة الأنسولين. وأوضح الصيدلاني الألماني إريك مارتن أن الإصابة بنزلة البرد قد تؤدي إلى زيادة الحاجة إلى الأنسولين، ما يؤدي بدوره إلى زيادة مستوى السكر بالدم. وعلى العكس من ذلك، يمكن أن يحدث انخفاض بنسب السكر، على سبيل المثال في حال القيء والإسهال، كما أنه من الممكن حدوث تفاعلات دوائية بين المضادات الحيوية وأدوية السكري.

حذرت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين من أن إهمال الأطفال الصغار للوجبات الرئيسية يرفع خطر إصابتهم بالبدانة؛ حيث تتراكم الدهون الزائدة بأجسامهم، ومن ثم يصبحون أكثر عُرضة للإصابة بأمراض القلب الأيضية، أي السِمنة المفرطة والسكري وارتفاع ضغط الدم واضطرابات التمثيل الغذائي للدهون. وتستند الرابطة الألمانية في تحذيرها إلى نتائج دراسة حديثة، أجرتها جامعة فنلندا الشرقية؛ حيث قام الباحثون بفحص تأثير العادات الغذائية وسلوكيات تناول الطعام ونوعية الأطعمة على زيادة الوزن وخطر أمراض القلب الأيضية لدى 512 طفلاً يتراوح عمرهم بين 6 و8 سنوات. وقام الباحثون بتدوين محيط الخصر ونسبة السكر بالدم في حالة الصيام وقيم الكوليسترول وضغط الدم. وأظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال، الذين كثيراً ما يهملون الوجبات الرئيسية ويتناولون الكثير من البروتينات، يميلون إلى الإصابة بالبدانة. كما أن سلوكيات الطعام غير المنضبطة، مثل تناول الطعام بسرعة وتناول كميات زائدة من الطعام لدوافع عاطفية والشعور المتأخر بالشبع، تؤدي أيضاً إلى زيادة الدهون بالجسم. وتوصل الباحثون أيضاً إلى أن جدول الطعام ليس مثالياً لدى غالبية الأطفال؛ حيث تناول أقل من نصف الأطفال الوجبات الرئيسية الثلاثة يومياً. وبدلاً من ذلك، شكلت الوجبات البينية والسكريات المصادر الرئيسية للطاقة بالنسبة لهم. كما تناول الأطفال المشاركون في الدراسة الخضراوات والفواكه بكميات أقل من المُوصى بها، بينما تناول ربعهم مشروبات محلاة بالسكر يومياً. وبالإضافة إلى ذلك، تناول الأطفال كميات من الأحماض الدهنية المشبعة والسكريات والأملاح أكثر من المُوصى بها، في حين تناولوا الألياف الغذائية وفيتامين "د" والحديد بكميات أقل من المُوصى بها. وخلصت الدراسة إلى أن تناول الوجبات الرئيسية بانتظام يلعب دوراً حاسماً في الوقاية من البدانة وأمراض القلب في مرحلة الطفولة. لذا أوصى الباحثون الآباء بأن يقدموا لأطفالهم الصغار أطعمة صحية، مثل الزيوت النباتية والأسماك بدلاً من اللحوم الحمراء والمياه والحليب قليل الدسم بدلاً من المشروبات المحلاة بالسكر.