رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
إعادة تشغيل مسجد الرويس خلال الأيام القادمة

يحظى بمكانة بارزة في التاريخ القطري المسجد شاهد على عراقة فن العمارة القطرية تستعد متاحف قطر حالياً لتشغيل مسجد الرويس رسمياً أمام الجمهور، وذلك بعد الانتهاء من رحلة ترميم المسجد والمنطقة المحيطة به التي انطلقت مع نهاية عام 2014، وشهدت جهدًا مكثفًا من قبل إدارة الحفاظ المعماري بمتاحف قطر. وتأتي إعادة وتأهيل المسجد ضمن رؤية متاحف قطر في أن تصبح المواقع الأثرية مصدر إلهام للأجيال القادمة لاستكشاف الحضارة القديمة والتعرف على تاريخ قطر وماضيها، ومن المتوقع أن يتم تشغيل المسجد خلال الأيام القليلة القادمة، لما يحظى به من مكانة بارزة في التاريخ القطري، وهو أحد الشواهد على فن العمارة القطرية القديمة، باعتباره أقدم المساجد الحالية في دولة قطر. التراث القطري ويعد هذا الإنجاز حلقة من حلقات إعادة اكتشاف التراث القطري والحفاظ عليه وتعريف المجتمع به، وهو ما يأتي انسجامًا مع رسالة متاحف قطر التي تؤمن بأن التراث يمثل جذور ثقافة الدولة وضياعه يعني خسارة الدولة هويتها الحضارية وأصالتها، وقد بدأت إدارة الحفاظ المعماري رحلة ترميم المسجد والمنطقة المحيطة به مع نهاية عام 2014، حيث شهدت جهدًا مكثفًا تمثل في إعادة تأهيل طبقات الجص من الداخل والخارج باستخدام المواد الأصلية، وحقن الجدران واستبدال الأجزاء المتهدمة من السقف بأخرى جديدة مصنوعة من نفس المواد القديمة، واستبدال الأرضيات والأبواب والنوافذ القديمة بأخرى تحمل نفس الطابع الأصلي، كما أضيف للمسجد أجزاء جديدة منها غرفة للمؤذن ورف للأحذية ومكان للوضوء وخزان ماء وغرفة للكهرباء لتبلغ مساحة المسجد بملحقاته ما يعادل 1965 مترا مربعا تقريبًا ويصبح مؤهلا لاستقبال روّاده من المصلين والمهتمين بالتراث. وقبل عملية التأهيل، كان المسجد –الذي اكتسب اسمه نسبة لمدينة الرويس التي يقع بها- يعاني انهيارات جزئية وتصدعات كثيرة في أنحاء مختلفة منه، لا سيما قِبلته وسقفه وليوانه، فضلا عن انتشار التصدعات والشقوق بدرجات كبيرة في الجدران وخاصة الأجزاء السفلية، إلى جانب انتشار الحشرات في خشب السقف، وهو ما تطلب جهدًا كبيرًا بذلته إدارة الحفاظ المعماري بمتاحف قطر لتبث الحياة مجددًا في أوصال أقدم المساجد القطرية. هذا وقد تم مؤخراً ترميم وإعادة تأهيل وتشغيل عدد من المساجد التراثية بكافة أنحاء الدولة، حيث تم الانتهاء من ترميم وتأهيل (6) مساجد وجميعها جاهزة للعمل، وبعضها تمت إعادة تشغيله من قبل وزارة الأوقاف مثل مسجد الخليفات، ومسجد بن عبيد، ومسجد ابوظلوف، ومسجد فويرط. مقاييس دولية تميز بناء مسجد الرويس الأصلي بلمساته الفنية المتقنة، وتجلّت أبرز معالمه في أعمدته الخشبية الضخمة سوداء اللون التي تحاكي تلك المستخدمة في المساجد القديمة بالعراق وسوريا ومصر، كما كان للمسجد منبر خشبي مصنوع بشكل فني بديع، مما حملت إدارة الحفاظ المعماري بمتاحف قطر على عاتقها مسؤولية إعادة ترميمه وتشغيله، بهدف الوصول بالتراث المعماري القطري لحالة الحفاظ التي تتطابق مع مقاييس الحفاظ الدولية والمعتمدة من اليونسكو مما يؤهل وضع التراث المعماري القطري على قمة المواقع التراثية، حيث بذلت الإدارة على مدار الأعوام العشرة السابقة جهودًا مضنية في مجال الحفاظ على التراث، وبخاصة الأعوام القليلة الماضية.

5281

| 21 مايو 2018

ثقافة وفنون alsharq
مؤسسة قطر تطلق البرامج الوطنية والتراث

تضمن عروضا ومشروعات وأعمالا بحثية لطلاب المدارس اطلقت مؤسسة قطر يوم البرامج الوطنيَّة والتُّرَاث 2018 اليوم والذي أقيمَ في مركز طلاب المدينة التعليمية، واستقبل العديد من الزوار والمشاركين ، وسوف يسلّط طُلّاب مدارس مؤسسة قَطَر على مدارِ يومين الضَّوْءَ على مشاريعِهم المدرسيَّة ذات الصِّلَة بالبرامج الوطنيَّة التي تَشْمَلُ الدِّراسَات الإسلاميَّة، والتَّاريخ القَطَريّ، واللغة العربيَّة، بالإضافة إلى برنامج التُّراث القَطَريّ الذي استحدثتْهُ مدارس المؤسسة، وفعّلَتْهُ كمادة تربطُ الطَّالبَ بتراثه. ونَظَّم قِسْم الشّؤون الأكاديميَّة في التَّعليم ما قبل الجامعيّ في مؤسسة قَطَر الفعالِيَة بمشاركة طُلّاب أكاديميَّة قَطَر - الدَّوحة، أكاديميَّة قَطَر - الخور، أكاديميَّة قَطَر - الوكرة، أكاديميَّة قَطَر - السِّدرة، أكاديميَّة قَطَرَ - مشيرب، أكاديميَّة قَطَر - للقادة، وأكاديمية العوسج، حيثُ عرضوا أعمالَهم البحثيَّةَ، وعروضهم المسرحيّة الهادفة إلى تعزيز منظومة القِـيـم المُتضمَّنَة في البرامج الوطنيَّة والتُّرَاث. وقالت الأستاذة عبير آل خليفة، المدير التَّنفيذي للشّؤون الأكاديميّة في التَّعليم ما قبل الجامعيّ بمؤسّسة قطر: بهذِه المناسبة نتمنى أن يكون أبناؤنا الطُّلاب متحمسين على البحث عن المعرفة حيثُ كانتْ، تلك المعرفةُ التي ستُمَكِّنُهم من مواجهة التَّحديَّات، والتَّغَلُّب عليها. وأشجعهم على اختيار الطُّرقَ المناسبةَ لتسويق قِيَمِهمْ الدِّينيَّة، والتّاريخيَّة، والتُّراثيَّة. وعلى التفاعل مَعَ معلمِيهم؛ كي يحققوا الإنجازَات المتميّزةَ، ويعتمدوا البحثَ والتّقصِّي منهجًا فهو السّبيلُ الأمثلُ للتفوّق في التَّعليم والتّعلُّم. وكان قد تمَّ تقديم الجوائز في فئات: أفضل العروض المسرحيَّة، وأفضل المبادرات الطُّلابيَّة، وأفضل المبادرات المدرسيَّة. كما اشتملَ الحفلُ على مسابقة مُنشد الأكاديميَّةِ، حيثُ ألقى الطُّلابُ الأناشيد أمام الحضور، وقُـدِّمَت الجوائزُ لأفضل ثلاثة منهم. وقد شاركَت العديدُ من الجهات الرَّسميَّة والخاصَّة في فعاليات يوم البرامج الوطنيَّة والتُّراث 2018.

445

| 26 أبريل 2018

تقارير وحوارات alsharq
مشاركون في أسبوع العمارة التقليدية : فهم التراث المعماري يلعب دوراً هاماً في المحافظة عليه

انطلق بمكتبة قطر الوطنية.. أرشيف رقمي للصور التاريخية والرسومات المعمارية د.جيمز أونلي: دراسة التراث المعماري في المنطقة.. ضرورة معرض صور تاريخية لمبانٍ مدنية ودينية وعسكرية في قطر انطلقت مساء اليوم فعاليات أسبوع العمارة التقليدية في الخليج، التي تنظمها مكتبة قطر الوطنية خلال الفترة ما بين 22 و 25 من الشهر الجاري، وذلك بمشاركة عدد كبير من المهتمين بفنون العمارة وخاصة التقليدية منها. وتهدف الفعاليات، التي تأتي كجزء من مشروع العمارة التقليدية في الخليج الذي تسعى المكتبة من خلاله لإنشاء أرشيف رقمي للصور التاريخية والمخططات والرسومات المعمارية، والمطبوعات المتعلقة بالتراث المعماري للمنطقة، بالاطلاع عن كثب على التراث المعماري لدولة قطر والمنطقة. التراث القطري افتتحت فعاليات أسبوع العمارة التقليدية في الخليج - التي تستمر لمدة أربعة أيام- بكلمة للدكتور جيمز أونلي، مدير شؤون الأبحاث التاريخية والشراكات بمكتبة قطر الوطنية، ومنسق المؤتمر، حيث أوضح أن مشروع العمارة التقليدية في الخليج مبادرة من مكتبة قطر الوطنية لدراسة التراث المعماري في المنطقة عن كثب، وتسليط الضوء على تاريخ وتراث قطر والمنطقة بشكل عام، لافتاً إلى أن فهم التراث المعماري يلعب دورا هاماً في المحافظة على المباني التاريخية والتراثية، في حين يسهم في الاحتفاظ بأرشيف خاص بالتراث المعماري للمنطقة. ودعا د. أونلي جميع المهتمين بالعمارة والتراث والثقافة في قطر لحضور أسبوع العمارة التقليدية بالخليج، الذي تنظمه مكتبة قطر الوطنية، فعلى مدار أسبوع كامل، يلتقي كبار خبراء العمارة في مكان واحد لعرض لمحات من تاريخ العمارة العريق في المنطقة ومؤثراتها وتناولها بالنقاش والتحليل. رقمنة الصور من جانبه، أكد السيد ستيفان آيبيغ، مدير شؤون المجموعات المميزة بالإنابة بمكتبة قطر الوطنية، أن المكتبة التراثية لديها مجموعة قيمة في مجال العمارة التقليدية تتمثل في صور تاريخية لمبانٍ مدنية ودينية وعسكرية في قطر تم التقاطها في عامي 1984 و1985، خلال المسح الذي قامت به البعثة الفرنسية الأثرية إلى قطر، واقتنتها المكتبة مؤخرًا، واشار إلى أن عدد المباني التقليدية التي تم التقاطها (1700) مبنى، (22) منها كانت موضوع للتحليلات والدراسات، وموضحاً بأن هذه المجموعة هي ملك لمكتبة قطر الوطنية وقد تم رقمنتها. أرشيف معماري وقد شهدت انطلاق فعاليات أسبوع العمارة التقليدية في الخليج افتتاح معرض صور تاريخية لمبانٍ مدنية ودينية وعسكرية في قطر تم التقاطها في عامي 1984 و1985، خلال المسح الذي قامت به البعثة الفرنسية الأثرية إلى قطر، واقتنتها المكتبة مؤخرًا، وتمثل هذه الصور الفوتوغرافية للعمارة التقليدية في قطر جزءًا صغيرًا من الأرشيف الفوتوغرافي الكامل للبعثة الفرنسية، حيث يحتوي في المجمل على 1700 صورة شفافة ملونة لنماذج العمارة العامة والشعبية والدينية والعسكرية. وعقب افتتاح المعرض ألقت الدكتورة كلير هاردي جيلبرت، أحد أعضاء البعثة الفرنسية الأثرية إلى قطر، محاضرة عن سمات العمارة التقليدية في قطر، حيث تطرقت إلى المباني المدنية والعسكرية والدينية التي تم المسح فيها، لافتة إلى أن العمارة التقليدية في قطر تعكس الخيارات الثقافية والاجتماعية. وأشارت إلى أن الهدف من إجراء المسوحات هو المحافظة على المباني القديمة وأرشفة الصور التاريخية والمخططات والرسومات المعمارية لقطر والمنطقة، موضحة بأن بعض البيوت القديمة تم إعادة ترميمها وفيما بعد تم تدميرها. وتطرقت إلى البيوت القديمة التي كانت في المناطق المختلفة في قطر، كما وتطرقت إلى المباني التاريخية والتراثية في قطر كالمساجد والحصون والقلاع التي تم إجراء المسح فيها، موضحة أن من أبرز البيوت التي تم إجراء المسح فيها بيت المانع وبيت نصر الله وبيت عبدالحسين إبراهيم، إلى جانب عدد من المساجد كمسجد الخور والذخيرة، وبالنسبة للحصون والقلاع، فقد تم العمل في قلعة الزبارة والوجبة والركيات وغيرها من القلاع الأخرى. الهوية المعمارية سيصاحب أسبوع العمارة التقليدية في الخليج، مؤتمر عن العمارة التقليدية في الخليج، حيث سيُسلِّط الضوء على الهوية المعمارية الخليجية وتاريخها الثقافي والاقتصادي الأوسع من خلال قصة العمارة التقليدية في المنطقة من القرن الثامن عشر إلى ستينيات القرن الماضي، وسيركز المؤتمر الذي يشارك فيه نخبة من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين على أنماط العمارة المحلية في قطر والخليج، وتأثير التجارة والهجرة بين الجزيرة العربية والعالم في حقبة ما قبل النفط في تشكيل سمات العمارة المحلية الخليجية، كما يُناقش المؤتمر وضع العمارة التقليدية في الخليج اليوم، وممارسات الحفاظ عليها والنقاش الدائر حولها، والدور الحيوي والبارز الذي تقوم به العمارة في تشكيل الهوية الوطنية لدول مجلس التعاون الخليجي، يقام المؤتمر بالتعاون مع كلية العمارة بجامعة ليفربول، وقسم العمارة والتخطيط العمراني بكلية الهندسة في جامعة قطر، والمهندس إبراهيم الجيدة، الرئيس التنفيذي وكبير المهندسين في المكتب الهندسي العربي.

1226

| 22 أبريل 2018

محليات alsharq
برنامج الحرف اليدوية يستقطب طلاب المدارس

يشمل ورشاً تدريبية في السعف والسدو والتطريز النعيمي: نسعى لتأصيل التراث القطري لدى أجيالنا المعاصرة أطلقت لجنة التراث بكتارا برنامجها الخاص بالمؤسسات التعليمية والاجتماعية في قطر، والذي يتضمن مجموعة من الورش التدريبية في الحرف اليدوية، وذلك بهدف تعليم وتدريب طلبة المدارس والمؤسسات الشبابية على الحرف اليدوية التقليدية عن طريق نخبة من الحرفيين المشرفين على المعارض الخارجية بالمبنيين (18) و(19) بكتارا. وأشارت لجنة التراث بكتارا إلى قيام بعض المدارس بالتواصل مع المشرفين على البرنامج التدريبي للحرف اليدوية، بالتزامن مع يوم التراث العالمي، لافتة إلى قيام مدرسة الوكرة الاعدادية للبنات بالتواصل مع لجنة التراث لاعداد برنامج تدريبي بالحرف اليدوية التقليدية، وعرض ثلاث حرف منها كحرفة سعف النخيل وحرفة تطريز النقدة، وحرفة السدو، موضحة أن الطالبات تعرفن على كيفية ممارسة واتقان هذه الحرف، وقمن بالتدرب عليها والتعرف على استخدامات كل حرفة، والأدوات والمواد المستخدمة فيها، مؤكدة أن الطالبات قد استفدن كثيرا من المعلومات التراثية التي قدمتها الحرفيات. وقد أكدت الباحثة سلمى النعيمي رئيسة لجنة التراث بكتارا أهمية نقل التراث والموروث الشعبي القطري إلى أبناء الجيل الحالي، موضحة أن كتارا تعول على الجيل بحفظ وصون تاريخ وتراث قطر وحمايته من التشويه والاندثار، مضيفة أن الورش التدريبية التي تستقطب طلاب المدارس والمؤسسات التعليمية تهدف إلى تأصيل التراث القطري بكافة مفرداته وملامحه لدى أجيالنا المعاصرة. فيما أكدت أمينة محمد آل اسحاق مديرة مدرسة الوكرة الاعدادية للبنات أن المدرسة تسعى إلى تعزيز التراث بين الطالبات، بالاضافة إلى المحافظة على العادات والتقاليد القطرية، مشيرة إلى أن البرنامج التدريبي الخاص على الحرف اليدوية يأتي بالتزامن مع الاحتفال بيوم التراث العالمي وبالتعاون مع مدرسات مادة الاجتماعية بالمدرسة، ومؤكدة أن التراث يعتبر رمزا للهوية الخاصة بالشعوب ويساهم في تعزيز الروابط بين الماضي والحاضر والمستقبل. يذكر أن البرنامج تم إطلاقه في ديسمبر الماضي لإحياء الموروث الشعبي واستقطاب الشباب القطري والمقيمين ومواليد قطر، للانخراط في الحرف اليدوية والتقليدية، وتأهيلهم لممارستها كما كانت في السابق، وفق مناهج وخطط مدروسة، وبغية تكوين جيل من الحرفيين يتصف بالوعي بأهمية المهن الشعبية وقيمتها الفنية والإبداعية، ويمتلك ثقافة الجودة والإتقان والتميز والإبداع.

6201

| 28 مارس 2018

محليات alsharq
مختبر الصيانة بـ "قطر الوطنية" مركز لحماية الكنوز القطرية

المختبر يركز على حماية المخطوطات والوثائق القديمة يعمل على استقطاب الكوادر القطرية في مجاله يرفد المكتبات العربية ويساعدها في قضايا صيانة محتواها إنشاء شبكة دولية لتبادل المعلومات والمعرفة المختبر مزود بأحدث الأجهزة والتقنيات للحفظ والصيانة مكسيم نصرة: مهمتنا المحافظة على التراث ليصل إلى الأجيال القادمة يعتبر مختبر الصيانة والحفظ في المبنى الجديد لمكتبة قطر الوطنية، من أهم المختبرات في العالم العربي والإسلامي في حماية وصيانة الكنوز التاريخية والتراثية من مخطوطات وكتب ووثائق قديمة لنقلها لأكبر عدد ممكن من الأجيال القادمة في القرون المقبلة.. ويحتضن المختبر — الذي اختير في عام 2015 كمركز إقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها للدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط عموما — أحدث الآلات والأجهزة والتقنيات لصيانة وحفظ المواد التاريخية التي تكشف عظمة التراث القطري والعربي وتسهم في المعرفة الإنسانية بالحضارة العربية والإسلامية.. الشرق قامت بجولة حرة داخل مختبر الصيانة والحفظ التابع لمكتبة قطر الوطنية، ورافقنا في تلك الجولة السيد مكسيم نصرة أحد أخصائي صيانة الكتب والذي تحدث عن أبرز الجهود والخدمات التي يقدمها المختبر من أجل المحافظة على التراث ونقله للأجيال القادمة.. حفظ التراث بداية، يتحدث مكسيم نصرة أحد أخصائي صيانة الكتب، عن الخدمات التي يقدمها مختبر الصيانة والحفظ قائلا لـ الشرق: يوجد في مكتبة قطر الوطنية ثلاثة أقسام تتمثل مهمتها الأساسية في الحفاظ على التراث القطري والعربي والإسلامي وهي: المكتبة التراثية ومركز الرقمنة ومختبر الحفظ والصيانة، حيث تعمل المكتبة التراثية على عرض الكنوز التاريخية والتراثية من مخطوطات وصور وأدوات، في حين يقوم مركز الرقمنة بمهمة تحويل المعرفة التي تحتوي عليها صفحات هذه المخطوطات إلى نسخة رقمية يسهل حفظها وتصفحها وقراءتها ونشرها دون التعامل مع المواد القديمة والهشة للمخطوطات الأصلية، أما مختبر الصيانة والحفظ فدوره يركز على حماية المخطوطات والوثائق القديمة وتوفير الأجواء المثالية التي تضمن صيانتها واستمرارها، لافتاً إلى أن الكتب والمخطوطات تتكون من خامات ذات أصول عضوية (نباتية أو حيوانية) وبالتالي تتعرض للكثير من المخاطر، كالمخاطر الطبيعية، والكيميائية، والبيولوجية، إلى جانب عوامل ذاتية بسبب الاستخدام الخاطئ للقراء والمستخدمين كالتصوير والمناولة الخاطئة والتخزين والترميم، وغير ذلك.. وأضاف: مهمتنا في مختبر الصيانة والحفظ هي الحرص على استمرار وسلامة هذه المخطوطات لكي تصل لأكبر عدد ممكن من الأجيال القادمة في القرون المقبلة، حيث يقدم المختبر العديد من الخدمات كالصيانة الوقائية وتحليل التدهور الحيوي والمعالجة، بالإضافة إلى تحليل المواد لمعرفة أصولها ومكوناتها باستخدام تقنيات متطورة لا تسبب أي ضرر. التاريخ والماضي وحول أبرز الوثائق والمخطوطات التي تم العمل على حفظها وصونها قال مكسيم نصرة لـ الشرق: عملنا في حفظ الوثائق والمخطوطات يشمل كافة المقتنيات في المكتبة التراثية وليس المخطوطات بعينها، ونحن نفحص جميع الوثائق والمخطوطات، ونتأكد من سلامتها بصورة دورية، ونقوم بإعداد تقارير عن جودة هذه المقتنيات ثم وضع خطط واستراتيجيات الحفظ والصيانة وتطبيقها، ودعم قرارات المحافظة على المواد، وزيادة المعرفة المرتبطة بدراسات الوثائق والمخطوطات، وطبيعة عمل المختبر لا تقتصر على الترميم والصيانة فقط، بل تشمل أيضًا الرصد المنتظم لجميع المعلومات المتعلقة بالظروف البيئية، ومراقبة جودة الهواء والبيئة المحيطة بالمواد التراثية بدقة شديدة لاكتشاف أي علامات لبداية وجود تلوث حيوي (من فطريات وبكتيريا) في الهواء المحيط، موضحاً بأن مختبر الصيانة والحفظ مزود بأحدث الآلات والأجهزة والتقنيات التي تمكنه من تحليل ودراسة المقتنيات ومن ثم تنفيذ عمليات الصيانة والترميم وفق الممارسات المخبرية المعتمدة، بالإضافة إلى الأجهزة والمعدات الضرورية لمراقبة جميع العوامل التي قد تتسبب في التدهور الحيوي والتلف لمقتنيات المكتبة كمعدات مراقبة الظروف البيئية المحيطة (كالحرارة والرطوبة) والتحكم بها، وأيضا مراقبة جودة الهواء المحيط ونقائه وخلوه من البكتيريا والفطريات. وأضاف في هذا الإطار: لا تقدر قيمة المخطوطات والمواد التاريخية التي تكشف عظمة التراث القطري والعربي بثمن مادي، فهي شاهد على إسهام الحضارة العربية والإسلامية في المعرفة الإنسانية، وأي تكلفة مهما كانت لا تمثل شيئًا في سبيل الحفاظ على تراثنا وتاريخنا المجيد من أجل إتاحته للجميع للاطلاع عليه والمحافظة عليه للأجيال المقبلة، مؤكداً بأن جميع دول العالم تنشئ المتاحف والمكتبات المتطورة من أجل حفظ تراثها وتاريخها المعرفي، وتنفق في سبيل ذلك بقدر ما تستطيع، لأنها تعرف أن قيمة التاريخ والماضي والتراث لا تقاس بالأرقام المادية. مركز إقليمي ولفت مكسيم نصرة إلى أنه في 2015 تم اختيار مختبر الصيانة والحفظ في مكتبة قطر الوطنية، من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا) ليكون المركز الإقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها للدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط عموما، وينظم المختبر في إطار دوره كمركز إقليمي معتمد العديد من الورش التدريبية والتعليمية لأخصائيي المكتبات في العالم العربي في إطار خطة سنوية بالتنسيق مع الإفلا، في حين ينظم المختبر العديد من الجولات الإرشادية لطلاب المدارس والجامعات لتعريفهم بمفاهيم عمليات الصيانة والحفظ وأقسام المختبر وما يحتوي عليه من أجهزة وتقنيات متطورة. وأشار إلى أن المختبر سيواصل دوره كمركز إقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها، وذلك في دعم المكتبات العربية من خلال سلسلة من الأنشطة والمبادرات لتشجيع ونشر وتطوير الممارسات الخاصة بصيانة المواد والمحافظة عليها، ويتضمن ذلك إنشاء شبكة دولية لتبادل المعلومات والمعرفة، ودعم المكتبات العربية ومساعدتها في قضايا صيانة موادها، فضلاً عن توفير ونشر مواد معرفية في مجال صيانة المواد والمحافظة عليها باللغتين العربية والانجليزية، وتطوير خطط أفضل لمواجهة الكوارث، إلى جانب ذلك تنظيم دورات تدريبية وورش عمل ولقاءات في مجال الصيانة والمحافظة على مواد المكتبات، وترجمة أدلة الإفلا والوثائق الأخرى المتعلقة بصيانة المواد والمحافظ عليها إلى اللغة العربية. حضور قطري أوضح مكسيم نصرة أن مختبر الصيانة والحفظ يحتضن فريقا من المتخصصين في حفظ الكتب والوثائق والمخطوطات وصيانتها من أصحاب المهارات والخبرات الدولية الذين حصلوا على أعلى مستويات التدريب، وأن هناك أربعة متخصصين حالياً يغطون جوانب ومراحل العمل المختلفة، موضحاً أن مكتبة قطر الوطنية تحرص على استقطاب الكوادر القطرية في كل المجالات بما في ذلك مجال حفظ وصيانة المخطوطات.

1984

| 28 مارس 2018

ثقافة وفنون alsharq
متاحف قطر تنتهي من ترميم مجمع "مدابس التمر" التاريخية في الزبارة

أعلنت متاحف قطر الانتهاء من ترميم مجمعٍ تاريخي لمكابس التمر مدابس في منطقة الزبارة التاريخية. وأوضحت متاحف قطر، أن مشروع الترميم، يأتي في إطار مبادرة شاملة تشرف عليها إدارة الحفاظ المعماري وإدارة الآثار في متاحف قطر بهدف ترميم المواقع التاريخية والأثرية في الدولة. وتم اكتشاف موقع المدابس عام 1980 وخضع للترميم بين عامي 2017-2018 حتى تم الانتهاء من ترميمه واستعاد بريقه الأول. ويلقي موقع المدابس نظرة مدهشة على كيفية صنع دبس التمر الغني بالبروتينات قديمًا، ويعد إضافة جديدة لجهود متاحف قطر الرامية إلى ربط أبناء المجتمع القطري بماضيهم وتاريخهم. وقال علي الكبيسي، المدير التنفيذي لقطاع التراث الثقافي بالوكالة في متاحف قطر في تصريح اليوم، إن التنقيب والحفظ من المهام الأساسية للحفاظ على الهوية القطرية وحماية التراث القطري الغني الذي يعود لآلاف السنين.. لافتا أن متاحف قطر، تؤمن أن مستقبل قطر بيد أبنائها، وأنهم في حاجة لفهم الجذور التي شكلت ماضيهم وأسهمت في صياغة هوياتهم الحالية. من أجل استلهام حكمة الأجداد لبناء مستقبل مزدهر للوطن. وأفادت متاحف قطر، بأن فرق ترميم الموقع، اعتمدت في مهامها على دليل الحفظ المُعد خصيصًا لموقع الزبارة. ويشتمل الدليل على تعليمات مفصّلة تشرح كيفية ترميم كل مدبس وطريقة تغطيته بطبقة خاصة من الجصّ، كما اشتملت أعمال الترميم على تنظيف المنطقة وإزالة الأجزاء المتآكلة من السطح التي لم تتخط 2 مليمتر ما يدل على نجاح مرحلة الترميم الأولى التي بدأت العام الماضي. إلى ذلك، تعكف إدارة الحفاظ المعماري في متاحف قطر حاليا على وضع تقرير يشرح تفاصيل عملية الترميم وتقديم توصيات بشأن الخطط المناسبة للحفاظ على الموقع. وبناء على هذا التوصيات، سيتم تزويد الموقع بالموارد اللازمة لحمايته في المستقبل. جدير بالذكر أن منطقة الزبارة، التي يقع بها مجمع المدابس مدرجة على قائمة المواقع التراثية لليونسكو. وتشهد المنطقة جولات سياحية لزيارة معالمها لا سيّما قلعة الزبارة والمواقع المحيطة بها التي يجري فيها عمليات التنقيب. وتقف منطقة الزبارة شاهدًا على التحول الاقتصاد والاجتماعي لدولة قطر وتاريخ التجارة والبحث عن اللؤلؤ الذي عُرفت به المدن المطلة على ساحل الخليج. كما تعد منطقة الزبارة من المشروعات العديدة التي تشرف على ترميمها إدارة الحفاظ المعماري في متاحف قطر وفق أعلى المعايير الدولية وطبقًا لإرشادات منظمة اليونسكو.

1903

| 27 مارس 2018

ثقافة وفنون alsharq
بالصور.. 7 لوحات فنية تزين جدران إزدان مول الوكرة

تعكس أصالة تراث قطر دشّن إزدان مول الوكرة مجموعة من الفعاليات الفنية بمشاركة عدد من الفنانين القطريين والمقيمين، حيث خصصت إدارة المول 7 جداريات كبيرة لرسم لوحات فنية تعبر عن أبرز معالم قطر وسمات الشخصية القطرية. وحول تلك الفعاليات قال السيد مالك قيصر عوان المدير العام لشركة إزدان مول إن رؤية إزدان مول الوكرة تنطلق من الاعتزاز بالهوية القطرية والمكونات التي تشكلها، كما أننا نريد أن يشعر الزوار بأنهم في بيتهم لا مجرد زوار إلى مركز تجاري ولهذا سعينا لترجمة رسالتنا من خلال الفنون كما أن من أهم أولوياتنا الارتقاء بالحس الفني لزوار المول، فهدفنا هو نقل رسالة رفيعة في دعم الفنون وقضايا البيئة ونؤمن أنه من مسؤوليتنا إبراز التراث، وانطلاقًا من ذلك تعاونا مع مركز أصدقاء البيئة فهو جهة معنية بالتركيز على الحفاظ على البيئة وتوعية المجتمع بتلك القيم، كما أنها جهة تُعنى بالتنوع الثقافي وتعزيز الهوية القطرية. فالفنون والثقافة يلعبان دورًا إيجابيًا للغاية في بناء صورة قطر، وأضاف من أجل تحقيق ذلك خصصنا 7 جداريات كبيرة في أماكن متفرقة من المول كل واحدة منها تحمل تعريفًا خاصًا بشيء من الموروث الشعبي القطري أو يظهر معلمًا من معالم قطر الأصيلة، مثل الجدارية التي تعبر عن قناع البتولة التقليدي للسيدات القطريات وصور أخرى تعبر عن البيئة الطبيعية في قطر وشملت أيضًا رسومات جدارية للكثبان الرملية والجمال والصقور التي تعد رمزًا وطنيًا في قطر والمها العربي الذي يعيش في شبه الجزيرة إضافة إلى اللوحات المعبرة عن اللؤلؤ والصيد كما شملت الجداريات لوحات تعبر عن الدوحة الحديثة بأبراجها المميزة مع انعكاس لها على سطح الكورنيش. ولفت إلى الحرص على أن تحمل كل جدارية لوحة تعريفية بالمعلم المرسوم باللغتين العربية والإنجليزية، مما يجعل الزائر يستمتع بألوان الجدارية الجذاب مع التعرف على معلومات قيمة وثرية. موضحاً أن إزدان مول يعتز برؤيته الريادية في بث الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة فهو أول مول يتبنى قضية (الحلم الأخضر) التي تهدف إلى زرع أكثر من 22 مليون شجرة بحلول عام 2022، وأي زائر للمولات سواء بالغرافة أو الوكرة يشعر بأثر اللون الأخضر وانتشار ثقافة غرس النباتات من أجل الحفاظ على البيئة والتوعية بأهميتها. جداريات تنوع الفنانون المشاركون في الفعاليات من دول عدَّة وقد حرصوا على التعبير عن حبهم لدولة قطر من خلال المشاركة في الرسم على الجداريات، فأبدعوا أعمالاً فنية ضخمة عكست عراقة تراث قطر وأصالته.

6860

| 26 مارس 2018

ثقافة وفنون alsharq
مسابقة لإعادة توظيف مركز شرطة الرويس التراثي

تطلقها متاحف قطر حفاظاً على أهميته التاريخية.. 31 أبريل آخر موعد لتلقي الطلبات من أهم الشروط أن يكون المستثمر قطرياً ومن أهل الشمال أطلقت متاحف قطر مسابقة لرواد الأعمال والمستثمرين القطريين من سكان مدينة الشمال، لتقديم عروض لإعادة استخدام مركز شرطة الرويس التراثي، وتحويله لمطعم أو مقهى أي مشروع تجاري مع الاحتفاظ بالطابع التقليدي للمبنى لأهميته التاريخية في منطقة الرويس التراثية.. وتأتي المسابقة ضمن جهود متاحف قطر في المحافظة على المواقع التراثية والأثرية، ونشر أهميتها وأهمية المحافظة عليها، من خلال جذب أكبر عدد من أفراد المجتمع لزيارتها والاطلاع على أهميتها التاريخية.. ووضعت متاحف قطر شروطا لتحويل المبنى الحالي إلى مطعم أو مقهى بحيث يكون بمستوى لائق كونه يمثل فضاءً سياحيا كجزء من جهود قطر الرامية إلى تعزيز المنطقة كوجهة سياحية، في حين يتعين على مقدمي المسابقة من المستثمرين تقديم مفهوم شامل وشرح إضافي لأعمالهم المقترحة، بما في ذلك عرض لفكرة استغلال المطعم أو المقهى وكيفية إدارته وتشغيله، وخطة الاستغلال والجذب السياحي للأفراد والمجموعات، إلى جانب وضع خطة التواصل مع المجتمع للتعريف بالموقع وتاريخه، فضلا عن ذلك تقديم عرض مفصل عن تكاليف الاستغلال وميزانيته السنوية، إلى جانب خلفية المشغل والوثائق والأوراق الثبوتية بما في ذلك السجل التجاري وقيد المنشأة وهوية المالك، والرخصة التجارية. ومن أبرز شروط التقديم للمسابقة أن يكون المستثمر قطري الجنسية، وأن يكون من أهالي مدينة الشمال، ويُدير المشروع بنفسه دون أن يُوكله لأي شخص سواء كان حقيقيا أو اعتباريا من الباطن، فضلاً عن ذلك عليه أن يلتزم باشتراطات متاحف قطر للمحافظة على المبنى والموقع، مع الالتزام بنطاق العمل الخاص بالمسابقة وبقوانين دولة قطر.. وتقدم متاحف قطر المبنى والموقع نظير إيجار رمزي قدره 5000 ريال شهريا، والموعد النهائي لتقديم الطلبات 31 أبريل المقبل.

2479

| 26 مارس 2018

ثقافة وفنون alsharq
خبراء: فن النهمة يبرز عراقة تراث قطر الغنائي البحري

منافسات المسابقة تصل للمرحلة قبل النهائية اليوم.. النعيمي: جائزة كتارا نواة لحماية الموروث الفني والمحافظة عليه تبدأ مساء اليوم منافسات المرحلة قبل النهائية لجائزة كتارا لفن النهمة، بمشاركة النهامين المتأهلين، لتصل غدا للمرحلة الأخيرة وإعلان النتائج النهائية وتتويج الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى خلال الحفل الختامي الذي سيقام على مسرح الدراما بكتارا، بحضور سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا. وكانت المرحلة الأولى للمنافسات شهدت تأهل كل من النهام العماني نصر بن يوسف السليمي والنهام الكويتي فيصل عبدالمحسن مال الله، فيما شهدت المرحلة الثانية تأهل كل من النهامين حمد بن محمد بن حسين من دولة الكويت وفارس بن سبيت بن يوسف العلوي من سلطنة عمان، وأثنت لجنة التحكيم على براعة النهامين المتأهلين، وتمكنهم من فنون النهمة وقواعدها وقوة إحساسهم بما يؤديانه من أهازيج وأشعار. من جهة أخرى، أشاد أعضاء بلجنة التحكيم بإطلاق كتارا لجائزة فن النهمة نهام الخليج التي تبرز ثراء الفنون الشعبية وتظهر قيمته الفنية والموسيقية، مثمنين اهتمامها بالتراث البحري الخليجي والمبادرات الريادية التي تطلقها بهدف الحفاظ على تراث الأجداد من النسيان والاندثار، وتأصيله في نفوس جيل الشباب. وأشاد مطر علي الكواري رئيس لجنة التحكيم لجائزة كتارا لفن النهمة، بما تقوم به كتارا من مبادرات رائدة في مجال الاهتمام بالتراث القطري والخليجي والمحافظة عليه، ونقله للأجيال، وخاصة اسهامها في احياء الفنون الشعبية الغنائية المرتبطة بالتراث البحري. عمق حضاري عبر فتحي محسن البلوشي عضو لجنة التحكيم في جائزة كتارا لفن النهمة عن سعادته بما يحظى به فن النهمة من اهتمام كبير من قبل كتارا، يتجسد في دعم النهامين الشباب، لافتا إلى أن احتفاء كتارا بفن النهمة وتخصيصها جائزة بهذا المستوى الكبير، خطوة جادة على الطريق الصحيح في الاهتمام بالموروث البحري والمحافظة عليه بأفضل صيغة. وأضاف أن هذه التظاهرة الثقافية التي تتميز بوجود نخبة من كبار الفنانين والموسيقيين، تجسد مدى الاهتمام والتشجيع الذي يحظى به النهامين الشباب، لافتا إلى أن فن النهمة يمتلك سجلا زاهرا يميز تاريخ قطر والمنطقة، موضحا أن الفنون البحرية تمتلك عمقا حضاريا لكل بلد، وأكد أن إطلاق كتارا لجائزة دولية بهذا المستوى الرفيع من الجودة، يعكس الاهتمام الكبير بالموروث الشعبي والتراث البحري وتقديمه للعالم بأسلوب جميل وراق. بدوره، قال عبدالله جاسم المرشد عضو لجنة التحكيم من دولة الكويت أن كتارا حققت الريادة لدولة قطر في مجال الاهتمام بالتراث البحري، وذلك من إقامتها لهذه الجائزة غير المسبوقة التي تسهم في المحافظة على أقدم الفنون الغنائية في قطر والخليج، متمنيا من الشباب مواكبة هذا الفن الذي يعد من الفنون الصعبة التي تعرضت للكثير من الإهمال في الماضي، منوها بأن إطلاق جائزة كتارا يشكل فرصة لإحياء هذا التراث الغنائي الذي يميز قطر ومنطقة الخليج. إبراز الفن القطري أكدت الباحثة سلمى النعيمي، رئيس لجنة التراث بالمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا: أن جائزة كتارا لفن النهمة تهدف إلى المحافظة على التراث الغنائي في دولة قطر، مقدمة شكرها للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا على ما تبذله من اهتمام بالموروث القطري والمحافظة عليه من الاندثار. وأشارت إلى أن نهام الخليج انبثقت من عدة بحوث تهدف إلى إبراز الفن التراثي القطري بشكل مشرف في كافة المحافل المحلية والدولية وإحيائه والمحافظة عليه، لافتة إلى أن هذه الجائزة تشكل داعما أساسيا لفكرة الحفاظ على الفنون الشعبية الغنائية، وخاصة ما يتعلق بفن النهمة، معربة عن أملها بأن تكون الجائزة بمثابة نواة لحماية التراث البحري وصيانته والمحافظة عليه، وأن تتطور الجائزة لتشمل مشاركين من مؤسسات تراثية وفرق شعبية من مختلف دول الخليج. تواصل الأجيال قال عضو لجنة التحكيم، السيد خالد سعيد جوهر من دولة قطر، إن جائزة كتارا لفن النهمة تشكل حلقة تواصل وترابط وثيقة بين الأجيال، من شأنها أن تعمق وتؤصل هذا الفن العريق في نفوسهم، داعيا الشباب القطري والخليجي لبذل المزيد من الاهتمام بتراثهم البحري. مبادرة غير مسبوقة د.عبد الله الرميثان عضو اللجنة التحكيمية، قال إن إقامة جائزة خاصة بفن النهمة تعتبر مبادرة رائدة لكتارا تستحق عليها كل الشكر والامتنان، لافتا إلى أن فن النهمة في قطر يتميز بالثراء، سواء ما يتعلق بفنون العمل فوق ظهر السفينة أو فنون الترفيه، مثمنا تصدي كتارا للإمساك بزمام المبادرة؛ كونه وفَّر فرصة غير مسبوقة للمحافظة على هذا التراث العريق من النسيان والاندثار رغم وجود الفرق الفنية الشعبية.

3727

| 16 مارس 2018

محليات alsharq
خبراء للشرق: إنشاء مدرسة لتعليم حرفة السدو يحميها من الاندثار

موروث قديم أبدعت فيه المرأة القطرية سلمى النعيمي: إقبال من الشباب على المهارة اليدوية طالب خبراء في الموروث القطري الجهات المعنية بإنشاء مدرسة أو مركز لتعليم حرفة السدو للشباب، لحماية الحرفة اليدوية التي ارتبطت بالنساء وإبداعاتهنّ في إنتاج أشكال إبداعية من ألوان التراث، وتأليف كتب عن هذه الحرفة لتكون إضافة نوعية في مكتبات التراث، لخدمة الهواة والباحثين والمهتمين، ولحمايتها من الاندثار. وأضافوا في لقاءات للشرق أنّ الكثير من الشباب والفتيات والسياح لديهم شغف كبير بتعلم الحرفة على أصولها المهارية من متخصصين فيها، وأنّ السدو بات نموذجاً عصرياً لافتاً في تصاميم البيوت والفلل، وأصبح علامة تراثية مميزة يزداد الطلب عليها في أثاث المساكن والسيارات والتذكارات والمجالس العربية . وقالت السيدة سلمى النعيمي مستشار ثقافي: تعتبر حرفة السدو من أهم الحرف اليدوية التقليدية في قطر، ففي السابق صنعوا منها منازلهم المتنقلة وأمتعتهم، ولكن للأسف حرفة السدو كغيرها من الحرف لا تدرس، وليس هناك جهة معينة تهتم بهذه الحرفة نظراً لعدم وجود ممارسين لها إلا فئة قليلة باستثناء بعض الدورات التدريبية والمشاركة فيها في المهرجانات كعرض وليس كتأسيس ولا توجد مراكز أو مدارس لهذه الحرفة بسبب عدم وجود ممارسين أو راغبين في تعلم هذه الحرفة نظرا لصعوبتها حيث إنها تعتمد على عدد من الخطوات، وإحداها هي عملية الغزل التي تقوم على تجهيز خيوط الصوف وعدد كبير من الحصاوي، وقد تستغرق تلك التحضيرات أشهرا للحصول على عدد مناسب لعمل السدو. وأضافت قائلة: في الحقيقة إلى الآن لا توجد جهة في الدولة تستطيع العمل على إحياء الحرف اليدوية وحدها، وبسبب عدم تعاون وتضافر جهود الجهات في الحفاظ على الحرف ومنها حرفة السدو ضاعت الكثير من حرفنا اليدوية واندثرت. ونوهت بأنّ المجتمع مهتم كثيراً بالحرف اليدوية التقليدية وهناك إقبال شديد على تعلم الحرف لكن لا يوجد مركز أو جهة معتمدة يستطيع الشخص التوجه إليها ليتعلم حرفة السدو ولاسيما أن السدو حرفة خاصة بالمرأة. خليفة السيد: ضرورة تأهيل قطريين في الحرف الشعبية اقترح السيد خليفة السيد محمد المالكي باحث في التراث الشعبي القطري أن تقوم الجهات المعنية بعمل دورات تخصصية في حرفة السدو للفتيات تعتمد على الأصول العلمية والمهارية والتدريبية لهذا الفن اليدوي، بهدف تأهيل كوادر قطرية لديها المعرفة الكافية بتراث الحرف اليدوية مثل السدو وغيرها لتمثيل الدولة في المهرجانات الخارجية والفعاليات التي تشارك فيها في المؤتمرات الدولية، لأنهم سيقدمون رؤية عن التراث ودعم الدولة له . وأكد أهمية تأسيس مراكز لتعليم الحرف الشعبية بشكل عام، خاصة في ظل الدعم اللامحدود الذي توليه الدولة للتراث، مبيناً الدور الثقافي والتعريفي الذي يقدمه الحرفيون للسياح والباحثين والمهتمين في المحافل الدولية . وأوضح أنّ الحرفة ارتبطت بالنساء اللواتي أبدعن في إنتاج تشكيلات جميلة جداً من خيوط السدو، مبيناً أنّ المراحل التي تمر بها هذه الحرفة طويلة تبدأ بجزّ الصوف من الشاة أو الخروف، وغسله وتعليقه في الشمس لتجفيفه، وبعد فترة من الزمن يتم غزل الخيوط ثم يعاد غسله مرة أخرى لتخليصه من الرائحة، وتقوم النسوة بصباغته بألوان طبيعية من قشر الرمان أو الكركم ثم يوضع في الشمس ليجف تماماً. موزة البدر: إنشاء مركز لتوثيق مهارات السدو ضرورة لنقله إلى الأجيال عللت الوالدة موزة محمد راشد البدر (أم خلف) راوية في التراث القطري شغف الفتيات بتعلم حرفة السدو وإقبالهنّ على الورش العملية والمحاضرات التي تتناول هذه الحرفة بأنه الرغبة في تعلم فنون التراث وإتقان حرفته من خلال الأشغال اليدوية وفق أصوله الصحيحة . وقالت إنني أقدم محاضرات ثقافية عن حرفة السدو في المدارس والاحتفالات والمعارض المحلية، وألحظ إقبالاً كبيراً من الفتيات وطالبات المدارس على تعلم حرفة السدو بكل نقوشها الجميلة، وكثيرات يقضين وقتاً طويلاً أمام حرفيات السدو وهنّ يشغلن النقوش ببراعة. وأعربت عن أملها في أن تبادر الجهات المختصة بإنشاء مدارس أو مراكز لتعليم حرفة السدو، لحمايته من الاندثار، لأنّ النقوش المميزة لهذه الحرفة تتطلب الكثير من الاهتمام بها وحفظها في ذاكرة الكتب التراثية لضمان نقلها من جيل لجيل. وذكرت أنه من الضروري إنشاء مركز لتوثيق التراث القطري بكل مكوناته، وجمعه وروايته وتصويره من خلال التواصل مع ذوات الخبرة والمهارة، لجمع التراث اليدوي وخاصة السدو الذي تتميز به قطر . وأضافت أنه من الممكن الاستفادة من كبيرات السن ذوات الخبرة الطويلة في حياكة السدو لتعليم الفتيات، وأن تبادر المراكز الثقافية المعنية إلى إنشاء مكان متخصص في هذه الحرفة . وأشارت إلى أنّ الفتيات يتعلمن مهارات السدو من الحرفيات في بيوتهنّ، ويكتسبن خبرة إنتاج الصوف والغزل وصباغة خيوط السدو، وطريقة تنظيفه والاعتناء به لفترات طويلة من خلال الاحتكاك المباشر مع ذوات الخبرة وأوضحت أنّ حرفة السدو من الحرف اليدوية التقليدية التي اشتهرت فيها النساء، وكنّ يصنعن من حياكة خيوط السدو الخيام والمساند والدواشك والفرش الأرضية، بالإضافة إلى تشكيلات من خيوط السدو للإبل وبيوت الشعر والفلل، كما تصنع منها أشكال مختلفة لتزيين الأماكن والجلسات العربية. أم حمد: سدو العنابيات الأكثر طلباً قالت أم حمد خبيرة السدو: إنني أحيك السدو بمختلف أشكاله وألوانه، ولديّ مشغل خاص في منزلي، وأعمل في هذه الحرفة التي تعلمتها من جداتنا وأمهاتنا لأكثر من 40 عاماً، كما أنني أقوم بأداء الحرفة أمام الزوار والضيوف في المعارض المحلية والخارجية مثل كتارا ودرب الساعي في اليوم الوطني للدولة والمدارس، التي أشارك فيها باستمرار. وأوضحت أنها تحتاج إلى محل أو مكان لترويج حرفة السدو بين الشباب، وتعليم المهارة للراغبات، كما أنّ إنتاجها الكبير من المشغولات اليومية يحتاج إلى مساحة كبيرة لعرضه وإبرازه للجمهور، متمنية دعم الجهات المختصة في توفير أماكن ومحلات خاصة لحرفيات السدو. وأضافت أنّ اللقاءات المجتمعية بالجمهور تحفز الكثيرين على التعرف على حرفة السدو، وهناك إقبال كبير منهم لشراء المشغولات اليدوية التي تنتجها هذه الحرفة مثل مقاعد الجلوس في المجالس والخيام وغرف الاستقبالات، كما تصنع من خيوط السدو تشكيلات لتزيين الإبل والمركبات والمجالس والخيام. وأشارت إلى أنّ ألوان السدو التي يزيد عليها الطلب هي الأحمر والأزرق والأصفر والأبيض، ويعتبر اللون العنابي الأكثر طلباً ونسميها العنابيات لأنها تصنع من لوني علم قطر لوضعها في مجالس الاستقبالات وغرف الضيافة. سعاد إبراهيم: السدو نموذج عصري في تصاميم البيوت والمجالس الحديثة قالت السيدة سعاد إبراهيم محمد علي خبيرة حرفة السدو إنّ الكثير من الحرفيين يعطون دورات تعريفية ومهارية للكثير من الحرف بجهود ذاتية، ويحددون مدداً زمنية للدورات ما بين أسبوع إلى شهر لتعليم مهارة يدوية معينة للراغبين ومحبي المشغولات اليدوية. وأضافت أنها تخصص الكثير من الوقت لتدريب معلمات وطالبات حرفة السدو، وقد دربت بعض السائحات الكنديات على طريقة حياكة السدو، مبينة أنّ الراغبات في هذه المهارة يتعلمنها للهواية أولا، وللرغبة في تعلم نقوشها الجميلة البديعة مثل نقوش الشجرة والمبخر والمشيجر والعورجان وضروس الخيل والعين والضلعة والسادة . وقالت: من خلال مشاركتي في المعارض المحلية لاحظت الكثير من الشباب صغار السن يرغبون في تعلم مهارة السدو، ويبحثون عن خبراء في الحرف التقليدية للالتحاق فيها. وذكرت السيدة سعاد إبراهيم أنّ السدو اليوم بات نموذجاً عصرياً في البيوت والخيام والجلسات العربية، ودخلت نقوش السدو في الكثير من تصاميم أثاث المساكن، فكل بيت قطري يحرص على عمل قسم خاص للسدو فيه للاحتفاظ بشكل التراث القديم، ويكون بمثابة مدرسة تعريفية وتعليمية للجيل. كما دخلت نقوش السدو في العبايات والميداليات والتذكارات والهدايا، والكثير من الشباب اليوم يحرص على اقتنائه في السيارات وجلسات الخيام والعزب . وأشارت إلى أنّ الألوان الأساسية للسدو وهي الأبيض والأسود والبني الغامق والفاتح تستهوي محبي التراث، ويبحثون عن محترفين ومدربين لتعلمها على أصولها، مضيفة أنّ الموروث الشعبي القطري يجذب الكثيرين للتعرف على أسراره وفنونه، وهؤلاء يحرصون على المشاركة في المعارض والمهرجانات المحلية، ويقضون ساعات طوالا أمام حرفيي المهارات اليدوية لمشاهدة طريقة حياكة السدو والأدوات المستخدمة والتعرف على الخيوط التي تزين تلك المشغولات.

11475

| 10 مارس 2018

ثقافة وفنون alsharq
الخطاط راشد المهندي: الزخارف المستخدمة بالمصحف الشريف مستمدة من التراث القطري

التقيت بكبار الخطاطين الأتراك للاطلاع على تجاربهم الناجحة أسعى لتحقيق التوازن بين وضوح الخط وجماله وحسن تنسيقه أعيش مع القرآن الكريم على مدار اليوم كتابة وتأملاً وتدبراً كشف الخطاط راشد المهندي أن زيارته الأخيرة لتركيا كانت بهدف الاطلاع على أساليب الخط العربي والزخرفة الإسلامية والتجليد المتبعة في المصاحف الشريفة، مؤكدا أن الرحلة كانت ثرية جدا وأتاحت له اللقاء بكوكبة من كبار الخطاطين الأتراك، كما أضافت له الكثير من المعلومات الهامة التي يحتاجها في كتابته للمصحف الشريف. وأشار المهندي خلال حديثه لـالشرق أنه يسعى لوضع زخارف المصحف الشريف الذي يعكف على خطه من ملامح البيئة والتراث القطري التي تشكل مجموعها الهوية القطرية. وفيما يلي تفاصيل ما دار من حوار: ما هي المراحل التي تم إنجازها في مشروع كتابة المصحف الشريف؟ الحمد لله نسير بخطى واثقة في إنجاز المشروع الذي نأمل الانتهاء من كتابته ضمن الفترة المحددة، فبعد تجهيز المكان وتحضير الخامات وإعدادها للكتابة، وانتقاء الأحبار والأقلام وأخذ مقاسات الورق، انتقلنا لمرحلة التنفيذ عبر كتابة القوالب لضمان حُسن توزيع الكتل في كل صفحة، وأنا أعتبر هذا المرحلة أهم مراحل المشروع؛ لأنه يبنى عليها التنفيذ النهائي، ثم بدأنا الكتابة على الورق الخاص، ولا بد أن أشير أن هناك مراحل نهائية تتمثل بكتابة التشكيل وتثبيت مواقع السجود وحركات الوقف والمد وغيرها من العلامات المتعارف عليها في علم القرآن الكريم. راشد المهندي أثناء خطه للمصحف الشريف رحلة اطلاعية عدتم مؤخرا من اسطنبول، ما الهدف من هذه الرحلة؟ يمكن وصف زيارتنا إلى اسطنبول بالاطلاعية، فلدي تصور لإخراج المصحف الشريف من حيث الزخارف المستوحاة من عناصر البيئة القطرية التي تشكل مجموعها الهوية القطرية، سواء المستقاة من التراث المعماري أو البري أو البحري، لذلك بحثت خلال زيارتي الأخيرة عن أسلوب مميز يمزج بين مختلف ملامح التراث المحلي، وحتى يخرج المصحف بهوية وطابع قطري، وحتى أنقل فكرتي إلى موضع التنفيذ قمت بزيارة مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الاسلامية (إرسيكا) والتقيت بمجموعة من كبار الخطاطين والمزخرفين الأتراك الذي يمتلكون خبرة واسعة بكتابة المصحف الشريف، والأساليب المثلى في زخرفته وتجليده، والاستفادة من نصائحهم والاستئناس بإرشاداتهم، وأستطيع أن أؤكد أن زيارة تركيا كانت ثرية جدا، وأضافت لنا الكثير من المعلومات الهامة التي نحتاجها، كما أضاءت بعض الجوانب الضرورية فيما يتعلق بكتابة المصحف وأساليب إخراجه. أسلوب مختلف هل تحمل طريقتكم لكتابة المصحف الشريف، تأثيرات معينة بخطاطين سابقين أو معاصرين، وما أوجه هذه التأثيرات؟ لا شك أني تأثرت بالعديد من الخطاطين القدامى والمعاصرين الذين تميزوا في كتابة المصحف الشريف، فمن المبدعين في العصر الحديث تأثرت بالمبدع عثمان طه خطاط مصحف المدينة المنورة وبالذات المصحف الذي كتبه قديما، والذي يتميز بجماليته ووضوح الخط، كذلك يعجبني جدا المصحف الذي خطه المبدع حسين قوتلو، والذي أعتبره من أجمل المصاحف الذي رأيتها في حياتي، ودائما ما أطالعه لأستمد منه طاقة إيجابية، أما من الخطاطين القدامى، فقد تأثرت بالمصاحف التي كتبها عمالقة الخط العربي حامد الآمدي وحافظ عثمان وحمد الله الأماسي، بالمحصلة، فإن تمعن الخطاط في كتابات المصاحف وتشربه لمختلف تلك الأساليب، يترك في ذهنه صور خطوطها، فتنعكس بالتالي على أسلوبه في الخط الذي يخرج بشكل مميز ومختلف. هل نستطيع أن نقول أن خطوط المصحف الشريف الجديد الذي تخطه، يتسم بطابع معين، وكيف تصف هذا الطابع؟ خلال كتابتي للمصحف الشريف، أراعي قدر الإمكان أن تكون خطوط الآيات القرآنية واضحة، بحيث لا يجد القارئ العادي أية صعوبة في قراءته، وأن تكون الصفحة موزعة بشكل متوازن ومتناسق مع المحافظة على النواحي الجمالية، وأن يخرج بأكمل وجه عبر تحقيق التوازن بين وضوح الخط وجماله وحسن التنسيق. لجمالية الخط علاقة بالمواد المستخدمة من حبر وأقلام، ما هو نوع الحبر والأقلام المستخدمة في كتابة المصحف الشريف؟‏ من المؤكد أن حسن اختيار الخامات الجيد يؤثر على حسن الأداء، فكما ذكرت في البداية، من المهم جدا أن تنسجم هذه المواد وتتوافق مع بعضها، عبر إيجاد نوعية جيدة من الحبر الذي يتناسب مع الورق وحجم القلم المستخدم في الكتابة، كل ذلك تم عن طريقة إجراء مفاضلة استقرينا بعدها على الورق الذي يسمى بـ(المقهر) والحبر الياباني الذي يعتبر من أجود الأنواع من ناحية شدة السواد والوضوح، بالإضافة إلى الأقلام المعدنية ذات الجودة العالية. صفحات من المصحف الشريف بخط المهندي شرف كبير كيف تعبر لنا عن مشاعركم عندما تمسك بالقصبة لتسطروا بها آيات من كتاب الله الحكيم؟ كتابتي للمصحف الشريف، شرف كبير أتمنى أن أستحقه، ويكفي الإنسان سعادة أن يعيش مع القرآن، كتابة وقراءة وسماعا وتأملا وتدبرا، ويعيش مع حروف آياته ومعانيها، طوال اليوم والليلة، فكما يقال: إذا أردت أن تعرف مقامك عند الله فانظر فيما أقامك، فنرجو من الله أن نكون جديرين بهذا المقام الكريم. روحانية الخط كيف تصف محافظة خط المصحف الشريف على الكتابة اليدوية، وعدم تأثره بالتكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها؟ رغم إدخال العديد من أنواع الخطوط العربية، في التطبيقات والبرامج الإلكترونية الحديثة، إلا أنها تبقى جامدة لا أحاسيس لها، لأن الحروف العربية المكتوبة بخط اليد تمتلك روحانية وجمالية تشع بأنوار الدين والعلم، كما أن الخط العربي استمد أهميته من ارتباطه وعلاقته بالقرآن الكريم الذي نزل بلغتنا العربية، ويمتلك قدرة عجيبة من الليونة والمرونة، والقابلية على المد والاستدارة والدمج والتكوين، وهي أساليب لا تتوافر بأي تطبيقات حديثة.

3212

| 08 مارس 2018