نشرت الجريدة الرسمية لدولة قطر، في عددها رقم (29) لسنة 2025، الصادر اليوم الأربعاء، القرار الأميري رقم (57) لسنة 2025 بتحديد أيام العمل...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
كانت فاجعة المواطنة ابتسام درويش (55) عاماً من قرية مثلث الشهداء (ولها من اسمها نصيب) جنوب جنين، قاسية ومؤلمة باستشهاد أربعة من أبنائها في غارة واحدة، عندما قصفتهم طائرة احتلالية مسيرة، فيما بدت القرية شاحبة القسمات، وظهرت وكأنها تجللت بالسواد الفاحم، وهي تودع سبعة من شبابها الغر المخلصين والغيارى. وكانت والدة الشهداء الأربعة، قد انتهت للتو من الوضوء استعدادا لصلاة الفجر، عندما هز دوي انفجار عنيف المنطقة، فأخذت تجأر بالدعاء إلى الله أن يحفظ شباب القرية، ومن بينهم أبناؤها الخمسة الذين غادروا المنزل قبل وقت قصير، في طريقهم إلى أماكن عملهم. تقول: «بدأت أتابع الأخبار عبر التليغرام، وفي الأثناء هاتفني ابني علي، ويعمل في سوق خضار بلدة قباطية القريبة، وأخبرني أن طائرة إسرائيلية مسيرة استهدفت مجموعة من الشبان على مدخل قرية مثلث الشهداء، طالباً مني الاتصال على إخوانه الأربعة علاء (29) عاماً، وهزاع (27) وأحمد (24) ورامي (22) عاماً، للاطمئنان عليهم، وأخذت أتصل عليهم واحداً تلو الآخر، دون أن يجيب أحد». وتضيف لـ : في تلك اللحظات، انتابني شعور بأن ثمة مكروها أصابهم، فأخذت أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأدعو الله السلامة، وأيقظت أبنائي الاثنين وكانا نائمين، وطلبت منهما الذهاب إلى مدخل القرية للاطمئنان على إخوتهما. وتواصل الأم المكلومة: عدت لمتابعة الأخبار عبر الهاتف لتقع عيناي على خبر مفاده استشهاد عدد من الشبان إثر القصف الذي استهدف مدخل القرية، ولفت انتباهي صورة لابني البكر علاء الذي بدا مستشهداً، وهنا دققت النظر لأجد بجانبه شقيقه هزاع وكان غارقاً في دمائه، وفي خبر آخر شاهدت صوراً لأحمد ورامي، فأدركت أن أبنائي الأربعة من بين الشهداء. في مستشفى جنين الحكومي، كانت والدة الشهداء تتنقل من غرفة إلى أخرى، ومن سرير إلى آخر، لعلها تجد واحداً منهم جريحاً وعلى قيد الحياة، لكنها أيقنت باستشهادهم الأربعة، فبكت بحرقة، لكنها سرعان ما استجمعت قواها، وقالت: «الحمد لله، إحنا مش أحسن من أهل غزة.. في غزة تستشهد عائلات بأكملها، أنا باقي عندي ثلاثة أبناء، ومستعدة أن أقدمهم فداء لفلسطين، اللي بدو وطن بدو يضحي». ونفت والدة الشهداء رواية الاحتلال بأن أبناءها كانوا من ضمن المقاومين جملة وتفصيلاً، مبينة أن جيش الاحتلال اغتالهم بدم بارد، ودون أي مبرر، بينما كانوا يسهرون في مقهى على مدخل قرية مثلث الشهداء، اعتادوا اللقاء فيه. كان موكب الشهداء مهيباً وعظيماً، وربما غير مسبوق في مدينة جنين، فيما والدتهم تلتقط أنفاسها المتلاحقة، وتستقبل «المهنئين» لا المعزين، وتقول: «الحمد لله، ربي رزقني بسبعة أولاد، استشهد أربعة، وباقي ثلاثة، نذرتهم فداء لأرض فلسطين».
946
| 09 يناير 2024
أكد رئيس الوزراء الأسكتلندي حمزة يوسف على ضرورة الإدانة الدولية لتهجير سكان غزة قسريا، موضحا أن غزة أرض فلسطينية محتلة وسوف تكون جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية ولا يجوز تهجير سكانها تحت أي سبب من الأسباب، كما أعلن في تصريحاته إلى شبكة sky news البريطانية دعمه أي تحقيق دولي تجريه محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية بشأن الانتهاكات غير الإنسانية التي تحدث في غزة، وأي جرائم حرب محتملة تؤدي إلى الإبادة الجماعية للمدنيين في غزة. وأضاف: «بالطبع يجب التحقيق في جرائم الحرب التي يراها العالم أجمع في غزة من قبل القوات الإسرائيلية». وطالب الحكومة البريطانية باستخدام نفوذها لمطالبة إسرائيل بوضع حد للهجمات العشوائية التي تسببت في مقتل آلاف الأطفال والنساء. واعتبر رئيس الوزراء الأسكتلندي أنه من العار أن ترفض الحكومة البريطانية مرارا الدعوات لوقف إطلاق النار الفوري في غزة. وأوضح أن الحكومة البريطانية تعتبر حليفا موثوقا لإسرائيل، ويمكنها استخدام صلتها لوضع حد لقتل المدنيين في غزة والضفة الغربية. وأكد رئيس وزراء أسكتلندا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين في هذه الحرب، ووصف ما تقوم به إسرائيل في غزة بأنه يرقى إلى مستوى التطهير العرقي، وحث الحكومة البريطانية على أن توضح لإسرائيل أن أفعالها في غزة قد ذهبت إلى ما هو أبعد من مجرد الرد المشروع على هجمات 7 من أكتوبر الماضي، وذكر أن رفض الحكومة البريطانية الدعوة إلى وقف إطلاق النار أمر مخز. ودعا رئيس الوزراء الأسكتلندي إلى سرعة دخول المساعدات إلى غزة بالحجم المطلوب لتجنب تزايد الكارثة الإنسانية هناك، وقال «نحن لا نشهد أزمة إنسانية فحسب بل نرى الآن أعضاء حكومة إسرائيل يدلون بتصريحات تمثل بصراحة التعريف الحرفي للتطهير العرقي للشعب الفلسطيني»، وأعرب عن انزعاجه للغاية من تصريحات وزير إسرائيلي عن طرد الفلسطينيين من غزة، مؤكدا على ضرورة إدانة هذه التصريحات عالميا، مضيفا أنه يرى نفس الصور التي يراها العالم من هجمات عشوائية إسرائيلية على المدنيين في غزة. وطالب رئيس الوزراء الأسكتلندي الحكومة البريطانية بأن تعلن بوضوح أن رئيس وزراء إسرائيل وحكومته سوف يتحملون المسؤولية عن مقتل آلاف المدنيين وعشرات الآلاف من الجوع والمرض، إذا لم يوقفوا على وجه السرعة الهجمات العشوائية التي يقومون بها بحق المدنيين، ويسمحوا بإدخال المساعدات إلى غزة على نطاق واسع.
798
| 09 يناير 2024
يختتم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولته الشرق أوسطية التي تعد الرابعة في الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر بعد زيارته الإمارات والسعودية، في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وكانت المحطات السابقة لبلينكن قد قادته على التوالي إلى تركيا واليونان والأردن وقطر حيث أكد أن الولايات المتحدة تعارض تهجير الفلسطينيين من غزة وتعمل على منع اتساع نطاق الحرب في غزة إلى المنطقة. وفي إسرائيل، حيث يلتقي بلينكن بالمسؤولين الإسرائيليين اليوم الثلاثاء، أكدت مصادر إعلامية أن وزير الخارجية الأمريكي سيطلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، في حين قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن مجلس الحرب غير مفوض للإعلان عن الانتقال إلى عمليات محدودة في قطاع غزة يتيح للفلسطينيين النازحين من الشمال إلى الجنوب العودة إلى مناطقهم في شمالي القطاع. كما سيطالب الحكومة الإسرائيلية بتحريك المفاوضات لإنجاز صفقة لتبادل الأسرى ومضاعفة إدخال المساعدات إلى غزة، وتحويل مستحقات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية، وتجنب انفجار حرب على الحدود مع لبنان. كما قالت اذاعة صوت أمريكا أن رحلة بلينكن تأتي في وقت يتزايد فيه خطر نشوب صراع إقليمي أوسع، على الرغم من الجهود الجماعية التي تبذلها القوى الغربية والإقليمية لحصر الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. وقد حثت الولايات المتحدة على تحقيق السلام والأمن الدائمين لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين. ويتضمن ذلك تحقيق الحقوق السياسية الفلسطينية، ولا سيما إقامة دولة فلسطينية مع ضمانات أمنية لإسرائيل. وقد أعلنت الولايات المتحدة معارضتها لإبعاد الفلسطينيين قسراً من غزة. وتعمل الولايات المتحدة أيضًا على وضع خريطة طريق لما بعد الحرب في الأراضي الفلسطينية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر لإذاعة صوت أمريكا: « ما نريد أن نراه في نهاية المطاف هو إعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت القيادة الفلسطينية «. وقال المتحدث ماثيو ميللر في بيان إن بلينكن أكد على “التزام الولايات المتحدة المستمر بتأمين السلام الإقليمي الدائم الذي يضمن أمن إسرائيل ويعزز إقامة دولة فلسطينية مستقلة”. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن إدارة بايدن تحاول أن تساعد في صياغة مسار واقعي لإقامة دولة فلسطينية، بحجة أن السياسة الأمنية الإسرائيلية المستمرة منذ سنوات تجاه الفلسطينيين يبدو أنها قد فشلت، إن إقامة الدولة هي هدف سياسي طويل الأمد للولايات المتحدة، لكن الجهود المبذولة لتحقيقه تراجعت منذ إدارة أوباما إلى جانب اهداف منع الحرب الأهلية في السودان والمزيد من الضرر على نطاق واسع للمدنيين. بعد فترة وجيزة من هبوطه في واحة العلا السعودية بعد ظهر الاثنين، التقى بلينكن لفترة وجيزة في صالة المطار مع جوزيب بوريل، كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي “لمناقشة الجهود المبذولة لمنع انتشار الصراع وتأمين سلام دائم لليمن”. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن إدارة بايدن حذرت إسرائيل من تصعيد كبير في لبنان، بينما استشهدت أيضًا بتقييم سري لوكالة المخابرات الدفاعية الأمريكية بأن إسرائيل ستواجه صعوبات في خوض الصراعات على جبهتين، في غزة ولبنان. وذكرت الصحيفة أيضًا أنه في وقت مبكر من حرب غزة، اتصل جو بايدن بنتنياهو ثلاث مرات يوميًا لإثناء إسرائيل عن شن حرب على حزب الله في وقت واحد، وسط مخاوف من “انفجار كل الجحيم” في المنطقة. ومع استمرار الاشتباكات الحدودية، أفاد لبنان أن الجيش الإسرائيلي قصف منطقة الخيام ومجدل زون. وتأتي جولة بلينكن في أعقاب تحذير صارخ أطلقه منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بيروت، بأنه “من الضروري” تجنب التصعيد الإقليمي في الشرق الأوسط. وحذر إسرائيل من أنه “لن ينتصر أحد في صراع إقليمي”. وتركز جولة بلينكن على العمل من أجل منع توسع الحرب إلى صراع إقليمي، وإطلاق سراح الرهائن، والتأكيد على الموقف الأمريكي الرافض تهجير سكان قطاع غزة المحاصر. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن سيستغل جولته في الشرق الأوسط لبحث إمكانية اضطلاع دول المنطقة بدور في إعادة الإعمار والحكم والأمن في غزة. وحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن دول الشرق الأوسط على استخدام نفوذها على الجهات الفاعلة الإقليمية لضمان احتواء الصراع في غزة ومنع “دوامة لا نهاية لها من العنف”، بينما واصل رحلته التي تستمرت أسبوعًا والتي تهدف إلى تهدئة التوترات والعمل على تجنيب المنطقة مزيدا من العنف والتوترات.
378
| 09 يناير 2024
فيما دخلت حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة شهرها الرابع، ظل الفلسطينيون يناضلون ويضحون بالغالي والنفيس من أجل وطن حر وحياة آمنة وفضلى، بعيداً عن أرجاس المحتل الصهيوني، التي لم تتوقف منذ ما يزيد على 75 عاماً، انتهج على مدارها ارتكاب المذابح والمجازر الدموية، وسعى بكل ما أوتي من سادية وإجرام لطمس الهوية الوطنية الفلسطينية، تارة بمحاولات التهجير، وأخرى بسفك مزيد من الدماء. في زحمة العدوان الدموي الجائر على قطاع غزة، يبرز اسم الزميل الصحفي وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة في غزة، الذي شكل بمفرده خارطة طريق إنسانية، فلم ينحنِ لهدير الطائرات وأزيز الدبابات وأصوات المدافع، التي حصدت أرواح ما يزيد على 22 ألفاً من الشهداء، بينهم خمسة من أفراد عائلته، وآخرهم نجله الشهيد الصحفي حمزة الدحدوح. ورغم حزنه الكبير، لم يستكِن وائل الدحدوح أو يتراجع عن نقل الحقيقة، في مؤشر واضح على جسارة الفلسطيني عموماً، وقوة وصلابة «أبا حمزة» الذي كدأبه في كل مرة، يقاوم حزنه العميق، ويعود سريعاً لإطلالته، لينقل الحقيقة كما هي.. يمسح دمعة الإنسانية، ويمشي تاركاً حزنه، لإيمانه بأنه يحمل قضية شعب ووطن سليب، يواصل رافعاً راية كفاحه علو السماء، شامخاً شموخ الجبال الرواسي. كل هذا التاريخ الحافل بالعطاء والصمود الأسطوري لوائل الدحدوح، ترسخ من خلال وداعه لنجله البكر «حمزة» بعد أقل من شهرين على استشهاد زوجته وابنه (محمود) وابنته (شام) وحفيده (آدم)، وهي إشارة بالغة الدلالات والمعاني، بأن الصحفيين الفلسطينيين هم جزء أصيل من النسيج الوطني الفلسطيني. يترك وائل الدحدوح بصبره وجلده آثاراً طيبة من الصعب نسيانها من الذاكرة الفلسطينية، فيما تعاطف الشعب الفلسطيني المهيب وغير المسبوق معه، يرسم شهادة براعة وامتيازاً، للرجل الذي طالـما بذل من جهده وعرقه وتفكيره الشيء الكثير، من أجل نقل صوت ورسالة شعبه إلى العالم، حتى في أشد الظروف سوداوية. لقد غالبت دموع الـمشيعين لحمزة الدحدوح، عيون أصحابها، فقفزت العبرات من مآقيها، متمردة على صمت مهيب لوائل، ذلك الرجل الـمكبوت، حزناً وحسرة وجزعاً، على فراق فلذة كبده، الذي رافقه التغطية لقناة الجزيرة منذ بداية الحرب العدوانية على غزة. يقول وليد العمري مدير مكتب قناة الجزيرة في فلسطين: «يكفي الزميل وائل الدحدوح فخراً وشرفاً أن يقف جنباً إلى جنب مع الصفوة المختارة من أبناء فلسطين، بحيث اختار الله من أبنائه وعائلته الشهداء»، مبيناً لم أنه لم يفاجأ وهو يسترق السمع لكلمات وائل بعد لحظات من تشييع ابنه حمزة، والتي كانت تقطر صبراً وعظمة وشموخاً. ويضيف العمري: «الـمصاب جلل، لكن وائل الدحدوح سيظل رجل المهمات والمواقف، بما يمتلكه من طاقة هائلة، وكفاءة متعددة الأوجه، غير عابئ بوجود احتلال شرس، يرفض كشف جرائمه وعدوانه». وزادت زميلته جيفارا البديري: «لقد أذهل وائل قاتلي عائلته، بصلابته، أرادوا أن يجعلوه يلوذ بالصمت ويغادر المشهد، وأن يتوقف عن نقل الرواية التي يجب أن تصل إلى العالم، تارة باستهداف عائلته، وأخرى باستهدافه شخصياً، فجراحه لم تلتئم بعد، لكن عمله ليس شخصياً كما يظنون، بقدر ما هو مرتبط بالحقيقة، والتفاني من أجل ظهورها جلية». ومن يعرف وائل الدحدوح، يلحظ قدرته على ضبط انفعالاته، وربما هي طريقته في التعبير عن التحدي والصمود، الذي سيخلد في قلوب وعقول الفلسطينيين، وستتناقله أجيال تلو أجيال، وسيخلد معه أيضاً الاستعداد التام للتضحية ودفع الثمن، من أجل قضية وطنية تستحق القرابين.
1546
| 08 يناير 2024
أدانت شبكة الجزيرة الإعلامية بشدة إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على استهداف سيارة فريق من الصحفيين الفلسطينيين صباح امس شمال رفح بقطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد الصحفيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا من طاقم الجزيرة، وإصابة الصحفي حازم رجب إصابة بالغة. ونعت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية في منشورين على حسابها الرسمي في موقع اكس، الشهيدين، وقدمت التعازي لعائلتيهما ولكل أهل غزة. وقالت سعادتها في المنشور الاول الذي أرفقته بصورة لها مع الشهيد حمزة نجل وائل الدحدوح: « يالله يا حمزة يا وجع القلب.. كيف أعزّي والدك؟ كيف أعزّي إخوتك؟ ماذا أقول لهم الآن؟ كنا نعد لرؤيتكم.. وعدناكم بذلك.. سحقاً لآلة الاحتلال الوحشية وسحقا لكلّ من ساهم ورضي.. إلى جنات النعيم أيها الشهيد البطل.. إلى جنات النعيم أيها الابن البارّ بأبيك.. إلى جنات النعيم أيها الصحفي المخلص لكلمة الحق.. تقبلك الله ولتبقَ دماؤك تلاحق قاتليك إلى يوم الحساب». وقالت سعادتها في المنشور الثاني الذي خصصته للصحفي الشهيد مصطفى ثريا: «كل أهل غزة وفلسطين أحبابنا ومصابهم مصابنا وفقد زميل حمزة الصحفي الشهيد البطل مصطفى ثريا يزيدنا وجعاً وألماً.. ما حظيت بشرف لقائك يا مصطفى، ولا بشرف التقاط صورة معك، لكن ما زلت أرجو أن يلحقني الله بكم في الصالحين وألتقيكم.. تقبلك الله، وربط الله على قلوب أهلك وأحبابك، قلوبنا معكم يا أهل مصطفى ويا أهل حمزة ويا كل أهلنا في غزة.. رضي الله عنكم وأرضاكم. إلى ذلك، قالت شبكة الجزيرة، في بيانها، إن اغتيال الزميلين مصطفى وحمزة، نجل مراسل الجزيرة وائل الدحدوح، اللذين كانا في طريقهما لتأدية عملهما في القطاع، يؤكد من جديد ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية الفورية واللازمة بحق قوات الاحتلال لضمان عدم الإفلات من العقاب. واتهمت الشبكة قوات الاحتلال الإسرائيلي بتعمد استهداف الزميل وائل الدحدوح وعائلته بشكل ممنهج، حيث استهدفت عائلته واستشهدت زوجته وابنه وابنته وحفيده في نوفمبر 2023، كما تم استهداف وائل وزميله المصور الشهيد سامر أبو دقة في ديسمبر 2023، ويأتي اغتيال نجله حمزة في يناير 2024، ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك، تصميم القوات الإسرائيلية على الاستمرار في هذه الاعتداءات الغاشمة ضد الصحفيين وعائلاتهم بهدف ثنيهم عن أداء مهمتهم، وبما ينتهك مبادئ حرية الصحافة ويقوّض الحق في الحياة. وأوضحت الشبكة أنها «إذ تدين الجزيرة بأشد العبارات هذه الجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين والإعلاميين في غزة، فإنها تؤكد أن هذا التوجه الإسرائيلي يستدعي التوقف والانتباه، ويتطلب تدخلا فوريا من المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عملية وفعالة، ووضعها في مقدمة الأولويات. كما تحث الجزيرة محكمة الجنايات الدولية، والحكومات ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة على محاسبة إسرائيل على جرائمها الشنيعة وتطالب بإنهاء استهداف وقتل الصحفيين». وتعهدت الجزيرة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لملاحقة مرتبكي هذه الجرائم، مؤكدة تضامنها ووقوفها إلى جانب جميع الصحفيين في غزة، والتزامها الدؤوب وراء تحقيق العدالة لأكثر من 100 صحفي قضوا قتلا، وتلتزم الشبكة بمواصلة تغطية هذه الانتهاكات الجسيمة. من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة امس أن استشهاد الصحفيين حمزة وائل الدحدوح ومصطفى ثريا يرفع عدد الشهداء الصحفيين بغزة إلى 109 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، داعيا كل الاتحادات الصحفية والهيئات الإعلامية والحقوقية والقانونية إلى إدانة هذه الجريمة، والتنديد بتكرارها. بدوره، قال تيم داوسن نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين إن ما يجري للصحفيين في غزة استهداف متعمد، لافتا إلى أن كل سكان القطاع يعيشون مأساة، لا سيما الصحفيين الذي يجابهون المخاطر بسبب الحرب في ظل عملهم لتغطية ما يجري هناك. وأضاف داوسن -للجزيرة- أن ما سماها «الدول المارقة دائما ما تستهدف الصحفيين للإفلات من المساءلة»، وأن منع الصحفيين الدوليين من دخول قطاع غزة يهدف لصرف العالم عما يحدث، مؤكدا أن «الناس الآن أصبحوا أكثر وعيا بما يرتكب من جرائم في غزة».
772
| 08 يناير 2024
باستشهاد القائد الوطني الكبير صالح العاروري، فقد الفلسطينيون مناضلاً صلباً وقائداً وطنياً، أفنى حياته من أجل حرية شعبه ودحر الاحتلال، ويا لجمال القدر، فالشهادة في حضرة العاروري تأتي مكتملة العناصر والأركان، فهو ارتقى إلى علياء المجد والخلود، تزامناً مع الذكرى الـ28 لاستشهاد رفيق دربه «المهندس» يحيى عياش، الذي نقل الانتفاضة الفلسطينية الأولى من الحجارة، إلى السيارات المفخخة. ولا قصور في حكاية العاروري وعياش، اللذين أبصرا النور في ذات العام (1966) واستشهدا في نفس الشهر (يناير) ولعل في هذا التشابه الكبير، قدرا من الأهمية والقيمة. شيخ الضفة صالح العاروري، عرفه العدو والصديق، القريب والبعيد، كسياسي واقعي محنك، شهدت له كل ساحات النضال المحلية والعربية والإقليمية، واشتهر بلقاءاته مع قادة المقاومة في المنطقة، حاملاً صوت ورسالة الفلسطينيين وحقوقهم على كتفيه، مسترشداً بإصرار شعبه على نيل حريته وزوال الاحتلال، وكانت بوصلته الوحدة الوطنية في مواجهة العدو الأوحد الاحتلال الصهيوني. لم يكن غريباً، إزاء كل هذه القدرات والطاقات التي تمتع بها «شيخ الضفة» كما يطلق على العاروري، وحيال تمسكه بحقوق شعبه، وإيمانه العميق بحتمية النصر، وقدرته على إيصال الصوت الفلسطيني بحكمة، إلى كل من التقاهم من قادة ومسؤولين عرب ومسلمين، أن يشكل مصدر قلق وإزعاج دائم للاحتلال، الذي وضعه على رأس قائمة المطلوبين والمستهدفين. وحتى بعد استشهاده، ها هي أصوات المقاومة تتعالى في غزة ولبنان، ما يثبت للقاصي والداني صواب نهج العاروري، وها هم أحرار الأمة العربية والإسلامية، يشعرون بألم فقدان هذا المناضل الفذ، الذي ناضل في مختلف مواقع المقاومة، فكان مناضلاً جسوراً، ومدافعا بجدارة وحتى الرمق الأخير عن حقوق شعبه. لا يختلف الحال عند يحيى عياش، أو «المهندس» كما يحلو للفلسطينيين أن يسموه، إذ ستبقى ذكراه وسيرته النضالية خالدة في قلوب وضمائر وعقول أبناء شعبه، الذي سيظل وفياً لما غرسه في نفوسهم من عزة وكرامة وإصرار على أن ينعم الشعب الفلسطيني بحقه بالحرية كباقي شعوب العالم. نشأ عياش وترعرع في قرية رافات قرب مدينة سلفيت شمالي الضفة الغربية، وبعد تخرجه من جامعة بيرزيت بتخصص الهندسة الكهربائية، قرر السفر خارج الوطن، كي يكمل دراسته العليا، لكن قادة الاحتلال منعوه من السفر، ليعضوا أصابعهم ندماً، فهذا رئيس جهاز المخابرات الصهيونية السابق «يعقوب بيريس» يقول: «لو كنت أعلم بما سيفعله بنا، لأصدرت له تصريحاً، وأعطيته مليون دولار»!. وبعد أربع سنوات من المطاردة، أذاق خلالها المحتل القهر والرعب أشكالاً وألواناً، تمكن جهاز «الشاباك» الصهيوني من تصفية عياش في 5 يناير العام 1996، لينفجر الرأس الذي طالما خطط لأبرز العمليات الفدائية التي شهدها الكيان منذ قيامه. وجع يناير في يناير الحالي، عاش الفلسطينيون فصلاً آخر من الألم والحزن، فاستشهد القائد صالح العاروري، بالتزامن مع الذكرى الـ28 لاستشهاد يحيى عياش، ليؤكد بدمائه أن الشعب الفلسطيني القابض على الجمر، سيظل وفيا لنضالات أبنائه الشهداء، وسيظل معتصماً بذات النهج الذي أرساه من قبل كوكبة عظيمة من الشهداء: أحمد ياسين والرنتيسي وأبو عمار وأبو جهاد وكنفاني وأبو علي مصطفى والشقاقي وخضر عدنان، وهو ذات النهج الذي سار عليه العاروروي وعياش.
1616
| 07 يناير 2024
أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن مسؤولا أمريكيا كبيرا قال إنه من المرجح أن يؤدي اغتيال النائب الأعلى لحركة حماس في لبنان إلى عرقلة المحادثات، على الأقل مؤقتا، للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف قصير الأمد للقتال للسماح بمزيد من تبادل الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة بالفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل. وقال التقرير إن الهدف المعلن للجيش الإسرائيلي هو إنهاء حكم حماس في غزة، وتدمير أو إضعاف قدراتها العسكرية إلى درجة أنها لم تعد تشكل تهديدًا لإسرائيل، وإعادة أكثر من 120 رهينة متبقية. وطرح الوسطاء الدوليون مقترحات لوقف جديد لإطلاق النار وسط ضغوط متزايدة مع ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى أكثر من 20 ألف شخص، وفقا للسلطات الصحية في غزة، لكن كلا الجانبين، على الأقل علناً، طرحا ظروفاً تبدو مستعصية على الحل، مما دفع الدبلوماسيين إلى القول إنهم يعتقدون أن التوصل إلى اتفاق لهدنة دائمة لا يزال بعيد المنال. من جهة أخرى، قالت صحيفة «فايننشال تايمز» إن اغتيال القيادي الكبير في حركة حماس في انفجار في أحد مكاتب الحركة الفلسطينية في بيروت، يعد أول هجوم مستهدف ضد أحد قادة حماس خارج الأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل منذ 7 أكتوبر. مما يؤدي إلى تفاقم التوترات في أنحاء الشرق الأوسط والمخاطرة بتصعيد بين حزب الله وإسرائيل، اللذين يتبادلان إطلاق النار بشكل شبه يومي. وسمحت هدنة مؤقتة بين الجانبين في أواخر نوفمبر بإطلاق سراح حوالي 100 امرأة وطفل إسرائيلي بالإضافة إلى أجانب محتجزين كرهائن لدى حماس وجماعات فلسطينية مسلحة أخرى. وذلك مقابل إطلاق سراح نحو 240 امرأة وطفلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. وأضاف التقرير: نفذ الجيش الإسرائيلي واحدة من أكبر حملات القصف في التاريخ على القطاع المحاصر. وتظهر بيانات الأقمار الصناعية الخسائر التي ألحقتها الحرب بالبنية التحتية والمنازل في غزة، حيث تحولت معظم أكبر مدينتين في القطاع الفلسطيني إلى أنقاض، بما في ذلك تدمير أحياء بأكملها. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية خرائط على منصة التواصل الاجتماعي X تشير إلى المناطق التي يجب على الناس الفرار منها ويطلب من سكان غزة «مواصلة متابعة الخريطة بعناية». لكن من غير الواضح كيف سيتمكن المدنيون في الإقليم البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من متابعة التحديثات بسبب محدودية الوصول إلى الكهرباء واتصالات الإنترنت. وحذرت وكالات الإغاثة من الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة، بما في ذلك نقص المياه والدواء والغذاء. وسمحت إسرائيل لبعض القوافل الإنسانية بدخول القطاع عبر معبر رفح مع مصر، لكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قال إن الناس ما زالوا معرضين لخطر المجاعة. كما لا يوجد وقود كافٍ لتشغيل المستشفيات وشبكات الاتصالات بعد أن توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل في 11 أكتوبر بسبب نقص الوقود، وتم التقاط الانقطاع عن طريق صور الأقمار الصناعية.
876
| 04 يناير 2024
قال تقرير لمجلة فورين أفيرز إنه بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة، هناك أمر واحد لا جدال فيه: لقد عادت المنطقة المعزولة لفترة طويلة إلى مركز الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. على مدار العقدين الماضيين، عندما فرضت إسرائيل حصاراً جوياً وبحرياً وبرياً على غزة، بدا وكأن الزعماء والهيئات الدولية تفترض أن القطاع الذي يسكنه 2.3 مليون فلسطيني من الممكن استبعاده إلى أجل غير مسمى من المعادلة الإقليمية. لقد فاجأ الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر إسرائيل وقسما كبيرا من العالم على حين غرة، وكشف عن العيوب الهائلة في هذا الافتراض. والحقيقة أن الحرب الآن أعادت ضبط القضية الفلسطينية برمتها، ووضعت غزة وشعبها في مركز أي مفاوضات إسرائيلية فلسطينية في المستقبل. وتابع التقرير: لكن البروز الجديد المفاجئ لغزة لا ينبغي أن يشكل مفاجأة. وعلى الرغم من أن القليل مما نتذكره اليوم، فإن تاريخ المنطقة الذي يمتد لأربعة آلاف عام يوضح أن السنوات الست عشرة الماضية كانت حالة شاذة؛ فقد لعب قطاع غزة دائمًا دورًا محوريًا في الديناميكيات السياسية في المنطقة، فضلاً عن صراعاته القديمة حول الدين والقوة العسكرية. منذ فترة الانتداب البريطاني في أوائل القرن العشرين، كانت المنطقة أيضًا في قلب القومية الفلسطينية. ولذلك، فإن أي محاولة لإعادة بناء غزة بعد هذه الحرب المدمرة من غير المرجح أن تنجح إذا لم تأخذ في الاعتبار الموقع الاستراتيجي للقطاع في المنطقة. ولا يمكن تحقيق نزع للسلاح في هذا الجيب إلا من خلال رفع الحصار الكارثي وطرح رؤية إيجابية لتنميته الاقتصادية. وبدلا من محاولة عزل القطاع أو عزله سياسيا، يتعين على القوى الدولية أن تعمل معا للسماح لغزة باستعادة دورها التاريخي كواحة مزدهرة ومفترق طرق مهم يربط البحر الأبيض المتوسط بشمال أفريقيا والمشرق. يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها أن يدركوا أن غزة سوف تحتاج إلى أن يكون لها دور مركزي في أي حل دائم للنضال الفلسطيني. الجوهرة في التاج وأضاف التقرير: في تناقض صارخ مع واقع الفقر الحالي، والنقص الشديد في المياه، والبؤس الإنساني الذي لا ينتهي، تم الاحتفال بواحة غزة، أو وادي غزة، لعدة قرون بسبب خصوبة نباتاتها وبرودة ظلها. لكن قيمتها الاستراتيجية كانت على نفس القدر من الأهمية، لأن غزة تربط مصر ببلاد الشام. ويعني موقعها المميز أن الأرض كانت محل نزاع منذ القرن السابع عشر قبل الميلاد، عندما غزا الهكسوس دلتا النيل من غزة، لكنهم هزموا وصدوا في وقت لاحق من قبل سلالة الفراعنة المتمركزة في طيبة. في نهاية المطاف، اضطر الفراعنة إلى التخلي عن غزة لصالح شعوب البحر - المعروفين باسم الفلسطينيين - الذين أنشأوا في القرن الثاني عشر قبل الميلاد اتحادًا من خمس مدن ضمت غزة والمدن الإسرائيلية الحالية عسقلان وأشدود وعقرون وجات. وفي العصور القديمة اللاحقة، جعلت جغرافية غزة المرغوبة منها ساحة معركة حاسمة بين بعض أعظم القوى المهيمنة في تلك الحقبة. على الرغم من أن غزة كانت إحدى مناطق فلسطين الأقل استهدافًا من قبل الاستيطان الصهيوني، إلا أنها أصبحت معقلًا للقومية الفلسطينية، خاصة خلال الثورة العربية الكبرى 1936-1939، والتي انتفض فيها الفلسطينيون ضد البريطانيين وقاتلوا من أجل دولة عربية مستقلة. وبدلاً من ذلك، في نوفمبر 1947، أقرت الأمم المتحدة خطة التقسيم التي يتم بموجبها تقسيم فلسطين بين دولة عربية ودولة يهودية مع انضمام غزة إلى الدولة العربية. ومن الأهمية بمكان أن ما أصبح يعرف بقطاع غزة قد تشكل بفعل الصدمات المحورية التي شهدها عام 1948. وكإرث من السياسات التي تم اتباعها منذ عام 2006، فإن الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس هي أيضًا نتيجة لإنكار الهوية التاريخية الغنية لغزة. خلال الأعوام الستة عشر الماضية، تصور القادة الإسرائيليون أنهم توصلوا إلى الصيغة المثالية لتهميش غزة بالكامل: حيث يمكن استبعاد أكثر من مليوني فلسطيني من المعادلة الديموغرافية بين السكان اليهود والعرب في إسرائيل، والقدس الشرقية، والضفة الغربية. وفي الوقت نفسه، قضى انقسام القيادة الفلسطينية على أي جهد لإحياء عملية السلام وسمح للمستوطنات الإسرائيلية بالتوسع بشكل مطرد في الضفة الغربية. ومن وقت لآخر، انخرطت إسرائيل بحروب «جز العشب» على غزة، مع نسبة مستدامة من الخسائر العسكرية إلى حد كبير. إعادة بناء القطاع وبين التقرير أن فكرة إمكانية تجاهل الواقع الإنساني الرهيب في غزة كانت مجرد وهم. في 7 أكتوبر 2023، انهار الوضع الراهن في موجة القتل المروعة والعنف غير المسبوق الذي أطلقته إسرائيل على غزة منذ ذلك الحين، والذي قُتل فيه أكثر من 21 ألف فلسطيني حتى الآن - وفي إعادة قاسية لذكريات النكبة. إن هدف نتنياهو المعلن من الحرب - «القضاء على» حماس - يكرر أهداف بن غوريون في عام 1956، ولكن على نطاق أوسع بكثير وتحت مراقبة العالم أجمع. لذا يبدو أن إسرائيل محكوم عليها بأن يطاردها «قطاع غزة» الذي أنشأته في عام 1948، مع استمرار دورة الحروب والاحتلال التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من الاقتتال. واختتم التقرير: الوصول في نهاية المطاف إلى السلام والأمن يتعين على غزة أن تعود مرة أخرى إلى جذورها باعتبارها مفترق الطرق المزدهر الذي كانت عليه لقرون. في البداية، يجب أن تنتهي سياسة الحصار بالاعتماد على الدور التاريخي الذي تلعبه غزة باعتبارها مركزاً تجارياً رئيسياً، فلابد من وضع استراتيجية منسقة لإعادة التنمية، على غرار خطة ولفنسون التي طرحها في عام 2005، من أجل السماح لغزة بالانتقال من المساعدات الدولية إلى الاقتصاد المولد ذاتياً. وهذا هو المفتاح لجعل المنطقة منزوعة السلاح تحت إشراف دولي وفي إطار حل الدولتين.. لكن لم تعد هناك حلول سهلة. وقد تكون هذه الاستراتيجية هي السبيل الوحيد للخروج من دوامة القتل الحالية. كما كانت الحال منذ قرون، أصبحت غزة مرة أخرى في قلب حرب كبرى ولكنها أيضًا مفتاح السلام والازدهار في الشرق الأوسط.
902
| 03 يناير 2024
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها أجهزت على قوة إسرائيلية راجلة شرق مخيم البريج وسط القطاع، في وقت نقلت فيه مروحيتان إسرائيليتان المزيد من الجنود الجرحى إلى المستشفيات. وبالتوازي، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي القصف المركز على وسط قطاع غزة، مخلّفا المزيد الضحايا، وأكدت وزارة الصحة بغزة أن الحصيلة الإجمالية للعدوان تجاوزت 22 ألف شهيد، و57 ألف مصاب. من جهتها، بثت قناة كان 11 الإسرائيلية الحكومية مقطعا مرئيا لمجموعة جنود من لواء جفعاتي بعد عودتهم من بلدة بيت حانون بقطاع غزة، حيث تعرضوا لهجوم من المقاومة الفلسطينية، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بإصابات خطيرة. وحكى أفراد من الفرقة ما تعرضوا له مع عرض مشاهد من المواجهة، تضمنت صراخا واستنجاد المصابين منهم بزملائهم، وقالوا إنهم لم يكونوا يتصورون الخروج أحياء من هذه المواجهة. إلى ذلك، كشفت معطيات إسرائيلية، وفقا لوكالة الاناضول، عن ظهور أعراض «صدمة المعركة» لدى ما لا يقل عن 1600 جندي منذ بدء الحرب البرية على غزة يوم 27 أكتوبر الماضي، وتسريح 250 منهم من الخدمة لهذا السبب. وقال موقع والا الإخباري الإسرائيلي إن «أعراض صدمة المعركة ظهرت على ما لا يقل عن 1600 جندي إسرائيلي منذ بدء المناورات البرية في قطاع غزة قبل نحو شهرين». وأضاف «حسب البيانات، فإن 76% من الجنود عادوا إلى القتال بعد العلاج الأولي، من قبل جنود في الميدان أو من قبل ضباط الصحة العقلية الملحقين بالوحدات والموجودين باستمرار قرب مناطق القتال». ولفت الموقع إلى أنه «يمكن أن تظهر أعراض الصدمة القتالية في أثناء نشاط ما أو عقبه، وقد يشعر الجندي الذي يعانيها، من بين أمور أخرى، بتسارع النبض وزيادة التعرق وارتفاع مفاجئ في ضغط الدم واهتزاز الجسم بشكل لا يمكن السيطرة عليه، والارتباك وعدم القدرة على التركيز». وأردف «تحمل صدمة المعركة أيضا تأثيرات عقلية بعيدة المدى، مثل القلق والاكتئاب واضطرابات النوم والأرق ونوبات الغضب المفاجئة وضعف القدرة العاطفية». وأشار الموقع إلى «وجود علاج أولي لصدمة المعركة يعيد للجندي وظائفه ويخلصه من الشعور بالعجز الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض. وإذا استمرت أكثر من 4 أسابيع، فقد تتدهور حالة الجندي إلى اضطراب شديد بعد الصدمة، مما يتطلب تدخلا علاجيا أكثر تعمقا». وأضاف «بالفعل، وحسب المعطيات التي حصل عليها الموقع، تم تسريح نحو 250 جنديا من الخدمة بسبب استمرار أعراض صدمة المعركة خلال الحرب». وأشار الموقع إلى أن «البيانات تظهر أنه خلال الحرب وصل إلى مركز تأهيل الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي ما بين 900 وألف جندي، لم تتحسن حالتهم النفسية في الميدان واحتاجوا إلى علاج إضافي».إضافة إلى «جنود يعانون أعراضا ليست ناجمة عن القتال نفسه، بل عن المذبحة التي لحقت بقواعد الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي»، في إشارة إلى هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قواعد عسكرية في غلاف قطاع غزة.
910
| 03 يناير 2024
سياسي فلسطيني وقيادي في حركة حماس، ساهم في تأسيس كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة، وقضى 15 عاما في سجون الاحتلال. تتهمه إسرائيل بالوقوف خلف العديد من العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو من أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط). ولد صالح محمد سليمان العاروري عام 1966 ببلدة عارورة الواقعة قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية. وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في فلسطين، وحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل بالضفة الغربية. وتقلد العاروري العديد من الوظائف المهمة داخل حركة حماس، من بينها عضويته منذ عام 2010 في مكتبها السياسي، قبل أن يُختار نائبا لرئيس المكتب السياسي في 5 أكتوبر 2017. التحق العاروري بالعمل الإسلامي في سن مبكرة من حياته، وقاد العمل الطلابي الإسلامي في جامعة الخليل منذ عام 1985 حتى اعتقاله عام 1992، والتحق بحركة حماس بعد تأسيسها أواخر عام 1987. وخلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1990 و1992، اعتقل الجيش الإسرائيلي العاروري إداريا (دون محاكمة) فترات محدودة على خلفية نشاطه في حركة حماس، حيث شارك خلال تلك الفترة في تأسيس جهاز الحركة العسكري وتشكيله في الضفة الغربية، وهو ما أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة عام 1992. وفي عام 1992، أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن 15 عاما بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة، ثم أفرج عنه عام 2007، لكن إسرائيل أعادت اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة ثلاث سنوات (حتّى عام 2010)، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين. وبعد الإفراج عنه تم ترحيله إلى سوريا التي استقر فيها ثلاث سنوات، ثم غادرها إلى تركيا في فبراير 2012 بعد اندلاع الثورة السورية. وفي الخامس من أكتوبر 2017، انتُخب العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس من قبل مجلس الشورى العام للحركة الذي يضم ممثلين عن ثلاث مناطق هي: الضفة الغربية وقطاع غزة وخارج فلسطين، وهي الانتخابات التي أسفرت أيضا عن انتخاب إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي للحركة، ويحيى السنوار رئيسا للحركة في قطاع غزة.
780
| 03 يناير 2024
فيما طوى عام 2023 خيامه، تاركاً أحداثاً تراجيدية ومأساوية، فتكت بالآلاف من المواطنين بفعل الحرب العدوانية الدموية على قطاع غزة والضفة الغربية، يتطلع الفلسطينيون لأن يحمل لهم العام الجديد أفراح النصر والانعتاق والتحرر من قبضة الاحتلال. وبانتهاء عام 2023، ودع الفلسطينيون عاماً مثقلا بالدماء والدمار، ارتكب فيه الكيان الصهيوني أبشع المجازر، فضلاً عن استمرار جرائم القتل والإعدامات الميدانية في القدس والضفة الغربية. «الشرق» تطالع صفحات عام 2023، مستعرضة أبرز الأحداث التي شهدتها فلسطين، والتي كانت معركة «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الحدث الأبرز والأهم في محطاتها: حوارة الشرارة الأولى كانت بلدة حوارة الواقعة جنوب مدينة نابلس، نقطة انطلاق العديد من الهجمات والعمليات الفدائية الفلسطينية، فشهد الحاجز العسكري المقام على مدخلها عدة عمليات إطلاق نار من قبل مقاومين فلسطينيين، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال والمستوطنين، فدعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى إبادة بلدة حوارة ومحوها من الوجود.وشهدت البلدة عدة عمليات انتقامية من قبل عصابات المستوطنين، تخللها حرق منازل ومركبات فلسطينية، بينما نفذ جيش الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين، وأغلق البلدة لعدة أسابيع. «عش الدبابير» ظلت مدينة جنين ومخيمها، ومدينة طولكرم ومخيماها طولكرم ونور شمس، ومدينة نابلس ومخيماتها بلاطة وعسكر والعين، بؤرا ساخنة على مدار العام الماضي، فتكررت الاقتحامات لهذه المناطق من قبل جيش الاحتلال، وسقط العشرات من الشهداء، إما اغتيالاً بالرصاص، وإما قصفاً بالطائرات الحربية. وظهرت في مدن جنين ونابلس وطولكرم، عدة مجموعات وخلايا مسلحة كـ «عرين الأسود» في نابلس، و»كتيبة جنين» في جنين، و»الرد السريع» في طولكرم، ونفذ عناصرها عدة هجمات على أهداف إسرائيلية، لتطلق قوات الاحتلال على المدن الثلاث اسم «عش الدبابير» وتبدأ بملاحقة هذه المجوعات، ملحقة بذلك دماراً هائلاً في البنية التحتية والمنازل والمنشآت. ثأر الأحرار في الثاني من أغسطس، استشهد الأسير والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، والمعروف بـ»مفجر الإضرابات عن الطعام في سجون الاحتلال» وذلك بعد 86 يوماً من إضرابه الأخير، وإثر ذلك اندلعت مواجهة محدودة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة التي تقدمتها في حينه حركة الجهاد الإسلامي، واستمرت لخمسة أيام، استشهد خلالها 34 فلسطينياً. طوفان الأقصى استيقظ الفلسطينيون صبيحة السبت 7 أكتوبر على أنباء تسلل المقاومين وعبور مستوطنات غلاف غزة، الذي نفذته كتائب القسام، في هجوم جوي وبري وبحري غير مسبوق، أسفر عن مقتل ما يزيد على 1200 إسرائيلي (جنوداً ومستوطنين) وأسر نحو 250 جندياً. إثر ذلك شنت قوات الاحتلال عدواناً واسعاً على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد ما يزيد على 22 ألفاً، وأضعافهم من الجرحى، فضلاً عن نزوح نحو مليون ونصف المليون مواطن، وتدمير مساحات واسعة وتغيير معالم في قطاع غزة، واستهداف المئات من الصحفيين. 2024 هل يكون عام النصر؟ مع إسدال ستائر العام الدموي 2023، ثمة قصص مفزعة تصنف تحت بند التراجيديا، لكن الفلسطينيين وفي المقدمة منهم أهل غزة، يحلمون بغد أفضل في عام 2024، يختصرون من خلاله المسافات نحو الانتصار العظيم، بثقة مفعمة بالعنفوان.
692
| 03 يناير 2024
كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن 29 جنديا من قتلى جيش الاحتلال سقطوا «بنيران صديقة» وحوادث عملياتية منذ بدء الحرب البرية في غزة، أواخر أكتوبر الماضي، في حين كشفت صحيفة جيروزاليم بوست عن مقتل 15 جنديا في القطاع دون العثور على جثثهم. ونقلت الهيئة عن بيانات الجيش الإسرائيلي، أنه منذ بداية الحرب البرية في قطاع غزة قُتل «172 جنديا، بينهم 29 في حوادث عملياتية». وأوضحت الهيئة الإسرائيلية أن «18 جنديا من الجيش قتلوا بنيران صديقة، وقتل اثنان نتيجة إطلاق الرصاص و9 جنود إسرائيليين بحوادث ذخيرة أو أسلحة أو دهس». وتشير معطيات جيش الاحتلال المنشورة، إلى مقتل 506 جنود منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، بينهم 172 منذ بداية الهجوم البري، وفقا لـ»الجزيرة نت». وكانت آخر حصيلة للجنود الإسرائيليين المقتولين «بنيران صديقة» في غزة، صدرت في 12 ديسمبر الماضي، وبلغت 20 جنديا، وفق إذاعة الجيش الرسمية. من جانبها، أوردت صحيفة جيروزاليم بوست أن أكثر من 15 جنديا أُعلن عن مقتلهم في غزة دون العثور على جثثهم. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الحاخامية العسكرية أعلنت عدم العثور على جثث 15 جنديا قتلوا خلال المعارك في غزة، وقالت إن هناك احتمالية احتجازهم لدى حماس، رغم حساسية وتعقيد هذا الإعلان دينيا. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الأمر ليس جديدا، ولكن هذه المرة العدد كبير، لافتة إلى أن الشعار الذي يُسمع في أروقة الحاخامات هو «صفر أخطاء وتحديد هوية الجندي المقتول بنسبة 100%». وتقول الصحيفة إن الشخص الوحيد المخول بالإعلان عن وفاة جندي هو الحاخام العسكري الأكبر، ويتم ذلك بعد عملية شاملة لجمع الرفات والتعرف عليها، وبالتشاور مع أجهزة المخابرات والخبراء الطبيين وفاحصي الطب الشرعي وتحليل الفيديو والصور. وفي حالة عدم وجود رفات جندي، هناك عدة أسس يمكن للحاخام أن يعلن وفاة الجندي على أساسها، أهمها المعلومات التي تجمعها أجهزة المخابرات، مثل «اعتراضها مكالمة من العدو» تتضمن الإشارة إلى مقتل الجندي، أو إذا كان الجندي في وضع لا ينجو منه معظم من وقعوا فيه، أو معرفة الجيش أن الجندي فقد كمية دم قاتلة. وإذا توصل جميع الخبراء إلى نتيجة مفادها أن الجندي المفقود قد مات، فسيتم تسليم الحكم إلى فرق خاصة في الحاخامية العسكرية مكونة من حاخامات وأطباء ومحامين يؤكدون النتيجة، قبل تحويل القضية إلى الحاخام الأكبر لاتخاذ القرار النهائي.
704
| 02 يناير 2024
أصيب مراسل الجزيرة منتصر نصار إثر اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي عليه، أمس، في مدينة دورا بالخليل جنوبي الضفة الغربية. وهاجم الجنود مراسل الجزيرة والمصور المرافق له من دون إنذار أو طلب بالمغادرة، وصادروا معداتهما. والهجوم على نصار ليس الأول الذي يطال طواقم صحفيي الجزيرة خلال الحرب الإسرائيلية المدمرة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة - باستمرار - منذ 7 أكتوبر الماضي. ففي 15 ديسمبر الجاري، استهدفت غارة إسرائيلية في خان يونس مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، كما استشهد المصور سامر أبو دقة إثر استهدافه المباشر من جيش الاحتلال. كما أصيب 3 صحفيين من بينهم مراسلة ومصور الجزيرة، واستشهد مصور صحفي يعمل لحساب رويترز في قصف إسرائيلي في 13 أكتوبر على سيارتهم في قرية علما الشعب جنوبي لبنان.
702
| 30 ديسمبر 2023
تخطئ دولة الاحتلال إن ظنت أنها بحرب التهجير والتجويع واستهداف المدنيين، يمكن أن تدفع بالحاضنة الشعبية للمقاومة، كي تنفض من حولها، أو تناصبها العداء، فعلى الرغم من كل الجرائم الوحشية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن، إلا أن الالتفاف حول المقاومة في تعاظم مستمر، فالناجون من القصف الهمجي، يخرجون من تحت الركام، وهم يرفعون شارات النصر، وربما بأصابع مبتورة، ويهتفون للمقاومة، ويفتدونها بأرواحهم ومنازلهم. من وجهة نظر مراقبين، فإن حصار غزة لأكثر من 17 عاماً، ناهيك عن تدنيس المسجد الأقصى، والاقتحامات المستمرة لبلدات الضفة الغربية، هو ما ولّد الشعور لدى الفلسطينيين بأهمية المقاومة. ,وفقاً للقيادي الفلسطيني مصطفى البرغوثي، فإن المقاومة هي الذخيرة التي يدافع بها الشعب الفلسطيني عن نفسه وحقوقه الوطنية، ويواجه بها محاولات شطبه واستمرار احتلال أرضه ومقدساته، ولا يعقل أن يتحلى هذا الشعب عن ذخيرته، أو يلقي سلاحه. يقول البرغوثي لـ الشرق: «الفلسطينيون مصرّون على مواصلة نضالهم حتى نيل كامل حقوقهم الوطنية، وأقصر الطرق أمام الاحتلال إن أراد لهذا البركان أن لا يستمر بالانفجار في وجهه، أن يوقف عدوانه على أبناء شعبنا، ويرحل عن أرضنا، ودون ذلك ستبقى كل الأرض الفلسطينية تغلي تحت أقدامه». ويضيف: «على الاحتلال أن يتعظ من تجارب الشعوب، التي عودتنا أن تنتصر أخيراً، وأنه لا يوجد احتلال في التاريخ، إلا وخرج من البلد الذي يحتل أرضه يجر أذيال الهزيمة، وعليه أن يدرك أن حرب الإبادة التي يشنها على الأهل في غزة، لن تثني أبناء شعبنا، بل ستزيدهم استعداداً أكبر للتضحية، والتفافاً مباركاً حول المقاومة». وبرأي الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، فإن محاولات الاحتلال الضغط على المقاومة من خلال الإمعان في استهداف المدنيين، سيكون مصيرها الفشل المحتوم، مشدداً على أن الاحتلال يتخذ من شعار (محاربة المقاومة) ستاراً لصب نيران حقده الدفين على أبناء شعبنا، ويهدف من وراء هذه الحرب العدوانية الدموية لإرغام أبناء شعبنا على الرحيل عن أرضهم، وهذا أيضاً سيفشل فشلاً ذريعاً. ويوضح المصري لـ الشرق: «الاحتلال ومنذ اليوم الأول للعدوان، ولغ في دماء المدنيين، أملاً في أن يقوم الشعب بثورة عارمة ضد المقاومة، ولكن انقلب السحر على الساحر، فجيش الكيان اصطدم بشعب يتوق للخلاص والانعتاق من هذا الاحتلال وحصاره وعدوانه، ويصر على البقاء في أرضه».
376
| 27 ديسمبر 2023
ثمانون يوماً مرت على الحرب العدوانية على قطاع غزة، ولم يستطع خلالها جيش الكيان الصهيوني رغم كل ما يملكه من إمكانيات عسكرية، تحقيق أي من أهدافه، فالمقاومة ما زالت تضرب بكل قوة وعنفوان، والرهائن الإسرائيليون لم يفرج عنهم إلا بـ«مزاج» المقاومة، وبموجب هدنة مؤقتة، وصفقة أولية لتبادل الأسرى. اقترب العدوان الهمجي من شهره الثالث، ولم يفلح الاحتلال سوى بحرب الإبادة بحق الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن، وقصف المنازل والمستشفيات ومدارس الإيواء، دون وازع من ضمير، أو أي رادع إنساني، ولا غرابة، إذ إن إنسانية هذا الكيان، منزوعة منذ وعد بلفور المشؤوم. ويبدو أن دولة الاحتلال، فشلت من خلال حرب الإبادة، في إرغام أبناء غزة على الرحيل عن أرضهم، وهذا من وجهة نظر مراقبين، انتصار آخر للمقاومة، بعد نصر 7 أكتوبر المجيد، ويظهر جلياً من خلال تراجع الكيان الصهيوني بشأن الهدنة الثانية وصفقة تبادل الأسرى الجديدة، وهو الذي كان يستبعد حتى الهدنة الأولى، أو أية حلول دون تحقيق أهدافه المعلنة منذ اليوم الأول للعدوان. واستناداً إلى الخبير في الشؤون الإسرائيلية نهاد أبو غوش، فإن انتصار 7 أكتوبر لم يكن الوحيد الذي حققته المقاومة، بل إن فشل دولة الاحتلال حتى في الإبقاء على التأييد العالمي لها انتصار آخر، مبيناً: «العالم بدأ يتململ تجاه الكيان الإسرائيلي وفظائعه، والاحتلال بدأ يتراجع، ولعل طلب قادته من مصر بحث هدنة جديدة وصفقة ثانية لتبادل الأسرى مع حركة حماس، خير دليل على أن دولة الاحتلال تتكبد خسائر فادحة في عدوانها، وغير قادرة على تحرير أي من أسراها». ويضيف لـ الشرق: «عندما يعلن الاحتلال أن بإمكان حركة حماس أن تروج للانتصار حيال بعض التغييرات العسكرية التي قد يلجأ إليها في قطاع غزة، ويتخللها هدنة ثانية وتبادل أسرى جديد، مع الإفراج عن أسرى (نوعيين) حسب توصيفه، فهذه هزيمة جديدة يتجرعها الاحتلال». وبرأي الكاتب والمحلل السياسي محمـد حجازي، فإن الأهداف التي وضعها قادة الاحتلال للحرب، وفي مقدمتها القضاء على حركة حماس، وتحرير الرهائن دون صفقات مع المقاومة، وإقامة منطقة عازلة في منطقة غلاف غزة، لمنع تكرار هجمات المقاومة، وأهداف أخرى ما أنزل الله بها من سلطان، كانت في مجملها غير معقولة وصعبة المنال، وتهاوت بسرعة قياسية أمام صمود المقاومة، ومن خلفها أهالي غزة. ويضيف لـ الشرق: «يبدو أن دولة الاحتلال لم تستوعب الدرس خلال الجولة الأولى من حربها العدوانية، فعلى الرغم من حرب الإبادة التي تشنها، ما زالت المقاومة متماسكة وصلبة، وصواريخها تضرب قلب الكيان، ولا يزال أبناء غزة ملتفين حول المقاومة رغم الجوع ومعاناة النزوح، وعلى المستوى العالمي، اكتشفت الدول التي أيدت الكيان الصهيوني في بداية الحرب، حقيقة هذا الكيان بارتكابه مجازر مروعة بحق المدنيين وغالبيتهم من الأطفال والنساء، فخرجت الجماهير الهادرة في الدول الغربية تطالب بوقف العدوان، وبهذا كله فإن هزيمة ثانية مؤكدة، ستلحق بدولة الاحتلال». ويجمع مراقبون، على أن جيش الاحتلال، هو من بات يحتاج لالتقاط الأنفاس، في ضوء الخسائر الفادحة التي يتكبدها، والتي تعمد فصائل المقاومة إلى تصويرها، وبثها إلى العالم، وأن تبجح الكيان بأنه في كامل الجهوزية لمواصلة حربه، ما هي إلا محاولة يائسة لرفع معنويات جمهوره، الذي بات يضيق ذرعاً بتصريحات قادته، بل ويصدق بيانات المقاومة أكثر منهم.
1112
| 25 ديسمبر 2023
تعد قضية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال أولوية في الشارع الفلسطيني، الذي أخذ يترقب التحركات الأخيرة لحظة بلحظة، إذ في هذه التحركات فرصة لتحرير «إستراتيجي» ومهم للمئات من الأسرى، من ذوي الأحكام المؤبدة والعالية. تاريخياً، اعتادت فصائل المقاومة الفلسطينية، على إبرام صفقات لتبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني، ومن أبرزها: صفقة «الجليل»، و»وفاء الأحرار» وفيهما فرضت المقاومة الفلسطينية شروطها، وأطلق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين مقابل ثلاثة أسرى إسرائيليين في الأولى، وجندي إسرائيلي واحد وهو «جلعاد شاليط» في الثانية، غير أن صفقة التبادل المرتقبة، تبقى الأبرز والأكثر أهمية، بحسبانها تأتي في أتون معركة شرسة تخوضها فصائل المقاومة ضد الاحتلال. حسب مراقبين، فهناك غضب في الشارع الإسرائيلي من نية قادة الكيان إبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع المقاومة وفي مقدمتها حركة حماس، بحسبان هذه الصفقة «غير متوازنة» من وجهة نظرهم، لإنها تشمل الإفراج عن أسرى تصفهم دولة الاحتلال بـ»الخطيرين» و»الملطخة أيديهم بالدماء» وسبق أن تسببوا بأضرار لدولة الاحتلال. وفي ضوء المعلومات التي استقتها «الشرق» عن جهود الوسطاء الذين تتقدمهم دولة قطر، فإن هناك انفتاحا من دولة الاحتلال على صفقة تبادل جديدة، وأن الخلافات التي طرأت تتعلق فقط بالتفاصيل، لكن يبقى السؤال الأكثر شيوعاً في الشارع الفلسطيني: لماذا هذا الانفتاح من قبل الكيان الصهيوني على صفقة التبادل الجديدة؟. استناداً إلى آراء الخبراء والمحللين، فإن ضغط الشارع الإسرائيلي، الذي شرع بتظاهرات واحتجاجات يومية ضد سياسة الحكومة وجيشها، حيال الرهائن الإسرائيليين الواقعين في قبضة المقاومة منذ 7 أكتوبر، خلق حالة من البلبلة لقادة الكيان، الذي بدأوا يبحثون عن أي طريقة للتوصل إلى هدنة جديدة، يتخللها تبادل للأسرى، يراجعون خلالها حساباتهم، خصوصاً وأن الاحتلال فشل في تحقيق أي من أهدافه المعلنة منذ اليوم الأول للعدوان، وعلى رأسها القضاء على حركة حماس، وتحرير الرهائن دون الإفراج عن أسير فلسطيني واحد. يقول الخبير في الشؤون الدولية وسام بحر، إن المقاومة نجحت في إعلاء صروح ومداميك صفقة التبادل الجديدة، من خلال الضغط على الاحتلال بتكبيد جيشه خسائر فادحة في المعارك الجارية على الأرض بقطاع غزة، وإفشال كل محاولاته لتحرير الرهائن، ما أجبره على التفاوض من خلال الوسطاء، وهذا من شأنه أن يعطي بارقة أمل في الشارع الفلسطيني بأن حرية الأسرى وخصوصاً ذوي الأحكام المؤبدة، باتت وشيكة، وفي المقابل يتسبب بتصدعات إضافية في العلاقة بين حكومة الاحتلال وأهالي الرهائن، وهذا ما أجبر قادة الكيان على الانفتاح والتفاوض بشأن هدنة ثانية، وتبادل أسرى ثان. ويرجح الكاتب والمحلل السياسي رائد عبد الله، أن ينزع الاحتلال باتجاه توظيف صفقات التبادل المتوالية، لايجاد مخرج يفضي إلى وقف عدوانه، والخروج بماء الوجه، بعد فشله في القضاء على المقاومة، وتحرير الرهائن دون صفقات، وليس أدل على صحة هذا الاستنتاج، من أن قادة الاحتلال تراجعوا بسرعة عن أهدافهم المعلنة للحرب، مع تراجع آخر في ملف الهدنة وتبادل الأسرى، مضيفاً: «عندما يقول قادة الكيان إن من حق حركة حماس، أن تعتبر تغييراتنا العسكرية في قطاع غزة، انتصاراً لها، فهذه هزيمة كبرى للاحتلال وجيشه».
798
| 24 ديسمبر 2023
في ظل العدوان الغاشم الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أكثر من سبعة أسابيع متتالية، والمتمثل في أعمال تخريب وعنف غير مسبوقة تطال المدنيين الأبرياء والمنشآت الخدمية والمباني السكنية التي يجري تصويرها بكامل تفاصيلها بعدسات الكاميرات ومشاركتها عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وجد الناس في جميع أنحاء العالم أنفسهم في خضم تجاذب وصراع بين ما تمليه عليهم ضمائرهم من ضرورة بذل قصارى جهدهم للمطالبة بالعدالة من خلال نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وبين الآثار النفسية المترتبة على مشاهدتهم المستمرة للأعمال الوحشية التي يتعرض لها أهالينا في غزة. أمام هذا الوضع، وجد كثيرون أن التخلي ولو مؤقتًا عن متابعة أحداث العدوان عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُعد بمثابة خيانة لمشاعر التضامن واستخفافًا بواجبهم تجاه دعم إخوانهم في فلسطين، واختار البعض دفن مشاعرهم بشكل مؤقت وتأجيل معالجتها إلى وقت لاحق، على اعتبار أن الوقت الآن ينبغي أن يضبط على توقيت غزة، حيث لا شيء يعلو على مواصلة الدعم لأهالي هذه البلدة المحاصرة وإيصال أصوات الفلسطينيين إلى أبعد مدى في العالم. اهتمام الأفراد بصحتهم ضروري ـ يقول البروفيسور سامي هرمز، مدير برنامج الفنون الحرة، والأستاذ المشارك في الأنثروبولوجيا بجامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الدولية الشريكة لمؤسسة قطر، عن هذه المعضلة الجماعية: إن اهتمام الأفراد بصحتهم النفسية والجسدية خلال هذا الوقت هو أمر ضروري للغاية، لكن لا ينبغي أن يأتي ذلك على حساب بذل كل ما في وسعنا لحماية أبناء الشعب الفلسطيني والدفاع عن حياتهم. إن أبناء الشعب الفلسطيني بحاجة إلى أن نكون أصحاء وأقوياء لمواصلة المقاومة إلى جانبهم ولنحمل الشعلة في هذا الوقت العصيب الذي يتعرضون فيه للقصف، فسنكون غير منصفين لهذا النضال إذا أهملنا صحتنا النفسية. الصحة لدعم فلسطين وأضاف: غير أنه ينبغي علينا أيضا أن ندرك أن السعي للحفاظ على صحتنا النفسية إنما هو جزء من استراتيجية أكبر لدعم فلسطين، بمعنى آخر، من الضروري أخذ بعض الفواصل الزمنية لالتقاط الأنفاس، والتأمل من أجل مواصلة النضال دون المبالغة في ذلك، وعلينا أن نبذل الجهود لإضافة أصواتنا إلى حركة التضامن العالمية، وأن نحد من مشاهدة الأخبار وقضاء الوقت اللامحدود على وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف أن الكثير من الطلاب هذه الأيام سيصلون إلى مرحلة الوعي والنضج السياسي من خلال الهجوم على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، وقد يختارون تخصصات دراسية أو وظائف أكثر ارتباطًا وفعالية بالسياسة أو المجتمع، وقد تصبح أصواتهم أكثر تأثيرا في معارضتهم للاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي. المحتوى المرئي المؤلم وعن تأثير التعرض المستمر للأخبار والمحتوى المرئي المؤلم على صحة الأفراد النفسية وإنتاجيتهم، يقول البروفيسور والدكتور محمد وقار عظيم رئيس قسم الطب النفسي في سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر: يمكن أن تؤدي المشاهدة المستمرة لمشاهد الحرب والدمار والأعمال الوحشية تجاه المدنيين إلى الإرهاق والاستنزاف النفسي.
316
| 23 ديسمبر 2023
أكدت ريبيكا آدامز، أستاذة الإعلام والاتصال والخبيرة الإعلامية بمركز الدراسات الإعلامية بمعهد jbl للحقوق المدنية، أن الدعم الشعبي الأمريكي للحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل على غزة يتآكل؛ حيث يعتقد معظم الأمريكيين أن إسرائيل يجب أن تدعو إلى وقف نهائي لإطلاق النار في الصراع الذي تدهور إلى أزمة إنسانية، حسبما تشير استطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرتها الوحدات البحثية لوكالات الأنباء الدولية؛ فارتفعت نسبة الذين يقولون «يجب على الولايات المتحدة أن تكون وسيطًا محايدا» إلى 39 بالمائة في الاستطلاع الجديد من 27 بالمائة في الشهر السابق وقال أربعة في المائة من المشاركين في الاستطلاع إن الولايات المتحدة يجب أن تدعم الفلسطينيين، وقال 15 في المائة إنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تشارك على الإطلاق، وفي الوقت الذي طالما اعتمدت فيه إسرائيل على الولايات المتحدة، أقوى حليف لها، للحصول على مليارات الدولارات سنويا من المساعدات العسكرية والدعم الدبلوماسي الدولي، قد يكون تآكل الدعم الشعبي الأمريكي علامة مثيرة للقلق بالنسبة لإسرائيل، التي لا تواجه فقط مقاتلي حماس في غزة، بل أيضا جماعة حزب الله القوية في لبنان والتي خاضت «حرب ظل» طويلة الأمد مع إيران، خصمها البارز في المنطقة. أسباب التراجع وعن أسباب هذا التراجع في الموقف الأمريكي لاسيما شعبياً، أكدت د. ريبيكا آدامز، في تصريحاتها لـ الشرق: إن انخفاض الدعم الأمريكي، الذي ظهر في الاستطلاعات الأخيرة بين الديمقراطيين والجمهوريين وخاصة بين المشاركين الأكبر سنا، بعد أسابيع من القصف الإسرائيلي العنيف والغزو البري لغزة، ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 20000 فلسطيني، أكثر من 40 % منهم من الأطفال، في الحرب الإسرائيلية على غزة، وفقًا لإحصائيات مسؤولي الصحة الفلسطينيين في غزة، وقال 68 % من المشاركين في استطلاع رويترز/إبسوس إنهم يتفقون مع عبارة مفادها أنه «يجب على إسرائيل الدعوة إلى وقف إطلاق النار ومحاولة التفاوض». انتقادات دولية وأشارت د. ريبيكا آدامز، أستاذة الإعلام والاتصال، إلى أن ذلك يرجع لما أثاره الغزو الإسرائيلي لغزة من انتقادات دولية ركزت في الأيام الأخيرة على انهيار البنية التحتية الطبية في القطاع الساحلي المزدحم واصل الفلسطينيون المحاصرون داخل أكبر مستشفى في غزة حفر مقبرة جماعية لدفن المرضى الذين توفوا تحت الحصار الإسرائيلي، وأيد حوالي ثلاثة أرباع الديمقراطيين ونصف الجمهوريين في الاستطلاع فكرة وقف إطلاق النار، مما وضعهم على خلاف مع الرئيس الديمقراطي بايدن الذي رفض دعوات الزعماء العرب والمسلمين، بما في ذلك الفلسطينيون، للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في البداية، ثم الدعوة المكثفة لهدنة إنسانية بالتنسيق مع القادة الإقليميين. إشارات مقلقة لإسرائيل وتابعت د. ريبيكا أدامز موضحة: وما ترصده أدوات قياس الرأي العام الأمريكي، إشارات قد تكون مثيرة للقلق بالنسبة لإسرائيل؛ حيث قال 31 % فقط من المشاركين في الاستطلاع إنهم يؤيدون إرسال أسلحة إلى إسرائيل، بينما عارض 43 % الفكرة وقال الباقون إنهم غير متأكدين وكان التأييد لإرسال الأسلحة إلى إسرائيل أقوى بين الجمهوريين، في حين عارضه ما يقرب من نصف الديمقراطيين، وبالمقارنة، قال 41 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع إنهم يؤيدون إرسال أسلحة إلى أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي المستمر منذ 21 شهرا تقريبا، مقارنة بـ 32 بالمائة عارضوا ذلك والباقون غير متأكدين وعندما يتعلق الأمر بأوكرانيا، كان دعم إرسال الأسلحة أقوى بين الديمقراطيين، وفي حين أن معظم الديمقراطيين المعتدلين في الكونجرس يدعمون منذ فترة طويلة المساعدة العسكرية لإسرائيل، فقد بدأ بعض التقدميين في حزب بايدن نفسه يتساءلون عما إذا كان ينبغي أن يكون هناك قدر أكبر من التدقيق وكذلك الشروط المرتبطة بهذه المساعدة.
420
| 21 ديسمبر 2023
في الأول من نوفمبر الماضي، وفي خضم العدوان الاحتلالي المحموم والمنفلت على قطاع غزة، دخلت قناة الجزيرة الفضائية عامها الـ28 رافضة الانصياع لمنطق الاحتلال الأعوج، بمحاولات إسكات الصوت وإطفاء الصورة. ومنذ انطلاقتها، تضطلع الجزيرة بدور مميز في الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومعركته ضد الاحتلال، فتنقل ما يجري من أحداث، وتفضح انتهاكات الاحتلال، وما من شيء، يمكن أن يذكر في سياق الحديث عن الجزيرة وتضحياتها، أكثر وأبلغ من تقديمها دماء مراسليها ومصوريها، الذين طالما صدحت أصواتهم في الأرجاء، لتفضح أسوأ وأشرس احتلال عرفته البشرية. استهداف عائلة مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، وقصف منزل عائلة زميله مؤمن الشرافي، استهداف عائلة الصحفي بقناة الجزيرة أنس الشريف بعد تهديد مسبق، واستشهاد 21 من عائلة مهندس البث بقناة الجزيرة في غزة محمـد أبو القمصان، إصابة مراسلة الجزيرة في لبنان كارمن جوخدار بشكل مباشر، وأخيراً إصابة وائل الدحدوح واستشهاد مصور الجزيرة في غزة سامر أبو دقة، ومن قبلهم اغتيال الإعلامية الكبيرة شيرين أبو عاقلة.. إذن هم يستهدفون الجزيرة، ويغتالون الحقيقة، كما يقول إعلاميون ومختصون. حسب الإعلامي الفلسطيني محمود السقا، فإن استهداف طواقم قناة الجزيرة في فلسطين، لم يبدأ باغتيال مراسلة القناة المخضرمة شيرين أبو عاقلة، بينما كانت تعرّي سوءات الاحتلال في مخيم جنين، يوم 11 مايو 2022، ولن ينتهي بارتقاء مصور الجزيرة سامر أبو دقة، فالجزيرة مستهدفة لإصرارها على ايصال الصوت الفلسطيني وصورة الأحداث إلى العالم، فضلاً عن انحيازها المطلق عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية العادلة. يقول السقا لـ الشرق: تصر قناة الجزيرة على نقل رسالة الشعب الفلسطيني بصوت هادر ومسموع، وإماطة اللثام عن وجه الاحتلال البائس، والموغل في دماء الفلسطينيين، ما يجعلها مستهدفة من قبل آلة الاحتلال الإجرامية مبيناً أن الجزيرة تعد مثالاً يحتذى في الجرأة والمهنية. واستناداً إلى أستاذ العلوم السياسية والإعلام الدكتور محمود الفطافطة، فإن الحركة الصهيونية منذ تأسيسها تنظر بقلق إلى الإعلام المضاد، ودوره في كشف الأكاذيب وفضح الممارسات الدموية، وإعاقة الخطط وتقليل التحشيد والمناصرة، وظلت هذه العقيدة الصهيونية في ذهن العقلية الاحتلالية، التي تبذل كل ما بوسعها لمواجهة الإعلام المعاكس. واعتبر الفطافطة أن دولة الاحتلال تمارس كذلك القتل الصامت أو غير المرئي، فتسعى لإبعاد الإعلام المهني وخصوصاً في الحروب والنزاعات، ويحضرنا هنا ما يحدث في قطاع غزة من إبادة شاملة، وما جرى مع صحفيي الجزيرة الدحدوح والشرافي وأبو القمصان والشريف وأبو دقة، وحتى خارج فلسطين، كما جرى مع الزميلة جوخدار، ما هو إلا نتاج لمحاولات تحييد الإعلام، كي لا يؤثر في سياستها داخل المجتمع الإسرائيلي من جهة، وتأليب الرأي العام العالمي ضدها من جهة أخرى. ويوالي لـ الشرق: لا ترى دولة الاحتلال في إعلاميي الجزيرة بفلسطين بأنهم مجرد صحفيين، بل وفلسطينيين كذلك، ويجب التخلص منهم، وهذا يتجلى في غزة من خلال حصد أرواح الصغار والكبار، مشدداً على أن قناة الجزيرة، تمثل العنوان الأفضل من حيث تغطية جرائم الاحتلال، باعتبارها الأكثر انتشاراً وموضوعية واحترافية، وتغطي قصور بعض القنوات الصامتة، ولذا يسعى الاحتلال للتعتيم على جرائمه، وتعطيل هذه القناة، من خلال استهداف صحفييها وعائلاتهم. وترى الإعلامية الفلسطينية هلا خروب، أن قناة الجزيرة ظلت على الدوام مستهدفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بحسبانها الفضائية الأعرق والأكثر انتشاراً وتأثيراً في الوطن العربي، فضلاً عما تحظى به من متابعة حتى في المجتمع الغربي، وهذا الأمر لا يروق للاحتلال، الذي يخشى تأثيرها في الأفراد والمجتمعات المناصرة لقضايا العدل والحق، وخصوصاً لجهة كشف زيف روايته، وكل ما يروج له لتحسين صورته، والدفاع عن هيبته. وأضافت لـ الشرق: الاحتلال يخشى الجزيرة، والأسباب كثيرة ومعروفة، غير أن أبرزها: أنها كسرت احتكاره للكلمة والصورة والرواية، كما أنها جاءت من العالم الثالث، وتربعت على عرش الإعلام العالمي.
1144
| 17 ديسمبر 2023
مع دخول الشهر الثالث للعدوان الاحتلالي المحموم والشرس على قطاع غزة، كثر الحديث لدى قادة الكيان الصهيوني وآلته الإعلامية عمّن سيحكم قطاع غزة، بعد هزيمة المقاومة وفي المقدمة منها حركة حماس، وكأن هذا الأمر أصبح مسلّما به، وأن الترتيب يجري فقط لما بعد الحرب. بيد أن خبراء ومواكبين لمجريات الحرب، أشاروا في أحاديث منفصلة لـ «الشرق» إلى أن الوقائع على الأرض، تجري على العكس تماماً مما يروج له قادة الاحتلال، إذ لا زالت المقاومة متماسكة، وتواجه جيش الاحتلال بكل بسالة، وتلحق به خسائر فادحة، وهذا ما أثبتته المقاطع المصورة، التي تبثها فصائل المقاومة، بشكل شبه يومي. يقول الخبير العسكري اللواء واصف عريقات، إن المقاومة لا زالت صلبة وتقاتل بكل ضراوة، وليس أدل على ذلك من أن صواريخها لا زالت تدك قلب تل أبيب وعسقلان وأشدود ومغتصبات غلاف غزة، حتى بعد مرور 67 يوماً من العدوان، مبيناً أن الترويج لمن سيحكم قطاع غزة بعد الإطاحة بحركة حماس والقضاء عليها، ما هو إلا حرب نفسية، تشنها دولة الاحتلال، والهدف منها زرع بذور الشك لدى الشارع الفلسطيني، بأن المقاومة على وشك التسليم بالهزيمة، وأن مصيرها سيكون التصفية لا محال. ويواصل: «تهدف دولة الاحتلال لجعل الفلسطينيين يتعاملون بجدية مع أطروحاتها لمرحلة ما بعد حماس، وهزيمة المقاومة، وهذه الحرب النفسية، يشنها قادة الاحتلال لعجزهم حتى بداية الشهر الثالث، عن تحقيق أي من أهدافهم التي أعلنوها في اليوم الأول للعدوان، وفي مقدمتها القضاء على حماس، وتحرير الرهائن دون عملية تبادل».وزاد الباحث السياسي والاستراتيجي رائد إسماعيل: «لو كان بمقدور الاحتلال تصفية المقاومة، لما طالب من الإدارة الأمريكية التدخل من خلال بعض الوسطاء، للتوصل إلى هدنة ثانية، وتبادل أسرى جديد، وهذا دليل آخر على أن جيش الكيان الصهيوني، وبعد كل هذه المدة لحرب الإبادة، ظل عاجزاً عن تصفية المقاومة. وأضاف: «لن تستطيع دولة الكيان، تحقيق نصر حاسم، وليس أمامها سوى الانسحاب، والتسليم بالهزيمة، وبعد أن تضع الحرب أوزارها، يمكن الحديث عن مستقبل قطاع غزة، بين الفلسطينيين أنفسهم، وليس الاحتلال وداعميه». ووفقاً للكاتب والمحلل السياسي محمـد التميمي، فإن المقاومة ما زالت تكيل الصاع صاعين لجيش الاحتلال، وتكبده أفدح الخسائر، وهذا ما يدعوه للانتصار على الأطفال والنساء والمدنيين ومراكز والإيواء ودور العبادة، مشدداً: «الاحتلال ليس بمقدوره حسم المعركة مع المقاومة، ولذا يلجأ للحرب النفسية، بحديث مفضوح عن مستقبل قطاع غزة، لكنه فشل حتى في نزاله الإعلامي مع الفلسطينيين». ويرى مراقبون، أن دولة الاحتلال نزعت باتجاه فبركة أخبار الحرب، مكررة أحاديثها عن انتصارات وهمية، لأنها لا تملك كل الوقت لتحقيق أهدافها، بل إن الوقت بدأ يضيق عليها ويلعب ضدها، وباتت كل أساليبها مكشوفة.
1240
| 14 ديسمبر 2023
مساحة إعلانية
نشرت الجريدة الرسمية لدولة قطر، في عددها رقم (29) لسنة 2025، الصادر اليوم الأربعاء، القرار الأميري رقم (57) لسنة 2025 بتحديد أيام العمل...
243530
| 17 ديسمبر 2025
نشرت الجريدة الرسمية لدولة قطر، في عددها رقم (29) لسنة 2025، الصادر اليوم الأربعاء، قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (34) لسنة 2025 بإنشاء...
27468
| 17 ديسمبر 2025
يعلن الديوان الأميري أنه، بمناسبة قرب حلول اليوم الوطني للدولة في الثامن عشر من شهر ديسمبر، فإن يوم الخميس الموافق 2025/12/18 سيكون عطلة...
22100
| 16 ديسمبر 2025
حقق مزاد أرقام اللوحات المميزة الفئة الأولى التي تحمل الحرف (Q) للإدارة العامة للمرور مبيعات مليونية عبر تطبيق سوم ضمن المرحلة الأولى من...
19776
| 16 ديسمبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
يتواصل رصد هطول الأمطار على مناطق مختلفة من البلاد قد تكون رعدية أحياناً، وقد يصاحبها رياح قوية مفاجئة. وشهدت قطر أمطاراً متباينة الشدة...
16348
| 16 ديسمبر 2025
أعلنت الخطوط الجوية القطرية عن عرضها الاحتفالي الجديد بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للدولة، وذلك للاستمتاع بالضيافة، والخدمات المخصصة، وأقصى درجات الراحة، فقط مع...
13598
| 17 ديسمبر 2025
أقام سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، حفل وداع على شرف الشيخ خالد...
7434
| 16 ديسمبر 2025