نشرت الجريدة الرسمية لدولة قطر، في عددها رقم (29) لسنة 2025، الصادر اليوم الأربعاء، القرار الأميري رقم (57) لسنة 2025 بتحديد أيام العمل...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومقره الدوحة، عن إطلاق أسبوع القدس العالمي 2024 بالتزامن مع طوفان الأقصى، الذي أعاد للأمة روحها، وفي خضم حرب الإبادة الوحشية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على أهلنا في غزة العزة. وتوجه الاتحاد في بيان له، بالتحية البالغة لأهلنا في قطاع غزة العزة القابضين على الجمر الصابرين على البأساء والضراء والمجاهدين الأبطال. وأكد الاتحاد أن أسبوع القدس العالمي يمثل فرصة لإعادة ضبط الأولويات على مستوى المؤسسات والأفراد العاملين في خدمة الإسلام، بل الحكومات التي تصلح أن تمثل شعوبها، مشيرا إلى أن الأسبوع يأتي في خضم معركة التحرير داعيا إلى التفاعل معها بالإعداد والاستعداد وبناء الإنسان الواعي بالقضية، لافتا إلى أنه ليس مناسبة دورية تمر كل عام فحسب بل هو محطة تزود للعمل لأجل القدس وفلسطين على مدار سنة كاملة.
304
| 02 فبراير 2024
- أيقونة الصحافة الفلسطينية وائل الدحدوح في حوار شامل مع الشرق: ** غزة شوكة للاحتلال.. و«إسرائيل» تعتبر الحرب الاستقلال الثاني ** مهنية الجزيرة تزعج الاحتلال «الإسرائيلي» ** أدعو زملائي في غزة إلى الاستمرار لنقل حقيقة ما يجري هناك ** الاحتلال الإسرائيلي قال لابنتي : يا سندس عودوا إلى الجنوب ** كان أبسط وأقوى وأبلغ رد على التحدي هو العودة إلى ممارسة عملي ** النموذج الملهم أخطر ما يزعج «إسرائيل» ولذلك يستهدفه دائماً ** عندما انتقلت إلى خان يونس كان الناس يأتوننا من محافظات أخرى للتضامن ** المنظمات الإعلامية تقاعست عن تنظيم حملة ضغط على إسرائيل لحماية الصحفيين ** ما أطلبه من العالم أن يرى بعينيه الاثنتين لا بعين إسرائيلية واحدة ** «الخيمة» في غزة أصبحت حلم البسطاء وعلية القوم ** تغلبت على عاطفتي بالمهنية والشفافية بالعودة للشاشة بعد استهداف أسرتي ** رفضت الهزيمة بالغياب عن الشاشة بعد استشهاد أسرتي ** زوجتي لم تكن عماد البيت بل كانت هي كل البيت ** الحروب السابقة كانت مجرد بروفات أمام هول ما يحدث في غزة ** «إسرائيل» لم تحقق أياً من أهدافها في الحرب حتى الآن ** المقاومة تعتبر قدرتها على البقاء انتصاراً كبيراً بعد 7 أكتوبر ** الفلسطيني تحت القصف وفي خيمته يحتفل بميلاد طفلته ليصنع الفرح ** رغم الدمار والمجازر أهل غزة يسطرون أسطورة الصمود برفض النزوح ** امرأة طاعنة في السن جاءت إلى خيمتي وأهدتني كلمات شدت من أزري ** إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها فاتبعت سياسة الأرض المحروقة وتدمير كل شيء ** 7 أكتوبر أصعب مرحلة في تاريخ إسرائيل ** تعاطف الناس عزز قدرتي على الصمود والاستمرار في عملي ** ما حصل معي جعل شبكات التلفزة الغربية تضطر لتغيير سياستهاالتحريرية الحوار مع وائل الدحدوح، هو حوار مع غزة شعباً وإعلاماً. وهو حوار استثنائي مع رجل استثنائي في مرحلة استثنائية. حوار مع قامة إعلامية صنعت علامة فارقة في تاريخ الصحافة بفعل تضحيات جسام، لا يقوى على تقديمها سواه. فقد استطاع هذا الرجل النادر في صلابته ورباطة جأشه أن يمنع الاجتياح الإسرائيلي للكلمة الحرة والرواية الصادقة، حيث أصر على الوقوف أمام الكاميرا لنقل مأساة غزة بعد استهداف أسرته، وتمكن من اسقاط الرواية الإسرائيلية المزيفة عن أبشع عملية إبادة جماعية. وائل الدحدوح تحول إلى رمز عربي وعالمي وإلى أيقونة فلسطين، وجبل غزة الذي ظل صامداً مائة يوم، رغم استهداف أسرته ونجله واستهدافه شخصياً. لقد تحول إلى لغز حير الناس وأثار شغف السؤال لدى جميع المشاهدين: من أين جاء هذا الرجل بالصلابة ورباطة الجأش؟. وكان جوابه ببساطة: هي من عند الله الذي ربط على قلبي والهمني الرضا والصبر. لقد رفض وائل الانسحاب من المشهد الإعلامي والانكسار أمام الاحتلال، واختار أن يقف أمام الكاميرا بعد وقت قصير من دفن أفراد من أسرته وزوجته التي يحبها كثيرا ويصفها بأنها البيت كله. وقد زادت صلابته بفعل تفاعل الناس وتعاطفهم معه، حيث يروي أن الأطفال كانوا يأتون إليه من مناطق مختلفة ليكونوا معه، ولا ينسى وائل تلك المرأة الطاعنة في السن التي حملها أولادها لتأتي إلى وائل وتشد من أزره. وعندما يتحدث وائل الدحدوح عن غزة، يتحدث بمرارة، فما تتعرض له غزة غير مسبوق وكل الحروب السابقة كانت مجرد بروفات أمام هول هذه الحرب التي تحصد الأخضر واليابس، ولم يعد هناك مكان آمن، فما يجري يفوق الوصف والخيال وطاقة البشر على الاحتمال. وائل الدحدوح الذي تعاطفت معه المؤسسات الإعلامية لا يخفي عتبه على المؤسسات الإعلامية التي تدعي حماية الإعلاميين وحقوق الصحفيين، فالتعاطف وحده لا يكفي في حرب استشهد فيها أكثر من 120 صحفياً خلال أربعة أشهر وهو صادم لم يحصل حتى في أعتى الحروب التي استمرت لمدة عشرين عاماً. فالمطلوب من هذه المنظمات والمؤسسات أن تقوم بحملة ضغط على إسرائيل لوقف المقتلة بحق الصحفيين. خروج وائل من غزة لم يكن خروجاً سهلاً، فالظروف التي تستوجب الخروج قاهرة، مؤكدا أن خروجه كمن يتجرع السم، موجها رسالة إلى زملائه في غزة للاستمرار في حمل هذه الرسالة، وأداء الواجب لنقل حقيقة ما يجري في غزة، وأن يتسلحوا بالصبر والعزيمة والإرادة. أما رسالته إلى العالم فهو أن ينظر إلى ما يجري في غزة بعينين اثنتين وليس بعين واحدة. شغف الأسئلة لا ينتهي في الحوار مع أيقونة الصحافة وجبل غزة، فالتفاصيل التي تحدث عنها كثيرة والمواقف التي أعلنها جديرة بالتمعن والاهتمام. وفي الآتي نص الحوار التي انفردت به الشرق كأول مؤسسة إعلامية بعد وصوله إلى الدوحة: النص الكامل للحوار.. - نجري هذا الحوار الاستثنائي مع شخصية استثنائية، في مرحلة استثنائية، نحن اليوم مع رمز وأيقونة وجبل، ليس فقط هو الذي تعرض لمواقف صعبة وشكل مرحلة فارقة في عمله كشخص أو في مهنته، إنما في وطنه الذي يحمله، نحن اليوم مع أيقونة فلسطين، جبل غزة، الإعلامي والمواطن الذي عاش معاناة أهله وتعايش مع تلك الظروف الصعبة، فقد أسرته، أبناءه، أصدقاءه، زملاءه في عدوان صهيوني غاشم وحرب بربرية.. -الأستاذ وائل الدحدوح، ربما من عايش تلك الأحداث ليس كمن شاهدها عن بعد، لقد قمتم بأدوار عظيمة، أنتم شبكة الجزيرة بجميع طواقمها، تشكلت مرحلة جديدة في عمر الجزيرة، أثبتت أن الإعلام الحقيقي والمهني يمكن أن يشكل جيشاً كاملاً بمفردات الحروب الحالية.. كيف تركتم غزة خاصة وأن من أتى من هناك بالتأكيد له وصف آخر؟ حقيقة يصعب الحديث عن غزة، صعب أن تجد مفردات أو كلمات أو جُملا أو عبارات تشخص الواقع في غزة، لأنه ببساطة كما تحدثتم، ما حصل في غزة ولغزة، يفوق الخيال، يفوق طاقة احتمال البشر، يفوق التخيلات، هذه الحرب أشعرتنا فعلاً بأن كل الحروب السابقة كانت مجرد بروفات أو موجات تصعيد أو مناوشات محدودة جداً أمام هول ما رأينا، وصدمة ما رأينا، الناس في قطاع غزة يدفعون أثماناً باهظة إلى أبعد حد. ربما تنصرف عدسات الكاميرات وتنشغل وتسلط على البيوت التي تهدم والشهداء والأشلاء وهذا كله أمر واقع، والناس في قطاع غزة لا يدفعون هذا الثمن فقط، لأن هناك أثمانا باهظة على مدار اللحظة، فحالة النزوح التي يعيشها الناس حالة مؤلمة جداً وصعبة ومعقدة جداً، تجعل الناس يحلمون في أبسط الأشياء، يحلمون في خيمة، لا نبالغ بالقول إن علية القوم في غزة يصل بهم الحد أنهم يترجون لأن توفر لهم خيمة، وهي في نهاية المطاف خيمة لا تقي برد الشتاء أو حر الصيف، الناس تحلم في امتلاك خيمة وكأنها قصر، ولكن في نهاية المطاف هذه الخيمة موجودة في صحراء أو في أرض جرداء، لا يوجد فراش أو طعام أو مياه، هي في مناطق ليس بها بنية تحتية أو مقدرات، ولا حتى دورة مياه أكرمكم الله، وهذه كوارث كبيرة. هذه الحرب بكل تأكيد مختلفة على كل الأصعدة، فهي بدأت من حيث انتهت الحروب السابقة فيما يتعلق على الأقل بقضية التدمير، بمعنى أن إسرائيل بدأت في حرب الأبراج والبنايات المرتفعة ودمرتها، ثم بدأت في حرب المنازل ودمرتها على رؤوس ساكنيها، بغض النظر كم يحتوي هذا البيت من بشر 20، 30، 100، 120، لا وجود لحاجز أو خط أحمر، وبدأت بإغلاق المعابر وقطع الكهرباء والماء، وبالتالي أصبح قطاع غزة يعيش للمرة الأولى هذه القسوة، فالحروب السابقة نعم كانت قاسية وفتاكة، لكن كان لكل حرب ما يميزها، كانت هناك فسحة من الأمل، معبر يعمل، بعض المناطق كانت أقل خطراً من الأخرى، كانت الناس تجد بعض المناطق الآمنة للهروب إليها، لكن هذه المرة لا توجد بقعة آمنة أبداً، لا يوجد مكان آمن تلوذ به، واليوم اقتربنا من 4 أشهر على العدوان، والحرب تحصد الأخضر واليابس، وفصول المعاناة تشتد شيئاً فشيئاً، كل دقيقة، كل ساعة، كل ليلة، وكل يوم، نحن نتحدث عن فاتورة كبيرة جداً وباهظة جداً، ومعاناة تشتد على مدار اللحظة. غزة.. شوكة للاحتلال - هل هذه الحالة التي وصفتها من الوحشية، هل هي ناتجة عما حدث في 7 أكتوبر، أم أن الأمر كان مبيتاً وتم استغلال 7 أكتوبر لتنفيذ هذا المخطط الإجرامي وهذه الحرب التي لا تبقي أو تذر؟ يمكننا الحديث عن العاملين معاً، فمن الواضح أن غزة تشكل لـإسرائيل شوكة، وبالتالي كان لديها رغبة في إنهاء هذه الشوكة وإزالتها، وكثير من القادة الإسرائيليين الذين تحدثوا عن أمنياتهم بغرق غزة في البحر وإزالتها وتدميرها، قبل الحرب وفي بداية الحرب، عبروا عن ذلك دون مواربة وبشكل مباشر، حتى إن بعض التصريحات تشكل في حد ذاتها جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة، وبالتالي من الواضح أن هناك نية مبيتة، لكن ما حدث في 7 أكتوبر ليس بالهين، فهو بالنسبة لإسرائيل ربما أصعب لحظة تمر بها منذ إنشاء إسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية، ربما هي اللحظة الأصعب في تاريخها، لذلك كانت هذه الحرب بالنسبة لـإسرائيل الاستقلال الثاني، وعبروا عن ذلك في تصريحاتهم، وكان يعتبر هو استعادة الدولة من وجهة نظر الاحتلال، والعاملان اشتركا مع بعضهما، وترجمتهما إسرائيل بهذه القسوة والبربرية والهمجية في الاعتداء على غزة، لأن ما حدث في القطاع كان واضحاً في كثير من فصوله وتفاصيله يكتسي بطابع العقاب الجماعي والانتقام والحقد، فعلى سبيل المثال عندما تشاهد زمرة من جنود الاحتلال الإسرائيلي يلغمون المنازل ويفجرونها ويصورون ذلك ويهديه أحدهم لابنته في عيد ميلادها، وهم يضحكون، هذا لا يعبر عن جيش مهني، بل يعبر عن حقد، وعن جيش جاء معبأ بشكل كبير ليفرغ هذه الأحقاد في قطاع غزة، لما تمثله من رمزية وبسبب هذا الحدث. فشل الاحتلال - هل استطاع الكيان الإسرائيلي أن يحقق أهداف قادته السابقين أو الحاليين في كسر شوكة غزة من خلال هذه الجرائم؟ واقع الحال يرد على هذا السؤال، الإسرائيليون أعلنوا عن تحرير المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة، أين هم بعد 4 أشهر أو أكثر من 110 أيام؟ لم يستطيعوا تحرير جندي إسرائيلي واحد في قبضة المقاومة، هذا فشل ذريع وصفر كبير، أيضا ً على سبيل المثال إزالة حماس عن سدة الحكم أو تجريدها من قوتها، أو تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية في غزة، هل هذا تحقق؟ بالتأكيد لا، اليوم بعد أكثر من 110 أيام عندما نشاهد في شمال القطاع الذي يضم مدينة غزة ومحافظة الشمال اشتباكات تندلع مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في كثير من المحاور، واستهداف للدبابات الإسرائيلية، وأكبر رشقة صواريخ تستهدف تل أبيب خرجت من الشمال، إذن نحن أمام فشل ذريع، على الأقل أمام الأهداف التي أعلنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي وقادة الاحتلال، لم يتحقق منها شيء، ماذا بقي؟ بقي حالة الدمار والتدمير والشاملة وسياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها قوات الاحتلال ضد الحجر والبشر في غزة، وهذه بالتأكيد هي الورقة الأكثر إيلاماً وكلفة بالنسبة للواقع الفلسطيني، لكن لم يحقق الاحتلال أهدافه، على العكس فالمقاومة ما تزال قادرة على الصمود، ومن وجهة كل الاستراتيجيين والمراقبين والعارفين بالعلوم العسكرية، مجرد بقاء المقاومة وصمودها ومناوشتها أمام هذه الترسانة العسكرية التي يدعمها العالم، بعد أكثر من 110 أيام، إضافة إلى تحقيق عمليات تودي بحياة عشرات الجنود الإسرائيليين، فهذا يقترب من الإعجاز في بعض الأحيان، وهذا هو المهم بالنسبة إلى المقاومة، فأنا أعتقد أن المقاومة ترى أنه طالما هي قادرة على البقاء هذا يعتبر انتصارا كبيرا بعدما تحقق النصر في 7 أكتوبر. صمود المواطن الفلسطيني - على مستوى الإنسان في غزة، إلى متى سيظل صامداً أمام الحمم البركانية التي تنهال عليه من جانب الاحتلالالإسرائيلي، في ظل أهمية الحاضنة الشعبية للمقاومة، والتي أصبحت تتعرض للقتل والإبادة ؟ وهل ستظل روح الصمود والصلابة من جانب مواطني غزة قوية أمام كل هذا العدوان؟ لاشك أن أحد أهم أهداف القصف وحالة الدمار والتدمير هو استهداف حاضنة الفصائل والمقاومة الفلسطينية بالضغط عليها، أولاً لكي الوعي، ولم يكن كي هذا الوعي فقط لقطاع غزة، ولكنه ضد الوعي العربي والمسلم ولكل العالم، وكمحاولة لاستعادة هيبة هذا الجيش الذي ذهبت أدراج الرياح في السابع من أكتوبر. وإذا جئنا على أرض الواقع مرة أخرى احتكمنا إليه، لوجدنا أن ما يجري على الأرض يثبت العكس، فإذا كانت هذه الحاضنة دفعت ثمناً باهظاً، وأن جيش الاحتلال يستهدفها بشكل أساسي، حيث يبيد المنازل على رؤوس ساكنيها، فإن ذلك أيضاً رسالة تستهدف كي هذا الوعي الجمعي الفلسطيني والعربي والمسلم والحر على مستوى العالم. وفي نهاية المطاف، فإننا في شمال القطاع – على سبيل المثال- ورغم ارتكاب المجازر والدمار، نجد أن المواطنين رفضوا النزوح، وكذلك الحال في مدينة غزة، رغم ما يعانيه السكان هناك من عدم وجود المأكل، بل أي شيء يمكن أن يسد رمقهم، ورغم هذا كله فمازالوا قادرين على الصمود، وهذا يعتبر حالة من حالات الصمود والرفض، إذ ليس أمامهم خيارات أخرى متوفرة أمامهم، سوى الصمود. ومن وجهة نظري الشخصية، فإن ما يحدث يفوق احتمال طاقة البشر، ولذلك فنحن حتى لا نطالب الناس بأن يكونوا على درجة واحدة من الصمود والثبات والصبر ومواجهة المخاطر، خاصة وأن هناك من فقد كل أسرته وبيته، والذي ظل يعمل عليه منذ عشرات سنينن، ثم يفقده في لحظة واحدة. لكن كُثر من هؤلاء يخرجون من تحت الأنقاض يقولون فدا فلسطين، رغم أن هناك من يبدو عليه التعب الشديد والاهتزاز، وهذا بالطبع واقع البشر، لأن عدم حدوثه يعني أن هذا أمر غير طبيعي، إذ إن من الطبيعي أن نجد أناساً يتعبون ويهتزون، وربما تصدر منهم أحياناً عبارات أخرى، فالناس تريد العيش، والشعب الفلسطيني خاصة بما فيه في قطاع غزة، يحب الحياة بشكل كبير، ويحب أن يمارسها، فهو يعيش ويفرح ويحزن ويمارس حياته بكل تفاصيلها، كما هو حال كل شعوب العالم، وربما أكثر بفعل المحن المتتالية التي عاشها الشعب الفلسطيني، والتي لم تسعفه أو تمهلمه أن يحيا حياة طبيعية. لذلك، نجد المواطن الفلسطيني ماهراً بشكل لا يتوفر ما لدى الشعوب الأخرى في صناعة الحياة، حتى في ظل الأزمات والحروب، ولنا أن نتخيل رغم كل ما يواجهه المواطن الفلطسطيني، فهو يستحضر الحياة ويعود بالذاكرة إلى الوراء، حتى وهو في خيمته، رغم كل ما يواجهه من مخاطر، حيث نجد أباً مثلاً يحتفل رمزياً بعيد ميلاد طفلته الصغيرة، حتى يواسيها ويسليها، لتقوى على مواجهة هذا الخطر الكبير، خاصة وأن صوت الزنانة لايغادر المكان، كما أن أصوات القصف والدبابات حاضرة على مدار الساعة، ومن حول الناس. لذلك، فإن المواطن الفلسطيني في غزة يتشبث بأبسط الحياة، حتى يتمكن من مواجهة هذه الظروف، ويساعد من خلالها أطفاله، لأنه يدرك أنه في أي لحظة يمكن أن يشطب من الحياة ويصبح خبراً، وكأنه لم يكن قبل ذلك، لذلك يحاول على الأقل أن يخفف من خطبه، وهذا جزء يسير وبسيط من هذا الخوف، الذي يستوطن فيه ويسكنه على مدار اللحظة. وأعتقد أن هذا الشعور أصعب من القتل والتدمير، لأنه على مدار اللحظة فإن الكبير والصغير، الرجل والمرأة، الغني والفقير، والمسؤول وغيره، جميعهم يعيشون بهذه الروح، وأنهم مستهدفون، وأنهم بعد لحظة قد يكونون غير موجودين على قيد الحياة، وهذا شعور صعب للغاية، ومع ذلك نجد الناس في الغالب الأعم يقولون فدا فلسطين، وهذه نفسية تستعصي على الحل، كما أنها نفسية معقدة للغاية، وتستعصي أيضاً على الفهم. ومن خلال قناعتي الشخصية، فإن الله سبحانة وتعالى قبل أن يبلي، فإنه يدبر، كما أنه سبحانه وتعالى هو الذي يربط على القلوب ويصبر الناس ويثبتهم، وإلا فإن هذا الوضع في غزة لايمكن لأي إنسان أن يثبت خلاله، وإذا ثبت، فإنه يثبت في ملمة واحدة، وفي خطب واحد، أو في يوم واحد، أو في أسبوع واحد. ولكن على مدار أربعة أشهر، ليلاً ونهاراً، أمام هذه المعادلة، فهذا أمر صعب للغاية. رمز الكلمة الحرة - أمام هذه الروح، نجدك نموذجًا لكل صاحب قلم حر في وقت كانت هناك هجمة إعلامية من جانب الإعلام الغربي لتشويه الحقيقة، لذلك، فإن إسرائيل إذا كانت قد حاولت اجتياح غزة بالدبابات، فقد كنت أنت الصوت الحر، وأصبحت رمزًا للكلمة الحرة. لذلك نأمل تسليط الضوء على هذا التحدي الإعلامي الذي استطعت أن تقدمه كنموذج للإعلاميين في العالم؟ يصعب على الإنسان الحديث عن نفسه، ولكن بما أنها أصبحت قصة، اختزلت القصة الفلسطينية، فإن الإنسان يمكن له الحديث فقط من أجل تعميم هذا النموذج، إن صح التعبير. وهنا، أؤكد أننا جزء من الناس، ودفعنا ضريبة، دفعها كثر غيرنا من شعبنا الفلسطيني، وربما يكون هناك تعمد في الاستهداف لشخصنا بشكل متتالي، وعلى مراحل مختلفة، وربما الناس شعرت في لحظة من اللحظات أن هذا الصحفي ربما يقوم بنوع من أنواع الدفاع عن قضيته، عندما تركوا بمفردهم، وربما تكون هذه الفكرة وذلك المغزى قد وصل للناس. وأولاً وأخيرًا، فنحن نقوم بواجبنا وعملنا ونقدم جهدنا على أكمل وجه بقليل من الإخلاص، مدركين بأن هذا هو المتاح بالنسبة لنا للدفاع عن المساكين، وكذلك الدفاع عن كل من يتعرض لهذه الهمجية والدمار والقتل، ولذلك لم يكن أمامنا سوى هذا الصمود. وبالمناسبة نحن نقوم بهذا الواجب بأعلى درجات المهنية التي لايمكن أن تتوفر في أكثر النماذج مهنية في العالم. وفي هذا السياق أؤكد أن عملنا كله على الهواء مباشرة، إذ ليس هناك ما نخفيه، وربما لهذا تعرضت أسرتي للاستهداف، ومن ثم استهداف المنزل وتدميره، ثم استهدافي شخصياً، ثم أخرج من الموت بأعجوبة، ويستشهد أمامي الزميل المصور سامر أبودقة، ثم استهداف ولدي البكر حمزة، وكذلك استهداف المكتب. وفي كل مرة، وبفضل الله أولاً، يكون سبحانه وتعالى قد منحنا الصبر، ولسنا قوة خارقة، فهو الذي يمدنا بأسباب الصبر، وأعتقد أن الرضا والتسليم بقضاء الله هو كلمة السر الكبرى التي تمكننا من احتمال هذا الألم المتكرر، وهذه المعاناة، ونحن في نهاية المطاف، نؤمن بأن هذا قضاء الله وقدره، وعلينا التسليم والرضا به، مهما كانت النتائج، وهذه قناعة سابقة، والحمد لله كنا مهيأين لذلك، لإدراكنا بأننا نعمل في مهنة خطرة، وفي منطقة خطرة أيضاً، ودائما كنا نتوقع أن نكون هدفاً. تضحيات وائل الدحدوح تم استهداف منزله وتدميره استشهدت زوجته وابنته الصغرى شام واستشهد ابنه محمود واستشهد حفيده آدم ثم استهدف شخصيا وخرج من الموت بأعجوبة فيما استشهد زميله المصور سامر أبودقة. ثم استشهد ولده البكري حمزة. يواصل الزميل وائل الدحدوح رحلة علاجه بصحبة ابنه الوحيد يحيى وأربع بنات وثلاثة أحفاد نسأل الله أن يحفظهم. النموذج الملهم - هذا يقودنا إلى القول بأن الاستهداف لم يكن استهدافاً لك شخصياً، بقدر ما هو استهداف لما يمثله وائل الدحدوح من رمزية ونقل للحقيقة، فضلاً عن استهداف ما يقارب من 120 صحفياً استشهدوا في عدوان واستهداف مباشر، ومع ذلك فقد كان استهدافك ممنهجاً ومخططاً بدرجات متفاوتة. والسؤال هل كان الكيان الإسرائيلي يسعى من خلال استهدافك إلى اغتيال الحقيقة، حتى لا تُنقل إلى العالم، لحجب جرائمه؟ بدون أدنى شك في ذلك، فالاحتلال الإسرائيلي واضح منذ البداية بأنه لايريد لعيون الحقيقة أن تنقل ما يحدث، ولذلك استهدفت من بين الصحفيين الفلسطنيين الذين استهدفهم الاحتلال الاسرائيلي، والذي لايريد لنماذج غير معهودة في عالم الصحافة أن تشكل مصدر إلهام، فهو يريد أن يشطب هذه الرمزية بالفعل ويقتلها، وألا تقوم لها قائمة، وألا تكون مصدر إلهام يمكن أن يُعمم، ليس فقط على صعيد الصحفيين الفلسطينين، ولكن بالنسبة لصحفيي العالم، لأن هذا هو الأخطر بالنسبة لهم، كما يرون. ولعل أخطر ما يزعج إسرائيل هو النموذج الملهم، ولذلك فهى لا تريد له أن يحيا على الإطلاق. غير أن جزءًا كبيرًا من قوتنا وصمودنا هو هذا النموذج، فقد أدركنا أن ما نقوم به مهم لهؤلاء المساكين، ومهم كذلك للأسرة وللحركة الصحفية في قطاع غزة وخارجها، وخصوصاً بعد أول استهداف، وهو استهداف الأسرة، حيث كان الناس يعتقدون أنني سأغيب عن المشهد، بسبب هذا الظرف، الذي فقدت على إثره أفراد أسرتي، و14 شخصًا من أبناء عمومتي، خلاف المصابين، والذين كانوا في حاجة إلى رعاية وتطبيب. وحقيقة، لم تكن زوجتي هى عماد البيت، بل كانت هى كل البيت، لغيابي عنه، سواء أثناء الحرب أو في غيرها، ولذلك فإنني مع فقدها، فقدت كل شيء. أمام كل ذلك أصبحت في حيرة من أمري، بعدما أصبح عملي في مدينة غزة، بعد رحيل كل الصحفيين عنها، غير أنني قررت أن أبقى فيها، مصطحباً أفراد أسرتي المصابين في منطقة غزة، وهى المنطقة الأخطر، وكان ذلك قراراً صعباً للغاية، غير أن الأمر لم يكن بحاجة لمزيد من الوقت والتفكير، إذ أدخلت أفراد أسرتي المصابة مستشفى الشفاء، وبعد ذلك أجريت لهم العلاج اللازم. وأمام كل ذلك، قام الاحتلال الإسرائيلي بالاتصال على هاتف إحدى بناتي، وقال لها: يا سندس عودوا إلى الجنوب. وهنا كنت أمام خيارين، إما الجلوس مع من تبقى من الجرحى والمصابين ورعايتهم، وهذا حقهم بالطبع، وأقل من الحق الطبيعي، أو أن أعمل على إحياء الأمل في نفوس الزملاء الصحفيين والمواطنين وكذلك في نفوس العالم، وبالطبع اخترت الخيار الأخير. وفي ضوء ذلك كله، فقد تركت أسرتي في المستشفى، وتوجهت إلى المكتب وطلبت من القناة الظهور على الهواء مباشرة، وحينها ظهرت ثابتاً بفضل الله، دون أن تغلب علىّ العاطفة، أو الانتقام الشخصي، غير أن المهنية كانت هى الغالبة على ذلك. مصدر القوة والصبر - وكيف تمكنت في تلك اللحظات أن تتجنب الجانب الإنساني والعاطفي، وتلك اللحظات الصعبة التي قد يمر بها الإنسان، لتظهر بكل هذه القوة، وتلك الموضوعية في نقل الأحداث. ومن أين استمديت كل هذه القوة؟ استمديت هذه القوة من الله تعالى، فقد كنت أمام تحدٍ كبير، ليس فقط بالنسبة لي، ولكن لكل الذين ينتظرونني، ولا أريد أسهب كثيراً في هذا الجانب، غير أنني أنهيه بالقول إنني توجهت إلى الله سبحانه وطلبت منه العون، فهو الذي ألهمني الصبر والثبات، لأظهر على هذا النحو، وحينها استجمعت كل قوتي ورباطة جأشي وكل خبراتي مع استحضار الذهن والعاطفة والجوانب العاطفية والإنسانية والعقائدية، وشعرت بأنني إذا بقيت مع بقية أفراد الأسرة، فإنها ستكون هزيمة بالنسبة لي، وهى الهزيمة التي أرفضها جملة وتفصيلا. لذلك، كنت أشعر أنني أمام تحد كبير، فرضه الاحتلالالإسرائيلي علىّ، وعلى من يقفون خلفي، وبالتالي كان أبسط وأقوى وأبلغ رد على هذا التحدي، هو العودة إلى ممارسة عملي، مع الالتزام بالمهنية والموضوعية والهدوء والشفافية في تقديم هذه الرسالة. وكنت أشعر بأن أسرتي دفعت ضريبة عملي مرتين، الأولى عندما كانت تضحى بوجودي، عندما كنت في وسطها وأحضانها وأقوم برسالة ورمزية الأب، والأخرى عندما استهدفت أسرتي بهذا الشكل، لذلك كان لزاماً علىّ أن أكون وفياً لأبسط حد لأسرتي، والتي ضحت من أجل استمراري عندما سفكت دماؤها، ولذلك كان لايمكن لي أن أنهزم، وقررت ألا يكون هذا نهائياً، بل دافع إضافي، وأن اكون وفياً لأسرتي بمواصلة الرسالة والهدف، وذلك بأعلى درجات المهنية، وقهر المحتل، بهذه الطريقة. تضامن وتعاطف عالمي - أمام هذا كله، وكما ألهمت الشعوب العربية والعالمية، هل كان يصلك حجم الدعم والتعاطف والدعاء معك ولك؟ وهل أسهم ذلك أيضاً في تقوية صمودك أكثر، والشد من أزرك لاستكمال المهمة؟ بدون أدنى شكل، بأن هذا كان أحد أشكال ما كان يصبرنا، ففي ظل الظروف التي كنا نعيشها، لم تكن هناك إمكانية للتواصل مع الناس، واستقبال هذا الحجم الكبير من التعاطف والمساندة، لعدم وجود الاتصالات ولظروف الحرب، غير أنه كانت تصلنا بعض من هذه الردود وأفعال التضامن، وإن كانت قليلة في بادئ الأمر، غير أن ذلك كان يواسينا. ولكن مرة أخرى، أقول إن هناك شيئا خفيا عمم هذا النموذج، وهو الذي أحدث هذا التعاطف، فقد بدأنا ندرك شيئاً فشيئاً حجم التعاطف والتضامن عبر هذا النموذج بشكل ربما يذهلنا في كثير من الأحيان، في الوقت الذي لم يكن فيه لدينا ترف الوقت للتفكير فيه، لكن في نهاية المطاف، فإن كل ما فعلته هو أنني قمت بجهد بنوع من أنواع الإخلاص، وإن كان مختلفاً، وفي نهاية المطاف، لم تكن النتيجة لي. وواضح أن الله سبحانه وتعالى حبا هذه التجربة والنموذج وأوصلها إلى العالم كله ليحدث النموذج الكبير، بأن يتم تعميمه على كل أصقاع الأرض. وربما الذي كان يشعرنا بكثير من الاستغراب أن الأطفال في عمر 7 سنوات، كانوا في ارتباط غير طبيعي مع هذا النموذج، فحينما انتقلت إلى خان يونس، وجدت بعض الناس يأتوننا من محافظة أخرى لإبلاغي بأن ابنهم يود الحضور للسلام علي. كما جاءتني امرأة طاعنة في السن للخيمة، لتعبر عن دعمها لي، وتقول إنك فوق رؤوسنا، رغم الخطوب الكبيرة التي خاضتها، والمسافة الكبيرة التي قطعتها. كل هذا جعلني أدرك أن الموضوع مختلف، وتجلى أيضاً مع غير الناطقين باللغة العربية حول العالم، الذين أحدث لهم هذا النموذج صدمة كبيرة للغاية، تلقيت على إثره الكثير من أشكال التعاطف والتضامن، ولذلك فالجانب الإنساني وضعنا أمام اختبار صعب للغاية، لم يكن أمامي فقط، ولكنه كان صعبًا على جميع الناس، فأكثر من كان يشاهدني كان يترقب كيفية تصرفي، غير أن الله سبحانه وتعالى أمدنا بالقوة التي مكنتنا من النجاح. استهداف الجزيرة لاغتيال الحقيقة - هل كان استهداف مكتب الجزيرة في غزة في إطار استهداف الصوت الحر، ومن ثم اغتيال الحقيقة، خاصة وأن الجزيرة كانت تشكل تحديًا كبيراً أمام الكيان الإسرائيلي؟ وهل كان هذا الاستهداف بماثبة رسالة للجزيرة بضرورة أن تختفي عن المشهد؟ بدون أدنى شكل، فقد كان الاستهداف يحمل هذه المضامين والرسائل، وإذا كان هناك استهداف عام للصحافة، فإنه كان هناك استهداف خاص لقناة الجزيرة، ولايجب ان يغيب عن بالنا ما حدث مع الزميلة شيرين أبوعاقلة، والتي استهدفت في منطقة آمنة برصاص القناص، والذي كان يعرف من هى شيرين أبوعاقلة، ولم تكن حينها في منطقة ساخنة على غرار غزة على سبيل المثال، ورغم ذلك تم استهدافها، وهى من هى، المعروفة بأنها ابنة القدس، والتي تحمل جوازا أمريكيا، ولديها الكثير من القضايا التي كانت تصعب من مهمة استهدافها، ورغم ذلك تم استهدافها. وأذكر أن استهداف الجزيرة في هذه الحرب، لم يكن هو الاستهداف الأول بالطبع، ففي حرب عام 2014 تم استهداف المكتب، وكذلك في حرب 2021. لذلك كان تدمير المكتب هو العنوان لاستهداف الجزيرة، فضلاً عن قصة الاستهداف الشخصي، وكان ذلك رسالة بأن الجزيرة تتجاوز الخطوط الحمراء فيما يتعلق بالتغطية، فعندما يتم المقارنة بين تغطية الجزيرة وبين بقية الفضائيات فإننا نكتشف الفارق الكبير، وهذا ما لايريده الاحتلالالإسرائيلي، وهذا أيضاً ما يزعجه كثيراً. ولكن الجزيرة، ونحن جزء منها، نقوم بعمل مهني بحت، دون أي تهويل، كما أن كثيراً من تغطياتنا تتم على الهواء مباشرة، ودائماً أقول إننا في منطقة شديدة الوضوح بأن هناك احتلالا، وأن هناك شعبا محتلا، ونحن في منطقة ساخنة، وأينما يتم تسليط الكاميرا، فإنه يتم الحديث عما يجري، وهو شيء كبير، ولذلك لاينبغي الذهاب إلى التهويل أوالتزييف أوالتضخيم، لأن ما يحدث هو كبير في نهاية المطاف، ولا يحتاج سوى إلى المهنية والاخلاص في النقل ليصل إلى مستحقيه من المشاهدين والمتلقين في كافة أصقاع الأرض، وهذا ما نقوم به بالحرف الواحد. ولكن يبدو أن المهنية تزعج الاحتلالالاسرائيلي، وتؤلب عليه الرأي العام، لأن ما يقوم به لا يمت بصلة لحرية الرأي أو للدول المتحضرة، بل ينتمي إلى الثقافات الأخرى. الانحياز الإعلامي للرواية الإسرائيلية - هذه المهنية غابت عن مؤسسات إعلامية كبرى ورأينا ان تغطيتها للحرب على غزة كشفت انحدار تلك المؤسسات الى ازدواجية المعايير خلافا لكل الشعارات المهنية التي تزعمها وحرية الصحافة التي تدعيها؟ مع الأسف هناك انحياز كبير من مؤسسات وشبكات إعلامية عالمية الى الرواية الاسرائيلية وهناك ايضا انحياز في المنصات الرقمية ووسائل التواصل. وهذا الانحياز لا يخفى على احد وليس بالجديد لكن الحرب في غزة كانت الكاشفة والفاضحة لانحياز الغرب بمؤسساته الاعلامية الى اسرائيل والوقوف معها وتعمية الحقائق التي تتعارض مع الرواية الاسرائيلية. لكن هناك كثيرا من القصص والوقائع ومن بينها ما حصل معي ربما جعلت شبكات التلفزة الغربية تضطر لتغيير جزء من سياستها التحريرية تجاه ما يحدث على الارض في غزة لانه في نهاية المطاف عليها ان تقتنع وتدرك انه يجب عليها الاستماع لما يجري بأذنين وليس بأذن واحدة وان تنظر بعينين وليس بعين واحدة وهذا الذي بدأ يحدث ولو بشكل جزئي لدى عدد من المؤسسات الاعلامية المشهورة. الرواية الإسرائيلية تهاوت - هل نستطيع القول الرواية الاسرائيلية ضربت بالفعل على الصعيد الإعلامي؟ أعتقد الى حد كبير تهاوت الرواية الاسرائيلية في الاعلام الغربي ولم تعد مسيطرة. نحن عشنا عقودا من الزمن تحت سيطرة الرواية الاسرائيلية على الاعلام الغربي ولكن في هذه الحرب تهاوت الرواية الاسرائيلية الى حد كبير واصبحنا نرى في معاقل دول الانحياز لاسرائيل مسيرات ومظاهرات ضخمة تعبيرا عن التضامن مع فلسطين. لقد سقطت الرواية الاسرائيلية لانتهاكها المعايير الاعلامية وأصبحت الرواية العربية هي السائدة لمصداقيتها والتزامها بالمعايير المهنية. تدمير ممنهج للمناطق السكنية - الاحتلال الاسرائيلي كان يدعي خلال استهدافه للاحياء السكنية ان هناك مقاومة تطلق الصواريخ، ما مدى حقيقة ما يدعيه عن وجود مقاومة في المناطق السكنية والمستشفيات ؟ على الأقل فيما نحن شهود عليه. نحن لم نشاهد على الاطلاق هذا الأمر. ما يجري تدمير مبرمج للمناطق السكنية. ومن يعرف غزة يعرف ان المناطق السكنية مكتظة جدا بالسكان ولا تستوعب وجود مراكز عسكرية للمقاومة. المقاومة الفلسطينية كانت تعد طوال عقود وسنوات لمواجهة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي وهذا الاعداد لم يكن في الاحياء السكنية والمناطق المكتظة ولا في المستشفيات والمرافق الخدمية. هناك مناطق سكنية تم تدميرها وازيلت عن وجه الارض ولم يكن فيها اي وجود عسكري او مقاومة وعلى سبيل المثال في قلب مدينة غزة مع بداية الحرب جرى تدمير مربعين سكنيين في منطقة الرمال وهي المنطقة الارقى في قلب مدينة غزة وهذه مشهورة انه لا توجد مقرات ومساكن للمقاومة وغيرها وبالتالي تم تدميرها وهي غير مرتبطة بأي هدف عسكري أو ميداني ولم تشهد اي اطلاق صواريخ. ولذلك اتخذت إسرائيل رواية وجود المقاومة لتغطي التدمير واعمالها العدوانية والاجرامية. واعتقد ان ما يحدث الان والفيديوهات التي تصورها المقاومة وتبثها للعالم عبر شاشات التلفزة توضح للعالم انهم يستخدمون بقايا المنازل ويخرجون من تحت الارض ويستهدفون الاليات الاسرائيلية. وهذا بحد ذاته رد مباشر على ادعاءات اسرائيل. التضامن الإعلامي لا يكفي - هل تلقيت أي تضامن من الكيانات والمنظمات الاعلامية العالمية التي تدعي حماية الصحفيين والدفاع عنهم ؟ في قصتي خصوصا مع هذا المسلسل من الاستهداف. كان هناك تعاطف واسع من اطياف مختلفة من دول ومؤسسات وافراد على المستويات المحلية والاقليمية والعالمية. وربما هناك لفتات كريمة ساهمت برفع المعنويات والاستمرار. لكن في نهاية المطاف نحن الصحفيين نرى ان هناك دورا يجب ان تقوم به هذه الكيانات والمنظمات ليس فقط ان تدين وترحب وتشيد عليها ان تقوم بحملة ضغط على اسرائيل حتى توقف هذه المقتلة بحق الصحفيين. 120 صحفيا قتلوا خلال اربعة اشهر. هذا الرقم كبير وصادم وغير مسبوق ولم يحصل حتى في اعتى الحروب التي استمرت عشرين عاما. كان ينبغي ان تقوم هذه الكيانات والمؤسسات بأدوار فاعلة لحماية الصحفيين باعتبار ان الصحافة مهنة انسانية نبيلة مقدسة كفلتها كل القوانين والمواثيق التي تعاهدت عليها كل الدول وعلى رأسها الدول الغربية. فأين هذه الدول من حماية الصحفي الفلسطيني والصحفي في كل مناطق النزاع وهي مهمة يجب ان تكون مكفولة. لكن للاسف ما يجري على الارض غير ذلك. ولذلك نقول ان هذه المؤسسات قادرة ان تضغط على اسرائيل لوقف هذه المقتله بحق الصحفيين. رسالة إلى الإعلاميين في غزة - ما هي الكلمة التي تود أن توجهها إلى زملائك الإعلاميين في غزة ؟ بعد ان خرجت من غزة يصعب الحديث ولكن هم يدركون ان خروجي كان لظرف قاهر وانا كأنني تجرعت السم عندما خرجت من غزة. ولكن كان لزاما ان اخرج. للزملاء بالتأكيد اتمنى ان يتسلحوا دائما بالقوة والعزيمة والارادة والصبر والالتزام بالمهنية التامة والاستمرار في حمل هذه الرسالة وأداء الواجب لنقل حقيقة ما يحدث على الارض وهو كبير وكبير جدا ويحتاج الى جهد الجميع. رسالة إلى العالم - نختتم معك هذا الحوار وانت خارج الوطن في رحلة علاجية، ما هي رسالتك الى العالم الذي يشاهد ما يجري في غزة بدون ان يحرك ساكنا ؟ أقول في هذه الرسالة بوضوح شديد ما يحدث في قطاع غزة ظلم شديد وهي مأساة انسانية بكل تفاصيلها. وعلى العالم كله أن ينظر بعينين وليس بعين إسرائيلية واحدة وأن يستمع إلى رواية المظلومين والمقهورين بأذنين وليس بأذن واحدة وهذا أبسط شيء وأبسط حق من الحقوق الإنسانية التي يجب أن يقوموا به تجاه الشعب المقهور والمظلوم والمحارب والمقاتل والمحاصر. هذا أبسط شيء نطلبه. ومن ثم عليهم أن يصوبوا بوصلة مواقفهم استنادا الى روايات حقيقية مدعمة بالصور والمشاهد الميدانية.
10254
| 28 يناير 2024
أكد مسؤولون وخبراء أمريكيون على أهمية تأكيدات بيان البيت الأبيض بشأن التنسيق القطري الأمريكي، موضحين أن زيارة بريت ماكغورك كبير مستشاري بايدن للشرق الأوسط إلى قطر ومصر وإسرائيل ناقشت أحدث التطورات في غزة وإسرائيل وصفقة إطلاق سراح جميع المحتجزين لدى حماس في ظل تصاعد المحادثات في واشنطن وأروقة الكونغرس حول أولوية إدارة الرئيس بايدن في ملف الرهائن، وأبرزوا أن هذه المباحثات المكوكية لم تتوقف، بل تمت إضافتها إلى لقاءات استخباراتية رئيسية بين الأطراف المنخرطة والمخابرات الأمريكية في ظل أولويات القيادة الأمريكية الموضحة في ملف الرهائن واتصاله بالقيادة في قطر ومجموع اجتماعات ومباحثات رامية لتحقيق صفقة وهدنة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين. شراكة أساسية يقول ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن قطر شريك إقليمي أساسي لا يمكن استبداله ليس فقط فيما يتعلق بأدوارها في النزاع القائم في قطاع غزة، ولكن في الوقت ذاته بالأولويات الأخرى لدى الولايات المتحدة الأمريكية إقليميا وفي المنطقة بصفة عامة، وسط التطلع لمواصلة تعميق الشراكة بين البلدين والعمل المشترك بشأن عدد من القضايا الرئيسية والمختلفة، وأهمية الأدوار التي لعبتها الدوحة في ملف الرهائن والتي لم تكن لتتم لولا المساعدة القطرية. أهمية قطرية وفي السياق ذاته يقول ميشيل براين منسق لجنة السياسات الخارجية واستشاري العلاقات الدولية باللجنة الانتخابية للحزب الديمقراطي الأمريكي، إن هذه التأكيدات المهمة من البيت الأبيض والخارجية توضح أهمية الدور القطري، بل داعمة للجهود القطرية المباشرة حالياً في صفقة الوساطة، ويمكن القول إن المباحثات الرفيعة والاتصالات الهاتفية بين القيادة تضمنت جانبين مهمين أولهما مباشرة أحدث التطورات وبحث الحلول لأزمة الرهائن التي تعد أولوية لإدارة بايدن، وحرص أمريكي على شكر قطر والثناء على أدوارها المتميزة، ومن الواضح أهمية التأكيد الأمريكي على الأدوار القطرية، وهو الموقف الأهم أمام أي ضجيج يطفو على السطح سواء من التسريبات الموجهة إعلامياً من الداخل الاسرائيلي أو رؤوس أقلام الأصوات الإسرائيلية والمؤيدين لها في الحزب الجمهوري بالكونغرس، ولا تعبر عن واقع التقدير والاعتماد الأمريكي على قطر ليس في هذا الملف وحده كما أكدت الخارجية الأمريكية ولكن في العديد من الملفات الإقليمية الإضافية.
542
| 28 يناير 2024
كشف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون امس بعد جولة في الشرق الأوسط عن حدوث تقدم في المساعي الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف العدوان على غزة، وإدخال المزيد من المساعدات وتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك. وفي مقابلة في إسطنبول، محطته الأخيرة في الجولة، ذكر كاميرون أن إسرائيل تدرس اقتراحا بريطانيا بفتح ميناء أسدود أمام شحنات المساعدات إلى غزة، لكن الأمر «سيتطلب الكثير من الضغط» للتوصل إلى اتفاق. وقال كاميرون لرويترز ومحطة تلفزيونية تركية «التوصل إلى هدنة نوقف فيها القتال ونبدأ في النظر في كيفية إدخال المساعدات وإخراج الرهائن.. أعتقد أن هناك احتمالا للتوصل لذلك». وأضاف «هذا ما كنت أتحدث عنه في جولتي في المنطقة. وأعتقد أننا نحرز بعض التقدم». وقال إنه ضغط في سبيل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في اجتماعات في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة وقطر وتركيا. وأضاف «كنت أضغط من أجل ما أعتقد أنه في مصلحة الجميع، بما في ذلك مصلحة إسرائيل وهو التوصل إلى هدنة فورا لأنه حينها فقط يمكن إعادة الرهائن». قالت مصادر لرويترز إن محادثات الوساطة بشأن هدنة مدتها شهر قد يتم خلالها تبادل رهائن بسجناء فلسطينيين في إسرائيل استؤنفت لكنها تعثرت بسبب خلافات بين الجانبين على طريقة إنهاء الحرب. ويعاني القطاع من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء والوقود، مما أدى إلى كارثة إنسانية، ولم يصل إلى غزة سوى كميات قليلة من المساعدات الإنسانية بسبب مخاطر القصف والقتال والعقبات الإجرائية. وقال كاميرون إن هناك حاجة لدخول ما لا يقل عن 500 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة، وإن فتح ميناء أسدود سيساعد في تحقيق هذا الأمر. وأضاف «يعد فتح أسدود وسيلة هائلة أخرى لإدخال المساعدات، ومن الضروري حقا إدخال هذه المساعدات. عرضت المسألة على الحكومة الإسرائيلية، وهي تدرسها، لكنني أعلم أن الأمر بحاجة إلى الكثير من الضغط قبل أن نتمكن من الحل». وذكر كاميرون أن إسرائيل بحاجة إلى ضمان استمرار نقاط التفتيش مفتوحة لفترة أطول، وأن تتمكن الأمم المتحدة من نقل المساعدات في أرجاء غزة بأمان وإعادة المياه بعد انقطاع. وأضاف «أريد أن أرى كل العقبات أُزيلت. إسرائيل مسؤولة عما يحدث في غزة، وعلينا تجنب تفاقم الكارثة الإنسانية».
370
| 27 يناير 2024
تصاعدت الأصوات البريطانية في كافة المجالات وعلى جميع المستويات، في البرلمان والفن والطب والرياضة، مطالبة باتخاذ موقف أخلاقي وإنساني يدعو إلى وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة، والضغط على الحكومة البريطانية لدعم جهود تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. وقال الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني جيرمي كوربن إن الآلاف من الأشخاص قتلوا على أيدي قوات الإحتلال الإسرائيلي لأنهم فلسطينيون فقط، وقد عبرت جنوب افريقيا التي عانت من الفصل العنصري عن تضامنها مع فلسطين برفع دعوى قضائية في محكمة العدل الدولية ضد جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين، وهي خطوة تتحدث باسم الإنسانية، مؤكدا أن ملف الدعوى القضائية التي تقدمت به جنوب أفريقيا في العدل الدولية هو الأكثر منطقية وقانونية وبالأدلة القاطعة، لإثبات ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة، داعيا إلى حث الحكومة على دعم طلب وقف إطلاق النار الفوري والدائم في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى آلاف الفلسطينيين في غزة. وفي كلمة أمام مجلس العموم البريطاني ذكرت عضوة البرلمان عن حزب العمال زارا سلطانه أن ما أدى إلى عدم الاستقرار في المنطقة هو الهجوم المروع الذي شنته إسرائيل على غزة، والذي استمر لأكثر من 100 يوم، بجانب إعطاء المملكة المتحدة إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة قصفها الوحشي لغزة، والمخاطرة بنشوب صراع أوسع في المنطقة، وأشارت إلى أن أخطاء الماضي في الشرق الأوسط كان يجب أن تعلم البرلمان البريطاني أن التدخلات العسكرية التي تبدأ محدودة يمكن أن تتصاعد بسرعة وتؤدي إلى أحداث أكثر فظاعة في المنطقة، ويجب الدفع إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. من جهته، طالب اللاعب السابق والمذيع البريطاني الشهير غاري لينيكر عبر حسابه على منصة إكس بمعاقبة إسرائيل من قبل الفيفا، ودعا إلى إخراج إسرائيل من جميع البطولات العالمية حتى تنهي انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي في غزة، وأشار إلى ضرورة السعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. عريضة من الفنانين وفي مجال الفنون وقع العديد من الفنانين البريطانيين على عريضة قدمت إلى الحكومة البريطانية تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ورفع الظلم عن الفلسطينيين، وذكر الفنان البريطاني الشهير والتر تشارلز دانس أن أعمال الإحتلال الإسرائيلي المتعلقة بالإبادة الجماعية يجب أن توضع في سياقها الأوسع، حيث إن المشكلة تكمن في احتلال منذ 75 عاما وحصار على غزة قرابة 16 عاما، إلى جانب انتهاكات خطيرة ومستمرة للقانون الدولي الإنساني من قبل إسرائيل. وخلال مشاركته في مظاهرة في برمنجهام مؤيدة لغزة، وجه مغني الراب البريطاني لوكي رسالة إلى إسرائيل معتبرا أن الحرب على غزة هي حرب ضد كل العالم الذي يتضامن مع الشعب الفلسطيني، مضيفا» نقول لكم بشكل واضح عندما تحاربون غزة فأنتم تحاربوننا في برمنجهام وجنوب لبنان واليمن وجنوب أفريقيا. شهادات الأطباء وفي المجال الطبي والصحي قام العديد من الأطباء البريطانيين بتقديم شهاداتهم الطبية الحية من مستشفيات غزة حول الأوضاع البشعة التي يعيشها المصابون والشهداء هناك، مطالبين الحكومة بالدفع لوقف فوري لإطلاق النار، وذكر الطبيب البريطاني جيمس سميث العائد من غزة مؤخرا أنه يجب الضغط على الحكومة البريطانية لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، واصفا ما ينشر في الإعلام البريطاني عن الحرب في غزة بأنه سيرك إعلامي. وذكر الطبيب البروفيسور نك ماينارد أن ما رآه في غزة هذه المرة أمر مرعب من حيث حجم الدمار والخراب والقتل الذي خلفته إسرائيل، موضحا أنه يفوق الوصف والتخيل ولم يتوقعه رغم مسيرته المهنية الطويلة في مجال الطب، فلم ير مشاهد لمعاناة إنسانية كالتي رآها خلال تواجده في مستشفى «الأقصى»، وتوجه برسالة إلى كل شخص يعيش على الأراضي البريطانية لاسيما السياسيين هي التحرك لإجبار الحكومة البريطانية للسعي إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. وخلال الإدلاء بشهادته عما رآه في غزة ذكر الطبيب والجراح الفلسطيني -البريطاني «خالد دواس» أنه أمضى أسبوعين من العمل في غزة بجانب الكوادر الطبية رأى كيف أن لهيب الحرب وحجيمها يطال جميع فئات الفلسطينيين الأطفال والنساء وكبار السن والجميع، ووصف ما يحدث في غزة بأنه مأساة حقيقية تتعرض لها المنظومة الصحية في غزة.
522
| 26 يناير 2024
أكثر من ثلاثة أشهر مرت على الحرب الدموية الاقتلاعية في قطاع غزة، وعاش خلالها الفلسطينيون ظروفاً عصيبة، ما بين الخوف والرعب والجوع، والنزوح المستمر، لكن أطفال غزة ليسوا كغيرهم، فهم يحتاجون لكل شيء، ومحرومون من كل شيء. فعلاوة على صعوبة الحياة اليومية للغزيين في ظل العدوان الهمجي الذي انتصف شهره الرابع، فإن حياة الأطفال تبدو أكثر صعوبة تحت القصف الوحشي وضرب المدافع وأزيز الطائرات، فكيف يقضي أطفال غزة أيامهم، وبماذا يفكرون، وما هي أمنياتهم؟. يقول كمال الآغا (11) عاماً، إنه يتوقف عن ممارسة اللعب في ساحة مدرسة الإيواء، أثناء إطلاق النار وتحليق الطيران الحربي الاحتلالي، ويشعر بالخوف والقلق، ويتمنى ألا يتم قصف أو استهداف أي منطقة قريبة من منزل عائلته في مدينة خان يونس. ويطمح الآغا، لأن يصبح مهندساً، كي يساهم في إعادة بناء ما دمرته الحرب، مبيناً أنه نزح أربع مرات منذ بدء الحرب، ويسكن حالياً في مدرسة لإيواء النازحين غرب مدينة رفح، ويقضي نهاره جائعاً، حتى يعود والده في ساعة متأخرة من الليل، ومعه ما تيسر من طعام. وباحت الطفلة ريما الأسطل (10) سنوات: «كنت عندما أرى الطائرات في الجو، أقوم بتجميع إخوتي في غرفة واحدة، وأرفض إغلاق باب غرفتنا ليلاً، خوفاً من القصف، وأشعر بالحزن عندما أسمع أصوات الانفجارات وقصف المنازل، أو أرى الأطفال (مقتولين) وكنت أخشى أن يكون بيتنا هو المستهدف بالقصف، والآن نزحنا إلى الخيام في رفح، وكل ما أتمناه أن نعود إلى بيتنا ونعيش بأمان، وبدون حروب». ونسجت ريما مستقبلها، متمنية أن تصبح طبيبة لتعالج الجرحى والمصابين بفعل الحرب، منوهة إلى أنها عندما تسمع أصوات القذائف وهدير الطائرات، لا تخرج إلى الشارع. وعبّرت الأسطل عن اشتياقها لمدرستها وحارتها وسريرها، والاستمتاع بمشاهدة البرامج المختلفة عبر شاشة التلفاز، واللعب مع صديقاتها في خان يونس، وسردت لـ الشرق: «أشعر بأنني نسيت كل ما تعلمته منذ الصف الأول، فعقلي أصبح مشوشاً من مشاهد الدمار وأخبار الحرب، وأصبحت أكره النوم بسبب الكوابيس والأحلام المزعجة، ومرات عديدة أستيقظ على أصوات القصف.. أصبحت غير قادرة على التركيز.. (بكفي) لازم توقف الحرب». وقصّ المواطن أحمد أبو عودة (56) عاماً، وهو نازح من مخيم جباليا، ويقيم في مركز للنازحين في رفح، المتغيرات التي طرأت على حياة أولاده بعد الحرب، مبيناً أن طفله حسن (11) عاماً، أصبح يعاني من اضطرابات نفسية، فتهاجمه نوبات من الارتعاش والخوف الهستيري، ويبدأ بالصراخ والانخراط في البكاء، ولا يهدأ إلى بعد فترة طويلة. ويروي أبو عدوة لـ الشرق: «أصبحت أكبر أمنيات حسن، أن يحظى بفسحة من اللعب، أو يتناول وجبة طعام يحبها، أو النوم دون سماع أزيز الطائرات، أو الاستيقاظ على دوي الانفجارات، وهذا ما يتمناه كل طفل في قطاع غزة». وما أشار إليه أبو عودة، كانت حذرت منه عديد المنظمات الدولية ذات العلاقة بقضايا الأطفال، مبينة أن تأثيرات الحرب، تنعكس على صحة الأطفال وحالتهم النفسية، لافتة إلى أن الآلاف منهم في قطاع غزة، باتوا يعانون من اضطرابات متفاقمة، فيما غالبيتهم أصبحوا بحاجة إلى العلاج والدعم النفسي. ويعتبر الأخصائي النفسي حسين زيادة، الأطفال بأنهم الحلقة الأضعف والفئة الأكثر تضرراً في الحروب، ولذا تظهر عليهم تغييرات سلوكية، منها التعلق بالوالدين في كل الأوقات، والفزع أثناء النوم، والخوف من الظلام، وهذا ناتج عن فقدانهم للأمان، ما يلقي مسؤولية كبيرة على أهاليهم.
1056
| 22 يناير 2024
منذ اليوم الأول للحرب الدموية الاجتثاثية التي يشنها جيش الاحتلال في قطاع غزة، لا يكاد يمر يوم، دون أن تقتحم قوات الاحتلال معززة بالآليات العسكرية، مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، وسط ارتقاء مزيد من الشهداء، وإصابة واعتقال المئات من الشبان والفتية، حتى السيدات، فضلاً عن عمليات التجريف والتدمير للبنية التحتية. ولليوم الرابع على التوالي، يواصل جيش الاحتلال اجتياح مدينة طولكرم ومخيمي طولكرم ونور شمس، مواصلاً عمليات المداهمة والتفتيش والتخريب في منازل المواطنين، واعتقال العشرات والاعتداء عليهم بالضرب الجنوني، خلال استجوابهم وإخضاعهم للتحقيق القاسي، ويتكرر المشهد بنسخة كربونية في مدينة نابلس ومخيماتها بلاطة، عسكر، والعين، وما يجري في مدينة جنين ومخيمها، ليس ببعيد عن كل هذه الممارسات العدوانية. وفق محللين ومراقبين، فإن العدوان المستمر وشبه اليومي في مناطق طولكرم ونابلس وجنين بالضفة الغربية، ما هو إلا محاولة من قادة الاحتلال، لفرض واقع جديد في الضفة الغربية، في ضوء فشل رهانهم على الحرب الدموية في قطاع غزة، والتي لم تحقق أي من الأهداف التي أعلنها قادة الاحتلال في 7 أكتوبر. وقال الكاتب والمحلل السياسي رائد عبد الله، إن ما يجري في شمال الضفة الغربية (طولكرم ونابلس وجنين) محاولة تمهيدية من دولة الاحتلال لإعادة احتلال الضفة الغربية، وترسيخ تواجد جيشها فيها، كما كان عليه الحال قبل اتفاق أوسلو العام 1993، مبيناً أن الاقتحامات اليومية للمناطق التي يفترض أنها خاضعة للسيطرة الأمنية الفلسطينية، انتهاك واضح لاتفاق أوسلو، الذي لم يبق منه سوى المداهمات والاعتقالات والاغتيالات. يوضح لـ الشرق: «بعد الهزيمة النكراء التي مني بها جيش الاحتلال في 7 أكتوبر بقطاع غزة، يسعى قادة الكيان لايجاد أرضية خصبة في الضفة الغربية، كي يحققوا فيها مآربهم، من خلال تنفيذ الاقتحامات والاعتقالات والتنكيل بالمواطنين على مدار الساعة، وإسالة مزيد من الدماء، في محاولة لترسيخ الاحتلال، وإعادة فرضه على مناطق الضفة الغربية». ويرى الباحث السياسي والاستراتيجي محمـد أبو لبدة أن الاحتلال أخذ يتخبط في إجراءاته الأخيرة في الضفة الغربية، ضارباً كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية بعرض الحائط، وغير عابىء بالجهود السياسية، وكل همه تنفيذ أعمال انتقامية بسبب فشل حملته العدوانية على قطاع غزة. يضيف لـ الشرق: «من الواضح أن كل الذرائع التي تسوقها قوات الاحتلال من أنها تحارب المجموعات المسلحة في الضفة الغربية وتسعى للقضاء عليها، ما هي إلا محاولة لتبرير اعتداءاتها على مجمل الحياة الفلسطينية، وهذا من شأنه تأجيج الأوضاع في الضفة الغربية». ويجمع مراقبون، على أن فشل الاحتلال في حربه الدموية على قطاع غزة، والتي لم يجن من خلالها إلا قتل الآلاف من المدنيين، وغالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، هو ما دفعه لتكثيف عملياته في مناطق الضفة الغربية، والتي ارتفعت وتيرتها بشكل مهول منذ 7 أكتوبر، بما في ذلك مدينة رام الله، المقر الرئيس لقيادة السلطة الفلسطينية، ما يكشف عن حقيقة نواياه تكريس احتلاله للضفة الغربية.
306
| 20 يناير 2024
زار وفد من أهالي الشهداء والأسرى والجرحى الفلسطينيين سفارة جنوب أفريقيا في الدوحة، والتقوا خلالها السفير غلام حسين أسمال، للتعبير عن شكر الشعب الفلسطيني لموقف جنوب أفريقيا التاريخي الشجاع في الدفاع عن حقوق فلسطين، ومقاضاة الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية. وعبر السفير أسمال عن اعتزازه وسعادته البالغين بهذه الزيارة؛ مشيرًا إلى تضامن بلاده المُطلق مع حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، بالقول: «جنوب أفريقيا، هي أكثر من شعُر بألم ووجع الشعب الفلسطيني، لأن شعبها عانى من ويلات الاستعمار ونظام الفصل العنصري». وأضاف السفير: «نقوم بهذا الدور ليس من باب لعب دور سياسي في الحرب؛ بل من منطلق ما يُمليه علينا الواجب الأخلاقي والتاريخي لدولتنا، وليسجلُ التاريخُ أن دولة تبعد آلاف الأميال عن غزة، هي التي قاضت الاحتلال الإسرائيلي سعيًا لوقف الإبادة الجماعية». وأكد السفير أسمال ضرورة أن تتضافر جهود أحرار العالم، لدعم الشعب الفلسطيني ومساندته. ووجه أسمال رسالة إلى عموم الشعب الفلسطيني والعائلات المُشاركة في الزيارة قال فيها: «نحن في جنوب أفريقيا دفعنا تضحيات كبيرة من أجل حريتنا، وأنتم اليوم تدفعون هذه التضحيات فاستمروا حتى النصر، وهذه الدماء والأشلاء لن تُعرقل مسار الانتصار ولن تجلب الهزيمة، فعليكم بالصبر والاستمرار». من جانبه تحدث محمد النجار بالنيابة عن الوفد الزائر، الذي ضم عددًا من أهالي الشهداء والأسرى والجرحى ومن فقدوا بيوتهم، بأن الشعب الفلسطيني «لن ينسى الدور التاريخي لجنوب أفريقيا في ظل تخاذل الكثيرين عن نصرته»، مضيفًا: «إن هذا العمل الذي تقوم به جنوب أفريقيا يعطينا اطمئنانًا بأن ثمة خيرًا جليًا بين هذا الظلم، وأن أحرار العالم ما زالوا يؤدون واجباتهم، على أمل استكمال هذا الدور نحو الحرية والانتصار». أما الأسير الفلسطيني المحرر حازم عسيلة، المُلقب بـ «مانديلا فلسطين» بعد قضائه 26 عامًا في سجون الاحتلال، أوضح كيف كانت شخصية نيلسون مانديلا مُلهمة للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال،. وفي ختام الزيارة، قدم الوفدُ رسالة مكتوبة باسم أبناء الشعب الفلسطيني لجمهورية جنوب أفريقيا، كما قدم أطفال فلسطين المشاركون في الزيارة، هدايا تذكارية وأشغالًا تراثية يدوية للسفير وطاقم السفارة، عرفانًا ومحبةً لهم.
496
| 19 يناير 2024
أكد خبراء أكاديميون أن قطر تضرب مثالاً أكاديمياً لما يمكن لسياسة الحياد والوساطة تحقيقه، لاسيما في وساطتها في نزاعات رئيسية تكون فيها آمال تحقيق انفراجات كبرى محدودة، ولكن الدوحة تتجه لتلك المهام الشاقة، بصورة مؤثرة وفارقة في النتائج النهائية، بمشاركتها بصورة وثيقة في القضايا التي يتم التفاوض عليها، كما كان بارزاً في ملف الرهائن بين إسرائيل وحماس، والدوحة حسب رؤية باسكال لوتاز، الأستاذ بجامعة كيوتو، في وساطتها الدولية تتبنى إستراتيجية داعمة لأولوياتها وما يتفق مع خطوط سياساتها الدبلوماسية، ما جعلها في موقع نفوذ فريد للقيام بأدوار متعددة، والدوحة التي كانت تعمل لسنوات طويلة تحت الظل في عقود من استضافة أطراف المباحثات، كان من المهم الآن أن تحصد نتاج دبلوماسيتها بكونها في قلب الأحداث لاسيما بين أمريكا وإيران، فانتقلت فلسفة الحياد الهادئة إلى نقطة الضوء الفاعلة في صراعات معقدة. دعم الاستقرار الإقليمي ومن جانب آخر فإن قطر التي أصبحت في عالم اليوم جزءاً مشاركاً في صياغة مخرجات صراعاته، دفعتها الأبعاد الجيوسياسية إلى سياسة من التنويع في علاقاتها الدولية، حتى مع الأقطاب المتضادة، ولديها في ذلك رؤية مشروعة وظفتها عبر تمتعها بميزة تنافسية كبيرة حسب ما يشير مهران كامرافا، أستاذ العلوم الحكومية بجامعة جورجتاون قطر، إلى أن هذا سمح لقطر بأن تكون في موقع استراتيجي للعمل كقناة بين الجهات الفاعلة التي تقف على جوانب متضادة من قضايا خلافية، واتسمت قطر بالواقعية وتبني أدوات النفوذ الموظفة من أجل القيام بالدور التفاوضي كسويسرا الشرق، وبالفعل بحلول أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت الدوحة قد توسطت بالفعل في محادثات سلام كبرى في تشاد والسودان واليمن، وحافظت على سمعتها الدولية في الحياد والوساطة، وقد قاد دبلوماسيوها الماهرون محادثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وألد أعدائها، بل وساعدوا في تأمين إطلاق سراح الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم إلى روسيا، ولكن الدوحة تتفوق في دبلوماسيتها المحايدة من حيث كونها أقل رسمية وأكثر طموحا، وكما هو الحال مع المحايدين التقليديين، فإن هدف الدوحة الأساسي هو تدعيم الاستقرار الإقليمي في مشهد مضطرب، وأيضاً اتساع مساحة النفوذ القطرية التي تمنح لها قدراً مستحقاً من التأثير على النزاعات الجيوسياسية الكبرى دون أن تفقد استقلالها. دور القيادة القطرية جانب آخر هو دور القيادة القطرية المباشر في الوساطة المؤثرة ولعلنا نذكر المفاوضات المعقدة أثناء الأزمة السياسية اللبنانية في عام 2009، قامت القيادة القطرية بدور فارق ومؤثر من أجل كسر الجمود للمفاوضات العالقة. ومع ذلك فإن قطر لا تتبع ائتلافاً دولياً أو انحيازاً مباشراً في مشهد عالمي يتقلب في أحزابه وصراعاته، فعلى الرغم من علاقاتها الخاصة والقوية بأمريكا فهي ليست من الكتلة الغربية، وبالرغم من أنها تستضيف مكاتب سياسية للحركات الإسلامية فإنها لا يمكن تصنيفها كحلف إسلامي وبكل تأكيد في وساطتها بين إيران الشيعية مع أمريكا وأيضاً طالبان وحماس السنيتين مع أمريكا وإسرائيل، فالمشهد في الدوحة ليس أبيض ناصعاً أو أسود قاتماً إذا ما أردت التصنيف، ولكنها تبدو في المنطقة الرمادية بصورة فريدة، وهو ما يمنحها عملياً القدرة على اغتنام كل فرصة تتاح لها لبناء نفوذ جيوسياسي، وترجمة قوتها الاقتصادية إلى ارتقاء لمكانة تليق بحجم مساهماتها إقليمياً ودولياً. حملات فاشلة كما أن الخبراء الأكاديميين، لا يرون في الحملات التي تحركت ضد قطرت بتصريحات جوفاء من الساسة الأمريكيين ليست سوى فقاعات من جبهات مؤيدة لإسرائيل، غير مؤثرة بوضوح على التطلع الأمريكي المتجدد لقطر للمزيد من أدوار الوساطة، بل حسبما يؤكد د. أندرياس كريغ، أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة كينجز كوليدج في لندن، الذي وصف الضغط الخطابي على قطر بأنه ليس أكثر من مجرد «سيرك في واشنطن ينظر إليه على أنه داعم لإسرائيل مهما كان الأمر»، ويقول كريج إن الولايات المتحدة لم تتخذ أي خطوات ملموسة للضغط على قطر على هذه الجبهة، وبدلا من ذلك، منحت واشنطن الدوحة مساحة إضافية لمواصلة المحادثات، ويرى كريغ أنه حتى مع الفرض جدلاً على غير الواقع لو نجحت الأهداف الإسرائيلية في حربها بطريقة أو بأخرى، فإن قطر ستكون المرشح الرئيسي للتوسط مع أي حركة إسلامية جديدة في قطاع غزة.
426
| 19 يناير 2024
فيما تستعر الحرب الدموية في غزة، ثمة حرب نفسية واقتصادية بدأت تلقي بظلالها في مختلف أرجاء الضفة الغربية، وضحيتها العمال الفلسطينيون، الذين فقدوا أعمالهم ومصادر دخلهم مع اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، إذ باتوا يواجهون مستقبلاً مجهولاً. حسب العشرات من العمال، فقد حال إغلاق قوات الاحتلال للمعابر الحدودية، دون وصولهم إلى أماكن أعمالهم داخل فلسطين المحتلة عام 1948، كما أن سلطات الاحتلال سحبت تصاريح العديد منهم، بحجة إعلان حالة الطوارئ. ويرى الفلسطينيون في هذا القرار، سياسة عقابية للمواطنين في الضفة الغربية، إذ يقول عبد الهادي أبو طه، العضو في نقابة عمال فلسطين، إن العمال في الضفة، وجدوا أنفسهم في مأزق كبير، مشيراً إلى تدهور حاد في الأوضاع الاقتصادية لدى عشرات آلاف العمال، الذين كانوا يعتمدون على العمل في الداخل المحتل، لتأمين قوت واحتياجات عائلاتهم. وعدّ أبو طه في حديث لـ «الشرق» حرمان العمال الفلسطينيين من الوصول إلى أعمالهم، بأنه انتهاك خطير لحقوقهم، ويندرج في إطار الابتزاز واستغلال الظروف، مطالباً بحماية مستقبل العمال، وصون حقوقهم، ومراعاة الظروف الصعبة التي يعيشونها. وبعد ما يزيد على ثلاثة أشهر على العدوان الدموي والاجتثاثي، أصبحت عائلات فلسطينية عدة في الضفة الغربية تئن تحت خط الفقر، بسبب حرمان العمال من الدخول إلى فلسطين المحتلة عام 48، في ظل تأكيد الجهات الرسمية والمنظمات الأهلية على حد سواء، بأنه إزاء هذا الوضع، فإن مصيراً مجهولاً بات ينتظرهم، ويهدد مستقبلهم، بعد أن أصبحوا عاجزين عن تلبية احتياجاتهم المعيشية. واستناداً إلى وزير العمل الفلسطيني نصري أبو جيش، فإن ما يربو على 450 ألف فلسطيني، انضموا إلى جيش البطالة والفقر، منذ بدء الحرب، ولا بوادر في الأفق لحل أزمتهم بعد إعلان الاحتلال نيته استقدام عمال من جنسيات آسيوية، الأمر الذي يهدد بقوة الاقتصاد الفلسطيني المنهار أصلاً. في السياق، يرى مراقبون ومحللون، أن الضرر الاقتصادي الذي لحق بالعمال الفلسطينيين، سيدفع باتجاه مزيد من الضغط، فالحرب الاقتصادية (من وجهة نظرهم) لا تقل خطراً عن حرب القذائف والصواريخ، وعلى الاحتلال أن يدرك بأن ثورة العمال قادمة لا محالة. ووفقا لمراقبين، فإن تصريحات وزير جيش الاحتلال «يوآف غالانت» قبل أيام، بأن (إسرائيل) تحارب في سبع جبهات، ومن بينها الضفة الغربية، لم تأت صدفة، بل إن قادة الاحتلال حددوا الضفة الغربية كهدف ثان لأهداف حربهم وعدوانهم المستمر على الشعب الفلسطيني. يقول الكاتب والمحلل السياسي محمـد التميمي، إن من أهم الأهداف جبهة الضفة الغربية، التي تعد الثانية بعد جبهة غزة، فكل مدن الضفة الغربية باتت عرضة للاقتحامات والاغتيالات، وما يجري في طولكرم ونابلس وجنين، خير دليل على نية الاحتلال تأجيج الأوضاع. يضيف التميمي لـ «الشرق»: «لا فرق بين غزة والضفة الغربية، وكل بقعة من أرض فلسطين، فالهدف الرئيسي والأساسي للاحتلال، هو استهداف حياة الفلسطينيين، وكل مقوماتهم، وتضييق الخناق عليهم، وقتلهم واعتقالهم، وهذه إستراتيجية يعتمدها الكيان الصهيوني منذ احتلاله لفلسطين».
456
| 19 يناير 2024
يستعد 50 محاميا من جنوب أفريقيا لمقاضاة الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية، بسبب «تواطئهما بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين». وتهدف المبادرة، التي يقودها المحامي ويكوس فان رينسبورغ، إلى محاكمة المتواطئين في الجريمة أمام محاكم مدنية، وذلك بالتعاون مع محامين بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. واستعدادا للقضية، بعث رينسبورغ رسائل لعدد من الدول وللمحكمة الجنائية الدولية خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقال أمس الاثنين إنه «يجب تحميل الولايات المتحدة مسؤولية الجرائم التي ارتكبتها». ونقلت وكالة الأناضول عن رينسبورغ أن العديد من المحامين قرروا الانضمام إلى المبادرة، لشعورهم بالمسؤولية ولرغبتهم في المساهمة في هذه القضية. وأفاد رينسبورغ بأنه «لا أحد يحمّل الولايات المتحدة مسؤولية جرائمها التي ارتكبتها ولا أحد يهتم بذلك، وما حدث في (الغزو الأمريكي عام 2003) العراق مثال على ذلك». وتابع «الولايات المتحدة مشغولة بإنفاق مزيد من الأموال ومزيد من الموارد لارتكاب الجريمة. لا أحد يقول لها كفى».
538
| 16 يناير 2024
طوى الفلسطينيون صفحة المائة يوم من العدوان، دفن الغزّيون فلذات أكبادهم في الطرقات وفي ساحات المستشفيات والمتنزهات، يشيعون شهداءهم، وينزحون عن منازلهم. النظام الصحي فقد مقوماته، وجهاز الدفاع المدني خرجت طواقمه وآلياته عن مسار العمل، والصحفيون وقعوا ضحية للحقيقة التي يحاول الكيان الصهيوني طمسها، المساجد والكنائس لم تسلم، والمستشفيات ومدارس الإيواء طالها القصف، الأمراض والأوبئة انتشرت، وجثث الشهداء تحللت تحت ركام المنازل، محولات الكهرباء وخطوط الاتصالات ضربت، فعزلت قوات الاحتلال غزة عن العالم، وعادت حكايات اللجوء التي عاشها الفلسطينيون قبل 75 عاماً إلى الأذهان. كل ذلك، غيض من فيض لحصاد مائة يوم من المأساة الحقيقية التي يعيشها أهالي غزة، التي تتعرض للإبادة والمحو والتنكيل، بفعل المجازر الوحشية التي يرتكبها جيش الكيان الصهيوني على مدار الساعة، ويستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة ذات التقنية العالية قتلاً وتدميراً وإبادة، ولكن، رغم كل مظاهر الاجتثاث والتطهير العرقي والتدمير، التي تحيق بالوطن الفلسطيني، لم يركع الفلسطينيون، بل تصدوا بكل صبر وشموخ، غير عابئين بهذه الأعداد الصاخبة من الشهداء والجرحى والنازحين، أو ويلات الفقر والجوع والأمراض. ودليل على إرادة الشعب الفلسطيني، استمرت مناسبات الفرح وعقد القران في مراكز إيواء النازحين، وسكنوا في خيام تبعث على الكبرياء بعد أن دمر الاحتلال منازلهم، لكنه لم يقترب من أحلامهم وطموحاتهم ورغبتهم في الحياة. وكثيرة قصص الألم والمعاناة في قطاع غزة، ولكن ثمة شعب هناك يصر على الحياة والانتصار على الموت، شعب يحب وطنه ويضحي من أجله، ويوماً إثر يوم يثبت الفلسطينيون أن الوطن ليس فقط أرض وجغرافيا، بل أيضاً قلب وروح تنبض بالحياة، وتستلهم الدروس والمواقف من وسط المعاناة، إلى أن يبزغ فجر حريتهم وانعتاقهم من المحتل. «مائة يوم فهل يستيقظ ضمير العالم» يتساءل أحمد العبادلة (58) عاماً، مبيناً أن المواطنين في قطاع غزة، لديهم رغبة في الحياة، ولهذا فهم يكابدون تحت إبادة الحرب والقتل والتجويع والحصار، ويقدمون للعالم براهين واضحة على عمق معاني التضحية والفداء، والانتماء للوطن الفلسطيني، وغزة لبنة أساسية فيه. يضيف لـ الشرق: «قبل مائة يوم، شن جيش الاحتلال أعنف وأقسى عدوان عرفته البشرية، على شعب أعزل، محولاً شوارع غزة إلى أنهار من الدماء، لكنه اصطدم برغبة في التحدي والمقاومة، فالوطن يعيش في قلوبنا وعقولنا، وسنظل أوفياء لتضحيات الشهداء والحرجى، نحن صامدون، وسنواجه كل الصعوبات، وسننتصر». هذه صورة من آلاف غيرها مشابهة في الإرادة وحب الحياة، والتشبث بالحقوق الوطنية، والاستعداد للتضحية، وما باح به المواطن العبادلة، ينطبق بجلاء على أهل غزة، الذين يرفضون المساومة على ثوابتهم، ولا يتزحزحون عنها قيد أنملة، وهم بذلك يعلمون أنهم يدفعون ثمن انتصارهم لمواقفهم، ولن يسمحوا لهذا الكيان الدخيل، بأن يدخل معهم في مساومة على مبادئهم. غزة «جارة البحر» تحولت إلى رقعة هائلة من الدمار، بيوتها أصبحت أنقاضاً، وشوارعها ركاماً، لكنها ترفض الركوع والاستسلام لمنطق الاحتلال الأعوج، بهجرة أرض الآباء والأجداد، فمع كل صاروخ أو قذيفة مدفعية، يتجدد الشعار الذي لا يرفعه إلا الشجعان، بأن «لا يأس مع الحياة» ولا يأس مع أهل غزة، الذين يمتلكون كما وافراً من الثقة، بأن المستقبل على هذه الأرض، لن يكون إلا لهم.
872
| 16 يناير 2024
أكد مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح أن الحرب الحالية لم يسبق لها مثيل، مؤكدا أن الدمار وأعداد الشهداء يمثلان سابقة في تاريخ الحروب الإسرائيلية على القطاع، وأن الصحفيين أصبحوا جزءا من فاتورة الحرب لأول مرة. وأكد الدحدوح - الذي فقد زوجته وابنيه وبنته وحفيده خلال الحرب - أن الصحفيين كانوا جزءا من الثمن الباهظ الذي يدفعه السكان، وأنها المرة الأولى أيضا التي يسقط فيها هذا العدد الكبير من الصحفيين (112 شهيدا). كما لفت إلى أنها المرة الأولى التي تتعرض فيها عائلات الصحفيين إلى القتل المباشر أو غير المباشر، واصفا الأمر بـ»الثمن الباهظ والمرعب جدا». وأضاف: «الصحفي يدفع ثمنا مضاعفا في هذه الحرب لأنه إما أن يكون هو الضحية وإما أن تكون أسرته هي عنوان الخبر، فضلا عن أنه يعيش ما يعيشه الناس من حياة تحت القصف وبلا أي مقومات للحياة أو العمل». وهذه هي المرة الأولى التي يعيش فيها الصحفيون هذا الوضع المأساوي كما يقول الدحدوح، مشيرا إلى أن الصحفيين يصطفون كغيرهم في الطوابير للحصول على المياه أو الخبز أو حتى بعض اللوازم اللوجستية لمواصلة عملهم. ورغم صعوبة الحال؛ فإن هذا الوضع أضفى طابعا مميزا على الصحفيين الفلسطينيين خلال هذه الحرب، كما يقول الدحدوح. ووصف الدحدوح حال الفلسطينيين في قطاع غزة بعد 100 يوم من الحرب، بأنها «حالة صمود مستمرة»، وقال إن السكان ليست لديهم خيارات أخرى سوى التعامل والتعايش مع واقع هذه الحرب المؤلمة والمكلفة على الأحياء وليس على الشهداء فقط. وأضاف أن سكان القطاع لم يشهدوا مثل هذه المعاناة التي تفرضها عليهم إسرائيل في حربها الأخيرة من قطع للمياه والطعام والكهرباء والوقود بشكل كامل. كما تحدث عن حالة نزوح غير مسبوقة عاشها سكان القطاع، حيث إن ثلثي السكان أصبحوا مشردين في الشوارع والمستشفيات والمدارس دون الحد الأدنى من المقومات التي تضمن بقاءهم على قيد الحياة. وخلص إلى أن الناس لا يملكون سوى الصمود في مواجهة نيران الاحتلال الذي يحاول اقتلاعهم من أرضهم.
644
| 15 يناير 2024
وجَّه الإعلامي أحمد اليافعي، مدير قناة الجزيرة، رسالة إلى موظفي القناة، بمناسبة مرور 100 يوم على التغطية المستمرة للحرب على غزة. قال فيها: مائة يوم وعدسة الجزيرة مفتوحة على مشاهد الحرب والقتل، على المقاومة والصبر، توثق من جبهات القتال في قطاع غزة لوحات تاريخية من معركة قلّ نظيرها في القرن الحادي والعشرين. فيها ضحى زملاؤنا بأرواحهم وفلذات أكبادهم وما زالوا يضحون، صابرين محتسبين، يمسكون على جرحهم بيد وعلى الميكروفون أو الكاميرا باليد الأخرى، كل ذلك في سبيل نقل الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة، وهو التزام ملهم ومؤثر أضحى حديث العالم. وتابع: لقد دخلت الحرب الإسرائيلية الحالية على الصحفيين قاموس الاستثناءات في كل شيء؛ نحو 100 صحفي قتلوا بدم بارد على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي وهم يغطون من الميدان، لم تشفع لهم القوانين الدولية ولا شعار الصحافة الذي يحملونه من أن يكونوا هدفا لإسكاتهم، وسيظل إرثهم حيّا من خلال القصص التي رووها والتي حاولوا أن ينقلوها قبل أن يرتقوا شهداء في مواجهة سيل الأخبار الكاذبة والادعاءات الزائفة. ولفت إلى أن الحرب لا تأتي فقط بالمشاهد الصعبة من كلفٍ وتضحيات، بل تأتي معها كذلك التحولات العظيمة، فها هو الأخ وائل الدحدوح وسامر أبودقة رحمه الله وزملاؤهما في الميدان أصبحوا أيقونة عالمية، بل جبلا راسيا لا ينحني للعواصف. مؤكداً أن تغطية الجزيرة أضحت بمحتواها المنصف والنزيه نموذجا وبوصلة للباحثين عن الحقيقة فسجّل المحتوى الإخباري لقناة الجزيرة أكثر من 19 مليار مشاهدة خلال أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر فقط، وتصدرت الجزيرة الإخبارية مؤشر تيوبلار لابس لأداء أفضل الناشرين حول العالم. وواصل الإعلامي أحمد اليافعي رسالته لزملائه في القناة، قائلا: وضعت تغطيتنا المحترفة، عبر عملكم في الميدان وفي غرف الأخبار، صناعة الإعلام أمام لحظة حاسمة لتقييم نهجها، ومعاييرها المزدوجة التي ظهرت جلية في تفاوت بل وتجاهل جوانب من الصراع لصالح سردية بعينها، ولكم أن تتخيلوا لو لم تكن الجزيرة هناك كيف كانت ستكون السردية. وقال: لا بد لنا أن نواصل مهمتنا الصحفية المتمثلة في تسليط الضوء على الحقيقة ومنح صوت لمن لا صوت له وسط الركام أو من داخل المشافي يكافح من أجل تقديم الرعاية للمصابين. وعيننا على هدف واحد وهو إحداث تأثير إيجابي لصالح الإنسانية من خلال عملنا. لافتاً إلى أن التضحيات التي قدمتموها - ولا تزالون أنتم وأهاليكم- تضحيات عظيمة، وأعلم أن هذه الحرب فاقت في بشاعتها كل معقول، لكني أعلم أن إيمانكم بما تقومون به، وثباتكم على ذلك هو الذي يصنع الفارق، فالشكر الجزيل لكم والتحية الكبيرة لجدّكم واجتهادكم وصبركم وثباتكم على اختلاف مواقعكم، والدعم المستمر.
866
| 15 يناير 2024
نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم، سلسلة عمليات اقتحام ودهم في عدة بلدات من الضفة الغربية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية /وفا/ أن قوات الاحتلال معززة بالآليات العسكرية، اقتحمت عدة بلدات في محافظة رام الله والبيرة، وداهمت منازل المواطنين الفلسطينيين، كما نفذت عمليات اعتقال ودهم وتفتيش واسعة. وطالت عمليات الاقتحام بلدات المزرعة الغربية وعارورة وبيرزيت ومخيم الجلزون، شمال وغرب مدينة رام الله. كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس وبلدة زواتا إلى الشمال الغربي منها، وداهمت كذلك العديد من منازل المدنيين، واعتقلت شابين. وشملت اقتحامات الاحتلال المعززة بالآليات العسكرية، منطقة الحسبة وشارع عمان ومحيط كلية الروضة والجبل الشمالي، وأحياء أخرى بمدينة نابلس. وفي الخليل، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مخيم العروب وبلدتي بيت أمر وبني نعيم، شمال وشرق الخليل، واقتحمت منازل واستولت على مركبات، واعتقلت اثنين من المدنيين بينهما طفل. وتتعرض القرى والبلدات والمدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، منذ السابع من أكتوبر الماضي، لتصعيد إسرائيلي مكثف تزامن مع شن جيش الاحتلال عدوانا غير مسبوق على قطاع غزة.
954
| 14 يناير 2024
أكدت د. ريبيكا آدامز، أستاذة الإعلام والاتصال والخبيرة الإعلامية بمركز الدراسات الإعلامية بمعهد jbl للحقوق المدنية، أن الحملة على قناة الجزيرة والضغوطات التي تمارس ضدها من إسرائيل وحتى أمريكا ليست بجديدة، وهو يعود بوضوح لتغطيتها غير المتوافقة مع الرواية الإسرائيلية للنزاع، معتبرة أن الاستهداف المتعمد لمراسلي الشبكة تعدٍّ على حرية الصحافة. وأشارت إلى الضغوطات القمعية التي تمارَس على قناة الجزيرة الإخبارية من أجل التحكم في الرواية الإخبارية حسب التوجهات المتوائمة سياسياً مع طرف دون غيره من أطراف الصراع، ما أثار شجباً واستنكاراً كبيراً بين الأوساط الأكاديمية والمراكز الحقوقية التي أدانت استهداف الجزيرة، والحملة العدوانية على مراسليها. قراءات وشواهد وتابعت د. ريبيكا آدامز قائلة: إن أغلب القراءات بعد شواهد اغتيال مراسلي الجزيرة الفلسطينيين وفاجعة الأب وائل الدحدوح في مقتل ابنه حمزة، تشير إلى أن الجزيرة، باعتبارها واحدة من وسائل الإعلام القليلة التي لديها مكتب عمل مباشر في قطاع غزة، وقدرتها على تقديم تقارير ميدانية عن الآثار المدمرة للقصف الإسرائيلي المكثف، هو وراء محاولات إسرائيل المتكررة لإغلاق تغطية القناة، مثلما حدث حينما قصفت إسرائيل مكاتب الجزيرة في برج الجلاء بمدينة غزة في مايو 2021، وكذلك حينما قاد وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كارهي، في أكتوبر، حملة لإغلاق الجزيرة من خلال اللوائح الحكومية. وأشارت د. ريبيكا آدامز إلى أن الموقف الأمريكي تجاه قناة الجزيرة، حسب ما يشير تقرير لمركز كارنيجي للسلام الدولي، يرتبط بأنه في حين أن إدارة بايدن لم تستخدم القوة العسكرية ضد القناة، إلا أنها غضت الطرف عن قتل إسرائيل لصحفيي الجزيرة وعائلاتهم في 25 أكتوبر، حينما فقد مراسل الجزيرة وائل الدحدوح معظم أفراد عائلته في غارة جوية إسرائيلية وبعد أقل من شهرين، أصيب الدحدوح بجراح في غارة لطائرة بدون طيار في خان يونس، أدت إلى مقتل زميله المصور سامر أبو دقة وبعد الحادثتين، نفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي وجود أي دليل على أن إسرائيل استهدفت الصحفيين عمدا وعندما قُتل حمزة، نجل الدحدوح، في غارة إسرائيلية في 7 يناير، قدم بلينكن تعازيه لكنه امتنع عن إدانة الهجوم، وحتى قبل الغزو العراقي، تعرضت قناة الجزيرة للعنف العسكري الأمريكي في بداية الحرب في أفغانستان وشنت إدارة بوش هجوما صاروخيا على مكتب القناة في كابول في نوفمبر 2001، ما نفاه البنتاغون في البداية واستناداً إلى محادثة غير منشورة بين بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ربما كان بوش يريد قصف المقر الرئيسي لقناة الجزيرة في الدوحة وأماكن أخرى ومع ذلك، أقنعه بلير بعدم القيام بذلك، محذرا من خطر حدوث رد فعل إقليمي أوسع نطاقا. شجاعة وحقيقة ولفتت د. ريبيكا آدامز إلى أن شجاعة مراسلي الجزيرة وامتلاكها نفوذاً معلوماتياً مؤثراً قدَّم كالعادة مشهدا استحق كل الإشادة على تغطيتها الإخبارية لتطورات الأحداث في قطاع غزة، انطلاقاً مما تضيفه الجزيرة من قيمة إخبارية حقيقية لا مثيل لها في العالم العربي، وأصبحت مرجعاً إخبارياً رائداً للإعلام الدولي في تغطية الأحداث الإقليمية، كما أن قوة الجزيرة تزامنت مع قوة العصر المعلوماتي ذاته وتطور آليات الاتصال، والشبكة الإعلامية الرائدة وسعت قائمة تغطياتها الإخبارية لتكون أكثر قرباً من دوائر الحدث، وطورت شبكة مراسليها بمكتبها في أمريكا وتغطية الفعاليات السياسية البارزة في البيت الأبيض وداخل أروقة الكونغرس، ولكنها في الوقت ذاته كانت منصة نافذة ومؤثرة في نقل المشاهد الإخبارية الإقليمية بما تمتلكه من شبكة علاقات سياسية نافذة وشجاعة وبسالة لطواقم المراسلين في غزة، في تقديم تغطية إخبارية لحظية وفورية عن أحداث متسارعة وظروف عمل تنطبق عليها كافة معايير المراسلة الصحفية في غضون الحرب، ما يجعل الاعتداءات التي تتعرض لها الشبكة ومراسليها اعتداء مباشرا على الحرية الصحفية.
1006
| 13 يناير 2024
تزامنا مع بدء إجراءات الدعوى القضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، أعلنت 6 منظمات بريطانية حقوقية تشكيل أضخم حملة دولية رفضا لحرب الإبادة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في غزة واحتجاجا على المواقف البريطانية والأمريكية في الحرب، وسوف تنطلق الحملة الدولية بدءا من اليوم السبت ولمدة أسبوع.. وتشمل مسيرات وطنية تنطلق في 65 مدينة في 36 دولة على مستوى العالم في 6 قارات، وبذلك ستكون هذه الحملة الأضخم للحملات السياسية المتواصلة في تاريخ التضامن مع فلسطين على مستوى العالم، والمنظمات البريطانية الداعية لهذه الحملة هي حملة التضامن مع فلسطين، والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وتحالف أوقفوا الحرب، وحملة نزع السلاح النووي، وأصدقاء الأقصى والرابطة الإسلامية في بريطانيا. وقال رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زاهر بيراوي ومسؤول إحدى المنظمات المشاركة في الحملة لـ»الشرق» إن هذه الحملة الدولية ستكون بمثابة محكمة شعبية دولية لدولة الاحتلال الإسرائيلي التي تشن حرب إبادة وتمارس جريمة تطهير عرقي بحق الفلسطينيين في غزة، مشيرا إلى أن الهدف مطالبة حكومات العالم بفرض وقف فوري ودائم لإطلاق النار، ووضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب أمام القانون الدولي، وأوضح زاهر بيراوي أن الحملة الدولية ستركز على التظاهر والاحتجاجات المتواصلة أمام مقرات السفارة الأمريكية في العديد من عواصم العالم، احتجاجا على دورها الأساسي وشراكتها في جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وأكد على أن هذه الحملة الدولية تمثل استفتاء عالميا على رفض الرواية الإسرائيلية الكاذبة التي تسوقها لقبول جرائمها بحق الشعب الفلسطيني في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودعا زاهر بيراوي شعوب العالم إلى مواصلة دعمهم للاحتجاجات في العالم حتى يتم تفكيك نظام الفصل العنصري في إسرائيل وإنهاء الاحتلال وينعم الفلسطينيون بالحرية في وطنهم. وأشار إلى أنه يجب أن تتواصل الإدانة الشعبية للحكومة والقادة السياسيين في المملكة المتحدة الذين أخفقوا في الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ويجب المطالبة بإنهاء التواطؤ البريطاني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في الحرب التي تشنها ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، مضيفا أن المظاهرات التي سوف تنطلق في لندن وعدد من مدن العالم سوف تظهر استمرار المعارضة الشعبية لحرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكد لـ»الشرق» أن هجمات إسرائيل المتواصلة تحمل جميع سمات الإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي، لأنها تظهر نية التدمير الكلي أو الجزئي لمجموعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، وما زالت هذه الجرائم تثير الغضب على مستوى العالم، لذلك يجب تضافر الجهود الرافضة للحرب لأول مرة من خلال تنظيم هذه الحملة الدولية ليس فقط في بريطانيا بل في العديد من دول العالم. وتشهد لندن اليوم السبت مظاهرات احتجاجا على مواقف بعض الحكومات ومنها الحكومة البريطانية الرافض لوقف إطلاق النار في غزة، كما ستنظم مظاهرات في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا وألمانيا وسويسرا والدنمارك وجنوب أفريقيا وغانا واليابان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وأستراليا والبرازيل والأردن وتركيا.
362
| 13 يناير 2024
أعلن الطبيب الفلسطيني المقيم في بريطانيا غسان أبو ستة انه سوف يقدم شهادته أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل، كي يكشف خلالها جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي وحتى الآن، وذلك بعد أن قدم شهادته أمام الشرطة البريطانية بشأن هذه الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل، وبذلك لتكون أول شهادة فلسطينية تقدم أمام الجنائية الدولية في جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة. وأكد الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة في تصريحات للصحفيين في لندن على أنه سوف يقدم شهادته كأحد الناجين من الهجوم على مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، وأيضاً سوف يوثق أنواع الإصابات التي عالجها ونوع الأسلحة المستخدمة والتي أكد أنها محرمة دوليا مثل استخدام الفوسفور الأبيض، موضحا أن شهادته سوف تغطي الفترة من بدء الحرب على غزة ولمدة ٤٣ يوما وهي الفترة التي قضاها قبل ان يعود الى بريطانيا. وذكر الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة أنه قدم شهادته إلى الشرطة البريطانية عند عودته، واصفا فيها الإصابات والمحارق التي رآها هناك من مصابين من الأطفال والنساء والشيوخ، وتمنى أن تؤدي هذه الشهادة لمحاكمة الذين ارتكبوا هذه الجرائم والفظائع التي لا يمكن أن توصف بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، وأضاف أن القدرة الاستيعابية للمستشفى أقل بكثير من عدد المصابين الذين علينا معالجتهم، موضحا أنه كان عليه أن يتخذ قرارات صعبة بشأن معالجتهم وإنقاذ حياتهم بأقل الوسائل والتكلفة، وأكد أنه عالج مصابين بحروق ناجمة عن الفوسفور الأبيض المحظور دوليا، حيث تتسم هذه الحروق بأنها تستمر في حرق الجلد والعظام إلى أعمق أجزاء الجسم. وذكر الطبيب غسان أبو ستة أنه مدين لمرضاه ليس فقط بالتأكيد على حصولهم على العلاج اللازم الذي يحتاجونه، ولكن أيضا مدين لهم بالعدالة التي يستحقونها، وقال إن الفرق بين هذه الحرب وأي حرب أخرى عاشها كالفرق بين الفيضان والتسونامي شتان بينهما وفق ما تركه من دمار مفزع وابادة جماعية للمدنيين في غزة. وأكد مكتب المدعي العام للجنائية الدولية على بدء إجراء تحقيقات لما يحدث في فلسطين، وسوف يشمل ما تعرض له المدنيون والصحفيون منذ حرب الإبادة الجماعية على غزة، وأصدر مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بيانا يؤكد أن الجرائم التي ترتكب في فلسطين تأتي ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية منذ 14 من يونيو من عام 2014. وكان الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة يعمل ضمن منظمة أطباء بلا حدود التي تواجدت في غزة خلال الحرب وبقي فيها طوال فترة 43 يوما حتى عاد إلى بريطانيا، وكان حاضرا خلال القصف الإسرائيلي الذي طال مستشفى الأهلي المعمداني.
1194
| 11 يناير 2024
ما بين استمرار الحرب على غزة، والمخاوف من توسيع رقعتها لتطال جبهة لبنان ودولاً أخرى في الإقليم، والجهود الدبلوماسية لتطويقها، يشتد السباق لمحاولة إيجاد حل سياسي إقليمي دولي، يتضمن وقفاً لإطلاق النار في غزة، ومحاولة إبرام اتفاقيات دولية تمنع نشوب الحرب مرة أخرى، وبالتوازي مع ذلك، تضغط كافة الأطراف العربية والدولية لوقف الحرب الطاحنة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وإنهاء حصار غزة من خلال فتح الحدود والمعابر، وتسريع وتيرة إدخال المساعدات الإغاثية للسكان وغالبيتهم أصبحوا نازحين. وفيما يراهن الجانب الإسرائيلي على الدعم المطلق واللا محدود من الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الفلسطينيين، لن يقبلوا بأية حلول أو مقترحات، دون تنفيذ خطوات على الأرض، من شأنها تلبية مطالبهم، علماً بأن واشنطن، لم تطلب حتى الآن من إسرائيل، وقف غاراتها وعدوانها على غزة، ولم تعلن عن تقديم تسهيلات، لتحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني، التي تدهورت كثيراً، نتيجة لانقطاع العمال الفلسطينيين عن أعمالهم داخل فلسطين المحتلة عام 1948، وعدم تلقي الموظفين رواتبهم بشكل منتظم، نتيجة للأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها فلسطين. في زيارته إلى المنطقة، سعى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لتعبيد الطريق أمام مسار سياسي، يوقف الحرب، لكن من وجهة نظر مراقبين، فحتى مع وصوله إلى كل من تل أبيب ورام الله، لا يمكن لأحد، أن يتنبأ إلى أين ستنتهي الأمور في المواجهة الحالية بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال، والتي تتزامن مع معطيات كثيرة، من أبرز ملامحها توسيع رقعة الحرب لتطال دولاً أخرى في المنطقة وفي مقدمتها لبنان واليمن سوريا والعراق. وترمي الأحداث المتسارعة في قطاع غزة والتطورات المترابطة في الجنوب اللبناني، إلى مضامين عدة، قد يكون من بينها التمهيد لمواجهة صعبة، وإغراق المنطقة في وحلها، خصوصاً بعد اغتيال الكيان الصهيوني القائد المخضرم في حركة حماس صالح العاروري، والمسؤول الكبير في حزب الله وسام الطويل، وربما تتدحرج كرة التصعيد، لتطال مدن الضفة الغربية والقدس، وهذا ما أشرت عليه الأيام الأخيرة، وإلى أن يحقق أحد طرفي الحرب أهدافه ويعلن انتصاره، أو تتوفر إرادة دولية قادرة على تطويق المواجهة المحتدمة، فستبقى الأوضاع مرشحة للاستمرار والتصعيد. تأسيساً على ما تقدم، يرجح الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري أن تعمد الإدارة الأمريكية إلى تكرار جولاتها إلى المنطقة، لتعقد اللقاءات مع مسؤولين في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأطراف شرق أوسطية أخرى، لاستعادة الهدوء والاستقرار، والحيلولة دون جر الأوضاع إلى تصعيد أكبر، لافتاً إلى أن الصراع الحالي مرتبط إلى حد كبير بلاعبين محليين وإقليميين ودوليين، ودليل ذلك فتح جبهات في كل من لبنان واليمن وسوريا والعراق، فضلاً عن دعم إيراني وروسي وصيني، وهذا يؤثر بقوة في مجريات الحرب ونتائجها. وبرأي المصري، فطالما يعتقد كل طرف بأنه الأقوى والأقدر على تحقيق الانتصار، فإن الجهود السياسية ومساعي بلينكن، ستواجه مطبات عدة، موضحاً: «حتى لو تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً بوقف الحرب، فبمقدور الطرفين (حماس والاحتلال) رفض القرار طالما لا يحظى بإجماع دولي. واستناداً إلى رأي الباحث والمحلل السياسي، محمـد الشريف، فمن الصعوبة بمكان أن تثمر جولة بلينكن عن وقف الحرب، وما لم تحمل معها جديداً يختلف عن جولاته الأربع السابقة التي بدأها مع الأيام الأولى للمواجهة، وخصوصاً فيما يتعلق بحل الدولتين الذي تنادي به الإدارة الأمريكية لإنهاء الصراع، فلن يشتري أحد بضاعته.
436
| 10 يناير 2024
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أن إسرائيل لن تسترد أسراها مطلقاً إلا بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من كل سجون إسرائيل. وأكد هنية خلال مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أمس، أنه رغم الثمن الباهظ والمجازر وحرب الإبادة، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي فشل في تحقيق أي من أهدافه في الحرب على قطاع غزة، وخسائره وقتلاه في ميادين المعركة أكثر مما يعلنه. وأضاف رئيس المكتب السياسي لحماس أن جيش الاحتلال فشل بعد نحو 100 يوم من الحرب والقصف وعمل طائرات التجسس وجهود البحث في استرداد أي محتجز. وقال هنية إن عملية طوفان الأقصى جاءت بعد محاولة تهميش القضية الفلسطينية. وأضاف «يجب أن يكون دور الأمة وعلمائها كبيرا على محور دعم المقاومة، في حين نرى أن دول العالم تصب السلاح إلى الاحتلال عبر جسور جوية وحاملات طائرات، وآن الأوان لدعم المقاومة بالسلاح، لأن هذه معركة الأقصى، وليست معركة الشعب الفلسطيني وحده». وأوضح أن إسرائيل رسمت 3 أهداف، وهي القضاء على المقاومة، واستعادة الأسرى، والتهجير من غزة باتجاه الأراضي المصرية. وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي رسم 4 مراحل للحرب، وهي القصف الجوي، والدخول البري، والعمليات المركزة ضد المقاومة، والمرحلة السياسية. وشدد رئيس المكتب السياسي لحماس على أن عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حركته في السابع من أكتوبر الماضي جاءت بعد محاولة تهميش القضية الفلسطينية. وحول هدف الاحتلال بتهجير أهل غزة، قال هنية «إن الهدف سقط بفعل صمود شعبنا وانغراسه في أرضنا، حيث عاد أهل غزة العالقون خارجها إليها، ولم يخرج سكانها خارجها أثناء الحرب وظلوا متمسكين بها». وتطرق هنية إلى التصعيد المستمر في جميع مناطق الضفة الغربية، وقال إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنكل يوميا بأهالي الضفة، والتطورات هناك خطيرة جدا، إذ استشهد أكثر من 350 فلسطينيا في الضفة منذ «طوفان الأقصى».
504
| 10 يناير 2024
مساحة إعلانية
نشرت الجريدة الرسمية لدولة قطر، في عددها رقم (29) لسنة 2025، الصادر اليوم الأربعاء، القرار الأميري رقم (57) لسنة 2025 بتحديد أيام العمل...
240988
| 17 ديسمبر 2025
نشرت الجريدة الرسمية لدولة قطر، في عددها رقم (29) لسنة 2025، الصادر اليوم الأربعاء، قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (34) لسنة 2025 بإنشاء...
27268
| 17 ديسمبر 2025
يعلن الديوان الأميري أنه، بمناسبة قرب حلول اليوم الوطني للدولة في الثامن عشر من شهر ديسمبر، فإن يوم الخميس الموافق 2025/12/18 سيكون عطلة...
22100
| 16 ديسمبر 2025
حقق مزاد أرقام اللوحات المميزة الفئة الأولى التي تحمل الحرف (Q) للإدارة العامة للمرور مبيعات مليونية عبر تطبيق سوم ضمن المرحلة الأولى من...
19752
| 16 ديسمبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
يتواصل رصد هطول الأمطار على مناطق مختلفة من البلاد قد تكون رعدية أحياناً، وقد يصاحبها رياح قوية مفاجئة. وشهدت قطر أمطاراً متباينة الشدة...
16314
| 16 ديسمبر 2025
أعلنت الخطوط الجوية القطرية عن عرضها الاحتفالي الجديد بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للدولة، وذلك للاستمتاع بالضيافة، والخدمات المخصصة، وأقصى درجات الراحة، فقط مع...
13552
| 17 ديسمبر 2025
أقام سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، حفل وداع على شرف الشيخ خالد...
7422
| 16 ديسمبر 2025