قتل 3 أشخاص على الأقل، بالإضافة إلى إضرام النيران في العديد من منازل نواب في البرلمان الهندي، أثناء احتجاجات بسبب تمرير قوانين مثيرة للجدل في ولاية مانيبور الواقعة في شمال شرق الهند، حسبما ذكرت تقارير إخبارية اليوم الثلاثاء. وتم نشر قوات الأمن وفرض حظر التجوال في منطقة تشوراتشاندبور الواقعة على بعد 65 كيلو مترا جنوب غرب إيمهال عاصمة الولاية، بعد اندلاع أعمال شغب في وقت متأخر من مساء أمس الإثنين. ومن جانبه، صرح وزير الداخلية في الولاية، جيه. سوريش بابو، بأن شخصين قد قتلا بعد تعرضهما لطلقات نارية من جانب الشرطة، فيما قتل ثالث إثر حرق منزل نائب محلي. وقال بابو في حديث لمحطة "نيودلهي تي في"، إن "الوضع تحت السيطرة بعد وقوع أعمال الشغب التي اندلعت مساء أمس، أصيب 8 أشخاص، من بينهم اثنان حالتهما خطيرة". وتم تدمير منازل 7 نواب في البرلمان أثناء أعمال العنف. واندلعت أعمال الشغب بعد ساعات من تمرير برلمان الولاية لثلاثة قوانين يمكن أن تفتح الباب أمام الغرباء والمطورين العقاريين لشراء الأراضي القبلية.

جرح 3 عناصر من الأمن الداخلي اللبناني خلال الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة بيروت الليلة الماضية، لترتفع بذلك حصيلة الجرحى من القوى الأمنية إلى أكثر من 70 عنصرا منذ بدء الاحتجاجات السبت الماضي، حسبما أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي. وأفادت المديرية، في بيان لها اليوم، بأنه صدر عن مجموعة من المشاغبين في ساحة رياض الصلح عمليات استفزازية لعناصر الأمن الداخلي عبر استهدافهم بزجاجات مولوتوف ومفرقعات وأحجار وغيرها، ما اضطرهم إلى التدخل لوقف هذه الأعمال. كما أوضحت أنه بعد انتهاء التجمع بقي في المكان حوالي 100 شخص قاموا بأعمال حرق وتخريب وتعد على الأملاك العامة والخاصة وحاولوا إزالة السلك الشائك وضاعفوا من عملهم العدائي ضد القوات الأمنية، مشيرة إلى أن عناصر مكافحة الشغب قاموا بالتدخل لوقف هذه الممارسات والتعديات ومنع تفاقم الوضع، وتمكنوا من إيقاف عدد من هؤلاء الأشخاص. وذكر البيان أن هذه المواجهات شهدت أيضا إصابة 3 عناصر من قوى الأمن الداخلي.

أعلنت حكومة مقاطعة سانت لويس، اليوم الخميس، أنها مددت حالة الطوارئ لمدة 24 ساعة في فيرجسون بولاية ميزوري التي شهدت احتجاجات بعد عام من قيام شرطي أبيض بقتل شاب أسود أعزل بالرصاص. وقالت اليسون بلاد المتحدثة باسم الرئيس التنفيذي للمقاطعة ستيف شتينجر إنه مدد حالة الطوارئ في الضاحية الواقعة بسانت لويس حتى يوم الجمعة على الأقل.

قتلت شرطة نيبال بالرصاص متظاهرين 2 على الأقل وأصابت نحو 10 آخرين، اليوم الإثنين، بعدما هاجموا مباني خلال مظاهرة ضد مقترحات بإصلاح إداري في البلد الواقع بجبال الهيمالايا. واحتج مئات الأشخاص على خطط تؤيدها الحكومة لتقسيم ولايتهم إلى جزئين في إطار إصلاح إداري إقليمي يشمله دستور اتحادي جديد تأمل الحكومة في كاتمندو أن يكتمل هذا الشهر. وقال ضابط الشرطة المحلية راجيش كومار لال كارنا متحدثا لرويترز، إن المتظاهرين خالفوا حظرا للتجول في مدينة سوركيت وبدأوا في رشق الشرطة والمباني الخاصة بالحجارة. وأضاف كارنا أنهم بعد ذلك اقتحموا بوابات مكتب حكومي وحاولوا إشعال النيران في منزل سياسي محلي وتخريب مكاتب أحزاب سياسية كبرى مؤيدة للإصلاحات الإدارية.

نظم العشرات من الفلسطينيين، في قطاع غزة، اليوم الأحد، وقفة احتجاجية، أمام مقر تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، غربي مدينة غزة، رفضاً لما قالوا إنه "تقليص" للمساعدات التي تقدمها الوكالة للسكان. ورفع المشاركون خلال الوقفة التي دعت لها "لجنة القوى الوطنية والإسلامية" (تجمع يضم الفصائل)، لافتات ترفض تقليص المساعدات منها:"من حقنا أن نطمئن على مستقبل أبنائنا في حياة كريمة"، و"نرفض سياسات تقليص الخدمات".

اندلعت اشتباكات لليوم الثاني على التوالي في نيبال بين متظاهرين وقوات الشرطة، مما أسفر عن إصابة العشرات بسبب الاحتجاج على مشروع الدستور الجديد الذي يخطط لتقسيم البلاد إلى 8 محافظات. واحتشد عدد من النساء في العاصمة النيبالية كاتمندو، اليوم الأربعاء، أمام مقر البرلمان للتنديد بالدستور الذي قالوا إنه يدعو إلى عدم المساواة بين الجنسين. وأبدت أحزاب معارضة في نيبال، معارضتها للدستور الجديد الذي يهدف إلى إعادة ترسيم الحدود الداخلية للبلاد واندلعت اشتباكات بين مئات المتظاهرين وقوات الشرطة.

بدأت اليوم الإثنين، مشاورة عامة تستمر ليومين حول صياغة الدستور في نيبال، وسط احتجاجات وجدل محتدم حول دور المرأة في المجتمع النيبالي. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود من المحتجين في مقاطعة راوتاهات جنوبي نيبال، حيث حضر رئيس الوزراء السابق مادهاف كومار نيبال فعالية لعرض مسودة الدستور. وخرب بعض المحتجين مركبات عندما منعوا من دخول القاعة التي كان يعقد بها اللقاء الشعبي. وداخل القاعة، ألقى بعض المتظاهرين بالحجارة على المنصة، فيما رشق البعض الآخر مادهاف كومار بالمقاعد ولكنه لم يصب. وشغل مادهاف كومار منصب رئيس الوزراء حتى يونيو 2010، وهو الآن يمثل دائرة راوتاهات. وتطالب جماعات سياسية تتمركز في سهول نيبال الجنوبية المعروفة باسم مادهيش بدستور يمنح حكما ذاتيا لسكان السهول ويعارضون الخطة الحالية في نيبال والتي تهدف لتقسيم الدولة إلى 8 ولايات فيدرالية. وفي العاصمة كتماندو، احتشدت جموع في إستاد داشراث للتعبير عن رأيهم في الدستور. وطالب الكثيرون بأن يشمل الدستور بشكل أكبر حقوق الأقليات والنساء.

أصيب 7 عسكريين لبنانيين بجروح خلال المظاهرة الاحتجاجية التي يقوم بها "التيار الوطني الحر" ومحاولة المتظاهرين الدخول إلى السراي الحكومي. وقال الجيش اللبناني في بيان صدر عنه اليوم "أقدم حشد من المتظاهرين على اجتياز السياج الذي وضعته قوات الجيش في محيط السرايا الحكومي، واعتدى بعضهم على عناصر الجيش، ما أدّى إلى إصابة 7 عسكريين بجروح مختلفة، تمّ نقلهم إلى المستشفى العسكري للمعالجة". ويأتي بيان الجيش في وقت تشهد فيه الساحة اللبنانية مظاهرة احتجاجية قرب السراي الحكومي في العاصمة بيروت يقوم بها مناصرو "التيار الوطني الحر" احتجاجا على أداء الحكومة، وذلك بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء ووسط إعلان قيادات بالتيار بقاءهم بالشارع إلى حين تحقيق مطالبهم. وكان قد وقعت مواجهات بين متظاهري "التيار الوطني الحر" والقوى الأمنية في وسط بيروت خلال المسيرات الاحتجاجية نتج عنها إصابة عدد من المتظاهرين بجروح خفيفة وحالات إغماء عند منع الجيش لهم من الدخول إلى السراي الحكومي الذي عقد جلسة له على وقع خلافات وزارية.

تظاهر آلاف المحتجين الغاضبين في تيجوسيجالبا عاصمة هندوراس أمس الجمعة لمطالبة الرئيس خوان أورلاندو هيرنانديز، بالاستقالة وإجراء تحقيق مستقل في واحدة من أسوأ فضائح الفساد في تاريخ هذا البلد. وهتف نحو 25 ألف محتج كانوا يحملون المشاعل بشعارات ضد هيرنانديز أثناء مسيرتهم إلى قصر الرئاسة من حي فقير في العاصمة مرورا بمنطقة تجارية مليئة بالمراكز التجارية. ويطالب ائتلاف من جماعات سياسية معارضة بإجراء تحقيق مستقل في فضيحة فساد يبلغ حجمها 200 مليون دولار في معهد هندوراس للتأمين الاجتماعي، حيث تقاضت شركات وبعض مسؤولي المعهد رسوما أكبر نظير الخدمات المقدمة. وعرض هيرنانديز الثلاثاء الماضي، بدء حوار مع هذه الجماعات ولكنها تصر على لجنة تحقيق مستقلة من الأجانب تماثل لجنة تدعمها الأمم المتحدة ترأس تحقيقات في الفساد في جواتيمالا. وكان رئيس هندوراس قد اعترف بتقاضي حملته للرئاسة عام 2013 نحو 150 ألف دولار من شركات لها صلة بفضيحة الفساد ولكنه قال إن حزبه لم يكن يعرف مصدر هذه الأموال.

عاد المئات من اليهود الإثيوبيين إلى شوارع تل أبيب بعد ظهر اليوم الإثنين، لمواصلة احتجاجهم على التمييز، بعدما قرر النائب العام عدم محاكمة ضابط إسرائيلي، ثبت بالوثائق قيامه بضرب جندي من اليهود الإثيوبيين. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن المحتجين الذين نظموا مسيرة رددوا هتافات قائلين "شرطي عنيف يجب إيداعه السجن". ووقعت مواجهات طفيفة بين المحتجين والشرطة وتم القبض على شخص واحد فقط حتى الآن. كان اليهود الإثيوبيون قد نظموا مظاهرات الشهر الماضي عقب بث شريط فيديو ظهر فيه رجل شرطي يضرب جنديا إسرائيليا من أصل إثيوبي. ويعيش أكثر من 135 ألف إثيوبي يهودي في إسرائيل التي هاجروا إليها في موجتين عامي 1984 و1991، إلا أنهم يجدون صعوبة في الاندماج في المجتمع الإسرائيلي.

تظاهر مئات من رجال الشرطة والإطفاء وحراس السجون في مدينة صوفيا عاصمة بلغاريا أمس السبت، مطالبين الحكومة بإعادة النظر في خطط رفع سن التقاعد لأقل من 53 عاما. ويمثل هذا الاحتجاج أول تحد رئيسي لحكومة يمين الوسط برئاسة رئيس الوزراء بويكو بوريسوف، كما أنه يمثل اختبارا مبكرا لتصميم الحكومة على إصلاح القطاع العام غير الفعال واللازم لتحفيز النمو وتحسين مستويات المعيشة في أفقر دول الاتحاد الأوروبي. ووافقت الحكومة على خطط رفع سن المعاش والحد من بنود المعاش المبكر الشهر الماضي في الوقت الذي تواجه فيه بلغاريا صعوبة في تمويل المعاشات للسكان الأخذ عددهم في التناقص والتقدم في السن. ويعني النزوح الجماعي للشبان البلغار للخارج منذ سقوط الشيوعية في عام 1989 ابتلاع نظام المعاشات في بلغاريا 37.5% من ميزانية الحكومة المركزية بزيادة عن 12.8% عام 2003. وانخفض عدد سكان بلغاريا بواقع الخمس منذ عام 1990 إلى 7.25 مليون نسمة. ووفقا لتقرير أصدره البنك الدولي عام 2013 فإن واحدا فقط من بين كل 2 في بلغاريا سيكون في سن العمل عام 2050. وتنتظر حاليا خطط إصلاح نظام المعاشات موافقة البرلمان. وتجمع نحو ألف شرطي من شتى أنحاء بلغاريا في وسط صوفيا مطالبين بفترة سماح مدتها ثلاث سنوات قبل سريان سن المعاش الجديد وهو 52 عاما و10 أشهر، وحاليا يمكن لهم عندما يصلون إلى منتصف الأربعينات الحصول على معاش حكومي. وتعتزم الحكومة تنفيذ التعديلات من العام المقبل لترفع سن المعاش شهرين كل سنة حتى يصل إلى 55 لرجال الشرطة. وقال فالنتين بوبوف رئيس نقابة رجال الشرطة "نريد احترام حقنا، هذه ثالث زيادة في قواعد التقاعد. هدفنا هو تقاعد عدد أكبر من الناس مثلما وُعدوا عندما بدأوا العمل".

استعادت مدينة دوز جنوب تونس هدوءها اليوم السبت، بعد ليلة من المواجهات العنيفة بين محتجين وقوات الأمن، على الرغم من إعلان السلطات حظر تجول ليلي في المدينة. وأطلق الأهالي اليوم السبت، حملة نظافة في المدينة بالتعاون مع البلدية لجمع أثار الحرق والتخريب التي امتدت لأيام، وتشهد المدينة التابعة لولاية قبلي منذ نحو اسبوع حالة من الاحتقان والتوتر بسبب نزاعات قبلية وأخرى على علاقة بحملة "أين البترول"، التي تتهم الدولة بالتستر عن ثروات طبيعية، وتطالبها بالكشف عن خروقات مزعومة في عقود التنقيب عن النفط المبرمة مع شركات عالمية إلى جانب المطالبة بالتنمية والتشغيل. والثلاثاء الماضي، استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لصد متظاهرين كانوا يحاولون الاقتراب من شركات نفطية في الجهة والاعتصام قربها، وأجج ذلك من حالة الاحتقان في صفوف المحتجين. وأدت الاحتجاجات التي بلغت ذروتها ليل الجمعة، إلى حرق مقرين للأمن، وسيارة أمنية من قبل المحتجين الذين عمدوا أيضا إلى حرق العجلات المطاطية في الطرقات، واستعمال الحجارة وبنادق الصيد والزجاجات الحارقة.

يعتزم أكثر من 10 آلاف متظاهر تنظيم مسيرة عبر منطقة جارميش-بارتنكيرشن بولاية بافاريا، اليوم السبت، قبل قمة للاقتصادات الكبرى تعقد في فندق فخم قريب في منطقة الألب. وتجمع نحو 1000 متظاهر، صباح اليوم السبت، ومعهم خيام وحقائب نوم عند معسكر على مساحة 3 آلاف متر مربع في حقل مفتوح يحيط البلدة. ويتوافد الآلاف بالحافلات من مختلف أنحاء العالم. وأبدى منظمو تحالف "أوقفوا إلماو" أملهم ألا تتحول المظاهرات إلى أعمال عنف. وقال متحدث باسم منظمي المظاهرات إن "مظاهراتنا متنوعة، حتى أن الحواجز وأفعال العصيان المدني جزء منها، نحن لا نعتزم أي تصعيد للأمر". وجرى نشر أكثر من 20 ألف شرطي لحراسة قمة قادة مجموعة السبع التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وإيطاليا وفرنسا واليابان وألمانيا التي تبدأ غدا الأحد.

هز انفجار ضخم عاصمة بوروندي اليوم الجمعة، دون سقوط ضحايا، في الوقت الذي استمرت فيه الاحتجاجات العنيفة على مسعى الرئيس بيير نكورونزيزا، لشغل المنصب فترة ثالثة. وأظهرت صور نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي 3 سيارات محترقة أمام فرع بنك في وسط بوجومبورا، الذي بقي بدرجة كبيرة بعيدا عن الاضطرابات التي بدأت في 26 أبريل، لدى إعلان نكورونزيزا اعتزامه خوض انتخابات الرئاسة التي ستجرى يوم 26 يونيو. وقتل متظاهر في إحدى ضواحي بوجومبورا، عندما اشتبكت الشرطة مع المحتجين الذين يقولون إن مسعى نكورونزيزا لشغل المنصب فترة ثالثة غير دستوري. وتصف الحكومة المحتجين بأنهم "انقلابيون"، وقالت إنهم على صلة بمحاولة انقلاب فاشلة قامت بها عناصر من الجيش في منتصف مايو الحالي.

تعيش بوروندي، منذ محاولة "الانقلاب" الفاشلة، التي كادت أن تطيح بحكم الرئيس بيار نكورونزيزا، قبل نحو أسبوعين، أزمة سياسية وأمنية، على خلفية احتجاجات دامية اندلعت شرارتها الأولى في 26 أبريل، عقب الإعلان الرسمي عن ترشح الرئيس الذي يحكم البلاد منذ 2005، لولاية ثالثة. وتنشط الشرطة البوروندية في عدد من أحياء بوجمبورا لمنع أي تجمعات لمعارضين الرئيس نكورونزيزا، لكن المعارضون ومن أجل ألا يقعوا في أيدي الشرطة باتوا يرتدون جميع أنواع الأقنعة خلال احتجاجهم في الشوارع، وفقا لصحيفة "لوتومب" السويسرية. وسجلت محاولات لتجمع متظاهرين في حي نياكابيجا وسيبيتوكي، حيث ما زالت الطرق مغلقة بحواجز، كما قال سكان، وفي حي سيبيتوكي قتل شخص واحد على الأقل مساء الثلاثاء، خلال عملية مداهمة قام بها عناصر رابطة شباب الحزب الحاكم الذين ارتدوا ملابس مدنية وكان بعضهم مسلحين. وفي موساجا طوقت الشرطة الحي بالكامل، وكان عدد الشرطيين كبيرا جدا في بعض الأحياء وهم يطلقون النار لتفريق أي تجمع مشبوه.

أسفرت الاحتجاجات التي اندلعت منذ بداية الأزمة السياسية والأمنية في بوروندي، عن مقتل 36 شخصا، وإصابة المئات بجروح، فيما اعتقل أكثر من 500 آخرين. وجاءت الأزمة منذ الإعلان الرسمي، في 26 أبريل الماضي، عن ترشح الرئيس، بيير نكورونزيزا، لولاية رئاسية ثالثة، ألهبت شوارع العاصمة ومناطق أخرى في البلاد باحتجاجات دامية، استنادا إلى مصادر أمنية وإنسانية ومعارضة. وعلاوة على حصيلة القتلى المذكورة في صفوف المدنيين، قتل 12 عسكريا، وأصيب 35 آخرين بجروح، برصاص القوات البوروندية، خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، في 13 مايو الجاري، على نكورونزيزا.

أكدت شرطة كليفلاند، اليوم الأحد، أن حوالي 71 شخصا اعتقلوا في المدينة الليلة الماضية أثناء احتجاجات اندلعت بعدما برأت محكمة ضابط شرطة أبيض في قضية مقتل رجل وامرأة أسودين أعزلين عقب مطاردة بالسيارات في 2012. وقال قائد الشرطة كالفن وليامز، إن الاحتجاجات كانت سلمية في الأغلب بعد إعلان قرار المحكمة يوم السبت. وأضاف في مؤتمر صحفي، أن بعض الناس "تجاوزوا الخط" في وقت لاحق من اليوم وهاجموا المارة في منطقة بوسط المدينة وأعاقوا طريقا رئيسيا لوقت قصير وعطلوا العمل في مركز تجاري. وتأتي الاضطرابات وسط احتجاج على مستوى البلاد بشأن استخدام وكالات إنفاذ القانون القوة المميتة ضد الأقليات.

واصلت الشرطة الهولندية، احتجاجاتها المستمرة منذ قرابة شهرين في عدد من المدن؛ لتحسين ظروف العمل وزيادة الرواتب، حيث نظم رجال الشرطة في مدينة لاهاي اعتصامًا، أمام مبنى مجلس الشيوخ والبرلمان. واحتشد حوالي ألفي رجل شرطة، وأطلقوا صفارات الإنذار في سياراتهم على رأس كل ساعة، كما أبدى بعض السياسيين والنقابات دعمهم للاعتصام، وسار المشاركون فيه إلى مبنى وزارة المالية، ووضعوا صناديق فارغة أمام المبنى. واتهم المحتجون وزارة الأمن والعدل ووزارة المالية بالتزام الصمت إزاء مطالبهم. وقال رئيس نقابة الشرطة: "إن الوضع الاقتصادي في البلاد بدأ بالتحسن"، مطالبًا الحكومة، بناءً على ذلك، بزيادة رواتب رجال الشرطة. ووجه ممثلو النقابة رسالة إلى وزارة المالية ضمنوها مطالبهم في زيادة الرواتب، وبعثوا برسالة مفادها أنهم سيواصلون احتجاجاتهم حتى تنفيذ مطالبهم. وكانت السلطات الهولندية اضطرت، الأسبوع الماضي، إلى تأجيل مباراة فريقي فينورد وزولي في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم؛ بسبب توقف رجال الشرطة - الذين يطالبون بزيادة بنسبة 3% على رواتبهم - عن العمل. كما ألغت المحكمة احتجاجًا كان رجال الشرطة يعتزمون تنفيذه، خلال مؤتمر أمن الإنترنت الدولي، الذي انعقد الشهر الماضي في لاهاي.

أكد الرئيس البوروندي، بيير نكورونزيزا، اليوم الأربعاء، انه "متأكد من أن نجاح الانتخابات يمثل السبيل الوحيد لخروج بوروندي من الأزمة" السياسية التي تضربها منذ أسابيع. وفي خطاب بثه التلفزيون الحكومي، أوضح نكورونزيزا: "أنا متأكد من أن نجاح الانتخابات يمثل السبيل الوحيد لخروج بوروندي من الأزمة"، داعيا المسؤولين السياسيين إلى "النزول للميدان للقيام بحملة تهدف إلى تعبئة الناخبين من أجل مشاركة مكثفة في الانتخابات". ويأتي هذا التصريح الرئاسي بعد أسبوع من انقلاب فاشل تعرض له النظام، وفي وقت تعيش فيه العاصمة البوروندية على وقع مسيرات يومية ضد ترشح إلى نكورونزيزا، لولاية رئاسية ثالثة. وأضاف نكورونزيزا في خطابه: "ليس هنالك أي حل بالنسبة للمشكل الراهن، سيتم اتخاذ إجراءات من أجل أن تجري الانتخابات في جو هادئ"، وحرص نكورونزيزا في خطابه على طمأنة المجموعة الوطنية والدولية، وأكد على أن "المسار الانتخابي سيكون حرا وشفافا وشاملا وأنه سيجري في جو هادئ". وطالب نكورونزيزا، من جهة أخرى، الصحفيين البورونديين بـ"العمل في إطار احترام ميثاق المهنة"، فيما يتواصل تعطل بث الإذاعات الخاصة بعد أن تعرضت مقارها إلى التدمير، خلال محاولة الانقلاب الفاشلة.

أجلت بوروندي الانتخابات المحلية والبرلمانية، المزمع إجراؤها في 26 مايو الجاري، لمدة أسبوع، بعد شهر تقريبا من الاضطرابات السياسية ومحاولة انقلاب عسكري فاشلة، حسبما صرح مستشار الرئيس البوروندي، بيير نكورونزيزا، اليوم الأربعاء. وقال المستشار الرئاسي، ويلي نياميتويه، إن نكورونزيزا اتخذ هذا القرار بناء على توصية من لجنة الانتخابات وإثر تلقيه طلبات بهذا الشأن من سياسيي المعارضة والمجتمع الدولي. وفي إطار الاحتجاجات التي باتت يومية ضد نكورونزيزا "51 عاما"، تجمع المتظاهرون في العاصمة بوجومبورا، فجر اليوم، ليطلقوا هتافات ضد مسعاه للترشح لولاية رئاسية ثالثة. وأطلقت الشرطة البوروندية الغاز المسيل للدموع على مجموعة من المتظاهرين، كما سمعت عدة طلقات نارية. ويعتبر المتظاهرون أن رغبة نكورونزيزا للترشح لولاية رئاسية ثالثة ينتهك الدستور واتفاق سلام أنهى حربا أهلية عرقية عام 2005 قتل فيها ما يصل إلى 300 ألف شخص. ودعت جنوب أفريقيا، أمس، إلى تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى لإتاحة المجال لعودة الاستقرار.