رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون alsharq
ضمن فعاليات موسم الندوات.. أسعد طه يروي قصصه في ورشة تدريبية

نظمت وزارة الثقافة، ورشة تدريبية بعنوان كيف تسرد قصتنا للآخر، للكاتب الصحفي وصانع الأفلام الوثائقية أسعد طه، وذلك ضمن فعاليات النسخة الرابعة من موسم الندوات، وشهدت الورشة التي احتضنتها جامعة قطر، حضوراً لافتاً من الإعلاميين والأكاديميين والطلاب. وقدمت الورشة نصائح عملية حول كيفية تطوير الأفكار، والسرد القصصي، وكتابة محتوى يجذب الجمهور بأسلوب احترافي. وركزت الورشة على ثلاثة محاور هي الفكرة والحكاية والكتابة، مما يسهم في إنتاج مادة إعلامية مؤثرة تتفاعل مع الجمهور وتحقق التأثير المنشود. وقال الأستاذ أسعد طه إن الفكرة هي أساس أي حكاية أو قصة أو سرد وتأتي من أمر أنت مهتم به أو وقعت عينك عليه، موضحا أن الأفكار هي نتاج العقل البشري، وتتولد من تفاعل الإنسان مع محيطه الداخلي والخارجي، كما يمكن أن تنشأ الأفكار من مصادر متنوعة، ومن أهمها الخبرات الشخصية والأسئلة والقراءة والتعلم، والملاحظة والتأمل، والمشاكل والتحديات، وغيرها. وأضاف أن تجارب الحياة اليومية، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تعتبر مصدراً غنياً بالأفكار، فكل موقف يمر به الإنسان يترك أثراً في ذاكرته، ويمكن أن يلهمه بأفكار جديدة، كما يمكن أن تنشأ الأفكار من خلال مراقبة العالم من حولنا. ودعا إلى سرد قصة فلسطين بكافة أشكالها وأنواعها باعتبارها قضية العرب والمسلمين فهي قصة أرض وشعب، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ترتبط بمجموعة من الأحداث والمستجدات التي تشهدها المنطقة على مر العقود وهي محور صراع طاحن أثر في حياة ملايين الناس.

252

| 26 فبراير 2025

ثقافة وفنون alsharq
وزيرة التربية: الوعي بالشركات الاستشارية ضروري لاستقلالية القرار

■ عالمنا العربي بحاجة إلى مشاركة فاعلة من المثقفين والمفكرين ■ الواقع يفتقد لرؤى قابلة للتنفيذ وليس أفكاراً نظرية مجردة ■ واقعنا بحاجة إلى فهم دقيق وطرح أسئلة جوهرية ■ هناك مثقفون يعانون من انفصال عن الواقع ■ موت الأفكار الكبرى ظاهرة عالمية وليست عربية فقط ■ الفجوة بين المفكر والمثقف مع صناع السياسات وراء الدخول لمرحلة التشظي المعرفي والأخلاقي ■ مؤشرات الأداء وأدوات التقييم الاستشاري قد تحمل انحيازات فكرية غير محايدة اختتمت وزارة الثقافة مساء أمس فعاليات موسم الندوات، في نسخته الخامسة، والذي نظمته على مدى أسبوعين، بالشراكة مع كل من جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وذلك ضمن نهجها في تأسيس منصة بارزة للحوار الثقافي والفكري الجاد والمعمق حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية. وجاء اختتام الموسم بحضور سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وسعادة السيد إبراهيم بن علي المهندي وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء. وشهد ختام الموسم ندوة بعنوان هل للفكر مكان في زمن الشركات الاستشارية؟، قدمتها سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، وذلك في مقر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وأدارتها السيدة إيمان الكعبي مدير المركز الإعلامي القطري، وحضرها جمع من المثقفين والأكاديميين والطلاب. واستهلت سعادة الوزيرة مداخلتها بوصف الشركات الاستشارية بأنها كيانات ربحية في الأساس تقدم خدماتها لجميع القطاعات، سواء كانت حكومية أو خاصة، دون أن تحصر نفسها في نطاق معين، وأن هناك في المقابل، مراكز العقول، تبحث عن الاستدامة المالية من خلال تمويل مشروط، وتخضع لضوابط أكثر مقارنة بالشركات التجارية، حيث تركز بحوثها على التأثير في صنع السياسات في حين تكون مراكز البحوث الأكاديمية، بطبيعتها غير ربحية، وغالبًا ما تكون مرتبطة بمؤسسات التعليم العالي، لكنها لا تنشغل دائمًا بالجوانب التطبيقية، بل قد تكون مغرقة في البحوث النظرية، وهو ما يظهر بوضوح في السياسة الأمريكية حيث لا نكاد نجد مسؤولًا أمريكيًا سابقًا فور مغادرة منصبه إلا وهو عضو في أحد هذه المراكز. - جذور الشركات الاستشارية وتناولت جذور الشركات الاستشارية، وأن فكرتها نشأت في أواخر القرن التاسع عشر، وارتبطت بداياتها بالجانب المالي، وازدهرت بعد الكساد الكبير عام 1929، عندما اهتزت الثقة في القطاع المصرفي، مما دفع الحكومات للبحث عن خبراء محايدين لتقييم المؤسسات وتقديم التوجيه الاستراتيجي. وقالت سعادتها: إنه خلال فترة الستينيات وحتى الثمانينيات، ظلت الشركات ذات الطابع المالي هي المهيمنة، لكن مع طفرة التكنولوجيا في الثمانينيات وصعود النيوليبرالية، توسع دور الشركات الاستشارية ليشمل المجالات التكنولوجية وإعادة هيكلة القطاع العام وفق نماذج مستمدة من القطاع الخاص. وتابعت: أن هذه الشركات شهدت نموًا هائلًا، فبينما كانت قيمتها السوقية لا تتجاوز 3 مليارات دولار في عام 1980، قفزت إلى 330 مليار دولار بحلول عام 2008، ووصلت في بريطانيا وحدها إلى 14 مليار دولار عام 2021، ومع ذلك، فإن هذه الأرقام تظل تقديرية، حيث لا تفصح جميع الحكومات والشركات عن بياناتها المالية بدقة، لافتة إلى أن إحدى الإحصائيات تشير إلى أن 35% من العاملين في كبرى الشركات الاستشارية هم من الخريجين الجدد، ما يثير تساؤلات حول مستوى الخبرة الفعلية التي تقدمها هذه الشركات. - انحيازات فكرية وقالت: إنه غالبًا ما يحضر في الاجتماعات التمهيدية والختامية كبار المستشارين، بينما يتولى العمل الفعلي شباب حديثو التخرج من جامعات النخبة، مما يطرح إشكالية حول مدى عمق التحليل الذي تقدمه هذه الشركات، ومدى اعتمادها على أساليب جاهزة بدلاً من حلول مخصصة، لافتة إلى أن البيروقراطية تاريخياً كانت اختراعًا هامًا، إذ ساهمت في تأسيس مؤسسات مستقرة محصنة ضد التقلبات السياسية والمزاج الشخصي، كما نظّر لها أحد علماء الاجتماع عالم الاجتماع الألماني لكن منذ الثمانينيات، عززت الشركات الاستشارية سردية مفادها أن القطاع العام غير منتج، مما أدى إلى انتشار نماذج مستوحاة من القطاع الخاص في إدارة الحكومات، حيث أصبحت مؤشرات الأداء وأدوات التقييم الاستشاري جزءًا لا يتجزأ من هذه الإدارة، رغم أن هذه الأدوات نفسها قد تكون محملة بانحيازات فكرية غير محايدة. وتابعت سعادتها: أن الشركات الاستشارية ليست مجرد مقدمي خدمات، بل هي فاعلة وتؤثر في مسارات الدول والقطاعات والوعي بأدوارها، وتمييز أدواتها، والتساؤل عن خلفياتها الفكرية، أمر ضروري للحفاظ على استقلالية القرار الوطني، وضمان أن تكون الاستشارات وسيلة لتطوير السياسات، لا لتوجيهها في مسارات غير مدروسة. - علاقة المثقف بالواقع وفي ختام محاضرتها، عرجت سعادة وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي على علاقة المثقف بالواقع العربي، مؤكدة أن العديد من المثقفين والمفكرين في العالم العربي يعانون من انفصال عن الواقع، ويفتقرون إلى الحس العملي في تقديم أفكارهم، وأن بعض الباحثين والمفكرين يطرحون أفكاراً وكأنها جديدة تماماً، بينما هي ليست سوى إعادة إنتاج لأطروحات قديمة لم يتم تكييفها مع السياقات الراهنة. وأكدت سعادتها أن صانع القرار لا يحتاج إلى أفكار نظرية مجردة، بل إلى رؤى قابلة للتنفيذ، تستند إلى تحليل دقيق للمعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لافتة إلى أن الظاهرة لا تكمن فقط في عدم قدرة بعض المثقفين على تقديم أفكار عملية، بل في غياب الوعي بأهمية فهم السياقات المختلفة قبل تقديم أي مقترحات. - فجوة بين التفكير والتطبيق وشددت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، على حاجة العالم العربي إلى إعادة صياغة العلاقة بين الفكر والسياسة، بحيث لا يقتصر دور المثقف على النقد والتنظير، بل يمتد إلى المشاركة الفاعلة في رسم السياسات وصناعة القرار مع القدرة على التعامل مع التحديات الراهنة والمستقبلية. وقالت إن هناك من يطرح حلولاً للمشكلات دون دراستها بعمق، مما يؤدي إلى تقديم رؤى غير واقعية أو غير قابلة للتطبيق. داعية إلى إعادة النظر في العلاقة بين المثقف وصانع القرار، والعمل على سد الفجوة بين التفكير النظري والتطبيق العملي، في ظل وجود فجوة حقيقية بين المفكر والمثقف مع صناع السياسات، ما يجعلنا في مرحلة الدخول إلى نفق التشظي المعرفي والأخلاقي، وموت الأفكار الكبرى، وهى الظاهرة التي لاتقتصر على العالم العربي فقط، بل يشهدها العالم. وتابعت: أن الحل يكمن في تبني مقاربة أكثر واقعية، تعتمد على فهم دقيق للواقع المحلي والدولي، مع التركيز على طرح أسئلة جوهرية تتجاوز البحث عن “كيف” البحث إلى “لماذا”، وذلك لفهم الأسباب العميقة للمشكلات بدلاً من الاكتفاء بمعالجة مظاهرها. - وزير العدل: دور بارز للدولة في الذكاء الاصطناعي في مداخلة من حضور الندوة، حول إحلال الذكاء الاصطناعي محل الشركات الاستشارية، أكد سعادة وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، أن الذكاء الاصطناعي أكبر تحد ليس في تقديم الخدمات الاستشارية فقط، ولكن في جميع المجالات، وأن دولة قطر من جانبها تقوم بجهود بارزة في هذا الاتجاه، مستفيدة في ذلك من مختلف التقنيات، دون خسارة في الجانب البشري.

1008

| 26 فبراير 2025

ثقافة وفنون alsharq
الداعية د. عثمان الخميس: الأمة تعيش أزمة بتراجع مكانة العلم وانتشار الفوضى الفكرية

■التمسك بالعلم الشرعي ضرورة لنهضة الأمة ■ صورة العلماء تتعرض لمحاولات تشويه ■ طلاب العلم عليهم مسؤولية نشر المعرفة ■ الجمود الفكري خطر يهدد الفهم الصحيح للدين ■ علينا الحذر ممن يتصدى للفتوى دون علم ■ يجب العناية بالمقاصد الشرعية للتوازن بين النصوص والواقع ■ الفهم العميق للدين والواقع ضرورة لاستعادة النهضة واصلت وزارة الثقافة، مساء أمس، فعاليات موسم الندوات، في نسخته الرابعة، حيث نظمت ندوة بعنوان «الإسلام نمط حياة وثقافة متكاملة»، حضرها سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وجمع غفير من المثقفين وشرائح مختلفة من الجمهور. وتحدث خلال الندوة الداعية الشيخ د.عثمان الخميس، وأدارها الداعية د.يوسف عاشير، وأقيمت في فندق الريتز كارلتون، وسلطت الضوء على دور الإسلام في تشكيل الهوية الثقافية، وأثر التعاليم الإسلامية في بناء المجتمعات، بالإضافة إلى تناول أسس وقواعد بناء الحياة العامة وفق منهج وثقافة متكاملة تؤثر في مختلف جوانب الحياة الإنسانية. واستهل د.عثمان الخميس الندوة بالتأكيد أن الإسلام أولى التعليم اهتمامًا كبيرًا منذ نشأته، حيث كان المسجد هو المدرسة الأولى التي نهل منها الصحابة علوم الدين والدنيا، مشيراً إلى أن الأزمة التي تعيشها الأمة اليوم تعود إلى تراجع مكانة العلم والعلماء، وانتشار الفوضى الفكرية نتيجة الابتعاد عن الفهم الصحيح للنصوص الشرعية. - نهضة الأمة وشدد على أن النهضة الحقيقية للأمة الإسلامية لن تتحقق إلا من خلال التمسك بالعلم الشرعي، وأن الأمة الإسلامية لم تكن في الصدارة إلا عندما تصدّر العلماء المشهد وأصبحت المعرفة محركًا أساسيًا للحياة، مستشهدًا بعصور الازدهار الإسلامي التي كانت تزخر بالعلماء في شتى المجالات. كما شدد على أهمية العلم الشرعي في نهضة الأمم. وقال: إن العلماء الحقيقيين يدركون الواقع أكثر مما يُظن، ويستطيعون تقديم حلول قائمة على أسس شرعية راسخة، وأن الفهم العميق للواقع هو جزء لا يتجزأ من العلم الشرعي. وتابع: إن العلماء عبر التاريخ لم يكونوا مجرد ناقلين للنصوص، بل كانوا أهل اجتهاد وفقه، يعلمون الناس ويفسرون لهم أحكام الشريعة بما يتناسب مع مستجدات حياتهم. وتوقف د.الخميس عند سيرة الإمام أحمد بن حنبل الذي واجه فتنة خلق القرآن بفهم عميق للسياق السياسي والاجتماعي في زمانه، وكذلك ابن تيمية الذي كان حاضر الذهن في مواجهة قضايا عصره، حيث تصدى للفرق المنحرفة، وقاد الأمة نحو الفهم الصحيح للإسلام. - منهج العلماء وشدد د.عثمان الخميس على ضرورة التمسك بمنهج العلماء الذين يجمعون بين العلم الشرعي العميق والوعي بالواقع، لافتاً إلى أن العالم الحقيقي ليس مجرد ناقل للأحكام، بل هو من يفقه النصوص ويفهم السياقات التي تطبق فيها، ويستطيع تقديم الفتاوى والحلول التي تراعي مقاصد الشريعة ومصلحة الأمة. وحذر من خطورة الاعتماد على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للفتوى، واصفاً مثل هذه المنصات بأنها مليئة بالآراء المتضاربة، وأن الأخذ بالفتوى لا بد أن يكون من العلماء الموثوقين، وليس ممن يفتون دون علم أو دراية. وقال إن من أخطر ما تواجهه الأمة اليوم هو الخلط بين العلماء الراسخين الذين يمتلكون أدوات الفهم والاجتهاد، وبين من يكتفي بحفظ النصوص دون إدراك معانيها وسياقاتها. - تحديات العلم وعرج د.عثمان الخميس على التحديات التي تواجه العلم الشرعي في العصر الحديث، وحددها في التشكيك في دور العلماء ومحاولة فصلهم عن الواقع، وانتشار الفتاوى غير الموثوقة، وغياب الاجتهاد الفقهي المتزن الذي يراعي النصوص والمقاصد الشرعية معًا، محذرا من التصدي للفتوي ممن يحفظون نصوصا فقط دون فهم وغير متخصصين في العلوم الشرعية. وقال إن هناك فرقًا بين الفقيه الذي يقتصر على ظاهر النصوص دون فهم لروحها ومقاصدها، وبين الفقيه الذي يوازن بين النصوص والواقع، لافتاً إلى أن هذا هو المنهج الذي اتبعه الصحابة والتابعون، حيث لم يكونوا جامدين على ظاهر النصوص، بل كانوا يجتهدون في تنزيلها على واقع الناس بما يحقق مقاصد الشريعة. وتابع: أن العلم كان وما زال أحد الركائز الأساسية في الإسلام، إذ لم يكن مجرد وسيلة دنيوية، بل كان مطلبًا شرعيًا يرفع الله به درجات المؤمنين، مشيراً إلى أن هناك فرقا بين العالم المجتهد الذي يفهم الدين بعمقه، وبين من يظن أن العلم مجرد نقل دون فهم. - نشر المعرفة وحث د.عثمان الخميس طلاب العلم على تحمل مسؤولية نشر المعرفة الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تنتشر في المجتمع، مؤكداً أن العلم هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات الفكرية والثقافية التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم. وحذر من خطر الجمود الفكري الذي يبعد الناس عن الفهم الحقيقي للدين، مشددا على أهمية الرجوع إلى العلماء الثقات، مشدداً على ضرورة العناية بعلوم المقاصد الشرعية، التي تتيح للعالم أن يوازن بين النصوص والواقع، وتمنع الوقوع في الفهم السطحي للأحكام. - فهم الواقع وقال د.عثمان الخميس: إن طالب العلم لا ينبغي أن يكون مجرد ناقل للمعلومات، بل يجب أن يكون صاحب فهم دقيق للواقع، قادرًا على تقديم العلم الشرعي بأسلوب يناسب الناس ويفسر لهم الأحكام بطريقة صحيحة بعيدًا عن التشدد أو التهاون. وأضاف أن هناك محاولات لتشويه صورة العلماء وإبعاد الناس عنهم، وأن هذا جزء من الحرب الفكرية التي تواجهها الأمة. مشدداً على أن الأمة لن تنهض إلا إذا عادت إلى علمائها، وتمسكت بعقيدتها الصحيحة، وعملت على تحقيق نهضتها بالعلم والفهم العميق للدين والواقع معًا. - وزيرة التربية والتعليم تختتم موسم الندوات يُختتم موسم الندوات غدا بندوة لسعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، تقام في المبنى الثقافي بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. ويقام موسم الندوات بالشراكة بين وزارة الثقافة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين من داخل وخارج دولة قطر ، ويأتي ضمن جهود الوزارة ونهجها الراسخ في تأسيس منصة للحوار الثقافي والفكري الجاد والمعمق حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية.

658

| 24 فبراير 2025

ثقافة وفنون alsharq
وزارة الثقافة تنظم ندوة بعنوان "الإسلام نمط حياة وثقافة متكاملة"

نظمت وزارة الثقافة، مساء اليوم، ندوة بعنوان الإسلام نمط حياة وثقافة متكاملة، وذلك ضمن موسم الندوات في نسخته الرابعة، بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وجمع غفير من المثقفين والجماهير. وتحدث خلال الندوة الداعية الكويتي الدكتور عثمان الخميس، وأدارها الداعية الدكتور يوسف عاشير، حيث تم تسليط الضوء على أسس وقواعد بناء حياتنا وفق منهج وثقافة متكاملة تؤثر في مختلف جوانب الحياة الإنسانية، كما تناولت الندوة القيم الأخلاقية والاجتماعية في الإسلام، مع التأكيد أهمية العلم في الإسلام والعلم وإسهامه الحضاري، فضلا عن دور الإسلام في تشكيل الهوية الثقافية. وأكد الداعية الدكتور عثمان الخميس أن النهضة الحقيقية للأمة الإسلامية لن تتحقق إلا من خلال التمسك بالعلم الشرعي، مشددا على أن الإسلام أولى التعليم اهتماما كبيرا منذ نشأته، حيث كان المسجد هو المدرسة الأولى التي نهل منها الصحابة علوم الدين والدنيا، موضحا أن الأزمة التي تعيشها الأمة اليوم تعود إلى تراجع مكانة العلم والعلماء، وانتشار الفوضى الفكرية نتيجة الابتعاد عن الفهم الصحيح للنصوص الشرعية، مؤكدا على أهمية دور العلم الشرعي في نهضة الأمم. وقال إن الأمة الإسلامية لم تكن في الصدارة إلا عندما تصدّر العلماء المشهد وأصبحت المعرفة محركًا أساسيًا للحياة، مستشهدًا بعصور الازدهار الإسلامي التي كانت تزخر بالعلماء في شتى المجالات، من الفقه والتفسير إلى الطب والفلك والهندسة، ومشيرا إلى أن أول آية نزلت من القرآن الكريم جاءت بصيغة الأمر بالقراءة، وهي قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، مما يدل على أن العلم هو مفتاح كل خير، وأن الأمة التي تهمل طلب العلم مصيرها التراجع والتخلف. وأضاف الخميس أن العلماء الحقيقيين هم الذين يبنون الحضارات ويحمون المجتمعات من الانحراف، مذكّرًا بأن الحضارة الإسلامية قامت على العلم الشرعي والعقيدة الصحيحة، ولم تكن قائمة على التقليد الأعمى للآخرين، بل على الفهم العميق للواقع وفق منهج إسلامي أصيل. وأشار إلى وجود العديد من التحديات التي تواجه العلم الشرعي في العصر الحديث، أبرزها التشكيك في دور العلماء ومحاولة فصلهم عن الواقع، وانتشار الفتاوى غير الموثوقة، وغياب الاجتهاد الفقهي المتزن الذي يراعي النصوص والمقاصد الشرعية معًا، مشددا على أن أخطر ما تواجهه الأمة اليوم هو الخلط بين العلماء الراسخين الذين يمتلكون أدوات الفهم والاجتهاد، وبين من يكتفي بحفظ النصوص دون إدراك معانيها وسياقاتها، وموضحًا أن هذا الفارق هو ما يجعل بعض الفتاوى قاصرة عن تحقيق مقاصد الشريعة في بعض القضايا المعاصرة. كما حذر الخميس من خطورة الاعتماد على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للفتوى، مشيرا إلى أن هذه المنصات مليئة بالآراء المتضاربة، وأن الأخذ بالفتوى لا بد أن يكون من العلماء الموثوقين، لا ممن يفتون دون علم أو دراية. وأكد أن العلم كان وما زال إحدى الركائز الأساسية في الإسلام، إذ لم يكن مجرد وسيلة دنيوية، بل كان مطلبًا شرعيًا يرفع الله به درجات المؤمنين، كما ورد في قوله تعالى: ((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)). فالتعليم لم يكن مجرد نشاط بشري عابر، بل هو طريق لفهم الدين والدنيا معًا، كما أن المعرفة في الإسلام ليست حكرًا على فئة دون أخرى، بل هي مسؤولية عامة يجب على الأمة كلها حملها ونشرها. وشدد الخميس على أن الدين لم يكن يوما حجر عثرة أمام التقدم العلمي، لأن الحضارة الإسلامية في أوج ازدهارها كانت تقوم على العلم والمعرفة، حيث نشأت المدارس الكبرى في بغداد وقرطبة ودمشق والقاهرة، وبرز علماء مثل ابن سينا والرازي وابن الهيثم، الذين أسهموا في مختلف العلوم من الطب إلى الفلك والرياضيات. ولم يكن هناك صراع بين الدين والعلم، كما حدث في أوروبا خلال العصور الوسطى. وفي ختام محاضرته، وجّه الدكتور عثمان الخميس رسالة إلى طلاب العلم، داعيًا إياهم إلى تحمل مسؤولية نشر المعرفة الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تنتشر في المجتمع، مشددًا على أن العلم هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات الفكرية والثقافية التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم. جدير بالذكر أن موسم الندوات يختتم نسخته الرابعة بعد غد الثلاثاء من خلال إقامة ندوة لسعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي في المبنى الثقافي بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. ويقام موسم الندوات في الفترة من 10 وحتى 25 فبراير 2025 موسم الندوات بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للدراسات، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين من داخل دولة قطر وخارجها، ويأتي ضمن جهودها المتواصلة ونهجها الراسخ في تأسيس منصة للحوار الثقافي والفكري الجاد والمعمق حول أبرز القضايا الثقافية.

306

| 23 فبراير 2025

ثقافة وفنون alsharq
موسم الندوات.. أكاديميون: الحضارة الإسلامية قدمت حلولاً لأزمات الأمم والمجتمعات

■ د. هيلات: الإسلام قدم رؤية متوازنة في علاقة الإنسان بالعالم ■د. جدي: دراسة هشاشة الأخلاقيات في العلاقات المعاصرة واصلت وزارة الثقافة، أمس، موسم الندوات، بإقامة الفعالية الخامسة في مبنى شؤون الطلاب في جامعة قطر، تحت عنوان القيم الإنسانية وتحديات العلاقات الحضارية المعاصرة، وهو الموسم الذي تنظمه الوزارة بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد العالم العربي بباريس. وشارك في الندوة كل من د. محمد أمزيان رئيس وحدة البحوث والدراسات الإسلامية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، ود. عبدالقادر جدي أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة في جامعة قطر، ود. عمر الخطيب أستاذ العقيدة الإسلامية في كلية الشريعة بجامعة قطر، ود. علاء هيلات عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة قطر، وأدارها السيد ناصر المالكي رئيس قسم العلاقات العامة في إدارة العلاقات العامة والاتصال بوزارة الثقافة، وذلك وسط حضور لافت من المثقفين والأكاديميين والطلاب. وأكد ناصر المالكي أهمية الندوة في تقديم أطروحات علمية تحدد التحديات التي تواجه العلاقات الحضارية في العالم المُعاصِر، مع التركيز على دور القيم الإنسانية في تعزيز التفاهم والتعايش بين الشعوب. وأكدت مداخلات المشاركين أن النموذج الإسلامي كان مؤثراً في المجتمعات الأخرى، وأن الإسلام قدم حلولًا حضارية لكثير من الأزمات التي عانت منها الأمم. - مقاصد الوجود ومن جانبه، تناول د. علاء هيلات للقيم الإنسانية في الأديان وأثرها في مواجهة التحديات الحضارية المعاصرة، وقارن بين وضع الإنسان في مختلف الأديان، لافتاً إلى أن الدين الإسلامي يعتبر الإنسان كائناً وجودياً متساويا في أصل وجوده، وأن الإسلام قدم رؤية متوازنة في علاقة الإنسان بالعالم. وتناول مقاصد وجود الإنسان في هذه الحياة تبعا للاتجاهات الثلاثة السابقة، مؤكداً أن الإسلام قدم رؤية متوازنة في علاقة الإنسان بالعالم، وأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي قدم علاقة متوازنة في علاقة الإنسان بالكون. وتحدث عن أثر الأديان وبنائها القيمي في مواجهة التحديات الحضارية المعاصرة من خلال الحديث عن مكانة الإنسان والمحافظة على الفطرة الإنسانية. - البعد الأخلاقي وبدوره، تعرض د. عبدالقادر جدي للبعد الأخلاقي للعلاقات الدولية في المنظور الفقهي، لافتاً إلى مدى حضور الأخلاق في تصور العلاقات الدولية المعاصرة، والمفهوم الغربي للدولة وإشكالية القيم الأخلاقية، والمنظور الفقهي والمقاصدي المُؤسس لنظرة الإسلام لمنظومة العلاقات الدولية القائمة على السلم والعدل والوفاء بالعهود الدولية، ومراعاة الاختلاف. وقال إنه يحاول من خلال مشاركته أن يعالج هشاشة الجانب الأخلاقي في العلاقات الدولية المعاصرة، معرباً عن أمله في أن يضع اليد على أهم أسباب هذه الهشاشة، وأن يبرز المنظور الفقهي الإسلامي في إمداد العلاقات الحضارية المعاصرة بأهمية القيم الأخلاقية. - بناء القيم ومن جانبه، عرج د. عمر الخطيب، على أثر الإسلام في بناء القيم الإنسانية لمواجهة التحديات الحضارية الشاملة، وتأسيس الإسلام للقيم الإنسانية من البعد القومي إلى البعد الحضاري، والتنمية القيمية الإنسانية في الإسلام وأثرها في مواكبة التحديات الحضارية. كما تناول دور المسلمين في مواجهة التحديات الحضارية المعاصرة من خلال القيم الإنسانية الإسلامية، البرهنة والاستدلال. مستعرضاً التأسيس التوحيدي للقيم الإنسانية. وقال إن القيم في المفهوم الإسلامي لم تكن مجرد مبادئ نظرية، بل كانت معياراً حاكماً يضبط تعامل المسلمين فيما بينهم ومع الآخرين، مما جعل النموذج الإسلامي مؤثراً في المجتمعات الأخرى، كما قدم الإسلام حلولًا حضارية لكثير من الأزمات التي عانت منها الأمم. - تفاهم حضاري وبدوره، تناول د. محمد أمزيان في مداخلته الحوار بين عالم الشمال وعالم الجنوب: تحديات وفرص بناء التفاهم الحضاري، مؤكداً أن النخب الفكرية في دول الجنوب بما فيها العالم الإسلامي يتعين عليها أن تستثمر في بناء جسور التواصل مع أحرار الإنسانية في بناء إستراتيجيتها الحوارية، خاصة عندما يتعلَّق الأمر بالبرامج الأكاديمية المتقدمة، والمؤسسات المعنية بقضايا حوار الأديان، والحوار مع الآخر الحضاري، والتعاون في مجال البحث العلمي. وقال إن الحوار بين عالم الشمال وعالم الجنوب، وخاصة العالمين الغربي والإسلامي، يطرح سؤالًا يتعلَّق بفهم طبيعة الغرب وتوجهاته السياسية والأيديولوجية، ومدى تأثيرها على مواقفه من الآخر الحضاري. - محاضرة للداعية د.عثمان الخميس الأحد تنظم وزارة الثقافة مساء يوم الأحد المقبل محاضرة للداعية المعروف د. عثمان الخميس بعنوان الإسلام نمط حياة وثقافة متكاملة، وذلك في فندق الريتز كارلتون. كما تنظم الوزارة في صباح ذات اليوم، ورشة تدريبية بعنوان كيف تسرد قصتنا للآخر، يحاضر فيها الإعلامي أسعد طه، بهدف تناول السرد القصصي، وكتابة محتوى يجذب الجمهور بأسلوب احترافي، وتزويد الإعلاميين ومنتجي المحتوى بالمهارات اللازمة لصناعة محتوى إبداعي، وتقديم نصائح عملية حول كيفية تطوير الأفكار.

290

| 20 فبراير 2025

ثقافة وفنون alsharq
موسم الندوات يناقش التغيرات والتحولات الاجتماعية في المشرق العربي

نظمت وزارة الثقافة أمس فعالية جديدة ضمن موسم الندوات، في نسخته الرابعة، والذي تنظمه بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد العالم العربي في باريس. وأقيمت أمس ندوة بعنوان «التغيرات والتحولات الاجتماعية في المشرق العربي»، بمقر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، حضرها نخبة من الخبراء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين والطلاب. وشارك في الندوة كل من د. مروان قبلان مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ود. حارث حسن باحث مشارك في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والسيد عبدالعزيز الخاطر باحث وكاتب قطري، وأدارتها الإعلامية إيمان الكعبي، مدير المركز الإعلامي القطري. واستهلت الكعبي الندوة بالتأكيد أن المشرق العربي مر في السنوات الأخيرة بتحولات اجتماعية وسياسية وثقافية عميقة تفاعلت مع مجموعة من العوامل المحلية والإقليمية والعالمية، حيث تداخلت التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مع بعضها البعض لتُنتج واقعًا جديدًا يتسم بالتنوع والاختلاف. وقالت إن هذه التحولات ليست مجرد ردود فعل على ما تشهده منطقتنا من أحداث سياسية واقتصادية كبرى، بل هي نتيجة عملية تطور متشابكة بين الماضي والحاضر، بين التقاليد والحداثة، بما في ذلك التحولات في القيم والهويات الثقافية، فضلاً عن التطورات التكنولوجية التي أسهمت في إعادة تشكيل العلاقات الاجتماعية. وتابعت: إن الناظر إلى طبيعة هذه التغيرات يجد أنها باتت أكثر تعقيدًا وتسارعًا، بما يعكس الأبعاد المتعددة للأزمات السياسية والاقتصادية وصولًا إلى التطورات التكنولوجية والثقافية، والتي أسهمت في إعادة تعريف الهويات الثقافية والاجتماعية في بعض المجتمعات، وتشكيل ملامح الأجيال الجديدة، وتأثيراتها العميقة على مفاهيم مثل الأسرة، والتعليم، والعمل، والعلاقات الاجتماعية. ولفتت إيمان الكعبي إلى أن ذلك أثر في بعض المجتمعات ما أدى إلى إعادة تشكيل هوياتها الاجتماعية والثقافية وأنظمتها السياسية في مواجهة التحديات المستمرة في المنطقة، وأصبح جيل الشباب أكثر حضورا في الساحة السياسية والاجتماعية، وبات محركًا رئيسيًا للتغيير. من جانبه، قدم د. مروان قبلان مداخلة بعنوان «المشرق العربي بعد سقوط الأسد: هل يلغي التغيير السوري مفاعيل الغزو الأمريكي للعراق؟»، واصفاً سقوط نظام الأسد بأنه أحد أبرز التغيرات التي شهدها القرن الأخير، لما له من تداعيات عديدة في المنطقة، وانعكاسات على ما تشهده من تحالفات. وتوقف عند المحطات الخمس التي شهدها العالم خلال المائة سنة الماضية، ورأى أن سقوط نظام الأسد يأتي في مقدمتها، ومعها الحرب العالمية الأولى، ونكبة فلسطين، وما نتج عنها من ضياع لفلسطين، مما كان له العديد من التداعيات في المنطقة، في مقدتها الحروب العربية - «الإسرائيلية»، والتي كان آخرها العدوان على غزة، بالإضافة إلى الثورة الإيرانية في عام 1979، وما شهدته من انعكاسات، بينما حدد المحطة الرابعة في الغزو العراقي للكويت، فيما رأى أن المحطة الخامسة في هجمات تنظيم القاعدة في أمريكا عام 2001، وما نتج عنه من غزو أفغانستان، ثم العراق. أما السيد عبدالعزيز الخاطر، فتناول أبرز التحولات في المجتمعات الخليجية في ظل التطورات الاقتصادية والسياسية، معتبراً وجود فجوة وجودية بين ما يعيشه أبناء دول الخليج العربية، وبين الجهاز المفاهيمي لديهم، بالحديث عن مفاهيم ثابتة، دون تحديد ماهيتها، أو دون فهم للواقع المحيط بها. واعتبر أن الإنسان العربي والخليجي كان تقليدياً، ومع مرور تحول إلى مستهلك، وأن لديه العديد من المفاهيم أصبحت هاجساً لديه، مثل الحديث عن مفاهيم النصر والهزيمة والفتنة والهوية الوطنية، وتكراره الحديث عنها، دون وضع تعريف محدد لها، داعياً المؤسسات البحثية في الخليج والدول العربية إلى رصد هذه الفجوة، ومعرفة أسبابها، وكيفية علاجها. وأشار إلى وجود حالة من عدم المعيارية، أصبحت هي المحرك للواقع، دون تأويله، مع غياب مؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي، وعدم تدريس العديد من المناهج، لاسيما المتعلقة بعلم الاجتماع، داعياً في سياق آخر الشعراء إلى أن يكونوا نبض واقعهم. أما د. حارث حسن، فجاءت مداخلته بعنوان «العراق، وإيران، وتحولات المشرق الراهنة»، وتحدث فيها عن الأوضاع الداخلية في العراق، وما يشهده من تطورات، وانعكاسات، نتيجة التطورات الإقليمية والدولية، داعياً إياه إلى عدم تركيز إيراداته على النفط، حتى لا يصبح أسيراً للسوق العالمية. - ندوة اليوم يواصل موسم الندوات اليوم، فعالياته، حيث تشهد جامعة قطر، ندوة بعنوان «القيم الإنسانية وتحديات العلاقات الحضارية المعاصرة»، تركز على القيم الإنسانية في تعزيز التفاهم والتعايش بين الشعوب، من خلال مداخلات، تستعرض البعد الأخلاقي في العلاقات الدولية، ودور الإسلام والأديان المختلفة في تأسيس القيم الإنسانية، وأهمية الحوار بين الشمال والجنوب، لإرساء علاقات حضارية، قائمة على السلم والعدل.

414

| 19 فبراير 2025

ثقافة وفنون alsharq
موسم الندوات يرصد إسهامات الحضارة الإسلامية عالمياً

■ د. روي كاساغراندا: الحضارة الإسلامية لعبت دوراً محورياً في حفظ وتطوير العلوم والفكر ■الحضارة الإسلامية أثرت التبادل الثقافي والمعرفي عبر العصور ■ تقنيات الجراحة في الغرب اليوم مستوحاة من علوم المسلمين ■تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب حقيقة تاريخية واصلت وزارة الثقافة فعاليات موسم الندوات في موسمه الرابع، حيث أقيمت ندوة أمس بعنوان «كيف نفهم تأثير الحضارة الإسلامية في العالم اليوم»، في جامعة قطر، شارك فيها د. روي كاساغراندا الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة تكساس في أوستن، وأدارها السيد ناصر المالكي، رئيس قسم العلاقات العامة بوزارة الثقافة. شهدت الندوة حضوراً لافتاً من المثقفين والأكاديميين وطلاب جامعة قطر الذي ساهموا في إثرائها بمداخلات بارزة، حيث سلطت الندوة الضوء على الإسهامات الكبرى التي قدمتها الحضارة الإسلامية في مجالات العلوم والفكر الإنساني، ودورها المحوري في تشكيل مسار التقدم البشري، واستفاد منها الغرب، فيما وصل إليه اليوم من تطور. وسلط المحاضر الضوء على العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، وما شهدته من بروز علماء موسوعيين قدموا إسهامات بارزة في مجالات مختلفة، فيما توقف المحاضر عند الأسباب التي أدت إلى تهميش الإنجازات العلمية والمعرفية والحياتية، وعدم الاحتفاء بها، بالشكل الذي تستحقه. - بصمة حضارية كما تناول المحاضر الإسهامات الكبرى التي قدمتها الحضارة الإسلامية، ودورها المحوري في تشكيل مسار التقدم البشري، وسلطت الضوء على التأثير العميق للعلوم الإسلامية في النهضة الأوروبية والعالم، مما يعكس أهمية التبادل الثقافي والمعرفي في إثراء الحضارات عبر العصور. وأكد كاساغراندا أن الحضارة الإسلامية تركت بصمات واضحة في شتى جوانب الحياة، ولا يزال تأثيرها ممتداً إلى اليوم، كما أنها اهتمت بعلم الفلك، وأنشأت المراصد الفلكية، وقامت بتطويرها واكتشاف العديد من النجوم والكواكب وتحديد أوقات الصلاة بدقة. وشدد على أن الحضارة الإسلامية لعبت دوراً محورياً في حفظ وتطوير العلوم والفكر، وأنها شهدت إسهامات جليلة ومبتكرة في العديد من المجالات، من خلال العلماء المسلمين في العصر الذهبي للإسلام الذي امتد من عام 750م إلى 1258م، معرجا على إسهامات هؤلاء العلماء في تطوير العلوم الحديثة والمعاصرة. وشدد على أن الحضارة الإسلامية ساهمت بشكل كبير في مجالات العلوم والطب، خلال العصور الوسطى، ولا يزال تأثيرها واضحاً حتى اليوم، كما لا تزال العديد من المصطلحات الطبية المستخدمة اليوم أصولها عربية، كما لا تزال العديد من التقنيات الجراحية المستخدمة حتى اليوم مستوحاة من التقنيات الجراحية التي طورها العلماء المسلمون. - إسهامات العلماء وتوقف كاساغراندا عند إسهامات محمد بن موسى الخوارزمي، أحد أبرز العلماء في تاريخ الرياضيات والفلك والمعلوماتية، ووضعه أسس العديد من المفاهيم الرياضية الحديثة، فضلاً عن تأسيسه لعلم الجبر، وإسهاماته في تطوير علم الهندسة، لافتاً إلى أن الخوارزمي عرض أول حل منهجي للمعادلات الخطية والتربيعية في كتابه «حساب الجبر والمقابلة»، والذي يعد أهم كتبه. كما توقف عند الفيلسوف والقاضي المسلم أبي نصر الفارابي، صاحب الأثر الكبير في الفلسفة الكونية بأفكاره العميقة، معرجاً على تأثر الفكر والفلسفة الغربية بإسهاماته، حتى أنه لقب بالمعلم الثاني بعد أرسطو. وقال: إن الفارابي كان يعتقد بأن المدينة الفاضلة لا تكون ساكنة وغير قادرة على النمو والتحول، بل هي ديناميكية ومتحولة بمرور الزمن، فالمدينة الفاضلة تتحول من مجتمع صغير إلى مجتمع متوسط الحجم ثم إلى مجتمع كبير. وتناول المحاضر إسهامات الحسين بن عبدالله بن الحسن بن علي المشهور بـ «ابن سينا» والملقب بأبو الطب، والذي ترك تراثا ضخما من المؤلفات المحفوظة في مكتبات الشرق والغرب، وترجمت إلى اللاتينية في أيامه، والفرنسية والصينية والأيرلندية مؤخرا، لافتاً إلى أن ابن سينا ساهم بكفاءته وعلمه النابغ في نهضة الحضارة الإسلامية وتقدمها وارتقائها، وقدم إنتاجاً علمياً لا يزال العالم يعتمد عليه حتى اليوم. - حقائق تاريخية أثارت محاضرة د. روي كاساغراندا، نقاشاً واسعاً بين الحضور، إذ استفسر أحدهم عن أسباب إنكار الغرب لدور الحضارة الإسلامية على العالم الغربي، وهو ما رد عليه د. كاساغراندا بالتأكيد أن تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها ولا تقبل الجدل، وترجم هذا التأثير في مختلف جوانب الحياة، وذلك خلال فترة ازدهار الحضارة الإسلامية «العصر الذهبي للإسلام» من منتصف القرن الثامن الميلادي حتى القرن الخامس عشر الميلادي، والذي شمل مناطق واسعة من العالم الإسلامي. - تحولات المشرق تنظم وزارة الثقافة اليوم ندوة بعنوان «التغيرات والتحولات الاجتماعية في المشرق العربي»، بمقر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وذلك ضمن فعاليات موسم الندوات. يشارك في الندوة كل من د. مروان قبلان مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ود. حارث حسن باحث مشارك في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والسيد عبدالعزيز الخاطر باحث وكاتب قطري. ويتواصل موسم الندوات حتى 25 فبراير الجاري، بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للدراسات، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين من داخل وخارج دولة قطر، ويأتي ضمن جهود الوزارة في تأسيس منصة للحوار الثقافي والفكري الجاد والعميق حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية.

372

| 18 فبراير 2025

ثقافة وفنون alsharq
وزير الثقافة يفتتح النسخة الرابعة لموسم الندوات

جاك لانغ: قطر تشهد نهضة ثقافية في مختلف المجالات العالم مدين للغة العربية بإسهامات لا تحصى فرنسا تكرم الضاد خلال يوليو المقبل شوقي عبدالأمير: علينا تقديم صورة صحيحة للعرب في الغرب افتتح سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، مساء أمس النسخة الرابعة من موسم الندوات، والذي تقيمه وزارة الثقافة، بالشراكة مع جامعة قطر، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومعهد العالم العربي بباريس، وتتواصل حتى 25 من الشهر الجاري. حضر الافتتاح الذي أقيم بفندق شيراتون عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والسفراء المعتمدين لدى الدولة وعدد من كبار المسؤولين وجمع غفير من الأكاديميين والمثقفين والفنانين والمهتمين، وطلاب الجامعات في قطر. وقد استطاع موسم الندوات عبر نسخه الثلاث السابقة أن يكون منصة بارزة للحوار الفكري المعمق، حيث شهدت ندواته حضوراً لافتاً من الخبراء والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين وصُناع الرأي، الذين أثروا النقاش بأفكارهم ورؤاهم. آفاق للحوار واستهل السيد جاسم سلمان، المشرف العام على موسم الندوات، انطلاق أولى فعاليات الموسم بالتأكيد أنه أضحى منبراً سنوياً لتعزيز الحوار الثقافي والفكري المعمق حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية المعاصرة، وفضاء مفتوحا لتلاقي الأفكار والإبداعات التي تشكّل المشهد الثقافي القطري والعربي وتصنع تنوعه وتفرده وانفتاحه، لافتاً إلى أن وزارة الثقافة أعدت خلال الموسم برنامجاً ثرياً ومنوعاً من الندوات الفكرية لتعظيم الفائدة المرجوة من هذا الحدث الثقافي السنوي. وأضاف أن وزارة الثقافة تهدف من خلال موسم الندوات، الذي يستمر حتى 25 فبراير الجاري، إلى تعزيز جهودها في بناء شراكات ثقافية مثمرة مع الجهات الفاعلة في المجتمع، ودعم الأنشطة والفعاليات الفكرية والإبداعية والثقافية ، وبناء جسور التواصُل بين النخب الثقافية والأكاديمية والجمهور، بما يدعم جهود التنمية الثقافية والبشرية في المجتمع. وتابع: إن وزارة الثقافة حريصة على توسيع نطاق التأثير الثقافي عبر عقد شراكات ثقافية مع كبرى المؤسسات الثقافية والبحثية في العالم، بما يدعم الحضور الثقافي القطري في الأوساط الأكاديمية والفكرية العالمية، ويفتح آفاقاً أوسع للنقاش والحوار الفكري المثمر، الذي يوفره موسم الندوات، في نسخته الرابعة. خطاب ثقافي وأعقب افتتاح موسم الندوات، انطلاق أولى فعالياته ، بعنوان «الخطاب الثقافي العربي في الغرب»، بمشاركة كل من سعادة السيد جاك لانغ، وزير الثقافة الفرنسي السابق ورئيس معهد العالم العربي في باريس، والسيد شوقي عبدالأمير، مدير عام المعهد، وقدمتها الإعلامية آمال عراب. وتناولت الندوة قضية اللغة العربية ودورها وحضورها في المشهد الثقافي عامة، والتصورات الشائعة عنها، والتحديات المحيطة بها في فرنسا، إضافة إلى مداخلة للكاتب العراقي شوقي عبد الأمير. نهضة شاملة ومن جانبه، وصف السيد جاك لانغ، دولة قطر بأنها تتمتع بصروح ثقافية وفنية ومتحفية هائلة، فضلاً عما تتمتع به الدولة من نظام تعليمي، بتوسعها في إنشاء المدارس التعليمية، ومنها مدرسة «فولتير»، ودورها في نشر اللغة الفرنسية. مشيداً بالمستوى الثقافي والإبداعي في قطر وما تشهده من نهضة ثقافية على كافة المستويات خاصة من بنية تحتية حيث تمتلك العديد من المتاحف والمكتبات والمؤسسات الثقافية التي ترسخ الحضور القطري في المشهد الثقافي العالمي. وقال: إن معهد العالم العربي في باريس، قام خلال العام الماضي بتنظيم فعالية تضمنت منتدى الفكر العربي، استمرت لمدة أسبوع، وتم خلالها دعوة نخبة من المفكرين في العالم العربي، وأن من ملامح اهتمامه باللغة العربية تأليفه كتاباً منذ خمس سنوات بعنوان «اللغة العربية كنز فرنسا»، مرجعاً اختياره هذا العنوان للكتاب لمدى التأثير الكبير للغة العربية في فرنسا، وتأثيرها اللافت في المجتمع. وأوضح لانغ أنه نشأ في فرنسا جيل تربى على اللغة العربية، إذ تعد العربية، هي اللغة الثانية في فرنسا، بعد اللغة الأم، وأن هناك الملايين يتحدثون بها في فرنسا. مستحضراً الاهتمام التاريخي باللغة العربية في فرنسا، وذلك منذ عهد الملك فرانسوا الأول، معرجاً على مهرجان «أفنيو»، والمقرر إقامة نسخته الجديدة في 14 يوليو المقبل. تكريم الضاد وقال لانغ : إن النسخة المرتقبة من هذا المهرجان سوف تشهد تكريم اللغة العربية، انطلاقاً من تكريم المهرجان للغات الحية في كل دورة، وإن دورته المرتقبة سوف تحل اللغة العربية في جميع أنشطتها، بالإضافة إلى اللغة الفرنسية، حيث سيشهد المهرجان فعالية موسيقية عن سيدة الغناء العربي الفنانة الراحلة أم كلثوم، كما سيشهد تكريم الشعر والموسيقى في العالم العربي، ما يعكس مدى الأهمية الكبيرة التي تحظى بها اللغة العربية في فرنسا، ما يجعلها كنزاً للعالم، وليس فقط لفرنسا. ثروة لغوية وتحدث عن ثراء اللغة العربية، وأنها واحدة من أكثر اللغات تحدثًا في العالم، وواحدة من أقدم اللغات الحية اليوم، وتتميز بثروة لغوية استثنائية، مؤكدا أن العربية كان لها الفضل في نقل العلوم والمعارف، حيث كانت جسرًا بين العالم القديم، كالعالم اليوناني، والعالم الغربي، فمن خلالها وصل إلينا جزء كبير من الفلسفة اليونانية، كما انتقلت إلينا علوم الرياضيات اليونانية. وقال جاك لانغ: إنه بفضل اللغة العربية حفظت نصوص مثل “ألف ليلة وليلة”، حيث نقلت في بعض الحالات بفضل المستعربين الفرنسيين، لكنها ظلت في جوهرها عربية، وأن العربية لم تكن مجرد لغة وسيطة، بل كانت لغة علم أيضا. وتابع: إن المعرفة العلمية والرياضية التي نعرفها اليوم تدين بالكثير للعربية، وأن العالم كله مدين للغة العربية بإسهامات لا تحصى، معرجاً على جهود معهد العالم العربي في باريس في تعزيز حضور اللغة العربية في فرنسا، وإنشائه قسماً خاصاً باللغة العربية. وبدوره، تناول شوقي عبدالأمير، التحديات التي تواجه اللغة العربية في الغرب، داعيا إلى مواجهة النمطية السائدة في الغرب عن العالم العربي. وأشار إلى وجود فجوة بين عظمة اللغة العربية وقدرة أبنائها على إيصالها للعالم في الواقع، حيث توجد من وجهة نظره ثلاثة عوائق رئيسية وهي ما أسماها الماضوية والشفاهية والنمطية، مشدداً على وجود خطاب يركز على الأصول والتراث ولكن لا يعتمد اعتمادا كليا على هذا الإرث دون تجديد فعلي، إلى جانب الاهتمام بالتدوين والتسجيل حيث لا يتقبل الغرب الخطاب الشفاهي بسهولة. مشدداً على ضرورة تقديم الصورة الصحيحة للعرب في خطابهم إلى العالم الغربي، بكل ما تتسم به هذه الصورة من وضوح وشفافية. ذاكرة الخليج تقام غداً، الندوة الثانية من موسم الندوات، في مقر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، تحت عنوان «الخليج وذاكرته التاريخية»، وذلك في المبنى الثقافي بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وتسلط الضوء على أبعاد الذاكرة التاريخية في منطقة الخليج العربي ودورها في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية. ويشارك في الندوة كل من: سعادة السيد خالد بن غانم العلي، عضو مجلس الشورى، ود. آمنة صادق، أستاذ مساعد في مركز دراسات الخليج في جامعة قطر، ود. العنود آل خليفة، باحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. جدليات الثقافة يستقطب موسم الندوات نخبة متميزة من الخبراء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين من داخل دولة قطر وخارجها، لتتكامل الرؤى من أجل إيجاد مقاربات وأطروحات مستنيرة حول جدليات الثقافة والفكر وتحديات العلاقات الحضارية المعاصرة والتغيرات الاجتماعية، وغيرها من الموضوعات الثقافية والقضايا الفكرية الراهنة. ويأتي تنظيم وزارة الثقافة لهذا الموسم، انطلاقاً من جهودها المتواصلة ونهجها الراسخ في تأسيس منصة بارزة للحوار الثقافي والفكري الجاد والمعمق حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية.

456

| 11 فبراير 2025

ثقافة وفنون alsharq
وزير الثقافة يفتتح النسخة الرابعة من "موسم الندوات"

افتتح سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة مساء اليوم، النسخة الرابعة من موسم الندوات، والذي يقام بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للدراسات، ضمن جهود الوزارة المتواصلة في تأسيس منصة بارزة للحوار الثقافي والفكري الجاد والمعمق حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية. حضر الافتتاح عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والسفراء المعتمدين لدى الدولة، وعدد من كبار المسؤولين ونخبة من المثقفين. ويستقطب موسم الندوات الذي يستمر حتى 25 فبراير الجاري، نخبة متميزة من الخبراء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين من داخل دولة قطر وخارجها، لتتكامل الرؤى من أجل إيجاد مقاربات وأطروحات مستنيرة حول جدليات الثقافة والفكر وتحديات العلاقات الحضارية المعاصرة والتغيرات الاجتماعية، وغيرها من الموضوعات الثقافية والقضايا الفكرية الراهنة. وقال السيد جاسم سلمان المشرف العام على موسم الندوات، في كلمة استهلالية: لقد أضحى موسم الندوات منبرا سنويا لتعزيز الحوار الثقافي والفكري المعمق حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية المعاصرة، وفضاء مفتوحا لتلاقي الأفكار والإبداعات التي تشكل المشهد الثقافي القطري والعربي وتصنع تنوعه وتفرده وانفتاحه، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة قد أعدت برنامجا ثريا ومنوعا من الندوات الفكرية لتعظيم الفائدة المرجوة من هذا الحدث الثقافي السنوي. وأضاف أن وزارة الثقافة تهدف من خلال موسم الندوات، إلى تعزيز جهودها في بناء شراكات ثقافية مثمرة مع الجهات الفاعلة في المجتمع، ودعم الأنشطة والفعاليات الفكرية والإبداعية والثقافية، وبناء جسور التواصل بين النخب الثقافية والأكاديمية والجمهور، بما يدعم جهود التنمية الثقافية والبشرية في المجتمع، مؤكدا حرص الوزارة على توسيع نطاق التأثير الثقافي عبر عقد شراكات ثقافية مع كبرى المؤسسات الثقافية والبحثية في العالم، بما يدعم الحضور الثقافي القطري في الأوساط الأكاديمية والفكرية العالمية، ويفتح آفاقا أوسع للنقاش والحوار الفكري المثمر. وجاء افتتاح موسم الندوات بندوة أقيمت مساء اليوم في فندق الشيراتون، تحت عنوان الخطاب الثقافي العربي في الغرب شارك فيها السيد جاك لانغ، وزير الثقافة الفرنسي السابق ورئيس معهد العالم العربي في باريس، والكاتب العراقي شوقي عبد الأمير مدير معهد العالم العربي في باريس. وأشاد السيد جاك لانغ في بداية حديثه بالمستوى الثقافي والإبداعي في دولة قطر، وما تشهده من نهضة ثقافية على كافة المستويات خاصة من بنية تحية، حيث تمتلك العديد من المتاحف والمكتبات والمؤسسات الثقافية التي ترسخ الحضور القطري في المشهد الثقافي العالمي، فضلا عما تتمتع به الدولة من نظام تعليمي، وتوسعها في إنشاء المدارس التعليمية، ومنها مدرسة فولتير، ودورها في نشر اللغة الفرنسية. وتحدث لانغ عن ثراء اللغة العربية منوها بأنها واحدة من أكثر اللغات تحدثا في العالم، وواحدة من أقدم اللغات الحية اليوم، وتتميز بثروة لغوية استثنائية، مؤكدا أن العربية كان لها الفضل في نقل العلوم والمعارف حيث كانت جسرا بين العالم القديم، كالعالم اليوناني، والعالم الغربي، فمن خلالها وصل إلينا جزء كبير من الفلسفة اليونانية، كما انتقلت إلينا علوم الرياضيات اليونانية. وبفضلها حفظت نصوص مثل ألف ليلة وليلة، حيث نقلت في بعض الحالات بفضل المستعربين الفرنسيين، لكنها ظلت في جوهرها عربية. وأضاف أن العربية لم تكن مجرد لغة وسيطة، بل كانت لغة علم أيضا. فالمعرفة العلمية والرياضية التي نعرفها اليوم تدين بالكثير للعربية، مشددا على أن العالم كله مدين للغة العربية بإسهامات لا تحصى. وتحدث رئيس معهد العالم العربي في باريس عن جهود المعهد في تعزيز حضور العربية في فرنسا، حيث أنشأ المعهد قسما خاصا باللغة العربية منذ أربعين عاما، كما قام خلال العام الماضي بتنظيم فعالية تضمنت منتدى الفكر العربي، استمرت لمدة أسبوع، وتم خلالها دعوة نخبة من المفكرين في العالم العربي، وأن من ملامح اهتمامه باللغة العربية تأليفه كتابا منذ خمس سنوات بعنوان اللغة العربية كنز فرنسا، مرجعا اختياره هذا العنوان للكتاب لمدى التأثير الكبير للغة العربية في فرنسا، وتأثيرها اللافت في المجتمع. وأوضح لانغ أنه نشأ في فرنسا جيل تربى على اللغة العربية، إذ تعد العربية، هي اللغة الثانية في فرنسا، بعد اللغة الأم، وأن هناك الملايين يتحدثون بها في فرنسا. مستحضرا الاهتمام التاريخي باللغة العربية في فرنسا، وذلك منذ عهد الملك فرانسوا الأول، معرجا على مهرجان أفنيو، والمقرر إقامة نسخته الجديدة في 14 يوليو المقبل. وقال: إن النسخة المرتقبة من هذا المهرجان، سوف تشهد تكريم اللغة العربية، انطلاقا من تكريم المهرجان للغات الحية في كل دورة، وأن دورته المرتقبة سوف تحل اللغة العربية في جميع أنشطتها، بالإضافة إلى اللغة الفرنسية، حيث سيشهد المهرجان فعالية موسيقية عن سيدة الغناء العربي الفنانة الراحلة أم كلثوم، كما سيشهد تكريم الشعر والموسيقى في العالم العربي، ما يعكس مدى الأهمية الكبيرة التي تحظى بها اللغة العربية في فرنسا، ما يجعلها كنزا للعالم، وليس فقط لفرنسا. ومن جهته تحدث الكاتب شوقي عبدالأمير عن التحديات التي تواجه اللغة العربية في الغرب، مشيرا إلى وجد فجوة بين عظمة اللغة العربية وقدرتنا كأفراد على إيصالها للعالم في الواقع، حيث توجد من وجهة نظره ثلاثة عوائق رئيسية وهي ما أسماها الماضوية والشفاهية والنمطية، داعيا إلى وجود خطاب يركز على الأصول والتراث، ولكن لا يعتمد اعتمادا كليا على هذا الإرث دون تجديد فعلي، إلى جانب الاهتمام بالتدوين والتسجيل، حيث لا يتقبل الغرب الخطاب الشفاهي بسهولة، داعيا إلى مواجهة النمطية السائدة في الغرب عن العالم العربي. من جانبها، قالت السيدة مريم ياسين الحمادي مدير إدارة التعاون الدولي في وزارة الثقافة، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ على هامش الندوة الأولى من موسم الندوات، إن وزارة الثقافة حريصة على إقامة فعاليات فكرية متميزة في إطار رؤيتها لتعزيز الحوار الثقافي والانفتاح على التجارب العالمية، منوهة إلى أن اللغة العربية واحدة من المحاور الوطنية الأساسية التي تركز عليها الوزارة، ومن ثم جاءت الندوة الأولى بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس، حيث ركزت على اللغة العربية وما يرتبط بها من تاريخ وثقافة في الغرب، كما أن هذا التعاون يعكس اهتمام الوزارة بتعزيز دور اللغة العربية على المستوى الدولي. وثمنت الحمادي الحضور الدولي في موسم الندوات مممثلا في البعثات الدبلوماسية والمثقفين المهتمين بهذه القضايا، وهو ما يشكل فرصة لتعزيز الحوار المتنوع بين الثقافات المختلفة على أرض دولة قطر. كما أن هذه الفعاليات تساهم في إيجاد قنوات تواصل بين المثقفين باختلاف لغاتهم، مما يعزز التفاهم والتقارب الثقافي. وأكدت حرص الوزارة على تعزيز التنوع الثقافي مع ترسيخ الهوية العربية والإسلامية، حيث يتم العمل على تقديم برامج ومبادرات تسهم في إبراز التراث الثقافي في سياق عصري يواكب تطورات المشهد الثقافي العالمي. وقالت إننا نؤمن بأهمية هذه الجهود في دعم الحراك الثقافي والفكري، وتعزيز مكانة قطر كمركز ثقافي يحتضن التنوع والانفتاح على العالم. جدير بالذكر أن الندوة الثانية من موسم الندوات الرابع سوف تقام تحت عنوان الخليج وذاكرته التاريخية وذلك بعد غد الأربعاء في المبنى الثقافي بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ويشارك فيها كل من: سعادة السيد خالد بن غانم العلي، عضو مجلس الشورى، والدكتورة آمنة صادق، أستاذة مساعدة في مركز دراسات الخليج في جامعة قطر، والدكتورة العنود آل خليفة، باحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. وتسلط الندوة الضوء على أبعاد الذاكرة التاريخية في منطقة الخليج العربي ودورها في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية.

448

| 10 فبراير 2025

ثقافة وفنون alsharq
انطلاق موسم الندوات الإثنين ووزيرة التربية تختتمه 25 فبراير

■ الموسم يشهد ندوة لوزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي ■د. غانم العلي: موسم الندوات منصة للفكر والحوار ودعم المشهد الثقافي والإبداعي ■ لأول مرة.. شراكة مع معهد العالم العربي بباريس ضمن رؤية توسيع الموسم ■د.عثمان الخميس يحاضر حول «الإسلام نمط حياة وثقافة متكاملة» ■ورشة تدريبية للإعلاميين ومنتجي المحتوى أعلنت وزارة الثقافة عن إطلاق النسخة الرابعة من «موسم الندوات» خلال الفترة من 10 إلى 25 فبراير الجاري، بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للدراسات، وذلك ضمن جهودها ونهجها في تأسيس منصة بارزة للحوار الثقافي والفكري الجاد والمعمق حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية. وأوضحت الوزارة أن موسم الندوات يستقطب نخبة متميزة من الخبراء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين من داخل دولة قطر وخارجها، لتتكامل الرؤى من أجل إيجاد مقاربات وأطروحات مستنيرة حول جدليات الثقافة والفكر وتحديات العلاقات الحضارية المعاصرة والتغيرات الاجتماعية، وغيرها من الموضوعات الثقافية، والقضايا الفكرية الراهنة. وقال سعادة الدكتور غانم بن مبارك العلي، الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة، إن النسخة الرابعة من الموسم تسعى إلى تعزيز المشهد الثقافي والإبداعي، وتوسيع نطاق التأثير من خلال عقد شراكات مع كبرى المؤسسات الثقافية والبحثية في العالم، بما يدعم الحضور الثقافي القطري في الأوساط الأكاديمية والفكريَّة، ويفتح آفاقاً أوسع للنقاش والحوار المثمر. وأوضح أن الموسم، يشهد لأول مرة، مشاركة معهد العالم العربي في باريس، حيث ينطلق بندوة لسعادة السيد جاك لانغ، وزير الثقافة الفرنسي الأسبق ورئيس معهد العالم العربي بباريس، بالإضافة إلى ندوة للأكاديمي الأمريكي د.روي كاساغراندا أستاذ العلوم السياسية. وقال سعادته إن موسم الندوات بات منبراً سنوياً رائدا يُعلي قيم الثقافة والحوار والمعرفة، ووجهة عامرة برؤى وإبداعات أهل الثقافة والفن والأدب والمجتمع وصناع الرأي في مجالات حياتية عدة، مؤكداً أن هذا النهج يترجم رؤيتها الهادفة إلى تطوير المشهد الثقافي وإثرائه، وتشجيع الأفراد والمؤسسات المهتمة بالثقافة على المشاركة في الحوار البناء، مما يُسهم في بناء جسور تواصل مع مختلف شرائح المُجتمع. - قضايا ثقافية وأوضحت الوزارة، أنها أعدت، 7 ندوات وورشة تدريبية توفر جميعها محتوى ثرياً ومتنوعاً بهدف تعظيم الفائدة من الحوار والنقاشات، حيث ستكون البداية بندوة تقام بالتعاون مع معهد العالم العربي بباريس، يوم 10 فبراير، ويحاضر فيها سعادة السيد جاك لانغ، عن الخطاب الثقافي العربي في الغرب، فيما تقام الندوة الثانية بالشراكة مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، تحت عنوان «الخليج وذاكرته التاريخية» وذلك يوم 12 فبراير في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ويشارك فيها كل من: سعادة السيد خالد بن غانم العلي، عضو مجلس الشورى، ود. آمنة صادق، أستاذة مساعدة في مركز دراسات الخليج في جامعة قطر، ود. العنود آل خليفة، باحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. ومن المقرر أن تسلط الندوة الضوء على أبعاد الذاكرة التاريخيَّة في منطقة الخليج العربي ودورها في تشكيل الهُوِيَّة الثقافيَّة والاجتماعيَّة. كما تنظم وزارة الثقافة يوم 17 فبراير في جامعة قطر، ندوة بعنوان «كيف نفهم تأثير الحضارة الإسلامية في العالم اليوم»، ويحاضر فيها د. روي كاساغراندا الأكاديميّ وأستاذ العلوم السياسيَّة، لتسليط الضوء على الإسهامات الكبرى التي قدمتها الحضارة الإسلامية. أما الندوة الرابعة، فتقام بعنوان «التغيُّرات والتحوُّلات الاجتماعيَّة في المشرق العربي» في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يوم 18 فبراير، ويشارك فيها كل من: د. مروان قبلان، مدير وحدة الدراسات السياسيَّة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ود. حارث حسن، باحث مشارك في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والسيد عبدالعزيز الخاطر، كاتب وباحث قطري. كما ستنظم وزارة الثقافة بالشراكة مع جامعة قطر، يوم 19 فبراير، ندوة بعنوان «القيم الإنسانيَّة وتحدّيَّات العلاقات الحضارية المُعاصِرة»، يشارك فيها كل من: د.محمد أمزيان، أستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلاميَّة بجامعة قطر، ود.عبد القادر جدي، أستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلاميَّة بجامعة قطر، ود.علاء هيلات، أستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلاميَّة بجامعة قطر، ود.عمر الخطيب، أستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلاميَّة بجامعة قطر. وتستهدف الندوة مناقشة التحدّيَّات التي تواجه العلاقات الحضاريَّة في العالم المعاصر، مع التركيز على دور القيم الإنسانيَّة في تعزيز التفاهم والتعايُش بين الشعوب. كما ستقام يوم 23 فبراير في جامعة قطر، ورشة تدريبية بعنوان «كيف نسرد قصتنا للآخر؟»، يحاضر فيها الأستاذ أسعد طه، صحفي وكاتب وصانع أفلام وثائقية، وتهدف الورشة إلى تزويد الإعلاميّين ومنتجي المُحتوى بالمهارات اللازمة لصناعة محتوى إبداعي، وتقديم نصائح عمليَّة حول كيفية تطوير الأفكار، والسرد القصصيّ، بالإضافة إلى كتابة محتوى يجذب الجمهور بأسلوب احترافي. ويستضيف موسم الندوات في نسخته الرابعة ، الداعية الكويتي فضيلة الشيخ الدكتور عثمان الخميس، ضمن ندوة بعنوان «الإسلام نمط حياة وثقافة متكاملة»، يوم 23 فبراير في فندق الريتز كارلتون، وتسلط الندوة الضوء على أسس وقواعد بناء حياتنا وفق منهج وثقافة متكاملة تؤثر في مختلف جوانب الحياة الإنسانية. وستركز على عدة محاور، أبرزها: القيم الأخلاقية والاجتماعية في الإسلام، دور الإسلام في تشكيل الهوية الثقافية، وأثر التعاليم الإسلامية في بناء المجتمعات المستدامة. وسوف يختتم موسم الندوات 2025 ، فعالياته، يوم 25 فبراير، بندوة لسعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، وتقام في المبنى الثقافي بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. - منصة للحوار استطاع موسم الندوات خلال نسخه الثلاث السابقة أن يكون منصَّةً بارزةً للحوار الفكري المعمق، فشهدت ندواته حضورًا لافتًا من الخبراء والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين وصُناع الرأي، الذين أثروا النقاشَ بأفكارهم ورؤاهم.

372

| 04 فبراير 2025

ثقافة وفنون alsharq
موسم الندوات يناقش ازدواجية حقوق الإنسان لدى الغرب

بحضور سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، اختتمت أمس فعاليات موسم الندوات في نسخته الثالثة الذي نظمته وزارة الثقافة خلال الفترة من 6- 9 مارس الجاري، مستهدفة من خلاله تعزيز الهوية الثقافية والفكرية لأبناء الوطن، ودعم المشهد الثقافي. وذكرت الوزارة أن هذه النسخة شهدت تنظيم باقة ثرية ومنوعة من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية لعدد من أبرز المثقفين والأدباء والمبدعين والشعراء، وذلك انسجاماً مع الحراك الثقافي الواسع الذي تشهده الساحة الثقافية في الدولة خلال السنوات الماضية، وهو الحراك الذي يمتد نفعه ليشمل مختلف أشكال الفكر والإبداع والابتكار. مؤكدة أن موسم الندوات نجح في توفير فضاء أرحب لدعم الحوار الثقافي والحضاري بمختلف أشكاله. وجاء الختام بعقد ندوة حملت عنوان «ازدواجية حقوق الإنسان في الذهنية الغربية»، شارك فيها كل من د. محمد سيف الكواري نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وسعادة السيد حسام زملط، سفير دولة فلسطين لدى المملكة المتحدة. وبدوره، شدد د. محمد سيف الكواري على ضرورة تحرير القانون الدولي من المركزية الغربية، وتبني مقاربة إنسانية لا تقر ممارسات الهيمنة والسيطرة على الآخرين، وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان، باعتباره ثمرة إنسانية عظيمة لثقافات وحضارات مختلفة، والنظر إلى مبادئ حقوق الإنسان باعتبارها برنامجا متكاملا لإصلاح العالم تكون فيه كرامة الإنسان هي الأساس، مع عدم اتخاذ الحالات التي تنطوي على انتهاكات لمنظومة حقوق الإنسان من قبل المركزية الغربية معيارا للتعامل، والعمل على توجيه جميع الثقافات نحو تحقيق المقاصد والغايات التي تكفل كرامة الإنسان طبقاً لنص الدستور الدائم لدولة قطر في المادة (18) بخصوص دعائم المجتمع. ولفت د. الكواري إلى أن ازدواجية المعايير تعني الكيل بمكيالين، فيما يشير المصطلحان إلى معنى واحد، وهو أن هناك مجموعة من المبادئ تتضمن قوانين وتشريعات وأحكاما تطبق على مجموعة معينة من الناس دون غيرهم. ووصفه بأنه مفهوم سياسي تمت صياغته بهيئته الحديثة عام 1912، وتخالف هذه الازدواجية منطق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي وضع في سنة 1948م، ويقوم على المفهوم الواضح والنقي للعدالة في المعاملة وعدم التمييز والتفرقة بين الشعوب والأعراق والأجناس. لافتاً إلى أن هذا المفهوم يتفق مع ما أشار إليه «صموئيل موين» الفقيه القانوني في جامعة ييل بنيويورك. وقال إن المركزية الغربية تلقفت فكرة حقوق الإنسان كبديل أخلاقي لإخفاق يوتوبيا، وأن حقوق الإنسان تمثل جدول عمل عالمي جذاب لتحقيق الحرية، ولكنها ذهبت تدريجيا في الخطاب الغربي إلى إضفاء الشرعية على استخدام القوة مع الآخرين، وأضاف: من ناحية أخرى، أرى أن ما يعزز عبارة «المعايير المزدوجة» هو المركزية الغربية التي تنظر إلى القانون الدولي باعتباره ثمرة الحضارة الغربية الرأسمالية، وهذه المركزية الغربية ترى في القانون الدولي إحدى أدوات هيمنتها على العالم، ولا تراه أداة لبلوغ العدل. مهنية الجزيرة ومن جانبه، استهل السفير حسام زملط، مداخلته بتوجيه الشكر إلى سعادة وزير الثقافة على دعوته للمشاركة في موسم الندوات. مثمنا المواقف التاريخية لدولة قطر. وقال إنها مواقف محترمة نبني عليها. وتعرض لجرائم الاحتلال «الإسرائيلي» على غزة، مؤكدا أن هذا العدوان كشف الوجه الحقيقي للاحتلال رغم كل الجهود التي بذلها من حملات ودعايات لتكريس صورته، حتى تصدعت هذه الصورة وانكشفت على حقيقتها أمام الرأي العام العالمي. وقال: إن «إسرائيل» تقوم بقتل الحقيقة، ولذلك تخوض معركتها ضد الصحافة والإعلام. مؤكداً أن البطولة الحقيقية تكمن في الصحفي الفلسطيني، الذي ينقل الحقيقة للعالم، على نحو ما تمثله حالة وائل الدحدوح، الذي وصفه بأنه بطل عظيم ويتمتع بقيم مهنية رفيعة. ووجه التحية لقناة الجزيرة في نقل الحقيقة، مؤكدا أن هناك جيلا من الشباب العربي في الغرب يقدم العديد من الرسائل إلى العالم، عبر إبداع العديد من الرسائل والأساليب لتقديم السردية الفلسطينية، والتي هي مسؤولية جميع العرب والمسلمين وليست فقط قضية الشعب الفلسطيني لأنه حال تصفيتها سيكون الدور قادما على غيرها. دعاية مغرضة أكد السفير حسام زملط أن «إسرائيل” خلقت قواعد جديدة للحروب، عن طريق التدمير وقتل الأطفال والنساء إلى غير ذلك، وسط صمت وفشل للنظام الدولي. مؤكدا أن العدوان “الإسرائيلي” فضح المنظومة الدولية بسبب صمتها على هذه الجرائم، وعدم استخدام القوانين الدولية ضدها. لافتاً إلى أن “إسرائيل” ليست لديها سردية، وأنها تعتمد على الكذب والدعاية المغرضة. وشدد على ضرورة فضح التزوير “الإسرائيلي”، وإبراز السردية الفلسطينية والتي أصبحت تسود العالم بالفعل حاليا، خاصة وأنها سرد تقوم على الحق والعدل ونضال يمتد لأكثر من مائة عام. مشدداً على أهمية إبراز الصورة التي عليها “إسرائيل”، وأنها تمارس ضد غزة عدوانا، وليس حربا، وأنها دولة مارقة، ودولة احتلال، ليست لها حقوق، بل عليها مسؤوليات وواجبات.

704

| 10 مارس 2024

ثقافة وفنون alsharq
جلسة حوارية تناقش المتغيرات الثقافية في المجتمع القطري ضمن موسم الندوات

عقدت، اليوم، جلسة حوارية ضمن موسم الندوات لوزارة الثقافة، ناقشت المتغيرات الثقافية في المجتمع القطري، بمشاركة نخبة من الكتاب والأكاديميين والمبدعين. وألقى المشاركون، في تدخلاتهم وكلماتهم، الضوء على مفهوم الثابت والمتغير في الثقافة والمجتمع، وتجلياته وأثره على الهوية والمجتمع، مشيرين إلى جهود الدولة والمؤسسات والأفراد في دراسة ووعي هذه المتغيرات. واستهل الجلسة سعادة السيد سعد بن محمد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، الذي تحدث عن اتساع مفهوم الثقافة الذي يشمل كافة ملامح الحياة والمجتمع والتراث والعادات والتقاليد، منوها بحرص الشباب القطري على المعرفة والإبداع في كل المجالات، وإقباله على القراءة وحرصه على اقتناء الكتب رغم سطوة التكنولوجيا ووسائط التواصل الاجتماعي الحديثة. وأبرز تحمل أجيال القطريين المتعاقبة مسؤولياتهم تجاه المجتمع والهوية والثقافة، مشيرا إلى تفاعل الأجيال الحالية مع العصر من خلال امتلاكها للمعرفة بالتكنولوجيا ووسائطها الحديثة، وإدراكها للتحديات المتمثلة في صون الهوية والتراث. من جانبه، أشار الكاتب الدكتور محمد عبدالرحيم كافود وزير التعليم الأسبق، إلى أثر التغير الدائم والسريع من جيل إلى جيل في الثقافة والمجتمع، مؤكدا دور المثقف في رصد الظواهر وتوعية المجتمع بالجوانب السلبية وتعزيز الجوانب الإيجابية. واستعرض تأثير جامعة قطر منذ تأسيسها في الثقافة والمجتمع من خلال مراكز أبحاثها المتخصص، والإصدارات والندوات والمحاضرات المحلية والدولية التي تنظمها، فضلا عن دورها في دراسة القضايا الاجتماعية والثقافية، معتبرا أن المجتمع القطري يعيش انعطافا كبيرا في المسار الفكري والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، مما منحه فرصة للتحديث والإنجاز في مختلف المجالات، منها الثقافة عبر نهضة المتاحف، ومعارض الكتب، وتدفق المعلومات عن طريق وسائل الإعلام أو وسائط التكنولوجيا، وكل ذلك يتم ضبطه وفق قاعدة الثوابت والتغيرات والتوازن بين ثوابت الهوية ومتغيرات العصر. من جهته، اعتبر الكاتب عبدالعزيز الخاطر أن السبيل الأمثل لدراسة المتغيرات الثقافية يكمن في دراسة التغير في نمط العلاقات الاجتماعية، لأن طبيعة المثقف اختلفت، وتشكلت حسب التغيرات الاجتماعية المتلاحقة، مؤكدا أن نمط ووتيرة الحياة تركت آثارها في المجتمع وفي نمط المثقف، مبينا أن التحولات الاجتماعية أفرزت ثلاثة أنماط هي: المثقف التقليدي المرتبط بطبيعة المجتمع، ونمط المثقف المتعلم في فترة ما بعد السبعينيات حيث حصل عدد من أبناء المجتمع على شهادات دراسية رفيعة من الخارج وجاؤوا ليشغلوا الوظائف العليا في مؤسسات الدولة وشكلوا بما حصلوا عليه من علم فئة مثقفي تلك المرحلة، ومجتمع الاستهلاك الوفير التي تحلى خلالها المثقف بسمات مختلفة عمن سبقوه. إلى ذلك، تناول الفنان والأكاديمي سعد بورشيد أستاذ الدراما المسرحية بكلية المجتمع، تاريخ الثقافة في قطر منذ عهد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، باعتباره عالما وشاعرا كبيرا، مسلطا الضوء على دوره في إثراء الثقافة لتكون جزءا رئيسا في الحياة، حتى أضحى الاهتمام بها من كل أفراد المجتمع، مشيرا إلى حدوث تطور مشهود عبر العصور، حيث تم الاهتمام بالتعليم في فترة الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الما ضي حتى شملت الثقافة كل مناحي الحياة لتصبح قطر واحة للثقافة والإبداع، وساعد في تعزيز ذلك وجود بعثات علمية خاصة بمجالات الثقافة والإبداع. ودعا بورشيد إلى مواصلة الجهود المبذولة من مختلف مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة الثقافة، من أجل تعزيز دور الثقافة في المجتمع، مشددا على ضرورة تفاعل المثقفين أنفسهم ومشاركتهم بشكل أكبر. كما طالب الدكتور مرزوق بشير الكاتب والأستاذ في كلية المجتمع، بتعزيز الدور العلمي والأكاديمي في دراسة المتغيرات والتحولات في المجتمع، خاصة أننا نعيش في حالة تغير مستمر، ولأن التأثير يأتي من عدة اتجاهات، مشددا على ضرورة الانتباه للتأثير الأكبر المتأتي من وسائل الإعلام الحديثة. ونبه أيضا إلى ضرورة الاعتماد على البحوث والدراسات واعتماد مرجعيات وأسس علمية في فهم المتغيرات الثقافية في المجتمع القطري، لافتا إلى أثر ما كان يعرف قديما بحارس البوابة، وهو من كان ينتقي ما يريده المجتمع والمتلقي، في حين أن وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الحديثة قد افتقدت نهائيا للرقابة و للإشراف والتوجيه.

1246

| 08 مارس 2024

ثقافة وفنون alsharq
موسم الندوات يناقش حرب الإبادة على غزة

شهد موسم الندوات أمس الذي تنظمه وزارة الثقافة ندوة «العرب والغرب ما بعد حرب غزة»، بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وذلك بحضور سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، ود. عزمي بشارة المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وجمع من الأكاديميين والمثقفين. وشارك في الندوة كل من د. عبد الوهاب الأفندي رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، ود. محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر ، ود. باسم الطويسي رئيس برنامج دراسات الإعلام في معهد الدوحة للدراسات، ود. عائشة البصري الباحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات والدبلوماسية السابقة في منظمة الأمم المتحدة. دعم قطر ونوه د. محمد المسفر إلى موقف قطر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، والتي أصبحت تحظى بمكانة كبيرة على الساحة الدولية، بعد مرور خمسة شهور على الحرب على غزة، وهي سابقة تعد الأولى في تاريخ القضية منذ 1948، حتى أصبحت قضية العالم بامتياز، وغطت على كل الأزمات والحروب الدائرة في العالم بدءا بصراع أمريكا والصين في المياه الآسيوية، ثم الحرب في أوكرانيا، والصراعات المختلفة في العالم. مرجعاً الفضل في ذلك إلى المقاومة الباسلة. ووصف صمود المقاومة الفلسطينية في غزة بأنه فاجأ الجميع بشجاعة المحارب الفلسطيني أمام قوة «إسرائيل» بتفوقها عددا وعدة ودعما من عدة دول. واصفاً جرائم الإبادة التي يمارسها الاحتلال في غزة بأنها «تصرف ثأري وانتقامي بكل ما تحمله الكلمة من معاني الحقد والكراهية». واعتبر ذلك نتيجة للصدمة التي أصيب بها الكيان الصهيوني برمته بعد طوفان الأقصى. وتعرض د. محمد المسفر إلى حجم التعاطف الغربي الذي حازت عليه «إسرائيل» في أعقاب 7 أكتوبر، وما تخلله من دعايات وأكاذيب روجت لها الرواية «الإسرائيلية». لافتاً إلى اختلاف الوضع بعد ذلك، بتغير الخطاب السياسي لكثير من قادة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لصالح القضية الفلسطينية والدعوة لإنهاء الحرب في غزة ورفع الحصار عنها. غياب عربي وحمل د. عبد الوهاب الأفندي بشدة على عدم وجود تكتل عربي موحد يقف أمام آلة الحرب «الإسرائيلية»، ما أدى إلى غياب الصوت العربي الموحد، فضلاً عن وجود فجوة بين المقاومة في غزة والسلطة الفلسطينية، علاوة على الدعم الغربي المتواصل للاحتلال خلال حرب الإبادة. وشدد على ضرورة عدم الاكتفاء بنقد الغرب، وخاصة بعدما كشفت دوائره الرسمية عن نفسها، وسقوط مبادئها وشعاراتها. داعياً إلى ضرورة التركيز على تغيير الوضع العربي الراهن، بالشكل الذي يجعله قادراً على المواجهة والصمود. دعم غربي وقالت د. عائشة البصري: إنه على الرغم من قتامة صورة المشهد العالمي فإن هناك مؤشرات تدل على أنه ما زال هناك أمل تجسده الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد «إسرائيل» بتهمة الإبادة الجماعية، ووقوف ما يزيد على 40 دولة أمام محكمة العدل الدولية مطالبة بوقف الاحتلال «الإسرائيلي»، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وهو أمل يدعمه زخم التضامن مع صمود الفلسطينيين في وجه الاحتلال.لافتة إلى أن الحرب على غزة أظهرت أن العالم يفتقد إلى نظام دولي قائم على القانون. منظور ثقافي وتطرق د. باسم الطويسي للاستهداف الممنهج من جانب الاحتلال «الإسرائيلي» للثقافة في غزة وتعمده تدمير كافة الممتلكات الثقافية من مواقع تراثية ومكتبات ومتاحف ومؤسسات تعليمية. وقال إن الاحتلال دمر 9 مواقع أثرية، و195 مبنى تاريخيا، و12 متحفا، و24 مركزا ثقافيا، وكليات جامعية، علاوة على استهداف المثقفين والأكاديميين بالقتل، مما يظهر أنها حرب إبادة للثقافة الفلسطينية. وتعرض بالنقد للآلة الإعلامية والدعائية بأبعادها «الإسرائيلية» والغربية حيث عمدت معظم الدول الغربية إلى تسخير قواها الصلبة والناعمة في دعم رواية الاحتلال المضللة، مؤكدا أن هناك نخبا سياسية وثقافية وأكاديمية غربية اعترفت بأن العدوان على غزة يهدد فعليا القوة الأخلاقية والمعيارية للغرب. جلسة المثقفين يشهد موسم الندوات هذا العام برنامجا يتنوع ما بين الندوات والأمسيات الشعرية والمحاضرات، وهو ما يثري الحوار بين المفكرين والمثقفين حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية الراهنة، حيث يجسد موسم الندوات رؤية وزارة الثقافة الهادفة إلى تعزيز الهوية الثقافية والفكرية لأبناء الوطن، ودعم المشهد الثقافي المحلي، من خلال مد جسور التواصل بين المثقفين والمفكرين، وما ينتج عن هذا التواصل المثمر من أطروحات وأفكار ومبادرات قيمة تسهم في دعم مسيرة التنمية، وإيجاد حلول لقضايا المجتمع. وتقام اليوم جلسة حوارية قطرية عامة يشارك فيها ثلة من المثقفين والمفكرين والمبدعين، لمناقشة موضوع «المتغيرات الثقافية في المجتمع القطري». في ندوة حضرها عبدالرحمن بن حمد.. د. مبروك زيد الخير: الأمة بحاجة إلى قوة في تماسكها وعلمها ورؤاها للحياة بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، شهد موسم الندوات ندوة «مفهوم التعايش في الحضارة الإسلامية وأثره في بناء الأمة واستقرارها»، تحدث فيها الداعية الجزائري د. مبروك زيد الخير، عضو المجلس الإسلامي الأعلى في الحزائر وأستاذ اللغويات والبلاغة القرآنية، وأدارها الداعية د. يوسف عاشير، وذلك بحضور جمهور لافت. واستهل د. مبروك زيد الخير مداخلته موجها الشكر لسعادة وزير الثقافة على دعوته له للمشاركة في موسم الندوات ودعم سعادته للثقافة. وأكد د. زيد الخير أن مفهوم التعاش موجود منذ انبثاق المولد الأول، وأن القرآن الكريم استعمل العيش في العديد من الألفاظ القرآنية. وعرج على وثيقة المدينة، مؤكدا أنها أعطت الحقوق لجميع الأطراف، «ومن هنا ينبغي علينا العودة للأصول التي بناها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في تلك الوثيقة المهمة، وأنها تستدعي أن نستخلص منها المنافع التي يمكن إسقاطها على واقعنا، وأن التساهل يجب أن يكون ضمن حدود، تجنبا للدخول في حيز المحاذير، فلا يجوز للمؤمن أن يكون ممن يسهل خداعه، بل عليه أن يكون كيسا فطنا، خاصة في ظل المؤامرات التي تحاك ضد المسلمين حاليا، وهو ما يتطلب منا مجابهتها وصدها عن أمتنا». وعن طرق التعايش مع الآخر، قال د. زيد الخير إن الاسلام صالح لكل زمان ومكان، «فقد خلق الله البشر مختلفين، والاختلاف أمر طبيعي وموجود في فطرة الإنسان، والتعايش يضمن القدرة على تقبل الاختلاف، وهذه الصفة من سمات المؤمنين، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يغرس معاني الإيمان في نفوس الناس، ووجب علينا الاقتداء بأخلاقه وتعاملاته».وتابع: إن الدعوة ليست حكرا على الدعاة فقط، بل هي تحقيق لمراد الله من أجل إيصال فضائل هذا الدين، شريطة ألا يكون ذلك بغلظة، مع بقاء عزة المسلم وتشبثه بقيمه».لافتاً إلى أن المسلمين أقاموا الحضارة عندما كانوا خلائف قبل أن يصبحوا طوائف، وأن الأمة تحتاج لقوة في تماسكها وعلمها ورؤاها للحياة، مع ضرورة التمسك بكتاب الله وسنة رسوله. نماذج إسلامية وتطرق د. زيد الخير إلى نماذج من التعايش في التاريخ الإسلامي، وأن هذا التعايش انطلق من البيئة التي نبع منها الإسلام، وتحولت بعد البعثة النبوية إلى وضعية إسلامية خالصة، بعدما كانت تعاني من فوضى كانت تسود هذه البيئة آنذاك، علاوة على فقدها للعديد من المقومات.وقال إن الدين الإسلامي هو الخاتم لجميع الأديان ويمكن اعتباره الشمس المشرقة التي أشرقت حول كواكب منيرة في الكون، وأن بعث النبي عليه الصلاة والسلام بالرسالة قد سبقه علامات كثيرة وقد بشرت به الكتب السماوية. ثقافة التعايش شدد د. مبروك زيد الخير على أهمية التعاون بين المتعايشين في إطار من الشراكة والمبادلة، مع أهمية توفر الإحسان فيما بينهم، علاوة على ضرورة الفاعلية والإيجابية بما يحقق النفع، بعيدا عن السلبية. واسترجع بدايات البعثة المحمدية، وما واجهه الرسول صلى الله عليه وسلم من أذى وعنت من جانب المشركين، حتى إقامته صلى الله عليه وسلم للدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وتدعيمه لأواصر التعايش بين المهاجرين والأنصار، حتى أصبحت العلاقة قوية ومتينة بين الصحابة رضوان الله عليهم من خلال المسجد الذي شكل رابطا جامعا بينهم.

654

| 08 مارس 2024

ثقافة وفنون alsharq
ندوة حول العرب والغرب ما بعد حرب غزة ضمن موسم الندوات لوزارة الثقافة

أقيمت اليوم، ندوة بعنوان /العرب والغرب ما بعد حرب غزة/، بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ضمن فعاليات النسخة الثالثة من موسم الندوات لوزارة الثقافة. حضر الندوة سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وعدد من المسؤولين في الوزارة والمركز، وجمع من الأكاديميين والمثقفين. وشارك في الندوة كل من الدكتور عبدالوهاب الأفندي رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، والدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، والدكتور باسم الطويسي رئيس برنامج دراسات الإعلام في معهد الدوحة للدراسات، والدكتورة عائشة البصري الباحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والدبلوماسية السابقة في منظمة الأمم المتحدة. وتحدث في بداية الندوة الدكتور عبدالوهاب الأفندي عن الحرب على غزة وأسبابها، التي أرجعها إلى عدم وجود كتلة عربية موحدة تقف أمام حرب الإبادة التي يشنها الكيان الإسرائيلي، وغياب الصوت العربي الموحد وكذلك الانقسام الفلسطيني، إلى جانب الدعم الغربي المستمر للكيان الإسرائيلي في هذه الحرب. وأشار إلى أن الغرب قد كشف عن نفسه، وعن مبادئه وتعاطيه غير العادل مع القضايا العربية أو الإسلامية، داعيا إلى ضرورة الابتعاد عن انتقاد الغرب والتركيز على تغيير الوضع العربي الراهن ليكون قادرا على الصمود والمواجهة. ومن جهته قال الدكتور محمد المسفر في مداخلته إن القضية الفلسطينية بعد مرور خمسة شهور على الحرب على قطاع غزة، أضحت قضية العالم بامتياز وغطت على كل الحروب والأزمات الدائرة في العالم، وذلك بفضل المقاومة الباسلة في غزة، منوها بموقف دولة قطر ودعمها المتواصل للقضية الفلسطينية. وتطرق إلى التعاطف الذي ناله الكيان الإسرائيلي عقب أحداث السابع من أكتوبر، والأكاذيب التي روج لها الكيان، مؤكدا أن الوضع تغير حاليا، وأن هناك تغيرا في الخطاب السياسي لكثير من قادة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لصالح القضية الفلسطينية والدعوة إلى إنهاء الحرب في غزة ورفع الحصار عنها. وفي مداخلته التي جاءت تحت عنوان /الغرب والعرب بعد حرب غزة 2023 - 2024: العلاقات من منظور ثقافي/ تحدث الدكتور باسم الطويسي بالتفصيل عن الاستهداف الممنهج من جانب الاحتلال الإسرائيلي للثقافة في قطاع غزة وتعمد تدمير كافة الممتلكات الثقافية من مواقع تراثية ومكتبات ومتاحف ومؤسسات تعليمية عن عمد، قائلا إن الاحتلال دمر 9 مواقع أثرية، و195 مبنى تاريخيا، و12 متحفا و24 مركزا ثقافيا، إلى جانب الكليات الجامعية في غزة التي تعرضت لتدمير كلي أو جزئي، فضلا عن استهداف المثقفين والأكاديميين بالقتل ما يظهر أنها حرب إبادة للثقافة الفلسطينية كما أنها حرب إبادة للشعب. كما انتقد الطويسي الآلة الإعلامية والدعائية بأبعادها الإسرائيلية والغربية، قائلا إن معظم الدول الغربية عمدت إلى تسخير قواها الصلبة والناعمة لدعم الرواية الإسرائيلية المضللة، ومؤكدا أن هناك نخبا سياسية وثقافية وأكاديمية غربية اعترفت في الوقت ذاته بحقيقة أن الحرب الإسرائيلية على غزة تهدد فعليا القوة الأخلاقية والمعيارية للغرب. واختتم حديثه قائلا إن هناك صدعا يلوح في الأفق بين الغرب والعالم العربي والإسلامي، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود خطاب إعلامي رقمي من الشباب يدعو إلى الانتصار للقيم الإنسانية. ومن جهتها قدمت الدكتورة عائشة البصري مداخلة تحت عنوان /غزة في زمن الوحوش/ أكدت فيها أن طبيعة النظام الدولي تظهر الهيمنة الغربية منذ ما يناهز خمسة قرون ليس فقط في قوة السلاح وإنما بفعل الثورات الفكرية والعلمية والصناعية والأيديولوجيات المتجددة، مؤكدة أن الحرب على غزة أظهرت افتقاد العالم إلى نظام دولي قائم على القانون، وهو ما يتضح من انتهاك الكيان الإسرائيلي لكل الأعراف والقيم والمواثيق الدولية ودعم الحكومات الغربية له، الأمر الذي يعمق ما أسماه الفيلسوف الفرنسي إيمانويا تود، بـالعزلة الأيديولوجية للغرب. وأكدت أنه على الرغم من قتامة صورة المشهد العالمي فإن هناك مؤشرات تدل على أن الأمل ما زال قائما في التغيير، تجسده الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد الكيان الإسرائيلي بتهمة الإبادة الجماعية ووقوف ما يزيد على 40 دولة أمام محكمة العدل الدولية مطالبة بوقف الاحتلال الإسرائيلي وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وهو أمل يبعثه زخم التضامن مع صمود الفلسطينيين في وجه الاحتلال. جدير بالذكر أن موسم الندوات يتضمن هذا العام برنامجا يتنوع ما بين الندوات والأمسيات الشعرية والمحاضرات، يثري الحوار بين المفكرين والمثقفين حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية الراهنة حيث يجسد موسم الندوات رؤية وزارة الثقافة الهادفة إلى تعزيز الهوية الثقافية والفكرية لأبناء الوطن، ودعم المشهد الثقافي المحلي، من خلال مد جسور التواصل بين المثقفين والمفكرين، وما ينتج عن هذا التواصل المثمر من أطروحات وأفكار ومبادرات قيمة تسهم في دعم مسيرة التنمية، وإيجاد حلول لقضايا المجتمع. وتقام غدا الجمعة ضمن موسم الندوات جلسة حوارية قطرية عامة يشارك فيها ثلة من المثقفين والمفكرين والمبدعين، لمناقشة موضوع /المتغيرات الثقافية في المجتمع القطري/.

526

| 07 مارس 2024

ثقافة وفنون alsharq
وزارة الثقافة تطلق النسخة الثالثة لموسم الندوات

افتتح سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، مساء أمس، فعاليات النسخة الثالثة لموسم الندوات الذي تقيمه وزارة الثقافة في إطار رؤيتها لتعزيز الهوية الثقافية والفكرية لأبناء الوطن. ويعد موسم الندوات الذي يتضمن هذا العام 4 ندوات وأمسية شعرية ويستمر حتى 9 مارس الجاري، منبراً للفكر والأدب والحوار المستنير، وجسراً تتلاقى عليه إبداعات المثقفين وأصحاب الكلمة والرأي والمبدعين والأدباء والفنانين والشعراء، مدفوعاً في ذلك بالنهضة الشاملة التي تشهدها بلادنا. وبدأ موسم الندوات للعام 2024 بتكريم خاص من سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة للكاتب والشاعر والدبلوماسي السابق الدكتور حسن النعمة، وذلك تقديرا لمسيرته الشعرية الحافلة وعطائه الثقافي والأدبي المتواصل. وبدوره قدم د. حسن النعمة وافر الشكر والتقدير لسعادة الوزير على رعايته للمفكرين والمثقفين. وقال إن هذا التكريم بادرة طيبة من سعادة الوزير، تعكس أن تكريم الفكر محض إجلال للثقافة القومية والفكر العربي والمسيرة الحضارية التي اختطها الأسلاف لإنارة الطريق للأجيال التالية. ووصف د. حسن النعمة موسم الندوات الذي استنته وزارة الثقافة بأنه محفل ثقافي يسهم في مزيد من الإشعاع الحضاري والثقافي لدولة قطر. وألقى د. النعمة قصيدة نظمها خصيصاً لهذا الحفل، عكست أهمية الشعر وتأثيره ودوره في المجتمع، علاوة على التأكيد على الجوانب الإنسانية والاجتماعية المختلفة. وفي جلسة حوارية مع د. حسن النعمة، أدارها الشاعر مبارك آل خليفة، مدير إدارة المطبوعات والمصنفات الفنية بوزارة الثقافة، تحدث د. النعمة عن بداياته الشعرية ومساهماته في المناسبات المختلفة. متوقفاً عند العديد من الأمثلة، ومنها مشاركته في النسخة الأولى ليوم العلم، وكذلك افتتاح دار الكتب العربية، إلى أن توالت المناسبات والانتصارات التي حققتها الأمة العربية، وكان الشعب القطري يلبي فيها نداءات حكامه للاحتفاء بالمناسبات الوطنية المختلفة. كما تحدث عن العديد من المحطات المختلفة أثناء عمله الدبلوماسي. وقدم د. حسن النعمة نصائحه لشباب المبدعين. داعياً إياهم إلى أهمية الإمعان في التراث العربي كمرحلة أولى للانطلاق نحو فضاءات الإبداع، علاوة على ضرورة تلقي الثقافات الإنسانية والتمكن قبل إخراج الإبداع الأدبي والفني للجمهور، علاوة على ضرورة الاطلاع على الثقافات المختلفة. وأكد د. النعمة أنه لم يترك مناسبة وطنية إلا وكان حاضراً فيها بشعره وإبداعه، تأكيداً منه على الوفاء للوطن، ولقيادته الرشيدة. وسط حضور جماهيري لافت من أصحاب الذائقة الشعرية النشيرا والوسمي ينثران قصائدهما حباً في قطر استهل موسم الندوات في نسخته الثالثة نشاطه بأمسية شعرية كبرى، شارك فيها كل من الشاعرين القطري صالح النشيرا، والكويتي مزيد الوسمي، وأدارها الإعلامي أحمد عبدالله. وأبدع الشاعران النشيرا والوسمي بقصائدهما في حب قطر، وحظيت بتفاعل لافت من جانب الحضور، الذين اكتظت بهم جنبات قاعة سلوى في فندق الشيراتون. وقرأ الشاعران العديد من قصائدهما التي تنوعت بين قصائد وطنية، حباً في قطر، وأخرى تعكس تماسك ووحدة دول الخليج العربية، بالإضافة إلى أبيات شعرية تعكس جوانب إنسانية واجتماعية، فضلاً عن الغزل، وسط تفاعل كبير من أصحاب الذائقة الشعرية. وتخلل الأمسية نقاش حول مسابقة «مثايل» التي أطلقتها وزارة الثقافة مؤخراً. ووصفها الشاعر صالح النشيرا بأنها ناجحة قبل أن تبدأ. ورآها بادرة طيبة، يعود الفضل في نجاحها إلى دعم سعادة وزير الثقافة لها. ولفت النشيرا إلى حرصه على قراءة قصائد وطنية خلال الأمسية، وذلك حباً في الوطن، وتأكيد الانتماء له ولقيادته الرشيدة. مرجعاً انطلاق موسم الندوات بالأمسية الشعرية إلى حرص وزارة الثقافة على تعزيز مكانة الشعر وإبراز أهميته، وما يحظى به من مكانة في المجتمع. وبدوره، ثمن الشاعر مزيد الوسمي إطلاق الوزارة لمسابقة «مثايل». مؤكداً دعم دولة قطر للشعر خصوصاً، وللثقافة عموماً، وهو ما انعكس على المشهد الثقافي القطري، الذي أصبح متوهجاً، ويشهد ثراء في مختلف مجالاته. وجاءت مشاركة الشاعر صالح النشيرا في الأمسية في أعقاب فوزه مؤخرًا بالمركز الأول عن فئة الشعر النبطي في برنامج «المعلقة» في نسخته الأولى بالسعودية. كما جاءت مشاركة مزيد الوسمي في أعقاب فوزه بلقب «شاعر الراية»، وهي المسابقة التي أقيمت في السعودية أيضا. ندوتا اليوم تقام اليوم ضمن موسم الندوات الثالث، ندوة بعنوان «العرب والغرب ما بعد حرب غزة»، الساعة الثانية عشرة ظهرا، في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بمشاركة كل من د. عبد الوهاب الأفندي رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، ود. محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية، ود. عائشة البصري الباحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات والدبلوماسية السابقة في منظمة الأمم المتحدة، إضافة إلى د. باسم الطويسي رئيس برنامج دراسات الإعلام في معهد الدوحة للدراسات. وفي مساء اليوم أيضا وعند الساعة 7:30 مساءً بالشيراتون سيحلّ المفكر والداعية الجزائري الشيخ د. مبروك زيد الخير، عضو المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر وأستاذ اللغويات والبلاغة القرآنية، ضيفًا على موسم الندوات من خلال ندوة جماهيرية عن «مفهوم التعايش في الحضارة الإسلامية وأثره في بناء الأمة واستقرارها». تجسيد الحراك الثقافي أكد مثقفون أن موسم الندوات يجسد الحراك الثقافي الذي تشهده دولة قطر، في ظل ما تعيشه من فعاليات ثقافية مختلفة. وقال الشاعر محمد إبراهيم السادة إن موسم الندوات يعد بداية طيبة تؤكد الاهتمام الذي توليه بالفكر والثقافة عموماً، وأن بداية انطلاقه بالشعر يعكس أهميته، وأنه جزء من التراث والذاكرة الوطنية في قطر، علاوة على ما يحققه من تقارب الشعراء على أرض قطر ومد جسور التعاون بين الثقافات. مثمناً تكريم د.حسن النعمة، وأن ذلك يعتبر تكريما لكل شعراء الفصيح في الدولة، خاصة وأن د. حسن النعمة واحدا من فرسان الكلمة المقفاة. أما الأديب علي المسعودي فاعتبر بداية موسم الندوات بأنها قوية وموفقة، وذلك بتكريم د.حسن النعمة الذي يعد واحدا من فرسان الكلمة في مجال الشعر المنظوم. مؤكدا أن المزج الذي تم خلال الندوة الأولى بين الشعر الفصيح والنبطي أضفى جمالية أكثر للجلسة التي لبت كل الأذواق، ولذكل جاء كان اختيار الشعراء موفقا. وقال المسعودي إن إقامة مثل هذه الندوات الموسمية يوفر بيئة حاضنة تجسد الحراك الثقافي في الدولة وتوسع دائرة الثقافة الشاملة، وسيشكل فرصة لتحقيق توازن ثقافي بين المدارس الشعرية والأدبية، ولنقل المآثر الفكرية للجمهور لكي لا تفقد تلك المدارس الشعرية والأدبية أهميتها وتأثيرها. أول قطري يفوز بجائزة «المعلقة» بالسعودية.. صالح النشيرا لـ الشرق: موسم الندوات يعزز مكانة الشعر في المجتمع أكد الشاعر صالح النشيرا أن استهلال موسم الندوات بأمسية شعرية، أمر يعكس حرص وزارة الثقافة على تعزيز مكانة الشعر في المجتمع، لتأثيره الكبير في أوساط أفراده. وأعرب في تصريحاته لـ عن سعادته بالمشاركة في الأمسية الشعرية التي شهدها موسم الندوات مع انطلاقه أمس.واصفاً الشعر بأن له دورا وتأثيرا كبيرين في مختلف الأوساط. واعتبر موسم الندوات بادرة طيبة من وزارة الثقافة، تثري من خلالها المشهد الثقافي بكافة النقاشات والأفكار المطروحة التي تناقشها فعالياته. وعن دلالات فوزه بجائزة «برنامج المعلقة» في السعودية، أعرب الشاعر صالح النشيرا عن سعادته بهذا الفوز، كأول قطري يفوز بهذه الجائزة. وأبدى سعادته بذلك، وكذلك أن يقترن اسمه بالمعلقات السبع، وأهميتها الكبيرة في مسيرة الشعر العربي.

938

| 07 مارس 2024

ثقافة وفنون alsharq
وزير الثقافة يفتتح موسم الندوات في دورته الثالثة

افتتح سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، اليوم، فعاليات الدورة الثالثة لموسم الندوات التي تقيمه وزارة الثقافة في إطار رؤيتها لتعزيز الهوية الثقافية والفكرية، ودعم المشهد الثقافي من خلال مد جسور التواصل بين المثقفين والمفكرين والمبدعين وجمهور الثقافة. ويعد موسم الندوات، الذي يتضمن هذا العام 4 ندوات وأمسية شعرية ويستمر حتى 9 مارس الجاري، منبرا للفكر والأدب والحوار المستنير، وجسرا تتلاقى عليه إبداعات المثقفين وأصحاب الكلمة والرأي والأدباء والفنانين والشعراء. وبدأ موسم الندوات للعام 2024 بتكريم خاص من سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة للكاتب والشاعر والدبلوماسي السابق الدكتور حسن النعمة وذلك تقديرا لمسيرته الشعرية الحافلة وعطائه الثقافي والأدبي المتواصل. بدوره، أكد الشاعر الدكتور حسن النعمة أن موسم الندوات يعتبر محفلا للفن والإبداع، مضيفا أن تكريمه في هذا المحفل هو تكريم للفكر، كما أنه يعد محض إكبار وإجلال لفكرنا العربي ومسيرتنا الحضارية التي اختطها الأسلاف فسرنا على دروبهم، وتفتحت أزهار موكبنا فكرا وثقافة. كما قدم خلال الحفل إحدى قصائده التي وجه فيها رسائل إلى الجيل الجديد، وحثهم على العمل بجد ونشاط لتحصيل المعرفة وإثراء تجاربهم بالإنتاج الأدبي، وصقل مواهبهم بالقراءة والتمعن في التراث العربي والإنساني. وعقب التكريم عقدت جلسة خاصة مع الدكتور حسن النعمة أدارها الشاعر مبارك آل خليفة مدير إدارة المطبوعات والمصنفات الفنية بوزارة الثقافة، حيث تناول النعمة جوانب من مسيرته الإبداعية وتجربته الدبلوماسية، استهلها بالحديث عن بداياته الشعرية، مشيرا إلى أن الشعر القطري ظل مرتبطا بقضايا أمته العربية، خاصة أن الدولة كانت دائما داعمة لقضايا الأمة العربية والقضايا الإنسانية. وقال الدكتور حسن النعمة، إنه شارك بشعره في كل الاحتفالات الوطنية، وكانت قصائده انتصارا لقضايا الأمة، خاصة في فلسطين وفي كل المحافل القومية. كما عقدت أمسية شعرية شارك فيها كل من الشاعر القطري صالح النشيرا، أحد نجوم الشعر النبطي في قطر، والفائز بالمركز الأول في جائزة كتارا لشاعر الرسول عن فئة الشعر النبطي لعام 2019، والحاصل على المركز الأول عن فئة الشعر النبطي في برنامج المعلقة السعودي لعام 2024، والشاعر الكويتي مزيد الوسمي، الفائز بلقب مسابقة شاعر الراية التي أقيمت في السعودية عام 2022. وسوف تقام غدا /الخميس/ ضمن موسم الندوات الثالث، ندوة بعنوان: العرب والغرب ما بعد حرب غزة، في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بمشاركة كل من د. عبدالوهاب الأفندي رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، ود. محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية، ود. عائشة البصري الباحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات والدبلوماسية السابقة في منظمة الأمم المتحدة، إضافة إلى د. باسم الطويسي رئيس برنامج دراسات الإعلام في معهد الدوحة للدراسات. كما يحل المفكر والداعية الجزائري الشيخ الدكتور مبروك زيد الخير، عضو المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر وأستاذ اللغويات والبلاغة القرآنية، ضيفا على موسم الندوات من خلال ندوة جماهيرية عن مفهوم التعايش في الحضارة الإسلامية وأثره في بناء الأمة واستقرارها.

582

| 06 مارس 2024

ثقافة وفنون alsharq
مبدعون يؤكدون أهمية موسم الندوات لإثراء المشهد

تنطلق مساء اليوم في فندق الشيراتون فعاليات النسخة الثالثة من «موسم الندوات» التي تنظمها وزارة الثقافة خلال الفترة من 6 إلى 9 الجاري، بمشاركة نخبة من المثقفين والمبدعين والمفكرين والشعراء والإعلاميين من داخل وخارج قطر. وسوف يستهل الموسم بتكريم الشاعر والدبلوماسي القطري السابق د.حسن النعمة، اعترافا بعطائه الذي لا ينضب في مجال الأدب والشعر، وترسيخا لقيمة المثقفين في بناء هوية الوطن الثقافية، يعقبه أمسية شعرية كبرى يشارك فيها كل من الشاعر القطري صالح النشيرا، الحاصل على المركز الأول عن فئة الشعر النبطي في برنامج «المعلقة» في نسخته الأولى بالسعودية. كما سيشارك في الأمسية الشاعر الكويتي مزيد الوسمي، الفائز بلقب مسابقة «شاعر الراية» التي أقيمت في السعودية أيضا. وعبر سلسلة من مقاطع الفيديو بثتها وزارة الثقافة عبر منصاتها الرقمية. أكد مبدعون أهمية موسم الندوات في إثراء المشهد الثقافي. وقال سعادة د.عبدالرحمن بن سالم الكواري إن عقد مثل هذه الندوات الموسمية يوفر بيئة حاضنة تجسد الحراك الثقافي وتوسع دائرة الثقافة الشاملة. فيما أرجع الأكاديمي والروائي د.أحمد عبدالملك أهمية موسم الندوات إلى كونه يخلق بيئة صالحة لثقافة الحوار والتلقي. واعتبر الكاتب عبدالعزيز محمد الخاطر موسم الندوات بأنه فكرة مهمة للغاية كونه يتناول هموم المجتمع وقضاياه حول مختلف المواضيع، سواء في الوقت الحاضر أو المستقبل. داعيا وزارة الثقافة إلى الاستمرار في هذا النشاط لما فيه صالح المجتمع، وخاصة بعد نجاح الموسمين السابقين. ووصف الفنان سعد بورشيد موسم الندوات بأنه يشهد إقبالا من الشباب على ترسيخ المبادئ والقيم من خلال استضافة الأساتذة والمختصين. فيما اعتبرته الإعلامية إيمان الكعبي «جسرا ثقافيا لتعزيز الحوار ودعم الفكر والإبداع ويساهم بشكل كبير في فتح أبواب المعرفة والثقافة للجميع». أما الشاعر محمد ياسين صالح فأكد أن موسم الندوات يشهد ازدهارا معرفيا من خلال إتاحة فرصة توسيع مدارك المتلقين للثقافة العربية العريقة.

624

| 06 مارس 2024

ثقافة وفنون alsharq
وزارة الثقافة تطلق النسخة الثالثة من «موسم الندوات» الأربعاء

أعلنت وزارة الثقافة عن تنظيم النسخة الثالثة من «موسم الندوات» خلال الفترة من 6 إلى 9 مارس الجاري، في فندق الشيراتون، بمشاركة نخبة من المثقفين والمبدعين والمفكرين والشعراء والإعلاميين من داخل دولة قطر وخارجها. ونوهت الوزارة إلى أنها أعدت برنامجا قيّما من الندوات والأمسيات الشعرية والمحاضرات التي تُعلي راية الفكر والإبداع، وتثري الحوار بين المفكرين والمثقفين حول أبرز القضايا الراهنة. وأكدت أن موسم الندوات يُجسد رؤيتها الهادفة إلى تعزيز الهوية الثقافية لأبناء الوطن، ودعم المشهد الثقافي المحلي، من خلال مد جسور التواصل بين المثقفين والمفكرين. وسيكون افتتاح موسم الندوات بأمسية شعرية كبرى يؤثثها الشاعر القطري صالح النشيرا، والشاعر الكويتي مزيد الوسم، كما ستشهد الأمسية تكريم الشاعر والدبلوماسي السابق الدكتور حسن النعمة، اعترافا بعطائه الذي لا ينضب في مجال الأدب والشعر، وترسيخا لقيمة المثقفين في بناء هوية الوطن الثقافية. أما الفعالية الثانية فسيتم تنظيمها بالشراكة مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وهي ندوة «العرب والغرب ما بعد حرب غزة»، والتي ستُعقد يوم الخميس المقبل بقاعة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بمشاركة د. عبد الوهاب الأفندي رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، ود. محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية، ود. عائشة البصري الباحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات والدبلوماسية السابقة في منظمة الأمم المتحدة، إضافة إلى د. باسم الطويسي رئيس برنامج دراسات الإعلام في معهد الدوحة للدراسات. وفي مساء اليوم نفسه سيحلّ المفكر والداعية الجزائري الشيخ د. مبروك زيد الخير، عضو المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر وأستاذ اللغويات والبلاغة القرآنية، ضيفا في ندوة جماهيرية عن «مفهوم التعايش في الحضارة الإسلامية وأثره في بناء الأمة واستقرارها». وسيتم تنظيم جلسة حوارية قطرية يوم الجمعة بعنوان «المتغيرات الثقافية في المجتمع القطري». ويختتم موسم الندوات بندوة «ازدواجية حقوق الإنسان في الذهنية الغربية» يشارك فيها كل من السياسي والدبلوماسي والأكاديمي الفلسطيني حسام زملط، رئيس البعثة الفلسطينية في المملكة المتحدة، ود.محمد سيف الكواري نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.

718

| 03 مارس 2024

ثقافة وفنون alsharq
تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب في ختام موسم الندوات

أُسدل الستار مساء أمس على النسخة الثانية لموسم الندوات 2023، والذي نظمته وزارة الثقافة على مدى أسبوعين، بالتعاون مع كل من جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومكتبة قطر الوطنية. وحضر ختام الموسم سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة وسعادة السيد مسعود بن محمد العامري وزير العدل، وعدد من كبار الشخصيات وجمع كبير من المثقفين والمهتمين. وأقيمت في ختام الموسم ندوة بعنوان «تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب»، تحدث فيها الداعية الإسلامي فضيلة الدكتور سعيد الكملي، وأدارها الداعية يوسف عاشير. وتناول د. الكملي إسهامات الحضارة الإسلامية في العديد من المجالات، لافتاً إلى تناول المؤرخين الأوروبيين لتأثير الحضارة الإسلامية على الغرب. وتوقف في هذا السياق عند رأيين، الأول، يتمثل فيما رآه بعض المؤرخين من أن إنجازات المسلمين تنحصر في الترجمة من الإغريقية والرومانية إلى اللغة العربية وتم حفظ ذلك من الضياع إلى أن تسلمه الغرب في عصور النهضة وقام بتطويره، والثاني رأي نفى أي تأثير للحضارة الإسلامية على الغرب، واعتبر أن العقل العربي قاصر بطبعه، معتبرين أن المسلم يتدين بدين هو عدو للعقل والدين، على حد زعمهم. كما توقف د. سعيد الكملي عند بعض المؤلفات التي أنصفت المسلمين، مؤكداً أن بعض المؤرخين والمؤلفين رغم كراهيتهم للمسلمين، إلا أنهم أنصفوهم. مستنداً إلى قول «فولتير»: نحن مدينون للمسلمين بالكيمياء والفيزياء والطب والفلك والفنون، كما كان له قاموس محمول، قال فيه إننا مدينون لهم بالجبر، وكان يقصد العرب، بالإضافة إلى قول المستشرق الغربي «جوستيف»: إن العرب هم من علموا الغرب الكيمياء والفنون والفيزياء والفلسفة. وعرج د. الكملي على مزاعم بعض الغربيين، وقال: إن الإسلام جاء لأمة عربية أمية ليس لديها علوم مدونة، إلا بعض ما تحتاجه في طبيعة عيشها البدوي، وهي كلها لم تكن علومًا مدونة أو ضوابط قانونية، إلا بعض الأمور التي يتم من خلالها الفصل في الخصومات. عالمية الإسلام ولفت إلى أن الإسلام نقل العرب من الأمية إلى الأستاذية، ومن الجاهلية إلى العالمية، وحدث هذا التغيير بتغير التصور للدنيا، حيث فهم العرب من خلال الإسلام أنهم مستخلفون في الأرض، وأنهم مطالبون بإعمارها. وأكد فضيلته أن الإسلام يحض أتباعه على إعمار الأرض، مستندًا في ذلك إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: إذا قامت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها. ولفت إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب النظام حتى في نصبه للخيام أثناء الحروب. وقال: إذا كان الأمر كذلك بالنسبة له صلى الله عليه وسلم في حبه للنظام أثناء الحروب، فما بالنا بحبه لهذا النظام في غير أوقات الحروب. إعمار الأرض وقال د. الكملي: إن ذلك يعكس أمرًا عظيما في أن الدين الإسلامي يدعو الناس إلى إعمار الأرض، حتى وفي أضيق الظروف، مؤكداً أن الله تعالى زين أشياء في الدنيا، وأن الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كان يقول إننا نفرح بما زينه الله لنا في الدنيا. مشدداً على ما حث عليه الفقهاء من إحياء للأرض الجرداء، وتعميرها، وجريان الماء فيها، وكذلك البناء عليها، والعمل على تسويرها بأسوار لحمايتها. وتابع: إن الإسلام حرض الناس على العمل، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم حرض عليه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يديه. موضحاً أن مثل هذه الأحاديث النبوية الشريفة تحث المسلمين على إعمار الأرض، وهو ما عملوا به، على نحو ما يبدو من إنجازاتهم في القرن الأول الهجري، مؤكداً أن الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أمر بخط الشوارع على عرض ٢٠ ذراعًا وبطول ٤٠ ذراعًا وكان من أوائل من عمل على تخطيط المدن. كما توقف عند قول الشريف الإدريسي من أنه في زمن عمر بن عبدالعزيز بُنيت في قرطبة قنيطرة ضخمة، ولم يكن قد مضى على فتح الأندلس أكثر من عشر سنوات، وكان ذلك في القرن الأول الهجري. واصفاً هذه القنيطرة بأنها كان بها ١٩ قوسًا وكانت تتسم بالسعة وبين كل قوس وآخر ١٠ أمتار، وأن طول القنطرة كان يصل إلى ٣٠٠ متر. وأجرى د. الكملي مقاربة بين شهادات الكُتّاب الغربيين بشأن تاريخ أوروبا في العصور الوسطى وبين الأندلس التي كانت متقدمة علميًا ومعرفيًا وحضاريًا، حيث كانت الشوارع ممهدة ومنيرة، كما كانت هناك وسائل لحفظ البيئة خلافا للعواصم الأوروبية التي لم تكن تعرف الإضاءة أو الطرق الممهدة، فضلاً عن كون الأندلس والجامعات والمراصد والمختبرات والمكتبات عامرة بالمكتبات، حيث ضمت قرابة ٧٠ مكتبة عامة حتى أن مكتبة الحاكم المستنصر كانت تضم وحدها ٦٠٠ ألف مجلد منها ٤٤ مجلدًا في الفهارس فقط وكانت هذه المكتبة في الحديث والفقه فقط. ولفت إلى أن نتائج هذه المقارنة كلها كانت مقدمات منطقية، لأنها تبرز صعود الأطباء والعلماء والمهندسين وعلماء الجبر من المسلمين، وهو الأمر الذي اعتبره منصفو الغرب مدخلًا لتطوير الكثير من العلوم. لافتاً إلى أن الكثير من علماء المسلمين برزوا في صناعة عناصر الحضارة في مختلف العلوم والمعارف مثل البيروني والخوارزمي وابن سينا والفارابي وغيرهم. لافتاً إلى أن الأمر لا يتوقف عند العلماء المشهورين بل هناك علماء كبار لم يحظوا بنفس الشهرة مثل أبو بكر ابن زهر والذي برع في الطب صاحب كتاب التيسير في المداواة والتدبير، وكان أول من استعمل الغرز في سد الجروح، وأول من نص على ضرورة التزام الطبيب للمراقبة السريرية للمرضى وعدم الاكتفاء بالجانب النظري. كما تحدث عن كتاب الألمانية «زغريد هونكه» والمترجم إلى «شمس العرب تشرق على الغرب»، مؤكداً أن الترجمة الصحيحة هي «شمس الله تشرق على الغرب» لما تحمله من تأثير الإسلام ذاته. إسهامات إسلامية وتوقف عند بناء العرب والمسلمين للمستشفيات، حيث كان أول مستشفى بناه الوليد بن عبدالملك في دمشق عام 88 هجرية، لتنتقل إلى باقي الحواضر الإسلامية وكان بالمستشفيات غرف للمرضى، وعلاج كامل بالمجان وتخصيص ثياب لهم. واصفاً الحضارة الإسلامية بأنها كانت وما زالت حضارة أخلاقية. وقال د. سعيد الكملي: إن كل هذه الإسهامات وغيرها للمسلمين، استفاد منها الغرب، وقام بالبناء عليها بعد ذلك، ما جعل بعض الكتابات الغربية تحرص على ترجمة مؤلفات المسلمين في العديد من مجالات العلوم. وانتقل للحديث عن إشكالية ابتلاء المسلمين في العصور الحديثة، لافتاً إلى ابتعادهم عن تشييد صروح التقدم العلمي، ما جعلهم يتجهون إلى الدراسة في الجامعات الغربية، مرجعاً ذلك إلى أسباب كثيرة، منها ابتلاء المسلمين بالاستعمار وهو ما تسبب في توقف ركب التقدم، بالإضافة إلى استعانة المسلمين أنفسهم بتاريخهم من الغرب، فأصبح التاريخ الإسلامي بعيون غربية، ما أثر على العقلية الإسلامية، غير أنه أبدى تفاؤله تجاه سيرورة التقدم، وقال: إن ثمة أملا في بعض الجامعات العربية لتعديل تلك المسارات. مقومات الحضارة قال د. سعيد الكملي: إن الحضارة الإسلامية حملت كافة مقومات صناعة الحضارة بداية من التعمير والبناء وصولًا إلى إرساء قواعد الهندسة العسكرية منذ القرن الأول الهجري عندما تم وضع قواعد لتأسيس المعالم العسكرية التي تحمي البلاد، وذلك منذ عهد معاوية ابن أبي سفيان. لافتاً إلى أن الأندلس كانت محطة مهمة وعظيمة تسللت منها مقومات الحضارة الإسلامية إلى أوروبا. حضور جماهيري لافت شهدت الندوة حضوراً جماهيرياً غفيراً، اكتظت بهم جنبات فندق الفورسيزون، كما شهدت بعض الأسئلة التي وجهها عدد من الحضور لفضيلة الشيخ د. سعيد الكملي. وبدوره وجه الشاعر الدكتور حسن النعمة، رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، إلى سعادة وزير الثقافة، وإلى المحاضر، مستحضراً إسهامات العديد من علماء المغرب في مجالات مختلفة. وبدوره، تساءل الإعلامي في قناة الجزيرة، محمود مراد، عن إمكانية استعادة أسباب النهضة مجدداً للحضارة الإسلامية، وهو ما رد عليه د. سعيد الكملي بالتأكيد أن الأمر بحاجة إلى إرادة سياسية. وبدوره، تساءل الإعلامي أحمد الشيخ: ألم يحن الوقت ليعيد المسلمون كتابة تاريخهم، ليصبح تاريخًا تطبيقيًا، يجمع بين التراث والهوية، وبين الحداثة بأساليبها وطرائقها.

2490

| 20 مارس 2023

ثقافة وفنون alsharq
روضة العامري لـ الشرق: موسم الندوات يعزز أهمية الثقافة في المجتمع

تختتم وزارة الثقافة مساء اليوم موسم الندوات 2023، والذي أقامته على مدى أسبوعين، منذ 4 مارس الجاري، بالتعاون مع كل من من جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومكتبة قطر الوطنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين والشعراء والأدباء والإعلاميين والمختصين من داخل وخارج قطر. ويختتم الموسم، نسخته الثانية، بندوة تحمل عنوان «تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب»، ويحاضر فيها الداعية الإسلامي د. سعيد الكملي. فيما حظيت الفعاليات السابقة للموسم بحضور جماهيري لافت، كونها عكست العديد من القضايا الفكرية والثقافية المتنوعة، التي لامست تطلعات قطاعات واسعة من المجتمع، انطلاقاً من كونها منصة وفضاء رحبًا لإبراز الثقافة الوطنية وإثرائها بالتفاعل مع الثقافات العالمية، بالإضافة إلى أهمية ما سعى إليه الموسم من تعزيز الحوار بين المفكرين وأجيال المثقفين حول قضايا محورية. ويدعم موسم الندوات رؤية وزارة الثقافة الهادفة إلى إثراء المشهد الثقافي والفكري بباقة منوّعة من الأنشطة والفعاليات التي تعزز الحوار والنقاش حول أبرز القضايا المجتمعية، فضلاً عن بناء شراكات مع الجهات الفاعلة في المجتمع، ومد جسور التواصل بين أجيال المثقفين والمفكرين. ومن جانبها، وصفت الكاتبة روضة العامري، موسم الندوات، بأنه يثري بفعالياته المختلفة المشهد الثقافي. وقالت في تصريحات خاصة لـ الشرق: إن قطر تسمو بثقافتها، وتعتز بأنها دوحة الخير فلنكن جميعا على قدر المسؤولية. وأضافت: إن موسم الندوات يأتي ليلامس أهمية الثقافة في المجتمع، والتي تكمن في تعدد مجالاتها، كما تأتي هذه الأهمية من العلاقة الراسخة منذ القدم بين الثقافة والمجتمع ذلك أن الثقافة لا توجد إلا بوجود المجتمع، ويستمر المجتمع باستمرارية حفاظه على هويته وثقافته. وأكدت أنه انطلاقا من تعدد المواهب في قطر، وحب شعبها للمطالعة، والمتزامن مع موسم الندوات، ومتابعة صدى المشهد الثقافي أينما كان، فإن التنمية المستدامة والازدهار والإبداع الثقافي في ترابط وانسجام، بل إن الازدهار الثقافي هو مصدر ازدهار الإنسان، كما أن التنوع الثقافي هو عامل أساسي في عملية التنمية. ولفتت إلى أن احترام الهويات الثقافية، والتسامح يعد من أهم عوامل الرقي في المجتمعات الحديثة حيث التنوع هو أساس البقاء، والتطور للأمام هو سبب تقدم الأمم، ولكن يبقى الوقوف على قاعدة صلبة مستمدة من عقيدة، وموروث ثقافي هو السبب الجوهري لبقاء ثقافتها حيّة متوارثة من قبل أبنائها. وقالت: إن الندوات الثقافية تعد مرتعا خصبًا، كما أن التجديد بها يعتمد على الإبداع الذي يُعد أحد محاور العمل الثقافي. لافتة إلى أن موسم الندوات ناقش قضايا بارزة وهامة، وأنها في نهاية هذا الموسم تجيب عن الأفكار المبهمة، والتساؤلات القائمة في المشهد الثقافي، لتستلهم من عقول الأبناء مشاريع جديدة من شأنها دفع عجلة التطور للأمام، واستثمار الطاقات الموجودة وغربلة الأفكار بما يتماشى وقيمنا الأصيلة المستمدة من ديننا الحنيف لتصب في قالب واحد هو خطط مطورة، ومبدعة لخدمة الجمهور الناشئ والمتعلم، والمثقف في مجتمعنا القطري.

1454

| 19 مارس 2023