نشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025، نص قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 25 لسنة 2025 بضوابط استحقاق بدل...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
أُسدل الستار مساء أمس على النسخة الثانية لموسم الندوات 2023، والذي نظمته وزارة الثقافة على مدى أسبوعين، بالتعاون مع كل من جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومكتبة قطر الوطنية. وحضر ختام الموسم سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة وسعادة السيد مسعود بن محمد العامري وزير العدل، وعدد من كبار الشخصيات وجمع كبير من المثقفين والمهتمين. وأقيمت في ختام الموسم ندوة بعنوان «تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب»، تحدث فيها الداعية الإسلامي فضيلة الدكتور سعيد الكملي، وأدارها الداعية يوسف عاشير. وتناول د. الكملي إسهامات الحضارة الإسلامية في العديد من المجالات، لافتاً إلى تناول المؤرخين الأوروبيين لتأثير الحضارة الإسلامية على الغرب. وتوقف في هذا السياق عند رأيين، الأول، يتمثل فيما رآه بعض المؤرخين من أن إنجازات المسلمين تنحصر في الترجمة من الإغريقية والرومانية إلى اللغة العربية وتم حفظ ذلك من الضياع إلى أن تسلمه الغرب في عصور النهضة وقام بتطويره، والثاني رأي نفى أي تأثير للحضارة الإسلامية على الغرب، واعتبر أن العقل العربي قاصر بطبعه، معتبرين أن المسلم يتدين بدين هو عدو للعقل والدين، على حد زعمهم. كما توقف د. سعيد الكملي عند بعض المؤلفات التي أنصفت المسلمين، مؤكداً أن بعض المؤرخين والمؤلفين رغم كراهيتهم للمسلمين، إلا أنهم أنصفوهم. مستنداً إلى قول «فولتير»: نحن مدينون للمسلمين بالكيمياء والفيزياء والطب والفلك والفنون، كما كان له قاموس محمول، قال فيه إننا مدينون لهم بالجبر، وكان يقصد العرب، بالإضافة إلى قول المستشرق الغربي «جوستيف»: إن العرب هم من علموا الغرب الكيمياء والفنون والفيزياء والفلسفة. وعرج د. الكملي على مزاعم بعض الغربيين، وقال: إن الإسلام جاء لأمة عربية أمية ليس لديها علوم مدونة، إلا بعض ما تحتاجه في طبيعة عيشها البدوي، وهي كلها لم تكن علومًا مدونة أو ضوابط قانونية، إلا بعض الأمور التي يتم من خلالها الفصل في الخصومات. عالمية الإسلام ولفت إلى أن الإسلام نقل العرب من الأمية إلى الأستاذية، ومن الجاهلية إلى العالمية، وحدث هذا التغيير بتغير التصور للدنيا، حيث فهم العرب من خلال الإسلام أنهم مستخلفون في الأرض، وأنهم مطالبون بإعمارها. وأكد فضيلته أن الإسلام يحض أتباعه على إعمار الأرض، مستندًا في ذلك إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: إذا قامت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها. ولفت إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب النظام حتى في نصبه للخيام أثناء الحروب. وقال: إذا كان الأمر كذلك بالنسبة له صلى الله عليه وسلم في حبه للنظام أثناء الحروب، فما بالنا بحبه لهذا النظام في غير أوقات الحروب. إعمار الأرض وقال د. الكملي: إن ذلك يعكس أمرًا عظيما في أن الدين الإسلامي يدعو الناس إلى إعمار الأرض، حتى وفي أضيق الظروف، مؤكداً أن الله تعالى زين أشياء في الدنيا، وأن الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كان يقول إننا نفرح بما زينه الله لنا في الدنيا. مشدداً على ما حث عليه الفقهاء من إحياء للأرض الجرداء، وتعميرها، وجريان الماء فيها، وكذلك البناء عليها، والعمل على تسويرها بأسوار لحمايتها. وتابع: إن الإسلام حرض الناس على العمل، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم حرض عليه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يديه. موضحاً أن مثل هذه الأحاديث النبوية الشريفة تحث المسلمين على إعمار الأرض، وهو ما عملوا به، على نحو ما يبدو من إنجازاتهم في القرن الأول الهجري، مؤكداً أن الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أمر بخط الشوارع على عرض ٢٠ ذراعًا وبطول ٤٠ ذراعًا وكان من أوائل من عمل على تخطيط المدن. كما توقف عند قول الشريف الإدريسي من أنه في زمن عمر بن عبدالعزيز بُنيت في قرطبة قنيطرة ضخمة، ولم يكن قد مضى على فتح الأندلس أكثر من عشر سنوات، وكان ذلك في القرن الأول الهجري. واصفاً هذه القنيطرة بأنها كان بها ١٩ قوسًا وكانت تتسم بالسعة وبين كل قوس وآخر ١٠ أمتار، وأن طول القنطرة كان يصل إلى ٣٠٠ متر. وأجرى د. الكملي مقاربة بين شهادات الكُتّاب الغربيين بشأن تاريخ أوروبا في العصور الوسطى وبين الأندلس التي كانت متقدمة علميًا ومعرفيًا وحضاريًا، حيث كانت الشوارع ممهدة ومنيرة، كما كانت هناك وسائل لحفظ البيئة خلافا للعواصم الأوروبية التي لم تكن تعرف الإضاءة أو الطرق الممهدة، فضلاً عن كون الأندلس والجامعات والمراصد والمختبرات والمكتبات عامرة بالمكتبات، حيث ضمت قرابة ٧٠ مكتبة عامة حتى أن مكتبة الحاكم المستنصر كانت تضم وحدها ٦٠٠ ألف مجلد منها ٤٤ مجلدًا في الفهارس فقط وكانت هذه المكتبة في الحديث والفقه فقط. ولفت إلى أن نتائج هذه المقارنة كلها كانت مقدمات منطقية، لأنها تبرز صعود الأطباء والعلماء والمهندسين وعلماء الجبر من المسلمين، وهو الأمر الذي اعتبره منصفو الغرب مدخلًا لتطوير الكثير من العلوم. لافتاً إلى أن الكثير من علماء المسلمين برزوا في صناعة عناصر الحضارة في مختلف العلوم والمعارف مثل البيروني والخوارزمي وابن سينا والفارابي وغيرهم. لافتاً إلى أن الأمر لا يتوقف عند العلماء المشهورين بل هناك علماء كبار لم يحظوا بنفس الشهرة مثل أبو بكر ابن زهر والذي برع في الطب صاحب كتاب التيسير في المداواة والتدبير، وكان أول من استعمل الغرز في سد الجروح، وأول من نص على ضرورة التزام الطبيب للمراقبة السريرية للمرضى وعدم الاكتفاء بالجانب النظري. كما تحدث عن كتاب الألمانية «زغريد هونكه» والمترجم إلى «شمس العرب تشرق على الغرب»، مؤكداً أن الترجمة الصحيحة هي «شمس الله تشرق على الغرب» لما تحمله من تأثير الإسلام ذاته. إسهامات إسلامية وتوقف عند بناء العرب والمسلمين للمستشفيات، حيث كان أول مستشفى بناه الوليد بن عبدالملك في دمشق عام 88 هجرية، لتنتقل إلى باقي الحواضر الإسلامية وكان بالمستشفيات غرف للمرضى، وعلاج كامل بالمجان وتخصيص ثياب لهم. واصفاً الحضارة الإسلامية بأنها كانت وما زالت حضارة أخلاقية. وقال د. سعيد الكملي: إن كل هذه الإسهامات وغيرها للمسلمين، استفاد منها الغرب، وقام بالبناء عليها بعد ذلك، ما جعل بعض الكتابات الغربية تحرص على ترجمة مؤلفات المسلمين في العديد من مجالات العلوم. وانتقل للحديث عن إشكالية ابتلاء المسلمين في العصور الحديثة، لافتاً إلى ابتعادهم عن تشييد صروح التقدم العلمي، ما جعلهم يتجهون إلى الدراسة في الجامعات الغربية، مرجعاً ذلك إلى أسباب كثيرة، منها ابتلاء المسلمين بالاستعمار وهو ما تسبب في توقف ركب التقدم، بالإضافة إلى استعانة المسلمين أنفسهم بتاريخهم من الغرب، فأصبح التاريخ الإسلامي بعيون غربية، ما أثر على العقلية الإسلامية، غير أنه أبدى تفاؤله تجاه سيرورة التقدم، وقال: إن ثمة أملا في بعض الجامعات العربية لتعديل تلك المسارات. مقومات الحضارة قال د. سعيد الكملي: إن الحضارة الإسلامية حملت كافة مقومات صناعة الحضارة بداية من التعمير والبناء وصولًا إلى إرساء قواعد الهندسة العسكرية منذ القرن الأول الهجري عندما تم وضع قواعد لتأسيس المعالم العسكرية التي تحمي البلاد، وذلك منذ عهد معاوية ابن أبي سفيان. لافتاً إلى أن الأندلس كانت محطة مهمة وعظيمة تسللت منها مقومات الحضارة الإسلامية إلى أوروبا. حضور جماهيري لافت شهدت الندوة حضوراً جماهيرياً غفيراً، اكتظت بهم جنبات فندق الفورسيزون، كما شهدت بعض الأسئلة التي وجهها عدد من الحضور لفضيلة الشيخ د. سعيد الكملي. وبدوره وجه الشاعر الدكتور حسن النعمة، رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، إلى سعادة وزير الثقافة، وإلى المحاضر، مستحضراً إسهامات العديد من علماء المغرب في مجالات مختلفة. وبدوره، تساءل الإعلامي في قناة الجزيرة، محمود مراد، عن إمكانية استعادة أسباب النهضة مجدداً للحضارة الإسلامية، وهو ما رد عليه د. سعيد الكملي بالتأكيد أن الأمر بحاجة إلى إرادة سياسية. وبدوره، تساءل الإعلامي أحمد الشيخ: ألم يحن الوقت ليعيد المسلمون كتابة تاريخهم، ليصبح تاريخًا تطبيقيًا، يجمع بين التراث والهوية، وبين الحداثة بأساليبها وطرائقها.
2526
| 20 مارس 2023
تختتم وزارة الثقافة مساء اليوم موسم الندوات 2023، والذي أقامته على مدى أسبوعين، منذ 4 مارس الجاري، بالتعاون مع كل من من جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومكتبة قطر الوطنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين والشعراء والأدباء والإعلاميين والمختصين من داخل وخارج قطر. ويختتم الموسم، نسخته الثانية، بندوة تحمل عنوان «تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب»، ويحاضر فيها الداعية الإسلامي د. سعيد الكملي. فيما حظيت الفعاليات السابقة للموسم بحضور جماهيري لافت، كونها عكست العديد من القضايا الفكرية والثقافية المتنوعة، التي لامست تطلعات قطاعات واسعة من المجتمع، انطلاقاً من كونها منصة وفضاء رحبًا لإبراز الثقافة الوطنية وإثرائها بالتفاعل مع الثقافات العالمية، بالإضافة إلى أهمية ما سعى إليه الموسم من تعزيز الحوار بين المفكرين وأجيال المثقفين حول قضايا محورية. ويدعم موسم الندوات رؤية وزارة الثقافة الهادفة إلى إثراء المشهد الثقافي والفكري بباقة منوّعة من الأنشطة والفعاليات التي تعزز الحوار والنقاش حول أبرز القضايا المجتمعية، فضلاً عن بناء شراكات مع الجهات الفاعلة في المجتمع، ومد جسور التواصل بين أجيال المثقفين والمفكرين. ومن جانبها، وصفت الكاتبة روضة العامري، موسم الندوات، بأنه يثري بفعالياته المختلفة المشهد الثقافي. وقالت في تصريحات خاصة لـ الشرق: إن قطر تسمو بثقافتها، وتعتز بأنها دوحة الخير فلنكن جميعا على قدر المسؤولية. وأضافت: إن موسم الندوات يأتي ليلامس أهمية الثقافة في المجتمع، والتي تكمن في تعدد مجالاتها، كما تأتي هذه الأهمية من العلاقة الراسخة منذ القدم بين الثقافة والمجتمع ذلك أن الثقافة لا توجد إلا بوجود المجتمع، ويستمر المجتمع باستمرارية حفاظه على هويته وثقافته. وأكدت أنه انطلاقا من تعدد المواهب في قطر، وحب شعبها للمطالعة، والمتزامن مع موسم الندوات، ومتابعة صدى المشهد الثقافي أينما كان، فإن التنمية المستدامة والازدهار والإبداع الثقافي في ترابط وانسجام، بل إن الازدهار الثقافي هو مصدر ازدهار الإنسان، كما أن التنوع الثقافي هو عامل أساسي في عملية التنمية. ولفتت إلى أن احترام الهويات الثقافية، والتسامح يعد من أهم عوامل الرقي في المجتمعات الحديثة حيث التنوع هو أساس البقاء، والتطور للأمام هو سبب تقدم الأمم، ولكن يبقى الوقوف على قاعدة صلبة مستمدة من عقيدة، وموروث ثقافي هو السبب الجوهري لبقاء ثقافتها حيّة متوارثة من قبل أبنائها. وقالت: إن الندوات الثقافية تعد مرتعا خصبًا، كما أن التجديد بها يعتمد على الإبداع الذي يُعد أحد محاور العمل الثقافي. لافتة إلى أن موسم الندوات ناقش قضايا بارزة وهامة، وأنها في نهاية هذا الموسم تجيب عن الأفكار المبهمة، والتساؤلات القائمة في المشهد الثقافي، لتستلهم من عقول الأبناء مشاريع جديدة من شأنها دفع عجلة التطور للأمام، واستثمار الطاقات الموجودة وغربلة الأفكار بما يتماشى وقيمنا الأصيلة المستمدة من ديننا الحنيف لتصب في قالب واحد هو خطط مطورة، ومبدعة لخدمة الجمهور الناشئ والمتعلم، والمثقف في مجتمعنا القطري.
1520
| 19 مارس 2023
بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، نظمت وزارة الثقافة أمس الفعالية الخامسة لموسم الندوات 2023، في نسخته الثانية، تحت عنوان تاريخ الأندلس. تحدث في الندوة كل من د. نزار شقرون، الشاعر والروائي والناقد، بالإضافة إلى فريق عمل برنامج همة، الذي تنتجه الوزارة، وهم السيد بدر اللامي، والسيد سعود الكواري، والسيد محمد الشهراني، وأدارت الندوة الإعلامية إيمان الكعبي، مدير المركز الإعلامي القطري. وقدم د. نزار شقرون مداخلته بعنوان أية ضرورة اليوم لدراسة التاريخ الأندلسي؟. أكد خلالها أن العودة إلى التاريخ الأندلسي تشكل خطوة أساسية لفهم عناصر الهوية العربية الإسلامية، حيث لا يمكن إقصاء أكثر من ثمانية قرون من الحضارة خارج التفكير في الهوية الحضارية للعرب اليوم. مشدداً على أهمية الحاجة إلى نحت خطاب جديد بشأن هذه الحضارة الثرية، بما يُمكّننا من الوقوف على مكوناتها، في فترة كان فيها الغرب غارقًا في ظلماته. ولفت إلى أن الباحثين العرب لم ينتبهوا إلى مزايا الدراسات الأندلسية إلا مؤخرا بعد اهتمام المستعربين الإسبان بالتراث الأندلسي، الذي ظل غائبا عن التداول العلمي، بينما شاع التناول الرومانسي في الدراسات العربية لحضارة بلغت مرحلة الأطلال في الذاكرة الجماعية، وطغى الاهتمام بأسباب سقوط الأندلس على أسباب بلوغ الحضارة أوج ازدهارها في زمن كان فيه الغرب الأوروبي غارقا في ظلماته. عصر جديد ولفت إلى أن فتح الأندلس عام 711م لم يكن مجرد توسع جغرافي أو نشرًا للدين الإسلامي فقط في شبه الجزيرة الإيبيرية، بل كان منطلقًا لتأسيس حضارة، ولم يكن مضيق جبل طارق مجرد موقع تتصارع حوله قوى إقليمية للسيطرة عليه، فقد ظل في ذاكرة العرب المسلمين رمزا للخطوة التي قطعها طارق بن زياد في القرن الثامن للميلاد، ليدشن عصرا جديدا حمل في داخله بذور الاختلاف والتميز في الحضارة العربية الإسلامية. وقال: إن الثقافة الأندلسية تأثرت بالنتاج العلمي والفكري والأدبي للعرب المسلمين في المشرق، وأن الطبيعة الغناء لم تكن وحدها ملهمة للآداب والفكر والعلوم، إذ إن البيئة الأندلسية وسمت التعبيرات الثقافية للأندلسي واحتضنت إبداعه، غير أن الأندلسيين لم يبرعوا في منتجاتهم الثقافية إلا في مراحل تاريخية محددة على امتداد حضارتهم. ولفت إلى دور الحكام في الأندلس في تطوير الآداب والفنون والعلوم أو في التضييق عنها أحيانًا، وساهمت الأوقاف من الحكام أو من عامة الناس في تشجيع طلاب العلم ونشر الكتب وإنشاء المكتبات العامة في المدن الرئيسية. تجديد ثقافي وقال: إن العرب الوافدين إلى الأندلس جلبوا ما عرفوه من آداب سادت في المشرق العربي من فنون النثر مثل الخطابة والترسّل والمناظرات والمقامات وفنون الشّعر والموسيقى والغناء. لافتاً إلى التجديد في بعض الفنون، بظهور الموهبة والصنعة الأندلسية، ما أدى إلى ابتداع أشكال فنية لم يعرفها المشرق، علاوة على نشوء الموشحات الأندلسية أواخر القرن التاسع الميلادي. وقال: إن الأوروبيين تلقفوا مفهوم التجديد الشعري من الأندلسيين، فنظم شعراء التروبادور (الجوالون) قصائدهم على غرار ما تلقوه وعرفوه من أزجال وموشحات. مؤكداً أنه لولا العلماء والمفكرين الأندلسيين ما استطاع الغرب أن يتعرف على أرسطو وأبو قراط وجالينوس وبطليموس، كما استفادت أوروبا منذ القرن الثالث عشر الميلادي من ثمرات النهضة الفكرية والعلمية الأندلسية. وأضاف د. نزار شقرون: إن الأندلس عرفت جامعات راقية في مختلف العلوم ومنها معاهد البحرية ومدارس الموسيقى، واستقبلت هذه المؤسسات طلبة من جميع أنحاء أوروبا. وكان نشاط ترجمة العلوم من أبرز الأنشطة التي تعكس حرص الأندلسيين على أخذ المعرفة من الثقافات الأخرى، وآمن الأندلسيون بأهمية التفاعل الحضاري. وتابع: إن من أهم مكتسبات الحضارة الأندلسية أنها تعاملت مع الإرث الثقافي العربي السابق عليها تعاملاً نقديّا، وأدرك الأندلسيون أن لكل مرحلة حضارية تحدياتها ولا يمكن قياس الحاضر بالغائب، فكان مفهومهم للزمن مختلفًا عما نظرت إليه الثقافات السابقة. برنامج همة ومن جانبه، أرجع بدر اللامي، فكرة برنامج همة إلى وزير الثقافة. موجهاً الشكر لسعادته على دعمه الكامل ليرى هذا البرنامج النور، ويحظى بمشاهدات مليونية، منذ تقديم أولى حلقاته، وحتى اليوم. وقال: إن البرنامج انطلقت فكرته من تلك التساؤلات العديدة عن أسباب فتح الجزيرة الأيبيرية. ولفت إلى أنه عند الأخذ بهمة الرجال، فإن ذلك كان سبباً في فتح الأندلس، غير أنه بخذلان هذه الهمة سقطت الأندلس. لافتاً إلى أن هذا ليس تباكياً على ما فات، أو دعوة لجلد الذات، بقدر ما هو استحضار لتاريخ الأندلس، والتوقف عنده، والتأكد من أن الهمة هي التي تصنع النصر لا الرجال، وأنه بخفوتها يتحقق الانكسار، ما يستوجب على الجيل الحالي استيعاب دروس الماضي. وقال: إنه من باب الانتماء للعيش في الماضي انطلق البرنامج لتغيير بعض المفاهيم، والتي تغير منها الكثير، على خلفية تغير مفاهيم الفتوحات، كما تغير مفهوم التعامل مع الكتاب، بصورته التقليدية في السابق، إلى أن أصبح التعامل معه إلكترونيا في الوقت الحالي. وأضاف: إن همة الرجال يمكنها أن تصنع الكثير، وأنه لولا تلك الهمة لما تحقق آخر الإنجازات العربية، والتي تمثلت في تنظيم دولة قطر لأنجح نسخة من دورات كأس العالم مؤخراً. وعن الصعوبات التي واجهت فريق العمل خلال رحلة التصوير، أكد أنه لم تكن هناك أية تحديات تذكر، في ظل دعم وزارة الثقافة للبرنامج. لافتاً إلى أن البرنامج يستحضر العديد من المواقع التاريخية في الأندلس، ويتوقف عند رموز الفاتحين، وكشف الجانب الآخر لديهم، على نحو ما هو غير معروف لدى الكثيرين، بأن القائد طارق بن زياد، كان مشلول اليد. وأكد أن البرنامج استهدف تقديم المعلومات بطريقة مبسطة، دون الدخول في العمق، بالشكل الذي يحفز المتلقي على القراءة، بعد تقديم المعلومات العريضة له. لافتاً إلى أن رحلة تصوير البرنامج استغرقت قرابة أسبوعين. أما السيد سعود الكواري، فوجه الشكر إلى سعادة وزير الثقافة على دعمه للبرنامج. مؤكداً أنه كأحد فريق البرنامج، كان منفتحاً على فكرة البرنامج، انطلاقاً من حرصه على أن يكون له إسهام توثيقي في هذا العمل. ولفت إلى أن الرحلة لم تكن تاريخية فقط، ولكنها كانت ثقافية أيضاً، كما كانت بمثابة رحلة تعليمية، بإعادة استكشاف التاريخ، والتعرف على العديد من تفاصيله وأسراره. ومن جانبه، أكد السيد محمد الشهراني، أن دعم سعادة وزير الثقافة للبرنامج كان لافتاً، ولولا هذا الدعم لما كان هذا البرنامج يرى النور. مؤكداً استفادته الكبيرة من هذا البرنامج، الذي التقى خلاله بالإعلامي بدر اللامي لأول مرة. وقال: إنه تم التعرف على العديد من التفاصيل خلال هذه الرحلة، من شخصيات ومواقع جغرافية. مؤكداً أن البرنامج يقدم رسالة بأنه لولا همة الرجال، لما كانت الفتوحات الإسلامية، ومنها الأندلس، على الرغم من حجم التحديات آنذاك، إلا أن الرجال مع الهمة، حققوا أهدافهم.
1224
| 16 مارس 2023
عقدت وزارة الثقافة اليوم، ندوة بعنوان تاريخ الأندلس وذلك ضمن موسم الندوات الذي تنظمه الوزارة في نسخته الثانية، بالتعاون مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومكتبة قطر الوطنية في الفترة من 4 حتى 19 مارس الجاري. وأقيمت الندوة في قاعة بيت الحكمة، بمقر وزارة الثقافة بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، وجمع من الأكاديميين والمثقفين. وشارك في الندوة كل من الناقد والروائي الدكتور نزار شقرون مستشار ثقافي بوزارة الثقافة، وعدد من أعضاء فريق برنامج /همة/ الذي أنتجته وزارة الثقافة مؤخرا حول التاريخ الأندلسي وهم الإعلامي والشاعر السعودي بدر لامي والإعلاميان القطريان سعود الكواري ومحمد الشهراني، فيما أدارت الندوة الإعلامية إيمان الكعبي، مدير المركز القطري للإعلام. وقدم الدكتور نزار شقرون خلال الندوة ورقة بحثية بعنون أية ضرورة اليوم لدراسة التاريخ الأندلسي؟ (92هـ-711م/798هـ-1492م) ، أكد خلالها على أن العودة إلى التاريخ الأندلسي تشكل خطوة أساسية لفهم عناصر الهوية العربية الإسلامية، مؤكدا ضرورة إتاحة التراث الثقافي الأندلسي للأجيال العربية، وأننا في حاجة إلى خطاب جديد بشأن هذه الحضارة الثرية يمكننا من الوقوف على مكوناتها ودورها في إبداع نموذج للتقدم في فترة كان فيها الغرب غارقا في ظلماته. وأشار إلى أن المثقفين الإسبان تنبهوا إلى إهمالهم لـالحضارة الأندلسية بوصفها مكونا من هويتهم، فعادوا إلى دراستها، ومن أشهر هؤلاء الكتاب المؤرخ خوان أندريس Juan Andres الذي استقر في إيطاليا ليؤلف كتابه الموسوعي في ثمانية أجزاء عن الأدب المقارن والتاريخ العام، وانتهى فيه إلى القول بأن كل ما تدين به أوروبا من تطور حضاري في مختلف الآداب والفنون والفكر والعلوم هو من أثر الحضارة الأندلسية. وأضاف أن الباحثين العرب تنبهوا إلى مزايا الدراسات الأندلسية مؤخرا بعد اهتمام المستعربين الإسبان بهذا التراث ، الذي ظل غائبا عن التداول العلمي، بينما شاع التناول الرومانسي في الدراسات العربية لحضارة بلغت مرحلة الأطلال في الذاكرة الجماعية، وطغى الاهتمام بأسباب سقوط الأندلس على أسباب بلوغ الحضارة أوج ازدهارها، مشددا على أن فتح الأندلس عام711م لم يكن مجرد توسع جغرافي أو نشرا للدين الإسلامي فقط في شبه الجزيرة الإيبيرية، بل كان منطلقا لتأسيس حضارة.. مضيفا لم يكن مضيق جبل طارق مجرد موقع تتصارع حوله قوى إقليمية للسيطرة عليه، فقد ظل في ذاكرة العرب المسلمين رمزا للخطوة التي قطعها طارق بن زياد في القرن الثامن للميلاد، ليدشن عصرا جديدا حمل في داخله بذور الاختلاف والتميز في الحضارة العربية الإسلامية. وأشار شقرون في مداخلته إلى تأثر الثقافة الأندلسية بالنتاج العلمي والفكري والأدبي للعرب المسلمين في المشرق، ولكنها تميزت عنه في آن واحد، حيث صارت الأندلس بعد أقل من قرنين قبلة أهل الشرق، منوها بأن البيئة الأندلسية احتضنت الإبداع، فعلى الرغم من تقلبات السياسة هناك فقد ظلت الثقافة قائمة حتى سقوط غرناطة، بفضل دور الحكام في رعايتها، فتطورت الآداب والفنون والعلوم ، كما ساهمت الأوقاف من الحكام أو من عامة الناس في تشجيع طلاب العلم ونشر الكتب وإنشاء المكتبات العامة في المدن الرئيسية مثل قرطبة وإشبيلية وغرناطة، لتشكل المكتبات عاملا أساسيا من عوامل نهضة المجتمع الأندلسي في فترات ازدهاره. وأوضح أن التعبيرات الأدبية والفكرية في العصر الأندلسي اتصلت بسائر أنواع الآداب في المشرق، من فنون النثر مثل الخطابة والترسل والمناظرات والمقامات وفنون الشعر والموسيقى والغناء ، ليبدأ الأدب الأندلسي مرحلة يتبع فيها النماذج المشرقية، ليتم تجديد وتطوير تلك الفنون، ولتستطيع الموهبة الأندلسية ابتداع أشكال فنية لم يعرفها المشرق، كان من أبرزها ظهور الموشحات أواخر القرن التاسع الميلادي، كما نشأ فكر جديد بالإضافة إلى نهضة العلوم مما شكلا عاملا أساسيا من عوامل النهضة الأوروبية. وشدد الدكتور نزار شقرون المستشار بوزارة الثقافة خلال ندوة تاريخ الأندلس، على أن العرب استطاعوا بناء حضارة هناك بفضل اعتمادهم على مقومات أساسية لتحقيق نهضتهم، كان أهمها العلم. وقال إن ترجمة العلوم من أبرز الأنشطة التي عكست حرص الأندلسيين على أخذ المعرفة من الثقافات الأخرى، كما كانت النزعة العقلانية مقوما أساسيا في تفكيرهم الفلسفي، لتؤثر بشكل مباشر في عصر التنوير الأوروبي، كما أثر مفهوم العمل عند الأندلسيين على تشكيل هويتهم ومنحهم الكفاءة الإبداعية فأبدعوا في فنون العمارة و صناعات النسيج، باعتبار أن مغامرة الإنسان في الوجود تقوم على الجمع بين المعرفة والعمل، وهو ما تجلى في كتاب حي بن يقظان لابن طفيل. وقال إن أهم مكتسبات الحضارة الأندلسية أنها تعاملت مع الإرث الثقافي العربي السابق عليها تعاملا نقديا، مما جعل الحداثة الغربية لاحقا، تأخذ بهذا المفهوم وتغلب التفكير في الحاضر على التفكير في الماضي، وهو المفهوم الذي ينبغي أن نلتزم به وأن نغلب التفكير في حاضرنا أكثر من التفكير في الماضي، وأن نتعلم من هذه الحضارة التي ما تزال في حاجة إلى اكتشاف. ودعا الدكتور نزار شقرون في نهاية حديثه إلى أهمية تأسيس مركز يعنى بدراسة الحضارة الأندلسية ليكون منطلقا حضاريا جديدا . وتحدث الإعلامي بدر لامي عن برنامج / همة / قائلا إن البرنامج حاول الرد بشكل مبسط على الكثير من التساؤلات عن فتح شبه الجزيرة الأيبيرية، وما التحديات التي واجهت المسلمين عند الفتح ؟ ليتم استيعاب تاريخ هذه المرحلة من خلال التركيز على همة الرجال الذين فتحوا الأندلس انطلاقا من الهمة التي وضعتها العقيدة الإسلامية في قلوب هؤلاء الفاتحين الذين لم يكن يتجاوز عددهم طبقا لبعض الروايات 7 آلاف مسلم ولم يكونوا من العرب فقط بل من الأمازيغ أيضا وانه لما تراخت همة الرجال سقطت الأندلس. كما أوضح أن البرنامج يهدف إلى العمل على تغيير بعض المفاهيم القديمة مثل قضية الفتوحات الإسلامية والتي لا تتوقف، بل هي مستمرة في كثير من المجالات خاصة العلوم والبحث العلمي فكل إنجاز في البحوث العلمية يساهم به العرب يعدا فتحا، لافتا إلى أن النجاح في تنظيم كأس العالم في قطر 2022 كان من أهم النجاحات المعاصرة. وتحدث الإعلاميان القطريان سعود الكواري ومحمد الشهراني عن دورهما في الاعداد لبرنامج همة والمشاركة في تقديمه مؤكدين أن جهود فريق العمل برعاية وزارة الثقافة تضافرت لتقديم مادة علمية مصحوبة بتصوير من ذات مواقع الأحداث لتقريب المعلومات إلى المشاهدين ، مثمنين الثقة والرعاية التي منحتها الوزارة لفريق العمل . كما تحدث أعضاء الفريق عن الصعوبات التي واجهتهم خلال رحلتهم إلى إسبانيا وتقديم البرنامج الذي يربط التاريخ بالثقافة المعاصرة. وشهدت الندوة العديد من المداخلات التي أثرت النقاش وكان أبرزها مداخلة الشاعر الدكتور حسن النعمة رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي والذي ثمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز الثقافة المجتمعية، لافتا إلى أن اهتمام قطر بتاريخ الأندلس ليس حديثا بل هو استلهام لإرث يرجع إلى تاريخ حاكم قطر الأسبق الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني الذي كان اول من وجه اهتمامات المنطقة العربية والخليج لدراسة الأندلس من منطلق إعجابه بتراثها ، وكان ذلك في زمن شحت فيه المعلومات فقد حرص على الحصول على نسخة وحيدة من ديوان ابن دراج القسطلي والذي طبع على نفقته عام 1961. جدير بالذكر أن موسم الندوات يتضمن 5 ندوات، ويعتبر منصة حية وفضاء رحبا لإبراز الثقافة الوطنية وإثرائها بالتفاعل مع الثقافات العالمية، فضلاً عن دوره الأساسي في تعزيز الحوار بين المفكرين وأجيال المثقفين حول قضايا محورية تهم قطاعات واسعة من المجتمع، وسوف تختتم فعاليات موسم الندوات الأحد المقبل بتنظيم ندوة حول تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب.
1374
| 15 مارس 2023
بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، أقامت وزارة الثقافة مساء أمس الفعالية الرابعة من موسم الندوات 2023، في موسمه الثاني، والتي دارت تحت عنوان «المعمار في ثقافتنا»، حاضر فيها المعماري العربي والعالمي د. عبدالواحد الوكيل. قدم الندوة الإعلامي أحمد عبدالله، الذي أكد أن الندوة دعوة لاستكشاف الأثر المتبادل بين الثقافة باعتبارها حاملة لروح الشعوب والمعمار باعتباره تجليًا إبداعيًا عن تلك الروح. وقال: إننا نعتبر أن المعمار يمثل انعكاسًا لثقافة أي مجتمع، ولذلك فإنه يصبح نوعًا من التعبير عن متطلبات أي مجتمع وما يشهده من تغيير وتطور. وحضر الندوة، لفيف من الشخصيات ذات الاهتمام بالعمارة والثقافة، حيث دارت حولهما الندوة، والتي قدم خلالها المعماري عبدالواحد الوكيل، عرضاً تقديمياً للعديد من النماذج المعمارية التي أنجزها في مختلف الدول العربية، فضلاً عن دول العالم. ولم يغفل المحاضر الحديث عن أهمية الهوية، وأهمية حضورها في قلب المباني المعمارية، علاوة على تأكيده على ضرورة مراعاة الذات العربية في المنشآت المعمارية، في ظل الاتجاه إلى تشييد المباني العصرية، حيث دعا إلى ضرورة أن تكون معبرة عن الذات العربية، من ناحية، وأن تلامس الطراز المعماري العربي والإسلامي من ناحية أخرى. وخلص في محاضرته إلى أن غياب الثوابت المعمارية للمباني يصدم الساكنين، وأن مواقف السيارات زاحمت فراغات المباني، كما أن اختفاء مناطق المشاة شوه المنظر العام للمدن. لافتاً إلى أن مدينة لوسيل تفتقر لمواصفات العمارة العربية. ورأى أن مهندسي المدن أهدروا جماليات المباني، وأن غياب البساطة عنها أصابها بالكارثة. وانتقد غياب العمارة الإسلامية عن الجامعات العربية. معتبراً أن القبح أقرب إلى كليات الفنون الجميلة. أشكال ثابتة واستهل المعماري عبدالواحد الوكيل محاضرته بالحديث عن الأشكال الثابتة في كل الحضارات، وأنها موجودة عادة في العقل الباطني للإنسان. معتبراً أن المصريين القدماء كانوا مميزين في الرمزيات، وإبرازها عبر الهيروغليفية، بالإضافة إلى تميزهم في البساطة في إنجاز المباني، حيث أنجزوها في أشكال دائرية، كما استعمل الشيء ذاته الإنجليز. ولفت إلى أن البساطة كانت قائمة في كل الحضارات القديمة، إلى أن حدثت الكارثة بالنسبة للمدن القائمة حاليًا، بتغيير شامل في أشكالها. وتحدث عن مواصفات البناء المعماري الحديث، وضرورة امتزاجه بالتراث المعماري. كما تحدث عن طراز المدن القديمة والتي بُنيت عكس المدن الجديدة والتي أصبحت مكتظة دون فراغات، وإن وجدت هذه الفراغات، فإنه يتم استثمارها في توظيفها كمواقف للسيارات، على حد تعبيره. وهنا، حذر من خطورة اختفاء المناطق المخصصة للمشاة في أوساط المجمعات السكنية، وذلك لدور هذه المناظر في تشويه المنظر العام للمدينة، علاوة على التأثير السلبي لدخول السيارات إلى المجمعات السكنية، وهو ما يؤثر بدوره على الهوية العربية والإسلامية للمعمار. مواصفات معمارية وشدد على أهمية مراعاة مكونات الحضارة الإسلامية في المدن العصرية، وهو ما عملت عليه بعض المدن الأجنبية، والتي طبقت عنصرين للحضارة الإسلامية، وهما الأمان والنظافة. وقدم مقاربة بين بعض العواصم العربية والإسلامية، وبين المدن القديمة بها، والتي تطاولت في البنايات الشاهقة، ذات الألوان والأشكال المختلفة. وشدد على أهمية إبراز جماليات العمارة الإسلامية في المدن العربية والإسلامية، كما كان الحال في المدن العربية القديمة، والتي كانت تتميز بسقف واحد، وفتوحات وبساتين ذات فسحة للسكان والزائرين. كما واصل مقاربته بين أوضاع المدن القديمة، وبين الأخرى القائمة اليوم، مؤكداً أن العديد من المباني القديمة كانت تبدو واضحة فيها القباب والمآذن، بينما أصبحت المباني اليوم متجاورة، ومكتظة بالسيارات، وهو ما يعيق الحركة بداخلها، علاوة على ما تتسبب إثر ذلك في مضايقات النفس البشرية، التي تجنح إلى السعة. واستشهد ببعض البيوت المصرية القديمة، ذات النماذج للعمارة الإسلامية، ومنها بيوت «المسافر خانة، والسحيمي، والسناري»، وغيرها من البيوت الأثرية القديمة، التي تقف شاهدة على طرز معمارية إسلامية فريدة. وشدد على أهمية اختيار معماريين على مستوى عال من التميز والاحترافية عند إنجاز المباني، بما يجعلهم يراعون الطرز العربية والإسلامية فيها، وأن تكون أعمالهم معبرة عن الشخصية العربية وما تتميز به العمارة العربية والإسلامية من سمات وخصائص، بالشكل الذي يعكس معه الثقافة العربية والإسلامية، ويعزز كذلك من الهوية العربية والإسلامية. مؤكداً أن العمارة تعتبر ثقافة، ولا ينبغي تدريسها على أنها هندسة. دعوة لتدريس العمارة الإسلامية بالمناهج الدراسية أثار العرض التقديمي الذي قدمه المعماري عبدالواحد الوكيل، تفاعل حضور الندوة، الذين شددوا على أهمية ربط المباني العصرية بالهوية العربية والإسلامية، تدعيماً للهوية، وتأكيداً على حضور الإرث والتراث العربي والإسلامي في مكوناته. وخلال المداخلات، شدد الوكيل على ضرورة تدريس العمارة الإسلامية في المناهج الدراسية، مؤكداً أنه لم يتعرف عليها، إلا عندما تتلمذ على يد المعماري الراحل حسن فتحي. ومن جانبه، لفت د. سيف الحجري إلى أن العمارة لم تتأثر بالجانب الجمالي فقط، بل إنها تتأثر بالهوية والجانب الصحي، وخاصة مع التوسع في إضافة البنى التحتية، وما تشهده من تطور. وبدوره، أكد الوكيل أهمية مراعاة الثوابت عند تشييد المدن العصرية، حتى مع دخول التغييرات، بحيث لا يتسبب ذلك في إحداث صدمة للساكنين فيها، أو الزائرين لها، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا والتي لا ينبغي لها تحطيم الحضارة، بقدر ما ينبغي أن تكون داعمة للمعمار. وبدوره، تساءل طارق الملا، عن مدى توارث الحرفيين للحرف التقليدية. وهنا رد الوكيل، مؤكداً أنه لا يمكن للوسائل الحديثة أن تلغي الحرف التقليدية. لافتا إلى قيامه ببناء قرية في مدينة «نيومكسيكو»، ولاحظ مدى الحرص هناك على اعتنائها بالحرف التقليدية، كما أن اليابان مع تقدمها، فإنها من أكثر الدول عودة للحرف التقليدية، ما يعني صعوية اللعب مع الطبيعة، على حد تعبيره. أما د. علي عبدالعال، فتحدث عن رؤية المعماري عبدالواحد الوكيل لمصطلح «أنسنة المدن». وهو المصطلح الذي أبدى الوكيل رفضه له. مشددًا على أن الإنسان بطبعه محب للطبيعة، ولذلك يحب الفراغات، والمساحات الشاسعة، كما أن الإنسان يبحث بطبعه عن الظواهر الصحية المناسبة له، ولذلك يلجأ إليها. تكريم المتطوعين يستبق الندوة استبق الندوة، تنظيم مركز قطر التطوعي، التابع لوزارة الثقافة، حفلا لتكريم المتطوعين الذين ساهموا في الفعاليات الكبرى التي أقيمت على مدى الشهور الثلاثة الأخيرة. وتم توزيع شهادات التقدير على المتطوعين والمتطوعات في مختلف الفعاليات ومنها مهرجان قطر للإبل «جزيلات العطا» والملتقى الهندسي الخليجي وغيرهما. وثمن السيد معيض القحطاني المدير التنفيذي لمركز قطر التطوعي، جهود المتطوعين في إنجاح مختلف الفعاليات بالدولة، وقال: إننا لا نستطيع تقدير جهود المتطوعين، داعيا لهم بالسداد والتوفيق، وأن يستمروا في عطائهم للحصول على الجوائز التي يقدمها المركز شهريا، وكذلك وشاح التطوع الذي يمنحه المركز. وأضاف أن الأجر الذي يسعى المتطوعون والمتطوعات إلى نيله هو ثواب الله عز وجل على العطاء الإنساني المرتبط بإخلاص النية وخدمة المجتمع. مؤكداً أن العمل التطوعي رسالة وقيمة اجتماعية وتقاس بها ثقافة المجتمع، للتعرف على قيمه فكلما كان العمل التطوعي متميزا وخالصا لله ولخدمة المجتمع تظهر قيمته الحقيقية. موسم الندوات يناقش تاريخ الأندلس تواصل وزارة الثقافة اليوم إقامة فعاليات موسم الندوات، حيث تنظم اليوم ندوة بعنوان «تاريخ الأندلس»، وذلك في مبنى وزارة الثقافة - قاعة بيت الحكمة. وسوف يتحدث في الندوة كل من د. نزار شقرون، والسيد بدر اللامي، والسيد سعود الكواري، والسيد محمد الشهراني. وتقيم وزارة الثقافة موسم الندوات بالشراكة مع كل من جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومكتبة قطر الوطنية. ويدعم موسم الندوات رؤية وزارة الثقافة الهادفة إلى إثراء المشهد الثقافي والفكري بباقة منوعة من الأنشطة والفعاليات التي تعزز الحوار والنقاش حول أبرز القضايا المجتمعية، علاوة على بناء شراكات مع الجهات الفاعلة في المجتمع، ومد جسور التواصل بين أجيال المثقفين والمفكرين.
1302
| 15 مارس 2023
نظمت وزارة الثقافة، مساء اليوم، بمعهد الدوحة للدراسات ندوة بعنوان /فن المعمار في ثقافتنا/، وذلك ضمن موسم الندوات الذي تنظمه الوزارة في نسخته الثانية، ويستمر حتى 19 مارس الجاري بالتعاون مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومكتبة قطر الوطنية. حضر الندوة سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد بن جاسم بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، وجمع من الأكاديميين والمثقفين. استضافت الندوة -التي أدارها الإعلامي أحمد عبدالله- الدكتور عبدالواحد الوكيل المعماري المصري الذي تحدث عن فلسفة العمارة العربية الإسلامية، وتميزها، نظرا لانسجامها مع فطرة الإنسان والطبيعة، مشددا في الوقت نفسه، على أن التصميم المعماري الصحيح، هو أن تكون لكل مدينة هويتها وما يميزها. واستعرض خلال المحاضرة العديد من نماذج العمارة حول العالم، وأهم السمات التي تميز عمارة كل حضارة ، مشيرا في هذا الصدد إلى نماذج من العمارة القديمة في كثير من حواضر العالم الإسلامي، ونماذج من إسبانيا مثل البيت العربي، وكذلك نماذج في الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، واليابان التي اعتبرها أقرب لنموذج الحضارة الإسلامية. وقال إن العمارة ثقافة، وهي لا تدرّس في الجامعات كثقافة ولكن كنماذج وخاصة تلك النماذج الغربية، قائلا إن الإنسان بما يحمله من سجية نقية، يدرك هذا الأمر، ولا يحتاج إلى أن يلقنه له أحد آخر، محذرا من العبث بالطبيعة. ودافع الوكيل عن فكرته في العمارة، التي تتبنى ضرورة وجود مساحات فارغة وسط المباني ما يسمى (الحوش) بدلا من الارتدادات المساحية حول البيت، لافتا إلى أن هذه الفراغات هي الطبيعة، وأن المباني من صنع الإنسان، مشبها (الفراغات/الحوش) بالروحانيات التي يكون لها وقع وأثر فيمن يسكنه ، كما أنها تكون موفرة للطاقة إذا أحسن تصميمها وبناؤها. وقدّم المعماري الوكيل مقاربة حول العلاقة بين العمارة وتأثيرها النفسي، حيث إن لكل مكان تأثيره على النفس، فضلا على الطابع المعماري الذي يعزز الراحة النفسية إذا وجدت الفضاءات والاقتراب من الطبيعة، داعيا في الوقت نفسه إلى اهتمام المعماريين بالنظر في قواعد سيكولوجيا الألوان وارتفاع البناء، مؤكدا على أن الأمر يستلزم الاعتماد على مهندسين لديهم القدرة على التفرقة بين المعمار القائم على الثقافة ويراعي الهوية والخصوصية، وبين المعمار الذي لا يعبر عن هوية البلد وثقافته التي تحتوي هذا البناء متعدد الأشكال والألوان دون وحدة ناظمة. وأكد الوكيل، على أن عودة جمالية المدينة العربية، يستلزم الرجوع إلى ثقافتنا الأصيلة، مع الالتزام بقوانين الهندسة، وتحقيق التناغم بين مفردات المباني. يشار إلى أن الدكتور عبد الواحد الوكيل ولد بالقاهرة عام 1943، وتخرج في كلية الهندسة بجامعة عين شمس عام 1965 ثم سلك الطريق الأكاديمي حتى حصل على الدكتوراه، واشتهر بتمسكه بالهوية العربية الإسلامية وصمم العديد من المساجد والمباني حول العالم، وحصل على عدة جوائز عن أعماله متعددة الجنسيات منها جائزة الأغاخان عامي 1980 و1989و جائزة /ديرهاوس/ للعمارة الكلاسيكية. جدير بالذكر أن موسم الندوات يتضمن 5 ندوات، ويعتبر منصة حية وفضاء رحبا لإبراز الثقافة الوطنية وإثرائها بالتفاعل مع الثقافات العالمية، فضلاً عن دوره الأساسي في تعزيز الحوار بين المفكرين وأجيال المثقفين حول قضايا محورية تهم قطاعات واسعة من المجتمع، سوف تقام الندوة التالية غدا الأربعاء حول تاريخ الاندلس في قاعة بيت الحكمة بوزارة الثقافة. وكان مركز قطر التطوعي التابع لوزارة الثقافة، قد أقام حفلا قبل انطلاق الندوة، لتكريم المتطوعين الذين ساهموا في الفعاليات الكبرى التي أقيمت على مدار الربع الأول من العام الجاري. وتم خلال الحفل توزيع شهادات التقدير على المتطوعين والمتطوعات في مختلف الفعاليات ومن أبرزها مهرجان قطر للإبل /جزيلات العطا/ والملتقى الهندسي الخليجي وغيرهما. وثمن السيد معيض القحطاني المدير التنفيذي لمركز قطر التطوعي في كلمة له خلال الحفل، جهود المتطوعين في إنجاح مختلف الفعاليات بالدولة، داعيا لهم بالسداد والتوفيق، وأن يستمروا في عطائهم للحصول على الجوائز التي يقدمها المركز شهريا. وكذلك وشاح التطوع الذي يمنحه المركز.
590
| 15 مارس 2023
تقيم وزارة الثقافة مساء اليوم ندوة المعمار في ثقافتنا، يقدمها المعماري عبدالواحد الوكيل، وذلك في مقر معهد الدوحة للدراسات العليا. وتأتي الندوة ضمن فعاليات موسم الندوات، في نسخته الثانية، الذي تقيمه الوزارة بالتعاون مع كل من جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودارسة السياسات ومكتبة قطر الوطنية. ويعتبر موسم الندوات منصة حية وفضاء رحبا لإبراز الثقافة الوطنية وإثرائها بالتفاعل مع الثقافات العالمية، فضلا عن دوره الأساسي في تعزيز الحوار بين المفكرين وأجيال المثقفين حول قضايا محورية تهم قطاعات واسعة من المجتمع.
750
| 14 مارس 2023
واصلت وزارة الثقافة فعاليات موسم الندوات 2023، في موسمه الثاني، والذي تقيمه بالتعاون مع كل من جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومكتبة قطر الوطنية. وشهدت قاعة ابن خلدون في جامعة قطر، مساء أمس الفعالية الثالثة من هذا الموسم، وجاءت تحت عنوان «الإسلام والحداثة»، حاضر فيها كل من د.جوزيف لومبارد، أستاذ مشارك للدراسات القرآنية في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، ود.عبدالرحمن حللي، أستاذ مشارك للدراسات القرآنية في جامعة قطر، وقدمتها الإعلامية إيمان الكعبي، مدير المركز الإعلامي القطري، وحضرها جمع غفير من المفكرين والمثقفين والإعلاميين والطلاب. واستهلت الإعلامية إيمان الكعبي الندوة بطرح محاورها، والتي جاءت في مقدمتها التعريف بالحداثة، وهل هناك «حداثة إسلامية» متحققة، فضلاً عن طبيعة الخصوصية الثقافية والحضارية لـ «الحداثة الإسلامية»، وأهم ما يميزها عن «الحداثة الغربية»، التي أنتجها مفكرو الغرب، وفق شروطهم الفكرية والثقافية، وهل أنجز الفكر الإسلامي مهامه النقدية عبر الحفر المعرفي الدقيق في «الحداثة الإسلامية»، ونقد أسباب تعطلها وإعادة بناء أسسها الفكرية. وناقش المحاضران مدى شروط تحقق «الحداثة الإسلامية»، وما إذا كانت ممكنة أصلاً مع ما يطرحه الفكر الغربي الراهن من إشكاليات عن «ما بعد الحداثة»، والأسس الجديدة التي يجب إعادة تأسيس «الحداثة الإٍسلامية» عليها، وهل شروط تحقق ذلك متوفرة في المجال الفكري المعاصر، بالإضافة إلى الحديث عن طبيعة المعوقات الفكرية والمعرفية التي يتعين على المفكرين ضمن الأفق الفكري والثقافي والحضاري الإسلامي تجاوزها لتحقيق «الحداثة الإسلامية». خصوصية ثقافية وعن خصوصية الثقافة و«الحداثة الاسلامية». قال د.عبدالرحمن حللي: إنه ليست هناك حداثة واحدة ولكن هناك حداثات عديدة ومتنوعة، وأن هذا الأمر قائم أيضاً في الغرب بدرجات متفاوتة، كما أن هناك مشكلة عند الحديث عن حداثة واحدة، كونها في منطق منظريها تعني التحديث، وهذا يدفعنا إلى ضرورة التفرقة بينه وبين الحداثة. وتساءل: هل هناك خصوصية للمسلمين في الحداثة. موكدًا أن لكل مجتمع خصوصيته التي تترسخ في هذا المجتمع، وأنه إذا تم النظر إليها من منظور إسلامي، فإن الإسلام ليس دينًا منغلقًا على ذاته، بل يطوح نفسه بأنه دين للعالم أجمع، كما أن الحضارة الإسلامية نشأت نتيجة للتعامل أخذًا وعطاءً، فأحدثت شكلاً من أشكال التفاعل. وشدد د.عبدالرحمن حللي على أهمية التمييز بين الحداثة كمذهب يستورده الحداثيون، وبين تلك الحداثة القائمة في الغرب. مشكلات الحداثة أما د.جوزيف لومبارد، فقال: إن مشكلات الحداثة أصبحت أكثر وضوحاً في العالم، وأن حلولها لم تأت من الغرب وحده، وأنه عند النظر إلى العالم، فلا يجب النظر إليه على أنه حضارة واحدة، بل مجموعة من الحضارات. وعرج على خصائص الحضارة الإسلامية. مؤكداً أن الإسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أُرسل إلى الناس كافة، وليس للعرب وحدهم، وأن مسؤولية المسلمين أن يكونوا مشعلاً للحضارة النابعة من هذا الدين، وإيصالها إلى الناس. وفي محور آخر، وحول إشكاليات ما بعد الحداثة. أكد د.عبدالرحمن حللي أنه ليست هناك مشكلة في الحديث عن الحداثة، وما بعدها، وأنه يجب أن يكون حراكنا وإرادتنا في التغيير على مستوى الفكر والعمل، وأن ذلك متحقق على المستوى النظري، على خلاف العملي. وقال: إننا إذا أردنا تحقيق الجانب الإيجابي في صُنع تاريخنا، فإنه يجب أن تكون هناك رؤى إستراتيجية، وأن هذا لن يتأتي سوى من القاعدة في ظل تطلع الشعوب العربية إلى التغيير وتحقيق ما هو أفضل قي التعليم والحقوق والديمقراطية،، وغير ذلك. «الحداثة الإسلامية» وفي أحد محاور الندوة، فيما يتعلق بشروط «الحداثة الإسلامية» أكد د.جوزيف لومبارد أن هناك ضعفا في إنتاج التفكير النقدي فيما يتعلق بشأن «الحداثة الإٍسلامية». مؤكداً أن التطور الحقيقي ينبغي أن يكون في أخلاق البشر، ولذلك فإن المسلمين مسؤولون عن الحفاظ على أخلاقهم. وشدد على ضرورة الالتزام بالطريقة التي يمكن التعبير بها عن الذات الإسلامية دون الوقوع في مهاترات مع الثقافات المختلفة، بالإضافة إلى التركيز على صُنع الواقع المتناغم مع الثقافة والدين الإسلامي، الذي يأمرنا بتسليم الأمر إلى الله تعالى، مع الأخذ في الاعتبار أن الحداثة مختلفة عند الغرب عن الإسلام، إذ ترتبط هناك بالعلم. كما شدد على أهمية تقديم نموذج إسلامي للعالم، واستثمار الموارد، بما يؤدي لتحقيق النهضة، من أجل لعب دور لصالح البشرية. وقال د.جوزيف لومبارد: إن ما أنجزه الفكر الإسلامي للبشرية كثير، غير أننا بحاجة إلى الوصول إليه بطريقة سليمة. وعرج على مفهوم ما بعد الحداثة. واصفاً إياه بأن له أكثر من تعريف في الغرب، غير أن تعريفه ومفهومه في العالم العربي يختلف بالكلية عن تلك الحداثة المعروفة في الغرب. داعياً إلى أهمية تطبيق الدين طبقًا للقضايا المعاصرة والإتيان بتعاريف إسلامية لا تتعلق بالماضي فحسب ولكن تتوافق مع المعاصرة، لتنبع «الحداثة الإٍسلامية» من هذه المنطلقات. إيمان الكعبي: وزارة الثقافة مظلة للفكر النقدي والحوار قالت الإعلامية إيمان الكعبي، خلال إدارتها الندوة، إن أسئلة «الحداثة الإسلامية» الحارقة والمحفزة على التفكير والتأمل، هى أكثر مما قدمنا من أجوبة شافية كافية، ونريد استخلاص بعض النتائج التي لابد منها ليستمر الحوار والجدل والتبادل المعرفي في منصات ثقافية ومعرفية وأكاديمية أخرى، مثل جامعة قطر التي استضافتنا في قاعة يحمل اسمها رسالة في التدبر والاجتهاد: أولها أن الفكر الإسلامي متطور ومنفتح على كل أصناف الحوار والمثاقفة والتغذية الراجعة بين الحضارات والثقافات. وأضافت: إن الحداثة حداثات لكنها تنضبط بشروط تأسيسها وتتلون بلون التربة التي تُزرع فيها، كما أن الاجتهاد نسبي مثل نسبية الفكر البشري نفسه، وأنه يتحرك وفق أصوله الثابتة وقوانين تطوره ومقاصده الكبرى. مؤكدة أن الفكر النقدي والحوار الثقافي هو الذي يجمعنا دائما تحت خيمة وزارة الثقافة. محاور الندوة تثير نقاشًا بين الحضور شهدت الندوة تفاعلاً من جانب الحضور، الذين اكتظت بهم جنبات قاعة ابن خلدون في جامعة قطر، فحول أبرز المعوقات الفكرية والمعرفية، التي ينبغي تجاوزها من أجل «حداثة إسلامية». حددها د.عبدالرحمن حللي في كونها عديدة ومتنوعة، داعياً لمواجهتها إلى ضرورة امتلاك المعرفة، والاهتمام بالتعليم على المستويات الأكاديمية، وذلك بهدف نقد ومناقشة الحداثة. وقال: إن ما قد يتم مناقشته في العالم العربي قد يكون مستوردًا، بينما الحداثة في سياقها الغربي ليست كما يتناولها ويطرحها الكُتّاب العرب، لذلك عليهم أن يهجروا ما يصدروه لنا بشأن الحداثة. مشدداً على ضرورة النهوض بالمؤسسات المعنية لدراسة الحداثة، وأنه كلما كان الإنسان ناقدًا للحداثة عن معرفة وعمق، كلما كان حداثيًا أكثر وأقرب لمنظري الحداثة ذاتها. كما شدد على أهمية تجاوز الجدل العربي بين منظري الفكر الإسلامي وكذلك منظري الحداثة، كونه جدلاً عقيماً. مستشهداً بالإمام الراحل أبوحامد الغزالي، عندما نقد الفلسفة، وهو بالأساس فيلسوف درسها وتمكن منها واستطاع أن ينقدها، ما يعني أن من يتصدى للحداثة، لابد عليه أن يدرسها. وحول مدى الارتباط بين الدين والحداثة. شدد في هذا السياق، على ضرورة فك الارتباط بينهما، لافتاً إلى عدم وجود حداثيين في الغرب ضد الدين، على غير ما هو قائم في العالم العربي، كما أن هناك في الغرب نفسه من يقوم بالفصل المنهجي بين الحداثة والدين، وأن هناك من منظري الحداثة من يؤمن بالدين والعقل معا وينظر إليهما معًا. وعن الفرق بين الحداثيين في الغرب والعالم العربي. قال د.عبدالرحمن حللي: إن مشكلة العرب أن هناك مساحات كثيرة خارج الدين يمكن ان تتطور بها المجتمعات وتصبح حداثية، أما الحداثيون الغربيون، فإن من بينهم من لديه رؤية عنصرية تجاه العالم العربي، مدعياً من خلالها وجود مشكلة بين الدين والحداثة. وحول ما إذا كانت الحداثة تتعارض مع الدين. قال د.حللي: إن بعض مخرجات الحداثة لا تتعارض مع الدين، غير أن هناك من الحداثيين العرب، من يضعونها في مواجهة الدين، على عكس مفكري الحداثة في الغرب، وإن كان هذا لايعني أن هناك من منتجات الحداثة ما يتعارض مع الإسلام. ومن جانبه، شدد د.جوزيف لومبارد على أن الإسلام دعوة وتعارف، وعلينا عدم الانطلاق من منطلق مأساوي لنعيش صراعًا لا نهاية له. مشدداً على أهمية الالتقاء على قيم مشتركة، كونها قيمًا إنسانية. وقال: إن القيم محورية ورئيسية، وعندما ننظر إليها في الغرب، نراه يجعلها كومة من الرماد. مشدداً على أهمية تحقيق المعرفة، وربطها مع الأخلاق بالحضارة الإسلامية. وحول العلاقة بين الحضارتين الإسلامية، والأخرى الغربية. أضاف د.جوزيف لومبارد: إن الحضارة الغربية قامت عندما انفصلت عن الكنيسة، بينما انهارت الحضارة الإسلامية عندما انفصلت عن الاسلام.
966
| 13 مارس 2023
نظمت وزارة الثقافة، مساء اليوم، ندوة بعنوان الإسلام والحداثة في جامعة قطر، وذلك ضمن موسم الندوات الذي تنظمه الوزارة في نسخته الثانية، بالتعاون مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومكتبة قطر الوطنية في الفترة من 4 حتى 19 مارس الجاري. وتحدث خلال الندوة كل من الدكتور عبد الرحمن حللي أستاذ مشارك للدراسات القرآنية بجامعة قطر، والدكتور جوزيف لومبارد أستاذ مشارك للدراسات القرآنية بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، وحضرها جمع من الأكاديميين والمثقفين وأدارتها الإعلامية إيمان الكعبي مدير المركز الإعلامي القطري. وتناول المتحدثان في البداية مفهوم الحداثة والفرق بينها وبين التحديث، ثم مفهوم ما بعد الحداثة، وما هي شروط تحقق حداثة إسلامية معاصرة، ومتواصلة مع التراكم المعرفي والحضاري والفكري والثقافي الذي أنجزه المجددون لخطاب الحداثة ضمن الأفق الإسلامي المفتوح على المثاقفة، والتواصل، والاجتهاد. وقال الدكتور عبدالرحمن حللي: إن للحضارة الإسلامية خصوصيتها التي تنطلق من عالمية الدعوة الإسلامية، وانفتاحها على العالم في قوله تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، لافتا إلى وجود فارق بين الحداثة التي هي مذهب وبناء فلسفي، وبين التحديث الذي يعتمد على وسائل التطور والتكنولوجيا في حياتنا المادية. وأوضح أن تعاليم الإسلام تتفوق في العطاء والتفاعل، مستدلاً بقوله تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير، فالمسلمون في ضوء الرؤية الإسلامية أخذوا وأعطوا وتفاعلوا مع غيرهم. وأضاف: علينا أن نعرف الفرق بين الحداثة كحركة تاريخية وبين الحداثة كمذهب كما يستوردها الحداثيون العرب، مشيراً إلى أهمية أن يكون الجدل الواقع في هذا الشأن نابعا من منظور معرفي، وأن تكون لدينا الرغبة في التغيير سواء على المستوى النظري والفكري أو على المستوى العملي. وطالب الدكتور حللي بضرورة تجاوز الجدل العربي بين الحداثيين والإسلاميين لأنه جدل عقيم، وضرب الدكتور حللي مثالا بالإمام الغزالي عندما نقد الفلسفة في كتابه تهافت الفلاسفة بعد أن تمكن من دراستها دراسة عميقة، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة فك الارتباط الذي يدعي وجود مشكلة بين الدين والحداثة. ومن جانبه، أكد الدكتور جوزيف لومبارد على ضرورة التعبير عن أنفسنا دون الانسياق في مهاترات مع الثقافات المختلفة، وأن نساهم في صنع واقعنا الذي يتناغم مع ثقافتنا وديننا الإسلامي، الذي يأمرنا بأن نسلم أمرنا لله عز وجل، مع الأخذ في الاعتبار أن الحداثة يختلف مفهومها في الغرب عن الإسلام. وقال إن مسؤولية المسلمين اليوم هي إيصال رسالة الإسلام الأولى وهي الرحمة، وجعلها ذات صلة وثيقة بالمعاصرة، في حياتنا، مشددا على ضرورة استثمار الموارد في عالمنا الإسلامي لصالح النهوض وتطبيق تعاليم الإسلام لصالح البشرية، مؤكدا أن ما أنجزه الفكر الإسلامي لصالح العالم كثير لكننا بحاجة إلى روح الدين التي تعني النظر إلى مسؤوليتنا، وفي الوقت ذاته بناء المستقبل. وأضاف أن مفهوم ما بعد الحداثة له أكثر من تعريف، حيث تطورت الحداثة في أوروبا وأخذت أشكالا مختلفة تبعا لظروفها اجتماعيا وسياسيا ودينيا، فقد ظهرت الحداثة وتطوراتها بدءا من عصر التنوير، في حين يختلف تاريخ الناس في العالم العربي كليا عن التاريخ الأوروبي، ما يستتبع معه اختلاف تلك الحداثة، وفي هذا السياق شدد على ضرورة أن تنبع حداثتنا من مفاهيمنا الدينية، والتي أوجب لها أن تنبع من ديننا ومن خلال مفكرينا. جدير بالذكر أن موسم الندوات يتضمن 5 ندوات، ويعتبر منصة حية وفضاء رحباً لإبراز الثقافة الوطنية وإثرائها بالتفاعل مع الثقافات العالمية، فضلاً عن دوره الأساسي في تعزيز الحوار بين المفكرين وأجيال المثقفين حول قضايا محورية تهم قطاعات واسعة من المجتمع، وسوف تقام الندوة التالية تحت عنوان /المعمار في ثقافتنا/ مساء بعد غد الثلاثاء في معهد الدوحة للدارسات العليا.
626
| 13 مارس 2023
تقيم وزارة الثقافة مساء اليوم الفعالية الثالثة من موسم الندوات، وذلك في مقر قاعة ابن خلدون بجامعة قطر، تحت عنوانالإسلام والحداثة، ويحاضر فيها كل من جوزيف لومبارد، ود. عبدالرحمن حللي. وتأتي هذه الفعالية في إطار النسخة الثانية من موسم الندوات، والذي تقيمه وزارة الثقافة بالتعاون مع كل من جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومكتبة قطر الوطنية، وبمشاركة نخبة من المثقفين والمفكرين من داخل وخارج قطر، فيما تحظى هذه الفعاليات بإقبال لافت من جانب الجمهور بمختلف شرائحه. إلى ذلك، واصلت وزارة الثقافة بث المزيد من الفيديوهات عبر منصاتها الرقمية، والتي استطلعت فيها آراء عدد من المثقفين والمهتمين في محاور الموضوعات التي يطرحها موسم الندوات، مؤكدين أنه يسهم في تعزيز الثقافة الفكرية، وأن المشهد الثقافي بحاجة لمثل هذه الموضوعات التي يطرحها موسم الندوات، لما تثيره من نقاش وحوار، حيال العديد من القضايا، فضلاً عن استعراض مختلف وجهات النظر تجاهها، وذلك تعزيزاً للتواصل بين الأجيال. وخلال هذه الفيديوهات، وصف الإعلامي والناقد الفني، د. حسن رشيد: موسم الندوات، في نسخته الثانية، بأنه عُرس ثقافي نعيشه هذه الأيام. وقال: نحن في مسيس الحاجة إلى مثل هذه الفعاليات، كونها إضافة حقيقية لدور الثقافة في هذا البلد المعطاء. وبدوره، أعرب الفنان سعد بورشيد، عن مدى سعادته بحضور إحدى فعاليات هذا الموسم، وهى ندوة الإرث الثقافي للمونديال، والتي حاضر فيها سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية. ووصف بورشيد النسخة الثانية من الموسم بأنه بمثابة إحياء للتراث والثقافة القطرية. أما السيد عبدالرحمن سعود، شاعر وناشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فاعتبر موسم الندوات بأنه من أهم المواسم الثقافية، وأنه خطوة مميزة من وزارة الثقافة لما فيه من تعزيز للإرث الثقافي خاصة أن هذا الموسم يركز على الثقافة العربية والإسلامية. ومن جانبها، أكدت الأستاذة وضحى العذبة، مدرب تنمية بشرية، أن موسم الندوات، في نسخته الحالية، يحتوي على العديد من المحاور الثقافية ويسهم في تعزيز الثقافة الفكرية. واصفة الندوة الفائتة، والتي حملت عنوان الإرث الثقافي للمونديال بأنها أبهرت الجميع بمدى تداخل الثقافة مع الرياضة. ويأتي موسم الندوات انعكاساً لرؤية وزارة الثقافة الهادفة إلى إثراء المشهد الثقافي والفكري بباقة منوعة من الأنشطة والفعاليات التي تعزز الحوار والنقاش حول أبرز القضايا المجتمعية، علاوة على بناء شراكات مع الجهات الفاعلة في المجتمع، ومد جسور التواصل بين أجيال المثقفين والمفكرين. كما تسعى الوزارة من خلال موسم الندوات إلى الاستفادة من الزخم الثقافي والفكري والإعلامي الذي حظيت به النسخة الأولى في العام الماضي، وذلك لما تمثله فعاليات الموسم من أهمية في تعزيز الحوار بين المفكرين وأجيال المثقفين حول قضايا محورية تهم أطيافاً عديدة في المجتمع.
610
| 12 مارس 2023
شهد سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، مساء أمس الفعالية الثانية لموسم الندوات 2023، والذي تنظمه وزارة الثقافة بالتعاون مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومكتبة قطر الوطنية. جاءت الندوة تحت عنوان «الإرث الثقافي للمونديال »، وحاضر فيها سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، وأُقيمت في معهد الدوحة للدراسات العليا. كما حضرها سعادة الدكتور حسن راشد الدرهم، رئيس جامعة قطر، وعدد كبير من المثقفين والإعلاميين والمفكرين. واستهل د. الكواري المحاضرة، التي قدمتها الكاتبة د. بثينة الجناحي، بالتأكيد على أن مونديال قطر شكل نقطة تحول عنده، وأدرك أهمية كرة القدم، وأنها ليست مجرد رياضة، بل يرتبط بها ملايين البشر، مما يجعل لها أبعادًا ثقافية واجتماعية تتخطى الرياضة، وأن ما حدث له من تحول في النظر إلى كرة القدم هو إدراك مشترك مع كثير من مثقفي العالم. وثمن تناول موسم الندوات موضوعا يتعلق بمونديال قطر، مثمنا هذا الاختيار الذي يعكس فهما للظواهر الثقافية التي تحتاج إلى دراسة واستفادة. واصفا «الإرث الثقافي للمونديال» بأنه من الموضوعات المهمة التي تندرج ضمن قضايا الساعة الفكرية والثقافية. منعطف تاريخي وأكد سعادته أن المونديال لم يكن مجرد مناسبة رياضية عابرة بل هو منعطف تاريخي لدولة قطر وللعرب وللدول التي تسعى لرقي الحضارة الإنسانية. مشددا على أهمية تفعيل مكتسبات نجاح المونديال على المستوى الثقافي، والتفكير فيما بعده، والنظر في محصلة هذا الإرث الثقافي الكبير الذي تم حصاده. وقال: إن أول ما يتجلى من أثر هذا النجاح الذي أبهر العالم هو إثبات القطريين لقدرتهم على خوض التحديات وكسبها على منوال ما قام به الأجداد حتى صارت استجابتهم لما يعترضهم منها جزءا من شخصيتهم الوطنية، فقد أبهر القطريون العالم بأسره بالتنظيم المحكم وبالإنجازات الضخمة التي شملت البنية التحتية، وهو ما سيبقى علامة فارقة لأجيال من القطريين في العقود القادمة. وتابع: إن فضيلة هذا النجاح الكبير أنه أعاد التفاؤل والأمل إلى العالم العربي. مؤكداً أن المونديال حرك «الذاكرة الجماعية» للشعوب، واستعاد العرب والمسلمون أمجاد الحضارة العربية الإسلامية. ولفت إلى مكسب آخر للمونديال، وهو استعادة الدور الأساسي الذي تلعبه الثقافة في تقديم الصورة المثلى لدولة قطر، التي أعادت الثقافة إلى قلب الاهتمامات الدولية، باعتبارها محدداً لطبيعة العلاقات الدولية. موضحًا أن المونديال احتوى تعبيرات ورسائل ثقافية منحت البطولة طابعًا استثنائيًا، وأكدت قيمة القوة الناعمة، وهذا ما يؤكد مجدداً فاعلية الدبلوماسية الثقافية التي تُعد الدبلوماسية الرياضية جزءًا منها. وقال سعادته: إن المجتمع القطري كسب رهان التواصل الحضاري بجدارة أدت إلى إحداث «صدمة الغرب»، الذي اعتبر بعض المناوئين فيه للعرب والمسلمين بأن مدونتنا القيمية عاجزة على قبول الثقافات الأخرى، وبأن الإنسان العربي عاجز على الإسهام في الحضارة الإنسانية. مؤكداً أن قطر قدّمت من خلال المونديال درسًا في مفهوم التبادل الثقافي، وهو احترام الخصوصيات الثقافية وليس الإذعان إلى فرض تعبيرات ثقافية تتعارض مع سلم القيم العربية الإسلامية، وأن رسالة قطر للعالم هي أن يدرك ضرورة الالتزام بأصل الاجتماع الإنساني القائم على الحوار والاحترام والتعارف وليس الصدام والكراهية والتفاضل. وأضاف أن الفعاليات الثقافية للمونديال عززت مسألة الهوية، وأكدت أن الثقافة العربية الإسلامية هي جزء من الهوية الوطنية، وكان من رهانات القطريين تقديم ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم باعتزاز كبير مما أكسب المونديال طابعًا استثنائيًا، كما أنه لم يمنع من تقديم قطر لـ»نمط ثقافي» جديد في الحوار بين الثقافات وفي الاعتزاز بالهوية الوطنية دون انغلاق، مثلما ساعد المونديال على تنشيط الصناعات الإبداعية. وعرج على مكتسب آخر للمونديال. حدده سعادته في أنه لم يحجب القضايا العادلة التي تؤمن بها الجماهير في كل مكان، ولذلك كانت القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان الجماهير، في إشارة إلى أن الضمير العالمي ما يزال حيًّا. توصيــات في ختام محاضرته، أوصى سعادة د. حمد بن عبدالعزيز الكواري بضرورة المحافظة على ما تحقق من نجاح تنظيم المونديال، والانتقال منه إلى نجاح آخر. وقال: كلي ثقة أن قيادتنا الحكيمة تملك الرؤية والخبرة التي تجعلها تقف عند هذه الحقيقة. وأعرب عن تطلعه لوجود خطة متكاملة للتعامل مع مرحلة ما بعد «المونديال» والبناء على ما تحقق من نجاح وتحويل البنية التحتية إلى فضاءات لحركة ثقافية واقتصادية ورياضية، تجعل من قطر مثلًا يُحتذى في نجاح متواصل.لافتاً إلى أن قطر بما تملكه من بنية تحتية يمكن أن تكون مقرا للمؤتمرات الدولية والفعاليات الكبرى في كل المجالات. وأكد أن من يؤرخ للدبلوماسية الثقافية أو الناعمة، سيتخذ من مونديال قطر أوضح مثال لهذه الدبلوماسية، وعلى الدبلوماسية القطرية الناجحة أن تستفيد من هذا الإنجاز وتجعل من الدبلوماسية الثقافية رديفًا لها وتستفيد من المؤسسات الثقافية المختلفة. كما شدد على أهمية توثيق كل ما يتعلق بالمونديال، وتسجيل كل تفاصيله.لافتاً إلى أن مكتبة قطر الوطنية بما تملكه من إرادة وخبرة وكفاءات فنية قادرة على المساهمة الأكبر على القيام بهذه المهمة بالتعاون مع الجميع وبالذات مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث التي أنجزت جل أعمال المونديال. موسم الندوات يشي بمستقبل واعد للثقافة أثارت محاضرة سعادة د. حمد بن عبدالعزيز الكواري، حضور الندوة، الذين ثمنوا ما تضمنته من عمق في الطرح والتناول، وطرحت د. بثينة الجناحي، منها ما يتعلق بمدى اهتمام المواطن بتقديم صورة ايجابية للثقافة العربية، استثماراً للمونديال، وهو ما أجاب عنه سعادة د. الكواري بالتأكيد على أن السلوك الذي بدا من المواطن القطري وكذلك المقيم وخاصة العربي قدم صورة تعكس الرقي الحضاري للعالم العربي. وشدد على أهمية الدبلوماسية الثقافية، والتعريف بها عبر وسائل مختلفة. وقال: إن قطر لديها العديد من الأدوات التي تجعلها رائدة عالمياً في عالم الثقافة. وحول ما إذا كان قد أخطأ من هاجم قطر في الغرب، وأنه أدرك هذا الخطأ بعد ذلك. قال سعادته: إن هناك من أدرك خطأه بعدما حققته قطر من نجاج، بعد هذا التنظيم الاستثنائي للمونديال. لافتاً إلى أن هؤلاء دخلوا في معارك خاسرة، لظنهم أن رغبة قطر في تنظيم المونديال ستقودها إلى تقديم تنازلات، إلا أن هذا لم يحدث. وأعرب عن تفاؤله بمستقبل الثقافة في قطر. لافتاً إلى أنه بعد نجاح موسم الندوات الماضي، يأتي هذا الموسم بفعاليات تثري الحراك الثقافي. وعن دور المواطن في دعم إرث المونديال. قال إن هناك بوادر ظهرت فعليًا من خلال الجمعيات والملتقيات المختلفة. وطرحت الكاتبة هنادي موسى زينل سؤالًا حول رؤية سعادة د. الكواري لإستراتيجية الثقافة في قطر. وهنا أبدى سعادته تفاوله بحراك ثقافي فاعل في قطر، وذلك بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها وزير الثقافة، ورؤية سعادته تجاه حراك ثقافي نشط وفاعل، على نحو ما يعكسه موسم الندوات، الذي يأتي موسمه الثاني ناجحاً، كما كان موسمه الأول، ما يشي بمستقبل واعد للثقافة في قطر. وقال: إن ما حققه مونديال قطر من أثر ثقافي لم يحققه مونديال آخر، وإن قطر تقدم ثقافة عربية معمقة، وأن الفضل في ذلك يرجع إلى القيادة الرشيدة، التي جعلت من مونديال قطر، نسخة استثنائية. وطرح الفنان سعد بورشيد سؤالاً حول كيفية استثمار نجاح المونديال في تحقيق نجاحات أخرى، على خلفية المناسبات الرياضية الأخرى، المتوقع استضافتها، وهو ما رد عليه سعادة د. الكواري بأن مثل هذه الفعاليات، يجب الاستفادة منها في المناسبات الرياضية العالمية الأخرى، المرتقب إقامتها في قطر.
924
| 09 مارس 2023
بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، انطلقت أمس، فعاليات النسخة الثانية من «موسم الندوات» 2023، الذي تنظمه وزارة الثقافة، بالتعاون مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومكتبة قطر الوطنية. وبدأ الموسم أولى فعالياته بأمسية شعرية كبرى، حضرها عدد من المسؤولين والمفكرين والمثقفين والشعراء والأدباء من داخل وخارج قطر، وأحياها الشاعر القطري صالح آل مانعة، والشاعر عبدالله بن علوش من دولة الكويت. واستهل الإعلامي جاسم سلمان، مسؤول موسم الندوات، الأمسية بالتأكيد على أن إعلان انطلاقة موسم الندوات بنسخته الثانية بهذا الحضور يعكس نجاح الموسم، الذي بدأ قويًا وأصبح علامة فارقة ومنصة للفكر والأدب. وقال: تأتي هذه الأمسية الجماهيرية تتويجًا لأفكار ورؤية سعادة وزير الثقافة، لعودة الفعاليات الثقافية الكبرى، ولطالما كانت وما زالت قطر منبرًا للفكر وداعمًا أساسيًا للنهضة. ووجه الشكر الجزيل لسعادة وزير الثقافة على فكرته الطموحة في موسم الندوات، حتى يظهر بهذا المستوى، وبهذا الأثر والتأثير. كاشفاً عن أن ترتيبات الموسم القادم من الفعاليات لن تقل عن هذا المستوى. داعياً الجميع إلى حضور بقية الندوات، حيث ستكون هناك يوم الأربعاء القادم ندوة لسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، عن إرث كأس العالم في معهد الدوحة للدراسات العليا، كما ستكون هناك ندوات أخرى عن العمارة في ثقافتنا وتاريخ الأندلس، وندوة د. سعيد الكملي. وبدوره، استبق الشاعر علي المسعودي إدارته للأمسية، واصفًا موسم الندوات بأنه تحفيز للفكر وتشجيعاً للسؤال وبحثاً عن الإجابة الصادقة، وتكثيفاً للثقافة بمعناها الواسع، بما تشمله من تجليات التعبير المشترك كالحكم والشعر والأمثال وكل الموروثات كونها وليدة تفاعل الناس ومتطلبات حياتهم، ليتم تناقل المنجز جيلاً بعد جيل ضمن منظومة الهوية، حتى انتهى إلينا عبر اللغة بما يلخص قصة عناق طويل مع الحياة، مع القناعات والأفكار والاعتقادات، فالناس لا تنقل إلا ما يشبهها أو ما يعبر عن مكنوناتها. وألقى الشاعران عدداً من القصائد الوطنية والحماسية، بدأها الشاعر عبدالله بن علوش بقصيدة وطنية مهداة إلى القيادة الرشيدة. كما ألقى الشاعر صالح آل مانعة قصيدة مماثلة. وتضمنت الأمسية عدداً من قصائد الحكمة والغزل، كقصيدتي «سد مأرب، في صدري» وقرأها الشاعر صالح آل مانعة. كما ألقى الشاعر عبدالله بن علوش قصيدة بعنوان»الحب كذبة»، وقصيدة أخرى بالفصحى. كما قدم الشاعر صالح آل مانعة عدداً من الشيلات بصوته العذب الرخيم، لاقت استحساناً من الجمهور، الذي كان استثنائياً، اكتظت بهم جنبات قاعة الدفنة في فندق الشيراتون، وسط تفاعل كبير، حيث لامست القصائد أصحاب الذائقة الشعرية. وتخللت الأمسية مجموعة من الحوارات الشعرية. ومن جانبه، وجه الشاعر صالح آل مانعة الشكر إلى سعادة وزير الثقاقة، على مبادرته بشأن موسم الندوات، وأن يكون الشعر أولى فعالياته، واصفاً ذلك بأنه أكبر تشجيع وحافز للشعراء، لافتاً إلى الحراك الثقافي، الذي تشهده البلاد حالياً ضمن الزخم المتنوع في مختلف المجالات. وأعتبر الأمسية الشعرية حلقة تواصل مباشر مع المتلقي، ونقطة لقاء تحمل عددًا من المضامين المهمة منها إيصال فكر وتوجه الشاعر نحو أحداث ومجريات العصر وتفاعل الشاعر مع أحداث الساعة، اضافة إلى التعريف بالشاعر وبقصائده. وبدوره، أعرب الشاعر عبدالله بن علوش عن مدى سعادته بالمشاركة في أولى فعاليات موسم الندوات، عبر الأمسية الشعرية التي أحياها برفقة الشاعر صالح آل مانعة. وقال: إن الأمسية تعتبر فرصة للاحتكاك بين الشعراء باختلاف مشاربهم، وتضيف إليهم الكثير باعتبارها منصة لنظم القصائد وإلقائها أمام الجمهور، والتعريف بهم وبأعمالهم في أوساط مختلفة. ووصف بداية الموسم بأنها بداية موفقة، مع اختيارها للشعر الذي يلامس وجدان وذائقة الجمهور وهو ما لمسه من خلال الإقبال الكبير على الأمسية. مؤكداً أن الساحة الشعرية العربية مازالت بخير، بدليل ذلك الإقبال الكبير الذي تشهده الأمسيات الشعرية، والندوات الأدبية المتخصصة. د. عبدالله فرج: الندوات تعزز وعي المجتمع أكد الإعلامي والأكاديمي د.عبدالله فرج المرزوقي، أن وزارة الثقافة تعمل جاهدة في كل النواحي الثقافية والفكرية من أجل نشر الوعي الثقافي والفكري في المجتمع. واصفاً موسم الندوات بأن له دورا مهما وأثرا إيجابيا على المجتمع، لما تمثله الندوات من أهمية كبيرة في تعزيز الوعي، فضلاً عن جرسها على الأذن. وقال: لدينا مثقفون وشباب يتطلع دائماً إلى الثقافة، وكذلك رغبة من الكثيرين حولنا في التعرف على الثقافة القطرية، خاصة بعد المونديال، ومن هنا تأتي أهمية الندوات، لنشر ثقافتنا إلى العالم أجمع. مبدعون: استهلال الموسم بالشعر يعكس مكانته في المجتمع أكد شعراء أن استهلال موسم الندوات بالشعر يعكس مكانته في المجتمع، كما يعد تحريكًا للمشهد الثقافي، لكون الشعر يرتقي بالوعي المجتمعي والذائقة الفكرية. وقال الشاعر مبارك آل خليفة، مدير إدارة المطبوعات والمصنفات الفنية في وزارة الثقافة، إنه تم اختيار الشعر ليكون باكورة موسم الندوات، كونه يستقطب الجماهير دائماً، كما أنه محرك للأرواح والعقول، حيث يعتمد موسم الندوات كلياً على تحريك العقول، وقبل ذلك أرواح الناس. متوقعاً أن يكون الموسم حافلاً بالنجاحات. ووصف الأمسية الشعرية بأنها كانت مميزة، وأن وزارة الثقافة دائماً ما تكون قريبة من الجمهور بترجمة تطلعاتهم المختلفة. لافتاً إلى أن اختيار الشعراء للمشاركة في الأمسية جاء بناء على رصد حضورهم الجماهيري في دول الخليج، فضلاً عن كونهم من الأسماء المميزة، لذلك فإن وجودهم في الأمسية عكس زخما كبيرا لموسم الندوات. وبدوره، أكد الشاعر شبيب بن عرار النعيمي، مدير مركز قطر للشعر «ديوان العرب»، التابع لوزارة الثقافة، أن اختيار الشعر ليكون باكورة موسم الندوات، يأتي لما يمثله الشعر من مكانة كبيرة في المجتمع، وحضوره في مختلف المجالات، كونه روح الإنسان، مبدياً سعادته الكبيرة بالحضور الجماهيري اللافت للأمسية، فضلاً عما طرحه الشاعران من مضامين مختلفة، تنوعت بين الوطنية، والحكمة والغزل، وغيرها من موضوعات، تعكس أهمية ومكانة الشعر. ووصفت الشاعرة الدكتورة زكية مال الله العيسى، موسم الندوات بأنه يؤكد أهمية الثقافة ودورها الفاعل في إثراء الفكر المجتمعي، ودعم أواصر الوعي المشترك بين المؤسسات الثقافية والعلمية والتربوية بالدولة، بما يعزز دور المثقف واستثمار المواهب الداعمة للمنظومة الثقافية. وقالت لـ الشرق: إن ذلك تجسيد فعلي لرؤية وزارة الثقافة في الحفاظ على الهوية الوطنية، والنهوض بالفكر المجتمعي، وتطوير عناصر حوار حول القضايا الوطنية، والتواصل بين أجيال المثقفين والمفكرين داخل وخارج البلاد. وأضافت: إن استهلال الموسم بالشعر، إنما هو تشريف للكلمة الشعرية، وترسيخ لأهمية الشعر بصفته إحدى القنوات التثقيفية الراقية، التي تؤرخ للشاعر مدى ارتباطه بالمجتمع وتفاعله مع القضايا المؤثرة محلياً ودولياً، وهو الارتقاء بالوعي المجتمعي والذائقة الفكرية، لاكتشاف ماهية القصيدة والمفردات المنظومة التي تسرد حقيقة الواقع، وجمالية الكشف والبوح والإعلان عن مكنون الشاعر وتفاصيل الأحداث المعبر عنها. لافتة إلى أن هذه الفعاليات من أمسيات وندوات وشروح وحوارات تحقق الكثير من الطموحات لدى المثقفين من خلال الطرح الجاد، والمشاركة بالأفكار والرؤى والمناقشة المثمرة لكل جديد ومؤثر ومفيد، خاصة أن هناك شمولية في المواضيع المطروحة، وهذا ما يتيح فرصة التنوع الذي يفتح المزيد من الخطوط والمسارات لتبادل الأفكار، واستلهام المقترحات للتحديث والتطوير. وأكدت د. زكية مال الله أن هناك طموحات لدى أكثر المشاركين والمتابعين، بأن تكون هناك مشاركات للجيل الجديد في هذه الندوات وغيرها من الفعاليات، وكذلك ابتكار فقرات جديدة للتذكير بالمبدعين القدامى من الشعراء والأدباء والمفكرين القطريين الذين ساهموا في إرساء اللبنات الأولى في السلم الثقافي بالبلاد، وشكلوا الومضات الأولى في المشهد الثقافي المشرف الذي تشهده البلاد حالياً. واصفة الثقافة بأنها العصا السحرية التي تؤطر للفن والجمال والإبداع الشعري والنثري، وتكسب الوجه الإنساني نضارة وحيوية على مدى العصور والأجيال من دون مساحيق أو مكملات. وأعتبر الشاعر عادل الكلدي، موسم الندوات بانه تحريك للمشهد الثقافي من خلال الندوات والأمسيات والمناظرات التي يقيمها، وتتناول أفكارًا وعناوين عريضه يناقش من خلالها المشاركون المشهد الثقافي وإسهام الثقافة في الحياة المجتمعية وتعزيز الهوية. وقال لـ الشرق: إن الشعر الذي كان حاضرًا في افتتاح موسم الندوات دليل على مكانته في حياة الإنسان العربي وثقافته وهويته، إذ لعب الشعر دورًا هامًا في حفظ التاريخ للانسان العربي عبر تاريخ ممتد قبل وبعد ظهور التدوين المكتوب. وأضاف أن الشعر وثق أحداثًا مهمة وحفظ لنا في قالب شعري مشاهد من حياة الإنسان في قطر والعالم العربي، وهو أمر لا يمكن نسيانه، ويتم الاستشهاد به تاريخيًا وانسانيًا. مؤكداً أن الشعر بكافة أنواعه وأغراضه وتوجهاته ساهم في تطوير المشهد الثقافي بتناوله للقضايا الني تمس حياة الفرد والمجتمع وهو لسان حال المجتمع العربي الذي ظل محافظًا عليه رغم ظهور وتطور وسائل الإعلام في العصر الحديث. وأكد الشاعر عادل الكلدي أن موسم الندوات يبرز دور الثقافة في رسم معالم الفكر في المجتمع، وكذلك يسهم في دعم وترسيخ الأفكار التي تشكل أركان المجتمع القطري ووجدانه.
1118
| 05 مارس 2023
تنطلق غداً فعاليات موسم الندوات في نسخته الثانية، والتي تنظمها وزارة الثقافة، بالتعاون مع كل من جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومكتبة قطر الوطنية، خلال الفترة من 4 إلى 19 مارس الجاري، وبمشاركة نخبة من المثقفين والمفكرين والإعلاميين والمختصين من داخل وخارج قطر. ويستهل موسم الندوات أولى فعالياته غداً بأمسية شعرية كبرى، يحييها الشاعر القطري صالح آل مانعة، والشاعر عبدالله علوش من دولة الكويت، وتقام في فندق الشيراتون. ويأتي اختيار وزارة الثقافة للشعر، ليكون أول فعاليات موسم الندوات، لما يمثله الشعر من أهمية في النهوض بالحراك الأدبي والحفاظ على الموروث الفكري والثقافي للمجتمعات، حيث دأبت الوزارة على إقامة فعاليات تلامس تطلعات المثقفين والمجتمع لما يحقق المصلحة العامة. ونشرت وزارة الثقافة عبر منصاتها الرقمية آراء عدد من المثقفين والمفكرين حول أهمية موسم الندوات في نسخته الثانية، وما سيطرحه من محاور مختلفة، تثري المشهد الثقافي، وتثير الحوار، حول مختلف الأفكار ووجهات النظر. ومن جانبه، قال سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية: كلي ثقة بنجاح الموسم الثقافي. داعياً الجميع إلى المشاركة، انطلاقاً من كون الثقافة روح المجتمع، وأنها عندما تسود وتتعمق فيه تصبح التنمية مكتملة الجوانب. وبدوره، قال سعادة الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر: إنه للعام الثاني على التوالي، ينطلق موسم الندوات بشراكة بين وزارة الثقافة وجامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. لافتاً إلى أن هذه الشراكة تسعى لأداء رسالتها في بناء الإنسان. وحث الجميع على الحضور لما فيه من فائدة لهم وأثر مهم. أما الدكتورة مريم المعاضيد، نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، فاعتبرت موسم الندوات فعالية ثقافية مميزة. وقالت: أشجع هذا التواصل الذي يفتح آفاقاً جديدة للإبداع. ومن جانبه، أكد الإعلامي جابر الحرمي، أنه مطلوب من الجميع أن يكونوا عناصر إيجابية في دعم المبادرات مثل موسم الندوات، والذي تنظمه وزارة الثقافة بالتعاون مع شركائها. وقال الحرمي: إن الثقافة ركن أصيل في بناء المجتمعات. أما د. حسن رشيد، إعلامي وناقد مسرحي، فقال: إن الثقافة هي الإرث الحقيقي للإنسان والنبع الفياض له في هذا العصر لذا علينا حضور الملتقيات الفكرية والفنية والاجتماعية. وبدورها، قالت الدكتورة بثينة حسن الأنصاري، خبيرة التخطيط الإستراتيجي والتنمية البشرية: إن موسم الندوات نور في طريق المفكرين وأصحاب الرأي والتأثير وجسر يصل بين العقول ويختصر الزمن. أما الشاعر حمد بن صالح المري، فوصف موسم الندوات بأنه يفتح أبواب المعرفة والثقافة للجميع، ويجعل من المحاور الثقافية المتعددة جرعة مكثفة، فالكتب عصارة الفكر والندوات عصارة الكتب. ويتضمن موسم الندوات هذا العام خمس ندوات تستهدف تعزيز الحوار والنقاش حول قضايا فكرية مهمة هم: ندوة “الإرث الثقافي لكأس العالم”، وندوة “الإسلام والحداثة”، وندوة “تاريخ الأندلس”، وندوة “فن العمارة الإسلامية والعلاقة مع الفنون الأخرى”، وندوة “تأثير المسلمين على حضارة الغربيين”. ويدعم موسم الندوات رؤية وزارة الثقافة الهادفة إلى إثراء المشهد الثقافي والفكري بباقة منوعة من الأنشطة والفعاليات التي تعزز الحوار والنقاش حول أبرز القضايا المجتمعية، فضلاً عن بناء شراكات مع الجهات الفاعلة في المجتمع، ومد جسور التواصل بين أجيال المثقفين والمفكرين.
669
| 03 مارس 2023
أعلن سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، عن فعاليات النسخة الثانية من موسم الندوات 2023، التي تنطلق خلال الفترة من 4 إلى 19 مارس الجاري، بالتعاون بين وزارة الثقافة وكل من جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومكتبة قطر الوطنية، وبمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين والشعراء والأدباء والإعلاميين والمختصين من داخل وخارج قطر. وأكد سعادته، خلال لقائه أمس مع رؤساء تحرير الصحف والإعلاميين، أن وزارة الثقافة تسعى إلى الاستفادة من الزخم الثقافي والفكري والإعلامي الذي حظيت به النسخة الأولى في العام الماضي، حيث بات موسم الندوات منصة حيّة وفضاءً رحبًا لإبراز الثقافة الوطنية وإثرائها بالتفاعل مع الثقافات العالمية، بالإضافة إلى دوره الأساسي في تعزيز الحوار بين المفكرين وأجيال المثقفين حول قضايا محورية تهم قطاعات واسعة من المجتمع. ووصف وزير الثقافة موسم الندوات بأنه مبادرة ثقافية ستثري المشهد الثقافي في قطر، وامتد هذا الموسم ليشارك فيه ضيوف من خارج قطر، لزيادة الأثر وتوسيع دائرة المشاركة. لافتاً إلى أن هذه الندوات ستكون تجسيدًا فعليًا لرؤية وزارة الثقافة، في الحفاظ على هوية المجتمع، ودعم الإبداع والفكر، وتعزيز ثقافة الحوار. وثمن سعادة وزير الثقافة، دور الشركاء ووسائل الإعلام في إنجاح موسم الندوات والوصول إلى أهدافه، والعمل على تعزيز النقاش الحضاري، مؤكدا أن الوزارة تستفيد من حصاد الموسم الثقافي في الخطط والبرامج التي تخدم قضايا المجتمع. ومن جانبه، أكد الدكتور غانم بن مبارك العلي، مستشار وزير الثقافة، أن ما تخرج به هذه الندوات من توصيات هي محل اهتمام كبير من وزارة الثقافة، ويُجري الأخذ بها لما يحقق المصلحة العامة. لافتاً إلى أن النسخة الثانية من موسم الندوات تأتي بعد النجاح الذي حققه الموسم الأول. وقال: إن الوزارة دأبت على إقامة فعاليات تلامس تطلعات المثقفين والمجتمع بشكل عام، وأنها تسعى من خلالها إلى الحوار حول القضايا التي تسهم بدورها في إثراء المشهد الثقافي. وتابع: إن وزارة الثقافة تحرص على استهداف مختلف شرائح المجتمع من خلال العناوين التي يطرحها موسم الندوات لما لها من أثر إيجابي، كما تحرص على استمرار إقامة الندوات طوال العام، لدعم الحراك الثقافي، وأن هذا ما تصبو إليه الوزارة. إثراء المشهد وتدعم النسخة الثانية المرتقبة من موسم الندوات رؤية وزارة الثقافة الهادفة إلى إثراء المشهد الثقافي والفكري بباقة منوّعة من الأنشطة والفعاليات التي تعزز الحوار والنقاش حول أبرز القضايا المجتمعية، علاوة على مد جسور التواصل بين أجيال المثقفين والمفكرين، وبناء شراكات مع الجهات الفاعلة في المجتمع. وتأتي النسخة الثانية من موسم الندوات 2023، على وقع زخم ثقافي محلي لافت، يتجلى في إصدارات ثقافية متنوعة، ومعارض للكتاب، ومشاركات ثقافية وفنية خارج الدولة، بالشكل الذي يعكس معه مدى الثراء الثقافي الذي تشهده الدولة. وتتضمن النسخة الثانية من موسم الندوات هذه السنة، 5 ندوات تستهدف تعزيز الحوار والنقاش حول قضايا فكرية مهمة. ويستهل الموسم فعالياته بأمسية شعرية كبرى، وذلك يوم السبت المقبل في فندق الشيراتون بقاعة الدفنة، يشارك بها الشاعران صالح آل مانعة، وعبدالله علوش من دولة الكويت. إرث المونديال ومن بين الندوات التي يشهدها الموسم في نسخته الثانية، ندوة بعنوان الإرث الثقافي لكأس العالم يقدمها سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، وتقام يوم 8 مارس الجاري، في معهد الدوحة للدراسات العليا. ومن المقرر أن تركز هذه الندوة على المكتسبات التي تحققت في كأس العالم بنقل الثقافة القطرية والإرث المحلي إلى العالم، وما عكسته استضافة المونديال من صورة حقيقية مشرقة للعرب والمسلمين، بالإضافة إلى تناول أهمية الثقافة في تعزيز وتقوية العلاقات بين الشعوب. كما يشهد الموسم، ندوة بعنوان الإسلام والحداثة، وتقام يوم 12 مارس الجاري في قاعة ابن خلدون بجامعة قطر، ويشارك فيها د. فرانسو بورغجا من فرنسا ود. عبدالرحمن حللي من سوريا. وسوف تسلط الضوء على مناقب الإسلام وعظمته على مر العصور، كما ستطرح كثيراً من المقاربات بين الإسلام والحداثة، وذلك من خلال واقع تحليلي. ويشمل الموسم أيضاً في نسخته الثانية، ندوة بعنوان تاريخ الأندلس، ويقدمها كل من الدكتور نزار شقرون من تونس والإعلامي بدر اللامي، وتقام يوم 15 مارس الجاري، في مقر وزارة الثقافة بقاعة بيت الحكمة. كما يتضمن الموسم، ندوة تحمل عنوان فن العمارة الإسلامية والعلاقة مع الفنون الأخرى ويقدمها المعماري عبدالواحد الوكيل، وتقام يوم 14 مارس الجاري، في معهد الدوحة للدراسات العليا. تفاعل لافت وشهدت النسخة الأولى من موسم الندوات 2022، في نسخته الأولى تفاعلًا لافتاً، بإقامة عدة ندوات، تناولت جوانب ثقافية وفكرية وتراثية وفنية مختلفة، شارك فيها نخبة من الباحثين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وركزت حواراتها على قضايا تلامس المجتمع، عبر نقاشات ومشاركات مثرية بين الجميع، ما يعكس أهمية الموسم في بناء شراكات مع الجهات الفاعلة في المجتمع ودعم الأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية وإقامة فعاليات لطرح الآراء والأفكار التي تسهم بدورها في خدمة المجتمع وإثراء المشهد الثقافي، ومدّ جسور التواصل مع قادة المستقبل ونخب المجتمع من مختلف الشرائح. ومن بين العناوين التي طرحها موسم الندوات في نسخته الأولى الهويات إنسانية أم محلية.. الثقافة وتعدد الهويات في الخليج، هل اللهجات المحلية مكملة للفصحى، هل تراجعت مكانة اللغة العربية في مجتمعنا، الوسطية في الإسلام بين المثالية والواقع، نحن والغرب.. المركزية العربية ومفهوم العالمية.. عقدة الغربي بين الحقيقة والوهم، الشعر والاغاني.. مدى الاختلاف ولماذا تراجعت المستويات، النخب الثقافية القطرية.. الدور المأمول في إثراء المشهد الثقافي، ملتقى التواصل الاجتماعي. أوقات الفعاليات ملائمة للطلاب في سؤال لـ الشرق، طرحه رئيس التحرير، حول الجهود المبذولة لاستقطاب الطلاب إلى فعاليات موسم الندوات في نسخته الثانية. أكد وزير الثقافة أنه روعي في إقامة الفعاليات عدم تضاربها مع أوقات محاضرات الطلاب، وأنه تم اختيار مواعيد إقامة الندوات في أوقات ملائمة، وذلك بالتنسيق مع المؤسسات التعليمية. وقال سعادته: إن موسم الندوات ليس مقتصراً على الطلاب فقط، ولكنه يمتد ليشمل شرائح أخرى في المجتمع، منهم المثقفون والإعلاميون، الذين كان لحضورهم في النسخة الأولى من الموسم، دور كبير في إنجاح هذه الفعاليات. ندوة الختام تختتم وزارة الثقافة النسخة الثانية من موسم الندوات 2023، بندوة تحمل عنوان تأثير المسلمين على حضارة الغربيين ويقدمها الدكتور سعيد الكملي من المغرب يوم 19 مارس الجاري، وتقام في فندق الفورسيزون.
1161
| 01 مارس 2023
اختتمت وزارة الثقافة أمس النسخة الأولى من موسم الندوات، الذي بدأته منذ 17 مارس الماضي، بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، حيث شهدت الفعالية الأخيرة جلسة بعنوان التواصل الاجتماعي، ناقش خلالها الحضور مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع، وإيجابيات وسلبيات هذه المواقع. وأكد الدكتور غانم بن مبارك العلي، مستشار سعادة وزير الثقافة، في كلمة له بمناسبة ختام موسم الندوات، أن ختام هذا الموسم يأتي وسط نجاح وتفاعل من المجتمع والمؤسسات، وأن تضافر الجهود والشراكة أثمر موسمًا حافلًا بالفعاليات الفكرية والأدبية، وحقق الأهداف المنشودة بتعزيز وإثراء المشهد الثقافي، ومد جسور التواصل مع كل القطاعات وفئات المجتمع من أكاديميين وباحثين وطلاب وكتاب وإعلاميين، وإبراز محاورين ومتحدثين من المبدعين والمتخصصين. وقال د. العلي: إن موسم الندوات في دورته الأولى استطاع أن يجمع المثقفين والمفكرين من الأجيال المختلفة للحوار في قضايا أدبية وفكرية متنوعة لها صلة مباشرة بشواغل النخب الثقافية في علاقتها بالمجتمع، كما نجح في إحداث حراك إيجابي في البيئة الثقافية، واغتنى بالأفكار والتصورات والتوصيات التي ستكون موضع اهتمام وزارة الثقافة لدراستها، ومتابعتها، بما يخدم المجتمع والثقافة في قطر. وتابع: سيتواصل موسم الندوات كفعالية مستمرة، من أجل استمرار هذا الزخم والنشاط الثقافي والاجتماعي والإعلامي، وأنه تعزيزًا للحراك الثقافي الذي شهده موسم الندوات تنظم وزارة الثقافة معرض رمضان للكتاب في شهر رمضان المبارك والذي يعد امتدادًا لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، ويندرج المعرض ضمن سياسة وزارة الثقافة في توطين الكتاب في قطر، ويسعى إلى نشر ثقافة القراءة والتشجيع عليها ويحتفي بالموروث القطري الذي يُعزز القيم الثقافية الأصيلة، كما يهدف إلى دعم الناشرين القطريين من خلال إتاحة الفرصة لهم لتسويق منشوراتهم وتوسيع دائرة القراء. ولفت د. غانم بن مبارك العلي: إن المعرض سيتخلّله فعاليات ثقافيّة ودينية ذات صلة بالأجواء الرمضانية التي عُرف بها المجتمع القطري، واختارت وزارة الثقافة أن يكون سوق واقف فضاء للمعرض لتقريب الكتاب من الجمهور وإنشاء حراك ثقافي في هذا المكان التاريخي الذي يكون في الشهر الفضيل قِبلة للجمهور. داعيًا الجميع لزيارة المعرض الذي يمتد من 8 إلى 16 أبريل الجاري، ففي حضوركم دعم لمنزلة الكتاب وتشجيع على القراءة. موجهًا الشكر للجميع على مساهمتهم في إنجاح موسم الندوات. نقاش بين رواد مواقع التواصل وشارك في جلسة التواصل الاجتماعي مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أقيمت في معهد الدوحة للدراسات العليا، عدد من الإعلاميين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهم: د. عبدالرحمن الحرمي، الإعلامي جابر ناصر المري، خبير إعلامي بوزارة الثقافة، السيد مبارك الخيارين، السيد عبدالله العنزي، الشاعر عبدالرحمن بن سعود الهاجري، والإعلامية إيمان الكعبي مسؤولة التواصل الاجتماعي بإذاعة قطر، وأدارها الإعلامي حسن الساعي، وحضرها عدد من الإعلاميين والمهتمين والدارسين. وناقشت الجلسة مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع، وإيجابيات وسلبيات وسائل الاتصال، واستهل الجلسة الإعلامي حسن الساعي، والذي وجه الشكر لوزارة الثقافة على جهودها في إقامة موسم الندوات، لتبني فعالياته أرضية مشتركة في طرح الأفكار والآراء، لإثراء المشهد الثقافي والفكري. وبدوره، شدد د. عبدالرحمن الحرمي على ضرورة توظيف الأجهزة الإلكترونية توظيفًا إيجابيًا، بدلاً من التوظيف السلبي لها. وقال: إن العولمة لم تخير أحداً في أن يكون أو لا يكون، كونها أصبحت جزءاً من حياتنا، ما يدفعنا جميعاً إلى ضرورة أن نتحمل مسؤولية تداعياتها، وأنه في الوقت الذي يمكن القول فيه إن الأجهزة الإلكترونية ثروة معلوماتية، فإنها يمكن في المقابل أن تكون قنبلة موقوتة. ومن جانبه، تناول الإعلامي جابر ناصر المري، سلبيات المغردين، منطلقاً في ذلك من جانب إعلامي وآخر سياسي. لافتاً إلى أن بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي قد يستخدمونها استخداماً سلبياً، مقابل آخرين، يحسنون استخدامها بشكل إيجابي، فتصبح كنزاً معرفياً. مشدداً على أهمية أن يتحلى مستخدمو هذه المواقع بالمسؤولية المجتمعية، والثبات الانفعالي، وتجنب الشخصنة، مع التحقق مما يتم بثه من معلومات. وقال إنه في فترة من الفترات كان الإعلام هو الوسيلة الأساسية التي يتم من خلالها تقديم الرسائل، إلى أن اتسع الفضاء اليوم، لتتعدد هذه الوسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. واصفاً ما يحدث بهذه المواقع بالأمر المخيف، نتيجة لعدم وجود ضوابط، والاستعجال في التعليق والتغريد. وعرج المري على المنطلق السياسي، مستشهداً بمدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي به، وذلك على خلفية العقوبات التي تعرض لها رواد التواصل الاجتماعي الروس، في أعقاب الحرب على أوكرانيا، ما يعني أنه يمكن ابتزاز رواد ونشطاء هذه الوسائل بحرمانهم من استخدامها، على الرغم من كونها قد تكون مصدراً من مصادر رزقهم. وبدوره، وجه السيد مبارك الخيارين الشكر لوزارة الثقافة على تنظيمها لهذا الموسم. واصفًا منصة تويتر بأنها مساحة كبيرة لإعادة التدوير، وأن هذه المساحة على الرغم من كونها كذلك، إلا أن ما يتم فيها من مناقشات، تعتبر نقاشات لأحداث، بعيدة عن الأفكار، واصفاً ذلك بالإشكالية الكبيرة. وقال إنه مع بدايات دخوله إلى تويتر، حدد هدفه في تجنب الجدل والنقاش غير المفيد، ولذلك حرص على مواكبة سياسة التطوير الحكومي في الدولة، وتقديم كل ما يفيد الناس، وأنه وجد إزاء ذلك تفاعلاً من رواد تويتر، ما يعكس مدى تعطشهم للمعرفة، فضلاً عن كونهم على وعي بما يدور في محيطهم. محذراً من خطورة الاستعجال في التغريد، دون تدقيق والتزام بمصداقية المعلومة. أما السيد عبدالله العنزي فوصف موسم الندوات بأنه ساهم في زيادة مساحة الحرية. موجهًا الشكر لسعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة. داعياً إلى ضرورة تحقيق التقارب بين أولياء الأمور وذويهم، وخاصة عند استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي، في ظل صعوبة عزلهم عنها. وتناول الشاعر عبدالرحمن سعود الهاجري تعرض بعض المغردين للتنمر. داعياً إلى تجاهل هذه النوعية، وقال: إن المغردين عليهم استقاء الأخبار من مصادرها الرسمية، لافتاً إلى إمكانية التنوع في وجهات النظر، دون أي إساءة لأشخاص. وبدورها، وصفت الإعلامية إيمان الكعبي موسم الندوات بأنه يثري الساحة الثقافية، من خلال ما تم طرحه. وعرضت لتجربتها الشخصية في توجيه أبنائها لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي. وأعربت عن فخرها بتوجيه أبنائها لاستخدام هذه المواقع بالشكل الأنسب. داعية أولياء الأمور إلى متابعة ذويهم، مع ضرورة توجيههم التوجيه الأمثل في استخدام هذه المواقع. تفاعل الحضور تفاعل حضور الملتقى مع مداخلات المتحدثين، حيث دعت تعقيباتهم إلى ضرورة وجود معايير لاستخدام تويتر، مع إنشاء رابطة للمغردين على واتساب. وبدوره، حذر الشاعر مبارك آل خليفة من خطورة أن يكون استخدام تويتر بهدف تحقيق الترند، أو الحصول على أكبر قدر من الإعجابات والمشاهدات، إلى غير ذلك، بعيداً عما يمكن تقديمه من مضامين هادفة. وبدورها، رأت الكاتبة مريم ياسين الحمادي، مدير إدارة الثقافة والفنون والمدير العام للملتقى القطري للمؤلفين، أن عملية التواصل في حد ذاتها أصبحت شكلاً من أشكال الإنتاج الثقافي، داعية إلى ضرورة أن يتجاوز المغردون مناطق الخلافات والنزاعات، لتكون هناك مسؤولية، ذات مرجعية قانونية وأخلاقية ومهنية. أما الكاتب والإعلامي د. عبدالله فرج المرزوقي، فوجه الشكر لوزارة الثقافة على تنظيمها لموسم الندوات. ووصف إقامة الوزارة لمعرض رمضان للكتاب بأنه أمر يثلج الصدر. داعياً المغردين إلى تجنب إثارة الفتن، ليتم ممارسة التغريد في بيئة نظيفة، مع عدم إغفال مواكبة العصر. كما دعا د. المرزوقي إلى إنشاء رابطة عبر واتساب تجمع المغردين، أسوة بما هو قائم في الملتقى القطري للمؤلفين، وذلك لتسهيل التواصل. كما وجه الكاتب د. مرزوق بشير، الشكر لوزارة الثقافة، لاختيارها عناوين موسم الندوات، وإثارة النقاش حولها. لافتًا إلى أن عملية التواصل في حد ذاتها قديمة، وليست وليدة العصر الحديث، غير أنها تطورت مع تطور الإنسان، علاوة على التطور التقني والثقافي. داعياً الأكاديميات إلى تدريس عمليات التواصل الحديث في مناهجها، وفق قواعد ومعايير. وفي ردود المغردين على تعقيبات الحضور، شدد الإعلامي جابر ناصر المري على ضرورة التخصص بالنسبة للمغردين، وعليهم أن يدركوا أنه يمكنهم قيادة الرأي العام، الأمر الذي يحتم عليهم مسؤولية كبيرة، لتكون تغريداتهم وفق ما يدعم ويخدم الوطن. وشاركه الرأي السيد عبدالله العنزي، والذي شدد على أهمية أن يكون المغرد متخصصاً، مع دعوته لتفعيل دور الرقابة من جانب الجرائم الإلكترونية. فيما وصف الشاعر عبدالرحمن الهاجري تويتر بأنه أصبح منبر من لا منبر له. فيما قالت إيمان الكعبي إنه ليس بالضرورة أن يكون كل مغرد، مغردًا، إذ إن منصة تويتر كانت في السابق للنخبة، إلى أن امتد استخدامها حالياً على نطاق واسع، دون معايير أو ضوابط.
3310
| 01 أبريل 2022
اختتمت اليوم فعاليات موسم الندوات الذي نظمته وزارة الثقافة بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في الفترة من 17 وحتى 31 مارس الجاري. وأكد الدكتور غانم بن مبارك العلي مستشار سعادة وزير الثقافة، في كلمة بهذه المناسبة، نجاح موسم الندوات في التفاعل مع المجتمع والمؤسسات، حيث أسفر تضافر جهود وزارة الثقافة والشركاء عن موسم حافل بالفعاليات الفكرية والأدبية، وحقق الأهداف المنشودة بتعزيز وإثراء المشهد الثقافي، ومد جسور التواصل مع كل القطاعات وفئات المجتمع من أكاديميين وباحثين وطلاب وكتاب وإعلاميين، وإبراز محاورين ومتحدثين من المبدعين والمتخصصين. وقال إن موسم الندوات استطاع في دورته الأولى أن يجمع المثقفين والمفكرين من الأجيال المختلفة للحوار في قضايا أدبية وفكرية متنوعة لها صلة مباشرة بشواغل النخب الثقافية في علاقتها بالمجتمع، كما نجح في إحداث حراك إيجابي في البيئة الثقافية، واعتنى بالأفكار والتصورات والتوصيات التي ستكون موضع اهتمام وزارة الثقافة لدراستها، ومتابعتها، بما يخدم المجتمع والثقافة في قطر، كاشفا عن تواصل موسم الندوات كفعالية مستمرة من أجل استمرار هذا الزخم والنشاط الثقافي والاجتماعي والإعلامي. وأوضح مستشار وزير الثقافة، أنه تعزيزا للحراك الثقافي الذي شهده موسم الندوات جاء تنظيم وزارة الثقافة لمعرض رمضان للكتاب في الفترة من 8 وحتى 16 ابريل المقبل، ليكون امتدادا لمعرض الدوحة الدولي للكتاب ، ويندرج ضمن سياسة وزارة الثقافة في توطين الكتاب في قطر، ويسعى إلى نشر ثقافة القراءة والتشجيع عليها ويحتفي بالموروث القطري الذي يعزز القيم الثقافية الأصيلة، كما يهدف إلى دعم الناشرين القطريين من خلال إتاحة الفرصة لهم لتسويق منشوراتهم وتوسيع دائرة القراء، منوها بأن المعرض سوف يتضمن فعاليات ثقافية ودينية ذات صلة بالأجواء الرمضانية التي عرف بها المجتمع القطري، وذلك في سوق واقف لتقريب الكتاب من الجمهور وإنشاء حراك ثقافي في هذا المكان التاريخي الذي يكون في الشهر الفضيل قبلة للجمهور. وفي ختام موسم الندوات أقيمت اليوم جلسة التواصل الاجتماعي، في معهد الدوحة للدراسات العليا، حيث ناقشت مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع، وإيجابيات وسلبيات وسائل الاتصال، وشارك فيها عدد من الإعلاميين ورواد التواصل الاجتماعي في قطر وهم: الدكتور عبدالرحمن الحرمي، السيد جابر ناصر المري خبير إعلامي بوزارة الثقافة، السيد مبارك الخيارين، السيد عبدالله العنزي، الشاعر عبدالرحمن سعود الهاجري، والإعلامية إيمان الكعبي مسؤولة التواصل الاجتماعي بإذاعة قطر وأدارها الإعلامي حسن الساعي. وقال الدكتور عبدالرحمن الحرمي، إننا في عصر العولمة لا يمكن أن نكون بمعزل عن العالم نتيجة التطور التكنولوجي الهائل وأصبحت الأجهزة الالكترونية في كل بيت، فلا بد من توظيفها إيجابيا، مؤكدا أن علينا جميعا مسؤولية دينية ومجتمعية وأخلاقية في استخدام هذه الأجهزة والتي تحمل ثروة معلوماتية، ولكنها في الوقت ذاته قنبلة موقوتة، محذرا من سلبيات إهمال الأبناء وتركهم فريسة للأجهزة ووسائل التواصل الاجتماعي حتى لا يؤثر ذلك على عقيدتهم الدينية وانتمائهم الأسري وهويتهم الوطنية. ومن جانبه قال السيد عبدالله العنزي، إن مشكلتنا الكبرى تكمن في الابتعاد عن أبنائنا ما يجعلهم عرضة للاستهداف الفكري من الآخرين، مطالبا بضرورة اهتمام الأسرة بأبنائهم وبناتهم ليكونوا موضع ثقتهم، كما تناول في مداخلته أثر وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع وأهمية الانضباط بالمسؤولية الاجتماعية والقوانين المنظمة. أما الإعلامي جابر ناصر المري فجاءت مداخلته حول المسؤولية المجتمعية لرواد وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين، في أهمية نشر ما يفيد المجتمع، والبعد عن الشائعات، والتحلي بأخلاقيات المجتمع والثبات الانفعالي، والتحقق من المعلومات من خلال التواصل المباشر مع العلاقات العامة في الجهات المعنية أو مع أصحاب القرار أنفسهم وهو متاح في المجتمع القطري، مع الابتعاد عن الشخصنة، لافتا إلى أن وسائل الاعلام التقليدية لها ضوابط لعملها، في حين أصبحت الرسالة الإعلامية مفتوحة مع فضاء التواصل الاجتماعي دون ضوابط لكل من يعمل في هذا المجال، حيث نرى التسارع في التعليق على الأحداث دون اكتراث، مطالبا بالتريث من الجميع حفاظا على تقاليد وروابط المجتمع، مع أهمية زيادة التوعية وعدم الاندفاع وراء الترندات ، حتى لا تتحول وسائل الاعلام إلى سلاح يبعد المواطن عن ارتباطه بوطنه. وتحدث الشاعر عبدالرحمن سعود الهاجري عن تعرض بعض المغردين للتنمر في تعليقات بعض المتابعين ، مؤكدا أن تجاهل هذا النوع من التنمر هو الأفضل، مؤكدا أن المغردين عليهم استقاء الاخبار من مصادرها الرسمية، مشيرا إلى إمكانية التنوع والاختلاف في وجهات النظر ولكن دون إساءة شخصية، مع الايمان بالنقد البناء. ومن جهته قال مبارك الخيارين إن منصة تويتر مساحة مفتوحة لإعادة التدوير، وغالبا يتم فيها نقاشات لأحداث، بعيدا عن الأفكار، واصفا ذلك بالإشكالية الكبيرة، لافتا إلى أنه مع دخوله هذا المجال حدد هدفه في تجنب الجدل والنقاش غير المفيد، الذي يسبب العداء، كون المرء محاسبا على الكلمة، ولذلك حرص على مواكبة سياسة التطوير الحكومي في الدولة، وتقديم كل ما يفيد الناس، فكان هناك تفاعل من رواد تويتر، مع ما يطرحه ويتناوله، ما يعكس مدى تعطش الجمهور للمعرفة، فضلا عن كونهم على وعي بما يدور في محيطهم . وقالت الإعلامية إيمان الكعبي مسؤولة التواصل الاجتماعي في إذاعة قطر، إن الاذاعة وسيلة رسمية في الدولة ولذا يقع على عاتقها مسؤولية كبرى في نشر الأخبار بدقة ومصداقية. كما تحدثت عن دورها كأم وحرصها على متابعة أبنائها ومناقشتهم في مختلف الامور، حتى القضايا العامة بدلا من التعنت أو المنع الذي يكون له اثر سلبي، مشيرة إلى أن منصة تويتر هي الأكثر استخداما في قطر، لكن أصحبت مؤخرا أقرب للدردشة، حيث ينشر بعض الناس تفاصيل حياتهم، بعدما كانت منصة للنخب تطرح فيها قضايا سياسية واجتماعية إضافة الى بعض الموضوعات التي تخص الوزارات والجهات الحكومية في الدولة، داعية إلى الارتقاء بالمحتوى من قبل المغردين. جدير بالذكر أن موسم الندوات الذي اقيم في الفترة من 17 وحتى 31 مارس الجاري تضمن تسع ندوات شارك فيها أكثر من 30 باحثا وأستاذا جامعيا، وعدد من المختصين والإعلاميين.
2062
| 31 مارس 2022
عقدت اليوم ندوة بعنوان بشأن مسألة الهوية في معهد الدوحة للدراسات العليا، وذلك ضمن فعاليات موسم الندوات الذي تنظمه وزارة الثقافة، بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الفترة من 17 وحتى 31 مارس الجاري. حضر الندوة سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، والدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر، وجمع من المثقفين والباحثين والكتاب، وتحدث خلالها الدكتور عزمي بشارة المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وأدارتها الإعلامية آمال عراب. وقال الدكتور عزمي بشارة، إن استخدام لفظ الهوية بدأ في الفلسفة، ولكنه درج في الاستخدام اليومي في العصر الحديث ، ليصبح مصطلحا في العلوم الاجتماعية، مشيرا إلى وجود فرق بين مصدر سؤال الهوية فلسفيا، ومسألة الهوية في الواقع الاجتماعي، وهي الأقرب إلى الإشكاليات التي تثيرها تخصصات مثل علم النفس الاجتماعي والسوسيولوجيا والأنثروبولوجيا الثقافية وهي تخصصات متشابكة حين يتعلق الأمر بسؤال الهوية. وأوضح أن أصل لفظ الهوية العربي يعود إلى محاولات العرب في القرن الثالث الهجري لإيجاد ترجمة للمصطلحات الفلسفية اليونانية، لافتا إلى أن الإنسان الفرد لا يصنف بالضرورة إلى جماعات الهوية، وذلك خلافا لتصنيفه بوصفه إنسانا، أو كائنا ناطقا، أو عاقلا، أو كائنا أخلاقيا عند تحديد ماهيته الإنسانية، وأن الإنسان يشعر بالانتماء إلى عائلته وإلى جماعات أخرى يشعر تجاهها بالألفة ، فيصبح هذا الشعور بالانتماء والحاجة إليه جزءا من شخصيته إلى درجة إسقاطه على جماعات كبيرة من الناس لا يعرفهم ولم يلتق بهم في حياته. كما عرج مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات على مسألة الهوية الذاتية والاجتماعية للفرد، موضحا أن مسألة الهوية تنشأ من التفكير بالذات وأشكلة العلاقة بين الذات والجماعة، وطرح الأسئلة حولها وحول إمكانية وجود ذات جماعية غير الذات الفردية ، مضيفا ليس تغير الهوية بوصفها انتماء إلى جماعة ناجما عن الإرادة الحرة فقط، بل تبقى العوامل الرئيسة هي المعطيات الاجتماعية المتغيرة ، وأن الانتماءات بجماعات قائمة يولد فيها الإنسان وينتمي إليها عاطفيا وتسهم في تشكيل شخصيته وذوقه وقيمه وغيرها، ولا تنتهي بوجود أفراد عاقلين آخرين يتواصل معهم على مستويات مختلفة مثل العلاقة الشخصية من قرابة وصداقة وزمالة وغيرها، ثم علاقة الانتماء المشترك إلى جماعة من دون علاقة شخصية، ما يسمى بالهوية الجماعية. وأشار إلى إمكانية تغير الهوية إذا استنفدت الجماعة وظيفتها بالنسبة إلى الفرد، أو إذا كانت الهوية الجماعية فقيرة بالمضامين فلا يبقى منها سوى تأكيد التميز عن الآخر فتصبح عصبوية بلا مضمون، أو في حالة صراع بين الجماعة التي ينتمي إليها وبين جماعات أخرى، أو مع نشوء نظام سياسي جديد في الدولة يشدد على الهوية الوطنية أو الدينية، أو يعمل على تفضيل جماعة على غيرها، مؤكدا أن العصر الحديث حدث فيه ثورة في أدوات تشكيل الهويات وتركيبها بسبب وعي الأفراد لذواتهم، وقدرتهم على التنقل واختيار المهنة وغيرها، وبسبب تنامي دور الدولة والتعليم العمومي ووسائل الاتصال وصناعة الفولكلور لافتا إلى وجود نظريات في الهوية على مستوى تخصصات مختلفة لأهمها ما يفيد بوجود نزوع معرفي لدى الإنسان لتصنيف الناس إلى جماعات. وأضاف الدكتور عزمي بشارة أن الإنسان الحديث يمتلك هويتين أساسيتين هوية ذاتية فردية وهوية اجتماعية بمعنى تعريف الإنسان لذاته بوصفه منتميا إلى جماعة أو جماعات لافتا إلى انه في المجتمعات المعاصرة يمكن الحديث عن هويات اجتماعية للفرد وليس هوية اجتماعية واحدة ، كما أن الامتثال الكامل لهذه الأعراف والتوقعات الاجتماعية يؤدي إلى قمع شخصية الفرد وقدرته على الحكم أخلاقيا وعقلانيا على الأمور، ومن ثم قابليته لتطوير ذاته على نحو خلاق لا سيما في مقابل تقاليد تخنق ملكات الحكم هذه لديه . وأكد أن أصحاب الشخصية الحضارية ذات المكونات الغنية المنفتحة على التطور والتغيير والواثقة من نفسها بتأصلها في هوية الأفراد الجماعية لا يفزعون من التفاعل مع الثقافات والحضارات الأخرى، وأن العربي يملك هوية ذاتية عربية عبر اللغة والثقافة، مشيرا إلى أن اللغة الجامعة بين الفصحى والمحكية وآدابهما ليست أداة تواصل فحسب، بل هي من أهم مكونات الثقافة والشخصية والوجدان أيضا، وأن ثمن إنكار هذه الهوية هو تشويه ثقافي، فليست للعرب ثقافة بديلة، قد يجد الأفراد لأنفسهم بدائل، ولكن لا يوجد بديل جماعي من الثقافة العربية. وقال بشارة في ختام كلمته إن الهوية العربية من أنجع المضادات للطائفيات على أنواعها، لأنها تنافسها بقوة على حلبة الهوية والانتماء وليس على مستوى التنظير والنقاش العقلاني، وتملك المقومات لمنافستها. وانه يوجد تكامل بين المكون العربي والإسلامي في الحضارة العربية الإسلامية، ولا يوجد تناقض أيضا بين العروبة والمواطنة. فالهوية العربية هي هوية الأكثرية في البلدان العربية، وهذا لا يمنع أن تجمع المواطنين العرب بغير العرب الهوية الوطنية والمواطنة المتساوية في دولة، مع احترام هويات غير العرب القومية والثقافية ، موضحا أن المواطنة هي أساس الانتماء إلى الدولة، وهي تصنع المشتركات الثقافية التي تميز مواطني دولة ما بالتدريج. وفي حالة ضعف المواطنة، تجري محاولة افتعال الهوية الوطنية غالبا بالتنكر للهوية العربية المشتركة مع بقية الدول العربية. جدير بالذكر أن موسم الندوات يختتم غدا الخميس بإقامة / جلسة التواصل الاجتماعي/ ، في معهد الدوحة للدراسات العليا ، حيث يسعى الموسم إلى إثراء النقاش والحوار، حول العديد من القضايا الثقافية والفكرية والفنية عبر إقامة تسع ندوات، بهدف نشر ثقافة التنوع ومنح نخب المجتمع من المفكرين والمثقفين والخريجين فرص تعزيز البيئة الفكرية، إذ تعمل وزارة الثقافة على تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع
1548
| 31 مارس 2022
تختتم وزارة الثقافة يوم الخميس المقبل، موسم الندوات الذي بدأت في إقامته منذ يوم 17 الجاري، بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ليكون هذا الموسم قد شهد إقامة ثماني فعاليات نوعية، تنوعت عناوينها، حتى شملت قضايا ثقافية وفنية وفكرية متنوعة، وهو ما انعكس على مستوى النقاش والحوار بين ضيوفها من المتحدثين، وبين جمهورها من الحضور. الشرق، وفي إطار تفاعلها مع هذا الموسم، تجدد الطرح باستطلاع آراء عدد من الكُتّاب والباحثين للتوقف عند تقييمهم، لما تم إقامته من فعاليات، رآها المبدعون تثري المشهد الثقافي، وتدعم المجتمع، بكل ما هو مفيد من موضوعات، غلب عليها التنوع، لتلبي مختلف الشرائح والفئات، ما جعل هذه الفعاليات تخرج عن الطابع التقليدي للندوات، إلى مرئيات تثير الحوار والنقاش، وتستقطب إليها مختلف المبدعين وجمهور المتلقين. والملاحظ في هذه الفعاليات، تلك الحوارات الراقية بين النخب المثقفة وجمهور الشباب ما عكس أهمية مثل هذه الفعاليات في خلق بيئة ثقافية وفكرية، تدعم مناقشاتها كل ما يخدم المجتمع، فتعزز في أوساط أفراده الوعي، وتثري في الوقت نفسه المشهد الثقافي في مختلف مجالاته. د. ربيعة الكواري: الموسم ساهم في إبراز الحراك الثقافي يوجه د.ربيعة بن صباح الكواري، أستاذ الإعلام المساعد بجامعة قطر، الشكر لمن يقف وراء هذه الخطوة الخلّاقة لخدمة المجتمع وتنويره من خلال نشر الوعي الثقافي المطلوب وعلى رأسهم سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة. ويؤكد أهمية مثل هذه الندوات، لفاعليتها وتأثيرها في المشهد الثقافي داخل المجتمع، لكونها تثير الحراك وتنشر الوعي، من أجل خلق رأي عام يعي ما يدور حوله من تغيرات ومؤثرات قد يغفل عنها الكثير وتحتاج من أصحاب الرأي المؤثرين إلى أن يكونوا أكثر انتباها في نشر الرسالة الحقيقية للإعلام لأننا عبر وسائل الإعلام نستطيع إرسال رسالة المثقف الحقيقية التي يحتاجها جيل اليوم. ويقول: إن مثل هذه الفعاليات لا يجب أن تكون موسمية بل يجب أن تقام طوال السنة ودون انقطاع، فوزارة الثقافة بدأت منذ هذا العام هذه التجربة القوية، في أعقاب اختتام معرض الدوحة الدولي للكتاب، ما يدعونا للفخر بمثل هذه الأجواء، التي يتواصل فيها الكُتّاب والأدباء والمفكرون والإعلاميون والأكاديميون بصورة جيدة مع الاستمتاع بالأجواء التي تعكس أهمية الرأي والرأي الآخر، بالتعرف على رؤية كل مفكر أيًا كان الاتفاق أو الاختلاف في وجهات النظر وهي ظاهرة صحية. ويبدي د.ربيعة الكواري إعجابه بندوات اللغة العربية وأهميتها كلغة عصرية، والتي مازالت تتمتع بمكانة رفيعة داخل المجتمعات العربية وغير العربية وهو ما يؤكد حضورها المؤثر بشكل يسعد بني يعرب تجاهها، كما تابعت ندوات الهوية وهي من أفضل الفعاليات التي أقيمت حتى الآن، وإن كنت أتمنى التطرق إلى موضوع اللهجات داخل المجتمعات والتأثر باللهجات واللغات الأجنبية التي طغت على الساحة وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي في لغتنا الأم. ويلفت إلى أن قضايا الطفل ما زالت تحتاج من المتخصصين والمفكرين التطرق إليها من كافة الجوانب سواء في مجال التعليم والتربية والاعلام ومنها لغة الطفل في وسائل الاعلام وهي من القضايا الجوهرية التي تستحق الحوار باستمرار مع عرض الحلول لها وإخراج التوصيات بشأنها لأنها من القضايا التي تواجه المجتمع المحلي والخارجي. شبيب النعيمي: المجتمع الثقافي متعطش لإقامة الندوات يصف الشاعر شبيب بن عرار النعيمي، مدير مركز قطر للشعر ديوان العرب، المجتمع الثقافي المحلي بأنه متعطش لمثل هذه الندوات، التي تقيمها وزارة الثقافة بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وذلك لاستقاء المعلومات منها، وهو ما يثري المشهد الثقافي في مختلف مجالاته، عن طريق المناقشات مع ذوي الاختصاص. كما يصف موسم الندوات بأنه ظاهرة صحية ومتميزة في الوقت نفسه، بأن يكون هناك شكل من أشكال الحراك الثقافي المجتمعي، بتفاعل مختلف الشرائح والفئات مع مثل هذه الفعاليات، الأمر الذي يخرج هذه الندوات عن الإطار التقليدي للندوات، إلى فعاليات، تضم نقاشات وحوارات تفيد المجتمع، بكل ما هو مبدع وخلاق. ويؤكد أن مثل هذه الفعاليات تطرح العديد من القضايا الثقافية والتربوية والفكرية، إلى غيرها من القضايا التي تهم الجميع، وهو ما يكسبها أهمية إضافية، الأمر الذي يفتح بدوره آفاق التوعية في أوساط أفراد المجتمع، لما تخلفه هذه المناقشات من تأثير توعوي بأهمية وأبعاد هذه القضايا. ويلفت الشاعر شبيب بن عرار النعيمي إلى ملمح آخر من ملامح تميز موسم الندوات، ويتعلق بحضور الشباب لمثل هذه الفعاليات، والاهتمام بتقديم موضوعات ثقافية وفكرية تخاطب وجدانهم، مطروحة على الساحة، وهو ما يثري بدوره المشهد الثقافي والمعرفي عموماً في المجتمع، ويواكب اهتمامات مختلف شرائحه وفئاته، ما يعكس مدى أهمية موسم الندوات، ويخرجه عن الطور التقليدي لنظيرتها. جابر عتيق: الندوات مهرجان ثقافي للتواصل مع الجمهور يقول الكاتب جابرعتيق إنه بإقامة مثل هذه الندوات، فإن هذا يعكس هدفًا لايصال صوت الثقافة لأشخاص، لذلك فإن إقامة موسم الندوات، يعتبر مهرجانًا ثقافيًا يتواصل فيه الجمهور مع مجموعة كبيرة من العلماء والمثقفين والفنانين والأدباء والمبدعين، لذلك فنحن سعداء بأن الثقافة أصبح لها موسم يسلط الضوء على مخرجات العقول المبدعة التي يمكنها أن تقدم المواد التي تتعامل معها قيمة حقيقية تعكس مدى أهميتها، لأن العالم يفتح لنا نوافذ العلم والفنان يحدثنا عن دوره والأديب يرسم لنا صورة لأعماله والمثقف ينقلنا لتصورات أخرى وآفاق جديدة، ويقاس على ذلك كل المجالات والتخصصات. ويتابع: إن موسم الندوات يعتبر انجازا على هذا النحو، وأعتبره الموسم الأبرز وسط مواسم المهرجانات والتسوق والاحتفالات، التي اكتسحت الأقطار العربية، فكما للبهجة مواسم يجب أن يكون للثقافة والعلم والمعرفة مواسم، تحتفي بالعقول وترينا الإبداعات المحلية والعربية والعالمية في كل المجالات، وتتيح لنا الفرصة الالتقاء بالنخب المثقفة ونناقشها ونستفيد من معارفها. ويلفت الكاتب جابر عتيق إلى أن الندوات تتجاوز حدود التنظير وتخلق جوًا من النقاشات وتبادل الآراء، وهذه الأمور تقلص فجوة التواصل مع الجمهور وتخلق أجواءً جاذبة للشباب من الجنسيين للالتقاء بالرموز في كل المجالات لاكتساب المعارف وتنمية الخبرات لديهم، وعلينا أن نعمل على إنجاح موسم الندوات بكل الوسائل المتاحة ليحصل هذا الموسم على الزخم الذي يجعله مستمراً ومتطوراً، فحاجتنا للمعرفة ضرورة يجب ألا نهملها. ويقول: إنه من الجيد أن نجد جمهرة ثقافية في هذا العام الذي ستقام فيه بطولة كأس العالم في قطر، ومن الطيب أيضاً أن تكون هناك فعاليات ثقافية مصاحبة للبطولة العالمية التي جعلت من قطر محط أنظار العالم، وعلى العالم أن يعرف أن الرياضة هي أحد المجالات التي تهتم بها الدولة وأن لدينا اهتمامات أخرى لا تقل أهمية عن تلك البطولة العالمية نهتم بها ونقيم لها فعاليات، وموسم الندوات مرآة جميلة للمشهد الثقافي في قطر. متمنياً انتقال ذات الفكرة لكل الدول العربية، لتصبح الفعاليات والمواسم الثقافية والعلمية والأدبية من الأولويات، وذلك لتجاوز أي مرحلة من مراحل الخمول. حنان الشرشني: الفعاليات تسلط الضوء على قضايا ثقافية معاصرة تستهل الكاتبة والباحثة حنان الشرشني، مداخلتها بتوجيه الشكر إلى وزارة الثقافة، والقائمين على موسم الندوات في وزارة الثقافة. وترى أن مثل هذ الندوات أولى الخطوات نحو حراك ثقافي، عايشناه في فترة من الفترات السابقة في الدوحة، وكنا من خلالها نلتقي بالقامات الثقافية التي أثرت العالم العربي بإبداعاتها، لنتبادل من خلالها الأفكار والخبرات. وتقول الكاتبة حنان الشرشني: إننا ومن خلال موسم الندوات نجدد العهد لخدمة الثقافة، إذ يساهم مثل هذا الموسم في تقريب وجهات النظر، بين رواد الثقافة والفكر، على نحو ما يبدو من مشاركة النخب المثقفة، وطرح همومها وآمالها، بالإضافة إلى تسليط الأضواء على قضايا ثقافية معاصرة مهمة، كان يتم إثارتها في السابق بشكل متواضع. الندوة السادسة من المقرر إقامة الندوة السادسة من فعاليات موسم الندوات غدًا في مقر كلية القانون بجامعة قطر، وذلك تحت عنوان الشعر والأغاني.. مدى الاختلاف ولماذا تراجعت المستويات . ويستهدف الموسم إثراء النقاش والحوار، حول العديد من القضايا الثقافية والفكرية والفنية عبر إقامة ثماني ندوات، بهدف نشر ثقافة التنوع ومنح نخب المجتمع من المفكرين والمثقفين والخريجين فرص تعزيز البيئة الفكرية، إذ تسعى وزارة الثقافة من خلال هذا الموسم إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع.
906
| 27 مارس 2022
بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، أقامت وزارة الثقافة أمس الندوة الخامسة ضمن موسم الندوات، الذي تقيمه الوزارة بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودارسة السياسات، ويختتم فعالياته يوم الخميس المقبل. كما حضر الندوة عدد كبير من الإعلاميين والشخصيات الثقافية البارزة، وأقيمت في مقر معهد الدوحة للدراسات العليا، وحملت عنوان «نحن والغرب..المركزية العربية ومفهوم العالمية.. عقدة الغربي بين الحقيقة والوهم»، وتحدث فيها كل من د.عبدالوهاب الأفندي، رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، و د.جاسم الجزاع، دكتوراه في الإدارة وجودة الخدمات الحكومية ومحاضر في التاريخ السياسي الإسلامي، ود.رشيد بوطيب، أستاذ مساعد في معهد الدوحة للدراسات العليا، شعبة الفلسفة. وأدارها الإعلامي جاسم سلمان. وناقش الحضور المراحل التاريخية والجغرافية المؤدية إلى تأثر الثقافة الشرقية بالأخرى الغربية، مشددين على أهمية دعم السيادة، وإنتاج المعرفة العربية، مشددين على أهمية اللغة العربية كأحد مقومات السيادة، والأساس للتفكير والكتابة العلمية. أبعاد تاريخية واستهلت الندوة بمداخلة للدكتور عبدالوهاب الأفندي، تناول فيها البعد التاريخي في العلاقة بين العرب والمسلمين من جهة وبين الغرب من جهة أخرى، مؤكداً تشكل هذه العلاقة بعد صراعات وحروب أهلية داخلية في أوروبا لتبدأ مرحلة الحروب الصليبية ضد العالم العربي، مرورًا بالثورة الصناعية وصناعة مراكز القوى في أوروبا ثم حقبة الاستعمار وما تلاها. وقال: إن العالم العربي والاسلامي كان يمثل المركزية في العالم، إذ كان يربط الشرق بالغرب، وذلك حتى اكتشاف الأمريكتين، وبعد ذلك تحولنا إلى الهامش، لافتًا إلى أن الغرب أصبح يهيمن على العالم حالياً بالمعنى الثقافي والسياسي والعسكري والاقتصادي. وتابع د.الأفندي: إننا نلمس سيطرة كبيرة للغرب وأمريكا في الإنتاج الثقافي والتكنولوجي والإعلامي، مشدداً على أهمية صناعة الإنتاج الثقافي، وتشكيل تحالفات عربية إسلامية، ومراجعة مصادر القوة الصناعية والفكرية والثقافية من أجل تحقيق نهضة عربية. خطورة التبعية ومن جانبه، تناول د.جاسم الجزاع التبعية وقراءتها في التاريخ، وكيف تمت هذه التبعية، معرجاً على السيادة، وما تتسم به من نزعة خاصة، يسعى إليها الجميع من أجل تحقيق مصالح الشعوب. وقال: إن الإنسان بطبيعته يأنف أن يكون تابعًا، فكيف يكون الحال فيما يخص الدول، أو أن تصبح دولة معينة أسيرة لأخرى، في مختلف المنظومات الثقافية والتعليمية والاقتصادية، ووصف مثل هذه التبعية بأنها مذمومة. واستصعب صعوبة الاستقلال التام في عصر العولمة، وهو حال ينطبق على الدول الكبرى أيضاً. وتساءل: كيف حدث تاريخيًا تبعية العرب للغرب في كثير من الأمور، مشيرًا إلى أن ذلك جاء عبر مراحل أولها ما قامت به القوى الغربية، وهو الصدام العسكري، بدءًا من الهجمات البيزنطية على جزيرة العرب، والصراع العربي البيزنطي، ثم الصراع العربي الفرنجي، والحملات الصليبية وصولًا الحملات الفرنسية وغيرها. وقال:إن الغرب لاحظ أن الصراع العسكري لم يحقق أهدافه، فلجأ إلى التجزئة وتقطيع الأوصال العربية وإجهاض التكتلات العربية عن طريق اتفاقية «سايكس بيكو»، ثم عن طريق تعزيز مفهوم العرقيات أو الوطنيات، وفرض أيديولوجيات معينة، ثم مرحلة التغريب والغزو الفكري، واتهام الإسلام واللغة العربية بالرجعية. وتابع د.جاسم الجزاع: إن من أهم مقومات السيادة هو أن تكون اللغة العربية أساسًا للتفكير والكتابة العلمية. قوة المعرفة وفي مداخلته، توجه د.رشيد بوطيب بالشكر لوزارة الثقافة على إقامتها لموسم الندوات، لما يتناوله من طرح فعاليات تتناول قضايا وحوارات وأفكار. واستهل حديثه بعدة تساؤلات أولها من نحن؟ وقال إن هذا السؤال يمتلك شرعية معرفية، فهل نعرف من نحن، وهل نحن مكون ثابت ومفارق للتاريخ؟ وتساءل أيضاً: أليس الغرب مجرد مفهوم للهيمنة أو مفهوم أيديولوجي؟ وهل انتهت اللعبة الغربية، أم أن الغرب مكون من مكونات هويتنا المتعددة؟ ورد على التساؤلات السابقة، مؤكدًا أن الإجابات تتضارب وتختلف في السياق العربي، مسترجعاً كتاب «النقد الذاتي» للمفكر والفقيه علال الفاسي. وتوقف د.بوطيب عند الفصل الرابع عشر من هذا الكتاب، والموسوم بـ «الفكر بين العصرية والمعاصرة»، ورأى أنه يمثل منطلقًا داخل السياق الثقافي العربي. ووصف هذا الكتاب بأنه يقدم جوابًا عن السؤال: أي علاقة نريد بالحداثة الغربية؟ واقتبس إجابة علال الفاسي في الإجابة عن هذا السؤال للتفرقة بين «العصرية» و»المعاصرة»، وعبر هذا التفريق، يطلب تجاوز ما يسميه «الضعف العقلي». وقال: إن المشكلة في رأي هذا المفكر تكمن في التقليد. وبلغة أخرى: إن علينا أن نأخذ عن الغرب ما هو عصري، اي ما يساعدنا في الجواب عن اسئلة عصرنا وقضايا واقعنا الملحة، وليس فيما هو معاصر. مداخلات الحضور تحذر من خطورة الذوبان الثقافي أعقب مداخلات المتحدثين، تعقيبات الحضور، الذين أبدوا تفاعلهم مع ما طرحته الندوة من محاور مختلفة، مشددين على ضرورة أن يكون للدول العربية سيادتها الخاصة، القائمة على الإنتاج والفاعلية في مختلف المجالات، بعيدًا عن التبعية، والذوبان في الثقافات والهويات الأخرى. وبدوره، تساءل الكاتب والإعلامي تيسير عبدالله عن إمكانية أن يتجه العرب شرقًا، وتحديدًا إلى الصين، في ظل ما أفرزته التبعية للغرب من تراجع وإخفاق للدول العربية. وتساءل أيضاً: هل يمكن أن يكون هذا التوجه للشرق يمثل تبعية جديدة؟ وبدوره، أبدى د.الأفندي رفضه لأي تبعية، سواء كانت للشرق أو للغرب. وقال: لا أرى ضرورة في التبعية لأي جهة، بل يجب علينا أن نكون فاعلين مع الآخرين، نتعامل معهم بالندية، خاصة وأن الدول العربية تملك أدوات هذه الندية، داعيًا إلى ضرورة أن يكون التواصل قائما مع منتجي المعرفة، خاصة وأن للعرب إسهاماتهم العديدة، التي تمكنهم من إنتاج المعرفة، ومنها البرمجيات، وإنشاء مواقع تواصل عربية. وتساءلت الأستاذة هنادي زينل (وزارة الثقافة)عن إمكانية إحداث التمازج الثقافي بين الشرق والغرب، وهو ما رد عليه د.جاسم الجزاع، مؤكداً أن الأمة العربية تعتز بعروبتها، وأنه ليس لديها عدوانية للغير، عكس الصهيونية مثلاً، كما أن البعد الأخلاقي للعرب والمسلمين يتجلى أكثر من ذات البعد لدى لغرب، وهو ما عكسه التوحد الغربي بشأن الحرب في أوكرانيا، عكس مواقف الغرب تجاه العرب، وخاصة القضية الفلسطينية. وتساءل أحد الحضور عن سلبيات التبعية، والمقومات التي ينبغي أن يتحلى بها العرب. ورد د.الجزاع، مؤكداً أن مشكلة الدول العربية تكمن في من يملك السيادة، ومن يصنع السياسات الاستراتيجية، وأن غياب كل ذلك أفرز مؤسسات تفتقر للحكم الرشيد، فكان هناك حكم بالقوة والجبروت، لافتًا إلى أن مثل هذه المؤسسات بحاجة إلى من يقودها بعيداً عن التبعية، وأن يكون قراراها نابعا من سيادتها. ولفت متحدث آخر إلى أن وزارة الثقافة بإقامتها لمثل هذا الموسم، فإنها بذلك تحرك المياه الراكدة، محاولاً تفكيك عنوان الندوة، مشدداً على أهمية أن تكون المركزية العربية مقرونة دائماً بالإسلام. غير أن د.رشيد بوطيب دعا إلى ضرورة تجنب ما وصفه بالخطاب التبجيلي، وأن يكون هناك وقوف عند منطق العصرية، وتجاوز الخطاب التغريبي والبورقيبي، الذي حكم على مستوى السياسة والتفكير، على حد تعبيره. وفيما أثاره بعض الحضور عن أهمية اللغة التي أشار إليها د.عبدالوهاب الأفندي إليها في مداخلته، عاد د.الأفندي ليشدد على أهمية تدريسها في الجامعات العربية، وكذلك تدريس المناهج الإسلامية، بدلاً من لجوء الدارسين العرب إلى دراستها في الجامعات الغربية. وبدوره، شدد الكاتب عبدالعزيز الخاطر على أهمية تفكيك «نحن» التي حملتها الندوة. وقال: إنه لو تم تفكيك «نحن»، سنجد هناك مجالًا كبيرًا للبحث، مثل نحن والتراث، ونحن والدولة الوطنية، ونحن والأقليات، ونحن والآخر، وجميعها تحتاج إلى حلول ومرتكزات، ما دام هناك رغبة في الحديث عن المركزية المقابلة لنا، أما «نحن» التي نتحدث عنها حالياً، فهي هشة للغاية، وما دامت هي كذلك، فلا يمكن أن نتحدث كعرب عن مركزية، داعياً إلى ضرورة عدم التوقف عند التأسيس، بل يجب ضرورة الاستنئاف لهذا التأسيس. ومن جانبها، تساءلت الإعلامية أمل عراب عن كيفية تعزيز الثقة في الحضارة العربية والإسلامية. فيما تساءل الشاعر شبيب بن عرار النعيمي، مدير مركز قطر للشعر «ديوان العرب» عن الانجازات التي حققها العرب للعرب، وهو ما رد عليه د.جاسم الجزاع بأن النهضة الأوروبية القائمة حالياً، مرجعيتها عربية بالأساس، وأن العرب أول من أبدعوا في علوم الطب، وكذلك علم التاريخ والاجتماع، إلى غير ذلك.
1210
| 25 مارس 2022
عقدت اليوم ندوة بعنوان نحن والغرب - المركزية العربية ومفهوم العالمية، عقدة الغربي بين الحقيقة والوهم في معهد الدوحة للدراسات العليا، وذلك ضمن فعاليات موسم الندوات الذي تنظمه وزارة الثقافة، بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات في الفترة من 17 وحتى 31 مارس الجاري. حضر الندوة سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة وعدد من الباحثين والمثقفين والإعلاميين وضيوف الندوة. وشارك في الندوة كل من الدكتور عبدالوهاب الأفندي رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، والباحث الدكتور جاسم الجزاع ، والدكتور رشيد بوطيب، الأستاذ المساعد في برنامج الفلسفة بمعهد الدوحة للدراسات العليا. تناول الدكتور عبدالوهاب الأفندي البعد التاريخي في العلاقة بين العرب والمسلمين من جهة وبين الغرب من جهة أخرى، وكيف تشكلت هذه العلاقة بعد صراعات وحروب أهلية داخلية في أوروبا لتبدأ مرحلة الحروب الصليبية ضد العالم العربي، مرورا بالثورة الصناعية وصناعة مراكز القوى في أوروبا ثم حقبة الاستعمار وما تلاها، مشيرا إلى أن العالم العربي والاسلامي كان يمثل المركزية في العالم، حيث كان الربط بين الشرق والغرب حتى اكتشاف الأمريكتين. وأضاف أن هناك هيمنة غربية الآن عبر الاقتصاد والسياسة والثقافة، متسائلا لماذا لا نحاول أن نصنع بضاعة ثقافية، ونشكل تحالفات في عالمنا العربي والإسلامي تعبر عن قوتنا؟ مطالبا بضرورة مراجعة مصادر قوتنا الثقافية والفكرية والصناعية كذلك للتحرك في صناعة نهضة عربية. بدوره تحدث الدكتور جاسم الجزاع عن مفهوم التبعية وقراءتها في التاريخ، مؤكدا أن الاستقلال التام في عصر العولمة حتى بالنسبة للدول الكبرى يصعب تحقيقه حاليا. وفي مداخلته تناول الدكتور رشيد بوطيب البعد الفلسفي للعلاقة بين العرب والغرب من خلال طرح عدة تساؤلات . وأوضح أن الأجوبة عن هذه التساؤلات ستختلف وتتضارب في سياقنا العربي. وشهدت الندوة مداخلات من الحضور أبرزت العديد من محاور العلاقة بين العرب والغرب. يشار إلى أن موسم الندوات يتضمن ثماني ندوات ويتواصل حتى31 مارس الجاري، حيث تعقد الندوة التالية يوم الإثنين المقبل تحت عنوان الشعر والأغاني .. مدى الاختلاف ولماذا تراجعت المستويات ، ويهدف موسم الندوات إلى إثراء النقاش والحوار، حول العديد من القضايا الثقافية والفكرية والفنية عبر إقامة ثماني ندوات، بهدف نشر ثقافة التنوع ومنح نخب المجتمع من المفكرين والمثقفين والخريجين فرص تعزيز البيئة الفكرية، إذ تسعى وزارة الثقافة من خلال هذا الموسم إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع.
696
| 24 مارس 2022
مساحة إعلانية
نشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025، نص قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 25 لسنة 2025 بضوابط استحقاق بدل...
43742
| 19 أكتوبر 2025
كرّمت وزارة الداخلية، ممثلة في إدارة أمن الشمال، أحد المقيمين من الجنسية الآسيوية، تقديرًا لتعاونه المثمر مع الجهات الأمنية، وذلك في إطار حرص...
26894
| 21 أكتوبر 2025
نشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025، النص الكامل لقانون رقم 25 لسنة 2025 بتعديل بعض أحكام قانون الموارد...
10480
| 19 أكتوبر 2025
نشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025 نص قرار مجلس الوزراء رقم 34 لسنة 2025 بتعديل بعض أحكام اللائحة...
6904
| 19 أكتوبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
أكد سعادة العميد الركن سالم مسعود الأحبابي، رئيس أكاديمية الخدمة الوطنية، بالقوات المسلحة القطرية، أن أكاديمية الخدمة الوطنية تطمح لتكون مركزًا عالميًا للتدريب...
6676
| 19 أكتوبر 2025
حذرت وزارة الداخلية من مخاطر الغاز الخفي وهو غاز أحادي أكسيد الكربون (CO)داخل السيارة، ونصحت باتباعإرشادات للوقاية من حوادث الاختناق داخل المركبات. وأوضحت...
4682
| 19 أكتوبر 2025
-البوعينين يلمح للرحيل بعد تحقيق كأس آسيا والـتأهل للمونديال -التغيير المنتظر في إطار الرؤية والإستراتيجية الجديدة للمسؤولين علمت الشرق من مصادرها الخاصة أن...
3228
| 19 أكتوبر 2025