رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
ندوة حول الوسطية في الإسلام ضمن فعاليات موسم الندوات لوزارة الثقافة

أقيمت اليوم الأربعاءندوة بعنوان الوسطية في الإسلام بين المثالية والواقع، في معهد الدوحة للدراسات العليا، ضمن فعاليات موسم الندوات الذي تنظمه وزارة الثقافة، بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات في الفترة من 17 وحتى 31 مارس الجاري. وشارك في الندوة كل من الدكتور سلطان الهاشمي أستاذ الفقه بكلية الشريعة جامعة قطر، والدكتور محمد عياش أستاذ العقيدة بجامعة قطر، والدكتور عبدالقادر بخوش أستاذ ورئيس قسم العقيدة بجامعة قطر، والدكتور علاء هيلات الباحث في العقيدة الإسلامية ومقارنة الأديان، وأستاذ مشارك في كلية الشريعة - جامعة قطر، وأدارها الداعية الإسلامي والمحاضر الدكتور يوسف عاشير، وبحضور عدد من الأكاديميين والمثقفين. وطالب المشاركون خلال الندوة بضرورة أن يكون الخطاب الديني في المجتمع متوافقا مع القضايا المعاصرة وخاصة قضايا الشباب ومشكلاتهم الفكرية والحياتية. وتناول الدكتور سلطان الهاشمي في بداية الندوة مفهوم الوسطية، موضحا أنها منهج فكري وأخلاقي وسلوكي يتسم بالتوازن والاعتدال، دون غلو ولا تشدد، ودون تهاون ولا تقصير، وأنها منهج يدعو إلى الرفق والتيسير والرحمة والعدل، وعدم الحرج والتعسير والظلم والطغيان، ويتطلب الاعتدال في جميع الجوانب الإنسانية، مؤكدا أن الإسلام خلا من الغلو والتفريط، وأنه يدعو إلى الوسطية، مشددا على أن الوسطية لا تعني أن يكون الإسلام حياديا، لأن الحياد في الصراع بين الحق والباطل مرفوض وقد ذم الحق سبحانه وتعالى هذا التصرف من المنافقين في قوله سبحانه: مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا النساء. وقال الهاشمي إن الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال، مضيفا أن الإسلام جمع بين المادة والروح ويهدي الناس إلى أقوم السبل، وهو سبيل الوسط بين المادة والروح ليعطي كل ذي حق حقه، انطلاقا من قوله جل وعلا وابتغ فيما? ءاتى?ك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين القصص. وأوضح أن الوسطية من أبرز خصائص الإسلام وأنها شاملة لكل قضايا الإنسان، وأنها منهج فكري أخلاقي سلوكي يدعو للاعتدال في كل مفردات الحياة الإنسانية بدءا من العقيدة كما تدعو إلى احترام الآخر والاعتراف بحقوقه المشروعة وأهمها الحريات الدينية، بالإضافة إلى المحافظة على وضع اقتصادي متوازن لا إسراف ولا تقتير. وبدوره، قال الدكتور محمد عياش، إن موضوع الوسطية لا يمكن ضبطه بشكل دقيق، لأن الكثير يدعي الوسطية والاعتدال فلا يصف أحد نفسه بالتطرف، ولذلك لا بد من الاتفاق على معايير لضبط معنى الوسطية، مشيرا إلى أن بعض الشباب يتحسسون من أي دعوة تحت هذا العنوان، ظنا منهم أن ما يتم تقديمه هي قراءات جديدة للإسلام لم يعرفها سلف الأمة، أو يتم من خلالها لي لتلك النصوص لتدخل في حيز مزاج معين يتلاءم مع الظروف المعاشة حاليا، خاصة أن الأمة الآن تعيش تحت ضغط وهي تشعر بحالة من الضعف الآن. وأكد أننا بحاجة إلى قراءة منهجية صحيحة للإسلام لأن القراءة الأحادية أو الاجتزاء يقود إلى التطرف مقدما في هذا الشأن العديد من الشواهد التي يمكن أن تخرج عن سياقها إذا لم يتم قراءتها كبناء واحد. سواء في النواحي العقدية أو الفقهية أو حتى في مشكلاتنا اليومية. ودعا في ختام مداخلته إلى إنشاء مركز للوسطية في قطر من أجل فهم الإسلام بصورته الصحيحة، في مختلف التعاملات الحياتية، مع ضرورة فتح الحوار بين كل التوجهات، وقال إن ذلك سيساهم في تحقيق رؤية إسلامية حقيقية تكون مبنية على منهجية علمية رصينة. ومن جهته، قال الدكتور عبدالقادر بخوش أستاذ ورئيس قسم العقيدة بجامعة قطر خلال ندوة الوسطية في الإسلام بين المثالية والواقع، إن من أهم خصائص الإسلام الوسطية حيث تميز عن غيره من الديانات والحضارات، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أقام حضارة إسلامية اتسمت بالرقي، وتعايشت مع غيرها، انطلاقا من وسطية الإسلام، ما أدى إلى انجذاب الكثيرين في الغرب إلى الإسلام على نحو ما عبر عنه مفكرو الغرب في دراساتهم وكتبهم. وأشار في مداخلته إلى بعض الفوارق بين الإسلام وغيره من الأديان سواء السماوية أو الوضعية وكيف كانت وسطية الإسلام عقيدة وشريعة، مؤكدا أن الإسلام حقق التوازن بين الجانبين الروحي والمادي، وأنه حمل شرائع ومنهجا للحياة، ليكون أبناء الأمة الإسلامية شهداء على الناس، ويكونوا نبراسا للشعوب. وأيد الدكتور بخوش اتفاقه مع د.محمد عياش، في الدعوة إلى أن تتبنى دولة قطر إنشاء مركز للوسطية، ليكون متخصصا في الدراسات والأبحاث، التي تعزز تحقيق الفهم الصحيح للإسلام. وفي مداخلته، تناول الدكتور علاء هيلات الباحث في العقيدة الإسلامية ومقارنة الأديان - وأستاذ مشارك في كلية الشريعة - جامعة قطر، معايير الوسطية التي تعني العدل والتوازن، من منطلق الآية الكريمة وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا البقرة، مشيرا إلى أن القرآن استخدم فعل الجعل بدلا من الخلق الذي يعبر عن الابتداء، لأن تخصيص هذا الشيء وهو الوسطية جعل لمهمة محددة وأن الحياة لا تستقيم بدونه، لافتا إلى أن الوسطية جزء أصيل في الإسلام، ولهذا جاء قوله سبحانه لتكونوا شهداء على الناس وهو ما يوضح المعنى الحضاري للإسلام، لأن المسلمين حتى يحققوا هذا الهدف فإنهم مطالبون بتقديم نموذج حضاري يقتدى به بين الناس. كما تحدث عن علاقة الوسطية بمكونات الدين الإسلامي، من عقائد وتشريعات وأخلاق، مؤكدا أنها قيمة قابلة للتطبيق والممارسة الواقعية في الحياة لأنها ضابطة لعلاقة الإنسان بغيره من البشر، كما أنها ضابطة لعلاقة الحضارة الإسلامية بغيرها من الحضارات. وأعقب الندوة مشاركات للحضور، حيث ناقش الحضور أهم الأفكار التي طرحها المحاضرون. هذا وسوف تقام غدا الخميس ضمن فعاليات موسم الندوات ندوة بعنوان نحن والغرب.. المركزية العربية ومفهوم العالمية.. عقدة الغربي بين الحقيقة والوهم في معهد الدوحة للدراسات العليا. ويهدف موسم الندوات إلى إثراء النقاش والحوار، حول العديد من القضايا الثقافية والفكرية والفنية عبر إقامة ثماني ندوات، بهدف نشر ثقافة التنوع ومنح نخب المجتمع من المفكرين والمثقفين والخريجين فرص تعزيز البيئة الفكرية، إذ تسعى وزارة الثقافة من خلال هذا الموسم إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع.

2344

| 23 مارس 2022

ثقافة وفنون alsharq
مثقفون لـ الشرق: ندوات الثقافة تسهم في تنمية الوعي

ينتصف اليوم قطار موسم الندوات، بإقامة الندوة الرابعة، حيث يشهد الموسم ثماني فعاليات، تنظمها وزارة الثقافة بالشراكة مع جامعة قطر ومعهد الدوحة للدراسات العليا، بمشاركة نخبة من المثقفين والمبدعين والمفكرين في العديد من المجالات. الشرق تتوقف مع عدد من المبدعين عند حصاد ما سبق من فعاليات، وما هو آت من ندوات، تحقيقًا للأهداف المرجوة في بناء جسور من التواصل بين أجيال المثقفين، وهو ما يؤكد عليه المبدعون أن الموسم سيضعنا أمام فضاءات متنوعة، تثري المشهد، وتنير العقول، وتنمي الوعي. كما يؤكد المثقفون أهمية هذا الموسم في تعزيز ثقافة التنوع، وإثراء النقاش والحوار حول مختلف القضايا المطروحة، التي يصفونها بأنها عديدة ومتنوعة، تلامس الواقع، تطلعًا لمستقبل يربط الحاضر بالماضي. د. محمد عبدالرحيم كافود: الفعاليات تسهم في تنمية الوعي يرجع سعادة الدكتور محمد عبدالرحيم كافود، وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الأسبق، أهمية إقامة مثل هذه الندوات التي تقيمها وزارة الثقافة بأنها من الأهمية بمكان، وذلك لما تحققه من فائدة كبيرة، انطلاقاً مما تحدثه من حراك ثقافي، واجب على الجميع المشاركة فيه، إسهامًا في إثراء المشهد الثقافي القطري. ويقول: إنه شارك في الفعالية الثانية من موسم الندوات، التي حملت عنوان هل اللهجات المحلية مكملة للفصحى؟، وإنها خرجت بمناقشات مهمة، تستوجب ضرورة توظيف اللغة توظيفاً عملياً، وهذا يحتاج إلى جهود كبيرة، تبدأ من الأسرة إلى المراتب العليا بصدور القوانين، وإن كانت هناك قوانين بالفعل بشأن حماية اللغة العربية. لافتا إلى أن اللغة العربية ليست لهجة واحدة، ولا يمكن اختزالها في لهجة قريش فقط، وإن كانت هي المركز وقتها، غير أنه تضاف إليها لهجات عربية أخرى عديدة. ويتابع: إن مثل هذه الفعاليات تسهم في تنمية الوعي، خاصة إذ جرى تعميم مشاركاتها، وخاصة عند مناقشة قضايا متعددة تشغل حياة الناس، وتهم المجتمع، شريطة ألا تقتصر مثل هذه الفعاليات على شريحة بعينها، سواء كانت النخبة أو غيرها، بل المهم أن تمتد لتشمل جميع فئات وشرائح المجتمع لتعميم الفائدة، وأن تقوم وسائل وأجهزة الإعلام بدورها في التوعية بأهمية مثل هذه الفعاليات، ليشارك فيها الجميع. ويرى د. محمد عبدالرحيم كافود أن اللغة العربية الفصحى مهددة، كما أن اللهجات أيضاً مهددة، وذلك لاقحام مفردات غير عربية من دون وعي في هذه اللهجات، وزيادة هذا الاختلاط حالياً، ما أوجد مفردات دخيلة أصبحت تُستخدم في الحياة والمعاملات اليومية، ما يجعل هذه اللهجات ليست لهجة عربية واحدة، بل أقرب إلى التعريب، مشدداً على ضرورة الحذر مما هو دخيل. د. خالد البوعينين: مناقشات الموسم تعزز ثقافة التنوع يؤكد المؤرخ د. خالد بن محمد البوعينين أن موسم الندوات بكل ما يضمه من فعاليات لمناقشة الواقع الثقافي الحالي، أمر محمود للغاية، إذ انه من خلال ما تثيره هذه الفعاليات من أفكار وآراء ومرئيات متنوعة، فإنها ستعزز بذلك ثقافة التنوع، والتعرف على مختلف وجهات النظر، وهذا أمر مطلوب في أي عمل ثقافي. ويقول: إن المحاور التي يطرحها موسم الندوات تعكس أنه تم اختيارها بدقة شديدة، إذ غطت هذه المحاور العديد من الجوانب الثقافية والفكرية، ما يجعلنا أمام فعاليات شاملة، يحاضر فيها نخبة من أصحاب الفكر والثقافة والمعرفة، الأمر الذي سيلقي بظلال إيجابية على المشهد الثقافي بكل تنوعاته، فيسهم في رفد الساحة بمتحدثين على مستوى عال من الطرح والنقاش والحوار، ويشكل في الوقت نفسه جمهورا متفاعلا، وليس فقط متلقياً لما يستمع إليه، بل مشاركًا وفاعلاً برأيه وفكره ووجهات نظره، والتي يمكن أن تتباين مع وجهات نظر أخرى، فنصبح أمام فضاءات واسعة من النقاش والحوار والتباين من أجل إثراء المجتمع. ويتابع د. خالد البوعينين: إن مثل هذه المناقشات تعكس حراكا ثقافيا لافتا، يتكيف معه المثقفون والجمهور بشكل لافت، وهو ما يعزز بالتالي من فاعلية العمل الثقافي، ويضعنا أمام مشهد ثقافي متنوع، له أصحابه من المبدعين والمثقفين والمفكرين، بالإضافة إلى جمهور المتلقين. منوهًا بملمح مهم في مقر إقامة الندوات، وهى الصروح التعليمية، متمثلة في جامعة قطر ومعهد الدوحة للدراسات العليا، ما يعكس الرغبة في استقطاب الدارسين إلى مقار هذه الفعاليات، ليكونوا مشاركين ومتفاعلين، تعزيزًا للوعي، وإثراءً للمشهد. حمد التميمي: الموسم يعزز الحوار لتبادل وجهات النظر يصف الكاتب حمد التميمي مدير البرامج الشبابية بالملتقى القطري للمؤلفين، موسم الندوات بأنه يعتبر حدثًا ثقافيًا وفكريًا كبيرًا، يثري المشهد الثقافي في دولة قطر، ويحرص على تقديم كل ما هو مفيد. ويقول: إن مثل هذه الفعاليات تحرص على تقدم المجتمع وتعزز الحوار بين المثقفين والمفكرين من خلال النقاشات وتبادل وجهات النظر وتقبل الآراء المتعددة، كما أن الدور الكبير لوزارة الثقافة بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسة عزز هذه الفعالية وساعد على تحريك المياه في المشهد الثقافي والفكري بصورة إيجابية. ويضيف إن بعض الندوات في هذه الفعالية كان لها أثر واضح ومهم من خلال التركيز على أهمية الهوية القطرية وتقبل الهوية الأخرى وعكس مدى تأثيرها في المجتمع، وأكد أن المجتمع بحاجة لمثل هذه الفعاليات بمختلف فئاته، حيث مثل هذه النوعية من الفعاليات تشجع على التنوع في وجهات النظر والتي بدورها تساعد بخلق بيئة ثقافية صحية. د. أحمد عبدالملك: وجهات النظر المختلفة تدل على نضج المجتمع يقول د. أحمد عبدالملك أستاذ الإعلام المشارك في كلية المجتمع، نحن متفائلون بالدور الإيجابي الذي يقوم به سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، في رفد مسيرة الثقافة، وفي استماعه لآراء أهل الهامش، فهم الذخيرة الأساسية للتأسيس الثقافي في وطننا العزيز. ويضيف: إنه من المؤمنين بالدور الثقافي للندوات واللقاءات الثقافية المتخصصة، وتلك من ملامح المجتمع النشط، الذي يختلف كي يتفق وليس العكس، فوجهات النظر التي تُطرح في الندوات واللقاءات الثقافية، إنما تدل على نضج المجتمع؛ بعيداً عن كيل المديح والإشادات غير الواقعية وغير الدقيقة، التي نلحظها في بعض اللقاءات الثقافية، التي يقوم عليها أشخاص لا علاقة لهم بالثقافة. ويتابع: إن موسم الندوات الذي اضطلعت به وزارة الثقافة، اتجاه إيجابي في مسيرة تعزيز الدور الثقافي في المجتمع، وأيضاً تأكيد لدور المثقف تجاه مجتمعه، لأنه لا توجد مظلة ثقافية ناضجة تقوم بهذا الدور، كما أنني اختلف مع أصحاب الاحتفاءات والاحتفالات المتكررة، والتي لا تصحح مسيرة الثقافة بقدر ما تشوّه ما تحقق من شذراتها. ويشير د. أحمد عبدالملك إلى أن المشهد الثقافي لا يكتمل في أي مجتمع دون وجود لقاءات مباشرة تجمع أهل الثقافة، مع شرائح من المجتمع، خصوصاً الطلبة والطالبات، الذين لابد وأن يلتقوا بأهل الثقافة مباشرة، كي يتلمسوا الطريق نحو المواطنة الصالحة، عبر استيعاب قيم الحق والخير والجمال، وتعزيز هذه القيم فيمن حولهم. عبدالله الرئيسي: الموسم يعكس حضور المبدعين في المجتمع يثمن الشاعر عبدالله أحمد الرئيسي إقامة وزارة الثقافة لموسم الندوات، بكل ما يحفل به هذا الموسم من فعاليات متنوعة، تثري النقاش والحوار حول مختلف القضايا الثقافية والفكرية، من خلال نخبة من المثقفين والمبدعين في مختلف المجالات الثقافية، بالشكل الذي يعكس ما تزخر به قطر من ثروة ثقافية، تسهم فيها النخب الثقافية بدور فاعل، الأمر الذي يعزز بدوره المشهد الثقافي، ويخدم المجتمع، وهى من الأهداف المرجوة من وراء إقامة مثل هذا الموسم. ويقول: إن مثل هذا النقاش يعزز من تباين وجهات النظر، إذ تخرجنا هذه الفعاليات عن طبيعة الندوات التقليدية، إلى مرئيات ونقاشات مفتوحة، يتبادل فيها الجميع وجهات نظرهم، ما يعكس أهمية مثل هذه الندوات في إثراء المشهد، خاصة أن ما تطرحه هذه الندوات، موضوعات مهمة ومفيدة، تتجاوز النخبة، إلى أفراد المجتمع، ما يجعلها داعمة للنهوض بالمجتمع، وتحقيق رؤية قطر 2030. ويضيف الشاعر عبدالله الرئيسي إن تنوع الموضوعات التي يطرحها موسم الندوات، يعكس مدى الحرص على أن تمتد هذه الموضوعات إلى مختلف الشرائح والفئات داخل المجتمع، وهو ما يحقق الفائدة المرجوة منها، بأن تعود مخرجاتها على الجميع، دون أن تقتصر على فئة أو شريحة بعينها. ويعرب عن أمله في أن يشهد الوسط الثقافي مزيدًا من الفعاليات المشابهة التي تثري هذا المشهد، بكل ما هو مبدع وخلاق، وبالشكل الذي يعود بدوره على المجتمع، لتحقيق نهضته، وهو ما يعكس أهمية الثقافة ودورها في بناء المجتمع، والإسهام في تطوره، وأن المبدعين لهم بصماتهم تجاه هذا الدور، ليضاف دورهم إلى أدوار شرائح المجتمع الأخرى، في تحقيق نهضة قطر. الشيخة جواهر آل ثاني: الندوات تطرح مواضيع ثقافية مختلفة ومهمة حول أهمية موسم الندوات في تعزيز ثقافة وجهات النظر المختلفة، تقول الكاتبة الشيخة جواهر بنت محمد آل ثاني أهمية مثل الندوات من ناحيتين، أولاً، كتذكير بأنه يوجد في المجتمع أكثر من رأي واحد، وأكثر من وجهة نظر واحدة، خاصة وأننا في زمن تتسيد فيه آراء المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، فمن له الصوت الأعلى، له الرأي، ونادراً ما يتم الالتفات لغيره من الآراء. وثانياً، من ناحية عرض المواضيع الثقافية المختلفة والمهمة رغم قلة تداولها. وعن المأمول من هذا الموسم في إثراء المشهد الثقافي. تعرب الشيخة جواهر آل ثاني عن الأمل في أن يحقق موسم الندوات تنوعاً واختلافاً، عن أي فعاليات أو ندوات سابقة. وتقول: إن في الاختلاف الفائدة، وفي الحياد بقاء الأوضاع كما هي، والاختلاف يشمل تنوع المواضيع وتعدد المتحدثين والمحاورين، كل وفق تخصصه، حتى تكون الندوات مثيرة للاهتمام ومنيرة للعقول. الوسطية في الإسلام في ندوة اليوم تقام صباح اليوم ندوة بعنوانالوسطية في الإسلام بين المثالية والواقع، وذلك ضمن موسم الندوات، الذي تقيمه وزارة الثقافة بالشراكة مع كل من جامعة قطر، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. تقام الندوة عند الساعة الحادية عشرة، في مقر معهد الدوحة للدراسات العليا بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ويتحدث فيها كل من: د. عبدالقادر بخوش، ود. علاء هيلات، ود. سلطان الهاشمي، ود. محمد عياش. وتأتي الندوة الجديدة، لتعد الفعالية الرابعة ضمن موسم الندوات، وذلك من بين 8 فعاليات يشهدها الموسم، والذي انطلق يوم الخميس الماضي، ويتواصل حتى يوم 31 الجاري، ويشارك فيه أكثر من 30 باحثًا وأستاذًا جامعيًا، بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين والمختصين، وستساهم مداخلاتهم في إثراء النقاش والحوار بينهم وبين حضور فعاليات الموسم، من خلال طرح قضايا فكرية تتعلق بالتراث والحاضر، الأمر الذي يعزز بدوره هوية المجتمع. ويستهدف موسم الندوات التركيز على القضايا التي تلامس قضايا المجتمع الجوهرية، وتأمين نقاشات ومشاركات مثرية بين كل الأطراف، علاوة على بناء شراكات مع الجهات الفاعلة في المجتمع ودعم الأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية وإقامة فعاليات لطرح الآراء والأفكار التي تسهم في خدمة المجتمع وإثراء المشهد الثقافي، والسعي إلى مدّ جسور التواصل مع قادة المستقبل ونخب المجتمع من المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعات. كما يستهدف نشر ثقافة التنوع ومنح نخب المجتمع من المفكرين والمثقفين والخريجين فرص تعزيز البيئة الفكرية، إذ تسعى وزارة الثقافة من خلال هذا الموسم إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع، وإبراز محاورين ومتحدثين في عدد من المجالات، ودعم الأنشطة الثقافية والفكرية، فضلا عن بناء جسور من التواصل بين أجيال المثقفين، وزيادة التقارب مع الجمهور والمؤسسات لمناقشة القضايا التي تشغلهم وفتح آفاق جديدة للإبداع ليصل المبدع إلى العالمية من خلال نقاشات حيوية تكمل فكرته في المجالات الثقافية المختلفة.

2219

| 23 مارس 2022

محليات alsharq
موسم الندوات.. خارطة طريق لتعزيز الهوية ومكافحة التعصب الفكري وتقبل الرأي الآخر

يواصل موسم الندوات الذي أطلقته وزارة الثقافة للمرة الأولى في قطر، الخميس الماضي، إضاءة طريق مكافحة التعصب الفكري وترسيخ مبدأ تقبل الاختلاف في وجهات النظر وتعزيز دور المثقفين في خدمة المجتمع وبناء جسور من التواصل بين الأجيال. ويشهد موسم الندوات 8 فعاليات خلال الفترة من 17 إلى 31 مارس الجاري، بمشاركة أكثر من 30 باحثاً وأستاذاً جامعياً، بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين والمختصين، أقيمت منها حتى الآن 3 ندوات حرص سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة على حضورها إيماناً بأهميتها في ترسيخ ثقافة تقبل الاختلاف في وجهات النظر لإثراء الحياة الثقافية. تعدد الهويات في الخليج ولتعزيز هوية المجتمع من جانب وتقبل الآخر ونبذ التعصب الفكري من جانب آخر وفتح مسارات جديدة لتلاقي الأفكار مع اختلافها جاءت عناوين ومضامين موسم الندوات التي بدأت بفعالية الهويات إنسانية أم محلية؟ الثقافة وتعدد الهويات في الخليج في معهد الدوحة للدراسات العليا، حاضر فيها كل من الكاتب عبدالعزيز الخاطر، والدكتور حيدر سعيد رئيس قسم الأبحاث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والدكتورة أمل غزال عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، وأدارها الإعلامي حسن الساعي، وسط حضور كبير. ورأى الكاتب عبدالعزيز الخاطر أن الهوية الإنسانية موجودة بـالقوة، وتتنزل كـفعل حسب ظروف هذا الواقع ومستجداته، معتبراً أنه لا يمكن طرح الهوية دون تناول موضوع الحرية، إذ لا يمكن الفصل بينهما، وأنه طالما يولد الإنسان أولا ثم يكتسب حريته، فإن الأخيرة تأتي هنا قبل الهوية، ما يجعل الأصالة هنا للماهية (الحرية)، أما د. حيدر سعيد، فتناول منبع الهوية الخليجية وتشكلها، ومدى الوعي بها، معتبراً أن الهوية الخليجية نشأت في سياقات محددة، حيث يجري إبراز أحد جوانب هذه الهوية على حساب الجوانب الأخرى فتنشأ حركة تستند إلى هذه الهوية والمثال الكلاسيكي هو الهوية العربية في القرن التاسع عشر، على حد قوله، مؤكداً أن الهوية مُعطى تاريخي، وهي شيء مركب ولها منبع معين، وأنه ليست هناك هوية واحدة، سواء للأفراد أو الجماعات، ما يشير إلى أن الإنسان قد تكون له عدة هويات. اللهجات المحلية والفصحى ومن سؤال الهويات وهل هي إنسانية أم محلية جاءت الندوة الثانية التي استضافتها جامعة قطر، لتكمل ما بدأته الأولى في طريق وإن بدا استفهامياً إلا أنه يحمل في ذاته روح الإجابة عن سر وجودنا معاً باختلافنا وتنوع هوياتنا وألسنتنا، لنستكشف ما ننطق به وهل اللهجات المحلية مكملة للفصحى؟ بمشاركة الدكتور محمد خالد الرهاوي الأستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، والدكتور إلياس عطا الله أستاذ اللسانيات والمعجمية العربية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، والدكتور عز الدين البوشيخي المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي، والدكتور أحمد حاجي صفر أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم جامعة قطر. وتحت عنوان الفصحى واللهجات العامية تكاملٌ أم تصادمٌ، أوضح الدكتور محمد خالد الرهاوي أن الازدواجية اللغوية بين لغة أدبية ولهجات متعددة لها هي واقع لغوي عام في كل اللغات وعلى مدار الأزمنة، وأن هذه الازدواجية قد وجدت في أرقى عصور الفصاحة والبيان العربي، ومن ذلك أن القرآن الكريم وهو آية البيان المعجز قد نزل بلغة موحدة وبقراءات متعددة تتوافق ولهجات العرب. وأضاف أن اللهجات المحلية العربية امتلكت من القوة والخصائص ما مكنها من البقاء والاستمرار حية على ألسن الناس منذ العصر الجاهلي حتى يومنا هذا، وعاشت إلى جانب الفصحى خلال هذه القرون الممتدة، ولم تشكل خطراً عليها ولا تهديداً لها. آراء مقدمي الندوة الثقافية الثانية المقامة ضمن #موسم_الندوات بعنوان هل اللهجات المحلية مكملة للفصحى؟. #وزارة_الثقافة pic.twitter.com/J3YShcQhHY — وزارة الثقافة (@MOCQatar) March 21, 2022 وأكد الدكتور عز الدين البوشيخي أن اللغة العربية ليست بمعزل عن اللهجات العامية والتي تكون في 3 مستويات الأول عندما تكون تلك اللغة أداة للتواصل فحسب والثاني عندما تصبح معبرة عن جماعة معينة ثقافياً وأدبياً، والمستوى الثالث حين تصبح تلك اللغة لغة علم تكتب بها العلوم، مشيراً إلى أن اللغة العربية واحدة من اللغات الـ23 في العالم التي أصبحت لغة يكتب بها العلم. من جانبه رأى أحمد حاجي صفر أن موضوع الفصحى وضرورة الحفاظ عليها، يمتد فيه الحديث عبر خطابين أحدهما عاطفي والآخر عقلي، موضحاً أن الأول مفاده أن اللغة أساس كل قيمنا وهي مبلغ الهوية وبفقدانها أو تأثرها تنهار الأمة، وتلك الوجهة صحيحة لكنها تحتاج للعمل على إنهاء المشكلة عبر منهج وآلية دون الانخراط في التعبير عن الأمر بصورة وجدانية دون تحرك فعلي للحفاظ على اللغة العربية، مشيراً إلى أن الخطاب الآخر العقلي وينظر إلى تلك القضية من وجهة نظر علمية يمكن معها طرح عدة حلول تتوافق مع الأمر الواقع. مقتطفات لأبرز ما جاء في ندوة: هل اللهجات المحلية مكملة للفصحى؟ التي أقيمت ضمن الجلسات الثقافية بـ #موسم_الندوات.#وزارة_الثقافة pic.twitter.com/5qlMVfK3FW — وزارة الثقافة (@MOCQatar) March 21, 2022 وأوضح صفر أن الخطاب العاطفي تحركه 3 أسباب: ديني لارتباط اللغة العربية بالدين، والثاني وطني قومي، والثالث اجتماعي، مؤكداً أن هذه المنطلقات مشروعة ويجب أن يتم الانطلاق منها نحو حلول عملية كما أنه يجب أن يتم الحديث عن الأمر بعقلانية. هل تراجعت اللغة العربية في مجتمعاتنا؟ ولأن اللغة والهوية متداخلتان حد الانسجام جاءت الندوة الثالثة التي أقيمت في مدرج كلية القانون بجامعة قطر، لتبحث عن من نكون في ظل عصر تملأه المتغيرات وهل تراجعت اللغة العربية في مجتمعاتنا؟ لتأتي الإجابات متنوعة وثرية لتذكرنا بمن نكون وكيف ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، على ألسنة الدكتور علي أحمد الكبيسي أستاذ اللغة العربية بجامعة قطر وعضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي، والشاعر عبدالرحمن الدليمي، والإعلامية آمال عراب، في فعالية أدارها الإعلامي محمد صالح. واعتبر الدكتور علي أحمد الكبيسي أن الحكم بتراجع مكانة اللغة العربية في مجتمعاتنا يتطلب دراسة علمية وأبحاثاً جادة تشخص الواقع الفعلي بمنهج علمي رصين، موضحاً أن هناك 3 آراء أحدها يرى أن مكانة اللغة العربية تراجعت ولكنه أمر عارض وسيزول بزوال أسبابه، والثاني يرى أن مكانتها تراجعت ويحذر من تداعيات ذلك على الفرد والمجتمع والأمة، فيما يرى الفريق الثالث أن مكانة العربية محفوظة بنص القرآن وحكم الدستور. مقتطفات من ندوة: هل تراجعت مكانة اللغة العربية في مجتمعاتنا؟ ضمن فعالية #موسم_الندوات #وزارة_الثقافة @qataruniversity @dohainstitute pic.twitter.com/NASD3XhZXk — وزارة الثقافة (@MOCQatar) March 22, 2022 وذهب الشاعر عبدالرحمن الدليمي، إلى أن تراجع وتقدم مكانة أي لغة رهين لتفاعل مجتمعها الداخلي في خلق المعرفة وإدامتها فلا بد للمجتمع بتنوع أطيافه كلها من تفاعل حيوي مستمر ومواكب للواقع المادي والمعرفي والأخلاقي، مؤكدا على أن اللغة العربية، لديها قدرة كبيرة على توفير الأرضية الرحبة لتناول المعارف بشـتى أنواعها وتراكيبها اللازمة في المكان والزمان المناسب لفظاً ومعنى. وقالت الإعلامية الجزائرية آمال عراب: لا توجد أرقام رسمية توضح تراجع مكانة اللغة العربية وإن الحديث حول هذا الأمر يعبر عن تجارب ورؤى فردية أو مما نعيشه في المجتمع داخل بعض الأسر والمدارس أو ما نسمع في خطابات بعض المسؤولين الرسميين. وفي فعاليته الرابعة التي تُقام غداً الساعة 11 صباحاً في القاعة الرئيسية بمعهد الدوحة للدراسات العليا يناقش موسم الندوات إشكالية الوسطية في الإسلام بين المثالية والواقع، وهي فعالية لها أهميتها بعد سنوات متواصلة من الهجوم الغربي على الإسلام نتج عنه ما يُسمونه الإسلاموفوبيا ذلك المصطلح الذي وُلد مشوهاً كحامله في القرن العشرين في محاولة، عززها تالياً قلة محسوبة على هذا الدين بفهم مغلوط وممارسات مرفوضة، لاختلاق خوف جماعي مرضي من الإسلام والمسلمين، وذريعة لممارسة العنصرية والعنف الفكري والجسدي ضد دين التسامح والوسطية والاعتدال. مشاركات وآراء الحضور في ندوة: هل تراجعت مكانة اللغة العربية في مجتمعاتنا؟ ضمن فعالية #موسم_الندوات.#وزارة_الثقافة @qataruniversity @dohainstitute pic.twitter.com/dRSIIyTQqh — وزارة الثقافة (@MOCQatar) March 22, 2022 وانطلاقاً من قضية الانتماء والتفاعل الإيجابي مع الآخر خارج حدود أمتنا العربية ينظم موسم الندوات في الساعة 12 ظهر الخميس المقبل 24 مارس فعالية نحن والغرب.. المركزية العربية ومفهوم العالمية.. عقدة الغربي بين الحقيقة والوهم، تليها فعالية يوم الإثنين الموافق 28 مارس الساعة 12 ظهراً عن أحد المكونات الرئيسية في ثقافتنا وهويتنا تحت عنوان الشعر والأغاني.. مدى الاختلاف ولماذا تراجعت المستويات، وعن النخب الثقافية القطرية.. الدور المأمول في إثراء المشهد الثقافي تأتي الندوة السابعة الثلاثاء 29 مارس في الساعة السادسة مساءً بجامعة قطر - ابن خلدون، ليكون ختام موسم الندوات في السادسة مساء الخميس 31 مارس بـملتقى قطر للتواصل الاجتماعي/ جلسة التواصل الاجتماعي في مجمع البحوث بجامعة قطر.

1556

| 22 مارس 2022

آخرى alsharq
 ندوة حول مكانة اللغة العربية ضمن موسم الندوات لوزارة الثقافة

عقدت اليوم، ندوة حول اللغة العربية ضمن فعاليات موسم الندوات الذي تنظمه وزارة الثقافة، بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات والذي يمتد في الفترة من 17 وحتى 31 مارس الجاري. حضر الندوة التي أقيمت بجامعة قطر تحت عنوان هل تراجعت اللغة العربية في مجتمعاتناسعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة وسعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر مساعد وزير الخارجية، وعدد من أساتذة وطلاب جامعة قطر وضيوف الندوة. وشارك في الندوة كل من الدكتور علي أحمد الكبيسي أستاذ اللغة العربية بجامعة قطر وعضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي، والشاعر عبدالرحمن الدليمي، والإعلامية آمال عراب، وأدارها الإعلامي محمد صالح. وفي مستهل الندوة قال الدكتور علي أحمد الكبيسي إن الحكم بتراجع مكانة اللغة العربية في مجتمعاتنا يتطلب دراسة علمية وأبحاثا جادة تشخص الواقع الفعلي بمنهج علمي رصين وتؤدي إلى نتائج معززة بوقائع حقيقية صادقة، مشيرا إلى أنه مع غياب هذا النوع من الدراسات ليس أمامنا سوى الاحتكام إلى مؤشرات وظواهر يمكن من خلالها الوصول إلى أحكام يغلب عليها الرأي الشخصي الذي يمثل وجهة نظر قائله. وأضاف أن هناك ثلاثة آراء بشكل عام حول تراجع مكانة اللغة العربية أحدها يرى أن مكانة اللغة العربية تراجعت ولكنه أمر عارض وسيزول بزوال أسبابه، والثاني يرى أن مكانتها تراجعت ويحذر من تداعيات ذلك التراجع على الفرد والمجتمع والأمة، فيما يرى الفريق الثالث أن مكانة العربية محفوظة بنص القرآن وحكم الدستور، لافتا إلى أن الرأيين الأول والثاني اعتمدا على الواقع الفعلي المتمثل في استعمال اللغة العربية في مواقف الحياة، في حين غض أصحاب الرأي الثالث الطرف عن هذا الواقع الاستعمالي متذرعين بحفظ العربية بالقرآن والدستور. وتناول الكبيسي بشيء من التفصيل أسباب تراجع مكانة اللغة العربية في عصرنا الحاضر نتيجة إقصائها من مقامات استعمالها المخصصة لها باستعمال اللهجة المحلية أو اللغة الأجنبية مكانها، وذلك بسبب المحيط الأسري الذي لا يعزز استخدام الأطفال للعربية الفصحى لتكون اللهجات واللغات الأجنبية بديلا عنها، والمشكلات المتعلقة بالتعليم وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الكتابة والتعبير بشكل خاطئ، وعدم الوعي بأهمية العربية ما أدى إلى تفضيل اللغات الأجنبية، وضعف الإقبال على القراءة باللغة العربية، واعتماد كثير من وسائل الإعلام اللهجات المحلية، وشيوع استعمال اللغات الأجنبية في كثير من القطاعات، فضلا عن عدم مواكبة التقدم التكنولوجي حيث ظلت اللغة العربية زمنا بعيدة عن الاستعمال في هذا المجال حتى ظهرت مبادرات عربية أسهمت في تطوير أنشطة في مجال تقنيات اللغة العربية ومنها معهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة. وحذر الدكتور الكبيسي من وجود تداعيات خطيرة لهذا التراجع،أهمها ما يتعلق بأجيال المستقبل من الشباب والبعد عن قيم المجتمع الثابتة والاضطراب في الهوية. وطرح الكبيسي مجموعة من الإجراءات التي تعزز مكانة العربية، أهمها الاهتمام بتعزيز دور الأسرة في إكساب الطفل العربي لغته الفصيحة، وتطوير مناهج اللغة العربية وطرق تعليمها وتعلمها في جميع مراحل التعلم بما يضمن التركيز على تعلم المهارات اللغوية المتنوعة وإجادتها، وتغيير النظرة السلبية إلى اللغة العربية وتكوين وعي لغوي يقدر مكانتها في حياة الفرد وبناء المجتمع والأمة وتخصيص برامج جادة باللغة العربية الفصيحة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تسهم في تثقيف الجماهير وتحبب اللغة العربية إليهم، والعمل على وضع سياسة لغوية واضحة تعزز تنفيذ قوانين حماية اللغة العربية. من جانبه، قال الشاعر عبدالرحمن الدليمي، في مداخلته إن السؤال عن اللغة ومكانتها في المجتمع يدفعنا لاعتقاد وجود عوائق صلبة أمام الوعي نأمل إزالتها من خلال إيجاد المكانة المناسبة للغة، لاسيما أن اللغة هي الجسر الموصل والمدخل الرئيس للوعي والمعرفة، مشيرا إلى أن البحث عن اللغة ومكانتها، لا يقتصر عـلى اللغة كموضوع فقط، وإنما هو مركب من مجموعة عوامل أساسية ثقافية اجتماعية، وسياسية اقتصادية، وعوامل أخرى ثانوية نفسية. وأضاف أن تراجع وتقدم مكانة أي لغة رهين لتفاعل مجتمعها الداخلي في خلق المعرفة وإدامتها فلا بد للمجتمع بتنوع أطيافه كلها من تفاعل حيوي مستمر ومواكب للواقع المادي والمعرفي والأخلاقي، مؤكدا على أن اللغة العربية، لديها قدرة كبيرة على توفير الأرضية الرحبة لتناول المعارف بشـتى أنواعها وتراكيبها اللازمة في المكان والزمان المناسب لفظا ومعنى، وأن شـواهد تقلدها المكانة العالية في التاريخ المعرفي العالمي عديدة، ومشددا على أن اللغة العربية كأداة، مناسبة جدا لتلبية الضروريات المجتمعية وأنه لا توجد أية صعوبة في تطويعها لصالح المجتمع وثقافته ومستوى فاعلية الوعي لديه. وقال الدليمي: نحن لا نؤسس لشيء جديد وإنما ننمي شيئا متجذرا لدينا، لأن اللغة العربية قد كتب لها الخلود، مطالبا بضرورة مناقشة اللغة من حيزها الذي تبرز من خلاله معالم قوتها وجمالها، كالفلسفة والبحث العلمي والآداب والفنون السمعية والبصرية، مع أهمية مراجعة الجوانب الاجتماعية التي تؤثر فيها اللغة معرفيا وأخلاقيا. بدورها، قالت الإعلامية الجزائرية آمال عراب: لا توجد أرقام رسمية توضح تراجع مكانة اللغة العربية وإن الحديث حول هذا الأمر يعبر عن تجارب ورؤى فردية أو مما نعيشه في المجتمع داخل بعض الأسر والمدارس أو ما نسمع في خطابات بعض المسؤولين الرسميين. كما أشارت إلى إشكالية تراجع مكانة اللغة العربية في بلدان المغرب العربي وتحديدا في بلدها الجزائر، بفعل الاستعمار الفرنسي الذي تجاوز بقاؤه في بلدنا القرن من الزمن، واستهدف اللغة العربية بدءا من المساجد التي كانت تعلم اللغة العربية، وذلك بهدف عزل المواطن عن عروبته وهويته، مؤكدة إصرار الجزائريين على مواجهة أهداف الاستعمار، فخرجت مبادرات وجهود في سبعينيات القرن الماضي لتعزيز مكانة العربية. كما تحدثت عن الأخطاء الشائعة في اللغة العربية ورأت أن أصحابها يحتاجون إلى الكثير من الممارسة والاطلاع وأن يمتلكوا كل أدوات اللغة والاستمرار في تعلم كثير من الكلمات اللغوية، مشيرة إلى تجربتها الخاصة بعرض فيديوهات توعوية عن أهم الأخطاء اللغوية الشائعة في وسائل الإعلام. وشهدت الندوة في الختام حراكا فكريا حيث شارك عدد كبير من المثقفين والكتاب والإعلاميين في طرح آرائهم حول موضوع الندوة ومنها مداخلة الدكتور حسن النعمة رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، والذي حاول الإجابة عن تساؤل الندوة بالتأكيد على أن اللغة العربية لم تتراجع، وإنما استنزلت من عليائها، بعدما كان تأثيرها كبيرًا من التحفيز للهمم، مطالبا بانتفاض المجتمعات العربية لتوحيد الجهود لتقوية اللغة، حتى تصل إلى مرتجاها، ومثمنا في الوقت ذاته جهود وزارة الثقافة وحرصها على إثراء المجتمع بمختلف الآراء في موسم الندوات. وفي تعقيب لها أكدت الكاتبة مريم ياسين الحمادي، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة على الدور البارز الذي تقوم به مؤسسات الدولة المعنية ومنها وزارة الثقافة في حماية وتعزيز اللغة العربية وخاصة مع صدور قانون حماية اللغة العربية. ويهدف موسم الندوات إلى إثراء النقاش والحوار، حول العديد من القضايا الثقافية والفكرية والفنية عبر إقامة ثماني ندوات، بهدف نشر ثقافة التنوع ومنح نخب المجتمع من المفكرين والمثقفين والخريجين فرص تعزيز البيئة الفكرية، إذ تسعى وزارة الثقافة من خلال هذا الموسم إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع. وسوف تعقد بعد غد /الأربعاء/ ضمن الموسم، ندوة بعنوان /الوسطية في الإسلام بين المثالية والواقع/، بمعهد الدوحة للدراسات العليا، فيما تقام في اليوم التالي ندوة: نحن والغرب.. المركزية العربية ومفهوم العالمية.. عقدة الغربي بين الحقيقة والوهم.

3562

| 21 مارس 2022

ثقافة وفنون alsharq
ضمن موسم الندوات.. لغويون يؤكدون أن اللهجات المحلية لا تشكل خطورة على الفصحى بل مكملة لها

أكد عدد من الأكاديميين واللغويين وجود علاقة تكامل بين اللغة الفصحى واللهجات المحلية في الأقطار العربية وأن اللهجات لا تشكل خطورة على العربية المحفوظة بفضل ارتباطها بالقرآن الكريم. جاء ذلك خلال ندوة /هل اللهجات المحلية مكملة للفصحى؟/ التي أقيمت اليوم بجامعة قطر ضمن فعاليات /موسم الندوات/ الذي تنظمه وزارة الثقافة، بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات. وشارك في الندوة كل من الدكتور محمد خالد الرهاوي الأستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، والدكتور إلياس عطا الله أستاذ اللسانيات والمعجمية العربية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، والدكتور عز الدين البوشيخي المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي، والدكتور أحمد حاجي صفر أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم جامعة قطر. وتحت عنوان /الفصحى واللهجات العامية تكاملٌ أم تصادمٌ/، جاءت مداخلة الدكتور محمد خالد الرهاوي التي أشار فيها إلى أن الازدواجية اللغوية بين لغة أدبية ولهجات متعددة لها هي واقع لغوي عام في كل اللغات وعلى مدار الأزمنة، وأن هذه الازدواجية قد وجدت في أرقى عصور الفصاحة والبيان العربي، ومن ذلك أن القرآن الكريم وهو آية البيان المعجز قد نزل بلغة موحدة وبقراءات متعددة تتوافق ولهجات العرب. وأضاف أن اللهجات المحلية العربية امتلكت من القوة والخصائص ما مكنها من البقاء والاستمرار حية على ألسن الناس منذ العصر الجاهلي حتى يومنا هذا، وعاشت إلى جانب الفصحى خلال هذه القرون الممتدة، ولم تشكل خطرا عليها ولا تهديدا لها، بل ظلتا متعايشتين متناغمتين متكاملتين، موضحا أن العربية قبل الإسلام كانت لهجات متعددة لقبائل كثيرة. ورأى أن اللهجات منذ القديم إلى يومنا هذا تؤدي دورا وظيفيا مهما لا يمكن أن تؤديه الفصحى المثالية، كما لا يمكن للهجات أن تؤدي ما تؤديه الفصحى، ويتبين لنا التكامل بينهما، لافتا إلى أن العلاقة بين الفصحى واللهجات من حيث الأصل هي علاقة العام بالخاصّ، فاللهجة جزء من اللغة التي تضم لهجات كثيرة لكل واحدة منها خصائصها وميزاتها، مؤكدا أن لكل من الفصحى واللهجات مقاما تستعمل فيه ووظيفة تؤديها، ولا تؤدي إحداهما ما تؤديه الأخرى، وهما بهذا يتكاملان وظيفيا، مقدما العديد من الأدلة على ذلك، أهمها أن القرآن قد نزل بلغة مثالية موحدة، وبقراءات متعددة تشتمل على لهجات كثيرة من لهجات العرب، فكان نزوله على سبعة أحرف تحقيقا لمقصد مهم في التيسير على هذه الأمة، وهو توكيدٌ لأهمية تلك اللهجات إلى جانب الفصحى. كما أن اللهجات تلعب دور الوسيط بين الفصحى واللغات الأجنبية التي ينتج أهلها بها التقنيات والتكنولوجيا، بالإضافة إلى أن الفصحى تمثل الثقافة الرسمية والأدب الرفيع، وأن اللهجات تمثل الثقافة الشعبية والأدب الشعبي والشفاهي، وكل منهما له حسنه وجماله. وخلص الرهاوي إلى أن اللهجات المحلية لا تشكل خطورة على الفصحى ما دامت باقية في مجالها اليومي العادي وفي التواصل الشفوي اليومي بين أبناء المجتمعات المحلية، ولا تقتحم مقامات الفصحى، وأن للهجات الحالية أصولها في لهجات القبائل العربية القديمة، وإن كانت هناك بعض المستجدات بفعل العامل الزمني وما تعرضت له البلاد العربية. وفي مداخلته قال د. إلياس عطا الله إن اللهجات العامية هي لغة الأم، واللغة الفصحى هي لغة الأمة، مؤكدا أن العامية لا تشكل تهديدًا للفصحى، بل إن أهل اللغة هم من يشكلون تهديدا، وأن الفصحى ليست مأزومة بسبب العامية بل بسببنا نحن، لأننا من نحل واحدة محل الأخرى، ونحن نعلم أن لكل منهما وظيفته ومكانته، ومن هذا المنطلق لا أرى تهديدًا من العامية للفصحى، بل إن الأولى حامية وسادنة للأخيرة، فما لا نجده في الفصحى نجده حيا في العامية، معرجًا على أبرز الفوارق بين الفصحى والعاميات، وفي مقدمة هذه الفوارق الإعراب، إذ تخلو العامية من علامات الإعراب ولا تتقيد بالبنى الصرفية. وخلال مداخلته في ندوة /هل اللهجات المحلية مكملة للفصحى؟/ أكد الدكتور عز الدين البوشيخي أن اللغة العربية ليست بمعزل عن اللهجات العامية والتي تكون في ثلاثة مستويات الأول عندما تكون تلك اللغة أداة للتواصل فحسب والثاني عندما تصبح معبرة عن جماعة معينة ثقافيا وأدبيا، والمستوى الثالث حين تصبح تلك اللغة لغة علم تكتب بها العلوم، مشيرا إلى أن اللغة العربية واحدة من اللغات الـ23 في العالم التي أصبحت لغة يكتب بها العلم. وأضاف أن اللهجات المحلية بها نعرف العالم ونصوره ونصنفه ونرتبه ثم تتدرج معرفتنا لهذا العالم للتعبير عنه إلى مستوى الثقافة الأدبية والشعرية، منوها بأن انتقال الفصحى إلى مستوى التواصل اليومي يجعلها لغة وسيطة ثم تصبح لغة علم إذا استطاعت أن تعبر عن العلوم، وأن اللهجات المحلية هي الأسبق في الاستعمال. وذكر البوشيخي أن اللغات العالمية لا تثير إشكالات مثل علاقة اللهجات العامية مع الفصحى في هذه اللغات وأن هذا الإشكال يثار لدينا فقط لسببين الأول أن ثمة موقفا غير علمي يريد أن يجعل العربية الفصحى معزولة عن اللهجات العامية والآخر هو اتساع الهوة بين الفصحى والعامية يوما بعد يوم، مؤكدا على أن وحدة اللغة في وحدة لسانها ووحدة فكرها وهذا ما نرغب الاستثمار فيه. ومن جهته، أكد أحمد حاجي صفر على أن موضوع الفصحى وضرورة الحفاظ عليها، يمتد فيه الحديث عبر خطابين أحدهما عاطفي والآخر عقلي، موضحا أن الأول مفاده أن اللغة أساس كل قيمنا وهي مبلغ الهوية وبفقدانها أو تأثرها تنهار الأمة، وتلك الوجهة صحيحة لكنها تحتاج للعمل على إنهاء المشكلة عبر منهج وآلية دون الانخراط في التعبير عن الأمر بصورة وجدانية دون تحرك فعلي للحفاظ على اللغة العربية، مشيرا إلى أن الخطاب الآخر العقلي وينظر إلى تلك القضية من وجهة نظر علمية يمكن معها طرح عدة حلول تتوافق مع الأمر الواقع. وأوضح صفر أن الخطاب العاطفي تحركه ثلاثة أسباب: ديني لارتباط اللغة العربية بالدين، والثاني وطني قومي، والثالث اجتماعي، مؤكدا أن هذه المنطلقات مشروعة ويجب أن يتم الانطلاق منها نحو حلول عملية كما أنه يجب أن يتم الحديث عن الأمر بعقلانية، ذلك لأن توصيف الواقع الذي نحياه يتمثل في وجود تعايش بين الفصحى والعامية لكن مع ذلك يجب إدراك بعض الأمور وأهمها أن العامية سريعة النمو والتطور بمعنى انتقالها من طور إلى آخر، فهي تختلف وتشهد دخول مصطلحات وتراكيب جديدة من جيل لآخر وهو ما يجعلها غير جديرة بأن تكون لغة للأدب أو العلم، وهو الأمر الذي تستطيع أن تحققه الفصحى باعتبارها أكثر رصانة وكونها لا تتحرك بسرعة مفرطة مثل العامية. وأضاف أن تغليب العامية في التعليم والإعلام والفن ينال بلا شك من الفصحى، منوها بأنه يجب ألا تكون الفصحى لسان النخبة المثقفة فقط بل يجب أن يدرك قيمتها وأهميتها كل المتحدثين بها، مشيدا في هذا الشأن بالقانون الذي أقرته دولة قطر رقم (7) لسنة 2019 بشأن حماية اللغة العربية. وشهدت الندوة عددا من المداخلات أثرت النقاش حول موضوع الندوة، حيث دارت المداخلات حول آليات حماية اللغة العربية محذرين من استهداف اللغة العربية وأنه ينبغي الارتقاء بالعربية في التعليم ووسائل الإعلام وأنه إن كانت اللهجات جزءا من الفصحى فإنه لا ينبغي الإفراط في استخدام ألفاظ لا تمت للعربية بصلة، ما يؤدي إلى اتساع الهوة بيننا في مختلف الأقطار العربية. ويشهد موسم الندوات غدا /الإثنين/ ندوة بعنوان /هل تراجعت اللغة العربية في مجتمعاتنا؟/ وتقام في كلية القانون بجامعة قطر. ويهدف موسم الندوات إلى إثراء النقاش والحوار، حول العديد من القضايا الثقافية والفكرية والفنية عبر إقامة ثماني ندوات على مدى أسبوعين، بهدف نشر ثقافة التنوع ومنح نخب المجتمع من المفكرين والمثقفين والخريجين فرص تعزيز البيئة الفكرية، إذ تسعى وزارة الثقافة من خلال هذا الموسم إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع. وقد انطلق موسم الندوات يوم الخميس الماضي بندوة أقيمت تحت عنوان /الهويات إنسانية أم محلية؟ الثقافة وتعدد الهويات في الخليج.

1655

| 21 مارس 2022

محليات alsharq
موسم الندوات.. حراك جديد لوزارة الثقافة لتعزيز الهوية ومكافحة التعصب الفكري

أطلقت وزارة الثقافة أمس موسم الندوات الأول من نوعه في قطر، لطرح قضايا فكرية تتعلق بالتراث والحاضر وتعزيز هوية المجتمع وإثراء الحراك الثقافي المجتمعي والتأكيد على أهمية تنوع الآراء وتقبل الآخر دون تعصب. وجاءت باكورة الفعاليات بعنوان الهويات إنسانية أم محلية؟ الثقافة وتعدد الهويات في الخليج، وذلك في مقر معهد الدوحة للدراسات العليا بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. وأقيمت الندوة الأولى بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، الذي أكد أن من أهداف موسم الندوات ترسيخ ثقافة تقبل الاختلاف في وجهات النظر لإثراء الحياة الثقافية، وأن وزارة الثقافة تدون هذه الأفكار والمرئيات لأخذها بعين الاعتبار. كلمة وزير الثقافة عنونت الهدف الرئيسي لموسم الندوات عندما قال إننا قصدنا من وراء موسم الندوات إتاحة الفرصة للإثراء باختلاف وجهات النظر، لترسيخ ثقافة تقبل وجهات النظر الأخرى، مؤكداً أن مثل هذه النقاشات ستثري مجتمعنا باختلاف وجهات النظر، وباختلاف الآراء. وحاضر في أولى فعاليات موسم الندوات كل من الكاتب عبدالعزيز الخاطر، والدكتور حيدر سعيد رئيس قسم الأبحاث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والدكتورة أمل غزال عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، وأدارها الإعلامي حسن الساعي، وسط حضور كبير. الهويات إنسانية أم محلية؟ الثقافة وتعدد الهويات وهي أولى الندوات تضمنت العديد من الرؤى حول الموضوع الذي شهد مداخلات ثرية ومتنوعة من المحاضرين والحضور، فالكاتب عبدالعزيز الخاطر رأى أن الهوية الإنسانية موجودة بـالقوة، وتتنزل كـفعل حسب ظروف هذا الواقع ومستجداته. واعتبر أنه لا يمكن طرح الهوية دون تناول موضوع الحرية، إذ لا يمكن الفصل بينهما، وأنه طالما يولد الإنسان أولا ثم يكتسب حريته، فإن الأخيرة تأتي هنا قبل الهوية، ما يجعل الأصالة هنا للماهية (الحرية). ولفت إلى أن خصائص الشخصية المحلية التي وصفها بـالضيقة تكمن في 3 جوانب، هى التمسك بالهوية على حساب الحرية، وأنها تأسيس مستمر، وليست استئنافًا للتعايش، وفي المقابل فإن خصائص الهوية الإنسانية تكمن في الماهية، والإمكان، والاستئناف. وشدد في ختام مداخلته على أهمية الدور التوعوي للمؤسسات الثقافية والأفراد، وتجنب تصنيف البشر حسب أصولهم، وإتباع البنية الأفقية، حيث العلاقة المباشرة بين الناس، وهى العلاقة المبنية على التنوع المجتمعي، واعتبار أن كل فرد جزء من الآخر. أما د. حيدر سعيد، فتناول منبع الهوية الخليجية وتشكلها، ومدى الوعي بها، معتبراً أن الهوية الخليجية شأت في سياقات محددة، حيث يجري إبراز أحد جوانب هذه الهوية على حساب الجوانب الأخرى فتنشأ حركة تستند إلى هذه الهوية والمثال الكلاسيكي هو الهوية العربية في القرن التاسع عشر، على حد قوله. ولفت إلى أن الهوية العربية ظلت حاضرة بقوة وذلك نتاج ما تضمه من نخب، ما جعلها تعويضًا أو بديلًا عن الهويات الوطنية. مؤكدًا أن الهوية مُعطى تاريخي، وهي شيء مركب ولها منبع معين، وأنه ليست هناك هوية واحدة، سواء للأفراد أو الجماعات، ما يشير إلى أن الإنسان قد تكون له عدة هويات. وتناولت د. أمل غزال، البعد البحري في الهوية الخليجية كموضوع تاريخي متجذر ومصدر فخر واعتزاز في بعض المجتمعات الخليجية ومنها المجتمع القطري حيث أصبح الغوص على اللؤلؤ جزءًا من تجليات الهوية المحلية ويحظى بثقافة خاصة، مؤكدة أن هناك ترابطاً بين مستويات الهوية بين المحلي وطنياً والإقليمي خليجياً أو عربياً أو إسلامياً والإنساني عالمياً، لافتة إلى أن لكل من الثقافة والهوية محدداتهما، سواء الواقعية أو المتخيلة. وقالت إن الهوية الخليجية تتجلى بهويات محلية متعددة تنتمي لهذا التاريخ المشترك، وأنه لا فرق بين هوية خليجية وأخرى خليجية، إذ المقصود جمعيا، هو الهوية الثقافية بكل ما تحمله من أبعاد وتمثيلات وتجليات. وتابعت: إنه بين البحر والصحراء، تلتقي الهويات الخليجية فيما بينها وتتقاطع مع هويات ثقافية ودينية أخرى، وهى تقاطعات أنتجتها البحار والرياح الموسمية والهجرات والتجارة بشتى أنواعها، وتغيرات المناخ وغيرها من العوامل. لافتة إلى أحد روافد الهوية الخليجية، وهو الرافد الاقتصادي، الذي اعتبرته ناشئًا عن اقتصادات النفط والغاز وأتاح تثبيت دعائم الدولة الحديثة في الخليج من حيث القدرة على التحديث وإنشاء البنى التحتية اللازمة لتحديد وتثبيت هوية وطنية. تطور المجتمع: الكاتب عبدالعزيز الخاطر الذي كان أحد المحاضرين في الندوة الأولى قال في تصريحات تلفزيوينة إن طرح الآراء بشكل مباشر ومتنوع يفيد تطور المجتمع بشكل كبير وأول ندوة تكلمنا عن الهوية وهل هي إنسانية أم محلية؟ ودور الثقافة فيها ولاقينا تجاوب كبير من الناس وهناك تفاصيل كُشفت اليوم ما كان لنحصل عليها من الكتب نتيجة أن التفاعل الحي في المجتمع يخلق تنوع ورأياً آخر متمنياً أن تستمر هذه الظاهرة وأن تتكرر سنوياً. - الهوية ووسائل التواصل الاجتماعي: من جانبه جدد سعادة السيد خالد بن غانم المعاضيد عضو مجلس الشورى التأكيد في تصريح إعلامي على أهمية قضية الهوية في مجتمع صغير تأتي وسائل التواصل الاجتماعي التي نشهدها اليوم التي تقرب البعيد وتجعل كل شيئاً قريباً فيتأثر المجتمع تأثر كامل بها إذا لم يُناقش مثل هذه المواضيع مناقشة جادة وتنتشر بين فئات المجتمع المختلفة. - نظرة مختلفة: وأشاد سعادة السيد مصطفى كوكصو سفير تركيا لدى قطر بـموسم الثقافات، قائلاً إن هذه الندوات تعطي نظرة مختلفة من مختلف الأكاديمين ونتمنى أن تستمر إلى مدة طويلة حتى يستفيد منها الشعب القطري والمقيمين في الدولة. ويهدف موسم الندوات الذي تنظمه وزارة الثقافة بالشراكة مع جامعة قطر، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إلى إثراء النقاش والحوار حول القضايا الثقافية والفكرية والفنية. ومن المقرر إقامة 8 فعاليات خلال موسم الندوات، خلال الفترة من 17 إلى 31 مارس الجاري، ويشارك فيه أكثر من 30 باحثاً وأستاذاً جامعياً، بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين والمختصين. ويهدف موسم الندوات إلى نشر ثقافة التنوع ومنح نخب المجتمع من المفكرين والمثقفين والخريجين فرص تعزيز البيئة الفكرية، إذ تسعى وزارة الثقافة من خلال هذا الموسم إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع، وإبراز محاورين ومتحدثين في عدد من المجالات، ودعم الأنشطة الثقافية والفكرية، فضلاً عن بناء جسور من التواصل بين أجيال المثقفين، وزيادة التقارب مع الجمهور والمؤسسات لمناقشة القضايا التي تشغلهم وفتح آفاق جديدة للإبداع ليصل المبدع إلى العالمية من خلال نقاشات حيوية تكمل فكرته في المجالات الثقافية المختلفة، والتركيز على الفعاليات التي تلامس قضايا المجتمع الجوهرية، وتأمين نقاشات ومشاركات مثرية بين كل الأطراف.

2764

| 18 مارس 2022

ثقافة وفنون alsharq
عبدالرحمن بن حمد: موسم الندوات يساهم في تقبل وجهات النظر

تدوين أفكار ومرئيات الموسم لأخذها في عين الاعتبار عبدالعزيز الخاطر: لا يمكن طرح الهوية دون تناول موضوع الحرية د. حيدر سعيد: الهوية العربية ظلت حاضرة بقوة نتاج ما تضمه من نخب د. أمل غزال: البعد البحري في الهوية الخليجية مصدر فخر لدول التعاون انطلقت أمس أولى فعاليات موسم الندوات، الذي تنظمه وزارة الثقافة بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، وذلك بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، الذي أكد أننا قصدنا من وراء موسم الندوات إتاحة الفرصة للإثراء باختلاف وجهات النظر، وذلك لترسيخ ثقافة تقبل وجهات النظر الأخرى. وتابع: في اعتقادي أن مثل هذه النقاشات ستثري مجتمعنا باختلاف وجهات النظر، وباختلاف الآراء، وتأكدوا في نهاية المطاف أن وزارة الثقافة سوف تدون هذه الأفكار وتلك المرئيات لأخذها في عين الاعتبار. ووجه وزير الثقافة الشكر إلى الحضور على هذه الندوة الطيبة. ويعد موسم الندوات هو الأول من نوعه في الدوحة، مستهدفًا إثراء النقاش والحوار، حول العديد من القضايا الثقافية والفكرية والفنية، وحملت أولى ندوات هذا الموسم عنوان الهويات إنسانية أم محلية؟ الثقافة وتعدد الهويات، وأقيمت في معهد الدوحة للدراسات العليا، وحاضر فيها كل من الكاتب الأستاذ عبدالعزيز الخاطر، ود. حيدر سعيد، رئيس قسم الأبحاث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ود. أمل غزال، عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، وأدار الندوة الإعلامي حسن الساعي، وذلك وسط حضور عدد كبير من النخب الثقافية والأكاديمية والدارسين، الذين أثروا الندوة بمناقشات عديدة حول ما أثير حولها، وتحديدًا فيما يتعلق بالهوية. معايير الهوية وطرح الأستاذ عبدالعزيز الخاطر بعض الملاحظات والتساؤلات عن الهوية، وهل هى إنسانية أم محلية؟ واستبق إجابته. بالقول: إنه لا يملك إجابات عنها، بقدر ما نقله من أسئلة في هذا الصدد. لافتًا إلى أن الهوية الإنسانية موجودة بـالقوة، وتتنزل كـفعل حسب ظروف هذا الواقع ومستجداته. كما أشار إلى بعض المعايير التي يمكن من خلالها التفريق بين الهوية الإنسانية والأخرى المحلية، وإن كان لا يرى تقابلًا بين الهويتين حيث يمكن أن تكون الهوية محلية وإنسانية في آن، إلا إذا كان المقصود الهوية الضيقة، على حد تعبيره. وحدد هذه المعايير في عدة جوانب، منها أنه لا يمكن طرح الهوية دون تناول موضوع الحرية، إذ لا يمكن الفصل بينهما، وأنه طالما يولد الإنسان أولا ثم يكتسب حريته، فإن الأخيرة تأتي هنا قبل الهوية، ما يجعل الأصالة هنا للماهية (الحرية). ومن بين المعايير التي تحدث عنها الخاطر، أهمية الوعي بأن الهوية جزء من الإمكان، وليست كل الإمكان، لافتاً إلى معيار جديد، ويتعلق بالتأسيس في مقابل الاستئناف، والذي يعني جعل الهوية مرحلة وسطى باتجاه الماهية الإنسانية، وليست ثباتًا طاردًا للتطور في العلاقة مع الآخر. ولفت إلى أن خصائص الشخصية المحلية التي وصفها بـالضيقة تكمن في ثلاثة جوانب، هى التمسك بالهوية على حساب الحرية، وأنها تأسيس مستمر، وليست استئنافًا للتعايش، وفي المقابل فإن خصائص الهوية الإنسانية تكمن في الماهية، والإمكان، والاستئناف. وشدد في ختام مداخلته على أهمية الدور التوعوي للمؤسسات الثقافية والأفراد، وتجنب تصنيف البشر حسب أصولهم، وإتباع البنية الأفقية، حيث العلاقة المباشرة بين الناس، وهى العلاقة المبنية على التنوع المجتمعي، واعتبار أن كل فرد جزء من الآخر. منبع الهوية الخليجية أما د. حيدر سعيد، فتناول منبع الهوية الخليجية وتشكلها وسياقاتها، ومدى الوعي بها، بالإضافة إلى حديثه عن نشأة سرديات الهوية. ولم تغفل مداخلته الحديث عن تشكل الهوية الخليجية، ورأى أنها نشأت في سياقات محددة، حيث يجري إبراز أحد جوانب هذه الهوية على حساب الجوانب الأخرى فتنشأ حركة تستند إلى هذه الهوية والمثال الكلاسيكي هو الهوية العربية في القرن التاسع عشر، على حد قوله. ولفت إلى أن الهوية العربية ظلت حاضرة بقوة وذلك نتاج ما تضمه من نخب، ما جعلها تعويضًا أو بديلًا عن الهويات الوطنية. مؤكدًا أن الهوية مُعطى تاريخي، وهي شيء مركب ولها منبع معين، وأنه ليست هناك هوية واحدة، سواء للأفراد أو الجماعات، ما يشير إلى أن الإنسان قد تكون له عدة هويات. وقال: إن المجتمعات الخليجية كانت نقطة جاذبة للهجرات بسبب وضعها الديموغرافي، ما جعلها جاذبة للكوادر العاملة، استقطابها لكثير من النخب. هويات البحر والصحراء من جانبها، حملت مداخلة د. أمل غزال، عنوان الخليج وهوية في هويات: البحر والصحراء، الاقتصاد والدولة الحديثة، وتناولت البعد البحري في الهوية الخليجية كموضوع تاريخي متجذر ومصدر فخر واعتزاز في بعض المجتمعات الخليجية ومنها المجتمع القطري حيث أصبح الغوص على اللؤلؤ جزءًا من تجليات الهوية المحلية ويحظى بثقافة خاصة. وقالت إن هناك ترابطا بين مستويات الهوية بين المحلي وطنيًا والإقليمي خليجيًا أو عربيًا أو إسلاميًا والإنساني عالميًا، لافتة إلى أن لكل من الثقافة والهوية محدداتهما، سواء الواقعية أو المتخيلة. وقالت إن الهوية الخليجية تتجلى بهويات محلية متعددة تنتمي لهذا التاريخ المشترك، وأنه لا فرق بين هوية خليجية وأخرى خليجية، إذ المقصود جمعيا، هو الهوية الثقافية بكل ما تحمله من أبعاد وتمثيلات وتجليات. وتابعت: إنه بين البحر والصحراء، تلتقي الهويات الخليجية فيما بينها وتتقاطع مع هويات ثقافية ودينية أخرى، وهى تقاطعات أنتجتها البحار والرياح الموسمية والهجرات والتجارة بشتى أنواعها، وتغيرات المناخ وغيرها من العوامل. لافتة إلى أحد روافد الهوية الخليجية، وهو الرافد الاقتصادي، الذي اعتبرته ناشئًا عن اقتصادات النفط والغاز وأتاح تثبيت دعائم الدولة الحديثة في الخليج من حيث القدرة على التحديث وإنشاء البنى التحتية اللازمة لتحديد وتثبيت هوية وطنية. مداخلات المتحدثين تثير تفاعل الحضور أثارت المحاور التي طرحتها الندوة حول كيفية تشكيل الهويات والثقافات، ودور الجغرافيا والتاريخ في تشكيل الهوية الخليجية المشتركة، عددا من الحضور، الذين تفاعلوا مع هذه المداخلات، مؤكدين أن الهوية هى صمام أمان للمجتمع. وأكد سعادة السيد خالد بن غانم العلي، أن استهلال الندوة كان ينبغي له أن يتوقف عن تعريف الهوية، معرجًا الحديث عن الهوية القطرية. وقال: إنها لم تكن هوية حديثة، شأنها في ذلك الهوية الخليجية، والتي تعززت وفق العديد من العناصر. وهو ما علقت عليه د. أمل غزال بالتأكيد على أن الهوية عبارة عن هويات مكتسبة، غير أنه قد تكون هناك هويات بالمصادفة، وأنه في كل الأحوال، فإن الهوية تحددها مجموعة من العوامل. وبدورها، قالت الكاتبة مريم ياسين الحمادي، مدير إدارة الثقافة والفنون والمدير العام للملتقى القطري للمؤلفين: إن المشاركة الكبيرة التي شهدتها الندوة تعكس مدى تأثير الهوية في المجتمع. لافتة إلى أهمية ارتباط تعريف الهوية بالضميرهو. وتوقفت عند مداخلة الكاتب عبدالعزيز الخاطر، واصفة إياها بالطرح المهم، والذي تناول عمق الهوية. ومن جانبها، رأت الباحثة حنان علي الشرشني أن هناك قلة في الدراسات المتعلقة بالهوية الخليجية، وبالأخص القطرية. وتساءلت عن سبب عدم تناول الهوية القطرية في العديد من الدراسات والأبحاث الأكاديمية، وهو التحدي الذي واجهها، أثناء إعدادها لأطروحة الدكتوراه. غير أن الكاتب عبدالعزيز الخاطر رد أن هناك العديد من الكتب التي تناولت الهوية، ومنها ما أنجزته الكاتبة بثينة الجناحي، بالإضافة إلى مقالاته المنشورة. وفي هذا السياق، قال د. حيدر سعيد: إن الحديث عن تعريف الهوية لا يعني بالضرورة المطابقة بين الهوية الإنسانية، والأخرى المحلية. لافتًا إلى أن هناك إطارا واسعا لدراسة الهوية، وإطارها السياسي. مثمنًا هذه الندوة التي وصفها بأنها توفر فضاءً من النقاش الحر، وأن وجود هذا الفضاء أمر شديد الأهمية. وشددت الأستاذة إيمان السليطي بمعهد الدوحة للدراسات العليا، على أهمية قبول الهوية الأخرى، وأن رفضها أو التقليل منها، سيفضي إلى العنصرية. وأثار الحديث عن تعدد الهوية بعض الحضور، الذين حذروا من خطورة هدمها، وهو ما رد عليه الكاتب عبدالعزيز الخاطر بأنه لم يدع أبدًا إلى هدم الهويات، بقدر دعوته إلى أن تكون هناك هوية وسطى، وأنه يجب استئناف الهويات، وليس هدمها، مع ضرورة طرح الإمكان. وبدوره، تساءل الكاتب جاسم سلمان، عن الفرق بين الحضارة والثقافة، وهل تنعكس الحضارة على الآخر في دول الخليج. لافتًا إلى أن اللغة عنصر أساسي في تشكل الهوية. وهو ما رد عليه الكاتب عبدالعزيز الخاطر بأن اللغة عامل مهم، وإن كانت ليست هدفًا في حد ذاته حتى لا تصبح هناك إشكالية، ولذلك فإنه يمكن اعتبارها أداة لتشكل الهوية. وبدورها، قالت الأستاذة هنادي موسى زينل إن هناك وعيا كبيرا لدى الشباب القطري في الارتباط بهويته. لافتة إلى أن هذه الشريحة أصبح لديها إقبال على القراءة، أكثر من أي وقت مضى، بالإضافة إلى الإقدام على إنجاز الأبحاث والدراسات التاريخية.

1449

| 18 مارس 2022

محليات alsharq
ندوة حول الهويات في مستهل موسم الندوات لوزارة الثقافة

انطلقت، اليوم، أولى فعاليات موسم الندوات، الذي تنظمه وزارة الثقافة بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات. ويعد موسم الندوات الأول من نوعه في الدوحة، مستهدفا إثراء النقاش والحوار حول العديد من القضايا الثقافية والفكرية والفنية، بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، الذي أكد أن من أهداف موسم الندوات ترسيخ ثقافة تقبل الاختلاف في وجهات النظر لإثراء الحياة الثقافية، لافتا إلى أن وزارة الثقافة تدون هذه الأفكار والمرئيات لأخذها بعين الاعتبار. وحملت الندوة عنوان الهويات إنسانية أم محلية؟ الثقافة وتعدد الهويات، وأقيمت في معهد الدوحة للدراسات العليا، وحاضر فيها كل من الكاتب عبدالعزيز الخاطر، والدكتور حيدر سعيد رئيس قسم الأبحاث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والدكتورة أمل غزال عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، وأدارها الإعلامي حسن الساعي، وسط حضور عدد كبير من النخب الثقافية والأكاديمية والدارسين، الذين أثروا الندوة بمناقشات عديدة حول ما أثير حولها، وتحديدا فيما يتعلق بالهوية. وتحدث في بداية الندوة الدكتور حيدر سعيد عن الجانب التاريخي في تشكل الهويات بشكل عام والخليجية بشكل خاص، معتبرا أنها جاءت في سياقات محددة، في الأغلب سياسية، وتحدث عن الجانب التاريخي للهوية الخليجية، مشيرا إلى كثرة المؤلفات عن الخليج في بلدان المشرق العربي (مصر، سوريا، العراق) ،والتي جاءت تزامن تشكل الهوية الخليجية، والانتماء إلى الخليج الذي كان حاضرا في الوثائق السياسية المبكرة التي واكبت استقلال دول الخليج. وقال إن الهوية معطى تاريخي، ولا يوجد هوية واحدة لا للجماعات ولا للفرد ، حيث إن الإنسان له عدة هويات مثل أنا عربي ومسلم وأنتمي للجزيرة العربية.. لافتا إلى أنه لا يمكن الوصول إلى تفتيت المسألة الهوياتية في العالم والإيمان بهوية أحادية، ومشددا على أنه دائما ما تصحو الهويات لمواجهة لحظات الهيمنة كما حدث مع الاستعمار. وذكر سعيد أن المجتمعات الخليجية جاذبة للهجرات بسبب وضعها الديمغرافي وحاجتها إلى أيدي عاملة يبرزون هوياتهم، إلا أنها تعمل على إبراز هوياتها وإظهار خصوصياتها الرمزية كالملبس والثقافة والتجمعات السكنية، موضحا أن حماية هذه الخصوصية والكيان السياسي كان سببا في نشأة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. كما أشار الدكتور حيدر سعيد إلى ظهور أدبيات تتحدث عن الخصوصية الخليجية، وأن الهوية الخليجية تجاوزت دور الحماية الأمنية، موضحا أن الهوية العربية كانت حاضرة بقوة وهذا نتاج نخبها، لتكون تعويضا أو بديلا عن الهويات الوطنية. بدوره، قال الكاتب عبد العزيز الخاطر، في مداخلته، هناك بعض المعايير يمكن من خلالها التفريق بين الهوية الإنسانية والمحلية، مؤكدا أن الهوية يمكن ان تكون إنسانية ومحلية في الوقت ذاته. واعتبر أنه لا يمكن تصور الهوية بدون تصور لمفهوم الحرية، فالإنسان يولد أولا ثم يكتسب هويته فالحرية أسبق من الهوية، لافتا إلى أن المعيار الثاني هو ارتباط الهوية بالضرورة وليس الإمكان، ومعتبرا أن الهوية جزء من الإمكان بمعنى أن الانسان ولد مسلما أليس كان بالإمكان أن يولد غير مسلم؟ وبالتالي هذا الفهم يجعل الانسان قابلا للغير بدلا من اعتبار الامر ضرورة ونكون بصدد هوية مغلقة، ومن هنا رأى أن تصور الإمكان يفتح الهوية ويجعلها قابلة للتعايش مع الاخر. ورأى الخاطر أن المعيار الثالث يتمثل في التأسيس في مقابل الاستئناف أو الثبات في مقابل التغير، مطالبا بجعل الهوية مرحلة وسطى باتجاه الماهية الإنسانية وليس ثباتا طاردا للتطور في العلاقة مع الآخر، وأن على المؤسسات الثقافية أن تعزز ثقافة الوعي بهذا الجانب، داعيا إلى عدم تصنيف الناس حسب أصولهم واتباع البنية الافقية، حيث العلاقة المباشرة بين البشر المبنية على التنوع المجتمعي. ومن جانبها، تحدثت الدكتورة أمل غزال، في مداخلتها تحت عنوان الخليج وهوية في هويات: البحر والصحراء الاقتصاد والدولة الحديثة، عن ترابط مستويات الهوية بين المحلي وطنيا والإقليمي خليجيا أو عربيا أو إسلاميا والإنساني عالميا، مشيرة إلى أن لكل من الثقافة والهوية محدداتهما، سواء الواقعية أو المتخيلة. وأضافت أن الهوية الخليجية تتجلى بهويات محلية متعددة تنتمي لهذا التاريخ المشترك وفي هذا السياق لا فرق بين هوية خليجية وهويات خليجية، إذ المقصود جمعا هوية ثقافية بأبعاد وتمثيلات وتجليات فيها من الشبه أكثر من الاختلاف، مؤكدة أن معالم هذا التاريخ ومساراته حددته عوامل عدة أهمها عاملا البحر والصحراء وما بينهما، فالصحراء مثل البحر، رابط لا فاصل، وكما للبحر ثقافته واقتصاده وسفنه كذلك للصحراء قوافلها وطرقها ومجتمعاتها، هي تجمع أكثر مما تفرق وتكون روابط اجتماعية وثقافية وشبكات فكرية واقتصادية تعبر الحدود وتجمع فيما بينها. وتناولت الدكتورة أمل غزال البعد البحري في الهوية الخليجية كموضوع تاريخي متجذر ومصدر فخر واعتزاز في بعض المجتمعات الخليجية ومنها المجتمع القطري، حيث أصبح الغوص على اللؤلؤ جزءا من تجليات الهوية المحلية وله ثقافة خاصة به إن كان على مستوى الفرد أو الدولة. كما تحدثت عن علاقة الخليج العربي بشبكات بحرية انتقلت من ضفاف الجزيرة العربية إلى ضفاف قارات أخرى، فمن الخليج العربي الى المحيط الهندي وهو في الواقع محيط عربي، هندي ، افريقي- مما أدى إلى هوية خليجية تمتاز عن غيرها بتفرعات أنتجتها انتماءات متشعبة ومتشبعة بثقافات خاصة بجغرافية المحيط الهندي وتاريخ التجارة والهجرة عبره، كما أنتج روافد عديدة لهوية خاصة بالمجتمعات الخليجية مقارنة بغيرها من المجتمعات العربية. واعتبرت أنه بين البحر والصحراء تلتقي الهويات الخليجية فيما بينها وتتقاطع مع هويات ثقافية ودينية أخرى، تقاطعات أنتجتها البحار والرياح الموسمية والهجرات والتجارة بشتى أنواعها، وتغيرات المناخ وغيرها من العوامل، مشيرة إلى أنه في الوقت الحاضر هناك رافد آخر للهوية الخليجية وهو اقتصادي ناشئ عن اقتصاديات النفط والغاز، والذي أتاح تثبيت دعائم الدولة الحديثة في الخليج من حيث القدرة على التحديث وإنشاء البنى التحتية اللازمة لتحديد وتثبيت هوية وطنية ضمن حدود جغرافية معينة تحكمها سلطة وطنية ترعى برنامج التحديث وأطر الهوية المحلية وتتبناها سياسيا وأمنيا واقتصاديا وثقافيا، ومؤكدة وجود علاقة عضوية بين الهوية والثقافة، وأن نظم الاقتصاد تحدد معالم عديدة من الثقافة بمحاورها المختلفة. وأوضحت عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، أن للهويات الخليجية سياقات ثقافية ودينية واجتماعية عامة وكذلك سياقات خاصة بها، منها ما يجمعها ضمن إطار هوياتي واحد ومنها ما يميزها عن بعضها البعض، إذ ما يجمعها أكثر مما يفرقها خاصة في ما يتصل بالعنصر الثقافي والديني واللغوي، كما تتميز هذه الهويات بالجمع بين المحلي والعربي والعالمي، وتتقاطع دوما وتفترق آنيا، وتكتسب خصوصياتها الثقافية من المحلي ومما هو أبعد من ذلك. ويتضمن موسم الندوات، الذي تقيمه وزارة الثقافة لأول مرة، ثماني ندوات على مدى أسبوعين، بهدف نشر ثقافة التنوع ومنح نخب المجتمع من المفكرين والمثقفين والخريجين فرص تعزيز البيئة الفكرية، إذ تسعى وزارة الثقافة من خلال هذا الموسم إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع.

1481

| 17 مارس 2022

محليات alsharq
الخميس.. وزارة الثقافة تطلق أولى فعاليات موسم الندوات

تُطلق وزارة الثقافة صباح غد الخميس، أولى فعاليات موسم الندوات، وذلك في مقر معهد الدوحة للدراسات العليا بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. وستحمل فعالية غد عنوان الهويات إنسانية أم محلية؟ الثقافة وتعدد الهويات في الخليج، وسيكون ضيوفها كل من: السيد عبدالعزيز الخاطر، والدكتور حيدر سعيد والدكتورة أمل غزال. ومن المقرر إقامة ثماني فعاليات خلال موسم الندوات، الذي تقيمه وزارة الثقافة لأول مرة، ويأتي بالشراكة مع كل من جامعة قطر، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وذلك خلال الفترة من 17 إلى 31 مارس الجاري، ويشارك فيه أكثر من 30 باحثًا وأستاذًا جامعيًا، بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين والمختصين. وستساهم مداخلاتهم في إثراء النقاش والحوار بينهم وبين حضور فعاليات الموسم، من خلال طرح قضايا فكرية تتعلق بالتراث والحاضر، الأمر الذي يعزز بدوره هوية المجتمع. ويهدف موسم الندوات إلى نشر ثقافة التنوع ومنح نخب المجتمع من المفكرين والمثقفين والخريجين فرص تعزيز البيئة الفكرية، إذ تسعى وزارة الثقافة من خلال هذا الموسم إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع، وإبراز محاورين ومتحدثين في عدد من المجالات، ودعم الأنشطة الثقافية والفكرية، فضلا عن بناء جسور من التواصل بين أجيال المثقفين، وزيادة التقارب مع الجمهور والمؤسسات لمناقشة القضايا التي تشغلهم وفتح آفاق جديدة للإبداع ليصل المبدع إلى العالمية من خلال نقاشات حيوية تكمل فكرته في المجالات الثقافية المختلفة، والتركيز على الفعاليات التي تلامس قضايا المجتمع الجوهرية، وتأمين نقاشات ومشاركات مثرية بين كل الأطراف. كما يهدف الموسم إلى بناء شراكات مع الجهات الفاعلة في المجتمع ودعم الأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية وإقامة فعاليات لطرح الآراء والأفكار التي تسهم في خدمة المجتمع وإثراء المشهد الثقافي، والسعي إلى مدّ جسور التواصل مع قادة المستقبل ونخب المجتمع من المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعات.

1344

| 16 مارس 2022

محليات alsharq
وزارة الثقافة تطلق "موسم الندوات" لأول مرة في الدوحة 17 مارس

أعلنت وزارة الثقافة عن إطلاق حدث ثقافي وفكري كبير تشهده الدوحة لأول مرة، يحمل عنوان /موسم الندوات/، يبدأ في السابع عشر من مارس الجاري، ويستمر على مدى أسبوعين، بالشراكة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بهدف نشر ثقافة التنوع ومنح نخبة المجتمع من المفكرين والمثقفين والخريجين فرص تعزيز البيئة الفكرية. وأكد سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، على أن الموسم يعمل على تحقيق رؤية الوزارة بمنح الثقافة دورها الجوهري في حماية هوية المجتمع، والحرص على تقدمه، وتعزيز الحوار بين المفكرين وأجيال المثقفين. ونوّه سعادته خلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المحلية بأن رؤية وزارة الثقافة تقوم على دعم الإبداع، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات الفاعلة في المجتمع، من أجل مقاربة شاملة للقضايا المجتمعية، ومنح الثقافة دورها الجوهري في حماية هوية المجتمع والحرص على تقدمه، وتأسيس بيئة فكرية تدعم الإبداع، وتعزز الحوار بين المفكرين وأجيال المثقفين مما يخدم نهضة المجتمع، وإن موسم الندوات يهدف لتحقيق هذه التطلعات الجماعية، وإثراء المشهد الثقافي. وأضاف أن التنوع في الأفكار، والفعاليات خلال هذا الحدث يعكسان أهمية الثقافة في كل الجوانب، ولكل الشرائح، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على إقامة فعاليات منوعة، على مدار العام. ونوه سعادة وزير الثقافة بالدور الكبير الذي تقوم به كل من إدارتي جامعة قطر، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والشركات الخاصة من أجل تعزيز دور الثقافة في المجتمع. وتسعى وزارة الثقافة من خلال /موسم الندوات/ إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع، وإبراز محاورين ومتحدثين في عدد من المجالات، ودعم الأنشطة الثقافية والفكرية، فضلا عن بناء جسور من التواصل بين أجيال المثقفين. وسينطلق الموسم بثماني فعاليات، حرصت الوزارة على أن تشمل قضايا فكرية تتعلق بالتراث والحاضر وبما يعزز هوية المجتمع، وستقام الفعاليات في كل من جامعة قطر، ومعهد الدوحة للأبحاث ودراسة السياسات، بمشاركة أكثر من 30 باحثاً وأستاذاً جامعياً، وعدد من المختصين والإعلاميين، وستكون هناك فعاليات أخرى خلال الفترات القادمة يجري التحضير لها. ويتضمن موسم الندوات فعالية المناظرات في جامعة قطر بضيوف مختلفين في طرحهم لإثراء النقاش، وصولا إلى نتائج متنوعة. وسيفتتح الموسم بندوة في صيغة مناظرة تحت عنوان /الهويات إنسانية أم محلية؟ الثقافة وتعدد الهويات في الخليج/، وذلك يوم 17 مارس في معهد الدوحة للدراسات. وستخصص ندوة حول /هل اللهجات المحلية مكملة للفصحى؟/ يوم 20 من الشهر ذاته في جامعة قطر، لمناقشة مدى تكامل واقتران اللهجات المحلية باللغة العربية، فضلاً عن ندوة تناقش بشكل معمق، مكانة اللغة العربية، بعنوان /هل تراجعت مكانة اللغة العربية في مجتمعنا؟/ يوم 21 مارس بجامعة قطر أيضا ، بمشاركة أساتذة متخصصين، لتقديم أوراق عمل، وطرح محاور مختلفة. ولم تغفل وزارة الثقافة عن طرح عناوين تهم المجتمع بكل أطيافه، وفي كل الاتجاهات، بطريقة فكرية وتخدم قضايا المجتمع، حيث ستنظم ندوة حول موضوع /الوسطية في الإسلام بين المثالية والواقع/ يوم 23 من ذات الشهر بجامعة قطر، ويشارك فيها أساتذة وباحثون متخصصون. كما ستعقد ندوة تحمل عنوان / نحن والغرب.. المركزية العربية ومفهوم العالمية.. عقدة الغربي بين الحقيقة والوهم/ تنظمها وزارة الثقافة يوم 24 مارس بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، سيتم فيها تقديم سرد تاريخي لمدى العلاقة بين العرب والغرب. ويوم 28 مارس تقام ندوة بعنوان /الشعر والاغاني.. مدى الاختلاف ولماذا تراجعت المستويات/، وذلك في جامعة قطر، بهدف الوصول إلى نقاط الالتقاء والقواسم المشتركة بين القصيدة والأغنية، وماهية المفارقات الحاصلة، بالإضافة إلى تراجع مستويات كل منهما. وتنظم الوزارة اليوم الذي يليه ندوة /النخب الثقافية القطرية.. الدور المأمول في إثراء المشهد الثقافي/ وذلك في جامعة قطر، بمشاركة نخب من المجتمع من كتاب وإعلاميين ومفكرين، مما يوفر منصة لتلاقي الأفكار، والخروج بتوصيات، ورؤى بناءة تضمن تكوين علاقة وشراكة هادفة لخدمة الثقافة بشكل عام. وفي ختام الفعاليات تنظم الوزارة ملتقى التواصل الاجتماعي يوم 31 مارس الجاري ، ويستضيف عدداً من المؤثرين القطريين، الذين سيدخلون في تواصل مباشر مع الجمهور من المجتمع، بهدف تبادل الأفكار، ومناقشة كيفية صناعة الوعي والتأثير الإيجابي في عصر تشهد فيه مواقع التواصل الاجتماعي رواجاً كبيراً للأخبار والآراء، وتسهم في نشر المعلومات والتوجهات، مما يجعل دور الوزارة في توفير منصة كملتقى للمؤثرين، ليكونوا سفراء للتأثير الإيجابي. الجدير بالذكر أن وزارة الثقافة من خلال هذه الندوات تسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف منها زيادة التقارب مع الجمهور والمؤسسات لمناقشة القضايا التي تشغلهم وفتح آفاق جديدة للإبداع ليصل المبدع إلى العالمية من خلال نقاشات حيوية تكمل فكرته في المجالات الثقافية المختلفة، والتركيز على الفعاليات التي تلامس قضايا المجتمع الجوهرية، وتأمين نقاشات ومشاركات مثرية بين كل الأطراف، علاوة على بناء شراكات مع الجهات الفاعلة في المجتمع ودعم الأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية وإقامة فعاليات لطرح الآراء والأفكار التي تسهم في خدمة المجتمع وإثراء المشهد الثقافي، والسعي إلى مدّ جسور التواصل مع قادة المستقبل ونخب المجتمع من المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعات.

1665

| 14 مارس 2022