أعلنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن فتح باب التقديم لأكثر من 100 فرصة وظيفية في عدة مجالات حيوية ومتخصصة بهدف استقطاب الكفاءات والمواهب...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
أكدت د. ليز فارنيستاين، الخبيرة الاقتصادية الأمريكية والأكاديمية في حركة الأسواق المالية، على أهمية الاستثمار القطري المهم في مشروع جولدن باس المرتبط بالغاز الصخري الأمريكي، والذي تمتلك فيه شركة قطر للطاقة المملوكة للدولة حصة بنسبة 70% من المشروع، بينما تمتلك شركة إكسون موبيل 30%، باعتبار أنه دائماً ما يتم الإشارة إليه حينما يكون هناك نقاش مطروح عن استثمارات مقبلة ومرتقبة فيما يتعلق بصناعة الغاز الصخري الأمريكية، مستعرضة أسباب تميز المشروع عبر تأكيدها بأنه دائماً ما تميز المشروع عن غيره بوجود دعم الدولة القطرية بشبكة عملائها الواسعة وشراكتها القوية مع الشركات الأمريكية الكبرى، من أجل توظيف الإنتاج الخاص بالمشروع إلى دائرة من المستهلكين المتطلعين لعقد صفقات مهمة مع الدوحة، وبالفعل نجد أن المشروع منذ بداية العام وهو في خطوات إيجابية فيما يتعلق بتطوير خطوط الإنتاج والمرافق والهياكل وتركيب الأنابيب، وتنفيذ أنشطة المرحلتين الأولى والثانية، مثل إجراءات الحماية من مياه الأمطار، وبناء الحواجز، والأساسات، وتركيب الأنابيب والهياكل الفولاذية في مناطق المعالجة، إلى جانب تثبيت الجدران والأنابيب الخاصة بالمشاعل الأرضية، وغيرها من الخطوات المتقدمة والتي كانت قائمة بالفعل منذ نهاية العام الماضي فيما يتعلق بمراحل وعمليات العمل على صبّ الأساسات الخرسانية في خطَّي الإنتاج 2 و3 وفور الانتهاء من عمليات التطوير، سيمتلك مشروع غولدن باس العملاق 3 خطوط إنتاج، وستصل قدرته الإنتاجية الإجمالية إلى أكثر من 18 مليون طن سنويا، والذي من المقرر بدء تشغيل أول خط إنتاج لمحطة غولدن باس في الربع الأول من عام 2024، وخط الإنتاج الثاني في الربع الثالث من عام 2024، أما خط الإنتاج الأخير ففي الربع الأول من عام 2025، وستتسلم شركة قطر للطاقة وتنقل وتسوّق 70% من إنتاج المشروع، ويضاف إلى ذلك التطلعات القطرية لزيادة الإنتاج عبر مشروعات مهمة حقل شمال في توسعات حقل شمال الجنوبي والشمالي والتي ستساهم في زيادة إنتاج قطر الحالي من 77 مليون طن سنوياً إلى 110 طن سنوياً فيما يتعلق بتوسعات حقل شمال في المشروع الأول وتزيد إلى 126 مليون طن سنوياً في المشروع الثاني، فضلاً عن جانب آخر مهم يرتبط بالحصة القطرية في مشروعات الغاز الصخري الأمريكي في خليج تكساس حيث تمتلك قطر نحو 70% من مشروع جولدن باس والذي سيدخل حيز الإنتاج في العام المقبل مع توقعات بحجم إنتاج يشمل 18 مليون طن من هذا المشروع. امتيازات مهمة تقول د. ليز فارنيستاين، الخبيرة الاقتصادية الأمريكية: إنه حينما تتأمل الخطوات القطرية لاسيما من خطوة مشروع جولدن باس تجد أنه بالفعل يحظى بضمانات الدعم القطري غير المتوفرة في استثمارات الشركات التي تعاني من عدم وجود ضمانات كبيرة للمستهلكين والعملاء، وأيضاً تحديات التكلفة التي تجعل المغامرة بالاستثمار في مشروعات الطاقة في بعض المسارات نحو النفط مقارنة بالغاز، وهي معادلة تجاوزتها قطر بامتلاكها لشبكة عملاء قوية ورؤية طويلة المدى أثبتت نجاح حساباتها بصورة مهمة فيما يتعلق بالطلب المستقبلي وما خلقته أزمة الطاقة الأوروبية من احتياجات فورية، وعموماً فإن هناك اتفاقات تفاهم حيوية وقعتها قطر مع ألمانيا ودول أوروبية بشأن إنتاج مشروع جولدن باس ويتعلق ذلك أيضاً بسهولة نقل الغاز الصخري الأمريكي عبر البحر وتزايد الصادرات الأمريكية من الغاز بقوة تجاه الدول الأوروبية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، والعديد من المؤشرات الهمة الأخرى، جانب آخر في الواقع القطري هو ما يرتبط بما عقدته قطر من شراكات مع كبرى شركات النفط والطاقة الأمريكية والعالمية وهو أمر عموماً يصب في صالحها من أجل عملية الترويج الرئيسية التي هي البعد الحالي للإنتاج الذي نعلم أنه سيكون وفيراً ومكثفا، بقى فقط معادلات التعاقدات وواقعها وأسعارها ضمن التحديات الحالية، وهي معادلات ذكية من الدوحة والتي خلقت وسيطاً يحب المستهلكون الأوروبيون التعامل معه عبر الشركات الكبرى في إيطاليا وفرنسا وفي أمريكا التي تشارك في مشروعات حقل شمال مثل إيني وتوتال وإكسون وموبيل وشيل وغيرها من شركات الطاقة العالمية الرائدة، خاصة في ظل البحث الأوروبي مع هذه الشركات عن شروط تعاقدية أفضل فيما يتعلق بمنتج الغاز القطري، وجانب آخر يرتبط بامتلاك قطر بالأساس لشبكة مستهلكين كبرى في آسيا ستتطلع بكل تأكيد في حال قراءة معادلات الأسعار إلى تأمين عقود طويلة الأمد من قطر التي تتمتع بشراكة تاريخية مع دول مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند والعديد من الشركاء الأسيويين، وتتميز أسعار الغاز القطري في ظل هذه المعادلات بإمكانية التحكم في منتجها الأرخص عبر قراءة واقع التعاقدات الحالي واحتساب هامش الأرباح الإضافي المرتبط بتجاوز عقبة التكلفة المؤرقة لكل استثمارات الغاز الطبيعي المسال سواء في أمريكا أو روسيا أو حتى إنجلترا، وهي أمور تجعل حجم الإنتاج القطري يضمن لها الصدارة عقب الثلاث سنوات المقبلة وستظل في هذا الاتجاه التصاعدي في الواقع للعقد الجاري حال تحقيق هذه التحديات المهمة. معادلات الأسواق وتتابع د. ليز فارنيستاين، في تصريحاتها لـ الشرق قائلة: إنه هناك مؤشرات بانتهاء العام الجاري ستحقق الدوحة المزيد من الخطوات الإيجابية بشأن تعاقداتها فيما يتعلق بمشروعات الطاقة المهمة، وعموماً فبإمكان الدوحة أيضاً كخيارات مطروحة إلى مد آفاق تعاقدات الطاقة التي تملكها بالفعل مع شركاء آسيويين بارزين، وهو ما دفع مراقبة كل خطوة تقوم بها قطر خلال العام المقبل بالتوقيع على كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال بموجب عقد طويل الأجل في وقت قياسي، وتلعب دورا مركزياً في تحديد الأسعار بصورة واسعة النطاق، جانب آخر أيضاً بالشغف الصيني والكوري بتأمين عقود طويلة المدى فيما يتعلق بواقع الطلب الحالي، والتطلع الأوروبي للغاز القطري أيضاً في عقود عقدية لتأمين إستراتيجي لاحتياجات الطاقة من الممكن استمرارها لتفضيل الغاز القطري الأكثر نظافة في انبعاثاته الكربونية من الغاز الصخري الأمريكي، ولكن دائماً كانت معايير التكلفة والجاهزية اللوجستية لمحطات الوقود في أوروبا، والمخاطر الاقتصادية التي وجهت بعض الدول الأسيوية تجاه الفحم كوقود أرخص، وجانب آخر بزيادة حجم الطلب في بنجلادش والفلبين، وكل تلك المعادلات المهمة تؤكد أن قطر في مقعد مريح لما تمتلكه من قوة إنتاجية كبرى وتحديات الواقع الحالي هي تحديات الترويج والتعاقد لهذا المنتج القطري الوفير من الغاز، مع امتلاك شبكة عملاء حاليين كبرى يمكنها ترقية العقود لتتجاوز ما بعد 2030 وضم عملاء جدد من أوروبا، وكل هذا يتم مراقبته بصورة مكثفة لارتباط ذلك بمؤشرات التسعير، وما يجعل قطر في موقف يربطها بقرب تحقيق أهداف عديدة في إستراتيجيتها للطاقة مع انتهاء العام الحالي، هو وجود معايير سوقية توضح ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة الطلب المستقبلي والتي لا ترتبط بمعدلات الاستهلاك المنخفضة، وهي مؤشرات ساهمت في تأكيد أن صيغ العقود طويلة الأمد التي تبحث عنها قطر تكون مفضلة للشركاء الإستراتيجيين والعملاء الدائمين من آسيا لبناء خطط اقتصادية طويلة المدى، وبينما في أوروبا وفي معادلات الاحتياج الفورية تم التيقن من كون التعاقدات طويلة المدى أقل تكلفة في المقابل من التعاقدات الفورية التي تكون أغلى على صعيد التكلفة ما يجعل المعايير الاقتصادية مختلفة ومرجحة في الصالح القطري.
690
| 22 يونيو 2023
أكدت ليز فارنيستاين، الخبيرة المالية بناسداك وأستاذة الاقتصاد بجامعة إلينوي أن الحوار الإستراتيجي القطري- الأمريكي السنوي، في دورته الخامسة بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، برئاسة سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد أنتوني بلينكن وزير الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية، ناقش في فعالياته المهمة قضايا متعددة شملت الملفات والقضايا الإقليمية وسبل تدعيم الأمن والسلم الدولي وتعزيز التعاون الإستراتيجي في الملفات الأمنية وقضايا الدفاع والأمن، والتنسيق الشامل في ملفات الصحة العامة ومكافحة الأوبئة، وتدعيم جهود محاربة التطرف ومكافحة الكيانات الإرهابية والإتجار بالبشر، وتحقيق غايات التغير المناخي والحد من الانبعاثات الكربونية وسياسات تحول الطاقة، فضلاً عن تعميق سبل التعاون في المجالات المرتبطة بالاستثمارات الإستراتيجية وسبل التعاون الاقتصادي، وأيضاً الملفات الإضافية المرتبطة بالقضايا التعليمية والثقافية وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم التي تشمل المبادرات المشتركة مثل العام الثقافي وتبادل الخبرات التعليمية وغيرها من المجالات العديدة التي يضمها سياق التعاون القطري- الأمريكي الممتد. ◄ أبعاد إضافية تقول ليز فارنيستاين، الخبيرة المالية بناسداك وأستاذة الاقتصاد بجامعة إلينويا: إن الحوارات الإستراتيجية السابقة رسخت نسقاً إضافياً للعلاقات التاريخية إلى مساحات من التقارب المؤسسي الشامل خاصة في ضوء الرصيد الدبلوماسي الكبير في علاقات البلدين اللذين احتفلا هذا العام بمرور خمسين عاماً على العلاقات الدبلوماسية بينهما.. وتلعب الحوارات الإستراتيجية، والزيارات الرسمية الرفيعة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى واشنطن في البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي، دوراً حيوياً في تطوير الشراكة ما بين البلدين، ويبرز ذلك في قرارات تصنيف دولة قطر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي الناتو، واتفاقية الوكالة الدبلوماسية عن الأفراد والمصالح الأمريكية في السفارة القطرية بكابول أفغانستان وحماية الأفراد والعناصر الأمريكية وتقديم الدعم اللوجستي والقنصلي، وكثير من سبل الشراكة المتميزة التي سيكون لها وجه اقتصادي بكل تأكيد يبرز دوره في مراحل استكمال رؤية قطر 2030 خاصة وهي في مركز رئيسي من خطط التنمية الشاملة باستضافة البلاد حالياً لكأس العالم، أكبر حدث رياضي هذا العام، للمرة الأولى في المنطقة وهو أمر سيكون محل نقاش وتنسيق بين قطر وأمريكا بكل تأكيد على مدار السنوات التي ستعقب استضافة البطولة، وأيضاً التأكيد على الشراكة المؤسسية التي تربط قطر بأمريكا على صعيد البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون ومجتمع المخابرات والأمن والكونغرس وكيانات القطاع الخاص والاستثمارات المهمة في مختلف المجالات بكل تأكيد، ذلك في ضوء كون الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكبر وأهم الشركاء التجاريين لدولة قطر، بحجم تبادل تجاري يقترب من 10 مليارات دولار، كما أن الميزان التجاري الثنائي حقق فائضا لصالح الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 4 مليارات دولار في عام 2019 واستعاد التعافي بعد جائحة كورونا إلى معدلات إيجابية ومتميزة في الفترة الأخيرة رغم التأثرات العالمية، كما احتلت أمريكا المراكز الأولى في قائمة الدول المصدرة إلى قطر خلال السنوات الماضية، في ظل زيادة حجم الاستثمارات والتجارة ما بين البلدين، كما أن عدد الشركات الأمريكية العاملة في دولة قطر بلغ ما يزيد على 650 شركة منها حوالي 117 شركة مملوكة بالكامل وبنسبة 100 بالمائة للجانب الأمريكي، وقد عملت قطر على زيادة استثماراتها في الولايات المتحدة على مدى سنوات عديدة بما أسهم في توفير الآلاف من فرص العمل في كافة أنحاء أمريكا، كما تضمنت الاستثمارات شراكات مع العديد من الشركات الأمريكية، بما في ذلك شركة إكسون موبيل، وشركة كونوكو فيليبس، وشركة رايثيون، وغيرها من الشركات الأمريكية الرائدة في الطاقة والتي يشارك بعضها في توسعات حقل شمال. ◄ أدوار مؤثرة ولفتت ليز فارنيستاين، في تصريحاتها لـ الشرق إلى أهمية الصفقات القطرية في السوق الأمريكية من أجل تدعيم الروابط الاقتصادية قائلة: إن الخطوط الجوية القطرية ساهمت عبر استثماراتها بأمريكا في أن تدعم الاقتصاد الأمريكي عبر تخصيصها لنحو 92 مليار دولار لشراء 332 طائرة أمريكية الصنع بما أسهم بتوفير أكثر من 527 ألف فرصة عمل، فضلاً عن صفقة بوينج الضخمة التي عقدتها قطر والتي جاءت في أعلى الصفقات التي عقدت في عهد إدارة بايدن خلال زيارة صاحب السمو إلى واشنطن، كما لم تتوقف الاستثمارات الأمريكية على القطاع العام أو أي مجال بعينه من الاستثمارات وحسب، وهذا ما تعكسه الاستثمارات القطرية في مختلف المجالات الأمريكية سواء في مجالات التكنولوجيا والضيافة والعقارات والتجارة المنزلية مما ساهم في دعم الاقتصاد الأمريكي، ذلك في ولايات مختلفة كولاية تكساس وأيضاً كاليفورنيا وفلوريدا وغيرها من الولايات التي تعد من أكثر الوجهات الجاذبة لهذه الاستثمارات؛ خاصة في ظل إعلان جهاز قطر للاستثمار عن تخصيص ما قيمته 45 مليار دولار من الاستثمارات للفترة المتراوحة بين عامي 2015 و2022 حيث تم توجيه 10 مليارات دولار منها للاستثمار في قطاع البنية التحتية كواحد من أبرز القطاعات التي تشهد تميزاً ثنائياً في العلاقات المشتركة، كما ارتكزت الاستثمارات القطرية أيضاً على مشاريع الحكومة الفيدرالية الأمريكية وبخاصة مشاريع البنية التحتية وغيرها من المشاريع المشتركة، لترتفع نسبة الاستثمارات لتبلغ نسبة تقدر بحوالي 145 مليار دولار في مختلف القطاعات الأمريكية، ويضمن ذلك فرص الاستثمار القطرية في الشركات الأمريكية الواعدة والمشاريع المستقبلية الطموحة التي تكمل مسيرة الاستثمارات الناجحة لقطر في مختلف المدن والولايات الأمريكية، كما أن الشراكة التي تجمع ما بين قطر والشركات الأمريكية المميزة مثل شركة إكسون موبيل النفطية الأمريكية الكبرى والتي تأتي في ظل الحرص القطري الإيجابي على تأمين الاستثمار في أصول الطاقة والنفط في الولايات المتحدة، تعد من الأمور المميزة للغاية في توطيد أسس الشراكة الإيجابية التي تجمع بين الدوحة وواشنطن في فترة شهدت ازدهار العلاقات بصورة أكثر من أي وقت مضى في الأعوام الأخيرة على أكثر من صعيد للتعاون لاسيما في مجال الطاقة، كما تتوسع قطر في خططها الإيجابية لتأمين ريادتها العالمية في مجال الطاقة والغاز الطبيعي المسال LNG على وجه التحديد وتأمين الاحتياجات العالمية المتزايدة من الغاز في أوروبا، ويعزز ذلك ما تمتلكه قطر من تقنيات وأدوات تكنولوجية متميزة للغاية لتمكنها من مواصلة ريادتها العالمية على هذا النحو، وأن الاتفاقات المشتركة الموقعة والتي شملت استكشاف العديد من المناطق المهمة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا بشراكة ما بين قطر وشركات الطاقة الأمريكية ليست بغريبة عن صفقات عديدة سابقة قامت بها الدوحة بحقل الطاقة في أمريكا؛ حيث إن الدوحة تملك العديد من الأصول في قطاع الطاقة الأمريكية منذ عام 2009 كما تمتلك أيضاً نسبة رئيسية تصل إلى 70% من محطة جولدن باس الضخمة لإنتاج الغاز الطبيعي، ويعد مشروع جولدن باس مخصصا لتصدير الغاز الطبيعي للأسواق خارج الولايات المتحدة من أكبر المشاريع المستقبلية الأمريكية الخاصة بمجال الغاز الطبيعي المسال وعقدت قطر عدة مفاوضات مع ألمانيا ودول أوروبية أخرى لمباشرة توريد الغاز من مشروع جولدن باس المتوقع أن يبدأ في خط الإنتاج بحلول عام 2024، وفيما تعد قطر من أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم، فإن الدوحة تحاول الاستفادة أيضاً من الثورة النفطية الحديثة بالولايات المتحدة وهو ما جعل أمريكا ليست بحاجة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال بل لتصديره، وهو ما ستستفيد منه قطر أيضاً لمشاركتها في حقل جولدن باس؛ فإن هذا المشروع يأتي في ظل تنام إيجابي في العلاقات المشتركة، مع تأكيد مسؤولي إدارة الرئيس بايدن على أهمية العلاقات الثنائية المتنامية بصورة واعدة، فقطر هي الدولة المضيفة لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط وهي قاعدة العديد الأمريكية التي كانت وما زالت متواجدة بالدوحة، فقطر تتمتع بعلاقات إيجابية للغاية مع أمريكا ليس من السهل تأثرها وتتميز بطبيعتها المؤسسية غير المرتبطة بإدارة البيت الأبيض وحسب بل علاقات تاريخية وثيقة مع البنتاغون وقطاع الأعمال وشركات الطاقة وغيرها من روافد التعاون التاريخي ما بين الدوحة وواشنطن في شتى المجالات، ولهذا فإن الاستثمارات القطرية في واشنطن لا يمكن رؤيتها بصورة مغايرة سوى أنها انعكاس لطبيعة صناعة النفط عالمياً والتطلع للتوسعات الدائمة، فمثلما تمتلك شركة أكسون موبيل للعديد من الأصول والأسهم في شركات وحقول نفطية عديدة، وغيرها من المجالات المتميزة للتعاون بين البلدين.
977
| 23 نوفمبر 2022
أكدت ليز فارنيستاين، الخبيرة المالية في ناسداك وأستاذة الاقتصاد بجامعة إلينوي أن الحوار الإستراتيجي القطري - الأمريكي في دورته الرابعة والذي اختتم بالعاصمة الأمريكية واشنطن، كان له دور مهم في إلقاء نظرة واقعية وسنوية تُقيم بها مسارات الروابط الاقتصادية بين الدولتين الصديقتين، واهتم المسؤولون من البلدين وفي إطار التعاون العميق في القضايا الإقليمية بمناقشة التحديات في أفغانستان وبخاصة في مجال التعاون الاقتصادي، حيث ناقشت قطر والولايات المتحدة زيادة فرص الاستثمار في الاتجاهين وتعزيز العلاقات الاقتصادية في مجالات الابتكار، وكذلك التكنولوجيا والطاقة النظيفة مع التأكيد على التعاون المشترك بتعزيز العمل المناخي العالمي، والاتفاق على العمل في جميع أنحاء المنطقة لتعزيز الحصول على الطاقة ودعم انتقال الطاقة النظيفة. ◄ استثمارات كبرى وأوضحت فارنيستاين في تصريحاتها لـ الشرق أن هناك تقديرا كبيرا للاستثمارات القطرية بأمريكا انطلاقاً من ضوء ما ساهمت به الدوحة في خلق آلاف فرص العمل في السوق الأمريكية؛ حيث شملت مباحثات الوفد القطري رفيع المستوى مع نظرائه بواشنطن مناقشات لروافد اقتصادية عديدة في مجالات مختلفة، من بينها الطاقة والعقارات والنقل الجوي والتكنولوجيا وخدمات الضيافة والتجارة بالتجزئة، وغيرها من المشروعات الأمريكية المتنوعة التي لم تقتصر على العاصمة واشنطن مثل مشروع سيتي سنتر، أو الاستثمار العقاري البارز في مشروع مانهاتن ويست بنيويورك والفنادق الشهيرة مثل فندق سانت ريجيس، وأيضاً الاستثمارات العقارية في لوس أنجلوس، ومكتب الاستثمارات الخاص في سان فرانسيسكو وسيلكون فالي، وكل تلك الاستثمارات منبعها بكل تأكيد تطور العلاقات بصورة ملحوظة بين الدوحة وواشنطن في الأعوام الأخيرة، ولكن في الأشهر الأخيرة تقاربت العلاقات بصورة أكثر شمولاً على أكثر من مستوى انبسط منها تعاون لمقترحات عديدة رسخت شراكة إيجابية بين المسؤولين القطريين واستثمارات صندوق الثروة السيادية، والوزارات والمؤسسات الفاعلة في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ فرسمت قطر صفحة مختلفة تماماً وتاريخية مع إدارة بايدن في الملف الأفغاني وكانت ملاذاً من الدعم في مأزق معقد يقدر البنتاغون والخارجية الدور البارز فيه لقطر على مدار عقود لحفظ الاستقرار في أفغانستان. ◄ آفاق عديدة ولفتت ليز فارنيستاين إلى أن هناك آفاقا عديدة صيغت لعقود عمل طويلة الأجل بين قطر والشركات الأمريكية، حقل الطاقة على سبيل المثال من أبرز مجالات الشراكة الثنائية التي تجمع بين قطر والشركات الأمريكية سواء داخل أمريكا في المشاريع الكبرى مثل محطة غولدن باس للغاز الطبيعي التي تشارك فيها قطر وأيضاً بالاستكشافات المشتركة وحقوق التنقيب في عدد من الشركات بأمريكا اللاتينية وأفريقيا وهو ما يضمن لقطر مواصلة الريادة المستقبلية، وكل هذا بكل تأكيد يأتي في ضوء كون الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكبر وأهم الشركاء التجاريين لدولة قطر، بحجم تبادل تجاري يصل إلى حوالي 6 مليارات دولار، كما أن الميزان التجاري الثنائي حقق فائضا لصالح الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 4 مليارات دولار قبل عامين، كما احتلت أمريكا المراكز الأولى في قائمة الدول المصدرة إلى قطر خلال الثلاثة أعوام الماضية، في ظل تضاعف حجم الاستثمارات والتجارة ما بين البلدين، كما أن عدد الشركات الأمريكية العاملة في دولة قطر بلغ ما يزيد على 650 شركة منها حوالي 117 شركة مملوكة بالكامل وبنسبة 100 بالمائة للجانب الأمريكي، وقد عملت قطر على زيادة استثماراتها في الولايات المتحدة على مدى سنوات عديدة بما أسهم في توفير الآلاف من فرص العمل في كافة أنحاء أمريكا، كما تضمنت الاستثمارات شراكات مع العديد من الشركات الأمريكية بما في ذلك شركة إكسون موبيل، وشركة كونوكو فيليبس، وشركة رايثيون، فيما ساهمت الخطوط الجوية القطرية عبر استثماراتها بأمريكا في أن تدعم الاقتصاد الأمريكي عبر تخصيصها لنحو 92 مليار دولار لشراء 332 طائرة أمريكية الصنع بما أسهم بتوفير أكثر من 527 ألف فرصة عمل، كما عملت قطر على استثمار أكثر من 500 مليون دولار خلال الفترة الماضية للإنفاق على الرعاية الصحية لمواطنيها، فيما لم تتوقف الاستثمارات الأمريكية على القطاع العام أو أي مجال بعينة من الاستثمارات وحسب، وهذا ما تعكسه الاستثمارات القطرية في مختلف المجالات الأمريكية سواء في مجالات التكنولوجيا والضيافة والعقارات والتجارة المنزلية مما ساهم في دعم الاقتصاد الأمريكي، وذلك في ولايات مختلفة كولاية تكساس وأيضاً كاليفورنيا وفلوريدا وغيرها من الولايات التي تعد من أكثر الوجهات الجاذبة لهذه الاستثمارات؛ خاصة في ظل إعلان جهاز قطر للاستثمار عن تخصيص ما قيمته 45 مليار دولار من الاستثمارات للفترة المتراوحة بين عامي 2015 و2022، حيث سيتم توجيه 10 مليارات دولار منها للاستثمار في قطاع البنية التحتية كواحد من أبرز القطاعات التي تشهد تميزاً ثنائياً في العلاقات المشتركة، كما ارتكزت الاستثمارات القطرية أيضاً على مشاريع الحكومة الفيدرالية الأمريكية وبخاصة مشاريع البنية التحتية وغيرها من المشاريع المشتركة، لترتفع نسبة الاستثمارات لتبلغ نسبة تقدر بحوالي 145 مليار دولار في مختلف القطاعات الأمريكية وهو أمر من شأنه أن يساهم في تحسن اقتصادي ملموس في الخزانة الأمريكية، ويضمن فرص الاستثمار القطرية في الشركات الأمريكية الواعدة والمشاريع المستقبلية الطموحة التي تكمل مسيرة الاستثمارات الناجحة لقطر في مختلف المدن والولايات الأمريكية. ◄ حرص إيجابي وأوضحت ليز فارنيستاين الخبيرة الاقتصادية الأمريكية أن كثيرا من التغيرات الجيوسياسية في السنوات الأخيرة لعبت دورها في أن تعيد قراءة الاستثمارات في مجال الطاقة نحو مزيد من التوسع في الجانب القطري مع تزايد حجم الطلب على المنتج القطري من الغاز الطبيعي المسال، وفي سبيل ذلك تمتلك قطر شراكة وعلاقات متميزة مع الشركات الأمريكية الكبرى في مجال الطاقة مثل شركة إكسون موبيل النفطية الأمريكية الكبرى والتي تأتي في ظل الحرص القطري الإيجابي على تأمين الاستثمار في أصول الطاقة والنفط في الولايات المتحدة، وذلك يعد من الأمور المميزة للغاية في توطيد أسس الشراكة الإيجابية التي تجمع بين الدوحة وواشنطن في فترة تشهد ازدهار العلاقات بصورة أكثر من أي وقت مضى في الأعوام الأخيرة، كما تتوسع قطر في خططها الإيجابية لتأمين ريادتها العالمية في مجال الطاقة والغاز الطبيعي المسال LNG على وجه التحديد، ويعزز ذلك ما تمتلكه قطر من تقنيات وأدوات تكنولوجية متميزة للغاية لتمكنها من مواصلة ريادتها العالمية على هذا النحو، وأن الاتفاقات المشتركة الموقعة والتي شملت استكشاف العديد من المناطق المهمة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا بشراكة ما بين قطر وشركات الطاقة الأمريكية ليست بغريبة عن صفقات عديدة سابقة قامت بها الدوحة بحقل الطاقة في أمريكا؛ وفيما تعد قطر من أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم، فإن الدوحة تحاول الاستفادة أيضاً من الثورة النفطية الحديثة بالولايات المتحدة وهو ما جعل أمريكا ليست بحاجة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال بل لتصديره، وهو ما ستستفيد منه قطر أيضاً لمشاركتها في حقل جولدن باس؛ فإن هذا المشروع يأتي في ظل تنام إيجابي في العلاقات المشتركة، مع تأكيد المسؤولين الأمريكيين في فعاليات الحوار الإستراتيجي على أهمية العلاقات الثنائية المتنامية بصورة واعدة، فقطر هي الدولة المضيفة لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط وهي قاعدة العديد الأمريكية ودورها الرئيسي في عمليات الإجلاء من أفغانستان. ◄ تأكيدات مهمة واختتمت ليز فارنيستاين تصريحاتها موضحة أن التأكيدات التي كانت واضحة في البيان الختامي للحوار الإستراتيجي أكدت طبيعة العلاقات المستدامة بين الدوحة وواشنطن، فقطر تتمتع بعلاقات تتطور بوتيرة إيجابية للغاية مع أمريكا ليس من السهل تأثرها سوى لأن تسير لآفاق أكثر تنوعاً مثل التعاون الدبلوماسي الكامل في الملف الأفغاني، كما تتميز العلاقات الثنائية أيضاً بطبيعتها المؤسسية غير المرتبطة بإدارة البيت الأبيض وحسب بل علاقات تاريخية وثيقة مع البنتاغون وقطاع الأعمال وشركات الطاقة وغيرها من روافد التعاون التاريخي ما بين الدوحة وواشنطن في شتى المجالات، ولهذا فإن الاستثمارات القطرية في واشنطن لا يمكن رؤيتها بصورة مغايرة سوى أنها انعكاس لطبيعة صناعة النفط عالمياً والتطلع للتوسعات الدائمة، فمثلما تمتلك شركة أكسون موبيل للعديد من الأصول والأسهم في شركات وحقول نفطية عديدة، فإن قطر كذلك يمكنها امتلاك أصول وأسهم في شركات الطاقة الأمريكية، ويمكن النظر للأمر من حيث الطريقة التي تتعامل معها تجاه القضية، وذلك بتفهم أن الجميع بصفة عامة يسعى لتحقيق الربح بالأساس، وإذا ما كان في ذلك أية عوائد في تنامي العلاقات والمؤثرات السياسية فهي تتعلق بكيفية رؤية الاستثمارات على الصعيدين الاقتصادي والسياسي أيضاً على حد سواء فهذا أمر طبيعي بكل تأكيد في مجال الأعمال دولياً ويساهم في توطيد العلاقات وتميزها.
1748
| 15 نوفمبر 2021
أكدت ليز فارنيستاين، الخبيرة المالية في ناسداك وأستاذة الاقتصاد بجامعة إلينوي: إن نجاح قطر في عقد انتخاباتها التشريعية الخاصة بمجلس الشورى في هذا التوقيت يوضح المناخ الإيجابي بداخل الدولة من أجل خوض الكثير من التحديات التي تثبت أقدام قطر في أكثر من ملف خارجي وداخلي، كجزء من الرؤية الوطنية للدولة التي شملت العديد من الإصلاحات على مختلف الأجواء، مؤكدة في تصريحاتها لـ الشرق أن إجراء الانتخابات في قطر ونجاحها بصورة إيجابية يساهم في نسج ملامح العودة للحياة الطبيعية. تقول ليز فارنيستاين، أستاذة الاقتصاد السياسي بجامعة إلينوي والخبيرة الاقتصادية الأمريكية: إنه على الرغم من جائحة كورونا كوفيد -19 والتبعات العديدة التي أثرت على الاقتصادات العالمية كان لقطر والحياة بداخلها الآن تعود للأجواء الطبيعية عبر انتخابات تشريعية مهمة من أجل تعزيز الحياة السياسية وإثراء الخطط المستقبلية ضمن رؤيتها الوطنية، وبخاصة أن دولة قطر تتميز باستجابتها القوية للتحديات العالمية وقراراتها السياسية المهمة التي عكست منظومة قرارات ورؤية لمكافحة وضع عالمي معقد، ساهمت في أن تخفف من الآثار الاقتصادية لكورونا وأن تتجاوز مصاعبها العديدة التي كبلت العديد من المشاريع والخطط الاقتصادية في مختف أنحاء العالم، يأتي هذا بكل وضوح لقوة الاقتصاد القطري الذي اكتسب ثقة المؤسسات المالية الدولية التي توقعت أن يستمر الاقتصاد القطري في النمو في المستقبل القريب، وانعكاساته المباشرة على الرؤية الوطنية لقطر 2030 والتي كان منها إجراء انتخابات مجلس الشورى، وبصورة أبرز مواصلة الاستعدادات لكأس العالم لكرة القدم لكون قطر الدولة المستضيفة للبطولة في 2022، وهذا ليس نهاية التطلع القطري على الصعيد الرياضي على سبيل المثال؛ بل بحلول 2030 يمكن لقطر أن تكون جاهزة ومستعدة لاستضافة دورة الألعاب الأسيوية وغيرها من الفعاليات الدولية الكبرى على ضخامتها، وفيما لا يمكن تطبيق نجاح قطر في استضافة بطولات الفورميلا وان والبطولات الرياضية القارية على أحداث بضخامة كأس العالم، لكن في الوقت ذاته كانت كل التجارب في قطر عالمية المستوى وترصد بأكثر من مؤشر جاهزية قطر لاستضافة الفعاليات الكبرى. ◄ تنمية شاملة وتابعت ليز فارنيستاين الخبيرة الاقتصادية الأمريكية في تصريحاتها لـ الشرق: إنه فيما يتعلق بكأس العالم فالجاهزية وحدها ليست هدف قطر التي يعشق شعبها كرة القدم تماماً مثل الجمهور الخليجي والعربي وتريد أن تقدم كأس عالم أفضل من كل التجارب السابقة، بل إن تُقدَّم قطر للعالم من خلال منافسات كأس العالم، وفي سبيل هذا تم تنفيذ مجموعة رائعة من البنية التحتية والمشاريع الضخمة في الصناعة والنقل والطاقة وكافة المجالات، وربما ما يستحق التوقف هو منطق من تكثيف الاهتمام بمشاريع الترفيه وخطط الرفاهية الاستثمارية التي ستنعكس بكل تأكيد على مستوى الدولة ونهضتها ورفاهيتها عبر إستراتيجية وطنية تدرك بوضوح خيارات المستقبل، فلا اعتماد كلي على مصادر الطاقة وحسب، بل تحقيق مرونة اقتصادية في استثمارات بنية تحتية تهدف لتدعيم خيارات التنويع، وإدراك أن تحميل الدولة رغم قوتها الاقتصادية المهمة وتوقعات نموها الكبيرة وحدها لكافة مهام الصناعة والدعم الاقتصادي هو سياسة لن تكون بالفعالية ذاتها في المستقبل وهو ما دفع الحكومة القطرية إلى تبني أفكار لتشجيع الاستثمار الأجنبي والأهم هو تعزيز وتنمية القطاع الخاص وفق أجندة الرؤية القطرية الوطنية، والاتجاه نحو سياسات التنمية المستدامة كما يليق بقطر كدولة تمتلك المقومات لتحقق ما تريده في خطط زمنية طويلة المدى. ◄ تنويع اقتصادي وأوضحت ليز فارنيستاين: إن تحقيق سياسات التنويع الاقتصادي لا يعني بالضرورة غياب التركيز على تنمية موارد البلاد من الطاقة والاستفادة منها، بل على العكس تماماً فإن ذلك يمكن تحقيقه على أكثر من مستوى عبر استغلال العائدات المهمة من مصادر الطاقة وخطط التوسع مثل مشروعات حقل شمال، وتوظيف فائض الموازنة للدولة في المشروعات ذات العلاقة بخطط التنمية التي ستفتح المجال للقطاع الخاص، وتدخل استثمارات التجارة والخدمات والأسواق المالية والسياحة كل هذا يعزز من المصادر الاقتصادية الربحية المتنوعة ويخدم أيضاً صناعة الطاقة بالأساس، وهذا يمكن توضيحه أيضاً ببعض الأشياء التي كشفتها جائحة كورونا وتأثيراتها الاقتصادية وبخاصة فيما يتعلق بأن أسعار الطاقة أو الطلب عليها يتأثر كغيره من المجالات الاقتصادية العديدة بالأزمات العالمية مثل الأوبئة أو الكوارث الطبيعية، وأيضاً بالتوترات السياسية الإقليمية والدولية ولأكثر من سبب. ◄ ترتيب الأولويات واختتمت ليز فارنيستاين تصريحاتها موضحة: إنه لهذه الأسباب يدعم تنويع الاقتصاد للدول التي تشكل عوائد الطاقة النصيب الأكبر من موازنتها تحقيقا لمكاسب متعددة من جهة، واستغلال الفائض المتحقق من أرباح وعوائد الطاقة بصورة تتوازن مع أي فترات يحدث فيها توتر عالمي لأسباب شتى مستقبلية قد تكون غير متوقعة وغير محتملة مثلما كانت الأوضاع والمؤشرات قبل جائحة كورونا، التي وبرغم تأثيرها المباشر اقتصادياً، فكان لنجاح قطر في ترتيب أولوياتها يستحق الإشادة بكل تأكيد، فسياساتها المالية والصحية التي مكنتها الآن من العودة للحياة الطبيعية وإجرائها للانتخابات التشريعية بصورة طبيعية ومواصلة مباشرة خططها في البنية التحتية وفق منطق الأكثر إلحاحا والخاص بالاستعدادات لكأس العالم كان جديراً بالإشادة، وبخاصة أن الدوحة تعرضت في السنوات الأخيرة لتحديات عديدة، وكانت المرونة والسرعة في التكيف معها تستحق التوقف حيث تحولت لصالحها على أكثر من مستوى وجعلت من درجة تعاطيها مع جائحة كورونا موفقة تماماً، فتعجيل قطر لخطط التنمية هو أمر كان في صالحها بكل تأكيد أي أنها بالأساس سرعت الجدول الزمني بصورة كانت تدابير كورونا التي أحدثت إرباكاً في مجالات عدة لم تؤثر على الجدول الزمني العام والأساسي الذي كان موضوعاً لتحقيق ذلك في الملفات الأكثر إلحاحاً، بل أيضاً استفادت الصناعات الوطنية وتعززت الروابط التجارية مع شركاء دوليين، ومن المفارقات في الفترة الحالية برغم الأوضاع العالمية، أن مكانة قطر في سوق الطاقة وعقودها طويلة المدى التي أمنتها جعلتها غير متأثرة في خططها المستقبلية بالصورة ذاتها التي أثرت على أمريكا على سبيل المثال، فحتى الآن تعزف شركات أمريكية عديدة عن مباشرة استثماراتها في الغاز الطبيعي المسال في ضوء الريادة القطرية لحصص الأسواق، وخططها المعلن عنها للتوسع والتي ستضخ كميات أكبر من الغاز القطري الأكثر جودة والأقل سعراً تنافسياً نظراً لامتلاكها التقنيات الأفضل والأرخص على مستوى الإسالة والتكلفة الصفرية تقريباً للمواد الخام على عكس أغلب المنافسين من بعض الشركات العالمية، وكل تلك التفاصيل المهمة التي تخبرنا بها تطورات الأحداث في المشهد القطري داخلياً وفي السياق الدولي وفي مختلف المستويات الاقتصادية والاستثمارية، تؤكد أن الدوحة تسير بصورة إيجابية نحو تحقيق خططها في تحديات لم تكن سهلة ولكنها استطاعت أن تتجاوزها بنجاح يعزز طموحاتها المستقبلية.
1611
| 05 أكتوبر 2021
قالت ليز فارنيستاين، الخبيرة المالية بناسداك وأستاذة الاقتصاد بجامعة إلينوي: إن الاستثمارات القطرية ساهمت على مدار الأعوام القلية الماضية في تبني إستراتيجية دعم لقطاع التكنولوجيا والرقمنة كمصدر مميز للربح المستقبلي بالنسبة لصندوق الثروة السيادي، ولم تكتفِ بالاستثمار في عدد من الشركات الأمريكية وحسب، بل دعمت شركات عالمية متطورة في أن تبسط طريقها إلى السوق الأمريكية، خاصة أن قطر تنشط بوضوح في عدد من الدول الآسيوية وساعدت استثماراتها في أن تمهد الفرص لعدد من شركات التكنولوجيا التي تستثمر فيها قطر في أن تكون على خريطة الشركات الأجنبية الفاعلة في السوق الأمريكية. ◄ نشاط ملحوظ تقول ليز فارنيستاين: إن صندوق قطر السيادي تبنى منذ ثلاثة أعوام نهجاً يستهدف تنويع المحفظة الاستثمارية لتضم بجانب المشروعات العقارية والفنادق والبنوك والتي كانت سمة مميزة لاستثمارات قطر في أمريكا لعقود مضت، إستراتيجية جديدة من محاولة الاستثمار في سوق التكنولوجيا الواعدة والشركات والتطبيقات التكنولوجية الذكية التي تحقق أرباحاً قياسية، كما أن قطر أيضاً تشارك مع رؤوس الأموال الصينية في مشاريع نشطة خاصة بشركات السيارات العاملة بالكهرباء والتي لا تستهدف مجرد أن تكون منافس لتيسلا ولكن لتفوقها من حيث المكانة في سوق السيارات بالكامل، والعديد من الملامح الأخرى الخاصة بالاستثمارات القطرية توضح إستراتيجية التنويع، التي نجحت بذكاء في تحقيق وضع إيجابي في شركات التكنولوجيا بأمريكا. ◄ عوائد مميزة وأوضحت فارنيستاين الخبيرة الاقتصادية الأمريكية أن هذا كان واضحاً من خلال التقارير المالية الخاصة بالأرباح لعدد من الشركات الأمريكية ومنها المتخصصة في قطاع التكنولوجيا، والتي استثمر بها صندوق قطر للاستثمار من حيث تحقيقها لعوائد استثمارية إيجابية وكان هذا واضحاً في شركات مثل Homology Medicines Inc. وشركة Rubius بإجمالي أرباح قدرت ما بين 900 مليون دولار وإلى مليار و300 مليون دولار كصافي أرباح وذلك بعد نجاحهما في الحصول على تمويل مقدر بـ400 مليون دولار من المستثمرين حسبما جاء في النشرات الخاصة بكل من الشركتين، كما أن شركة Foursquare Labs باتت الآن في طريقها لأن تحقق عوائد أرباح سنوية تبلغ 100 مليون دولار، هذا في الوقت الذي تدرس فيه شركة Grail طرح أسهمها للاكتتاب العام، فيما تعد شركة ناشونال سيرفس التي تحظى بدعم من اثنين من أغنى الرجال في العالم وواحدة من الشركات الناشئة الأكثر قيمة في مجال التكنولوجيا الحيوية في العالم، مع تقييم خاص بنحو 3.2 مليار دولار، وفقا لبيانات Pitchbook، كما واصل صندوق قطر الاستثماري والمعروف باستثماراته في شركتي London’s Shard وTiffany & Co توسيع استثماراته بتدشين مشروعات جديدة وضخ استثمارات كبرى داخل الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث قامت هيئة الاستثمارات القطرية والتي تدير الاستثمارات الخاصة بالأرباح القطرية الهائلة التي تحققها من صادرات الغاز الطبيعي والبترول، بضخ استثماراتها في شركات كبرى مثل شركة «فور سكوير لابس» و«بيوتيك» والعديد من الشركات الأمريكية الأخرى المتخصصة بقطاع التكنولوجيا، وفي الوقت الذي يشتهر فيه صندوق قطر الاستثماري بامتلاكه لأصول اقتصادية مميزة وبخاصة في الاستثمارات العقارية في كل من نيويورك ولندن وبأسهمه في البنوك الدولية والعالمية الكبرى مفضلاً ذلك النوع من الاستثمارات في مقابل الاستثمارات في المجالات التكنولوجية إلا أن قطر أيضاً كانت استثمرت مبلغ 100 مليون دولار في الخدمات التقنية لشركة أوبر وذلك عام 2014، وتسعى قطر لأن تكون منافسا رئيسيا على الصعيد الاستثماري في كافة المجالات الاستثمارية الربحية، وتأتي تلك الاستثمارات الجديدة لتنسج إستراتيجية إيجابية في صندوق قطر للاستثمار، وبخاصة في المشاريع الطموحة المذكورة للاستثمار في شركات التكنولوجيا الأمريكية وزيادة الاستثمارات القطرية في المجالات التقنية والتكنولوجيا، ذلك منذ إعلان صندوق قطر الاستثماري افتتاحه لمكتب خاص في سان فرانسيسكو بأمريكا للتركيز على صناعة التكنولوجيا، وقد أثبتت تلك الاستثمارات القطرية نجاحها حتى الآن لعوائد الاستثمارات المرتفعة في الشركات التي استثمرت فيها قطر. ◄ خطط توسع وتابعت فيرنستاين في تصريحاتها لـ الشرق: إن تلك الاستثمارات المميزة أنعشت أسهم العديد من الشركات ليست فقط الأمريكية، بل في الخارج حيث استثمرت قطر 5 مليارات دولار في شركات تكنولوجيا التعليم الأسيوية ومنها بيجو، وهي أرقام تدفعها إلى مباشرة تلك الشركات لخططها في أن توجه أنظارها على الولايات المتحدة، حيث تسعى لإطلاق مجموعة واسعة من الخدمات وتوسع نطاق الأعمال والمجالات التي تخطط لتخصيص أموال لها، وفي ضوء ذلك تم الاستحواذ والاستعانة بشركات تقنية أمريكية لتساعد على هذا التحول والبدء بقوة في السوق الأمريكي، فتم الاستحواذ على شركة Osmo، وتكييف الأعمال بشكل كبير، كما تم العمل على توسيع نطاق عمل Osmo الذي يقع أساسا في الولايات المتحدة وتوسيعه بإضافة عمق للمحتوى، وإلى جانب ذلك باتت النظرة إلى الولايات المتحدة كسوق أساسية لدعم تكنولوجيا التعليم؛ حيث إن أمريكا سوق كبير ويستوعب خططا لإطلاق مجموعة واسعة من المنتجات في الولايات المتحدة، فأمريكا عموماً مركز حيوي لكافة التطبيقات العالمية التي تستخدم الإنجليزية كوجهة رئيسية لها ولكنها تنطلق في خدماتها لتوجه إلى الكثير من الأسواق الآسيوية التي قد تكون كبيرة للغاية وتوسع من هامش الأرباح. ◄ تعزيز النجاحات وأكدت فيرنستاين أستاذة الاقتصاد بجامعة إلينوي: إن دفع خدمات الشركات التي تستثمر بها قطر وتتخذ من أمريكا مقراً لها لاستهداف الأسواق الأسيوية مستقبلاً أمر يعزز فرص النجاح، بجانب استهداف البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية حول العالم، وكان هذا واضحاً في استثمار قطر بشركة بيوجو لتكنولوجيا التعليم والتي ضخت قطر بها تمويلاً بنحو 150 مليون دولار من الأسهم، ومنذ ذلك الحين حققت الشركة أرباحاً عالية للغاية وتضاعفت الامتيازات الخاصة بالاستثمارات القطرية، وحينما تقيس أرباح الشركة على الصعيد السنوي، فإن النتيجة الإجمالي مربحة وقيمة جداً، ولكن التدفق الاستثماري القطري الجديد لم يهدف إلى المنتجات القائمة بالفعل ولكن من أجل تطوير المنتجات والتطبيقات الجديدة لنقل التجربة التعليمية التكنولوجية إلى الأسواق الأمريكية، ومع الانطلاق في الأسواق الدولية، فيعد بناء المنتجات أحد المجالات التي يتم القيام باستثمارات كبيرة فيها، كما يتم أيضا استخدام جزء من رأس المال لبناء العلامة التجارية واكتساب مستخدمين في الأسواق، وأهمية القيمة المقدمة إلى الأسواق الدولية. ◄ نهج تصاعدي وأوضحت فارنيستاين أن سياق الاستثمار بالنسبة لصندوق قطر للاستثمار في بعض المجالات كان تصاعدياً وبتطبيق ذلك على مجال تكنولوجيا التعليم والتكنولوجيا الإلكترونية من الملاحظ أنه تم ضخ استثمارات قطرية عديدة في شركة فيرست أولنتشرز وهي شركة متخصصة في التكنولوجيا الإلكترونية وحققت نجاحات إيجابية في هذا الصدد، أعقبها استثمار آخر بشركة Byju والمقدر تمويلها بقيمة 200-250 مليون دولار تعكس خيارات التنوع الاستثماري الناجحة بالنسبة لقطر بالاستثمار في مجالات التكنولوجيا الناشئة وفي قطاع البرمجيات المتطورة، وهو ما جعل قطر تدخل بقوة سوق رأس المال الاستثماري القائم على قطاعات التكنولوجيا، كما تأتي الصفقة أيضاً كجزء من نجاحات الشركة ونموها بصورة كبيرة، ويعد الاستثمار القطري هو الأول من نوعه بالاستثمار في إحدى الشركات الواعدة في مجال التكنولوجيا. ◄ أرباح ونجاحات وأكدت فارنيستاين أن تلك الاستثمارات تعكس تحولا إيجابيا مميزا في إستراتيجية جهاز قطر الاستثماري وبحثه عن مزيد من التنوع ودعم الخيارات المستقبلية والانفتاح على آفاق تجارية أكثر تنوعاً، ما يعكس مرونة ونشاطا في الاستثمارات غير التقليدية، وفي شركات التكنولوجيا عالية الربح وتدخل قطر بذلك إلى منطقة SoftBank، وتضع قدمها بمجال التكنولوجيا الاستثمارية، كما أن الصفقة الخاصة بالاستثمار القطري بشركات التكنولوجيا التعليمية، شهدت حصول صندوق قطر للاستثمار على أقل من 5 في المائة من أسهم الشركة الناشئة، وبهذا فإن شركة Byju حققت نجاحات رفعت قيمتها إلى 5.4 مليار دولار؛ مما يجعلها أكثر شركات التكنولوجيا الحديثة قيمة في العالم، وقد باع المستثمر الأولي سيكويا كابيتال جزءا من حصته مقابل 190 مليون دولار، في حين أن تايمز إنترنت، مستثمر أولي آخر، قلصت أيضا بعض حصتها مؤخراً بحثاً عن الأرباح المرتفعة، فضلاً عن كون الاستثمار القطري ليس الأول من نوعه فقد قامت كندا أيضاً بالاستثمار غير التقليدي في الشركات التكنولوجية التعليمية الناشئة، ما يدل على تنامي الاستثمارات العالمية في هذا المجال تدريجيا وبصورة كبيرة.
2448
| 19 أبريل 2021
قالت ليز دايم فارنيستاين، أستاذة الاقتصاد السياسي بجامعة إلينوي والخبيرة بشؤون الشرق الأوسط بمعهد JBL للحقوق المدنية، إن التأثيرات الإيجابية على الاقتصاد ستكون من أبرز النتائج المهمة للمصالحة الخليجية التي أحدثت حالة تفاؤل اقتصادية ملحوظة؛ فور الاعلان عنها. وأكدت فارنيستاين في تصريحاتها لـ الشرق على أن العديد من القطاعات المالية بين قطر والدول الأربع سيكون لها استفادة كبرى من استعادة العلاقات الطبيعية، وأن المصالحة كان لها دورها المهم في توجيه التركيز نحو القضايا الأهم والتي تستوجب العمل المشترك مثل احتواء التصعيد بين واشنطن وطهران الذي يؤثر على منظومة إمدادات الطاقة وعلى الاقتصاد العالمي، وأيضاً الوضع المالي الذي تفرضه جائحة كورونا ومناقشة أسعار الطاقة وغيرها من القضايا التي تستوجب العمل الخليجي المشترك، وأيضاً التأثيرات الإيجابية على قطاع النقل الجوي وارتفاع مؤشرات التنمية واستعادة سوق مهم من التبادل التجاري واستعادة تفعيل دور مجلس التعاون الخليجي والخطط الاقتصادية المشتركة وما لها من أهمية إيجاية للجميع، واستعادة هامش الثقة للاستثمار الأجنبي الذي تأثرت أعماله بصورة ملحوظة جراء الأزمة، والعديد من المكاسب الإيجابية المهمة التي حققتها المصالحة الخليجية تصب بكل تأكيد في صالح الجميع. ◄ روابط مشتركة وقالت ليز فارنيستاين: إنه لا شك أن كافة الأخبار التي نستقبلها ما بعد قمة العلا التي تعد تاريخية بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي واتفاق المصالحة الخليجية المهم هي أخبار أكثر من رائعة وتدعو لكثير من التفاؤل، فهناك الكثير من الروابط المشتركة والقضايا المهمة لدى كافة الدول الخليجية للتناقش حولها، من بينها بكل تأكيد الوضع العالمي والتأثيرات الطبية لانتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، وأيضاً ما يتعلق بأسعار الطاقة وسبل العمل المشترك في هذا الصدد، وقضايا مهمة مثل التغير المناخي، وأيضاً احتواء التوترات الإقليمية، هناك الكثير جداً من الروابط المشتركة والتي ترتبط بالاقتصاد وغيره من المجالات بكل تأكيد، ولا شك أن أخبار المصالحة الخليجية أعطت الكثير من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية، أهمها هامش الثقة الذي كان انخفض لدى بعض الشركات والمستثمرين العالميين والذي أثر بصورة أو بأخرى على طبيعة الأعمال، فضلاً عن أن الطفرة الهائلة في خطوة فتح الخطوط تستعيد للخطوط الجوية بكل البلدان الكثير من الوقت والجهد وتوفر الكثير من الأموال، بل الكثير جداً، وبلا شك أن خطوط الانتقال المباشرة تساعد الجميع من مستثمرين ومواطنين وتعود بالوضع إلى الطبيعة المألوفة التي كانت عليها قبل ثلاث سنوات ونصف، فالجميع تضرر بكل صراحة من النحو الذي كانت تسير عليه الأوضاع. ◄ مكاسب عديدة وتابعت الخبيرة الاقتصادية الأمريكية موضحة: صحيح أن قطر أبلت بلاء حسناً في الكثير من المجالات الاقتصادية مثل الاقتصاد الاسلامي وشراكات مهمة مع ماليزيا وأيضاً مركز قطر للمال الذي تطور تكنولوجياً بصورة كبيرة في دعم وتسيير إجراءات الاقتصاد الرقمي، واستعادت الدوحة مؤشرات التنمية الإيجابية بل فاقت المؤشرات الإقليمية فيما يتعلق بالناتج المحلي الإجمالي، ولكن لك أن تتخيل المكاسب التي استفادت منها قطر في التأقلم مع الوضع الجاري بالنسبة لقوتها الاستثمارية فيما يتعلق بالمرحلة الجديدة، فكان هناك قدرة على التكيف وروابط عميقة ازدادت مع الكثير من الدول، فبلا شك أن وفرة البدائل الاقتصادية تمنح وضعاً إيجابياً للتفاوض، وجانب آخر يتعلق بمباشرة المشاريع المؤجلة، فكانت هناك العديد من المشاريع بين الدول الخليجية التي تأثرت أو أعيقت بصورة واضحة بفعل الأزمة، وليس فقط ما بين الدول الخليجية، فقامت الدوحة مؤخراً بخطوة افتتاح العلامة الفندقية البارزة سانت ريجيس في القاهرة مصر، والريادة الفندقية كانت دائماً من مميزات صندوق قطر السيادي خاصة مع علامة سانت ريجيس المهمة التي تمتلك قطر الفندق الشهير والتاريخي بنيويورك، وبالفعل فإن المشاريع الاقتصادية لقطر في مصر لم تتوقف، وأيضاً إمدادات الطاقة وما التزمت به الدوحة رغم الأزمة من مواصلة إمداداتها من الغاز الطبيعي المسال للإمارات، ولكن بكل تأكيد مباشرة هذه المشاريع الثنائية وإضافة النسق الطبيعي على الأجواء والعلاقات لا شك أن يكون له دور مهم كما أن المشروعات القطرية في الدول الأخرى لها تأثيرات داعمة للاقتصاد الذي تأثر بكل تأكيد جراء جائحة كورونا. ◄ خطط مشتركة وأشارت ليز فارنيستاين في تصريحاتها لـ الشرق: إلى أنه من المهم ونحن الآن بصدد استعادة العلاقات الطبيعية أن نتذكر بالأساس ما كانت عليه التجارة والسوق التجاري والمالي بين قطر والدول الأربع قبل بداية الأزمة، فكان هناك ما يمكن تسميته بسوق ملياري من التجارة المشتركة وربما كانت ملامحة ترتبط بما تستورده قطر من الدول الخليجية والذي كان يشكل جزءاً مهما من التوريدات الغذائية وغيرها من المجالات الرئيسية، فيما كانت إمدادات الغاز الطبيعي المسال من قطر من أبرز ملامح الروابط الاقتصادية المشتركة، وأيضاً ما يمكن ملاحظته أن ما يطمح له السوق الخليجي يبدو متقارباً إلى حد كبير، فهناك خطط حكومية عديدة لتنويع الاقتصاد وعدم الاكتفاء بمصادر الطاقة، وأيضاً شركات كبرى تستهدف السوق الخليجي مثل شركات الطيران وغيرها، وخطط التنمية في الدول الخليجية التي تعزز من سياسة ترويج الاستثمارات الخارجية ودعم الاستثمار الأجنبي وأيضاً دعم القطاع الخاص وخطط الترويج للسياحة، فرأينا الترفيه جزء مهم من التوجهات في المنطقة، وقطر ستصبح موطن جذب ترفيهيا في حدث هو الأضخم والأول من نوعه في الشرق الأوسط عبر استضافة مونديال كأس العالم قطر 2022، فكل تلك المؤشرات المهمة والإيجابية التي ستلمسها الدول الخليجية بكل تأكيد بعد المصالحة يجب أن يركز الجهود نحو القضايا المهمة التي تؤثر أيضاً بالفعل على الاقتصاد ليس فقط بالمنطقة ولكن على الاقتصاد العالمي وهي أهمية احتواء التصعيد ما بين واشنطن وطهران وتنسيق سبل خليجية شاملة وقوية في ظل انتظار توجهات إدارة بايدن الجديدة. ◄ مؤشرات مهمة وأكدت ليز فارنيستاين: ان العودة إلى ما قبل يونيو 2017 سيؤثر بصورة إيجابية بكل تأكيد على معدل التنمية وارتفاع مؤشراته بالاقتصادات الخاصة بكل الدول وقطر ستحقق معدلا مهما هو الأكبر في ذلك الصدد، وأيضاً كان للسعودية والإمارات نصيب كبير من إجمالي التبادل التجاري والذي كان يقدر بـ 10.9 مليار دولار في ذلك التوقيت، وبالتأكيد فإن المصالحة الخليجية سيكون لها دورها في استعادة منظومة النقل الجوي بمؤشرات إيجابية والموانئ ومنظومة الشحن، وأيضاً استعادة الاستثمارات القطرية المهمة في السوق العقاري الخليجي، وجذب فرص استثمارية خليجية كبرى في مشاريع البنية التحتية الهائلة التي تقوم بها قطر، كما سيتم احتواء المغامرات المصرفية والتلاعب بالعملات والتأثير الإيجابي على السوق المصرفي الخليجي المتضرر جراء الأزمة، والآن تبدو طموحات السوق الخليجية ومشاريع النقل الكبرى بين دول الخليج، وأيضاً تفعيل اللجان الاقتصادية والمشاريع الذي كان قد تم الاتفاق عليها بمجلس التعاون الخليجي الذي كان يقوم بدور مهم وفاعل للغاية فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي وهناك الكثير من الأطروحات الطموحة التي اطلعت عليها من مسودات مجلس التعاون الخليجي السابقة التي بها تفكير اقتصادي مهم لو تحقق لأحدث طفرة إيجابية واضحة تستفيد منها كل الدول الخليجية، وبالفعل رغم كل تلك المؤشرات الإيجابية فإن الوقت مهم في استعادة بناء الثقة وأيضاً فيما يتعلق بالنتائج الاقتصادية، فالاقتصاد يتنفس الاستقرار، وهو ما تنشده وتتوجه له المنطقة بعد أكثر من ثلاثة أعوام عصيبة في التاريخ الخليجي.
1995
| 11 يناير 2021
مساحة إعلانية
أعلنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن فتح باب التقديم لأكثر من 100 فرصة وظيفية في عدة مجالات حيوية ومتخصصة بهدف استقطاب الكفاءات والمواهب...
38586
| 21 سبتمبر 2025
أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ممثلة في إدارة شؤون الحج والعمرة، عن فتح باب التسجيل لموسم حج 1447هـ، وذلك اعتبارًا من يوم الأربعاء...
5112
| 21 سبتمبر 2025
تستعد شركة شاومي للكشف عن سلسلة 17 لاحقًا هذا الشهر، وقبل الإطلاق، شارك لو ويبينغ، رئيس الشركة، مقطع فيديو قصير على منصة ويبو...
4308
| 20 سبتمبر 2025
استقبلت وزارة المواصلات وفدًا من مملكة البحرين، قام بزيارة تجريبية إلى ميناء الرويس، وذلك في إطار مشروع الربط البحري بين البلدين. وأوضحت وزارة...
3772
| 22 سبتمبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ممثلة في إدارة شؤون الحج والعمرة، عن فتح باب التسجيل لموسم حج 1447هـ، وذلك اعتبارًا من يوم الأربعاء...
3234
| 21 سبتمبر 2025
وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إعلانا يتطلب رسوما سنوية جديدة قدرها 100 ألف دولار لطلبات الحصول على تأشيرة إتش- 1 بي، ضمن...
2214
| 20 سبتمبر 2025
أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية بياناً بشأن ما تردده بعض المواقع ووسائل الإعلام العالمية، حول تواجد القوات المسلحة المصرية في شبه جزيرة سيناء....
1792
| 21 سبتمبر 2025