رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1752

خبيرة مالية في ناسداك لـ الشرق: تقارب مؤسسي شامل بين الدوحة وواشنطن

15 نوفمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

أكدت ليز فارنيستاين، الخبيرة المالية في ناسداك وأستاذة الاقتصاد بجامعة إلينوي أن الحوار الإستراتيجي القطري - الأمريكي في دورته الرابعة والذي اختتم بالعاصمة الأمريكية واشنطن، كان له دور مهم في إلقاء نظرة واقعية وسنوية تُقيم بها مسارات الروابط الاقتصادية بين الدولتين الصديقتين، واهتم المسؤولون من البلدين وفي إطار التعاون العميق في القضايا الإقليمية بمناقشة التحديات في أفغانستان وبخاصة في مجال التعاون الاقتصادي، حيث ناقشت قطر والولايات المتحدة زيادة فرص الاستثمار في الاتجاهين وتعزيز العلاقات الاقتصادية في مجالات الابتكار، وكذلك التكنولوجيا والطاقة النظيفة مع التأكيد على التعاون المشترك بتعزيز العمل المناخي العالمي، والاتفاق على العمل في جميع أنحاء المنطقة لتعزيز الحصول على الطاقة ودعم انتقال الطاقة النظيفة.

◄ استثمارات كبرى

وأوضحت فارنيستاين في تصريحاتها لـ الشرق أن هناك تقديرا كبيرا للاستثمارات القطرية بأمريكا انطلاقاً من ضوء ما ساهمت به الدوحة في خلق آلاف فرص العمل في السوق الأمريكية؛ حيث شملت مباحثات الوفد القطري رفيع المستوى مع نظرائه بواشنطن مناقشات لروافد اقتصادية عديدة في مجالات مختلفة، من بينها الطاقة والعقارات والنقل الجوي والتكنولوجيا وخدمات الضيافة والتجارة بالتجزئة، وغيرها من المشروعات الأمريكية المتنوعة التي لم تقتصر على العاصمة واشنطن مثل مشروع سيتي سنتر، أو الاستثمار العقاري البارز في مشروع مانهاتن ويست بنيويورك والفنادق الشهيرة مثل فندق سانت ريجيس، وأيضاً الاستثمارات العقارية في لوس أنجلوس، ومكتب الاستثمارات الخاص في سان فرانسيسكو وسيلكون فالي، وكل تلك الاستثمارات منبعها بكل تأكيد تطور العلاقات بصورة ملحوظة بين الدوحة وواشنطن في الأعوام الأخيرة، ولكن في الأشهر الأخيرة تقاربت العلاقات بصورة أكثر شمولاً على أكثر من مستوى انبسط منها تعاون لمقترحات عديدة رسخت شراكة إيجابية بين المسؤولين القطريين واستثمارات صندوق الثروة السيادية، والوزارات والمؤسسات الفاعلة في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ فرسمت قطر صفحة مختلفة تماماً وتاريخية مع إدارة بايدن في الملف الأفغاني وكانت ملاذاً من الدعم في مأزق معقد يقدر البنتاغون والخارجية الدور البارز فيه لقطر على مدار عقود لحفظ الاستقرار في أفغانستان.

◄ آفاق عديدة

ولفتت ليز فارنيستاين إلى أن هناك آفاقا عديدة صيغت لعقود عمل طويلة الأجل بين قطر والشركات الأمريكية، حقل الطاقة على سبيل المثال من أبرز مجالات الشراكة الثنائية التي تجمع بين قطر والشركات الأمريكية سواء داخل أمريكا في المشاريع الكبرى مثل محطة غولدن باس للغاز الطبيعي التي تشارك فيها قطر وأيضاً بالاستكشافات المشتركة وحقوق التنقيب في عدد من الشركات بأمريكا اللاتينية وأفريقيا وهو ما يضمن لقطر مواصلة الريادة المستقبلية، وكل هذا بكل تأكيد يأتي في ضوء كون الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكبر وأهم الشركاء التجاريين لدولة قطر، بحجم تبادل تجاري يصل إلى حوالي 6 مليارات دولار، كما أن الميزان التجاري الثنائي حقق فائضا لصالح الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 4 مليارات دولار قبل عامين، كما احتلت أمريكا المراكز الأولى في قائمة الدول المصدرة إلى قطر خلال الثلاثة أعوام الماضية، في ظل تضاعف حجم الاستثمارات والتجارة ما بين البلدين، كما أن عدد الشركات الأمريكية العاملة في دولة قطر بلغ ما يزيد على 650 شركة منها حوالي 117 شركة مملوكة بالكامل وبنسبة 100 بالمائة للجانب الأمريكي، وقد عملت قطر على زيادة استثماراتها في الولايات المتحدة على مدى سنوات عديدة بما أسهم في توفير الآلاف من فرص العمل في كافة أنحاء أمريكا، كما تضمنت الاستثمارات شراكات مع العديد من الشركات الأمريكية بما في ذلك شركة إكسون موبيل، وشركة كونوكو فيليبس، وشركة رايثيون، فيما ساهمت الخطوط الجوية القطرية عبر استثماراتها بأمريكا في أن تدعم الاقتصاد الأمريكي عبر تخصيصها لنحو 92 مليار دولار لشراء 332 طائرة أمريكية الصنع بما أسهم بتوفير أكثر من 527 ألف فرصة عمل، كما عملت قطر على استثمار أكثر من 500 مليون دولار خلال الفترة الماضية للإنفاق على الرعاية الصحية لمواطنيها، فيما لم تتوقف الاستثمارات الأمريكية على القطاع العام أو أي مجال بعينة من الاستثمارات وحسب، وهذا ما تعكسه الاستثمارات القطرية في مختلف المجالات الأمريكية سواء في مجالات التكنولوجيا والضيافة والعقارات والتجارة المنزلية مما ساهم في دعم الاقتصاد الأمريكي، وذلك في ولايات مختلفة كولاية تكساس وأيضاً كاليفورنيا وفلوريدا وغيرها من الولايات التي تعد من أكثر الوجهات الجاذبة لهذه الاستثمارات؛ خاصة في ظل إعلان جهاز قطر للاستثمار عن تخصيص ما قيمته 45 مليار دولار من الاستثمارات للفترة المتراوحة بين عامي 2015 و2022، حيث سيتم توجيه 10 مليارات دولار منها للاستثمار في قطاع البنية التحتية كواحد من أبرز القطاعات التي تشهد تميزاً ثنائياً في العلاقات المشتركة، كما ارتكزت الاستثمارات القطرية أيضاً على مشاريع الحكومة الفيدرالية الأمريكية وبخاصة مشاريع البنية التحتية وغيرها من المشاريع المشتركة، لترتفع نسبة الاستثمارات لتبلغ نسبة تقدر بحوالي 145 مليار دولار في مختلف القطاعات الأمريكية وهو أمر من شأنه أن يساهم في تحسن اقتصادي ملموس في الخزانة الأمريكية، ويضمن فرص الاستثمار القطرية في الشركات الأمريكية الواعدة والمشاريع المستقبلية الطموحة التي تكمل مسيرة الاستثمارات الناجحة لقطر في مختلف المدن والولايات الأمريكية.

◄ حرص إيجابي

وأوضحت ليز فارنيستاين الخبيرة الاقتصادية الأمريكية أن كثيرا من التغيرات الجيوسياسية في السنوات الأخيرة لعبت دورها في أن تعيد قراءة الاستثمارات في مجال الطاقة نحو مزيد من التوسع في الجانب القطري مع تزايد حجم الطلب على المنتج القطري من الغاز الطبيعي المسال، وفي سبيل ذلك تمتلك قطر شراكة وعلاقات متميزة مع الشركات الأمريكية الكبرى في مجال الطاقة مثل شركة إكسون موبيل النفطية الأمريكية الكبرى والتي تأتي في ظل الحرص القطري الإيجابي على تأمين الاستثمار في أصول الطاقة والنفط في الولايات المتحدة، وذلك يعد من الأمور المميزة للغاية في توطيد أسس الشراكة الإيجابية التي تجمع بين الدوحة وواشنطن في فترة تشهد ازدهار العلاقات بصورة أكثر من أي وقت مضى في الأعوام الأخيرة، كما تتوسع قطر في خططها الإيجابية لتأمين ريادتها العالمية في مجال الطاقة والغاز الطبيعي المسال LNG على وجه التحديد، ويعزز ذلك ما تمتلكه قطر من تقنيات وأدوات تكنولوجية متميزة للغاية لتمكنها من مواصلة ريادتها العالمية على هذا النحو، وأن الاتفاقات المشتركة الموقعة والتي شملت استكشاف العديد من المناطق المهمة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا بشراكة ما بين قطر وشركات الطاقة الأمريكية ليست بغريبة عن صفقات عديدة سابقة قامت بها الدوحة بحقل الطاقة في أمريكا؛ وفيما تعد قطر من أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم، فإن الدوحة تحاول الاستفادة أيضاً من الثورة النفطية الحديثة بالولايات المتحدة وهو ما جعل أمريكا ليست بحاجة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال بل لتصديره، وهو ما ستستفيد منه قطر أيضاً لمشاركتها في حقل جولدن باس؛ فإن هذا المشروع يأتي في ظل تنام إيجابي في العلاقات المشتركة، مع تأكيد المسؤولين الأمريكيين في فعاليات الحوار الإستراتيجي على أهمية العلاقات الثنائية المتنامية بصورة واعدة، فقطر هي الدولة المضيفة لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط وهي قاعدة العديد الأمريكية ودورها الرئيسي في عمليات الإجلاء من أفغانستان.

◄ تأكيدات مهمة

واختتمت ليز فارنيستاين تصريحاتها موضحة أن التأكيدات التي كانت واضحة في البيان الختامي للحوار الإستراتيجي أكدت طبيعة العلاقات المستدامة بين الدوحة وواشنطن، فقطر تتمتع بعلاقات تتطور بوتيرة إيجابية للغاية مع أمريكا ليس من السهل تأثرها سوى لأن تسير لآفاق أكثر تنوعاً مثل التعاون الدبلوماسي الكامل في الملف الأفغاني، كما تتميز العلاقات الثنائية أيضاً بطبيعتها المؤسسية غير المرتبطة بإدارة البيت الأبيض وحسب بل علاقات تاريخية وثيقة مع البنتاغون وقطاع الأعمال وشركات الطاقة وغيرها من روافد التعاون التاريخي ما بين الدوحة وواشنطن في شتى المجالات، ولهذا فإن الاستثمارات القطرية في واشنطن لا يمكن رؤيتها بصورة مغايرة سوى أنها انعكاس لطبيعة صناعة النفط عالمياً والتطلع للتوسعات الدائمة، فمثلما تمتلك شركة أكسون موبيل للعديد من الأصول والأسهم في شركات وحقول نفطية عديدة، فإن قطر كذلك يمكنها امتلاك أصول وأسهم في شركات الطاقة الأمريكية، ويمكن النظر للأمر من حيث الطريقة التي تتعامل معها تجاه القضية، وذلك بتفهم أن الجميع بصفة عامة يسعى لتحقيق الربح بالأساس، وإذا ما كان في ذلك أية عوائد في تنامي العلاقات والمؤثرات السياسية فهي تتعلق بكيفية رؤية الاستثمارات على الصعيدين الاقتصادي والسياسي أيضاً على حد سواء فهذا أمر طبيعي بكل تأكيد في مجال الأعمال دولياً ويساهم في توطيد العلاقات وتميزها.

مساحة إعلانية