رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

2444

خبيرة في ناسداك لـ الشرق: قطر تدخل سوق استثمارات التكنولوجيا

19 أبريل 2021 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- الشرق

قالت ليز فارنيستاين، الخبيرة المالية بناسداك وأستاذة الاقتصاد بجامعة إلينوي: إن الاستثمارات القطرية ساهمت على مدار الأعوام القلية الماضية في تبني إستراتيجية دعم لقطاع التكنولوجيا والرقمنة كمصدر مميز للربح المستقبلي بالنسبة لصندوق الثروة السيادي، ولم تكتفِ بالاستثمار في عدد من الشركات الأمريكية وحسب، بل دعمت شركات عالمية متطورة في أن تبسط طريقها إلى السوق الأمريكية، خاصة أن قطر تنشط بوضوح في عدد من الدول الآسيوية وساعدت استثماراتها في أن تمهد الفرص لعدد من شركات التكنولوجيا التي تستثمر فيها قطر في أن تكون على خريطة الشركات الأجنبية الفاعلة في السوق الأمريكية.

◄ نشاط ملحوظ

تقول ليز فارنيستاين: إن صندوق قطر السيادي تبنى منذ ثلاثة أعوام نهجاً يستهدف تنويع المحفظة الاستثمارية لتضم بجانب المشروعات العقارية والفنادق والبنوك والتي كانت سمة مميزة لاستثمارات قطر في أمريكا لعقود مضت، إستراتيجية جديدة من محاولة الاستثمار في سوق التكنولوجيا الواعدة والشركات والتطبيقات التكنولوجية الذكية التي تحقق أرباحاً قياسية، كما أن قطر أيضاً تشارك مع رؤوس الأموال الصينية في مشاريع نشطة خاصة بشركات السيارات العاملة بالكهرباء والتي لا تستهدف مجرد أن تكون منافس لتيسلا ولكن لتفوقها من حيث المكانة في سوق السيارات بالكامل، والعديد من الملامح الأخرى الخاصة بالاستثمارات القطرية توضح إستراتيجية التنويع، التي نجحت بذكاء في تحقيق وضع إيجابي في شركات التكنولوجيا بأمريكا.

◄ عوائد مميزة

وأوضحت فارنيستاين الخبيرة الاقتصادية الأمريكية أن هذا كان واضحاً من خلال التقارير المالية الخاصة بالأرباح لعدد من الشركات الأمريكية ومنها المتخصصة في قطاع التكنولوجيا، والتي استثمر بها صندوق قطر للاستثمار من حيث تحقيقها لعوائد استثمارية إيجابية وكان هذا واضحاً في شركات مثل Homology Medicines Inc. وشركة Rubius بإجمالي أرباح قدرت ما بين 900 مليون دولار وإلى مليار و300 مليون دولار كصافي أرباح وذلك بعد نجاحهما في الحصول على تمويل مقدر بـ400 مليون دولار من المستثمرين حسبما جاء في النشرات الخاصة بكل من الشركتين، كما أن شركة Foursquare Labs باتت الآن في طريقها لأن تحقق عوائد أرباح سنوية تبلغ 100 مليون دولار، هذا في الوقت الذي تدرس فيه شركة Grail طرح أسهمها للاكتتاب العام، فيما تعد شركة ناشونال سيرفس التي تحظى بدعم من اثنين من أغنى الرجال في العالم وواحدة من الشركات الناشئة الأكثر قيمة في مجال التكنولوجيا الحيوية في العالم، مع تقييم خاص بنحو 3.2 مليار دولار، وفقا لبيانات Pitchbook، كما واصل صندوق قطر الاستثماري والمعروف باستثماراته في شركتي London’s Shard وTiffany & Co توسيع استثماراته بتدشين مشروعات جديدة وضخ استثمارات كبرى داخل الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث قامت هيئة الاستثمارات القطرية والتي تدير الاستثمارات الخاصة بالأرباح القطرية الهائلة التي تحققها من صادرات الغاز الطبيعي والبترول، بضخ استثماراتها في شركات كبرى مثل شركة «فور سكوير لابس» و«بيوتيك» والعديد من الشركات الأمريكية الأخرى المتخصصة بقطاع التكنولوجيا، وفي الوقت الذي يشتهر فيه صندوق قطر الاستثماري بامتلاكه لأصول اقتصادية مميزة وبخاصة في الاستثمارات العقارية في كل من نيويورك ولندن وبأسهمه في البنوك الدولية والعالمية الكبرى مفضلاً ذلك النوع من الاستثمارات في مقابل الاستثمارات في المجالات التكنولوجية إلا أن قطر أيضاً كانت استثمرت مبلغ 100 مليون دولار في الخدمات التقنية لشركة أوبر وذلك عام 2014، وتسعى قطر لأن تكون منافسا رئيسيا على الصعيد الاستثماري في كافة المجالات الاستثمارية الربحية، وتأتي تلك الاستثمارات الجديدة لتنسج إستراتيجية إيجابية في صندوق قطر للاستثمار، وبخاصة في المشاريع الطموحة المذكورة للاستثمار في شركات التكنولوجيا الأمريكية وزيادة الاستثمارات القطرية في المجالات التقنية والتكنولوجيا، ذلك منذ إعلان صندوق قطر الاستثماري افتتاحه لمكتب خاص في سان فرانسيسكو بأمريكا للتركيز على صناعة التكنولوجيا، وقد أثبتت تلك الاستثمارات القطرية نجاحها حتى الآن لعوائد الاستثمارات المرتفعة في الشركات التي استثمرت فيها قطر.

◄ خطط توسع

وتابعت فيرنستاين في تصريحاتها لـ الشرق: إن تلك الاستثمارات المميزة أنعشت أسهم العديد من الشركات ليست فقط الأمريكية، بل في الخارج حيث استثمرت قطر 5 مليارات دولار في شركات تكنولوجيا التعليم الأسيوية ومنها بيجو، وهي أرقام تدفعها إلى مباشرة تلك الشركات لخططها في أن توجه أنظارها على الولايات المتحدة، حيث تسعى لإطلاق مجموعة واسعة من الخدمات وتوسع نطاق الأعمال والمجالات التي تخطط لتخصيص أموال لها، وفي ضوء ذلك تم الاستحواذ والاستعانة بشركات تقنية أمريكية لتساعد على هذا التحول والبدء بقوة في السوق الأمريكي، فتم الاستحواذ على شركة Osmo، وتكييف الأعمال بشكل كبير، كما تم العمل على توسيع نطاق عمل Osmo الذي يقع أساسا في الولايات المتحدة وتوسيعه بإضافة عمق للمحتوى، وإلى جانب ذلك باتت النظرة إلى الولايات المتحدة كسوق أساسية لدعم تكنولوجيا التعليم؛ حيث إن أمريكا سوق كبير ويستوعب خططا لإطلاق مجموعة واسعة من المنتجات في الولايات المتحدة، فأمريكا عموماً مركز حيوي لكافة التطبيقات العالمية التي تستخدم الإنجليزية كوجهة رئيسية لها ولكنها تنطلق في خدماتها لتوجه إلى الكثير من الأسواق الآسيوية التي قد تكون كبيرة للغاية وتوسع من هامش الأرباح.

◄ تعزيز النجاحات

وأكدت فيرنستاين أستاذة الاقتصاد بجامعة إلينوي: إن دفع خدمات الشركات التي تستثمر بها قطر وتتخذ من أمريكا مقراً لها لاستهداف الأسواق الأسيوية مستقبلاً أمر يعزز فرص النجاح، بجانب استهداف البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية حول العالم، وكان هذا واضحاً في استثمار قطر بشركة بيوجو لتكنولوجيا التعليم والتي ضخت قطر بها تمويلاً بنحو 150 مليون دولار من الأسهم، ومنذ ذلك الحين حققت الشركة أرباحاً عالية للغاية وتضاعفت الامتيازات الخاصة بالاستثمارات القطرية، وحينما تقيس أرباح الشركة على الصعيد السنوي، فإن النتيجة الإجمالي مربحة وقيمة جداً، ولكن التدفق الاستثماري القطري الجديد لم يهدف إلى المنتجات القائمة بالفعل ولكن من أجل تطوير المنتجات والتطبيقات الجديدة لنقل التجربة التعليمية التكنولوجية إلى الأسواق الأمريكية، ومع الانطلاق في الأسواق الدولية، فيعد بناء المنتجات أحد المجالات التي يتم القيام باستثمارات كبيرة فيها، كما يتم أيضا استخدام جزء من رأس المال لبناء العلامة التجارية واكتساب مستخدمين في الأسواق، وأهمية القيمة المقدمة إلى الأسواق الدولية.

◄ نهج تصاعدي

وأوضحت فارنيستاين أن سياق الاستثمار بالنسبة لصندوق قطر للاستثمار في بعض المجالات كان تصاعدياً وبتطبيق ذلك على مجال تكنولوجيا التعليم والتكنولوجيا الإلكترونية من الملاحظ أنه تم ضخ استثمارات قطرية عديدة في شركة "فيرست أولنتشرز" وهي شركة متخصصة في التكنولوجيا الإلكترونية وحققت نجاحات إيجابية في هذا الصدد، أعقبها استثمار آخر بشركة Byju والمقدر تمويلها بقيمة 200-250 مليون دولار تعكس خيارات التنوع الاستثماري الناجحة بالنسبة لقطر بالاستثمار في مجالات التكنولوجيا الناشئة وفي قطاع البرمجيات المتطورة، وهو ما جعل قطر تدخل بقوة سوق رأس المال الاستثماري القائم على قطاعات التكنولوجيا، كما تأتي الصفقة أيضاً كجزء من نجاحات الشركة ونموها بصورة كبيرة، ويعد الاستثمار القطري هو الأول من نوعه بالاستثمار في إحدى الشركات الواعدة في مجال التكنولوجيا.

◄ أرباح ونجاحات

وأكدت فارنيستاين أن تلك الاستثمارات تعكس تحولا إيجابيا مميزا في إستراتيجية جهاز قطر الاستثماري وبحثه عن مزيد من التنوع ودعم الخيارات المستقبلية والانفتاح على آفاق تجارية أكثر تنوعاً، ما يعكس مرونة ونشاطا في الاستثمارات غير التقليدية، وفي شركات التكنولوجيا عالية الربح وتدخل قطر بذلك إلى منطقة SoftBank، وتضع قدمها بمجال التكنولوجيا الاستثمارية، كما أن الصفقة الخاصة بالاستثمار القطري بشركات التكنولوجيا التعليمية، شهدت حصول صندوق قطر للاستثمار على أقل من 5 في المائة من أسهم الشركة الناشئة، وبهذا فإن شركة Byju حققت نجاحات رفعت قيمتها إلى 5.4 مليار دولار؛ مما يجعلها أكثر شركات التكنولوجيا الحديثة قيمة في العالم، وقد باع المستثمر الأولي سيكويا كابيتال جزءا من حصته مقابل 190 مليون دولار، في حين أن تايمز إنترنت، مستثمر أولي آخر، قلصت أيضا بعض حصتها مؤخراً بحثاً عن الأرباح المرتفعة، فضلاً عن كون الاستثمار القطري ليس الأول من نوعه فقد قامت كندا أيضاً بالاستثمار غير التقليدي في الشركات التكنولوجية التعليمية الناشئة، ما يدل على تنامي الاستثمارات العالمية في هذا المجال تدريجيا وبصورة كبيرة.

مساحة إعلانية