رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون alsharq
دعوات للتوسع في إقامة الفعاليات وترجمة الأفكار إلى واقع

تواصل الشرق، رصد تطلعات المثقفين للمشهد الثقافي، بكل ما يتضمنه من أجناس أدبية وفنية، بغية الارتقاء به، ليظل هذا المشهد محافظاً على حضوره، ملامساً لواقع الحال، ومواكباً لتطلعات المبدعين، وعاكساً لمختلف طموحاتهم. ويؤكد المبدعون أهمية الاهتمام بالمبدعين الشباب، بدعم أعمالهم، وترجمة أفكارهم إلى واقع حيز التنفيذ، علاوة على ضرورة زيادة الوعي بأهمية دور الكُتّاب والكتابة، بجانب تضافر الجهود بين الجهات الثقافية المعنية، لترجمة هذه التطلعات على أرض الواقع. ويعرب المثقفون عن أملهم في التوسع بإقامة الفعاليات الفنية، من إقامة معارض تشكيلية، شخصية وجماعية، بما يثري الحركة التشكيلية القطرية، بجانب ما تحقق من إثراء لأصحاب الذائقة الفنية في المجتمع. حمد التميمي: نأمل زيادة الوعي بأهمية دور الكُتّاب والكتابة يستهل الكاتب حمد التميمي حديثه بالتأكيد على أن قطر تسير وفق خطة مدروسة في مجال الثقافة وهي في تقدم متواصل، «وهو ما رفع سقف توقعاتنا ككتاب ومثقفين ونأمل أن يتواصل الإشعاع الثقافي لدولة قطر ونتمنى مزيدا من بروز دور المثقف وجعله رافداً أساسياً في نهضة الوطن». ويقول: كلنا أمل في أن يحقق الموسم الثقافي المقبل قفزة نوعية في تعزيز دور الكُتّاب والكتابة وزيادة الوعي بأهمية هذا الدور في مختلف المجالات، كما نطمح إلى أن تسهم الفعاليات الثقافية في إبراز القيمة الكبيرة التي يقدمها الكتاب في تشكيل الفكر وتوجيه النقاشات حول القضايا الأساسية الإنسانية والمجتمعية والبيئية. ويتابع: باعتبار الكتابة أداة حيوية للتأثير، ونظراً لكون الكاتب قائداً للتغيير فنحن بحاجة إلى مزيد من الدعم الذي يعزز من دور الكُتّاب ويشجع على إسهامهم في كافة المجالات الثقافية والاجتماعية، حيث إن تحسين الظروف التي يعمل فيها الكُتّاب، وتوفير منصات أكبر لهم لعرض أعمالهم ومشاركة أفكارهم وزيادة الاعتراف بدورهم المجتمعي من خلال دمجهم بشكل أعمق في الفعاليات الثقافية ودعم مشاريعهم الأدبية بطرق فعالة تسهم بشكل مباشر في تعزيز الحراك الثقافي ودفع عجلة الثقافة. ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمثقفين الشباب ودعمهم، مما يتيح لهم الفرصة للتعبير عن رؤاهم ومواصلة تطوير إبداعاتهم، «ونتطلع إلى موسم ثقافي يحقق هذه الأهداف ويعزز من مكانة الكُتّاب في المجتمع ولا يمكن تحقيق هذه التطلعات إلا من خلال تضافر الجهود والاعتراف الحقيقي بدور الكُتّاب في إثراء الحياة الثقافية والاجتماعية». علي المحمود: المثقف يستحق التكريم ليبقى عطاؤه روضة خضراء يقول الكاتب علي محمد يوسف المحمود إن المبدع دائماً يتطلع إلى الأفضل وما يتم إنجازه على أرض قطر، «ومن خلال ما أشاهده والتمس بعضاً منه في تكريم المبدع والاهتمام به يجعلنا ننظر إلى المستقبل، والتميز الذي يحظى به المبدع من قبل الجهات المعنية، الأمر الذي يجعل المبدعين على ثقة بأنهم سينالهم التكريم المستحق لجهودهم، وذلك في جميع المجالات الثقافية». ويتابع: إن الثقافة روح تدعم من يسير على طريقها كما هو حال الآخرين في مجالات الحياة المختلفة، كما أن المبدع ذاته ينير الطريق أمام نظرائه وغيرهم في مختلف المجالات، لما يمثله القلم من دور كبير، وتأثير قوي، بما يحقق الصورة كاملة في دعائم الحقيقة للمسيرة الثقافية في عالم الحياة. ويلفت إلى أن «المثقف يرى أن الاهتمام به من قبل الجهات المعنية على أرضنا المعطاءة لا حدود له، ما يجعله ينتج أفضل الأعمال، كونه يعلم أن جهوده مقدرة، فيقدم كل عطاء لهذا الوطن، الأمر الذي يجعل المثقف جديرا بالتقدير والتكريم، حتى يستمر عطاؤه دون تردد، إذ «الكلمة الطيبة عند المثقف صدقة ينتظرها بكل شغف فما بالك فيما سيرافق ذلك سيكون عنده روضة خضراء يحرص على الحفاظ عليها لتبقى هكذا تسر النظر وتريح النفوس وينتظرها الجميع». هيفاء الخزاعي: أتطلع لدعم الفنانين بتوفير مواقع لعرض أعمالهم تقول الفنانة التشكيلية هيفاء الخزاعي إنها تتابع الساحة الفنية التشكيلية في قطر منذ بدايتها وحتى الوقت الحالي، وتلاحظ أنها مرت بمراحل تطور أغنت الساحة الفنية بتنوع اتجاهات ومدارس الفنانين. وتقول: إن هناك مرحلة الرواد التي أسست الفنون الجميلة، ثم مرحلة ما بعد الرواد، وبعدهما مرحلة الشباب الحاليين. وتتابع: إن كل هذا الزخم من التحولات والتطورات تم بجهود كبيرة من جانب المؤسسات الثقافية في قطر، وهذا أمر لا ينكره أحد، وأنه نتيجة لهذا الحراك، فإن الفنانين أصبحت لهم رؤى خاصة لمستقبلهم، «وهناك أفكار وتطلعات نتفق عليها كفنانين من الرواد أو ما بعدهم، كدعم الفنانين في توفير أماكن لأعمالهم، وتشجيعهم على نشرها في المؤسسات الحكومية والوزارات، وخاصة أعمال الرواد. وترصد جانباً من تطلعاتها للمشهد الفني أيضا بتقديم دورات، والحصول على أخرى فنية عالية المستوى تنمي طموح الفنانين في تطوير أساليبهم الفنية، علاوة على توفير مواقع خاصة لتجمعات الفنانين لتبادل الأفكار والنقاش حول الأعمال الفنية وورش، تضم الخامات والأدوات التي تساعد في تنفيذ الأعمال المميزة ذات الإبداع والقوة الفكرية. وتقول: إن كل هذا سيعمل على تعزيز دور الفنان التشكيلي لنشر ثقافة مجتمعنا القطري الإسلامي العربي، ولا ننكر وجود بعض الأماكن، ولكنها محدودة ولا تقبل تجمعات الفنانين إلا في وقت محدد، كما أنها لا توفر متطلبات الفنانين. داعية إلى دعم أكثر للفعاليات بما يعود على المشهد الفني بالفائدة، وحتى يتحقق التمثيل الدولي في الخارج، وفق معايير تعزز من التواصل بين الشعوب. وكوني فنانة من الرواد، لي طموح وتطلعات مستقبلية لا تتوقف عند حد وتنتهي. إنما أفكاري الفنية أتطلع لتنفيذها بأساليب جديدة ومدروسة، متمنية دعم المؤسسات الثقافية القطرية. وضحى السليطي: آمل التوسع في إقامة المعارض الفنية تعرب الفنانة التشكيلية وضحى السليطي عن تطلعها لإقامة المزيد من الفعاليات الفنية وكذلك المعارض الشخصية والجماعية، لتضم أعمال الفنانين من مختلف الأجيال، الأمر الذي يثري بدوره أصحاب الذائقة الفنية بين أفراد المجتمع، فضلاً عن أن هذه المعارض والفعاليات سوف تثري الحركة التشكيلية المحلية. وتقول: إن الفعاليات الفنية والمعارض التشكيلية، سواء كانت شخصية أو جماعية قائمة، إلا أنه يحدونا أمل في التوسع فيها، وأن تشهد الساحة المزيد منها، بما يحقق الأهداف المشار إليها في إثراء الحركة التشكيلية القطرية، علاوة على إرضاء أصحاب الذائقة الفنية، من الجمهور الذي يتوق إلى مطالعة اللوحات التشكيلية. وتضيف الفنانة وضحى السليطي: كلنا ثقة في أن مثل هذه الأفكار سوف تجد طريقها للتنفيذ، خاصة في ظل حرص الجهات المعنية على النهوض بالحركة الثقافية، لاسيما الفنية، لتظل الثقافة القطرية، ومنها الفنية، في طليعة الحركة الثقافية خليجياً وعربياً، فضلاً عن حضورها دولياً. محمد الحاصل اليافعي: يجب تقديم الدعم الكامل للفنانين يؤكد المصور الفوتوغرافي محمد الحاصل اليافعي أن الأمنيات تتعدد لكن تحقيقها ربما يتعثر بعض الشيء، ويبقى مع ذلك الأمل كبيراً، إذ نعيش في دولة قطر، بلد الثقافة والفنون والاهتمام الكبير الذي تقدمه لكل شرائح المجتمع». ويرصد جانباً من هذه الأمنيات في أن تتبنى وزارة الثقافة إقامة معارض فنية متعددة أو ذات تخصص نوعي، ليكون إقامتها موسمية، سواء في قاعات العرض، أم في الهواء الطلق مثل الكورنيش أو سوق واقف أو سوق الوكرة القديم، ويدعى لهذه المعارض الفنانةن والمصورةن، لتقديم ما لديهم من أفكار، تترجمها الوزارة في صورة إقامة معارض فنية لهم، ما يحقق للفنانين الدعم الكامل لإقامة مثل هذه المعارض، الأمر الذي يجعلها تحقق أهدافها في تغذية البصر وتحفيز العقل. ويقول: إن هذا سوف يحقق مشاهدة اللوحات بالأحجام الكبيرة غير التقليدية، ما يجعل الحركة الفنية مكتملة ومفيدة في المواسم السنوية والمناسبات الثقافية المتعددة. لافتاً إلى أن «الأهم من ذلك كله أن يسعى الفنان ويقدم فنه بثوب جديد وغير متكرر ويحرص على أن تكون له بصمة فنية في الأعمال التي يقدمها، بما يحقق لها التميز والإبهار والإبداع».

196

| 11 سبتمبر 2024

ثقافة وفنون alsharq
دعوة لتأسيس فكر نقدي.. وبيئة تستقطب المواهب الشبابية

مع بزوغ فجر جديد من إشراقات الثقافة القطرية، تتجلى تطلعات المبدعين خلال الموسم الثقافي المرتقب، بإبداء العديد من الأمنيات ليظل المشهد الثقافي المحلي نابضاً بالإبداع، وفي تطور لافت، يواكب تطلعات المبدعين من ناحية، ويلامس واقع الثقافة القطرية بكل ما تحمله من مآلات، من ناحية أخرى، استناداً لإرث إبداعي، اكتسبه المثقفون عبر مسيرتهم الحافلة بالعطاء. وفي هذا السياق، ترصد «الشرق» تطلعات المبدعين للمشهد الثقافي، وما يأملون تحقيقه، لإثراء هذا المشهد، بكل ما يستند إليه من حيوية، تعكسها إبداعاتهم، وبنى ثقافية، تعينهم على انجاز أعمالهم الإبداعية المختلفة، بما يدعم الذات الإبداعية نفسها، ويعزز في الوقت نفسه من ثراء هذا المشهد، بكل ما يواجهه من تحديات، لا يقف أمامها بمعزل، بل تشاركه فيها ثقافات أخرى. د. عبد الملك: تقديم المبدع وإنتاجه إلى خارج الحدود يقول الأكاديمي والروائي الدكتور أحمد عبدالملك، أكاديمي، إن الحُلم حق مشروع للجميع، خصوصاً المتعاملين مع الثقافة والفن؛ ذلك أن مشاعر ورؤى هؤلاء تبدو أكثر رهافة من غيرهم، بسبب قلقهم وحرصهم على الوصول إلى الأفضل والأكمل، والمشهد الثقافي لدينا يحتاج إلى بعض الترميمات والإضافات، وهذا برأينا ما يمكن أن يُكمله. ويعرب عن أمله في عودة المهرجان الثقافي السنوي، كونه أمرا حتميا، «وهو سجل شامل للثقافة القطرية، تماماً كما هو مهرجان الدوحة الغنائي، وهو فرصة للمبدعين في مجال الأغنية، وفرصة لتكريم رواد الفن، كما أن عودة المهرجان المسرحي هذا العام، بثَّ في العروق ماء الأمل في تجدد الرؤى، وتشجيع الشباب الجاد للإقبال على العمل المسرحي، والشكر هنا مُقدّر لوزارة الثقافة». ويلفت إلى أهمية دور النشر القطرية في تقديم الأفضل إبداعياً في مجال الكتاب، فنحن نشهد «فوضى» في مجال النشر، وانتقاء الأفضل والأكمل إبداعياً أمر مهم في مسيرتنا الأدبية، علاوة على دور الإعلام في تغطية النشاطات والأعمال الإبداعية. معرباً عن أمله في أن «تناقش برامج في الإذاعة والتلفزيون، قضيانا الأدبية، بروح من النقد البناء، دونما المرور العابر في تقارير لا تزيد عن الدقيقتين! كما أن الترويج الإعلامي عبر وسائل التواصل الحديثة يُثري الساحة، ويدعم الحراك الثقافي، علاوة على أهمية تقديم المبدع وإنتاجه إلى خارج الحدود، وهذا أمر مهم، لأن الآداب والفنون من القوى الناعمة». الجفيري: الانتقال من القراءة إلى المشاهدة يصف الكاتب محمد بن محمد الجفيري الإبداع بأنه يصنعه المبدع، «والمبدع يصنع إبداعه من الحافز والحافز يكون إما مادياً أو معنويا والمخرجات أو الأصدارات الادبية التي على مستوى رفيع لها شركاء يساهم كل بدورة في تشكيل هذا الابداع، ابتداء من الكاتب مروراً بالمسؤول ومن ثم التوزيع ومن بعد القارئ. وبقول: إن المسؤولين في الهيئات والوزارات المعنية بالثقافة عندنا لا يألون جهداً في توفير المناخ المناسب للأديب أو الكاتب حتى يساهم في إثراء الساحة بكل عمل جديد يكون ذا مستوى، ولكن في الوقت ذاته نجد الكاتب يود ويتمنى على المسؤول أن يعمل ما أمكن لترجمة أعماله حتى تكون في عمل تلفزيوني أو إذاعي ليأخذ عمله الحق في الشهرة والانتشار بين المشاهدين، فهذا حافز له على المزيد من الإبداع والإنتاج، أي ينتقل الإصدار الأدبي الخاص به من القراءة إلى المشاهدة، وهذه نقله يتمناها كل كاتب وهو المحفز له على المزيد من الكتابة. ويعرب عن أمله في التنسيق والاتفاق مع شركات الانتاج المحلية والخارجية، حتى يرى المؤلف أعماله في المحطات التلفزيونية، وأن تحظى أشعار الشعراء المبدعين بالتواجد والانتشار على منصات التواصل الاجتماعي بدعم من المسؤولين المعنيين بالثقافة. د. زينب المحمود: التوسع في البنية التحتية الحاضنة للمثقفين تقول الكاتبة الدكتورة زينب محمد المحمود، جامعة قطر، إن دولة قطر بصفتها راعية الثقافة والجوانب الإبداعية كافة، تسعى دائمًا لتحقيق ما يصبو إليه المثقفون والمبدعون، وما يمكن أن يمثل تعزيزًا للهوية الوطنية والثقافية التي تميز قطر من غيرها، والتي تجعلها رائدة في هذا المجال، بما تقدمه من مساهمات وبرامج ومخططات، وهذا الجهد يحسب للدولة عمومًا ولوزارة الثقافة تحديدًا، وللمؤسسات التي تضع الجانب الثقافي على رأس سلّم أولوياتها. وتتابع: على الرغم من هذه الجهود العظيمة، فإن المثقفين والمبدعين يأملون دائمًا بتحقيق اختراق أكبر على الصعيد الثقافي، وما زالوا يتوقعون مزيدًا من الاهتمام في هذا الجانب، كوننا نعيش في مجتمع متسارع من حيث التطور الثقافي والحضاري والتكنولوجي، الذي يفرض على الإنسان القطري عمومًا والمثقفين والمبدعين تحديدًا تحديات جديدة، تجعلهم غير قادرين وحدهم على مجاراتها. لذلك فإنهم يرون أن النهوض بالمشهد الثقافي والإبداعي على نحو فعال، يتطلب تحقيق أمور عديدة. وتحدد هذه الأمور في «توعية المجتمع ودوائره ومؤسساته كافة بدور المثقفين والمبدعين في نهضة الأمة والوطن والمجتمع، والتوسع في إيجاد البنية التحتية الحاضنة للمثقفين والمبدعين عبر بناء مراكز ثقافية متاكملة، تحتضن المثقفين والبدعين الحقيقيين الذي يضيفون إلى المشهد الثقافي أدبًا وفنًا حقيقيًا لا زائفًا أو ركيكًا، وتكريم المثقفين والمبدعين ودعمهم معنويًا وماديًّا». وتأمل في إنشاء مؤسسات حكومية خاصة لمتابعة الإنتاج الثقافي والإبداعي، ودعم طبعه ونشره وإبداء جانب تحفيزي حقيقي يليق بالعمل المنتج وبالجهد المبذول ومستواه، والاهتمام بالندوات والمؤتمرات والمهرجانات الثقافية والبرامج الإبداعية التي تثير اهتمام المجتمع وأطره جميعًا، وتحفز المواهب والطاقات، وتخلق بيئة ثقافية تليق بالدولة والمجتمع وبالجانب الحضاري الذي يعبر عن تاريخنا وأدبنا وفننا. فوزية أحمد: إثراء الكتابة بإبداعات مغايرة تقول الكاتبة فوزية أحمد: مؤخراً ازدهرت المهرجانات الثقافية والملتقيات الأدبية والفنية ومع مواكبة عصر السرعة والتكنولوجيا الحديثة والقوى الثقافية التنافسية على الأفكار الإبداعية الحرّة، ونتفق جميعاً أن الكتابة هي مهمة انفرادية ذاتية نقرأ ونستشف من خلالها أفكار الكاتب وإلى أين سيرحل بالقارئ، لذلك الكاتب بحاجة بعد مرحلته الشاقة بالكتابة والتأليف، دور نشر يسعف عمله ليرى النور، ولا ينتهي دوره هنا ليبقى الكاتب وحده، فهو بحاجة إلى دعم التواصل المستمر من خلال الدار الذي يسانده بكفاءة ويرحب بفكره، لذا على الكاتب الخوض والبحث عن الأماكن الصحيحة الداعمة والتي تسهل عليه الوصول للقراء الذين يشكلون جزءاً من الدعم والحماس. وتتابع: إن الكثير من المؤلفين والكتّاب لهم تفكير مماثل وخط سير متشابه نوعاً ما، فوجب إثراء البيئة الكتابية بإبداعات مغايرة وبأفكار جذابة مع توظيف لغة الضاد بشكل صحيح واختيار عنوان جذاب مرتبط مع الكتاب، وسلك منحنى جديد يجذب الفئة الشبابية للتوسع بالتفكير والخيال والمهارة. وعادة الكاتب يحتاج إلى النقد البناء والذي يتطلب الشجاعة بحيث يتلقى هذا النقد بتواضع ورشاقة فكر وبرحابة صدر. وتدعو دور النشر إلى جذب وتشجع الأقلام العصريّة، دون الاحتكار، «حيث نجد على سبيل المثال البعض منهم يرفض عمل ما، بينما يحتكر اعمال كاتب معين حيث إن جميع إصداراته من نفس الدار مما يثير علامات الاستفهام وينفر الكتاب للتقديم بتلك الدور، ويحبذا دور النشر تدعم الفئة الشبابية ومن هم في بداية طريق الكتابة بعيداً عن المادة، ففي النهاية النشر رسالة وليست سلعة تجارية، والكتّاب بحاجة الى سهولة التواصل والتعامل والتجاوب الرشيق وشفافية الانصات والتواصل والاحتضان الفكري خاصة للأقلام القطرية الواعدة لكي لا تهرول لدور النشر الخارجية». ماجدة الجاسم: نأمل تعزيز الفكر النقدي تعرب الكاتبة ماجدة الجاسم عن تطلعها إلى تحقيق تقدم ثقافي متكامل يسهم في تعزيز الفكر النقدي بين أفراد المجتمع، حيث يعتبر تعزيز هذا الفكر جزءاً أساسياً من بناء مجتمع قادر على التفاعل مع التحديات المعاصرة، بما يساعد على تشكيل هوية ثقافية تعكس تنوع الأفكار والتوجهات. وتقول: إن الثقافة تلعب دوراً مهماً في تشكيل هذه الهوية، حيث تساهم في تنمية الوعي الجماعي وتعميق الفهم بين الثقافات المختلفة، «وأتمنى تحسين نظام التعليم، الذي يُعتبر عاملاً محورياً في تعزيز التنمية الثقافية ونشر المعرفة، كما أن الحوار الفعال بين الثقافات هو أساس نبذ التحيز وبناء جسور التفاهم، وكذلك أتمنى نشر الوعي الاجتماعي، مما يساهم في بناء مجتمع مثقف وواعٍ بمسؤولياته الثقافية والاجتماعية».

338

| 08 سبتمبر 2024

ثقافة وفنون alsharq
د. زكية مال الله لـ الشرق: قطر رائدة عالمياً في تعزيز الحوار الحضاري والثقافي

تعد الدكتورة زكية مال الله العيسى أول شاعرة قطرية تصدر ديوانًا شعريًا، وحمل عنوان «في معبد الأشواق»، وطُبع عام 1985 في القاهرة، لتتوالي بعده أعمالها الشعرية المتنوعة، والتي حافظت فيها على أن تحمل دواوينها روحها الشعرية الخالصة، المعبرة عنها، إذ اعتمدت على قاموسها اللغوي الخاص بها، وحرصت على إثرائه بالنأي بقصائدها عن المباشرة والتقريرية. وطوال مسيرتها الإبداعية الحافلة، تمت ترجمة العديد من دواوينها إلى لغات أجنبية، كما توقفت العديد من الدراسات العربية والأجنبية عند أعمالها الإبداعية، ليتم تتويج هذه المسيرة الإبداعية الحافلة، بتكريم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ، لها بجائزة الدولة التشجيعية في مجال الشعر.. وفي حوارها لـ الشرق، ترصد الشاعرة والكاتبة د. زكية مال الله ، أهمية الجوائز للمبدعين، علاوة على توقفها عند ترجمة الأعمال الإبداعية، وما تمثله من أهمية للحالة الإبداعية ذاتها، دون أن يغفل الحوار تناول المشهد الثقافي بما يعيشه من واقع، وما ينتظره من مآلات، إلى غير ذلك من محاور، طرحت نفسها على مائدة الحوار التالي: ‎- في ظل الترجمات العالمية لأعمالكِ، ما رؤيتكِ لأهمية الترجمات في نشر الإبداع القطري على الصعيد الدولي؟ لاشك أن الترجمة الإبداعية هي إعادة بناء وكتابة النص ليتفق مع الثقافة المعنية من دون تغيير المعنى أو الأسلوب المعتمد في النص الأصلي، أي صياغة النص في قالب لغوي يليق بذائقة المتلقي. ومن هنا تتضح أهمية الترجمة كأداة لتعزيز التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب وجسراً للتلاقح بين اللغات المختلفة وصناعة وإنتاج المعرفة بكل أشكالها. كما أن القصائد المترجمة هي وسيلة للعبور على جسر ونشر الإبداع القطري محلياً ودولياً والتواصل مع اللغات والثقافات الأخرى بما يعزز حيوية اللغة ويثري تجربة الشاعر ويعرف بمستوى الابداع القطري والتجارب المتميزة فيه ويتيح المزيد من التطوير والتحديث للتجربة الفردية. شخصية الكاتب ‎- هل ترين أن الترجمات، يمكن أن تسهم في تذويب شخصية الكاتب الأصلي، لتحل مكانها شخصية الآخر المترجم؟ ‎ الترجمة هى إعادة البناء والتشكيل للنص الإبداعي مع الإبقاء على عمق المضمون وجمال المفردات والرؤية الكامنة للمبدع. لذلك فإن شخصية الكاتب الأصلي تبقى الطافية على سطح النص والمتشبثة بجذوره والمتشعبة عبر سطوره ولا يمكن تذويبها، ولكن المترجم يضيف إلى هيكلة النص أبعاداً جمالية أخرى يستشفها المتلقي، ليستمتع بما يقرأ. كما أن المترجم يتعرف على النص ثم يغوص في أعماقه ويستحوذ على معناه ثم يعيد صياغته، وكأنه كاتب ثان للنص يتقمص مكنونه، ومن خلاله تتضح لمساته، وقد يغيره أو يتركه كما هو حتى يمهده للقارئ في غاية الإتقان. لذلك فإن النص يكتسب سمة الإبداع من شخصية الكاتب وكذلك من شخصية المترجم الذي يضفي بلمسته الفنية بعداً آخراً يعتمد على مهارة المترجم وتمكنه من اللغة والتقنيات والأدوات المترجمة التي يمتلكها. تحديات الشعر - في سياق نظمكِ للشعر، والحضور بساحته كأول شاعرة قطرية تصدر ديواناً شعرياً، هل ترين أن الشعر لم يعد «ديوان العرب»، بعدما أصبحت تنازعه الرواية في الكثير من الأعمال الإبداعية؟ الشعر هو «ديوان العرب» كما قال ابن قتيبة في كتابه «عيون الأخبار»، فالشعر معدن علم العرب وسفر حكمتها ودیوان أخبارها ومستودع أيامها، وكما قال أبو فراس الحمداني: «الشعر ديوان العرب، وعنوان الأدب». ‎وكان الشعر للعرب جلاء همهم وزوال سأمهم ومجال فخرهم، وموضع فرحهم، ووسيلة للتعبير عن حزنهم وشوقهم. ومنذ القدم حفلت دواوين الشعراء القدامى بأحوال العرب وعاداتهم وأخلاقهم. وتجلت فيها مظاهر حياتهم وحروبهم ونزاعاتهم، ولذلك كله، لا يمكن الفصل بين الماضي والحاضر مهما تعددت الأشكال الأدبية التي تحظى بالأولوية لدى القراء والدارسين. أما الرواية فهي الشكل الأدبي الأكثر حيوية فى اتصالها بالأنماط المعاصرة من الخطاب والصحافة والتاريخ والسينما والعلوم الاجتماعية. ولذلك فإنها في تعبير البعض هي «ديوان العرب الجديد» لأنها تقوم بتمثيل عميق لأحوال المجتمعات العربية والحريات القومية والحروب المعاصرة وكافة التطورات الحاصلة على المدنية الحديثة. ومن ثم، فقد حظيت الرواية بالشغف والتحصيل عن الشعر، ولكن في تصوري أن الشعر سيظل «ديوان العرب»، فهو الذي يختزل التاريخ والآداب الأخرى، والتي تستفيد من الشعر عندما توظفه في سياقات سردية، وكلاهما ينطلق من جوهر واحد وهو «الإنسان» ومخاطبة الحس لديه، ومعها المشاعر والوجدان. توأم الروح - في هذا السياق، هل تحرصين على أن يكون إبداعكِ قاصراً على الشعر، دون الانخراط في تجارب إبداعية أخرى؟ كما هو معروف، فإن الشعر هو توأم الروح وترف المشاعر وبوح الخواطر وهاجس المخيلة، فهو الدفتر الذي يحتوي الأزمنة التي عشتها، والتجارب التي مررت بها، والشخوص الذين عرفتهم، والأمكنة التي زرتها، والقلوب التي أحببتها، وهو تاريخي وتراثي وماضيَّ وحاضري. وأنا أعيش بالشعر وأتنفسه، وأواجه الحياة والمصاعب والأفراح والأحزان بالشعر. لذلك اخترت أن يكون إبداعي أغلبه شعراً عبر مختلف فنونه، فكتبت القصيدة والنثر الفني، والملحمة والمسرحية والرواية باللغة الشعرية، ولديَّ إصدارات منشورة في ذلك، وكذلك لديَّ كتاب «قراءات نقدية في دواوين شعرية مطبوعة»، وكتاب «رسائل ورحلات»، ولكني لا أفكر في طباعتهما أو نشرهما، كذلك لا أفكر في الانحراف نحو القصة أو الرواية السردية، لأنني أحب أن أكون شاعرة فقط وبأساليب شعرية متعددة. كما أنني احترفت الكتابة الصحفية وكتبت المقالة والحوار والتحقيق وأفكر حالياً في إصدار كتاب لتوثيق هذه التجربة. وعلى أية حال لا أمانع أن ينخرط المبدع في أكثر من تجربة إبداعية، إذا كانت لديه الموهبة والقدرة على تقديم الأجود. أما بالنسبة لي فإنني أحبذ أن يكون الشعر هو المحور الأكثر تميزاً في تجاربي الإبداعية. جوائز المبدعين - كيف تنظرين إلى أهمية الجوائز للمبدع، ودورها في إثراء حركة الإنتاج الإبداعي والمعرفي؟ الجوائز للمبدعين هي تحفيز المناخ للإبداع واستنفار لتنافس المبدعين في كل مجال، وهي تكريم للمبدعين وتعريف بإنجازاتهم ونشر لثقافة الإبداع في المجتمع، وتأصيل لثقافة المعرفة. ولاشك أن لها دوراً كبيراً في إثراء حركة الإبداع والمعرفة، لأنها تستأثر في إبراز المتميزين في أي مجال وتدعم جودة الأعمال الإبداعية لهم، وتحثهم على المزيد من العطاء والتميز بما يخدم أوطانهم ومجتمعاتهم، وتجعلهم قدوة للأجيال التي تليهم وترصد تفوقهم. وهنا، أدعو في هذا السياق الجهات المعنية إلى الاحتفاء بالأعمال الإبداعية الفائزة بالجوائز، والعمل على نشرها، وتعريف الناس بها، ليكون أثرها أكثر نفعاً وفائدة للمجتمع. - وهل تعتبر الجوائز مقياساً لحراك إبداعي تشهده المجتمعات ذاتها؟ بالتأكيد، فالجوائز هي جزء من الحراك الإبداعي للمجتمع، لأنها تدعو إلى التحفيز والتنشيط والتقدير والتكريم المواهب وإبراز المواهب العلمية والأدبية، وتدفع إلى التطور والابتكار الذي يحرك سواكن العقول والأيادي في المجتمع. كما أنها تشكل طموحاً وهدفاً يسعى إليه الكثير من المبدعين لترسيخ الثقة بالترات والارتقاء بالتجربة الفردية. حضور عالمي - في هذا السياق، هل ترين أن الجوائز التي يتم منحها للمبدعين في قطر، تعكس مستوى إبداعيا يلامس واقعه، ويبرز ثراء الإنتاج الأدبي والفكري؟ هناك جوائز عديدة تطلقها قطر للمبدعين، وذلك من خلال جهات ومؤسسات مختلفة، ومنها جوائز محلية وأخرى عالمية، وتعكس في الوقت نفسه وعيًا تنمويًا، على نحو ما تشهده البلاد، في سعيها الدائم لنشر قيم التعايش والتسامح والأمن والسلام، وتحقيق النهضة العلمية والثقافية والاجتماعية. ولذلك، فإن هذه الجوائز تعزز مكانة قطر كدولة رائدة بين الشعوب وتعرف بجهودها الحيوية لإشاعة القيم الإنسانية وتعزيز الحوار الحضاري والثقافي فى أنحاء العالم، وهذا ما يتطابق مع الواقع الذي تعيشه قطر والرؤية الحكيمة التي تسير على خطاها، وتهدف من خلالها للوصول إلى أرقى المستويات من خلال الإنتاج الأدبي والفكري وتوثيقه للأجيال. - وهل ترين أن هناك غيابا للقطاع الخاص القطري عن المساهمة في تخصيص جوائز للمبدعين، كما هو معمول به في مختلف دول العالم؟ تبدو أغلب الجوائز في قطر حكومية وتحت إشراف وتنظيم مؤسسات وهيئات حكومية ناهضة، وهذا ما يدعو إلى تحفيز القطاع الخاص القطري إلى المبادرة بالمثل للمساهمة في تخصيص جوائز للمبدعين، خاصة وأننا نشهد حركة تنموية رائدة في البلاد على كافة الأصعدة. وقد يحدث مع توالي الأزمنة والوعي التنموي بأن تظهر مبادرات للقطاع الخاص، ليكون له دور في تنظيم الجوائز وتكريم المبدعين. زخم ثقافي - في هذا الاطار، ما توصيفكِ للمشهد الثقافي القطري خلال الوقت الراهن؟ حقيقة، المشهد الثقافي القطري يثير الإعجاب، حيث يشهد زخماً وحراكاً استثنائياً على كافة المستويات الإبداعية، علاوة على نجاحه في تحقيق التآلف بين أنشطة المؤسسات الحكومية ومنصات التواصل الاجتماعي. ولقد أدركت قطر أن الثقافة أفضل السبل لمد جسور التواصل والتفاهم بين الدول. ولذلك نجحت في بناء مشهد ثقافي وفني متميز، كما استطاعت أن تجسد روح الدولة من خلال كافة الأنشطة والمباني والهيئات الثقافية التي تعرض تراث قطر والتقاليد العربية الأصيلة والحداثة والمعاصرة التي تشهدهما البلاد في آن. كما أنه بالتآلف مع التنشيط السياحي واستضافة البطولات الرياضية العالمية استطاعت قطر أن تفتح المجال للمزيد من الزوار والرواد للاطلاع على ثقافة البلاد، وكذلك أتاحت الشيء نفسه للدارسين والباحثين لاستكشاف ما خفي من التراث والمعاصرة، وهي الآن تحتضن مجموعات الفن العربي والتحف التاريخية في متاحفها والتصاميم التراثية في مبانيها وشوارعها والوثائق والمخطوطات في مكتباتها، والإبداعات الأدبية في الشعر والقصة والرواية والفنية في اللوحات والرسومات وتؤسس للإرث الثقافي المتميز في كل مجال وصوب. وهذا ما يؤسس للمزيد من الازدهار والاحتفاء بالثقافة والمثقفين. جديد الإبداع - ماذا عن أحدث أعمالكِ الإبداعية؟ أقوم حالياً بالإعداد لطباعة كتاب «ذاكرة القلم»، وهو مجموعة منتقاة من مقالاتي الصحفية المنشورة سابقاً في الصحف المحلية ليكون توثيقاً لتجربتي في الكتابة الصحفية على مدى ٢٥ عاماً. كذلك أتهيأ لإصدار ديوان شعر جديد بعنوان «نداء الزيتون»، وهو عبارة عن مجموعة من قصائدي التي كتبتها في فلسطين تضامناً مع الجرح النازف في غزة، وتوصيفاً لمشاعر التضامن والتآلف مع القضية الفلسطينية العربية حتى يتحقق النصر بإذن الله.

1022

| 06 أغسطس 2024

ثقافة وفنون alsharq
مريم الحمادي مديرا لـ«التعاون الدولي» وعبدالرحمن الدليمي لـ«الثقافة والفنون» بوزارة الثقافة

أعلنت وزارة الثقافة تعيين السيدة مريم ياسين الحمادي مديرًا لإدارة التعاون الدولي، والسيد عبدالرحمن عبدالله حمد الدليمي مديرًا لإدارة الثقافة والفنون. جاء ذلك في إطار الدفع بآليات جديدة للحفاظ على زخم المشهد الثقافي، بما يعزز من حضوره الدائم. وقد شغلت السيدة مريم الحمادي، مديراً لإدارة الثقافة والفنون، ومديراً عاماً للملتقى القطري للمؤلفين، وساهمت خلال توليها الموقعين في إثراء العمل الثقافي. كما أن لها العديد من الإصدارات التي تدعم الهوية الوطنية. أما السيد عبدالرحمن الدليمي فهو مؤلف وشاعر وله العديد من المشاركات الثقافية المتنوعة، وحضور بارز بالمشهد الثقافي، كما أصدر ديواناً شعرياً، ويعتبر من الكوادر النشطة في شتى صنوف الثقافة.

1742

| 23 أبريل 2024

ثقافة وفنون alsharq
كتارا تثري المشهد الثقافي بمعارض فنية جديدة

شهدت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) افتتاح ثلاثة معارض مختلفة، وذلك ضمن فعالياتها خلال شهر رمضان المبارك، وهو ما يثري المشهد الثقافي بمعارض فنية جديدة، تستكشف الآيات القرآنية، وتعكس قيمة الشهر الفضيل. وشملت هذه المعارض، «ذُكر في القرآن»، وتنظمه (كتارا) بالتعاون مع مركز قطر للتصوير التابع لوزارة الثقافة، ومعرض «مساجد العالم في البطاقات البريدية» وينظمه المركز القطري لهواة الطوابع والعملات التابع لوزارة الثقافة بالتعاون مع (كتارا)، بالإضافة إلى معرض «روح الحرف العربي» للفنان العراقي بشار علي.وشهد الافتتاح كل من السيد سيف سعد الدوسري، نائب مدير عام كتارا ومدير الموارد البشرية، معرض «ذُكر في القرآن»، وسعادة د. مصطفى كوكصو، سفير جمهورية تركيا لدى الدولة، والسيد عبدالله المصلح، مدير مركز قطر للتصوير، بالإضافة إلى المهتمين وزائري كتارا. ومن بين المعارض التي تم افتتاحها في (كتارا)، معرض «مساجد العالم في البطاقات البريدية». وقال السيد حسين رجب الإسماعيل، مدير المركز القطري لهواة الطوابع والعملات، إن المعرض يضم 160 لوحة، تتناول البطاقات البريدية، التي توثق لأشهر المساجد في دولة قطر، ضمن مشروع للمركز لتوثيق المساجد في قطر ودول الخليج والدول العربية والإسلامية، وذلك عبر الطوابع البريدية. داعياً الجمهور إلى زيارة المعرض، والوقوف على ما يضمه، للتعرف على هذه المساجد وتاريخها العريق. وثمن التعاون مع (كتارا) لإقامة المعرض. وقال: إن هذا التعاون يمتد إلى مشروع آخر يتضمن إقامة المركز لمزاد للطوابع والعملات، وذلك قبل نهاية الشهر الجاري. داعياً هواة الطوابع والعملات إلى المشاركة فيه. ويوثق المعرض عبر الطوابع البريدية المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة والطوابع التذكارية لمواسم الحج، والمسجد الأقصى وقبة الصخرة في القدس الشريف.كما يوثق لأشهر المساجد في دولة قطر، ومنها مساجد الشيوخ والقبيب وعمر بن الخطاب وأبي بكر الصديق رضي الله عنهما والمدينة التعليمية وكتارا، بجانب مساجد أخرى في دول الخليج والدول العربية والإسلامية.أما معرض «ذكر في القرآن»، فيضم مجموعة متنوعة من الصور الفوتوغرافية التي تمثل مواضيع متعددة ذكرت في القرآن الكريم، مستهدفاً تسليط الضوء على عظمة الخالق، من خلال ما يعرضه من لوحات تقدم نصوصا قرآنية لترسيخ الرابط الديني بين الآية القرآنية والصورة الفوتوغرافية، ما يمنح المتلقي تجربة فريدة للتأمل في إبداعات الله تعالى في الكون. أما معرض «روح الحرف العربي» للفنان العراقي بشار علي، فيجسد من خلاله الثمرات والنباتات المذكورة في آيات القرآن الكريم عبر الحرف العربي، وبتوظيف تقنيات ومواد مختلفة.

536

| 16 مارس 2024

ثقافة وفنون alsharq
التنسيق بين الفعاليات الثقافية.. ضرورة مفقودة

في ظل ما يشهده المشهد الثقافي من زخم للفعاليات المختلفة، يطرح التساؤل نفسه عن مدى حضور الجمهور لها، كونه المستهدف الأساس من إقامتها، وما إذا كان تزامن إقامة هذه الفعاليات يسهم في تشتيت الجمهور، أم أن زخم إقامتها يمكن أن يجعله أمام جملة من الخيارات، ليختار ما يناسب حضوره. الشرق طرحت هذه التساؤلات على عدد من المبدعين، فلم تتباين آراؤهم كثيراً في أهمية زخم الفعاليات في حد ذاته، فيما كان اختلافهم حول مدى التنسيق فيما بينها، إذ هناك من أبدى انحيازه لأهمية التنسيق، مقابل آخرين رأوا أهمية أن تكون هناك الحرية أمام الجمهور ليختار ما يشاء من موضوعات ثقافية مطروحة، دون أن يغفل الجميع أهمية اختيار الموضوع المطروح، والمتحدثين له، وفق معايير موضوعية. د.عبدالله فرج: يجب تذليل الصعاب لجذب الجمهور يقول الكاتب والإعلامي د. عبدالله فرج المرزوقي، إن إقامة الفعاليات الثقافية مع تنظيمها يعنيان القدرة على الجمع بين مهارات الإدارة بدءًا من البحث والتخطيط والتنسيق وصولًا إلى التنفيذ، مرورًا بتوظيف الأفكار الإبداعية وأدوات التسويق وجذب الجمهور، وهذا يتطلب من الجميع معرفة جيدة بنوعية الفعالية وهدفها وجمهورها المستهدف، بجانب أدق التفاصيل من حيث المكان والحضور، واختيار المتحدثين، ممن لديهم خبرة وسمعة جيدة. ويتابع: إن إقامة مثل هذه الفعاليات يجب أن يكون وفق خطط مدروسة، وتذليل الصعاب من أجل حضور الجمهور، دون إغفال الجوانب الفنية بهذه الفعاليات لجذب الجمهور إليها، مع تحديد هدفها، إذ إن الهدف مهم لأن على أساسه يتم تحديد المهام وطبيعة الجمهور المستهدف، علاوة على الزمان والمكان، مع مراعاة أهمية التنسيق بين الفعاليات الثقافية والمهرجانات والمسابقات والحفلات الفنية المختلفة، بما يحقق النجاح لها، وكلنا ثقة في أن الجهات القائمة جديرة بتحقيق ذلك، ليستفيد الجميع من كل الفعاليات الثقافية والفنية، والتي تشهدها بلادنا، ونحن في أجواء بطولة كأس آسيا، وما يحققه تنظيمها من نجاح باهر، يضاف لذلك النجاح الذي حققته قطر في استضافتها لمونديال 2022. د. خالد البوعينين: الطرح الهادف أحد عوامل النجاح يشدد الكاتب والمؤرخ د. خالد البوعينين على أهمية أن يكون هناك تنسيق مسبق بين الجهات المعنية بضخ وتنظيم الفعاليات الثقافية مسبقًا، منعًا لأي تداخل، يمكن أن يسهم في تشتيت الجمهور، أو تشابه العناوين المطروحة للنقاش، خاصة وأن الهدف الأبرز من هذه الفعاليات هو أن يكون الموضوع المطرح ذا قيمة ومعنى وهدف، علاوة على أهميتها في استقطاب الجمهور. ويقول: كلنا ثقة في أن تراعي الجهات الثقافية المعنية مثل هذا التنسيق، تجنبًا لأي تداخل، وحتى تحقق الفعاليات الموجهة للجمهور هدفها في أن يكون الجمهور هو المستهدف من وراء إقامتها، بغية تعزيز حالة الوعي بين أفراد المجتمع، علاوة على إثراء المشهد الثقافي الذي يسعى إليه الجميع، وفي القلب منه الجهات والمؤسسات الثقافية، والتي لا تألو جهداً في تقديم محتوى هادف، ينشر الوعي والمعرفة في أوساط المجتمع. ويتابع: إنه من الضروري حتى يستمر هذا الدور للجهات المعنية، فإنه يجب إعادة النظر في الموضوعات المطروحة للنقاش، بحيث تلامس اهتمامات الجمهور، وتعكس تطلعاتهم، لتكون هدفًا لهم، ومحورًا يستقطبهم إلى حضورها، مع ضرورة تجنب النمطية في الطرح، واختيار المشاركين وفق معايير موضوعية، لتتكامل منظومة الفعاليات الثقافية، في اختيار توقيت إقامتها وموضوعها المناسب، وكذلك المشاركين، الأمر الذي ستكون نتيجته استقطاب الجمهور. صالح غريب: تحديد البرامج مسبقاً وسيلة للتنسيق يرجع الكاتب والإعلامي صالح غريب إشكالية غياب التنسيق بين الفعاليات الثقافية إلى عدم وجود أجندات مسبقة لدى الجهات المعنية بتنظيم مثل هذه الفعاليات، ما يفرض تداخلاً في التوقيت الزمني عند إقامتها. ويقول: إن التداخل يحدث أحيانًا بين الفعاليات الثقافية التي قد تنظمها مؤسسة ثقافية بعينها، سواء من حيث تشابه العناوين المطروحة، أو التقارب الزمني في إقامة مثل هذه الفعاليات، ما يتطلب ضرورة إعادة النظر فيما يطرحه من ناحية، وكذلك فيما يتعلق بالتوقيت الزمني من ناحية أخرى. ويضيف إن هذا التداخل يسهم في تشتت الجمهور، في الوقت الذي ينبغي فيه الحرص على أن يكون الهدف الأساس من إقامة مثل هذه الفعاليات هو استقطاب الجمهور إليها، بما يخلق حالة من الوعي بين أفراد المجتمع، ويحقق بالتالي الهدف المنشود بحضور الجمهور لهذه الفعاليات. مشددًا على ضرورة أن تكون هناك أجندة معدة مسبقاً للفعاليات الثقافية يتم الإعلان عنها بوقت كاف، حتى لا يتم التداخل، وتفادى الجهات الأخرى ذات العلاقة، تكرار العناوين المطروحة، وكذلك التوقيت الزمني، حتى لا يتم تنظيمها في أوقات متقاربة مع بعضها البعض، فيكون بذلك تشتيتًا للجمهور من ناحية، وإهدارًا للجمهور من ناحية أخرى. حنان الشرشني: التنسيق المسبق للفعاليات ضد حرية الجمهور تبدي الكاتبة حنان الشرشني انحيازها لتنوع الفعاليات وعدم ترتيبها على نسق واحد أو أن تتبناها جهة واحدة دون غيرها. وتقول: لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، ولذلك فإنه لا يمكن حصر الفعاليات في توقيت معين أو جهة معينة، كما أؤيد حرية الجمهور في اختيار المناسب له، وبما يتوافق مع وقته واهتماماته، وخاصة إنّ الاجواء أصبحت معتدلة ومناسبة لإقامة الفعاليات وفي أماكن مفتوحة، وقد يساعد ذلك على أن تجتمع الأسر مع بعضها البعض في أكثر من فعالية، كل حسب اهتماماته وميوله. وتقول: لو أن أكثر من جهة ثقافية نظمت فعالية لموضوع معين بعينه، ثم تم تناوله من زاوية أخرى، فإن هذا الاختلاف جميل ويحمل إثراءً ومتعة للجمهور، ليكون هذا هو الهدف من إقامة الفعاليات بحد ذاتها. آمنة السيد: رزنامة الفعاليات الشهرية توحد الجهود تصف الكاتبة آمنة يوسف السيد، الفعاليات الثقافية بأنها رافد حضاري وتراثي وتربوي يضيع عتمات الجهل ويحيي العلم، وأن إقامتها تدل على تقدم الدول التي تُعنى بالثقافة، ما يجعلها دولاً رائدة. وترى ضرورة في أهمية توحيد الجهود بما يؤدي إلى الهدف بشكل أعمق وأسهل، للوصول إلى جميع المستهدفين، مما يعطي زخمًا ثقافيًا ويقرب وجهات النظر ويحقق رؤية قطر 2030. وتقول: إن الفعاليات التي تقام في وطننا يجب أن يكون لها أربع ركائز أساسية، أهمها تطوير الفرد، إن لم يكن من خلال توحيد الجهود، فيكون من خلال توحيد الصورة للوصول إلى العنصر البشري الهام الذي تقام عليه الدولة كأساس لبناء الحضارة. وترى أنه لو كانت هناك مثلاً فعالية تركز على البيئة القطرية، فإن كل الوزارات يجب أن تعمل على ذلك كما يحدث في اليوم الوطني للدولة، وذلك حتى تكون وجهتنا وأولوياتنا واحدة. وتقترح على وزارة الثقافة إعداد رزنامة سنوية مقسمة بالأشهر بحيث يكون لكل شهر فعالية خاصة به، فمثلاً شهر ديسمبر، وبمناسبة اليوم الوطني، يمكن أن تتوجه كل الفعاليات إلى هذه المناسبة، بتناول القيم والهوية الوطنية وغيرها، وكذلك الحال في شهر فبراير، يتم الربط بين الثقافة والرياضة مثلاً، وبالمثل خلال شهر رمضان يكون النقاش حول القيم الإسلامية وتعاليم الدين الحنيف وبناء الانسان، وهكذا بما يجعل لكل شهر موضوعه الخاص، مع إعداد شعار أو رمز بحروف وفكر أو كلمة أو بيت شعر تعبر عن موضوع هذا الشهر، ويتم نشر ذلك على جميع الوزارات والجهات ووسائل التواصل والإعلام، بما يوحد الصورة في تحقيق هذه الرؤية. وتشدد على ضرورة وجود رزنامة ثقافية للفعاليات شهريًا، تتوحد فيها الجهود، وأن تعمل عليها جميع الوزارات، فيكون لدينا 12 فعالية ثقافية على مدى 12 شهرًا، تناقش جميع المجالات الثقافية، وبمشاركة الجميع، مستهدفين جميع فئات المجتمع، وباللغتين العربية والإنجليزية. وتقول: إن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي التي تعمل بها كنائبة مدير، بالإضافة إلى دورها الثقافي كمؤلفة ومدربة قطرية، فإنها تطمح الى أن يكون المجال الأكبر في نشر هذه الفعاليات في مدارسنا كما يحدث في الأنشطة القائمة فيها، وعندما يكون المجال أعم ويصل لجميع الجهات والمؤسسات في الدولة، فإن ذلك يجعل الأمور أسهل وأيسر. روضة العامري: التنسيق يعزز التفاعل ويثري المشهد الثقافي تؤكد الكاتبة روضة العامري أن التنسيق بين الفعاليات الثقافية التي تنظمها جهات مختلفة يحمل أهمية كبيرة في تحقيق نجاح وجذب اهتمام الجمهور، حيث يسهم التنسيق في إنشاء تجربة متكاملة ومتنوعة للحضور، مما يعزز التفاعل الإيجابي ويثري المشهد الثقافي. وتقول: بصفتي خبيرا ثقافيا، في مجال الثقافة والفنون والتراث، وأعمل ضمن كادر الفعاليات الثقافية والتراثية، فإنني أرى أن تحقيق التنسيق يعكس حرصًا على استقطاب الجمهور، إذ يتيح ترتيب الفعاليات بشكل منظم ومتناغم إمكانية استمتاع الحضور بتجارب متعددة دون تشتيت، ويعزز ذلك فهم الحضور للمحتوى الثقافي ويعمق ارتباطهم بالفعاليات المقدمة. وتتابع: إن عدم التنسيق يتسبب في تشتت الجهود والانتباه، ما يقلل من جاذبية الفعاليات، ومع ذلك، يجب الحفاظ على التوازن، بحيث يتيح عدم التنسيق للجمهور حرية اختيار الفعاليات التي يرغب في حضورها، ما يتيح بالتالي للفرد تجربة فريدة وتنوعا في اختياراته. لافتة إلى أن التنسيق بين الفعاليات يعكس اهتمامًا بتحسين تجربة الحضور، مع ضرورة إتاحة مساحة للحرية الشخصية للاختيار، مع ضرورة ألا يكون التنسيق تقييدًا مطلقًا، وإنما يكون هدفًا لتحسين الاستمتاع العام والتفاعل مع الفعاليات، مع احترام حرية الفرد في اختيار ما يناسبه.

1266

| 14 يناير 2024

ثقافة وفنون alsharq
«الشرق» ترصد تطلعات المبدعين 2024

مع بزوغ عام جديد، تتعاظم تطلعات المثقفين إلى مزيد من الإنجاز الثقافي، خاصة وأن التطور الثقافي حلم دائم لهم، لا يغادرهم، ولا يراوح مكانه، كون المثقف في حلم دائم مع إحداث التطور المنشود. وفي هذا السياق، ترصد«الشرق» تطلعات عدد من المبدعين، مع إطلالة عام 2024، حيث يعربون عن أملهم في زيادة دعم الفنانين، وعودة الحياة إلى الدراما والمسرح، وإقامة ملتقيات عالمية في الفن التشكيلي. وبتجاوز تطلعات المبدعين من المحلية إلى العالمية، فإنهم يعربون عن أملهم في انطلاق الفكر والثقافة القطرية إلى العالمية من خلال أنامل مبدعي قطر في كافة المجالات الثقافية، وترجمة الأعمال القيمة إلى أهم اللغات العالمية. حسن الملا: دعم الفنانين القطريين يؤكد الفنان التشكيلي حسن الملا أنه يحرص على المشاركة في ورش الفن التشكيلي، والاهتمام بالفنانين المبدعين من فئة الشباب، وذلك بحثهم على استمرار الممارسة بالعمل الفني سواء بالرسم أو بتثقيف نفسه، من خلال قراءه البحوث وزيارة المتاحف في قطر كالمتحف الإسلامي والفن الحديث، الزاخرين بأعمال فنية من كل الدول. ويعرب عن أمله في زيادة دعم الفنانين التشكيليين القطريين من جانب الصروح والجهات المختلفة المعنية بالشأن الثقافي والفني، وذلك بعرض أعمالهم واقتنائها، خاصة وأن الفنان القطري يستحق الكثير، لما تتميز به أعماله من جودة وأصالة. كما يعرب عن أمله في أن يكون هناك نقاش وحوار دائم بين الفنانين التشكيليين، من القطريين والمقيمين، لدراسة الفن التشكيلي، والوقوف على أوضاع الفن التشكيلي المحلي، بالشكل الذي يجعله متوهجاً دائماً. وضحى السليطي: إقامة ملتقيات عالمية للفن التشكيلي تبدي الفنانة التشكيلية وضحى السليطي تطلعها إلى أن يكون هناك دور أكبر للفن القطري محليًا وعربيًا وعالميًا، وذلك من خلال التوسع في إقامة المعارض الشخصية والجماعية، وكذلك الاهتمام بالفنانين، ودعمهم. وتعرب الفنانة وضحى السليطي عن أملها في تنظيم ملتقيات فنية عالمية في قطر، سواء كان «بينالي» أو «سمبوزيوم» عالميا، وذلك بما يحقق الانطلاقة من المحلية إلى العالمية. وتقول: كلنا ثقة في ترجمة كل هذه التطلعات لترى حيز التنفيذ، وأن يكون هناك اتجاه لإقامة معارض عالمية أسوة بالدول الأخرى التي تقيم مثل هذه الملتقيات، خاصة وأن قطر لديها سجل زاخر في ذلك، وتتمتع بكوادر كفؤة ومؤهلة لذلك، من خلال الفنانين الذين يحظون بتاريخ فني زاخر، ولديهم استعداد للمشاركة أو تنظيم مثل هذه الملتقيات العالمية. سعد الباكر: ممارسة المثقف لدوره بشفافية ومسؤولية يعرب الكاتب سعد عبدالرحمن الباكر عن أمله في أن يكون العام الجديد أكثر إثارة ومتابعة لأسرع التطورات المتلاحقة من تلك الأعوام المنصرمة، خاصة في ظل التناقضات الكثيرة والمتغيرات القائمة على جميع الأصعدة. ويتوقع أن يكون العام الجديد مليئاً بالتحديات والتطورات السريعة. ويقول: مهما كان المثقف الحاذق ملمًا بالمتابعات ولديه الخبرة ويمتلك من الأدوات التي تمكنه من تتبع جميع المواضيع وانتقادها ورفع المقترحات والحلول والمساهمة بالإرشاد للمواضيع وبعض المعضلات المختلفة، إلا أنه قد يتوه في خضم هذه المتغيرات والظروف المحيطة والإقليمية والدولية، وقد يكون الإرباك سريعا لدرجة لا تمكن المثقف من متابعة المجريات والوقوف عليها. ويتابع: إن بعض المثقفين ممن ألهمهم الله الحكمة والرشاد يستطيع تقدير الأمور المستقبلية وله القدرة على الاستقراء أو التنبؤ بالمستقبل، مما قد يدعم ذلك استقرار فكر المثقف وتركيزه على المواضيع وتحليلها بدقة أكثر تمكنه من التعامل والتفاعل بواقعيه ومنطقية مع المواضيع التي هي قيد الطرح. لافتاً إلى أن «ظروف اليوم وأدوات وسائل التواصل، يستطيع المثقف أن يساهم فيها بقوة ومسؤولية ويطرح رأيه وتعاطيه ورؤاه للمجتمع وللمؤسسات المختلفة بسهولة ومرونة وتقبل من الجميع». ويشدد على ضرورة أن يمارس المثقف حرفته بشفافية ومسؤولية كاملة، وتقديم النصائح بشفافية، وطرح البدائل بدون تردد أو توجس، الأمر الذي يتطلب ضرورة التفاعل مع هذه الأطروحات بإتاحة مساحة كافية وغير مقيدة لها، بما يسمح للمثقف بتقديم رسالته على أتم وجه وحرية، انطلاقاً من واجبه الوطني، والإحساس بالواجب تجاه المجتمع والأمة، فـ «المثقف ناصح أمين ومرشد متطوع يرجو الخير والنماء والرقي لوطنه». حمد التميمي: نتطلع لتصبح قطر وجهة للمثقفين العرب يقول الكاتب حمد التميمي: «تعودنا أن نرفع سقف تطلعاتنا كل سنة أكثر من السنة التي سبقتها نظرًا للتطورات السريعة والقفزات غير المسبوقة التي تشهدها الساحة الثقافية القطرية والاهتمام الكبير الذي توليه الدولة بالثقافة والمثقفين، ونطمح أن تكون سنة جديدة عامرة بالنجاحات زاخرة بالإنجازات في المجال الثقافي». ويتابع: «نتطلع أن تكون قطر منارة للثقافة ووجهة للمثقفين العرب ومن كل أقطاب العالم، وذلك من خلال إطلاق مسابقات جديدة على المستويين العربي والعالمي تركز على المواضيع الإنسانية المشتركة والقضايا العالمية الآنية والملحة بما فيها التغيرات المناخية والأوضاع الإنسانية لضحايا الحروب، وكمثقفين نبحث عن نقاط الاشتراك والتلاقي في كل ما يتعلق بقضايا الانسان ونسعى لمد جسور التواصل مع مثقفي العالم لتبادل الخبرات وتوسيع الآفاق والاستفادة من التجارب المختلفة، ووصول الفكر والثقافة القطرية إلى العالمية من خلال أنامل مبدعي قطر في كافة المجالات الثقافية». ويعرب عن أمله في أن يتمكن الكاتب القطري من رفد المكتبات العالمية بكتب قيمة سواء في المجالات العلمية والبحثية أو الأدبية وهو ما لا يمكن أن يتحقق سوى بتبني وزارة الثقافة للأعمال القيمة وترجمتها لأهم اللغات العالمية، علاوة على إقامة شراكات وتعاونات على مستوى الدولة مع دول وجهات ثقافية مختلفة حول العالم للتعريف بالإنتاج الفكري القطري ومنح الكاتب القطري الفرصة للوصول إلى العالمية. أحمد البدر: نأمل عودة الحياة للدراما والمسرح يؤكد المخرج المسرحي أحمد البدر أن أقصى درجات طموح أهل الثقافة والفن هو عودة الحياة إلى الدراما التلفزيونية والمسرح، والاهتمام بالفنان ، وكذلك الفنون بأنواعها، بالإضافة إلى تشكيل لجان متخصصة لوضع الخطط والبرامج العلمية لتطوير الفنان والإشراف على ما يُقدم للجمهور من جانب أهل الخبرة والاختصاص. ويعرب عن أمله في المحافظة على الموروث الشعبي ومنع كل متطفل ودخيل يشوه ذلك الموروث العريق، فضلاً عن التطلع إلى إقامة صالات عرض مسرحي للفرق الأهلية وإشهار فرق جديدة خارج الدوحة، لنشر ثقافة المسرح. مازن القاطوني: زيادة البرامج الثقافية والمبادرات يصف الكاتب مازن القاطوني لحظة ميلاد عام جديد بأنها «لحظة مميزة، مُفعمة دائماً بالأمنيات والتطلعات، تحمل معها وعوداً جديدة وفرصا مغايرة. ويقول: في مثل هذه اللحظات الأثيرة لا ينفك المشهد العام للوطن يرافقني، فأحلم له كما أحلم لنفسي، وأكثر ما تتعدد فيه الأمنيات هو مضمار الثقافة ومشهدها العام في بلادي، والذي ينبض بكثير من الزخم والتألق عامًا بعد آخر، حتى باتت قطر به قبلة ونموذجًا يحتذى، فلا حدود للإبداع والإنجاز والطموح. ويتابع: إن بلادنا عودتنا دائماً على ذلك في شتى المجالات، والثقافة واحدة من هذه المجالات التي تستمر الدولة في تقديرها ودعمها ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى الإقليمي والعالمي كذلك. ويعرب عن أمله في أن يشهد العام الجديد مزيداً من البرامج الثقافية والمبادرات المتخصصة، وذلك بتشجيع النشء والشباب على القراءة، بما يعينهم على اكتشاف مواطن الإبداع فيهم، وبما يسمح لهم بمساحات للنقاش والتفاعل الحي، ويعرّفهم على أنماط الفنون المختلفة، وتقربهم منها عبر أنشطة عملية وعلمية». كما يأمل في إقامة المزيد من الندوات والمعارض الفنية وورش العمل والعروض الفنية العالمية والمسابقات الأدبية، «فالمثقف دائماً وأبداً لا يمل من معايشة مثل هذه الفعاليات، بل يزداد توقه إليها وحرصه على حضورها، كونها تثري ذاته وتمده بمزيد من التجارب والمعاني التي يحتاج إليها، إذ إننا على وقع النهضة والإنجازات غير المسبوقة التي نحياها في قطر». عائشة سعيد: آمل ترجمة التطور الثقافي في كتاب جديد تقول الكاتبة عائشة سعيد إن قطر لديها قدرات استثنائية هائلة في الجذب السياحي قياسًا على مكانتها المرموقة وقيمتها وإرثها وأصالتها وتنوع مشاهدها الثقافية المتفردة، ولذلك أحاطت بذهني فكرة إنجاز كتاب يتناول هذا المضمون، والتعبير عن خصوصية الأمكنة وإشعاعها اللامسبوق في سياق يضع بصمة حول مدلولات ارتباطها بجوانب حياتية مشرقة وحراك ثقافي لافت جعلت منها مزارات سياحية محتشدة بالجمال والألق». وتتابع: إن ما لدينا في قطر شكل لي مصدر إلهام دفعني للتطلع لكتابة كتابي هذا عام 2024 وأنهل من معيننا الثقافي الأخاذ من خلال ماعون السياحة عبر الفعاليات والأنشطة الثقافية التي صاغت بتوهجها نقشًا خالدًا في ذاكرة التاريخ تتناقله الأجيال، تحكي روعة المشهد وتجليات الفعل الثقافي في أبهى وأرقى تصوراته. وتلفت إلى اهتمامها – على الصعيد العام- بزيادة تفاعلات متابعة روزنامة التسويق للفعاليات الثقافية. معربة عن الأمل في تخصيص مقالات بالصحف لتعريب بعض المقالات الأجنبية في مجالات الثقافة والأدب العالمي والتراث والحضارات والتاريخ والفنون والعلوم والرياضة والبحوث العلمية وتنمية الذات والمهارات وغيرها من الأوجه الثقافية المهمة حتى يتم مواكبة ومتابعة الفعل الثقافي العالمي بصورة أكثر فاعلية.

886

| 02 يناير 2024

ثقافة وفنون alsharq
الكاتبة صالحة خليفة لـ الشرق: المبدعات القطريات نجحن في اقتحام المشهد الثقافي

أعدت الكاتبة صالحة خليفة دراسة عن الشاعرة د. زكية مال الله العيسى، كأول شاعرة قطرية تصدر ديوانًا شعريًا، وذلك ضمن بحثها «شعرية المرأة الخليجية وقراءة المشهد والتجلي نموذجًا.. الشاعرة القطرية د. زكية مال الله»، حيث تقدمت بهذه الدراسة إلى الملتقى الدولي الأدبي الثقافي الأول، والذي أقيم بالقاهرة، بمشاركة باحثين وأدباء وشعراء عرب، وذلك تحت عنوان «سلطة اللغة والأداء ما بين الشعبي والفصيح.. شعر الحبّ والغزل نموذجًا». في حديثها لـ الشرق، ترصد الكاتبة الأستاذة صالحة خليفة ملامح هذه الدراسة، وأبرز مخرجاتها عن شعر د. زكية مال الله، منذ صدور ديوانها الأول «في معبد الأشواق»، والمطبوع في القاهرة، عام 1985، وانعكاساته على تطور الشعر القطري، علاوة على توقفها عند تقييم إنتاج الشاعرات القطريات، وحرصهن في الحفاظ على مستوى إبداعاتهن طوال السنوات الماضية، بجانب محاور أخرى، طرحت نفسها على مائدة الحوار التالي: - ما أبرز مخرجات دراستك عن شعر الدكتورة زكية مال الله؟ ارتبط شعر الدكتورة زكية مال الله بحالة من الصدام والدهشة والانفلات على الواقع المعاش والموروث الاجتماعي وتخليص صوتها من هيمنة الصوت الذكوري على لغة الشعر وإيجاد لغة تعبير خاصة بها تعكس من خلالها ما يميزها عن الشاعر الرجل واكتشاف ذاتها والتعبير عنها بحرية دون قيود لتبوح بالوجدان الهامس ذلك السلوك الجمالي الفكري المتمرد بلور الشخصية الإبداعية القادرة على إخراج الأنا الأنثوية إلى حيز الوجود لديها. كما استطاعت الشاعرة د. زكية من المقاربة لنماذج التشكيل المعاصر والانطلاق بفضاء الشعر الحر والقصيدة النثرية، وكسر جدلية الصراع الثقافي الكامن في المحمولات المتراكمة القديمة وإعلاء ذاتها والأنا الأنثوية واستنطاقها ضمن الجسد الأنثوي المضمر في كتابة الشعر. قاموس شعري - برأيكِ ما السمات التي اعتمدت عليها الشاعرة في قصائدها مما جعلها من القصائد المتميزة؟ اعتمدت الشاعرة د. زكية على قاموسها اللغوي الخاص بها، وحرصت عليه وأثرته كما حاولت أن تنأى بشعرها عن التقريرية والمباشرة وتبهرنا بما لديها من الإيحاء والتكثيف وتراسل الحواس وتجاوز الدلالات الوضعية في التركيب والصور والرمز وقد برعت باستخدام اللفظ الغير معتاد والولوج لمنطق الخيال والسياحة في فضائه بمهارة وحرصت على أن تعطي المتلقي لشعرها فرصة المغامرة والتجريب وألا تفرض عليه أفكارها ليعيش متعة الشعر ويتلفح بغموض شفيف والفهم والتأويل الذي يخدم الشعر عندها. - هل لوحظ تنوع في مضامين قصائدها منذ إصدارها للديوان الأول «في معبد الأشواق»، والمطبوع في القاهرة عام 1985؟ أثر التطور والتقدم العلمي تأثيرًا قويًا على شعريتها فهي أول صيدلانية قطرية وحاصلة على الدكتوراه في مجالها العلمي كما أن وجودها في القاهرة للدراسة في حقبة مهمة في تاريخ الأدب والشعر كان له الأثر الكبير في التنوع الشعري لديها ونلمس ذلك التمرد على النماذج الشكلانية المتوارثة شعريًا من تفضيلها للشعر الحر - وإن كتبت القصيدة العمودية - ليصبح أكثر الأشكال الفنية تلاؤمًا واتساقها مع شعرها وقد كتبت في الحب وحب وطنها قطر ولفلسطين ومصر والوطن العربي كما كتبت في حب الله سبحانه. - برأيكِ ما أهمية شعرها في الأدب القطري؟ الأدب مرآة للمجتمع وتجسيد لمراحل نموه وتطوره لذا يمكن لنا من خلال شعر د. زكية مال الله أن ندرس تطور المجتمع القطري ففي بداية شعرها جسدت لنا حالة الحب والغزل الخجولة وتجربتها المكتومة لنلمس بعد ذلك التغيّر في نبض صوتها كلما أخذ الزمن بالمضي نسمع صوتها يعلو وتتغير نبرته من حبيبة تطلب رضا المحبوب إلى امرأة أخرى تملك زمام أمرها بالبقاء أو الرحيل هذا التغير نتيجة التغيرات الاجتماعية في المجتمع القطري وأخذ المرأة مكانة كالرجل وربما أكثر في المشهد الثقافي. - باعتباركِ صاحبة دار خليفة للنشر والتوزيع.. ما رؤيتكِ لطبيعة التحديات التي تواجه دور النشر حاليًّا؟ نواجه الكثير من التحديات، أهمها التكاليف الباهظة للطباعة والتوزيع والنقل وتكاليف المشاركة في المعارض العربية للكتاب الآخذة في الارتفاع إضافة لمنافسة الكتاب الإلكتروني ونحن بحاجة إلى تطوير السوق الإلكتروني الذي يحافظ على حقوق دار النشر والمؤلف معًا من القرصنة وتقديم تسهيلات لدور النشر للمعارض لخفض تكلفة المشاركة بها. أنماط شعرية - إلى أيِّ حد استطاعت الشاعرات القطريات الحفاظ على مستوى إبداعاتهن طوال السنوات الماضية؟ لقد نجحن في اقتحام المشهد الثقافي لتصل إلى ملتقى حضاري تثاقفي هام وتغيير الصورة النمطية للمرأة القطرية ووضعت لنفسها رؤى مبنية على جملة من التساؤلات الفكرية والفلسفية فسارعت بظهور أنماط شعرية تتماشى مع التطور الفكري الجديد لها والذي دعم الحضور القوي لقصيدة شعر التفعيلة.

1802

| 17 ديسمبر 2023

ثقافة وفنون alsharq
الشرق ترصد حضور «أدب الرحلات» في المشهد الثقافي

يعتبر «أدب الرحلات» أحد أشكال الكتابات الأدبية، التي يكتبها المبدع بلغة أدبية رفيعة المستوى، يوثق من خلالها العديد من الأماكن والأحداث والمواقف، بصورة واقعية، وإن جنحت للخيال في بعض الأحيان، فتكون لخدمة النص المكتوب. الشرق، ترصد من جانبها أهمية هذا اللون من الآداب، ومدى حضوره في الساحة الثقافية المحلية، وفي المقابل، أبرز ما تمت كتابته عن المشهد المحلي عبر رحالة وكُتّاب آخرين، فيما يشدد مبدعون على أهمية دعم هذا اللون الإبداعي، وإتاحة منصات لتشجيع الكتابة فيه، في ظل جهود بعض الكُتّاب في خوض غمار هذا الأدب، بكل ما يحمله من عناصر تشويق وإفادة، قد تصبح مرجعًا علميًا أو تاريخيًا، أو جغرافياً، أو مادة وثائقية في مجالات شتى. جمال فايز: «أدب الرحلات» يوثق ثقافات أخرى من بين الذين استوحوا من «أدب الرحلات» فكرة لأعمالهم الأدبية، يأتي الروائي والقاص جمال فايز، والذي يعتبر «أدب الرحلات» من أجمل الكتابات الأدبية، «لأن هذا اللون من الأدب يمكن الكاتب من نقل ما عايشه من أحداث ومواقف، علاوة على أماكن زارها أثناء رحلته، ما يجعل هذا الأدب من المصادر الجغرافية والاجتماعية، كون الكاتب يستقي معلوماته من خلال المعايشة الحية». ويقول: إن هذا الأدب يجعلنا نقرأ مادة أدبية رفيعة المستوى، «إذ لا نقرأ تقريراً أو مادة توثيقية أو أخرى علمية، بقدر قراءتنا لمادة، يتناولها الكاتب من نافذة الأدب، وهذه ميزة في حد ذاتها». ويستحضر نماذج للعديد من الرحالة والأدباء قديماً، ممن وثقوا رحلاتهم مثل ابن بطوطة، ابن فضلان، نجيب محفوظ ، وماركو بولو، وغيرهم العشرات من الأدباء والرحالة الذين وثقوا ما رأوه وعايشوه حديثاً، فنقلوا للمتلقي العديد من المشاهدات، فضلاً عن العادات والتقاليد للشعوب الأخرى، وربما تحمل هذه الكتابات أمكنة، لم تعد في مواقعها، فضلاً عن أحداث انتهت وقائعها، ليبقى للقارئ ما وثقه الكاتب بقلمه». ويلفت إلى أن هناك من الأدباء من كتب روايات في صورة رحلات أدبية، استوحوا أفكارها من أماكن ومدن زاروها، وإن عبروا عن ذلك بلغة أدبية، على نحو رواية الكاتب والأكاديمي د.أحمد عبدالملك ، «دخان .. مذكرات دبلوماسي سابق»، علاوة على روايات أخرى لكتاب عرب وأجانب. ويتعرض الكاتب جمال فايز لروايته «شتاء فرانكفورت». ويقول: رغم كونها في الأصل رواية أدبية، إلا أنها تندرج تحت رواية «أدب الرحلات»، إذ كانت معايشة للثقافة المحلية الخالصة لمدينة فرانكفورت، «رصدت خلالها الكثير من المواقف والأحداث، فضلاً عن المعايشة الحقيقية مع أبناء المدينة الألمانية».لافتًا إلى أن «أدب الرحلات» يعيدنا إلى أمكنة قد يصعب علينا زيارتها، أو أحداث قد وقعت، ولم يدركها المتلقي، فيقوم الكاتب بنقلها إلى القارئ». ويتوقف عند العديد من الإصدارات المحلية التي تعكس «أدب الرحلات»، على نحو كتاب «كوريا الشمالية بعين قطرية» لمؤلفه أحمد بن محمد الجابر، علاوة على مؤلفات الكاتب عبدالرحمن المحمود، وهي كلها كتابات صدرت من واقع معايشة الكاتب للعديد من الأماكن، وليست من وحي الخيال، ما يجعلها ثمرة تجارب حقيقية، فمثل هذه الكتب ترصد وتنقل لنا تقاليد وثقافات شعوب أخرى، إلى غير ذلك من موضوعات». حمد التميمي: جديد نسبيًا في ثقافتنا المحلية والخليجية يقول الكاتب حمد التميمي: رغم كون أدب الرحلات أدبًا ضاربًا في القدم حيث يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر ميلادية، إلا أنه يعتبر أدبًا جديدًا نسبيًا في الساحة الثقافية القطرية والخليجية، «فمازال يشق طريقه بخطى متثاقلة وبطيئة، وهذا لا يمنع وجود محاولات جادة وكتابات رصينة في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة ساهمت في رفد المكتبة القطرية بأعمال جديدة ومتنوعة». ويشير إلى شقين أساسيين في هذا الأدب، الأول هم الكتاب الذين قادتهم الصدفة إلى قطر وحطوا الرحال بها وتغلغلوا في نسيجها وتشربوا من ثقافتها فكتبوا عنها بلغات ثانية ونقلوا تجربتهم إلى الجانب الآخر من العالم، أما الشق الثاني فهم الرحالة القطريون الذين طافوا أقاصي الأرض ووثقوا تجاربهم ومغامراتهم، ووصفوا ما شاهدوا ونقلوا ما عايشوا فنقلوا القارئ معهم إلى بلدان مختلفة وعرفوهم بثقافات وعادات وتقاليد غريبة من خلال ما كتبوا. ويقول الكاتب حمد التميمي: رغم اختلاف هذين النوعين من «أدب الرحلات» فواحد يعرف بتاريخ وثقافة قطر وينقلها إلى العالم والآخر يضع بين أيدينا ثقافات وعادات بلدان أخرى، إلا أنهما يصبان في خانة واحدة وهي فتح الجسور بين الحضارات وتضييق الهوة بين الثقافات وايجاد المشترك بين البشر رغم اختلاف اللغات، وهو ما يجعل من كتب الرحلات من أهم أنواع الكتابات وأثراها فهي نابضة بالحياة ثرية بالمعلومات الجغرافية والتاريخية والاجتماعية، عميقة في رؤيتها ومقاربتها وواقعية في تصويرها للأشياء دون زيادة أو نقصان دون تجميل أو تشويه. ويتابع: إن طبيعة هذا الأدب الفريد والمميز تضع مسؤولية كبيرة على عاتق الكاتب فهو عيون القارئ في بقعة بعيدة من العالم، ويمكن لوصفه لطبيعة المكان أن يحمس القارئ على زيارته مثلما يمكن أن يثبط رغبته في السفر، «فالكاتب يجب أن يتحلى بالأمانة والمصداقية، لأن هذا الكتاب يمكن أن يكون مرجعًا تاريخيًا». ويحدد صعوبة هذا الأدب وعدم الوعي بأهميته في أنه يجعل الأعمال في هذا المجال شحيحة حتى أن الكُتّاب القطريين الذين كتبوا في هذا المجال يعدون على أصابع اليد ولكن لابد من الثناء على جهودهم وأعمالهم الرصينة الملهمة ، «فرغم قلة الإصدارات إلا أنها إصدارات قيمة وثرية ومبشرة بانفتاح الساحة الثقافية على أنواع مختلفة من الأدب». هنادي زينل: يعاني انحساراً وتحولاً وتناقصاً تعتبر الكاتبة هنادي موسى زينل، «أدب الرحلات» نشاطًا يُمارس من عمر الإنسان وهو - في ما يمثله للآداب الأخرى من روافد وأصول- من أهم الآداب وأقربها، بسبب طبيعته من مساحة شاسعة تستوعب الكثير من القضايا الإنسانية الكبرى كإلهام للشعراء والأدباء، ومساحة لتحدي الغربة ومواجهة الذات والآخر، كما في الملاحم القديمة مثل رحلة «سنوحي- سانهت» في الأدب الفرعوني القديم، و»جلجامش» في الحضارة السومرية القديمة والإلياذة والأوديسا في الحضارة الإغريقية القديمة، حيث يسافر الأبطال لبلاد بعيدة غريبة، يصارع فيها مصيره ويواجه نفسه بنوازعها وضعفها ومخاوفها، وتحمل هذه المساحات أطر تصف وقائع تاريخية وجغرافية، تحمل للقارئ أدق المشاعر الإنسانية. وتعتبر تدوين الوقائع الحياتية في الترحال أداة وحيدة لاستكشاف الاخر الغامض، كما في مذكرات «ابن ماجد وابن بطوطة» بما حملته من أخبار وأوصاف، وعلى المستوى الشعبي، فما كان يروى في سهرات الأجداد من التراث والفنون الشعبية هو في أصله رحلات لايصال الحكم والنصائح في شكل أشعار مروية يحفظها السامعون، كالسيرة الهلالية، فحكي الرحلة هو من أحب أنواع الحكي للنفس البشرية وخصوصًا في الثقافة العربية التي ساهمت في بناء شخصية سكان الجزيرة العربية في العموم والانسان المحلي بالخصوص، وإن غصنا في مجتمعنا المحلي وهو مجتمع كان يقوم اقتصاده على الرحلة والترحال برًا وبحرًا، لوجدنا آثاره في فنوننا الشعرية والغنائية». وحول تجربتها في قراءة «أدب الرحلات». تقول الكاتبة هنادي زينل: كنت ومن أعرفه من أصدقاء جيلي، قبل أن تتمكن شبكات التواصل من حياتنا اليومية، نبدأ استكشافاتنا في عالم الثقافة من خلال «أدب الرحلات»، بدافع الفضول لمعرفة العالم، لنعيش حيوات متعددة، ونرضي غريزة الترحال والبحث عن المجهول، وكانت الترجمات هي نافذتنا لروائع ذلك الأدب كمذكرات «ماركو بولو» وقصص «أرنست همنجواي». وتقول: ما أراه حاليا هو تحول وتناقص لـ «أدب الرحلات» وانحسار لدور الأدب المكتوب لصالح التسجيل بالوثائق المرئية الحديثة كالصور المرقمنة وكاميرات الفيديو، مع انسحاب أداة اللغة والتعبير البلاغي، والاتجاه للترويج السياحي والتجاري وانتهاء دور التجربة الإنسانية، بعدما قلصت أدوات ما بعد الحداثة، مساحة الأدب المكتوب عمومًا، وأدب الرحلات كجزء من حركة الأدب. روضة العامري: يجب دعمه بتوفير منصات وفرص للكتّاب المحليين تصف الكاتبة روضة العامري «أدب الرحلات» بأنه نوع رائع من أنواع الأدب، يتيح للقارئ فرصة استكشاف العالم والثقافات المختلفة، وهو جسر يجمع بين الشعوب ويعزز التفاهم والتعايش السلمي، «حيث يعرض لنا رؤى جديدة، وتجارب فريدة، ويأخذنا في رحلة مدهشة تمتلئ بالحماس والإثارة والتشويق. يتميز بالواقعية والتفاصيل الدقيقة والتجارب الشخصية، لينقل الكتّاب لنا مشاعرهم وانطباعاتهم الفريدة، ويستخدمون اللغة البسيطة والصور الجميلة لإيصال الأماكن التي يزورونها بطريقة واقعية ومفعمة بالحياة». وتؤكد أن «أدب الرحلات» يمكن أن يكون مصدرًا ثمينًا للقارئ، حيث يمكنه أن يستفيد من خبرات الكتّاب ويتعلم من تحدياتهم وكيفية التعامل معها، ويساعدنا على التوسع في آفاقنا والنمو الشخصي، ويمنحنا رؤية جديدة للعالم، ويحفزنا على استكشاف العالم واكتساب معرفة بثقافات جديدة، ويثير فينا الحماس والشغف لاكتشاف المجهول». وتقول: رغم أن «أدب الرحلات» قد لا يحظى بالاهتمام الكافي في الأدب المحلي، إلا أنه يلعب دورًا هامًا في تعزيز الهوية الثقافية والانتماء والفخر الوطني، ويجب أن ندعم هذا النوع من الأدب من خلال توفير منصات وفرص للكتّاب المحليين، وتضمينه في المناهج الدراسية، وإقامة مكتبات ومعارض ثقافية تعرض هذا النوع من الكتب. وتشدد الكاتبة روضة العامري على ضرورة تشجيع القراء على استكشاف «أدب الرحلات» المحلي، ودعم الكتّاب المحليين الذين يشاركون تجاربهم، ومعرفتهم بالثقافة المحلية، حيث إن تأثيره يمكن أن يكون عميقًا على القراء، إذ يمكنهم أن يتعرفوا على قصص حقيقية، وتجارب شخصية تلهمهم، وتشعل فيهم الحماس لاستكشاف العالم، وتقبل التنوع الثقافي، فهو جسر يجمع بين الثقافات، ويعزز روح التعاون، والاحترام المتبادل بين الشعوب.

1252

| 16 أكتوبر 2023

ثقافة وفنون alsharq
الشرق ترصد تطلعات المبدعين لإثراء المشهد الثقافي «3 - 3»

تواصل الشرق رصد تطلعات المبدعين لإثراء المشهد الثقافي، وفي هذا الجزء الثالث من هذا الملف. يشدد عدد من الكُتّاب على ضرورة تكريم رواد الإبداع، وإبراز إسهاماتهم الإبداعية ليقتدي الأجيال الحالية بهم، فضلاً عن حضورها بين الأجيال القادمة. ويعرب الكُتّاب عن أملهم في تفعيل المهرجانات والندوات والمؤتمرات الثقافية والفنية، علاوة على العودة لإقامة الأسابيع الثقافية في الخارج، لإبراز الثقافة القطرية، فضلاً عن مقترحاتهم بضرورة دمج المواهب الشبابية مع إبداعات المخضرمين، بهدف احتضان هذه المواهب. د. زكية مال الله: آمل تكريم رواد الإبداع ودعم المواهب تصف الكاتبة د. زكية مال الهو العيسى الثقافة بأنها «حلقة من الوصل بين الفكر والفن والأدب والمجتمع، وما يدور في ذهن المثقف هو انعكاس لما يعيشه ويتأثر به من ظروف بيئية ومجتمعية يحياها، لذلك كان لزامًا أن تكون الروافد لهذا الذهن حية وناشطة، ومؤثرة إيجاباً، وكذلك محفزة للمزيد من الإبداع والعطاء لدى المثقف». وتتابع: إن أول طموحاتها هو الارتقاء بالمعطيات الثقافية التي يسعى إليها المعنيون بالثقافة، بإقامة المزيد من الفعاليات الثقافية والمهرجانات والمعارض والندوات والأمسيات الشعرية، والاحتفاء بالكتاب والقلم والريشة والكاتب والشاعر والفنان، وتفعيل التواصل بين المبدعين وكل فئات المجتمع، مع الحشد الإعلامي بالترويج للأعمال الأدبية المتميزة والإصدارات المبهرة. وتدعو إلى تشجيع المواهب الشبابية المستجدة، علاوة على احتواء البراعم، مع التقدير والتكريم للشخوص والرموز الثقافية المحلية في السنوات الماضية، وتفعيل الإرث الثقافي الذي تركه هؤلاء للأجيال القادمة في كافة مجالات الكتابة والشعر والفنون المتعددة. وتلفت د. زكية مال الله إلى ضرورة استفادة المجتمع من الثقافة، والعمل على ارتقاء الوطن من خلالها، «ولا يتحقق ذلك إلا بالمثابرة والاجتهاد والنوايا المخلصة التي تسعى إلى جودة المنتج الأدبي وتأثيراته النافعة على الآخرين». وتطمح في أن تتشكل جمعية أو اتحاد للكُتّاب والأدباء والمؤلفين، ليشتد من خلالها أزر الثقافة القطرية، وتترسخ جذورها وتتعمق روابطها وتمتد جسورها بين المبدعين من كافة الأجيال، والانطلاق لكل ما هو جديد ومتطور وحداثي، وأن يكون للشعر الفصيح منبر ظاهر ومسموع، والاحتفاء بشعراء الفصحى احتفاءً واحتواءً وتقديرًا، مع إعادة طباعة ونشر دواوينهم الشعرية التي نفذت طبعاتها، والاستفادة من أشعارهم في المناهج التعليمية والتدريس الأكاديمي، وخاصة القصائد المرتبطة بحب الوطن والعروبة. كما تقترح أن تكون هناك مساحة للمبدعين القدامى في المواسم القادمة لمعرض الدوحة للكتاب، باستضافتهم واستعراض مؤلفاتهم وسيرهم الذاتية وتكريمهم للتذكير بهم لدى الأجيال الناشئة من الشباب والاقتداء بهم، وتخليد إبداعاتهم. عبدالله الرئيسي: شعوب العالم تترقب ثقافتنا يقول الشاعر عبدالله الرئيسي: كلي ثقة في سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، بتحقيق طموحات وآمال المثقفين، خاصة أن لديه دراية كاملة بالشأن الثقافي، ويدرك يقينًا تطلعات المبدعين وطموحاتهم من أجل إثراء المشهد الثقافي، وذلك من خلال تراكم الخبرات لدى سعادته، سواء في مجال الثقافة أو الفنون أو التراث، أو الإعلام، وفي ذلك يصدق المثل الشعبي القائل (يعرف الحوى واللي في بطنها). ويضيف: كلنا ثقة في أن ترى مقترحاتنا النور، بالعودة إلى إقامة الأسابيع الثقافية والفنية والتراثية في خارج الدولة، لتعريف أصحاب الثقافات الأخرى بالثقافة القطرية، وما تزخر به من جذور أصيلة، خاصة وأن هناك الكثيرين من شعوب العالم لديهم طموح في التعرف أكثر على الثقافة القطرية، بعد النجاح الباهر الذي حققته قطر بتنظيمها لنسخة مميزة من بطولة كأس العالم 2022. ويعرب الشاعر عبدالله الرئيسي عن أمله في التوسع بإقامة المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية المختلفة، التي تبرز المشهد الثقافي المتوهج الذي تعيشه قطر حاليًا، خاصة وأنها تزخر بمبدعين على مستوى عالٍ من التميز والكفاءة في مختلف المجالات . حصة السويدي: دمج الشباب بالمخضرمين تؤكد الكاتبة والإعلامية حصة السويدي أن هناك طرقا عديدة لإثراء ثقافتنا وخصوصًا لانفتاح العالم على بعضه البعض دون إشعارات تذكر، حتى أصبح لكل فرد الحرية في اختيار وسائل الإثراء الثقافي الخاصة به. وتقول: اعتدنا إثراء مشهدنا الثقافي بكل الطرق الممكنة التي تحافظ على أصوله وأساسه رغم التنوع الفكري والتوسع الجغرافي للثقافات المختلفة وتعزيز روابطها الديناميكية مع المجتمعات المتنوعة، خاصة ونحن في عصر التكنولوجيا التي لا نستطيع إنكار وجودها ومدى فعاليتها وهو عصر واسع الانتشار ويستصعب السيطرة على زمكانيته». وتتابع: وجب علينا إعادة صناعة المشهد الثقافي بطريقة جديدة نبدأها من خلال دراسة ردود أفعال الجمهور العام قبل الجمهور النخبوي لنعكسها بشكل مدروس على التوجهات الثقافية ولن يأتي ذلك إلا من خلال تعميق معرفتنا بالأساليب والحلول الأكثر عمقاً للحد من التحديات التي اكتسحت الإعلام المرئي خاصة ومن ثم باقي الوسائل الأخرى، ويمكننا أن نستهدف الشباب، بطرح تحدياتهم الثقافية وإشكالياتها بشكل متطور وتوجيه عن بعد، بالسماح لهم بطرح القضايا بطريقتهم. وتشدد الكاتبة والإعلامية حصة السويدي على ضرورة تسليط الضوء على المشهد الثقافي وواقعيته من منظور شبابي متطور يعي أن هناك أصولا دينية علينا الالتزام بها وأصولًا اجتماعية من خلالها ننطلق شرقًا وغربًا محافظين على هويتنا ومنبعنا. وتقول: جميل أن نثري مشهدنا الثقافي بدمج الشباب بالمخضرمين وذلك بعد خوض تجربة مدروسة قائمة على المحاكاة الثقافية بين الأجيال فما زلنا نشهد تلك الفجوة بين أجيال المثقفين في الساحة، والتركيز على الأسرة المسلمة والتي بها يرتقي المشهد الثقافي وخصوصا أن عالمنا يقف على منعطف دراماتيكي، فمتى ما كان هناك تركيز على القيم الأخلاقية الجماعية والفردية في صور علاقات اجتماعية قائمة على التفاهم والتعاطف وإظهار نماذج شخصية ناجحة مع كل تحدياتها ستتجلى لنا انعكاسات كثيرة على مختلف الأصعدة الفكرية والثقافية. بدرية حمد: نحتاج إبرازاً أكثر لتطور النتاج الأدبي القطري تؤكد الكاتبة بدرية حمد أن الحركة الثقافية في قطر في أوج ازدهارها وأن القائمين على الساحة الثقافية يدعمونها بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة، ولا يألون جهداً في متابعة هذا الدعم للكتاب والمثقفين والأدباء والفنانين بشتى الوسائل، ومنها فتح كل قنوات التواصل بين المثقفين القطرين وإخوانهم العرب والمسلمين والعالمين سواء كان ذلك داخل قطر أو خارجها بهدف التعارف والتبادل الثقافي بين جميع الأطراف وهذا ما نراه في الأنشطة الثقافية المتعددة على أرض قطر الموسمية أو المستمرة طوال العام وأكبر مثال عليها في المقاهي والصالونات الأدبية المنتشرة في قطر، لكن الكاتب وكذلك القارئ المثقف دائماً يطمح للمزيد. وتتابع: إن النتاج الأدبي القطري يستحق التقدير الخارجي أكثر ولن يتحقق ذلك إلا إن وجد التقدير الداخلي سواء من المواطن أو المقيم. «نعترف بأن الاهتمام بالأدب يعد حديثاً نوعاً ما مقارنة ببقية الدول العربية ربما كانت بداياته في خمسينات وستينات القرن الماضي ومع الصحوة الثقافية التي تعيشها قطر منذ الألفية الثانية فأعتقد أن التطور في النتاج الأدبي القطري يستحق أن يبرز أكثر وتسلط عليه الأضواء ولا يكفينا بذلك جائزة كتارا الموجهة للرواية القطرية، فالرواية القطرية يتعمد تهميشها والتقليل من شأنها من قبل البعض، لا ننكر أن هناك ضعفاً في الكثير من الإصدارات وهذا الضعف لا يعمم على إصدارات تستحق الاحتفاء بها والتركيز عليها بالمناقشة والتحليل لأن هذا التركيز سيساعد على توجيه الكتاب الشباب لتطوير أدائهم في المستقبل. نطمح ان من يحتوي الرواية القطرية ويسلط الضوء عليها هم الكتاب القطريون المخضرمون بالدرجة الأولى ليس تقليلاً في جهود إخواننا المقيمين ولكني أعتبر ذلك واجباً وطنياً على المثقفين والكتاب القطريين لإثبات أن الكاتب القطري قادر على الإنتاج والتقييم والنقد الأدبي والتطوير فنحن القطريين قادرون على أن نصل بالحركة الثقافية إلى عصرها الذهبي. أحمد الراشد: يجب خلق مبادرات ثقافية واعية يشدد الكاتب أحمد الراشد على أهمية الثقافة وتأثيرها على المجتمعات بشكل عام، كونها المحور الأساسي لبناء وتطور المجتمعات، «فإذا أردت أن تهدم مبادئ عالية المكانة وتخلق قيمًا فاسدة فعليك بوضع ثقافة هذا المجتمع نصب عينيك وتضع الخطط والإجراءات في كيفية التأثير على هذا المجتمع من خلال ثقافته، وهذه الأهمية للثقافة تأتي بسبب ارتباطها الوثيق بفكر الإنسان». ويتابع: من هذه المقدمة يجب أن نفهم مدى أهمية الثقافة لأي مجتمع وأهمية وضع الخطط الاحترازية والاجراءات التنفيذية للحفاظ على ثقافة المجتمع من كل فكرة دخيلة أو قيمة مرفوضة تؤدي الى هدم لبنة صغيرة فيه، ولا تأتي هذه الخطط والاجراءات من تفكير واحد أو خبرة وحيدة وإنما لابد من اجتماع أفكار متعددة من أصحاب العقول المستنيرة وتقديم آراء من أصحاب الخبرات لتشكل حلولًا جذرية للقضاء على السلبيات المنتشرة في المجتمع وتقوم بتدعيم ايجابياته». مشدداً على ضرورة دعم المبادرات الشبابية الواعدة وتقديم العون والنصح والنقد الايجابي لهم من خلال وضعها على أولوية قائمة الفعاليات والبرامج والانشطة الثقافة المقامة طوال العام. ويقول: مثال على ذلك يتم تحديد هذه المبادرات ووضعها ضمن أنشطة معينة أو برامج ثقافية خاصة بهم ويتم مناقشة هذه المبادرة بشكل نقدي بناء، توضح فيه نقاط القوة والضعف وكذلك النقاط التي يجب مراعاتها في المستقبل لتقديم مبادرة أخرى أكثر نضجًا، ومن خلال هذا الأسلوب نستطيع خلال فترة زمنية محددة خلق مبادرات ثقافية واعية تناسب طموح وتطور مجتمعنا في الوقت الراهن.

494

| 27 سبتمبر 2023

ثقافة وفنون alsharq
فنانون لـ الشرق: غياب الدعم يعطل الإبداع

تواصل الشرق، خلال هذا الجزء من ملفها رصد تطلعات المبدعين لإثراء المشهد الثقافي، حيث يؤكد فنانون في مجالات الموسيقى والمسرح والسينما أهمية الحاجة إلى حراك فني وثقافي حقيقي يسهم في بلورة مفاهيم جديدة للإبداع في عصر باتت فيه برامج الذكاء الاصطناعي تهدد وجود المبدعين بكافة فئاتهم. وقالوا لـ إن الحراك الفني المنشود كان موجودا قبل عقود حين كانت الثقافة والفنون بأشكالها المتعددة الرهان لنشر القيم، وفهم تجليات الحياة، والتمركز داخل عالم متعدد. ولفتوا إلى أن غياب الحافز والدعم يعطل الإبداع، ويساهم في تعزيز حالة العزلة التي يعيشها المبدع، وتراجع دوره في المجتمع، حتى كاد أن يتحول إلى نسخة من دونكيشوت الذي يحارب طواحين الهواء من أجل أن يحقق وجوده. وعبر هؤلاء المبدعون بصدق وعزم عن تطلعاتهم ومقترحاتهم لإثراء المشهد الثقافي والفني في الدولة، فكانت هذه الآراء. مطر علي: حضور أوسع للفنان القطري في المهرجانات أكد الموسيقار مطر علي، أنه يتمنى أن تكون هناك مشاركة أوسع وأكبر للفنان القطري في المهرجانات والحفلات سواء داخل قطر أو خارجها، بالإضافة إلى عودة مهرجان الأغنية القطرية الذي يحقق لها الانتشار المطلوب، وأن تعود البرامج والمسابقات الفنية. مضيفا: هناك غياب للإنتاج الفني وكل ما نشاهده اليوم من أعمال غنائية هي جهود فردية. نحن ننتج من مالنا الخاص لمواكبة الأغنية الخليجية والعربية حتى لا يقال إن قطر لا يوجد بها مطربون. لدينا في قطر بين 10 إلى 11 صوتا من أجمل الأصوات على مستوى الخليج والعالم العربي أذكر من بينهم: فهد الكبيسي، عيسي الكبيسي، منصور المهندي، غانم شاهين، سعود جاسم، ناصر الكبيسي، عايل.. وهناك شباب جدد تبنيتهم شخصيا ولا أريدهم أن يتركوا مجال الفن لأن موهبتهم كبيرة مثل نايف عبدالله، ومحمد المطوع وهما من أجمل الأصوات الجديدة في الساحة الفنية، وأنا حريص على تشجيعهم والوقوف بجانبهم وتبنيهم فنيا حتى لا يصابوا بالإحباط ويتركوا هذا المجال. أتمنى أيضا أن يكون هناك أستوديو فني يجمعنا نحن الفنانين والموسيقيين لمناقشة الأفكار ومساعدة بعضنا البعض لأن إنتاج الأغنية مكلف جدا. وأضاف قائلا: أنا متفائل وأشعر بأني صاحب رسالة، وأمثل بلدي وهذا قدري. مهدي علي: إشراك القطاع الخاص يخلق بيئة تنافسية في الحركة الفنية قال المخرج السينمائي مهدي علي: أتمنى من القطاع الخاص المشاركة الفعَّالة في تنمية الحركة الفنية في قطر. هناك الكثير من رجال الأعمال الذين لديهم اهتمام وشغف بالفنون ويشاركون في دعم المشهد الثقافي من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي، وساهموا في الارتقاء ببعض الفنون في قطر. حاليا يتم دعم الأعمال الفنية بشكل فردي من رجال الأعمال، إلا أن المشاركة الفعالة بالنسبة إليَّ هي تأسيس اتحاد لرجال الأعمال الذين يودون المشاركة في الأعمال الفنية عبر إنشاء صندق ثقافي بهدف دعم تلك الأعمال واختيار أفضلها عبر لجنة خبراء تكون تابعة للصندوق. وأكد أن إظهار المسؤولية المجتمعية من القطاع الخاص هو في شكل من أشكال الترويج لهم ويرفع من قيمة المؤسسات الخاصة المشاركة بشكل جماعي، كما أنه يرفع من جودة الأعمال الفنية، ويساهم في خلق بيئة تنافسية في المشهد الثقافي، مضيفا أن الفائدة تبادلية بدلا من دعم أعمال مستواها الفني هابط والتي قد لا ينال إعجاب الكثيرين. إبراهيم محمد: يشغلنا عودة الحركة المسرحية للصفوف الأمامية قال الفنان إبراهيم محمد رئيس فرقة الدوحة المسرحية: إن ما يشغلنا نحن المسرحيين هو حالة الركود التي تشهدها الحركة المسرحية، فقد أصبح نشاطنا يقتصر على مهرجان الدوحة المسرحي بسبب صيانة مسرح قطر الوطني، ومنذ أكثر من عامين لا ندري أين نقدم عروضنا المسرحية. وتابع: نأمل أن تعود الحركة المسرحية إلى الصفوف الأمامية مثلما كانت عليه في الثمانينيات والتسعينيات وبداية الألفية، لأن النشاط المتواصل يغذي التنافس الإيجابي بين الشركات والفرق من خلال تقديم أعمال مسرحية ناضجة تساهم في عودة الحياة إلى المسرح. كما نأمل أن يعاد التفكير في موضوع الأراضي لبناء مقرات دائمة للفرق المسرحية وخشبة مسرح تابعة للفرق الأهلية، وأن يكون هناك موسم مسرحي نشط طوال السنة يتخلله مهرجان الدوحة المسرحي، وربما يكون هناك مهرجان للطفل وفعاليات أخرى. أعتقد أن هذه الأمور مهمة جدا رغم بساطتها لعودة الحياة المسرحية وعودة الفنانين المسرحيين للنشاط والعمل، ونأمل من المسؤولين التفكير في ما وصلت إليه الحركة المسرحية، لأننا لسنا أقل شأنا من المسرح الخليجي والعربي، ولكننا كنا مسرحا يهاب، لذلك لابد أن تتكاتف كل الجهود، بدءا بالمسرحيين أنفسهم، وأقترح أن يكون هناك اجتماع مع سعادة وزير الثقافة الذي عبَّر في مناسبات كثيرة عن اهتمامه بالمسرح لمناقشة عودة الحركة المسرحية، وأن يكون الاجتماع بحضور الفنانين ورؤساء الفرق والشركات الخاصة، ونحن في فرقة الدوحة المسرحية على أتم الاستعداد كي نقف يدا واحدة مع وزارة الثقافة ومركز شؤون المسرح ومع المسرحيين جميعهم لإعادة الحياة إلى الحركة المسرحية القطرية. د. فيصل التميمي: أتمنى قيادة المتخصصين للمؤسسات ذات العلاقة بالموسيقى أوضح الباحث والملحن د. فيصل التميمي، أن فترة السبعينيات والثمانينيات شهدت بداية النهضة في قطر في كافة المجالات، وكانت هناك طفرة فنية وموسيقية وثقافية بدأت تضمحل لأسباب كثيرة يصعب حصرها. نتطلع لأن يكون هناك متخصصون يتولون قيادة الأماكن التي لها علاقة بالموسيقى والفن. فالقائمون على الموسيقى ليسوا موسيقيين لذلك ظهرت جهات أخرى أخذت على عاتقها النهوض بالموسيقى في قطر نذكر من بينها مؤسسة قطر التي تنضوي تحت مظلتها أوركسترا قطر الفلهارمونية؛ هذه الأوركسترا التي يجب استثمارها الاستثمار الأمثل، وأن نعيد كتابة المشهد الموسيقي في قطر من خلالها لا أن تسترجع لنا تاريخ وأمجاد بيتهوفن وموتسارت. وفي وزارة الثقافة لابد من القيام بتشكيل فرقة موسيقية تنتهج النهج العالمي وتؤدي من خلالها الألوان القطرية الأصيلة سواء كانت فنونا شعبية أو مطربين قطريين أثروا المشهد الموسيقي في أربعينيات وخمسينيات وستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. وأضاف: المأمول خير في ظل وجود قيادات حكيمة نذكر من بينها سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وسعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا). أحمد عبدالرحيم: المشاركات الخارجية محفز لإثراء المشهد الغنائي أعرب المطرب أحمد عبدالرحيم عن أمله في عودة مهرجان الأغنية القطرية ومهرجان ربيع سوق واقف وسمراته التي أثرت المشهد الفني والثقافي في فترة من الفترات، وكان لها جمهور واسع. وقد أدى توقف السمرات إلى فراغ في الساحة الفنية، وجعل النشاط الموسيقي يقتصر على جلسات صوت الخليج. مؤكدا أن مهرجان الأغنية القطرية داعم أساسي للفنان القطري، ومناسبة يلتقي فيها المطربون والموسيقيون من أجيال مختلفة. كما أنه يتيح الفرصة للمواهب الشابة كي يستفيدوا ممن سبقوهم في هذا المجال. لافتا إلى أن الحفلات والمهرجانات شكل من أشكال الدعم الذي يقدم للفنان، كما أنها تمنحه فرصة الالتقاء بالجمهور المتعطش للأعمال الغنائية الطربية والشعبية والوطنية. ولا يمكن الحديث اليوم عن حراك فني في ظل غياب هذه الفعاليات. أعتقد أنه آن الأوان كي يتم التفكير بجدية في عودة المهرجانات الموسيقية إلى جانب المشاركات الخارجية لتمثيل بلدنا في مختلف المحافل الدولية وحتى لا يخفت إشعاع الأغنية القطرية وينضب معين المكتبة الموسيقية. مضيفا: أتطلع لعودة النشاط الموسيقي من خلال المؤسسات المعنية حتى لا يتخلف الفنان القطري عن الركب، ويظل حضوره لافتا داخل قطر وخارجها خاصة وأننا نمتلك أصواتا قادرة على أن تأخذ مكانها في الصفوف الأمامية وتمثل قطر في المحافل الدولية خير تمثيل.

246

| 25 سبتمبر 2023

ثقافة وفنون alsharq
الشرق ترصد تطلعات المبدعين لإثراء المشهد الثقافي «1-3»

في ظل حرصها على إثراء المشهد الثقافي، تستطلع الشرق آراء عدد من المبدعين لتقديم مقترحاتهم وأفكارهم وأطروحاتهم من أجل إثراء هذا المشهد. وخلال هذه الحلقة، يقترح فنانون تشكيليون دمج الفن التشكيلي بالمناهج الدراسية، سواء في المدارس أو الجامعات، مع ضرورة الاهتمام بوجود حركة نقدية، تثري الأعمال الفنية، فضلاً عن أهمية التوسع في إقامة المعارض والورش والدورات، ودعم الفنانين وتكامل الأدوار بين الجهات المعنية بالفن التشكيلي، سواء كانت رسمية أو خاصة. كما يدعو الفنانون إلى أهمية أن يكون هناك ابتعاث للتشكيليين إلى الخارج أسوة بالابتعاث في المجالات الأخرى، وتقديم الدعم اللازم للفنانين، دون حصر الفن في التجارة، كونه موهبة، تستدعي الاهتمام والتنمية، وصولاً إلى الاحترافية. محمد الحاصل اليافعي: آمل تدريس فن التصوير بالمدارس يعرب المصور الفوتوغرافي محمد الحاصل اليافعي عن أمله في أن يكون الموسم الثقافي الحالي أفضل من المواسم والأعوام السابقة. ويقول: إن الإنسان لديه طموح دائم بالوصول إلى الأفضل في كل شئ، لاسيما المبدع وطموحه بالنسبة للمشهد الثقافي، ليصل إنتاجه من المحلية إلى العالمية، والتألق عربيًا. ويلفت إلى أنه على مستوى طموحه ومقترحاته، فإنها تتجاوز المواسم الثقافية، لترسم مستقبل التصوير الفوتوغرافي، سواء كان ذلك للهواة، أو للمحترفين، بعدما أصبح التصوير من أساسيات الحياة المعاصرة، ويكاد يكون في كل بيت عشاق للتصوير، ذلك لأن المصور بحاجة إلى توجيه من ذوي الإختصاص في استخدام آلات التصوير بأنواعها بما فيها كاميرات الجوالات، وذلك لإعداد جيل موهوب يندمج مع الهواة والمحترفين ويشارك في المعارض والمسابقات ويمثل دولة قطر في المحافل الفنية في كل مكان. ويقترح الفنان محمد الحاصل اليافعي إدراج التصوير الفوتوغرافي في المدارس ليكون مادة اختيارية في المناهج الدراسية،»وذلك لما ستساهم فيه هذه المادة من تنمية لأصحاب المواهب، الأمر الذي سيكون رافداً لتنمية الفن والفنانين في مشهدنا المحلي، وهو ما سيحقق للهواة أيضاً الوصول إلى الإحترافية». طلال القاسمي: الجوائز والمعارض ضرورة لتحفيز الفنانين يشدد الخزاف طلال القاسمي على ضرورة إقامة معارض سنوية متعددة المجالات، بالإضافة إلى تخصيص جوائز لتحفيز الفنانين للمشاركة في هذه المعارض، وأن يشمل هذا التحفيز إتاحة الفرصة للفنانين لخوض رحلات الإبداع الحقيقية، فضلاً عن مقترحه بإقامة ورش فنية ومحاضرات تعريفية، تتعلق بمجال الفن. ويقول الفنان طلال القاسمي، الذي يعد أحد أهم الخزافين في الوطن العربي والعالم، إن مثل هذه المقترحات تعتبر طموحات مشروعة للفنانين، والذين يحلمون دائمًا بعرض تجاربهم الإبداعية في القاعات الفنية المتخصصة، ما سيجعل فرص المشاركة متاحة للجميع. ويتابع: إنه على المستوى الشخصي، فإنه أنجز آخر أعماله، والتي تجسد الحاضر والماضي، وتحمل في الوقت نفسه مفاهيم ومقاييس تتُرجم بلغة الفن، كما سيتم قريبًا عرض عملين في مركز الفنون البصرية، بالإضافة إلى عرضه لعمل آخر في نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي. مريم الملا: نحتاج رؤى لنقد الأعمال الفنية تؤكد الفنانة مريم الملا أن لديها طموحا كبيرا في أن يكون هناك نقد موضوعي للأعمال الفنية التي ينتجها الفنانون على الصعيد المحلي. وتقول: إنها تحرص على المستوى الشخصي ترجمة هذا المقترح، بسعيها للحصول على أطروحة الماجستير في النقد الفني. وتتابع: إن لديها طموحًا آخر، يتمثل في توثيق الأعمال الفنية، وأنها من جانبها تطمح في تأليف كتاب عن أعمالها الفنية، ليكون توثيقًا لها، وفي الوقت نفسه تتناول فيه الظروف التي أنجزت فيها هذه الأعمال، وذلك لتتكامل كافة الجهود في توثيق مسيرة الفنانين القطريين. وتلفت الفنانة مريم الملا إلى أن أحدث أعمالها الفنية، يحمل عنوان«حنان أب»، وأن هذا العمل يأتي انطلاقًا من اهتمامها بالمواضيع الأسرية، «ولذلك عبرت عنها في هذه اللوحة، والتي يحتضن فيها الأب أبناءه، مع الاحتفاظ بالزي الشعبي القطري القديم، في إشارة لأصالة تراثنا القطري». لولوة النجار: ابتعاث الفنانين للخارج ضرورة للارتقاء تقول الفنانة لولوة النجار: إنها وصلت لمرحلة تتمنى فيها تدريس الفن في أعرق الجامعات في قطر، وأن يكون هناك اهتمام مسبق بالفن، أسوة بالمجالات الأخرى، بالإضافة إلى ابتعاث الراغبين في مجال الفن إلى الخارج، مع عدم الاكتفاء بممارسته كهواية، أو الاستفادة منه كتجارة، فضلاً عن ضرورة النظر في الأعمال العالمية، التي تدفعنا إلى المزيد من التجويد، إذ إن أصحاب هذه الأعمال حققوا شهرة عالمية للغاية، نتيحة إتقانهم لأعمالهم.وتشدد على ضرورة الاتقان في انجاز الأعمال الفنية، لتكون معبرة عن المدرسة الفنية التي تنتمي إليها، «لأننا نجد أعمالاً يدعي أصحابها انتماءها إلى مدرسة بعينها، لنفاجأ بغير ذلك عند التدقيق في هذا العمل، فضلاً عن عدم الالتزام بأسلوب هذه المدرسة، وما يرافقه من أدوات ومهارات، ومن ثم فإن النتائج تكون على غير المدارس الفنية التي تم اقتباس هذه الأعمال منها». وتقول الفنانة لولوة النجار إنها تحرص على بناء أعمالها الفنية على أسس الموهبة، واقتباسها من المدرسة الواقعية، على نحو الأعمال التي أنجزتها خلال الفترة الماضية. عبدالله المطاوعة: إقامة مهرجان فني يجمع الهواة والمحترفين يصف الفنان عبدالله المطاوعة اهتمام قطر بالفن بأنه يحظى باهتمام كبيرة، فـ «أرض قطر خصبة بالفنانين والأعمال المتنوعة». وييدي طموحه في التوسع في إقامة معارض للفن التشكيلي، وكذلك التوسع في إقامة القاعات، «بعدما أصبحت الصروح الخاصة بالفن قليلة، بعد إغلاق بعضها». مشددًا على ضرورة تقديم الدعم اللازم للفنانين.ويعرب عن أمله في أن يكون هناك تعاون فاعل بين الجهات المعنية بالفن التشكيلي، والتوسع في إقامة الورش والدورات والندوات المتخصصة، وأن تكون هناك حركة نقدية، تنعكس على تنوع المدارس والأذواق الفنية. ويبدي انحيازه لإقامة مهرجان فني كبير يشارك فيه جميع الفنانين القطريين والمقيمين، وكذلك الموهوبين في المدارس والجامعات، ما يعني ضرورة تشجيع أصحاب المواهب من الطلاب، حتى يسهم هذا المهرجان في إبراز الفن التشكيلي القطري عربيًا وعالميًا.ويلفت الفنان عبدالله المطاوعة إلى أن أحدث أعماله، تلك التي أنجزها في (كتارا)، وتتناول شجرة «الغاف»، القائمة في قطر، وأنه اتبع في هذا العمل المدرسة التكعيبية، ودمجها بالواقعية، حتى يصبح عملًا مميزًا.

908

| 20 سبتمبر 2023

ثقافة وفنون alsharq
مبدعون لـ الشرق: تجنب المجاملات ضرورة للجوائز الأدبية

لا يختلف كثيرون على أهمية الجوائز الأدبية، ودورها في إثراء المشهد الثقافي، علاوة على كونها تحفز المبدعين على إنتاج المزيد من أعمالهم التي تثري المشهد الثقافي، وترفد المكتبات بأعمال إبداعية واعدة. ومن هذا المنطلق، تناقش أهمية هذه الجوائز، وما ترتبط به من شروط وقواعد، يشدد البعض على أهمية شفافيتها ومصداقيتها، على خلاف آخرين يعتبرونها استقطابا للمبدعين، فيما لا يعترف فريق آخر من المبدعين بالجوائز من أساسها، على نحو اعتذار نفر منهم، وهو أمر غير خافٍ في المشهد الثقافي العربي، خاصة إذا ما ارتبطت بأطر فكرية. حمد التميمي: الجوائز عليها تجنب المجاملات يعتبر الكاتب حمد التميمي تعدد الجوائز الأدبية مؤشرا مهما على حالة الزخم الذي تعيشه الساحة الثقافية، «فالبلدان التي تولي الثقافة أهمية كبرى وتسعى لدفعها خطوات كبيرة للأمام لتصبح أكثر قدرة على التنافس تهتم بالجوائز في مختلف مجالات الثقافة، لتقدير أصحاب الأعمال المميزة، ولتحفيز الكُتّاب والمفكرين والمثقفين لتجويد أعمالهم، ولخلق أجواء من التنافس المثري الذي يصب في خدمة الثقافة المحلية ويرفد المكتبات بأعمال مهمة تعكس الإشعاع الثقافي والنهضة الفكرية التي تعيشها البلاد». ويقول: من هذا الاهتمام بالجوائز، فإنه لا يجب جعل الجائزة غاية في حد ذاتها بل هي اعتراف بقيمة الكاتب وبأهمية فكره والإضافة النوعية التي يقدمها، بشرط أن تكون معايير الجائزة واضحة وجلية للجميع، لكي لا ندخل في دائرة المجاملات الثقافية أو تقدير صاحب الأسبقية في مجال الكتابة على حساب الموهبة الحقيقية أو صاحب الأفكار الرائدة، كما أن الجائزة يمكن أن تكون دليلًا على جودة الإنتاج في حال تم اعتماد معايير تقييم موضوعية وواضحة واختيار أعضاء لجنة تحكيم محايدة، وبهذا تكون القيمة الحقيقية للجائزة، وتصبح دليلًا فعليًا على أهمية العمل الأدبي الفائز. ومن بين المعايير – التي يؤمن بها الكاتب حمد التميمي - الحبكة في الأحداث والبناء المتكامل للشخصيات، وعنصر التشويق والتجديد والمفاجأة، وطرح القضايا المحلية والآنية ذات الأبعاد العالمية، وهو ما سيسهم في انتشار الناتج الأدبي القطري في كافة أنحاء العالم». ويقول: إن الجائزة مثلما تمثل تقديرًا للجهد والفكر فهي أيضًا وسيلة ناجعة لتحفيز واستقطاب الكاتب، إذ تجعله أكثر حرصًا على ما يُنشر وتجعله يراجع عمله ويجوده قبل أن يُقبل على خطوة النشر، كما أنها تشجع الكُتّاب الذين ابتعدوا لفترات طويلة عن الساحة الثقافية على العودة بشكل أقوى. سعاد الكواري: الشفافية مهمة لتأكيد مصداقية الجوائز تشدد الشاعرة سعاد الكواري على أهمية مثل هذه الجوائز، إذ إنه على الصعيد النفسي، فإن الكلمة الطيبة ترفع معنويات الإنسان العادي، فما بالنا بالمثقف، عندما يتم تقديره سواء بجملة طيبة، أو شهادة تقدير، أو مكافأة قيمة، فكل هذا يساعد في رفع الإحساس بالرضا والسعي لطلب المزيد من الإبداع، أما عن ظروف الحياة، فالأمر لا يقل أهمية في هذا الزمن الصعب والذي أصبح يصعب فيه على المبدع الاكتفاء بمجال إبداعه». وتقول الشاعرة سعاد الكواري: إنها لهذه الأسباب، فإنها مع دعم المبدعين من خلال المعنيين بالعمل الثقافي، بإتاحة السبل لتشجيع المبدعين، ولو بتسجيل أسمائهم في لوحة تكريمية، لأن التكريم يمنح المبدع الثقة والإحساس بالمسؤولية والرضا. وتشدد على ضرورة أن يتم التكريم بشكل مدروس لكي لا يأتي بشكل عكسي على المثقف والإبداع، كما ينبغي للجوائز أن تتمتع بالشفافية، عن طريق تأكيد مصداقيتها، وعدم التلاعب بها، بوضوح القوانين وشروط التكريم، والتي ينبغي أن تكون معلنة وغير مشروطة، تجنباً لعدم تقييد الإبداع. ومع أهمية الجوائز للمبدعين، فإنها لا تعتبرها دليلاً على جودة الإنتاج الأدبي. وتفسر ذلك بأن «الإنتاج الأدبي لابد أن يعتمد على الذائقة في أغلب الأحيان، مع توفر الشروط المناسبة للذوق العام، وذلك كله في إطار من الشفافية، حتى يكون الجميع من مبدعين ومتلقين على دراية كاملة بكل ما يتعلق بالتكريم وشروطه». د. زينب المحمود: الجوائز شرارة للتنافس بين المبدعين تقول الدكتورة زينب المحمود- جامعة قطر، إن الجوائز والمحفِّزات التي تقدمها الدول والمؤسسات والهيئات وغيرها، تعدّ دليل تقدير من جهة، ودافعًا ومحفزًا من جهة أخرى، وكلّما حضر هذا الأسلوب وفُعِّل، فإن الإبداع سينمو ويتطور، وسيعمّ خيره مجالات الحياة المختلفة، وسينعم المجتمع بفئة مبدعة تفكر بطريقة مختلفة في رقي المجتمع وتحضّره. وتتابع: إن الجوائز والمحفّزات تعد أمرًا مهمًا في طريق نشر العلم والمعرفة والثقافة، وهي كذلك شرارة تنافس محمود، ولا يفطن إلى أهميتها إلا من يتسم بالحكمة والإدارة الناجحة، وأنه كلّما ارتبطت الجوائز والحوافز بأعمال جليلة وقيّمة، تزيد من فعاليتها المعنوية قبل المادية، وخصوصًا إن كانت في حقول تسعى الدول والمؤسسات إلى تطويرها والإضافة إليها، كما هو في حقول العلم والأدب والذكاء الصناعي والتطور التكنولوجي. وتشدد د. زينب المحمود على ضرورة الحذر من أي جوائز تحفيزية في مجالات غير محمودة أو تضرّ بالنشء والجيل وبقيم المجتمع، وخصوصًا في ظل الانفتاح الذي يشهده العالم اليوم. وتقول: إن الجوائز والحوافز، فضلًا عن أنها محفزٌ مهمٌ للتحصيل والإنتاج والإبداع، فإنها وسيلة استقطاب ناجحة وفعّالة، فلذلك نجد كثيرًا من الكفاءات التي لا تجد من يحفزها ويقدّرها تغادر أماكنها بحثًا عمّن يقدّر الجانب الإبداعي فيها ويحفّزها معنويًا وماديًا، لذلك فالجوائز والحوافز سلاح ذو حدّين؛ تحفيزي، واستقطابيّ.وتدعو الدول والهيئات والمراكز وكل من يطرح تحفيزات وجوائز إلى التفكر في كيفية تميّز طرحه وعرضه، والشروط التي ترتبط بالجائزة وما يقع في حيّزها، ومراعاة الموضوعية والنزاهة في التحكيم، واختيار أهل العلم والفن والذوق والأدب والمعرفة للقيام بوظيفة الإشراف والتحكيم والتقدير، كل في حقله ونطاقه، لتحقيق العدل وإعطاء كل ذي حق حقه، وهذه وحدها سمة حضارية وإنسانية تتألق في فضائها تلك الجوائز، حتى تؤتي ثمارها، ويعود نفعها على من أطلقها، ثم على المجتمع والإنسانية. سهام جاسم: الجائزة لا تصنع الإبداع تصف الكاتبة سهام جاسم الجوائز الأدبية بأنها تقدم صورة مشرقة وجميلة من صور دعم المؤسسات الثقافية في المجتمعات المتحضرة ورعايتها للإبداع، مما يعكس اهتمامها بالأدب والأدباء، ويسهم في دفع عجلة النتاج الأدبي واستمرارية العمل على تطوره ونموه. لكنّها ليست هدفاً بحد ذاته من أهداف جميع المبدعين، لأن الإبداع الحقيقي لدى الأديب تجده في جميع أعماله ولا يُصنّع في لحظة من أجل نيل جائزة. وتقول: إنّ الجائزة لا تصنع الإبداع، لذا نجد أنّ هنالك أدباء ذائعي الصيت رفضوا جوائز أدبية مرموقة نظير أعمالهم لأسباب أو دونما أسباب، وهذا الرفض لم يُخرجهم من تصنيفهم كمبدعين مطلقاً. لكن هناك خطورة ما تكمن في هذه الجوائز الأدبية لأنّها ستتوج أديباً ما مبدعاً على جموع من الأدباء المبدعين أيضاً حيث سيكون عمله الأدبي بمثابة نموذج ومثال للإبداع بل إنّه سيتصدر واجهة الساحة الثقافية في المجتمع. وتتابع: إن هذه الخطورة تكمن في إذا ما تصادم هذا العمل مع ذائقة القرّاء باختلاف مستوياتهم ونُظِرَ له من قِبلهم على أنّه عمل غير مؤهل للفوز ووُجِد أنّ هنالك أعمالاً أخرى مستحقة لهذا التكريم، لأنّ الإبداع لا تصنعه التزكية مهما بلغ الإطراء مداه. مما يؤدي لإضعاف ثقة الجمهور قبل الأدباء بمدى مصداقية وشفافية مثل هذه الجوائز. وتلفت الكاتبة سهام جاسم إلى أن «المعادلة المنصفة لهذه الجوائز تقول كلما مضت هذه الجوائز الأدبية وفقاً لمعايير دقيقة وشفافة ونزيهة وعملت بمهنية عالية كلما كانت محفزاً حقيقياً يحظى باستقطاب المبدعين وتنافسهم وإذا ما كانت دون ذلك فهي ستكون أداة إحباط للمبدع أولاً وكذلك عاملا مؤثرا يحول دون الارتقاء بالذائقة العامة في الأدب وبالتالي ستفتقد أهميتها وبريقها ودورها الثقافي الداعم للإبداع». د. خالد البوعينين: الجوائز ضرورة للإنتاج الأدبي يؤكد المؤرخ والكاتب د. خالد البوعينين أهمية أن تنأى الجوائز عموماً عن المجاملات، لاسيما الأدبية منها، مع ضرورة أن يتم الإعلان عن كافة جوانبها بشفافية مطلقة، من قواعد وشروط وفئات، إلى غير ذلك، حتى تحقق الهدف منها، وهو إنتاج أعمال أدبية، تليق بالمبدع نفسه، وكذلك بالشكل الذي يليق بالجهة المانحة، علاوة على تحقيق الجوائز لأحد أهم أهدافها، وهو إثراء المشهد الثقافي. ويقول د. خالد البوعينين: إنه حينما يُنظر إلى الجوائز من هذه الناحية، فإنها بذلك تصبح من الأهمية بمكان، ونكون قد وضعناها في المكانة الصحية التي تليق بها، لتشكل بذلك محطة مهمة من محطات الارتقاء بالإنتاج الأدبي، مهما كان لونه، سواء كان شعراً أو نثراً، أو أعمالاً فكرية أخرى. مؤكداً أن الجهات المانحة حينما توفر الشفافية لجوائزها، فإنها بذلك تقدم لبنة من لبنات بناء المجتمعات، التي تقوم على العدل والشفافية، وحينما تتوفر هذه المقومات، تكون الجهات المانحة أيضاً قد حققت أهدافاً عدة تفوق الهدف المرصود من هدف الجائزة، وهو دعم المبدعين، ومن ثم خلق أعمال أدبية مميزة.

976

| 10 سبتمبر 2023

ثقافة وفنون alsharq
مشاركة مميزة لـ "دار الشرق" في معرض الدوحة الدولي للكتاب

تشارك مجموعة دار الشرق في معرض الدوحة الدولي للكتاب بما يزيد عن 450 إصدارا في مختلف المجالات، ما بين ثقافي واجتماعي وتاريخي وأدبي، وإصدارات متخصصة للأطفال، وهى إصدارات متميزة وجديدة. ومن بين الإصدارات التي ستشارك بها الدار في المعرض، كتاب من الصافرة إلى الصافرة.. مونديال قطر 2022.. انتصار الإرادة والقيم، لمؤلفه الأستاذ جابر الحرمي، رئيس التحرير، وكذلك كتاب الصحافة القطرية تحديات الحاضر وآفاق المستقبل لمؤلفه د.خالد مبارك آل شافي رئيس تحرير جريدة البننسولا، علاوة على المشاركة بجميع إصدارات مجلة جاسم، المتخصصة للأطفال. كما تشارك الكاتبة حصة العوضي بالعديد من قصص الأطفال الشيقة، علاوة على المشاركة المتميزة لدار الشرق في المعرض من خلال المحبرة، وهى إحدى شركات مجموعة دار الشرق حيث تشارك بما يزيد عن 40 إصدارا للأطفال. ودعت مجموعة دار الشرق الكُتّاب والمؤلفين القطريين والمقيمين لعرض إصداراتهم في المعرض، لتصل إصداراتهم إلى القراء والمثقفين، وذلك في إطار حرص الدار على إثراء المشهد الثقافي بمختلف الإصدارات الإبداعية، التي تنمي القراءة في أوساط المجتمع. ومن المقرر أن يشهد جناح دار الشرق في المعرض، تدشين العديد من الإصدارات الجديدة لعدد كبير من الكُتّاب والمؤلفين، وذلك في إطار الدعم المقدم لهم، وإثراءً للمكتبة القطرية والعربية. وسوف تدشن الكاتبة نجاة علي اليوم كتابها الجديد من أنا باللغتين العربية والإنجليزية، وهو من توزيع دار الشرق، وسيتم التدشين في الصالون الثقافي بالمعرض. ويهدف إصدار من أنا؟ لمعرفة مفهوم الذات في إطار الفلسفة القديمة والحديثة وتنمية وتطوير الموهبة. كما يشرح الكتاب، الذي يقع في 281 صفحة من الحجم المتوسط، مراحل تطور مفهوم الذات وتقديرها، وكيفيتها والتصالح معها ومسامحتها وشفاءها لتكون قاعدة الانطلاق نحو مستقبل أفضل.

1002

| 12 يونيو 2023

ثقافة وفنون alsharq
«ضيف الخواطر».. يبحر في عوالم د. زكية مال الله

أصدرت الشاعرة الدكتورة زكية مال الله العيسى، أحدث مجموعاتها الشعرية، والتي تحمل عنوان»ضيف الخواطر»، لتضاف إلى رصيدها الشعري الزاخر، وذلك في أعقاب إصدارها لمجموعة شعرية أخرى، تم ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، حملت عنوان «عطر البلاد»، أو The Fragrance Of COUNTRY Home، وذلك خلال اليوم الوطني للدولة 2022. وتم صدور «ضيف الخواطر» عن دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع- جريدة الشرق، في إطار حرص الدار على رفد المكتبة القطرية والعربية بإبداعات ثرية للمؤلفين والكُتّاب القطريين، إثراءً للمشهد الثقافي، ودعماً للقراءة في أوساط أفراد المجتمع. وأعربت د. زكية مال الله في تصريحات خاصة لـ الشرق، عن مدى سعادتها بإصدار الديوان الشعري الجديد، والذي ضم العديد من القصائد، ليضاف إلى دواوينها الشعرية، التي أصدرتها وفق ما تتميز به قصائدها من إثارة للدهشة، علاوة على ما تتسم به أعمالها من رقة شعرية، وكأن هذه الرقة غطاء صوفي تتجلى فيه تجربتها الشعرية، وذلك على نحو الإهداء الذي حمله ديوانها الجديد، والمعنون»لك وحدك.. إلى الله عز وجل»، لتتبع هذا الإهداء بثلاثة أجزاء، حمل الجزء الأول عنوان»صباحك الورد»، فيما حمل الجزء الثاني عنوان «الحاضرون في لجة الغياب»، بينما حمل الجزء الثالث عنوان»ذاكرة للريح». وما بين الأجزاء الثلاثة، جاءت قصائد الشاعرة الدكتورة زكية مال الله العيسى، لتعكس أسلوبها الشعري المميز، بلغة شعرية فصيحة، تتسم بالرقي، وفق ما تتميز به قصائدها، بكل ما تحمله من مضامين، تعكس أبعاداً إنسانية وصوفية، علاوة على ما تحمله أيضا من جوانب إنسانية، وخواطر ذاتية. وسبق أن ضمت موسوعة «شجرة شعر العالم» باللغة الإنجليزية قصائد للشاعرة د. زكية مال الله، حيث كانت الشاعرة القطرية الوحيدة التي ضمتها هذه الموسوعة، والتي احتوت على قرابة ألف صفحة، وضمت قرابة 405 شعراء من 106 دول حول العالم، منهم شعراء تم ترشيحهم لجائزة نوبل للآداب، علاوة على أساتذة الأدب في جامعات عالمية، ودعت القصائد إلى الحب والسلام والأمل. كما سبق أن احتفت الأوساط المغربية بالدكتورة زكية مال الله، كأول شاعرة قطرية تصدر ديوانًا شعريًا، وذلك من خلال كتاب «الرائدات في طباعة أول ديوان شعري نسائي عربي فصيح»، للشاعرة والباحثة المغربية فاطمة بوهراكة، وحلت الشاعرة د.زكية مال الله ممثلة لدولة قطر من خلال ديوانها الأول المعنون «في معبد الأشواق»، والذي طُبع عام 1985 في القاهرة. وتعتبر الشاعرة د.زكية مال الله من رائدات الشعر القطري، والصوت النسائي البارز في مجال الشعر، ما جعلها اسماً مهماً في مجال الشعر الخليجي والعربي. وتُرجمت قصائدها إلى تسع لغات عالمية، وصدر لها ما يزيد على 30 كتاباً، حصدت على إثرها العديد من الجوائز، فضلاً عن مشاركتها بالعديد من الندوات والمؤتمرات العلمية والأدبية داخل وخارج قطر.

922

| 06 يونيو 2023

ثقافة وفنون alsharq
ورشة فنية في ضيافة متاحف مشيرب

استضافت متاحف مشيرب، ورشة فنية فريدة، لإحياء ذكريات الطفولة والتعبير عن الذات والمشاعر بطريقة إبداعية. أقيمت الورشة تحت عنوان «الحنين» في بيت الرضواني، أحد البيوت التراثية الأربعة لمتاحف مشيرب، تحت إشراف وتوجيه المدربة أميرة راضي. واستخدم المشاركون الألوان الطبيعية والصديقة للبيئة بما يتماشى مع موضوع الاستدامة الذي يعتمده المجلس الدولي للمتاحف في احتفالاته لهذا العام. وتم تشجيعهم على الاستفادة من إبداعهم الداخلي والتعبير عن مشاعرهم في التواصل والحنين لطفولتهم المتأصلة في نفوسهم. وتعدّ الورشة جزءاً من برامج متاحف مشيرب التي تقام على مدار العام وترتكز إلى استخدام الفن لتعزيز الصحة العقلية والنفسية. إلى جانب كونها وجهة سياحية وتاريخية، تشكل متاحف مشيرب مركزاً تعليمياً وثقافياً وتؤدي دورا أساسيا في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع المحلي. وتقيم متاحف مشيرب العديد من الشراكات الوطنية والدولية، مما أضاف قيمة كبيرة للمشهد الثقافي والاجتماعي في قطر، وعزز مكانتها كوجهة رائدة للمشاركة المجتمعية.

592

| 13 أبريل 2023

ثقافة وفنون alsharq
المشهد الثقافي يقلّب في كتاب "مصيري" لإيفون عبدالباقي

عبر أثير إذاعة قطر استضاف برنامج المشهد الثقافي عبر أثير إذاعة قطر في حلقته مساء أمس السفيرة إيفون عبدالباقي سفيرة الإكوادور السابقة في الدوحة، بمناسبة تدشين كتابها (مصيري) وهو سيرة ذاتية لحياتها ورحلتها الطويلة في العمل الدبلوماسي، وأبرز القادة والشخصيات السياسية التي التقت بهم وعملت معهم، كما يتضمن الكتاب ذكريات عملها الدبلوماسي في الدوحة، وعلاقاتها مع أبرز الشخصيات القطرية. من جانب آخر قام البرنامج بجولة في المكتبات، واستعرض أحدث الإصدارات العربية التي لفتت إليها الأنظار في الآونة الأخيرة. كما تضمن البرنامج فواصل موسيقية مختارة صاحبت فقرات البرنامج، وأثرت المحتوى. يذكر أن برنامج (المشهد الثقافي) يذاع في العاشرة ليلا كل يوم جمعة عبر أثير إذاعة قطر، وهو من إعداد وتقديم محمد الجوهري.

605

| 21 مارس 2020

ثقافة وفنون alsharq
حلقة جديدة من المشهد الثقافي عبر إذاعة قطر الليلة

ينقل برنامج المشهد الثقافي في العاشرة مساء اليوم، عبر أثير إذاعة قطر، جانبا من حفل أوركسترا قطر الفلهارمونية، ويلتقي بالمدير التنفيذي للأوركسترا السيد كورت مايستر للحديث عن الحفل، كما يزور البرنامج معرض الفن التشكيلي (دندنة) للفنانة منى البدر والذي يصور الفنون البحرية المرتبطة بالغوص تشكيليا بمصاحبة أعمال فنية بحرية مسموعة، وفي فقرة كاتب وكتاب يستضيف الكاتب أحمد الراشد في حوار حول كتابه (برنامج مهارات تحقيق السعادة) الذي تمت مناقشته في الملتقى القطري للمؤلفين. يذكر أن البرنامج يعده ويقدمه محمد الجوهري.

842

| 27 سبتمبر 2019

محليات alsharq
معرض أبعاد لا متناهية في المشهد الثقافي اليوم

تبث إذاعة قطر في العاشرة من مساء اليوم حلقة جديدة من برنامج (المشهد الثقافي) الذي يغطي الفعاليات الثقافية المحلية تغطية حية من أماكن إقامة هذه الفعاليات، ويستضيف البرنامج الباحث في علم الفلسفة حمدي المغربي والذي يعرض دراسة مقارنة بين المشروعات الحضارية لثلاثة من كبار المفكرين العرب الذين قدموا مشاريع حضارية نهضوية للأمة العربية والعقل العربي وهم زكي نجيب محمود، ومالك بن نبي، ومحمد عابد الجابري فيتعرف المستمعون من خلال الحوار على منهج كل منهم في تحقيق النهضة العربية، والاختلافات بين المشاريع الثلاثة، وأهم التوصيات والنتائج لكل منهم، كما ينقل البرنامج أجواء المعرض الفني (أبعاد لا متناهية) من مطافئ مقر الفنانين ولقاءات مع الفنان خليفة العبيدلي مدير المقر، والفنان فرج دهام. يذكر أن البرنامج يبث في العاشرة من مساء كل اثنين عبر أثير إذاعة قطر، وهو من إعداد وتقديم محمد الجوهري.

966

| 22 يوليو 2019

ثقافة وفنون alsharq
المشهد الثقافي يواصل تطوافه في فضاءات الإبداع

يقدم برنامج المشهد الثقافي على موجات إذاعة قطر مسامع من الحلقة النقاشية حول قانون حماية اللغة العربية والتي أقيمت بمكتبة قطر الوطنية، ويستضيف البرنامج سعادة السيدة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والتي كانت ضيفة شرف الندوة، كما ينقل مسامع من الكلمات التي ألقاها الضيوف حول القانون ، ويقدم البرنامج مسامع من عمل موسيقي مشترك بين أوركسترا قطر الفلهارمونية وفرقة شعبية لفن الفجري البحري يمزج بين الموسيقى الاوركسترالية والفنون البحرية التراثية من إعداد دانا الفردان، كما يستضيف البرنامج الباحثة والكاتبة د. خولة مرتضوي للحديث حول كتابها (صورة المرأة المسلمة في وسائل الاعلام الالكترونية) وحوار حول هذه القضية وغيرها من القضايا الإعلامية . يذكر أن البرنامج يذاع في العاشرة ليلا يوم الاثنين من كل أسبوع، ويعاد اليوم عند الثانية عشرة ظهرا، ويعده ويقدمه محمد الجوهري.

1090

| 23 أبريل 2019