أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم القانون رقم 25 لسنة 2025 بتعديل بعض أحكام قانون...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
أصدرت مؤسسة الفكر العربي الترجمة العربية لكتاب "عالم أوحد: تطــوّر التعاون الـدوليّ" لمؤلّفه غيـِّــوم ديفــان ، الصادر عن منشورات المـركز الوطني الفرنسي للبحث العلميّ ، ليُعيد النظر في الرأي السائد بأنّ التعاون الدولي ما هو إلّا إيمان ساذج بعالمٍ مثاليّ. الكتاب قام بترجمته الأستاذ نصير مروّة،، يؤكد خلاله تبيان أنّ التعاون المذكور يلعب دوراً أساسياً في سيرورة السلام وفي مسار إحلاله، حتّى ولو جاء ذلك بطيئاً وغـير منتظم في هـذا العالم الذي يفتقر إلى الكمال. جاء الكتاب ليذكّر متلقيه بأنّ الكلام على الحرب يفترض الكلام على السلم، تماماً كالكلام على الليل والنهار، والموت والحياة، واليأس والأمل...وغيرها من سنن الحياة وتناقضاتها. غير أنّ السـلام بالنسبة إلى غيـِّــوم ديفــان لا يشــكّل مجرّد لحظة. وأعاد المؤلّف الاعتبار إلى التعاون الدوليّ من حيث إنّه هـو مفتاح قراءة العلاقات الدوليّة المُعاصرة، متجاوزاً الاعتقاد السائدبأنّ "التعاون الدوليّ" هو تعبيرٌ على قـدرٍ من الضبابية والغموض، لكونه نُظر إليه بوصفه "ضرباً من الطوعيّة المُنظَّمة"، وفقاً لتعبير سكوت باريت ، متيقّناً بأنّ " الاعتـراف بالآخـر، والعمل المنسَّق، والسعي إلى أهـدافٍ مشـتركة، هي الأشكال المختلفة والصُّور المتنوّعة للنشاطات التعاونيّة"؛ وأنّ هذه " لا تَسـتبعِد النّزاع مطلقاً، ولكنّها تسعى إلى احتوائه ضمن إطارٍ مقبول، أي داخل إطار منظّمة دولية، ومن ضمن قواعـد قانونية، وتفاوض". ويُزعزِع غيـِّــوم ديفــان الأفكار السائدة عن التعاون الدّولي، ليخلصَ إلى أنّه " كلّمـا كانت نشاطات التعاون الدوليّ عـديدة، ومتنوّعة، وكثيفة، تقلَّصت فُرص النزاعات المسـلَّحة. التعاون يخـدم الأمن؛ بمـا في ذلك الأمن التقليدي بين الدّول، لأنّه يُعطيه بُعـداً جماعيّاً".
308
| 25 أكتوبر 2016
أصدرت مؤسّسة الفكر العربيّ كتاباً جديداً بعنوان "أبوالكلام آزاد وتَشكّل الأمّة الهنديّة.. في مناهضة الاستعمار والسياسات الطائفيّة " للباحث والأكاديمي الهندي د. رضوان قيصر، أستاذ التاريخ في الجامعة المليّة الإسلامية في نيودلهي. قام بترجمته من الأرديّة إلى العربية د. صهيب عالم، أستاذ مساعد في قسم اللّغة العربيّة وآدابها في الجامعة المليّة الإسلاميّة في نيودلهي، وراجع الترجمة د.مجيب الرحمن، أستاذ في مركز الدراسات العربية والأفريقية في جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي. يأتي الكتاب ضمن سلسلة "حضارة واحدة" التي تُصدرها المؤسّسة، وتُعنى بترجمة أمّهات الكتب من الحضارات والثقافات الأخرى إلى اللّغة العربية. ويبحث الكتاب في أدوار ونضالات واحد من أبرز الشخصيّات الكاريزمية الوطنية، الفاعلة في شبه القارّة الهندية: أبو الكلام آزاد ( 1888م. – 1958م.) واسمه الحقيقي محي الدين أحمد بن خيرالدين، الذي أُعيد له الاعتبار في بلاده السنة الماضية على أكثر من صعيد. يحكي الكتاب قصّة هذا الرجل النهضوي الذي ظلمه الإعلام العربي كثيراً، وهو الذي كان وُلد لأمّ عربية في مكّة المكرّمة، وجال في بغداد والقاهرة وإسطنبول، متأثّراً بالدعوة الإصلاحية للشيخَين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، ومعهما بُعيد ذلك، الشيخ رشيد رضا صاحب مجلّة "المنار"، حيث على غرارها كان آزاد قد أسّس لاحقاً في كلكتا (1912) مجلّته الشهيرة "الهلال"، التي لقيت قبولاً واسعاً في أوساط المسلمين الهنود. يتألّف الكتاب من فصول ستّة وخاتمة، ويعالج محاولات أبي الكلام آزاد الوصول إلى المراسي الإيديولوجية والسياسية المركزية في بلاده، ما دفعه إلى الانخراط في اتّجاهات مختلفة.
359
| 04 أكتوبر 2016
في الثالث من مايو القادم تمر الذكرى السادسة لرحيل المفكر المغربي العربي الدكتور محمد عابد الجابري الذي شغل الدنيا وملأ الناس، في مرحلة اتسمت بالتحول والحث على آفاق جديدة من خلال انفتاح عدد من مفكري العرب على الثقافة الغربية نذكر من بينهم الطيب تيزيني، ومحمد أركون، وحسن حنفي وغيرهم. وانفتاح الثقافة العربية على الغرب ومناهجه الفكرية. عُرف الجابري بمشروعه المثير للجدل "نقد العقل العربي" في مستوياته المختلفة (الأخلاقي والسياسي والديني)، وفي مراحله المختلفة أيضا (من عصر التدوين وحتى الحديث)، حيث مارس على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود من القرن الماضي حفرياته في التراث الإسلامي وفق المنهج الأبستيمولوجي، منتهجا "طريق العقلانية المليء بالألغام"، ومنتقدا "أصنام العقل البشري" كما فعل فرانسيس بيكون. وصف الجابري بالمفكر التنويري، ولقب بـ"كانط العرب"، معه شهد التاريخ العربي مرحلة جديدة في نقد التراث من نقد المعارف التراثية إلى نقد العقل المنتج للمعرفة، ومعه وعي العقل العربي بذاته، وتعرفنا كقراء كيف صنع هذا العقل الثقافة العربية الإسلامية من خلال نص مقدس هو القرآن فأنتج ثلاث نظم معرفية هي: البيان والبرهان والعرفان. لمزيد من تسليط الضوء على بعض المجالات الفكرية التي شكلت مشروع الراحل، التقت "أعناب الشرق" نجله الدكتور عصام عابد الجابري عضو مؤسس مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة، فكان الحوار التالي: في سلسلة "نقد العقل العربي" حلل محمد عابد الجابري بنية العقل العربي عبر دراسة المكونات منذ عصر التدوين، ثم انتقل إلى دراسة العقل السياسي ثم الأخلاقي، وهو مبتكر مصطلح "العقل المستقيل". كيف تقرأ هذا المصطلح؟ لفهم هذا المصطلح علينا أولا أن نفهم ماذا يقصد المفكر الراحل محمد عابد الجابري بمفهوم العقل. فإذا كان العقل هو "كنز الفوائد وكيمياء السعادة" كما عرفه أحد الدارسين، فلقد جعله صاحب "نحن والتراث" مدخلا للإجابة على التساؤل المربك الذي يكمن في التعرف عن أسباب فشل كل المحاولات المتكررة لمشاريع النهضة العربية، ومرد ذلك بالنسبة للجابري يرجع إلى أن الفكر العربي المعاصر هو فكر نهضوي لم يمارس النقد. نحن نعرف أن النهضة في أوروبا بدأت نهضة فكرية، ولكنها، في الوقت نفسه الذي كانت تتناول فيه نقد المجتمع ونقد المؤسسات، كانت أساسا تتناول نقد الفكر ونقد العقل، مع بيكون وأوهامه الأربعة مثلا، ومع ديكارت وقواعد المنهج، والأمر مستمر إلى كانط وباشلار. فمراجعة الفكر ونقده شيء أساسي وضروري لضمان شروط النجاح لأية نهضة كيفما كانت. من هنا جاء مشروعه الضخم "نقد العقل العربي" بأجزائه الأربعة. ويحدد الجابري ما يقصده بـ"العقل" باعتباره أداة الإنتاج النظري، أي مجموعة القواعد، المستخلصة من ثقافة معينة، والتي تؤطر النشاط الذهني. هذا "العقل" يتكون لا شعوريا من خلال الممارسة الثقافية ليشكل في النهاية النظام المعرفي لثقافة ما. ويرى الجابري أن عصر التدوين كان نقطة البداية لتكوين النظام المعرفي للثقافة العربية فيه اكتمل التكوين، ولم يتغير منذ ذلك الوقت ولا يزال سائدا في ثقافتنا حتى اليوم، فهو الإطار المرجعي للعقل العربي، وعلى هذا فإن بنية الثقافة العربية ذات زمن واحد، زمن راكد يعيشه الإنسان العربي اليوم مثلما عاشه أجداده في القرون الماضية. ويصنف صاحب "نقد العقل العربي" مختلف العلوم والمعرفة العربية في ثلاث مجموعات هي: "علوم البيان" من نحو وفقه وكلام وبلاغة، ويطلق عليها اسم "المعقول الديني" وآليتها المعرفية تقوم على قياس الغائب على الشاهد. ومجموعة "علوم البرهان" التي تضم المنطق والرياضيات والطبيعيات والميتافيزيقا، ويؤسسها نظام معرفي يقوم على الملاحظة والتجريب والاستنتاج، ويطلق عليها اسم "المعقول العقلي". ومجموعة "علوم العرفان" التي تضم التصوف، والفكر الشيعي والتفسير الباطني للقرآن، والفلسفة الإشراقية والسيمياء والسحر والتنجيم، ويطلق عليها اسم "اللامعقول العقلي" أو "العقل المستقيل" الذي ينسب إلى العقل لا إلى الدين، وتقوم على نظام معرفي هو الكشف والتجاذب والوصال، وهو امتداد لموروثات قديمة وعقائد وثقافات سابقة على الإسلام، أخذت تتسرب إلى الثقافة العربية الإسلامية في شكل موروث فلسفي إلى ساحة "المعقول الديني". وقد سماه "العقل المستقيل" لأنه يستخدم العقل وخطابه واستدلاله ليبرهن في النهاية على أن العقل عاجز. إنه خطاب يبني نفسه عقليا بمقدمات واستدلالات عقلية، ليقيم الدليل نهاية الأمر على عجز العقل، ليقدم استقالته ويعود إلى نوع من الرؤية العرفانية لا تخضع لأي رقابة، يتخيل أنها مباشرة وأنها كشف. ولكنها – في الحقيقة - معرفة استدلالية من نوع خاص. كيف ترى النتيجة التي وصل إليها الجابري وَمفادها أن العقل العربي بحاجة اليوم إلى إعادة الابتكار؟ في نظرك، كيف ترى نتيجته التي خلص إليها بعد الأحداث التي عرفتها المنطقة العربية في هذه الفترة الراهنة؟ الحقيقة مع مرور الوقت يزداد اقتناعي بأهمية وراهنية المشروع الفكري للجابري، وهنا أريد أن أركز على نقطتين فيما يخص الثورات العربية. النقطة الأولى تتعلق بمفهوم الكتلة التاريخية الذي دعا إليه الجابري منذ بدايات الثمانينيات، وقد طرح المفهوم بعد نجاح ثورة الخميني بعامين ونيف، حيث حاول المفكر المغربي أن يقيم أواصر قوية بين المشروعين الإسلامي والعلماني في الوطن العربي والإسلامي بشكل عام والمغرب بشكل خاص، وأعاد طرح المفهوم نفسه في بدايات التسعينيات بعد الصراع الدامي الذي جرى في الجارة الشرقية الجزائر. وهو كان يعني قيام كتلة تاريخية تنبني على المصلحة الموضوعية الواحدة التي تحرك في العمق جميع التيارات التي تنجح في جعل أصدائها تتردد بين صفوف الشعب، لا بل بين صفوف الأمة بصور من صور المصلحة الموضوعية التي تعبر عنها شعارات الحرية والأصالة والديمقراطية، والأصالة والشورى والاشتراكية والعدل وحقوق أهل الحل والعقد وحقوق المستضعفين وحقوق الأقليات والأغلبيات، ذلك أن الحق المهضوم في الواقع العربي هو حقوق كل من يقع خارج جماعة المحظوظين المستفيدين من غياب أصحاب الحق عن مراكز القرار والتنفيذ. والثورات العربية عند انطلاقها، قدمت درسا في الوفاق الوطني من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي الذي تقوده التيارات السياسية المعتدلة "العلمانية" و "الإسلامية" في توافق من أجل وضع قواعد تأسيسية للدولة الوطنية، إنه حقا نموذج لمفهوم الكتلة. النقطة الثانية التي أريد التركيز عليها تخص الفترة التي نعيشها الآن في العالم العربي، ذلك أننا نلاحظ أن النقاش الذي يطغى على الساحة العربية، يكتسي بطابع أيديولوجي صريح أو غير صريح. والخطاب الأيديولوجي خطاب توجهه الرغبة في إبطال رأي الخصوم أكثر من أي شيء آخر. إن النقاش عندما يأخذ صبغة إيديولوجية فإنه يقولب التاريخ والوقائع ويؤدي إلى التعصب وإقامة معسكرات لا تفيد الحوار ولا تسمح بموقف عقلاني اتجاه الإشكالية المطروحة، بل يؤدي إلى استقطاب داخل المجتمع بين فريق له مرجعية علمانية وفريق آخر له مرجعية دينية، ويؤدي للاحتراب الأهلي وللطائفية لأن الأمر يتحول بسهولة إلى صراع هويات كل واحدة منها تحاول أن تطرح وتحدد نفسها وتحارب على مجالها الحيوي في هذا الوطن وبالتالي تسعى في تقسيمه وليس في وحدته. ما أريد أن أخلص إليه من هذه الملاحظات السريعة، هو ما يدعو إليه الجابري والمتمثل في ضرورة أن نتجنب الصراع الهوياتي وأن نتفادى تحويل المصطلحات إلى عقيدة فلسفية حداثية في مواجهة عقيدة دينية. من هنا تبرز أهمية دعوته إلى جعل تراثنا معاصرا لنفسه ولنا وانتقاد الأداة التي تنتج المعرفة. وهذا هو ما قام به المرحوم في مشروعه الفكري الضخم بداية من نحن والتراث مرورا بنقد العقل العربي وصولا إلى تفسير القرآن الكريم. كيف ترى بصمة والدك في نفسك، وما هي القيم التربوية التي بقيت راسخة لديك؟ وماذا ترك في نفسك من أثر خاصة فيما يتعلق بإعلاء شأن العقل، وهل لك أن تتحفنا بحادثة معبرة عشتَها معه من ذكرياتك؟ **أنا من جيل القرن العشرين وقد عانيت – مثل شباب جيلي - من معضلة أساسية تتجلى في التحدي المفروض علينا لمواجهة تحديات العصر وبناء ذاتنا والمساهمة في تحقيق "الحداثة" دون أن نفقد هويتنا. وهذا جعلني أشعر بنوع من الارتباك والقلق، وهو ما كان يدفعني للشك في الكثير من المشاريع المقترحة لحل الأزمة الحضارية التي تعاني منها الأمة. ومعلوم أن من يخالجه الشك في الحاضر قد يبدو له التراث بوصفه حلا سحريا وصندوقا للعجائب. وكنت أفتح النقاش مع المرحوم بشأن هذه الإشكالية فكان يوجهني تارة بإعطائي كتابا لأقرأه وتارة يفتح معي حوارا فيحلل معي مواضيع الساعة. وبفضل المرحوم فهمت أنه من الضروري أن ندخل في حوار نقدي مع أسلافنا وذلك من أجل فهمهم فهما أعمق وربطهم بنا بشكل من الأشكال كلما كان ذلك ممكنا. فتراثنا كما كان يقول لا يزال لم يعقلن ويقدم في تطوره على أساس أنه تاريخ وتطور وصراع! إنه لا يزال أكواما من الأفكار والاتجاهات المعزولة: شيعة، وخوارج، وفلاسفة، ومتصوفة، وشعراء... كل هذا الخليط حاضر أمامنا، ولكن ليس حضورا تاريخيا، كشيء استوعبناه وفهمناه وانتقدناه ودخلنا معه في حوار ورتبناه في تاريخنا. إن الدرس البليغ الذي اقتنعت به من خلال النقاش مع الجابري هو ما انتهى إليه في الكثير من دراساته وهو أننا إذا لم نؤسس ماضينا تأسيسا عقلانيا فلن نستطيع أن نؤسس حاضرا ولا مستقبلا بصورة معقولة، وبهذا تمكنت من حل - في ذهني - هذا الصراع بين التراث والحداثة. نال والدك محمد عابد الجابري جوائز، واعتذر عن جوائز مالية مهمة ومناصب، كيف كانت نظرته للتكريم؟ أعتقد أن آخر شيء كان يفكر فيه الجابري هو نيل جائزة أو اعتلاء منصب، وما أكثر ما عرض عليه. في الحقيقة لم تكن له نظرة خاصة للتكريم، وكل ما يمكنني أن أقوله في هذا الباب، هو أنه كان سعيدا بالتجاوب الذي كانت تلقاه كتبه عند القارئ العربي. ولعل الاهتمام - دراسة وبحثا ونقدا - الذي يلقاه مشروعه الفكري نوع آخر من التكريم الذي يستحقه مفكر من مستواه. كيف تفسر حذر والدك من جوائز مالية كثيرة؟ وكيف كنت ترى هذا الموقف؟ وكيف كان يحدثكم عن اعتذاره عن الجوائز؟ لا هو ليس حذرا، كل ما في الأمر أن الجابري كان فعلا يبني مشروعا نهضويا متكاملا، ولم يكن يريد أن يحسب على جهة معينة، المسألة بالنسبة إليه مسألة نوع من الاستقلال كان يريد الحفاظ عليه. هو لم يكن يتحدث في الأمر كثيرا. أما أنا فبكل صدق، كلما رأيت التكالب على الماديات الذي يحرك بعض الأطراف، إلا وازددت تقديرا لموقفه هذا وتقديرا لما حققه من إنجازات، وفي مثل هذه الحالات لا يسع الإنسان إلا أن يفخر بكونه سليل هذا الرجل الذي لا يذكر اليوم الفكر العربي إلا ذكر معه.
6988
| 30 مارس 2016
استهل المؤتمر السنوي الخامس للعلوم الاجتماعية والإنسانية الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة لمدة ثلاثة أيام، أعمال اليوم الثاني بمحاضرة رئيسة قدّمها المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة حول "الحرية" في الفكر العربي. وأكد فيها على مجموعة من الأفكار المهمة في السياق العربي، وفي مقدمتها رفض المساومة بالمفاضلة بين الحريات والحفاظ على الاستقرار أو الحفاظ على الحياة. أخذت المناقشة الفلسفية لـ"الحرية" الحيز الأكبر في محاضرة الدكتور عزمي بشارة، وأشار منذ البداية إلى أنه يذهب في ذات اتجاه القائلين بأن "الحرية" ليست معطى طبيعيا، وأن الإنسان لا يولد حرا فكريا وجسديا وإراديا، وعندما يقول البعض إن الإنسان يولد حرا فإنما يقصدون أنه لم يولد عبدا . ولخص قوله في أن الإنسان لا يولد حرا وأن الحرية لا تشترى جاهزة ولا تورّث، وأنها تقوم على العقل والإرادة. وطاف المحاضر في أرجاء الفكر الغربي الكلاسيكي والليبرالي والحداثي وكذلك في الفكر النهضوي العربي والمعاصر وقبلها في الفلسفة الإغريقية اليونانية، في فحص الجوانب المختلفة لمقولة الحرية، وانتهى إلى التأكيد أن الحرية ليست "أنطولوجية" ولا "كوزمولوجية" فهي في الوعي والممارسة الإنسانية وليست في الكون. وخلص من النقاش إلى أن "الحرية" في نطاق العلوم الاجتماعية والإنسانية مصطلح وليست مفهوما لأن المفترض في المفهوم هو أن يقدم للباحث في هذه العلوم أداة تحليلية لفهم الظواهر وهو ما لا يوفره مصطلح "الحرية"، على الرغم من الإشكاليات التي تثيرها مناقشة "الحرية" كمصطلح. ولخّص الدكتور عزمي ذلك بالقول: "الحرية بحد ذاتها قيمة، وليست مفهوما، ويصعب تطويرها كمفهوم". وأوضح أن مهمة الفكر العربي والباحثين العرب هي في تشخيص المسائل ذات الصلة بمسألة الحرية والحريات في الواقع العربي المعاصر، وقال: "يكمن التحدي الحقيقي في قدرتنا على مغادرة النقاش الفلسفي حول الحرية والانطلاق إلى مسائل الحريات وشروط تحقيقها في واقع المجتمعات والدول العربية". وقال إن قيام البعض بتحميل عدم مثابرة مفكري النهضة مسؤولية مأزق الحريات في أقطار الوطن العربي، ينطلق من طرح مقلوب يتجنب مناقشة الأنظمة السياسية الاستبدادية نفسها. ولكنه يؤكد أيضا أن التحرر من الطغيان من دون تأسيس للحريات ونظام يحمي هذه الحريات، قد ينشئ لطغيان جديد، أو لفوضى مؤقتة تقود إلى طغيان. ويرى أن الديمقراطية هي النظام الذي يمكن أن ينظم الحريات ويضمنها في الوقت ذاته. وخصص المفكر الدكتور عزمي بشارة القسم الأخير من محاضرته لاستعراض أبرز الأسئلة العملية التي تنتج من النقاش الفلسفي والفكري الذي قدمه حول "الحرية" ومن تحديات الحرية والحريات في الواقع العربي الراهن. وقال إن أبرز الأسئلة الراهنة التي طرحها المحاضر في واقع الحريات الراهن في العالم العربي سؤال: "إذا وقعت المفاضلة بين الاستقرار والحفاظ على الحياة من جهة والحرية من جهة أخرى، فأيهما نختار؟ وقال ان من يعارض الحريات المدنية والسياسية لا يقول إنه يؤيد الظلم والاستبداد، إنما يحاول أن يقابل الحرية بقيمة أخرى هي مثلا "الوطنية" موجها التهمة للحريات المدنية والسياسية بأنها مؤامرة خارجية. وتطرح المفاضلة بين قيمة الحرية وقيمة الحياة حين يصبح مطلب الحريات مكلفا إلى درجة الحرب الأهلية والفوضى . وطرح سؤالا عن العلاقة بين الحريات الشخصية والحريات المدنية والسياسية ، وهل يمكن قبول نظام مستبد يسلب الحريات المدنية والسياسية في مقابل ضمان الحريات الشخصية؟ ويؤكد أنه لا تصح المساومة بالتنازل عن الحريات المدنية والسياسية في مقابل حماية نظام الاستبداد للحريات الشخصية، وبالمثل لا يصح أيضا تدخل أي نظام في كل صغيرة وكبيرة في حياة الناس اليومية ويدعي أنه يحمي الحريات المدنية والسياسية لأن رغبته في التدخل في الحريات الشخصية ستجعله عاجلا أم آجلا يقمع الحريات المدنية والسياسية. وفي إجابته عن سؤال حول العلاقة بين حرية الفرد وحرية الجماعة التي ينتمي إليها؟ يؤكد عزمي بشارة أن هناك حالة واحدة حين تكون الجماعة الواقعة تحت الاحتلال أو التي تعرضت إلى سياسة ميز عنصري كجماعة، يصبح فيها تحرر الجماعة شرطا لتحرر الفرد، وإن كان بحد ذاته شرطا غير كاف.
439
| 13 مارس 2016
في جلستين منفصلتين، ناقش المؤتمر السنوي الخامس للعلوم الاجتماعية والإنسانية اليوم قضية الحرية في الفكر العربي المعاصر. وكانت الجلسة الاولى بعنوان "الحرية الدينية وحرية المعتقد"، والثانية بعنوان "الحرية ضمن سؤال الحداثة والنهضة". وقدم الدكتور عبد الوهاب الأفندي ورقة بحثية بعنوان "ثمن الحرية: اقتصاديات الحرية والتحرّر في صراعات الحداثة العربية" أكد فيها على أن الحرية قضية شائكة في الواقع العربي، مشيرا إلى أنها تجلّت في الغرب الذي كان له ريادة في تقديم مبدأ الحرية على غيره من المبادئ، وتعميمه على البشرية كافة، وكيف وصلت إلى تحرير الاقتصاد وجعل التعامل مع المسألة الاقتصادية أساس مسألة الحرية. وقال الأفندي إن هذا الدور الحاسم الذي قامت به الليبرالية في الدفاع عن الحرية جعل "من المستحيل تموقع التفكير في الحرية خارجًا عنها أو بالقفز حولها"، على الرغم من أنّها قد تحتاج إلى إعادة صوغ، بخاصة في صورتها المتعولمة التي تقدّم حرية الاستطاعة على حرية الإرادة. وهو ما يطرح بدوره سؤال "تبيئة" الحرية في المجتمعات غير الغربية، وفي مقدّمتها المجتمعات العربية الإسلامية. وأضاف بأن أحد الأسئلة المحورية التي تطرحها هذه الورقة هو، بافتراض صحة ما يقال عن المجتمعات العربية، وكونها لا تزال تحفل بتضمينات ما قبل الحداثة، من قبلية وطائفية وغيرها، وهو: كيف يمكن "بناء الحرية" في مثل هذه المجتمعات بما يضمن التناسق فيما بينها وتنظيم الصراع بحيث يظل سلميًا ومؤسسيًا بدلًا من أن يتحول إلى العنف أو الفوضى؟ وشدد على أنّ مفهوم الحرية "الفردية" لا معنى له ولا وجود له خارج إطار منظومة اجتماعية معيّنة، ولا ينفصل عن مفهوم الجماعة التي تشكّل هذه المنظومة، وأنّ هذا المفهوم متأصّل في كلّ الثقافات، بما في ذلك الثقافة العربية قبل الإسلام وبعده، تعمد الورقة إلى مناقشة "الليبرالية الإسلامية" بوصفها طريق المستقبل، وضمانة التحول الديمقراطي في البلدان ذات الغالبية الإسلامية. الحرية في الاسلام من جانبه، قدم الباحث معتز الخطيب ورقة "الحرّيّة الدينية وقتل المرتد: مدخلٌ لإعادة التفكير في الاجتهاد الفقهي" عالج فيها الحرّيّة الدينية في التفكير الإسلامي بتشعّباته المتعدّدة، ومفاهيم الحرّيّة في التراث والقرآن. والإضافة التي يقّدمها هذا البحث تتمثّل بثلاث جهات الأولى أنه يوضح "النظام الفقهي" ومبناه في تقرير عقوبة الردّة، والثانية أنه يوضح كيف أنّ عقوبة الردّة الفقهية تصلح مثالاً نموذجيًا لضرورة إعادة التفكير في الاجتهاد الفقهي وآلياته، والثالثة أنه يوضح أثر تبدل القيم الأخلاقية (الإكراه على الدين "الحق") وتطوّر المفاهيم (الحرّيّة) على التفكير الفقهي وأحكامه. وقدّم الباحث صورة مفصّلة عن النقاشات المختلفة حول الحرّيّة الدينية والإكراه على الدين في مرحلتين: المرحلة الكلاسيكية والمرحلة الحديثة والمعاصرة. كما أوضحَ أبعاد الجدل حول قيمة الحرّيّة الدينية والأسس التي استند إليها القول بأخلاقية الإكراه على الدين أو لا أخلاقيته. كما بحث في السياقات التاريخية التي ولّدت تلك النقاشات المختلفة. وجعل الخطيب من مسألة الحرّيّة الدينية وحكم المرتدّ مثالاً نموذجيًّا قدّم من خلاله مقاربة منهجية للتفكير الفقهي، وبيّن أسسه ومبناه وأدواته في الاستنباط والحِجاج. كما قدّم بالمقابل مقاربة نقدية ثلاثية الأبعاد للمنهج الفقهي تمثّلت بالأبعاد المنهجية، والتاريخية، والأخلاقية. ثقافة عالمية بدورها قدمت الباحثة السودانية محاسن يوسف عبدالجليل ورقة "الحرية في التمثلات الاجتماعية: بين الثقافة العالِمة والثقافة الشعبية، من صلب الحلاج إلى إعدام محمود محمد طه" قالت فيها إن كثيرًا ما تتناول مفهوم الحرية، وما تأسس عليه من مقاربات وأسئلة حول التقدم والحداثة في المجتمع العربي، وكأنه قد تشكل بالأساس من خلال تمثّلات"الثقافة العالمة" التي بادر إليها وهيأ لها خطاب رواد النهضة العربية؛ وهو تأويل فيه كثير من مطابقة الواقع، غير أنه يبدو نافيًا لمساهمة "الثقافة الشعبية" ووعيها في بناء هذا الخطاب. وأشارت إلى وجود أكثر من خطاب فاعل حول الحرية في الواقع العربي، تعبر جميعها عن فاعلية اجتماعية وفاعلين اجتماعيين، وتتبدى جميعها كتجليات لتمثلات منتجة ومعبرة عن أنساق متعددة داخل الحقل الاجتماعي، ومعبرة في آنٍ عن مستويات متفاوتة داخل النسق الواحد، كما أنها تبرز بحق طبيعة التمثل الاجتماعي، كتركيب لديناميكية مؤلفة من التصورات المتنافسة للهيمنة على الرأسمال الرمزي، إذ تتجلى هنا التمثلات الاجتماعية كنمط من التفكير التطبيقي الموجه نحو التواصل والقهر والتحكم في المحيط الاجتماعي. جدل غير موجود فيما قال الباحث سعيد أقيور إن الحرّيّة الدينية لم تثير نقاشًا أو جدلًا في النسق الفكري والسياسي العربي التقليدي، وذلك لتمكن المسلمين من حكم بلاد واسعة، ووجود مضمون عقدي مثّل أساسًا لحضارة صاعدة، ووضوح الاعتبارات الاسلامية في معاملة المسلمين لغيرهم. فقبول الآخر المختلف حتى في العقيدة كان مبدأ مقررًا عند العلماء المسلمين ولا خلاف حوله، ومن ثمّ فهي قضية خارجة عن الإكراه. أما تخلّي المسلم عن دينه لأي سبب فقد حسمه الفقهاء بادعاء الإجماع حول قتل المرتد. ونوهت إلى أن دخول العرب في أزمنة الحداثة قلب هذه المعادلة رأسًا على عقب، وشهدت كل الأطروحات التي كانت تعتقد أنها متينة وبعيدة عن النقد، الكثير من الجدالات والانتكاسات، وأحدثت استقطابات حادة على مستوى النخب العربية لتشهد ولادة تيارات أيديولوجية عدة بمقاربات مختلفة لعلاقة الدين بالحرّيّة؛ وفي مقدمة هذه التيارات التي في الأغلب رسمت بينها حدودًا فاصلة، من دون تخوم واصلة، التيار الديني والتيار العلماني. من جانبه قال الباحث سامر عكاش إن سؤال غياب "الحرّيّة" في العالم العربي اليوم هو سؤال عن إخفاق المشروع النهضوي العربي في تحقيق أحلامه التنويرية ومبادئه الإصلاحية، نظرًا لأن الحاضر هو من صنع الأمس، وأن ثقافة القمع والاستبداد هي من صناعة النهضة العربية تحديدًا، ليس بآمالها العريضة الواعدة طبعًا، وإنما بإخفاقاتها المتكررة على الأصعدة الفكرية والسياسية والاجتماعية والدينية.
2333
| 13 مارس 2016
التقى وزير الثقافة المصري الدكتور عبدالواحد النبوي، اليوم الإثنين، الأمير بندر بن خالد الفيصل الأمين العام لمؤسسة "الفكر العربي"، بحضور السفير أحمد القطان سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة. وتناول اللقاء التحضير للمؤتمر السنوي الذي تنظمه مؤسسة "الفكر العربي"، بالتعاون مع وزارة الثقافة ووزارة الخارجية في شهر ديسمبر، تقديرًا لدور مصر ومكانتها . وأكد "النبوي"، أن الثقافة هي السبيل لبناء أمور كثيرة في مختلف الاتجاهات، وتعبئة الشعوب والمجتمعات، معربًا عن استعداده لتقديم كل الدعم لمؤتمر مؤسسة "الفكر العربي"، والاتفاق على أرضية ثقافية مشتركة بين الشعوب. من جانبه أكد الأمير بندر، أن الوضع السياسي والاقتصادي في مصر قوي، وأن مؤسسة "الفكر العربي" حريصة على أن تعقد مؤتمرها، حيث تنوع مسارات الحراك الفكري والثقافي، وثقل مصر الفكري والفني والسياسي.
1876
| 21 أبريل 2015
مساحة إعلانية
أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم القانون رقم 25 لسنة 2025 بتعديل بعض أحكام قانون...
11708
| 07 أكتوبر 2025
أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم، القانون رقم 22 لسنة 2025 بشأن الأشخاص ذوي الإعاقة....
9488
| 05 أكتوبر 2025
قال عبد الله المري، وزير الاقتصاد والسياحة ورئيس مجلس الإمارات للسياحة، إن التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة تمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز التكامل السياحي...
6970
| 06 أكتوبر 2025
أعلنت السفارة الهندية في قطر عن ولادة طفلة هندية في مطار حمد الدولي، أثناء توقف والدتها ترانزيت في الدوحة. وقالت السفارة في منشور...
6962
| 04 أكتوبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
أصدرت وزارة التربية والتعليم، تعميماً لموظفي الوزارة والمدارس، بخصوص اعتماد الإجازات المرضية. ووفق القانون، أوضحت إدارة الموارد البشرية بالوزارة أنه يجب على الموظف...
6388
| 06 أكتوبر 2025
أعلنت شركة صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية تسلا، عن بدء بيع شاحنتها الكهربائية الخفيفة سايبر تراك، في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنها متاحة للحجز...
4308
| 05 أكتوبر 2025
أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم، القرار الأميري رقم 31 لسنة 2025 بإنشاء الوكالة القطرية...
3326
| 05 أكتوبر 2025