افتتح الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، معرض "لغة الصمت" للفنان السوداني د.إسلام كامل، في مركز كتارا للفن، وذلك بحضور سعادة السيد عبد الرحمن محمد سفير السودان لدى قطر، وعدد من الفنانين والنقاد والإعلاميين والمهتمين. ضم المعرض 41 لوحة استخدم فيها الفنان الألوان الزيتية، وألوان الإكريلك، ويستمر حتى 8 مايو القادم. ووصف د.السليطي المعرض بأنه "متميز يعكس التراث والحضارة السودانية العريقة لمملكة كوش والتي تعود إلى 7 آلاف سنة"، مبينًا أنه يتضمن لوحات تجريدية وتعبيرية تنتمي إلى مدارس فنية مختلفة، وهذا ما يزيد من جمالية المعرض وتنوعه. مؤكداً أن التنوع الثقافي والفني الذي يقدمه الحي الثقافي في كل فعالياته بشكل عام والمعارض بشكل خاص، يصب في صالح الإبداع والمبدعين، ويعرض تجارب فنية متنوعة تؤكد رسالة كتارا الساعية لأن تكون صرحًا حضاريًا وملتقى للثقافات. من جانبه قال سعادة السفير السوداني رغم تسميته لغة الصمت لكنه يعبر بلغة واضحة وجميلة عن حضارة وتاريخ السودان، وإقامة هذا المعرض في الحي الثقافي كتارا، هذا المكان الذي تلتقي فيه مختلف الحضارات والثقافات، ويعرض الإبداعات الفنية بمختلف اتجاهاتها وفنونها. وعن معرضه قال كامل: جاء هذا المعرض بعد انقطاع عن المعارض الشخصية لفترة طويلة، وفي لغة الصمت أتحدث عن أزمنة تاريخية شكلت حضارة وتاريخ السودان،لافتًا:"حاولت أن أصطحب الزائر في رحلة إلى كل ما يدور في داخلي وأترجمه بريشتي وألواني. وثمن ما تقوم به "كتارا" من مجهودات تثري الساحة الفنية وتسهم في التعرف على مزيد من التجارب الفنية وإثراء الساحة الفنية.

أكد وزير الإعلام السوداني السابق على محمد شمو، ان الحضارة السودانية هي من أقدم حضارات وادي النيل وانها اكثر عراقة من باقي حضارات الوادي بألف عام الناس والدول تتعامل السودان على أنه دولة ضعيفة سياسيا، وربما إقتصاديا، ولكنهم نسوا أنه من أغنى حضارات دول العالم علما وتاريخا. واستعرض السياسي السوداني في محاضرة القاها في الحي الثقافي كتارا بمناسبة احتفال الجالية السودانية في قطر بيوم الإستقلال مراحل استقلال السودان ونضالات شعبه وتاريخ السوداني الحديث والمعاصر، لافتا إلى أنه لو قدر للسودان ومصر ان يظلا دولة واحدة لاصبحتا قوة عظمى. وفي بداية حديثه أكد البروفيسور شمو أن جيل الشباب عندما يتحدث عن السودان، فإن حديثه يكون بمفهوم السودان الحديث، أو الجديد، ويتجاهل أن السودان الذي يتم الحديث عنه الآن يزيد عمره عن ثمانية آلاف عام، وأن الحضارة السودانية هي من أقدم حضارات وادي النيل. وقال البروفيسور ان شمو هناك كثيرا من الناس يتناسون ما كان للسودان من إسهامات حضارية قبل ثمانية آلاف سنة، أي بما يزيد عن ألف سنة عن بعض حضارات وادي النيل، حيث تقف حضارات مروي والأهرامات الأخرى شواهد على ذلك الوادي، وأشار الوزير السابق الى عمليات التنقيب التي مازالت تجري عن طريق باحثين وعلماء ألمان وبريطانيين، وفرنسيين تم التعاقد معهم منذ العام الماضي، من أجل البحث عن الآثار، وأشار الى العديد من الكتب والدراسات، لتي كتبت عن الحضارة السودانية. واوضح شمو، أن الناس والدول تتعامل السودان على أنه دولة ضعيفة سياسيا، وربما إقتصاديا، ولكنهم نسوا أنه من أغنى حضارات دول العالم علما وتاريخا، وما يشهد على ذلك كثيرا من الشواهد التي تقف شاهدا في كل البقاع السودانية على ذلك، مشيرا إلى الدور المشكور الذي تقوم به دولة قطر وما توليه من إهتمام، وما تنفقه من مال بهدف مساعدة السودانيين للحفاظ علىآثارهم وكنوزهم التراثية وصيانتها، وكذلك مساعدة الخبراء والعلماء والباحثين من أجل الإستمرار في عملية الإكتشافات المستمرة . واشار شمو، إلى ان السودان كدولة لها الحدود الجغرافية على الخارطة الموجودة الآن، بما في ذلك الجزء الذي تم بترة منه، اكتملت عام 1874، وتطرق الى دخول الأتراك إلى السودان عام 1821، بحثا عن الذهب وغيره، إوقال إن السودانيين الذين عرف عنهم منذ تاريخ طويل أنهم لا يقبلون الضيم ولا الظلم، خرج من بينهم اؤلئك الذين وقفوا في وجه الطغاة، وثاروا ضد تلك القوى إلى أن انتصروا عليها . وتحدث البروفيسور شمو عن حكم المصريين وقال إنهم كانوا جزء في السلطة باعتبارهم شركاء في الحكم الثنائي، وقد تولوا المرتبة الثانية في الادارة، وأضاف كما استعان الانجليز على حكم السودان بمجموعة من أبناء الشام لاتقانهم العربية، وخبرتهم فى الادارة وخاصة في جانب المعلومات، والاستخبارات للعمل في الداخلية، كما جاءوا ايضا ببعض العناصر من الشام الذين أسسوا الحركة الصحفية في السودان، التي بدأت عام 1903..

أشاد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بالدور الكبير الذي تقوم به دولة قطر الداعم لتطوير السياحة والآثار في السودان، وهو ما كان له أكبر الأثر في الدفع بعملية السياحة نحو آفاق تنموية تحول السياحة إلى داعم للاقتصاد القومي.وقال البشير، لدى مخاطبته ختام معرض السودان العالمي للسياحة والتسوق الثاني، إن المشروعات السياحية الضخمة التي تقوم بها دولة قطر في تنمية وتطوير المواقع السياحية بالسودان في مجال البنى التحتية الاساسية للسياحة؛ احدثت نهضة في هذا القطاع، ونثمن الجهود القطرية التي جاءت داعمة لنا وحفزتنا نحو مزيد من ترقية العمل السياحي بالمواصفات والمعايير المطلوبة لتكون جاذبة للسياح من مختلف أنحاء العالم.ووجه البشير بصيانة المتحف القومي لعكس الوجه المشرق للحضارة السودانية، معلنا عن إنشاء صندوق لدعم ورعاية قطاع السياحة في البلاد باعتباره احد اهم الموارد الاقتصادية المتجددة ودورها في تعزيز التقارب بين الشعوب، مؤكدا أن السياحة تسهم بصورة مقدرة في دعم عملية السلام، وأن الفترة المقبلة ستشهد اهتماما مكثفا بهذا القطاع الذي سيقدم صورة مشرقة عن السودان للعالم.وقال الرئيس السوداني إن الحكومة ستولي اهتماما خاصا للسياحة الداخلية تعزيزا للتعايش السلمي.