بدت الأزمة الأوكرانية الروسية بعيدة بعض الشيء عن الفلسطينيين عندما اندلعت الحرب بينهما قبل عامين، غير أنها في واقع الحال ألقت بظلالها عليهم، من زوايا مختلفة، وانعكست على واقعهم بتجليات عدة، يصطف في مقدمتها الكيل بمعايير مزدوجة، فيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي لأرضهم، والمستمر منذ أكثر من 75 عاماً. فجر 24 فبراير من العام 2022، تسارعت الردود المنددة والمتعاطقة مع أوكرانيا، وسارع المجتمع الدولي لفرض عقوبات فورية ورادعة على روسيا، لكن هذه الإجراءات استفزت الفلسطينيين، ما جعلهم يوجهون أسئلة مُفحمة ومستنكرة للمجتمع الدولي، وأبرزها: «هل تعرفون فلسطين»؟. وجليّ أن الفلسطينيين عانوا أكثر من غيرهم من ويلات الحروب، وهم يرفضون استخدام القوة ضد أي بلد في العالم، لكن المواقف المتخاذلة مع قضيتهم، أخرجتهم عن صمتهم، مؤكدين أنه في الصراعات لا يمكن للإنسانية أن تتجزأ، ولا يجوز التعاطي مع قضايا العالم بشكل انتقائي. أستاذ القانون الدولي وسام بحر، المطلع على بواطن الصراعات الدولية، إعتبر أن مخاوف أمريكا والمجتمع الدولي من التوسع الروسي، يدفع الفلسطينيين للمطالبة باتخاذ الموقف نفسه من الاحتلال الإسرائيلي، الآخذ في التوسع على امتداد الأرض الفلسطينية، مشدداً: «نحن نقف مع كل الحقوق لأي بلد في العالم، ولكن إذا كان العالم حريصا على حماية حقوق ومستقبل مختلف الدول، فالأولى أن يتحرك لنصرة فلسطين التي تتعرض لحرب إبادة، وقضيتها العادلة، ورد أرضها إلى أهلها». وقال بحر لـ»الشرق»: «سياسة الكيل بمكيالين لدى أمريكا والغرب، هي إزدواجية غير عادلة، وتدفع إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار في العالم، نحن نرفض بالمطلق منطق الحروب وتهجير الآمنين وتدمير المدن والمنشآت، وإزهاق الضحايا، لكن من المفترض أن تلقى دولة الاحتلال العقوبات ذاتها التي فرضت على روسيا، بعد أن أوغلت في دماء الفلسطينيين، وصادرت أرضهم، ودمرت ممتلكاتهم». ولعل حديث خبير العلاقات الدولية أنيس قاسم حول «نفاق أمريكي» حيال الأزمة الأوكرانية الروسية، يكشف شيئاً عن حقيقة المعايير المزدوجة، بحيث يرى المجتمع الدولي بعين واحدة، ويغض البصر عن كل ما تمارسه دولة الاحتلال من عمليات ضم للأراضي وتهجير للسكان وهدم للمنازل، وغيرها من الممارسات الظالمة والمجحفة بحق الفلسطينيين. يوضح قاسم لـ«الشرق»: «لم يبخل قادة البيت الأبيض وحلفاؤهم في إغداق التصريحات المؤيدة لحقوق الشعب الأوكراني، لكن ألا يرى هؤلاء ما يجري في فلسطين»؟ منوهاً إلى عديد القرارات الدولية والأممية التي صدرت لصالح الفلسطينيين وقضيتهم العادلة ومشروعهم الوطني، منذ اليوم الأول للاحتلال الإسرائيلي، لكنها لم تر النور حتى الآن. يواصل الخبير الفلسطيني: «نحن كشعب فلسطيني يرزح تحت الاحتلال بكل جرائمه وساديته، من حقنا أن نتساءل متسلحين بقوة الحق والمنطق: أين كل الذين تباكوا على أوكرانيا من الشعب الفلسطيني الأعزل، وما يتعرض له من مجازر شبه يومية، وعلى مدار أكثر من 75 عاماً»؟. ولاقت واشنطن وحلفاؤها اتهامات بالمعايير المزدوجة ما بين انتقاد منطق القوة الروسي تجاه أوكرانيا، والصمت على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض من خمسة أشهر لحرب اقتلاعية وتطهيرية.

فتحت وزارة العدل الأميركية أمس، السبت، تحقيقاً لمحاولة تحديد مصدر تسريب وثائق سرية مرتبطة بالغزو الروسي لأوكرانيا، كانت قد نُشرت هذا الأسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي، وفقاً لـ رويترز. وجاء ذلك بعد أن صرّح مسؤولون أمريكيون كبار، عن تسريب لوثائق سرية من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، نُشرت خلال هذا الأسبوع على منصة تويتر وتطبيق تيليجرام، اللتان تستخدمان على نطاق واسع في روسيا، بحسب ما جاء في صحيفة نيويورك تايمز، بالإضافة إلى انتشارها على شبكات اجتماعية أخرى في الأيام الأخيرة، ولا تزال وثائق جديدة تظهر. وتتضمن هذه الوثائق العائدة لمطلع مارس، على ما ذكرت الصحيفة الأميركية، الوتيرة التي تستخدم فيها القوات الأوكرانية ذخائر قاذفات الصواريخ من طراز هيمارس والجدول الزمني لتسليم الأسلحة والتدريبات التي يوفرها الغرب للجيش الأوكراني، وفقاً لوكالة فرانس برس. وبحسب ما أظهرته الاستنتاجات لأولى، فإن هذه التسريبات لا تشمل فقط تقارير ووثائق متعلقة بالصراع في أوكرانيا، لكنها تتعلق أيضا بتحليلات حساسة جدا بشأن حلفاء الولايات المتحدة، حيث سلطت إحدى الوثائق الضوء على مناقشات حكومية في كوريا الجنوبية، حول إمكانية إمداد أوكرانيا بقذائف مدفعية أميركية. كما ذكرت الصحيفة قول خبراء بأن الوثائق قد جرى تعديلها فيما يبدو في بعض المواضع لزيادة التقديرات الأمريكية لقتلى أوكرانيا في الحرب وتقليل الضحايا العسكريين من الروس، مضيفة أن مسؤولين أمريكيين يعملون على إزالة المنشورات. ومن جهتها علّقت أوكرانيا على الحادثة في بيانٍ قال فيه ميخائيلو بودولياك، المسؤول بالرئاسة الأوكرانية إن هذه مجرد أدوات معروفة في ألاعيب العمليات التي تصنعها المخابرات الروسية. ولا شيء أكثر من ذلك. ولم يرد الكرملين حتى الآن على طلب للتعقيب. وأضاف مسؤول أوكراني لـ رويترز إن الوثائق تتضمن كمية كبيرة للغاية من المعلومات الزائفة وإن منشورات وسائل التواصل الاجتماعي هي حملة تضليل روسية فيما يبدو للتشكيك في الهجوم المضاد الذي يتطلب الحصول على أسلحة غربية متطورة. ويرجّح مسؤولون أميركييون إن تكون موسكو أو موالون لها خلف عملية تسريب الوثائق السرية من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فيما صرّح متحدث باسم البنتاجون في رسالة بالبريد الإلكتروني رداً على طلب من رويترز للتعليق، قائلاً: نحن على علم بالتقارير التي تشير إلى منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والوزارة تراجع الأمر.

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة /اليونيسف/ من أن الحرب المستمرة في أوكرانيا كان لها تأثير عميق على تعليم أكثر من خمسة ملايين طفل، ودعت إلى زيادة الدعم الدولي لضمان عدم تخلف الأطفال عن الركب. وذكرت /اليونيسف/ في بيان بمناسبة اليوم الدولي للتعليم، الموافق 24 يناير من كل عام، أن الصراع المستمر منذ 11 شهرا في أوكرانيا فاقم آثار عامين من التعلم الضائع، بسبب جائحة كوفيد-19، وأكثر من ثماني سنوات من الحرب بالنسبة للأطفال في شرق أوكرانيا. وقال أفشان خان، المدير الإقليمي لليونيسف في أوروبا وآسيا الوسطى: توفر المدارس وأماكن التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة إحساسا مهما بالانتظام والسلامة بالنسبة للأطفال، وقد يكون لتفويت التعلم عواقب تدوم مدى الحياة... المسألة ليست خيارا أن يتم تأجيل تعليم الأطفال ببساطة والعودة إليه بمجرد معالجة الأولويات الأخرى، دون المخاطرة بمستقبل جيل بأكمله. وفقا لليونيسف، كان أكثر من 1.9 مليون طفل يحصلون على فرص تعليمية عبر الإنترنت، وكان 1.3 مليون طفل يتعلمون عن بعد وكذلك بالحضور في أماكن التعلم. واشارت /اليونيسف / إلى أن الهجمات الأخيرة على محطات الكهرباء والبنية التحتية للطاقة الأخرى تسببت في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وتركت جميع الأطفال في أوكرانيا تقريبا بدون وصول مستمر للكهرباء، مما يعني أنه حتى حضور الفصول الافتراضية بات يمثل تحديا مستمرا. وأفاد خان، ستواصل اليونيسف العمل مع حكومة أوكرانيا وحكومات البلدان المضيفة، لتقديم حلول لمساعدة الأطفال في مناطق النزاع وأولئك الذين شردوا من منازلهم لمواصلة تعليمهم... داعيا إلى إنهاء الهجمات على المرافق التعليمية والأعيان المدنية الأخرى داخل أوكرانيا، بما في ذلك البنية التحتية للطاقة التي يعتمد عليها الأطفال والأسر. كما دعت اليونيسف إلى زيادة الدعم لضمان وصول الأطفال إلى مواد التعلم غير المتصلة بالإنترنت، لضمان استمرارهم في التعلم والاتصال مع أقرانهم ومعلميهم، فضلا عن دعم خطة الإنعاش في أوكرانيا، والجهود المبذولة لإعادة بناء وتأهيل المدارس ودور الحضانة. أما في البلدان المضيفة للاجئين، شددت اليونيسف على ضرورة إعطاء الأولوية لإدماج الأطفال الأوكرانيين اللاجئين في أنظمة التعليم الوطنية عبر مستويات التعليم، وخاصة تعليم الطفولة المبكرة والتعليم الابتدائي.

يبدو بأن الساحة الأوكرانية لم تعد تتسع لصراع أكبر دولتين عسكريتين في العالم، ليمتد هذا الصراع إلى دول أخرى كان آخرها لبنان. ففي حادثة نادرة تسبب العيد الوطني الأوكراني بإحداث توتر بين السفارتين الروسية والأمريكية في لبنان، تمثل بتبادل التغريدات الهجومية على تويتر. وفي التفاصيل فقد بدأت القصة عندما غرّدت السفارة الأميركية في لبنان، قائلة: في العيد الوطني لأوكرانيا، نقف في السفارة الأميركية في بيروت تضامنًا مع الشعب الأوكراني الذي عانى 6 أشهر من الاعتداء من قبل النظام الروسي. اليوم، في العيد الوطني لأوكرانيا، نقف في السفارة الأميركية في بيروت تضامنًا مع الشعب الأوكراني الذي عانى ستة أشهر من الاعتداء من قبل النظام الروسي. pic.twitter.com/bcECdoVdAN — U.S. Embassy Beirut (@usembassybeirut) August 24, 2022 وفي تغريدة أخرى، وضعت السفارة الأميركية العلم اللبناني إلى جانب العلم الأوكراني، وغرّدت: ليست الحرب التي تختارها روسيا في أوكرانيا مجرّد أزمة أوروبية.. الملايين حول العالم، بما في ذلك الشعب اللبناني، يعانون من انعدام الأمن الغذائي المتزايد بسبب الغزو. يعتمد لبنان على أوكرانيا لتأمين 81٪ من واردات القمح. إن سلوك روسيا هو بمثابة سرقة بشكل مباشر من اللبنانيين. مصدر الصور: EIU, BBC/FAO pic.twitter.com/tOJrAWMj9R — U.S. Embassy Beirut (@usembassybeirut) August 24, 2022 وأضافت: يعتمد لبنان على أوكرانيا لتأمين 81 بالمئة من واردات القمح، إن سلوك روسيا هو بمثابة سرقة بشكل مباشر من اللبنانيين. بدورها ردت السفارة الروسية في لبنان على حسابها في تويتر على التغريدة الأمريكية قائلة: قررت الدبلوماسية الأميركية في بيروت الاستيلاء على علم دولة أخرى، يبدو أنهم لا يهتمون بأن هذا على الأقل ليس محترمًا تجاه البلد الذي يستقبلهم. وتابعت: مع ذلك، لا شيء جديد، متى كان الأميركيون قلقون بشأن موقف الدول الأخرى، عدا مصالحهم الخاصة؟. قررت الدبلوماسية الأمريكية في بيروت الاستيلاء على علم دولة أخرى. يبدو أنهم لا يهتمون بأن هذا على الأقل ليس محترمًا تجاه البلد الذي يستقبلهم. ومع ذلك، لا شيء جديد - متى كان الأمريكيون قلقين بشأن موقف الدول الأخرى ولا مصالحهم الخاصة؟؟؟ https://t.co/3s0zwQATY4 — Russian Embassy in Lebanon (@rusembleb) August 24, 2022

عزفت فرقة الجيش الأوكراني الموسيقية أنشودة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم احتفاء بعيد الفطر المبارك. وأظهر مقطع مصور الفرقة الأوكرانية العسكرية وهي تردد أنشودة عن الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويردد أفراد الفرقة كلمات الأنشودة باللغتين العربية والأوكرانية. https://publish.twitter.com/?query=https%3A%2F%2Ftwitter.com%2FAlsharqLight%2Fstatus%2F1521072741520384001&widget=Tweet وحوى المقطع المصور لقطات للحرب الدائرة في أوكرانيا منذ 24 فبراير ولقطات لمشاركة الجنود المسلمين في الدفاع عن أوكرانيا وفقا للجزيرة مباشر. واحتفل المسلمون اليوم الاثنين في مختلف أنحاء العالم بعيد الفطر المبارك بعد انتهاء شهر رمضان المعظم.

اتفقت كييف وموسكو على وقف إطلاق نار مؤقت لإجلاء المدنيين من المدن الأوكرانية المحاصرة التي تشهد اشتباكات بين الجانبين. وأفادت السيدة إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني في تصريح لها اليوم بأنه جرى الاتفاق مع روسيا على وقف لإطلاق النار لمدة 12 ساعة، وكذلك على ممرات لإجلاء المدنيين عبر ست مناطق تشهد قتالا بين القوات الأوكرانية والروسية. وأوضحت أن نظام وقف إطلاق النار والممرات الإنسانية سيشمل سومي-بولتافا، وماريوبول-زابوريجيا، وغوستوميل-كييف. وأعلنت روسيا أمس الاثنين من جانبها، عن هدنة مؤقتة في 5 مدن أوكرانية تبدأ صباح اليوم لإجلاء المدنيين لكن كييف اتهمت القوات الروسية بعدم احترام الممرات الإنسانية في مدينة ماريوبول ومواصلة عملياتها العسكرية. يأتي ذلك في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من حدوث موجة لجوء أكبر للأكرانيين الفارين من مناطق الصراع بعد أن ارتفع عددهم في الوقت الحالي إلى مليوني شخص. وأطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير ، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية على موسكو.

وثق شاب أوكراني تعرض بنايته لقصف صاروخي روسي أثناء بث مباشر له عبر الانترنت. ويظهر الشاب خلال الفيديو متحدثًا لمتابعيه بالقرب مبنى مجلس مدينة خاركيف الأوكرانية إلى أن باغته صاروخ روسي استهدف البناية لتنهال الشظايا الحجرية والزجاجية فوق رأسه. لكن الشاب نجح في تفادي الشظايا وظهر في الفيديو دون أن يصيبه مكروه. وكثفت القوات الروسية قصفها الجوي والبري على المدن الأوكرانية وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية تقدمها تجاه العاصمة كييف، وبينما بدأ الأوكرانيون تنظيم مقاومة شعبية لوقف التقدم الروسي، علّق مسؤولون أميركيون على سير العمليات العسكرية التي دخلت يومها السابع. وفي مدينة خاركيف اندلعت معارك طاحنة على مختلف المحاور، وسقط صاروخ أمام مبنى مجلس المقاطعة، كما استهدف القصف الروسي أيضا محطات الطاقة.

أكد السيد رافايل ماريانو غروسي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، سيطرة القوات الروسية على محطة الطاقة النووية الأوكرانية زاباروجيا، التي تعد أكبر محطة للطاقة النووية في البلاد، لافتا إلى أن دبلوماسيين روسيين في فيينا أبلغوه بهذه التطورات. وذكر غروسي، في تصريحات اليوم، أن روسيا أبلغت الوكالة بأن العاملين في المحطة يواصلون العمل لضمان التشغيل الآمن لها، مبينا أن مستويات الإشعاع طبيعية بالمنشأة. كما حذر من خطر وقوع حادث نووي خطير مع استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مشيرا إلى أنه يوجد في هذا البلد 15 مفاعلا نوويا في أربع محطات للطاقة. وتأتي هذه التصريحات في أعقاب تأكيد السيد أنطوان هيراشتشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني، سعي القوات الروسية للاستيلاء على محطة للطاقة النووية جنوبي بلاده، والتي تبعد نحو 350 كيلومترا غرب زاباروجيا، لافتا إلى أنه تمت مشاهدة عدة طائرات هليكوبتر تتجه نحوها. كما كانت كييف قد أبلغت، في وقت سابق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأنها لا تزال على اتصال بجميع المحطات النووية في أوكرانيا، وأنها تعمل بشكل طبيعي. تجدر الإشارة إلى أن وحدات عسكرية روسية استولت، خلال الأسبوع الماضي، على محطة الطاقة النووية المغلقة في تشيرنوبيل، وسط تأكيدات أوكرانية بارتفاع قراءات الإشعاعات بشكل طفيف في موقع الكارثة النووية التي وقعت عام 1986 بعد أن أثارت المركبات العسكرية التربة الملوثة بالإشعاع هناك.

وافقت جميع الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة، البالغ عددها 31 دولة، على ضخ 60 مليون برميل من احتياطياتها الاستراتيجية، لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، وكبح جماح أسعار النفط، التي واصلت ارتفاعها بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقالت السيدة جنيفر جرانهولم وزيرة الطاقة الأمريكية نحن مستعدون لاتخاذ إجراءات إضافية إذا اقتضت الظروف، وذلك خلال الاجتماع الوزاري لوكالة الطاقة الدولية، التي يقع مقرها في العاصمة الفرنسية باريس. وأصدرت الوكالة الدولية للطاقة بيانا أكدت فيه أن دولها الأعضاء سيفرجون عن 60 مليون برميل نفط من احتياطي الطوارئ حفاظا على استقرار السوق عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا، مشيرة إلى أن القرار يهدف إلى توجيه رسالة موحدة وقوية لأسواق النفط العالمية مفادها أنه لن يكون هناك نقص في الإمدادات بسبب النزاع الأوكراني. ولفت البيان إلى أن العملية الروسية تأتي على وقع أسواق نفط محدودة أصلا، وتقلبات متزايدة في الأسعار ومخزونات تجارية هي في أدنى معدلاتها منذ 2014. وفي نفس السياق، قال السيد كويتشي هاجيودا وزير الصناعة الياباني، في تصريحات للصحفيين، إن الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية مستعدون لسحب كميات إضافية من احتياطياتهم النفطية عند الحاجة. وقال الوزير الياباني إن حصة كل دولة في السحب المتفق عليه من المتوقع أن يجري تحديدها في الأيام المقبلة. وكان البيت الأبيض قد أعلن أن الولايات المتحدة ستفرج عن 30 مليون برميل من احتياطياتها النفطية، في إطار هذا التعهد العالمي. وقالت السيدة جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض، في بيان، إن واشنطن مستعدة لاستخدام كل أداة متاحة لتقييد تعطل إمدادات الطاقة العالمية نتيجة لأفعال الرئيس (الروسي) فلاديمير بوتين... مضيفة: سنواصل أيضا مساعينا لتسريع تنويع إمدادات الطاقة بعيدا عن روسيا وتأمين العالم من استخدام موسكو للنفط والغاز كسلاح. وواصلت أسعار النفط ارتفاعها بشكل مطرد، منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /الخميس/ الماضي، ووصلت إلى مستويات لم تحققها منذ 8 أعوام تقريبا.

أعلنت السيدة ميشيل باشليت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم، أن ما لا يقل عن 102 مدني قتلوا وأصيب 304 آخرون في أوكرانيا، منذ بدء العملية العسكرية الروسية هناك يوم الخميس الماضي. وقالت باشليت، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، إن الرقم الحقيقي لعدد الضحايا قد يكون أعلى بكثير.. مضيفة أن معظم هؤلاء المدنيين قتلوا بأسلحة لها تأثير على نطاق واسع بما في ذلك القصف بالمدفعية الثقيلة ومنظومات صواريخ متعددة القذائف وغارات جوية. من جهة أخرى، قال السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، إن تصعيد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا يؤدي إلى تزايد انتهاكات لحقوق الإنسان، وإن المنظمة العالمية تراقبها من خلال فرق على الأرض. وأضاف، في خطاب مسجل في افتتاح اجتماع مجلس حقوق الإنسان: إن تصعيد الاتحاد الروسي للعمليات العسكرية في أوكرانيا يؤدي إلى انتهاكات متصاعدة لحقوق الإنسان. وفي نفس السياق، وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم، على طلب أوكرانيا عقد جلسة عاجلة هذا الأسبوع بشأن العملية العسكرية الروسية. وصوت المجلس، الذي يضم 47 عضوا، على الاقتراح، بموافقة 29 عضوا منهم الولايات المتحدة الأمريكية، مقابل معارضة خمسة أعضاء من بينهم روسيا والصين، بينما امتنع 13 عضوا عن التصويت. وقالت السيدة يفينيا فليبينكو سفيرة أوكرانيا لدى الأمم المتحدة في جنيف، في كلمة أمام المجلس، إن روسيا، وهي عضو في مجلس حقوق الإنسان أقدمت على هجوم غير مبرر على أوكرانيا.. معتبرة أن العملية العسكرية الروسية لم تكن مجرد هجوم على أوكرانيا، بل كانت هجوما على كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعلى الأمم المتحدة والمبادئ التي تأسست هذه المنظمة من أجل الدفاع عنها.

أعلنت السلطات الأوكرانية، اليوم الأحد، أن روسيا خسرت نحو 4300 جندي في عمليتها العسكرية الجارية في أوكرانيا. وقالت السيدة هنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني، في منشور على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن القوات الروسية خسرت كذلك نحو 146 دبابة و27 طائرة و26 طائرة هليكوبتر، فيما قال السيد أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني، إن قوات بلاده دمرت نصف الآليات الروسية التي دخلت مدينة خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية. وكان الجيش الأوكراني قد أعلن أمس السبت أن 3500 جندي روسي قتلوا، وتم أسر 200 آخرين، كما تم إسقاط 14 طائرة و8 مروحيات و 102 دبابة وأكثر من 530 مركبة عسكرية أخرى. ومن جهتها، أفادت السلطات الروسية، في وقت سابق من اليوم، بأن قواتها دمرت 975 منشأة للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية منذ بدء عملياتها العسكرية ضد أوكرانيا يوم الخميس الماضي، مشيرة إلى احتجاز 471 جنديا أوكرانيا في مقاطعة خاركوف الأوكرانية، دون أن يتسنى التأكد من حقيقة هذه الأرقام، حيث لم يعلن أي من الطرفين، بشكل رسمي، عن خسائره في المواجهات حتى الآن. وكانت القوات الروسية قد أعلنت، في وقت سابق اليوم، دخولها مدينة خاركيف، وفرضها حصارا على مدينتين أخريين، غير أن السلطات الأوكرانية أكدت لاحقا أن قواتها باتت تسيطر بشكل كامل على ثاني أكبر مدن البلاد.

أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم، أن حوالي 368 ألف مواطن أوكراني نزحوا من بلادهم منذ بداية العملية العسكرية الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، وتوجه أغلبهم نحو بولندا والمجر ومولدوفا وسلوفاكيا ورومانيا. وقالت المفوضية، في بيان، إن آلاف الأوكرانيين الآخرين يحاولون أيضا عبور الحدود المغلقة، منتظرين في البرد لساعات عديدة في سياراتهم أو على الأقدام، وبحوزتهم بعض المتعلقات الطفيفة. إلى ذلك، أفاد السيد كريس ميلزر، المتحدث باسم المفوضية، في تصريحات، بأنه كانت هناك صفوف من النازحين يصل طولها لما يقرب من تسعة أميال عند منطقة العبور إلى بولندا منذ يوم السبت الماضي، لافتا إلى أن بعض النازحين ينتظرون منذ 40 ساعة في العراء وفي برد شديد ليلا. ولم تألف أوروبا منذ عقود على مشاهدة مثل هذه الأعداد من النازحين داخل فضائها، حيث يتوقع أن تشكل هذه الأوضاع أكبر أزمة طوارئ لأوروبا منذ عام 2015، حين نزح أكثر من مليون لاجئ أغلبهم من سوريا والعراق وأفغانستان. وأعربت دول أوروبية عدة عن استعدادها لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين، لا سيما سلوفاكيا والمجر وبولندا، رغم تشديدها في السابق لسياساتها الحدودية في ظل موجات التدفق غير الشرعي للاجئين. وكانت الولايات المتحدة قد حذرت يوم الجمعة من أن 5 ملايين أوكراني تقريبا، من بين إجمالي سكان البلاد البالغ 44 مليونا، قد يصبحوا لاجئين إذا ما واصلت روسيا عملياتها العسكرية داخل أراضي جارتها الشمالية.

استبعدت السيدة ليز تراس، وزيرة الخارجية البريطانية، اليوم الأحد، إمكانية إجراء مفاوضات مع روسيا في ظل تواصل العملية العسكرية التي تشنها ضد أوكرانيا، معتبرة أن منطلقات التفاوض مع موسكو تقوم أولا على سحب قواتها من جارتها الشمالية. وقالت تراس، في تصريحات، إن الروس لا يمكنهم التفاوض وهم يصوبون سلاحهم لرؤوس الأوكرانيين، معربة عن عدم ثقتها في جهود الروس التفاوضية بشأن الأزمة مع أوكرانيا. وتوقعت تواصل النزاع بين موسكو وكييف لسنوات عدة، داعية العالم إلى الاستعداد لتوجه موسكو نحو استخدام أسلحة أسوأ في عملياتها ضد أوكرانيا. وفيما يتعلق بالوضع الميداني العسكري في أوكرانيا، أشارت وزيرة الخارجية البريطانية، إلى أن المعلومات الاستخباراتية تظهر أن الجيش الأوكراني يواصل مقاومة تقدم القوات الروسية، الأمر الذي حال دون حدوث تحولات كبيرة ميدانيا خلال الليلة الماضية. وبشأن تأثير العقوبات التي أعلنتها بلادها على روسيا، أوضحت تراس أنها تحتاج وقتا حتى تضعف الاقتصاد الروسي وآلته الحربية، مشيرة إلى أنه تم وضع قائمة مستهدفة من كبار رجال الأعمال الروس، حيث ستقوم حكومة دواننغ ستريت كل بضعة أسابيع باستهداف الطائرات الخاصة لهؤلاء الأشخاص وممتلكاتهم وغيرها من الأصول داخل بريطانيا. يشار إلى أن تصريحات وزيرة الخارجية البريطانية جاءت في أعقاب إعلان الرئاسة الروسية الكرملين توجه وفد روسي إلى بيلاروس لإجراء مفاوضات مع أوكرانيا رغم رفض سلطات كييف استضافة مينسك لهذه المفاوضات بعد أن اعتبرت أن هذه الأخيرة تعد طرفا في العملية العسكرية التي تستهدف أراضيها، مقترحة انعقادها في وارسو أو بودابست أو إسطنبول أو باكو.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، أن قواتها تمكنت من تدمير وتعطيل 74 هدفا أرضيا من البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا. وذكرت الوزارة، في بيان بثته وسائل إعلام روسية أنه نتيجة الضربات الروسية، تم تعطيل 74 هدفا أرضيا من البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك 11 مطارا جويا و3 مواقع قيادة وقاعدة بحرية و18 منظومة صواريخ من طراز S-300 ونظام دفاع جوي من طراز M1. كما أكد البيان إسقاط مروحية عسكرية أوكرانية وأربع طائرات هجومية مسيرة. من جهتها، أعلنت خدمة الحالات الطارئة الحكومية الأوكرانية أن طائرة عسكرية أوكرانية تحطمت قرب كييف وعلى متنها 14 شخصا. وسقطت الطائرة قرب بلدة تريبيليا على بعد 50 كيلومترا جنوب العاصمة الأوكرانية. وأضافت أن روسيا نفذت 203 هجمات منذ بداية اليوم مع استمرار القتال على جميع أنحاء الأراضي الأوكرانية تقريبا، موضحة أن الجيش الأوكراني يخوض قتالا ضد القوات الروسية بالقرب مدينة سومي بشرق البلاد. بدوره، قال السيد أوليكسيي ريزنيكوف وزير الدفاع الأوكراني، إن بعض الجنود الروس وقعوا في الأسر خلال قتال عنيف. وأكد الجيش الأوكراني أنه دمر أربع دبابات روسية على طريق قرب مدينة خاركيف في شرق البلاد، كما أسقط سادس طائرة روسية في منطقة لوغانسك، فيما نفت روسيا ما تردد عن تدمير طائرات أو عربات مدرعة تابعة لها.

قال السيد دميترو كوليبا وزير الخارجية الأوكراني، اليوم الخميس، إن روسيا تشن هجوما شاملا على بلاده من عدة اتجاهات وإن القوات الأوكرانية تقاوم الهجوم. وأضاف في تغريدة على موقع /تويتر/ هذا ليس غزوا روسيا فحسب في شرق أوكرانيا لكنه هجوم واسع النطاق من عدة اتجاهات.. هذه حرب عدوانية. ستدافع أوكرانيا عن نفسها وستنتصر.. يمكن للعالم أن يوقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويجب عليه ذلك.. حان وقت التصرف. وسمع دوي انفجارات قبل فجر اليوم في العاصمة الأوكرانية كييف. وحدث إطلاق نار بالقرب من المطار الرئيسي وانطلقت صفارات الإنذار في أنحاء المدينة. وكان الرئيس الروسي قد أعلن أن بلاده ستنفذ عملية عسكرية خاصة في إقليم دونباس، مشيرا إلى أن روسيا لا يمكنها القبول بالتهديدات الآتية من أوكرانيا. وبعد ثلاث ساعات من إصدار بوتين الأمر، نقلت وسائل إعلام روسية عن وزارة الدفاع الروسية القول إنها دمرت بنية تحتية عسكرية في القواعد الجوية الأوكرانية وألحقت ضررا بالغا بدفاعاتها الجوية. وتعرضت مراكز القيادة العسكرية في كييف وخاركيف في الشمال الشرقي للقصف بالصواريخ، بينما هبطت قوات روسية في مدينتي أوديسا وماريوبول الساحليتين. كما أعلنت روسيا تعليق عمليات الشحن في بحر آزوف. وتسيطر روسيا على المضيق المؤدي إلى البحر حيث لدى أوكرانيا موانئ منها ماريوبول.