رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
الغزيون يراقبون «هلال الهدنة»

تمضي دولة الاحتلال الصهيوني في حرب الإبادة والتطهير العرقي، التي تشنها بكل ما أوتيت من سادية وإجرام على قطاع غزة، وبدأت كرتها تتدحرج لتطال سائر أرجاء الضفة الغربية والقدس المحتلة، لكن الأصوات السياسية التي تقودها قطر بالتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية، لا تتردد في مساعيها بما يدفع الاحتلال للإمساك عن القتل والمجازر اليومية، قبل إمساك الفلسطينيين عن الطعام والشراب إيذاناً بحلول شهر رمضان المبارك. أصوات الدبلوماسية التي انطلقت من الدوحة، بكل جدواها وما تملكه من قوة تأثير وسابق تجربة، بدأ يمتد وهجها ليطال عواصم عربية وأوروبية، من القاهرة الى باريس، في اطار الجهود لوقف الحرب قبل ولادة هلال الشهر الفضيل. ورغم أن الاحتلال ما زال يضرب بكل القيم الانسانية عرض الحائط، من خلال الإصرار على التوسع في عدوانه وجرائمه، وآخر فصولها تجويع الفلسطينيين في غزة، من خلال منع دخول المساعدات الإغاثية، والمضي في هدم ما تبقى من منازل فوق رؤوس ساكنيها، ودفع المواطنين على الهجرة إلى ما يسمى زوراً بـ»مناطق آمنة» إلا أن تأثير الدبلوماسية التي تقودها قطر بدأ يتغلغل في أوساط الشعوب العربية والأوروبية، إذ أصبح شغلها الشاغل وقف العدوان الدموي على غزة، قبل حلول شهر رمضان. تبتعد الآمال وتقترب، بفعل المفاوضات الجارية على مدار الساعة في كل من الدوحة والقاهرة وباريس، ولكن وفق الكثير من المراقبين والمحللين، فإن المساعي السياسية باتت قريبة من انجاز المرحة الأولى للتهدئة الثانية، وما سوف يتخللها من تبادل للأسرى، وتسريع وتيرة إدخال المساعدات الإغاثية. واستناداً إلى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، فإن الاحتلال ما زال يناور، بحيث يقول (نعم، ولكن) ويفجر كل ألغامه في الـ «لكن» منتظراً استسلام الطرف الآخر لشروطه، حتى يظهر بصورة المنتصر، ومن يفرض شروطه للتهدئة. ويضيف: «المرونة التي قدمتها حركة حماس وفقاً لأطراف الوساطة، أعادت إحياء الأمل بـ»رمضان بلا حرب» لكن الاحتلال الذي يحترف المناورة، ويعول على تخفيض سقوف الآخرين، يدرك أن الصفقة المرتقبة، ستقطع الطريق على مشروعه التطهيري، فهو يمارس التجويع ضد المواطنين في قطاع غزة لتفريغه، وهذا ما هدف إليه منذ بداية عدوانه في 7 أكتوبر». وما رشح من مفاوضات التهدئة الثانية، ربما يرفع سقف التفاؤل، فمن جهة ستوقف الصفقة الهجوم على رفح (أقله خلال شهر رمضان) وستعيد النازحين إلى شمال غزة، وإذا ما قدر لجهود الوساطة أن ترى النور، فإنها ستوقف حرب التجويع من خلال إدخال قوافل المساعدات الإغاثية للسكان الجوعى. وتبدو رغبة الأطراف الراعية لمفاوضات التهدئة، جلية، بإعادة سيوف الحرب إلى أغمادها قبل حلول شهر رمضان المبارك، لكنها تصطدم بين الحين والآخر، بسياسة نتنياهو المخادعة، إذ يهدف إلى استمرار العدوان (لأسباب شخصية) يدركها الجميع، بحيث لا يتعاطى بذات المرونة التي تبديها حركة حماس. وارتقى في قطاع غزة منذ بدء العدوان الدموي التطهيري ما يقارب الـ30 ألف فلسطيني، وأضعافهم من المصابين والمفقودين، بينما نزح مليون ونصف المليون فلسطيني، لكن هذا لم يجلب النصر للاحتلال كما يحاول قادته أن يروجوا في الشارع الإسرائيلي، فما زالت المقاومة على الأرض تضرب ملء شجاعتها، وتكبده أفدح الخسائر. ويجمع مراقبون أن هذه الحرب الجنونية على قطاع غزة، عادت على الكيان الصهيوني بنتائج كارثية، فحتى لو كان جيشهم يتقدم عسكرياً (كما يروجون) فإن اقتصادهم يتدمر يوماً إثر يوم، كما أن الشارع الإسرائيلي بات يغلي لإداركه الحقيقة، بأن الحل لا يكون فقط بمنطق القوة الغاشمة، وأن المستقبل لن يكون إلا لأصحاب الحق الشرعيين.

512

| 05 مارس 2024

رياضة alsharq
تامر صيام صاحب الهدف الوحيد للفدائي في مرمى إيران يفتح قلبه لـ الشرق: شكرا قطر.. لمنحنا منصة للتعريف بقضيتنا العادلة

تُلقي مشاركة منتخب فلسطين في بطولة كأس اسيا قطر 2023، بظلالها على ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ابادة جماعية على يد الاحتلال الصهيوني منذ السابع من اكتوبر الماضي، وهو ما يزيد من عبء المسؤولية على لاعبي الفدائي من اجل الظهور بأفضل صورة ممكن خلال هذا التحدي القاري، حيث تتواجد الاجسام والاقدام وتغيب القلوب والعقول مع الاشقاء هناك في فلسطين المحتلة. ورغم الخسارة برباعية مقابل هدف امام ايران في المباراة الافتتاحية لمنتخب فلسطين الا ان الهدف الوحيد الذي سجله تامر صيام اشعل الحماس لدى الجماهير العربية التي كانت حاضرة في مدرجات استاد المدينة التعليمية، لمؤازرة الفدائي في كأس اسيا. وفي هذا السياق تحدث تامر صيام لاعب منتخب فلسطين في تصريحات خاصة للشرق عن سبب تأثره بالبكاء عقب تسجيله للهدف في مرمى ايران واستعدادات منتخب بلاده لمواجهة الامارات وهونغ كونغ المقبلتين وحظوظه في ضمان التأهل لأول مرة الى الادوار الاقصائية لبطولة كأس اسيا فكان الحوار التالي: - في البداية حدثنا عن استعداداتكم لمباراة الامارات المقبلة؟ لقد طوينا نهائيا صفحة الخسارة امام منتخب ايران في الجولة الافتتاحية، وبالنسبة لنا ستكون مباراة الامارات المقبلة مسألة حياة او موت وان شاء الله سنكون في اتم الجاهزية لتحقيق نتيجة ايجابية تحيي آمالنا في التأهل الى الدور المقبل. حريصون على تصحيح الاخطاء الدفاعية التي وقعنا فيها خلال مباراتنا الاولى، خاصة وان الهدف المبكر اربك حساباتنا وجعلنا نقبل المزيد من الاهداف بسبب عدم التركيز، وان شاء الله القادم افضل وسنعمل جميعا على التعويض في مباراتنا القادمة. - كيف تتوقع المواجهة امام الامارات؟ منتخب الامارات منتخب متطور ونحن نحترمه كثيرا والمباراة ستكون صعبة للغاية، لكن في المقابل نحن قدمنا مستويات جيدة في تصفيات كأس العالم امام منتخبات استراليا ولبنان، وعلينا الا نخجل من خسارتنا امام منتخب ايران الذي يعد واحدا من ابرز المرشحين للتتويج بلقب هذه النسخة باعتباره المنتخب الثاني على مستوى التصيف الدولي في قارة اسيا. سندخل مباراة الامارات من اجل تحقيق الفوز ولا بديل عن ذلك لأننا نعلم جيدا اننا قادرون على تحقيق ذلك. - الجماهير كانت شاهدة على تأثرك حد البكاء عقب تسجيل الهدف الوحيد في مرمى ايران.. ما السبب وراء هذا التأثر؟ الحمد لله على كل حال صحيح ان لعبة كرة القدم تقتصر على المواجهة في الميدان، لكن هدفي في مرمى ايران خلال الوقت الاضافي من الشوط الاول، جعلني أستحضر معاناة شعبنا في فلسطين وبكيت بمرارة كبيرة حزنا على اهلي هناك والذين يتعرضون لشتى انواع التنكيل والابادة بسبب الغطرسة الاسرائيلية المستمرة على مرأى ومسمع مع العالم. بكائي كان لا اراديا.. نحن نريد ان نحقق انجازا في هذه البطولة من اجل فلسطين واسعاد شعبنا الذي يعاني جراء هذه الحرب. - هل تعد جماهير الفدائي بتسجيل المزيد من الاهداف في قادم المباريات؟ لن يكون هدفي في مرمى ايران هو الاخير لنا في هذه البطولة ان شاء الله، وسنقاتل من اجل تقديم كل ما لدينا ولن ندخر قطرة عرق في سبيل اسعاد جماهيرنا التي تساندنا هنا في قطر او في فلسطين او في مختلف انحاء العالم. - ما شعورك امام المؤارزة الجماهيرية الكبيرة التي يحظى بها الفدائي في قطر خلال هذه البطولة؟ فعلا كنا نشعر باحسيس متداخلة تمزخ بين الفخر والاعتزاز عندما نستمع الى اهازيج الجماهير التي ساندتنا طيلة المباراة على استاد المدينة التعليمية، الجميع كان خلف منتخبنا وحتى جماهير المنتخب الايراني كانت تؤازر منتخب فلسطين وهو ما يعبر عن روح الشعوب الحرة تجاه القضية العادلة. - كيف كانت ردة فعل المدرب مكرم دبدوب عقب الخسارة من ايران؟ الجهاز الفني بقيادة مكرم دبدوب كان حريصا على النقاط الايجابية التي شهدتها المباراة وقدم تعليماته من خلال تحفيزنا على تصحيح اخطائنا في مواجهة الامارات المقبلة والايمان بقدراتنا وان شاء الله ما زالت حظوظنا قائمة من اجل تحقيق بطاقة التأهل لأول مرة في تاريخ منتخبنا الى الدور الثاني من بطولة كأس اسيا. - المواجهة الاخيرة بدور المجموعات ستجمع الفدائي بمنتخب هونغ كونغ.. ما قراءتك لهذه المواجهة؟ اذا تعادلنا مع الامارات وفزنا على هونغ كونغ فسيكون لدينا حظوظ كبيرة من اجل التأهل الى الدور المقبل كواحد من افضل اصحاب المركز الثالث، لكننا لا نريد الوصول الى هذا الخيار لأننا نريد الفوز على الامارات اولا وبعد ذلك سيكون لكل حادث حديث. - ما الرسالة التي توجهها للجماهير التي تواصل مساندتكم خلال هذه البطولة؟ نشكر كل الجماهير العربية التي حرصت على مؤازرتنا في مباراتنا الاولى ونعلم جيدا ان هذه الجماهير ستتواجد خلفنا ايضا في مباراتي الامارات وهونغ كونغ، ونعلم ان هذه المساندة تنبع من ايمان كل نفس حر بقضيتنا العادلة. كما نشكر دولة قطر التي منحتنا الحرية من اجل الحديث لممثلي وسائل الاعلام عن القضية الفلسطينية التي باتت قضية كل الشرفاء في شتى انحاء العالم، عكس بعض البلدان التي تقوم بتضييقات على مثل هذه القضايا بتعلة فصل السياسة عن الرياضة. - ألا ترى ان التأهل والاستمرار بالبطولة من شأنه ان يعزز تسليط الضوء على عدالة القضية الفلسطينية؟ التعريف بقضيتنا لا تحتاج لمجرد مباراة كرة قدم، القضية الفلسطينية عادولة وواضح وضوح الشمس، لكن هذا لا يمنع ان استمرارنا في التواد بمنافسات هذه النسخة من شأنه ان يساهم في ابراز شخصيتنا وهويتنا الفلسطينية على الساحة الدولية رغم جميع المعوقات التي عرقلت مسيرة الاستعدادات لهذا الحدث بالاضافة الى استشهاد العديد لاعبي المنتخب الفلسطيني وافراد عائلاتهم بسبب العدوان الهمجي للعدوان الاسرائيلي. ونشكر الله سبحانه وتعالى على كل شيء ونسأله الرضا والصبر على كل ما ابتلينا به.

670

| 17 يناير 2024

عربي ودولي alsharq
العصابات الصهيونية تختطف فتى وتعتدي عليه بوحشية

في قرى نابلس جنوب الضفة الغربية المحتلة، تتزايد اعتداءات الاحتلال الصهيوني على الفلسطينيين ليل نهار، دون أن يوقفها أي رادع أو محاسِب، فجيش الاحتلال يحميها في كل الظروف والحالات، بل يسهل لها عمليات الإجرام وبث الذعر في نفوس الأهالي والأطفال، ناهيك عن أن المستوطنين يتجولون بحريةٍ متحصنين بأسلحتهم النارية وغاز الفلفل الخطير. في الفترة الأخيرة طال الاعتداء الفتى إيهاب حسن -15عامًا- من بلدة قُصرة حيث وجد جسده خلال ثوانٍ تحت أقدام عدد كبير من المستوطنين الإسرائيليين، وحول هذا يروي: بأدواتٍ حادة وبأعقاب أسلحتهم وبالعصي قاموا بضربي ضربًا وحشيًا، ثم جردوني من ملابسي ورشّوا عليّ غاز الفلفل. ويحكي تفاصيل الاعتداء: كنت نائماً في عصر ذلك اليوم، وسرعان ما استيقظت على أصوات الشياب ينادون للخروج وحماية الأهالي من المستوطنين الذين هجموا بوحشية على المنطقة وأطلقوا الرصاص، ومثلهم وقفت قريبًا من منزلي، لأتفاجأ بأحد المستوطنين يضع مسدسًا في رأسي وهو على دراجته النارية ثم انهال عليّ بالضرب. ويواصل: رأيت الموت أمام عيني ونطقت الشهادة كثيرًا، حيث لم ينته الأمر عند هذا المستوطن بل حاصرني قرابة العشرين مستوطناً، وبدؤوا يضربونني بكعوب مسدساتهم بعد أن نزعوا عني ملابسي، كنتُ أشعر بذعر شديد فهم مجرمون، بلا إنسانية، وكان التوقّع الأكبر الذي راودني أنهم سيقتلونني كما قتلوا غيري، خاصة حينما كانوا يسحبون أجزاء مسدساتهم مرات عديدة أمامي. ويتابع: رشوا غاز الفلفل بطريقة وحشية على وجهي، ثم سحبوني في الشارع عشرات الأمتار، وفقدت حينها الوعي. كان ذلك قبل أن تصدح مآذن المساجد لتستنفر الأهالي ولجان الحراسة والشباب بالخروج إلى جنوب البلدة لتخليصه من بين أيديهم ومنعهم من اختطافه، إذ بدأت مواجهة شرسة تدخَّل على إثرها جيش الاحتلال لفضّ المواجهات وحماية مستوطنيه كالعادة، لقد تمّ تخليص إيهاب من مختطفيه فاقدًا لوعيه. ذعر وألم نُقل إيهاب إلى مستشفى رفيديا في نابلس، وكانت الإصابات تملأ كافة أنحاء جسده، خاصة في رأسه وظهره وقدميه، لم يستطع إيهاب وضع رأسه على الوسادة وبقي مستيقظًا طوال الليل وفق حديثه. والده أحمد حسن الذي يعمل سائقًا وصف الاعتداء على ابنه بـالجريمة البشعة، منوهًا إلى أنها تمّت بحماية جيش الاحتلال الذي منعه من الاقتراب حين أخبر ضباط جيش الاحتلال أنه والده، فأشهروا عليه السلاح ومنعوه. ليست هذه الجريمة الجديدة ولا الوحيدة التي طالت الفلسطينيين فكثيرون تعرضوا لجرائم اختطاف واعتداء من قبل المستوطنين ففي 15 مايو/ أيار 2022، اختطف حارس مستوطنة يتسهار الطالب بالصف الحادي عشر في مدرسة قرية عوريف عبد الرحيم كوكس من أمام مدرسته. تُعيد جريمة اختطاف إيهاب وعبد الرحيم أذهان الأهالي للجرائم التي ارتكبتها عصابات المستوطنين في بلدة دوما في نابلس يوم أن حرقت منزل عائلة دوابشة في 31 يوليو/ تموز 2015 ما أدى إلى استشهاد الرضيع علي حرقًا في أثناء نومه، ثم لحقت به أمُّه ومن ثمّ أبيه. وكذلك جريمة خطف الطفل المقدسي محمد أبو خضير من حيّ شعفاط بالقدس المحتلة وتعذيبه ثم إحراقه وهو على قيد الحياة على أيدي المستوطنين في 2 يوليو 2014، ولتفادي ذلك أنشأ الأهالي في قرى جنوب نابلس لجان حراسة لحماية الأهالي. يذكر أنه خلال السنوات الماشية استشهد جنوب قصرة ثلاثة مواطنين وأصيب نحو 100 آخرين بالرصاص الحيّ، وأوضح بشار القريوتي، الناشط في مقاومة الاستيطان الإسرائيلي أن المستوطنات المحيطة ببلدة قصرة والقرى في جنوب نابلس يسكنها عصابات تدفيع الثمن التي تُنفّذ عمليات ممنهجة وجرائم كبيرة لترهيب المواطنين، وأن المنطقة التي اختُطف فيها إيهاب منطقة حساسة، ويحدث فيها مواجهات عنيفة بين الأهالي والمستوطنين الذين يحاولون تخويف المواطنين القاطنين في تلك المنطقة، لتفريغها من سكانها الأصليين وعدم السماح للأهالي بالسكن في مناطق قريبة من البؤر الاستيطانية. وشهدت الأعوام الثلاثة الماضية مستويات عنف مسجلة هي الأعلى في السنوات الأخيرة على أيدي المستوطنين ومنظمات الإرهاب اليهودي العاملة في وضح النهار بالضفة الغربية، وِفق معطيات فلسطينية، ففي الأشهر العشرة الأولى من عام 2021 سُجّل 410 اعتداءات، وفي عام 2020 سُجّل ما مجموعه 358 اعتداءً، وفي 2019 سُجّل 335 اعتداءً.

519

| 13 يونيو 2022

عربي ودولي alsharq
النَّقَب ينتفض في وجه الاحتلال.. تجريف وتهجير بحجة التّشجير

يواجه البدو في صحراء النقب أقسى حملة لتهجيرهم من قبل الاحتلال الصهيوني وأبشع سياسة لإخراجهم وتغريبهم عن أرضهم، لكنهم يقفون بصمودٍ متحدّين جيش الاحتلال الذي لا ينفك يعتدي على أصحاب الأرض بشتى الطرق الهمجية.جِنين الأطرش طفلة بعمر 14 عامًا خرجت برفقة صديقات مدرستِها لتشارك في المظاهرة السلمية الرافضة لتهجير السكان وتجريف أراضيهم بحجة التشجير قبل أن يتم اعتقالها وإرهابها من قبل الجيش. تروي للشرق: خرجتُ والحماس والصمود يملآن قلبي، فتلك أرضي التي وُلِدت فيها ومن قبلي أبي، والتي لا يمكن أن أقف فيها مكتوفة اليدين بدون أي رد فعلٍ، لففتُ شعري بالكوفية وانطلقت برفقة زميلاتي في المدرسة. أملك الحق وتقول جنين ذات الاسم الثوري الذي انتقاه لها والدُها حبًا بمدينة جنين الثائرة والمقاوِمة: إنني لا أملك سلاحًا ولا قنابل ولا غازا ساما أو مسيلا للدموع، كل ما أملكه هو الحق في أرضي وفي أن أعلو بصوتي صارخةً ارحل أيها الاحتلال البغيض، ومثلي صديقاتي اللواتي لم يتوقفن عن التظاهر والوقوف في وجه الجنود ففي حب الأرض لا فرق بين شاب وصبية. وتضيف: رحنا نهتف أن النقب لنا وأن الاحتلال سيزول، شعرت بالصمود والتحدي والقوة تجتاحني، علوت بصوتي ليصل عنان السماء حتى انتشر الجيش الصهيوني كالجراد بيننا، وبدأ باعتقالِنا.لم تُبدِ جِنين خوفًا ولا انكسارًا ولا ارتباكًا، تصف: حاولتُ أن أظهر بكامل شموخي وصمودي أمام المنتفضين من أهلي في النقب وصديقاتي ووسائل الإعلام والأهم أمام مئات الجنود المنتشرين والمدججين بالسلاح، لأثبت لهم أن كل معداتهم العسكرية لن تُرعب صاحب الحق والأرض حتى وإن كان صغيرًا، فلتلك الابتسامة في قاموسنا نحن الفلسطينيين لها ألف معنى ومعنى يربك الاحتلال. وتتابع: اقتادني الجنود وأنا أبتسم ابتسامةً عريضةً، وفتشوني وانتزعوا حجابي وقذفوني بالجِب العسكري، وأمام عينيّ كانوا يركلون ويضربون شابًا بأرجلهم وأسلحتهم بكل ما امتلكوا من إجرام وشراسة، كان المشهدُ مؤلمًا للغاية والتعذيب أقسى مما قد يتخيل العقل. وتعلق: المهم أن كل الشجيرات التي زرعها الاحتلال تم قلعها. وفي ذات اليوم الذي شاركت فيه جِنين بالمظاهرة، سمعتْ نبأ إصابة خالِها طالب علي السعايدة إصابةً خطيرة بالرصاص المطاطيّ في الرأس وهو مشارك في نفس المظاهرة السلمية والمرخصة ليتم نقله لمستشفى سوروكا ويقضي حتى اليوم في العناية المشددة غائبًا عن الوعي ويمنع الاحتلال دخول أحد عنده. تعلق: إنهم يقتلون ويعتقلون ويعتدون بالضرب الإجرامي علينا وعلى أهالينا ويسرقون أراضينا وبيوتنا، ومن قبل ذلك يحرموننا من كل مقومات الحياة الأساسية فكيف يهدأ لنا بال؟ ليس أمامنا من خيار غير الصمود في وجوههم حتى طردهم. أما والد جنين سلمان الأطرش -49 عامًا- فيخبر الشرق قائلًا إن التهجير سمة أساسية للاحتلال فمن بعد تهجير أبي وجدي عام 1948، واحتلال الأرض، هُجر والدي عام 2008 بالقوة مرة أخرى من رهط إلى منطقة الخورا، وها هم يسعون لتهجيرنا من جديد. ويضيف: لكننا الأكثر حرصًا على أرضنا وارتباطًا بها، إننا لا نغادرها وسندافع عنها بأرواحنا. وكان باسم أبو ربيعة أحد المتظاهرين في النقب وقد أصيب في ذقنه مما عرضه لكسور خطيرة فيه وفي الفك، وبالرغم من الآلام الشديدة التي يعانيها باسم إلا أنه يبتسم ويوضح أن التصدي للاحتلال كان جبارًا بعدد المنتفضين وجسارة الجيل الصاعد من الشبان والشابات. وأكّد باسم أن هجوم الاحتلال كان متوحشاً والقناصة كانت تطلق الرصاص المطاطي مستهدفة الصدر والرأس والكثيرون أصيبوا بالاختناق من قنابل الغاز التي ألقتها طيارة. وصرح بلا تردد بأن الرصاص والقمع لن يردعا أهل النقب أبدًا وأنه سيشارك وأبناؤه وكل النقب لأنه يدافع عن حقه وأرضه. نصف مساحة فلسطينووفق الدكتور زيد خضر فإن النقب منطقة صحراوية تقع جنوب فلسطين المحتلة، وتبلغ مساحتها 14 ألف كم2 أي نصف مساحة فلسطين، وتمتد من جنوب الخليل إلى خليج العقبة ومن وادي عربة حتى البحر المتوسط، وتقطنها الكثير من القبائل والعشائر البدوية العربية مثل: الترابين والتياها والعزازمة والجهالين. ويوجد في النقب أكثر من 10 مدن عربية أهمها: بئر السبع، رهط، عرعرة، تل السبع، تل عراد، كما يوجد حوالي 160 قرية وتجمعا عربيا، ويبلغ تعداد البدو العرب الآن حوالي 400 ألف نسمة. وفي عام 2005 وضعت سلطات الاحتلال خطة لتهويد النقب سميت الخطة القومية الاستراتيجية لتطوير النقب وتتلخص في زيادة عدد اليهود إلى قرابة مليون نسمة، على ألا يزيد العرب على 200 ألف نسمة. إهمال وحرمانواستهدف الاحتلال قرى النقب بالهدم والإهمال والحرمان من الخدمات الأساسية فهدم أكثر من 26 ألف منزل، واستولى على الأراضي الزراعية فصادر أكثر من 13 مليون دونم، ولم يعترف بنحو 36 قرية عربية وحرمها من كل الخدمات واعتبرها قرى غير معترف بها . وازدادت في الأسبوع الماضي هجمات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين على قرى النقب بالتجريف وهدم المنازل تطبيقا لخطتهم القومية، وهاجموا قرى: الأطرش وسعوة وبير هداج، والزرنوق والرويس وغيرها يهدمون البيوت ويعتقلون السكان.وبالرغم من قمع شرطة الاحتلال التظاهرات بالقوة إلا أن المواجهات ما تزال مستمرة بين أصحاب الأرض العزل والاحتلال.

2218

| 18 يناير 2022

عربي ودولي alsharq
546 أسيرا فلسطينيا محكومون بالمؤبد في سجون الاحتلال

مؤبدان و4 ملايين شيكل غرامة مالية كان حُكم محكمة الاحتلال الصهيوني على الشاب الفلسطيني من الخليل هشام الهشلمون، كبديل عن حكم الإعدام الذي طلبته عائلة المُستوطِنة الصهيونية، التي قُتلت جراء عملية الطعن التي نفذها الهشلمون عام 2014، ليعيد تنفيذ عمليات الطعن إلى الضفة المحتلة. وإنْ كان الحكم جائرًا وغير منطقي إلا أنّ زوجة الهشلمون بهية النتشة لا تُلقِ بالًا لذلك الحكم وتروي لـالشرق أن أملها بالله أكبر من ذلك الحكم: أملي بالله كبير جدًا وكُلّي يقين أنه سيخرج قريباً، وكلما رن هاتفي أتوقع أنه خبر خروجه. فما ينتظره الاحتلال من ردّ فعلٍ فلسطيني، هو مختلف عن الواقع، فالفلسطيني لا يقبل بالذل والانكسار بل يتقوّى بالصبر وقوة الحق. وتوضح بهيّة: كلما كان الحكم بحق الأسرى خياليًا وغير منطقي ولا واقعي كانت الثقة بالله أكبر، واليقين بأن القرار والحكم بيد الله لا بيد الصهاينة المحتلين، وهذا ما يجعلني أستمر في حياتي بصحة نفسية كما لو أن ماهر معي. وتقول: من بعد أسرِ زوجي أصبح كل همي تربية طفليّ كما خططنا معًا، وأن يكون الأمل والتفاؤل هو الطريق الذي أستند اليه للاستمرار حتى يأتي الفرج من عند الله. وتضيف: لم أنظر للتغييرات السلبية التي تمثلت في بعد زوجي وهدم الاحتلال لبيتنا من بعد الحكم عليه ثم تشتتنا في الانتقال من مكان لآخر ومن مدرسة لأخرى، إنما نظرت في المبدأ الأساس في حياتنا وهو العيش بسلام رغم كل الظروف، ذلك السلام الذي نستخرجه من دواخلنا وأفكارنا ويقيننا بالله. وتكمل: أنتظر ماهر ولا أسمح للتحديات أن توقفني ولا للحكم الخيالي أن يؤثر على حياتي، فأنا أعلم أن ذلك الحكم المهول هدفه كسر إرادتنا، لذلك فأنا لن أدع الاحتلال يحقق أهدافه. وتشير زوجة الهشلمون أنه حوكم بمؤبد واحدٍ أما حكم المؤبد الثاني فكان بسبب رفضه لطلب الاسترحام وإبداء الشعور بالذنب أمام القاضي الصهيوني وفق طلبه، وهذا يؤكد ضعف الاحتلال وغيظه كل أحكام الاحتلال الظالمة لم توقف مقاومة الفلسطينيين بكل الطرق الممكنة. حكمان بالمؤبد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أوضّح لـالشرق أن عدد الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد مدى الحياة في سجون الاحتلال ارتفع ليصل الى (546) أسيراً بعد إصدار محاكم الاحتلال حكمين جديدين بالمؤبد. وقال مدير المركز رياض الأشقر إن محكمة الاحتلال في عوفر أصدرت الخميس الماضي أحكامًا بالسجن المؤبد بحق الاسيرين قاسم عارف عصافرة، ونصير صالح عصافرة من بلدة بيت كاحل بالخليل بعد اتهامهما بالمسئولية عن قتل المستوطن دفير سوريك قرب مستوطنة مجدال عوز جنوب بيت لحم قبل أكثر من عامين. وقال: في بداية شهر أغسطس من العام 2019، اعتقلت قوات الاحتلال عصافرة وهما أبناء عمومة ووجهت لهما تهمة قتل مستوطن طعناً بالسكين، وأقدمت على هدم منزليهما. وأضاف: وأصدرت مؤخراً بحق الأسير نصير حكما بالسجن المؤبد و20 عاما، وغرامة مالية بقيمة مليون و500 ألف شيقل، بينما أصدرت بحق الأسير قاسم حكماً بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 40 عاماً وغرامة مالية بقيمة مليون 560 ألف شيقل، حيث أدانته بتنفيذ عملية طعن أخرى عام 2011، لمستوطنين في مدينة بئر السبع، ولم يكشف عن المنفذ في حينه. وكشف الأشقر ان أعداد الأسرى المحكومين بالمؤبدات في سجون الاحتلال ارتفعت خلال الست سنوات الماضية إثر اندلاع هبه القدس، حيث اعتقل الاحتلال العشرات ممن نفذوا عمليات طعن وإطلاق نار أدت لمقتل إسرائيليين لتصل اعدادهم الى (546) أسيرا، منهم العشرات من عمداء الأسرى الذين امضوا ما يزيد عن 20 عاماً خلف القضبان. 99 عامًا وبين الأشقر ان حكم المؤبد هو حكم بالسجن مدى الحياة ويحدده الاحتلال ب 99 عاما (مؤبدا عسكريا)، ويفرضه الاحتلال على الأسرى الأمنيين الذين يتهمهم بقتل إسرائيليين، وكذلك على المسؤولين عن توجيه العمليات الاستشهادية التي أدت إلى قتل يهود سواء كانوا جنوداً أو مستوطنين. وأكد الأشقر أن كافة الأبواب أغلقت أمام الاسرى المحكومين بالمؤبد، وخاصة بعد تنصل الاحتلال من إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى بموجب الاتفاق الذي جرى عام 2013 بينه وبين السلطة الفلسطينية للإفراج عن كافة الاسرى القدامى، ولم يبقَ أمامهم سوى انتظار صفقة تبادل بين الاحتلال والمقاومة التي يضعون ثقتهم بها بما تملك من أوراق قوة. وأفاد أن فصائل المقاومة جميعها أكدت في أكثر من مناسبة بأنها تضع قضية الأسرى على سلم الأولويات، وأنها لن تتوانى عن تنفيذ صفقة تبادل يتحرر بموجبها الأسرى القدامى وأصحاب الأحكام العالية والمرضى والأسيرات، وقبل ذلك إطلاق سراح الاسرى المحررين ضمن صفقة وفاء الأحرار الذين أعيد اعتقالهم مرة أخرى وعددهم 48 أسيراً.

1594

| 08 يناير 2022

عربي ودولي alsharq
خطيبات الأسرى بانتظار الحرية والزواج

هل أنتِ مجنونة! كيف تربطين مستقبلك بمستقبل أسيرٍ في سجون الاحتلال الصهيوني؟! أرجوكِ يا نُسيبة توقفي عن هذا القرار، فأنتِ تتنازلين عن سنوات عمرك بجهل وعدم وعي.. في ساحة مدرستها الثانوية في قطاع غزّة لم تسكت الطالبة آية الدريني عن نصح صديقتِها المُقرّبة نُسَيبة فُنْقَه حين استشارَتْها في أمر شابٍ طلب يدَها وهو في سجون الاحتلال. لكن نسيبة لم تُبالِ برأي صديقتِها، فتلك الخطوبة حلم وفخر بالنسبة لها ولطالما دعت الله أن يحققهما لها وفق قولها لـالشرق. منذ طفولة نُسيبة؛ كان وقتُ المغربِ مُقدسًا في حياتِها، إذ فيه يُبثّ برنامجُها اليوميّ المُحبَّب على جناح الطير، والذي يرسل فيه الأهالي رسائلهم الصوتية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيليّ ويبوحون بشوقهم الكبير عبر الأثير. تروي: في عمر العاشرة كنت أتابع البرنامج بشغف، وكانت بعض الأسئلة مثل: كيف حالك يا بابا، اشتقتلك كتير يا حبيبي، بابا انت الهوا اللي بتنفسه، سببًا في تعلق روحي بتلك الفئة الأسيرة. عام 2008 دكّ الاحتلال الإسرائيلي غزّة بصواريخه وقذائف دباباته التي انهالت على بيوت المدنيين بلا رحمة، وكانت صواريخ المقاومةُ في غزّة آنذاك تستبسل، لكنها لم تكن تساوي شيئا أمام الذخيرة العسكرية للاحتلال. معنى النضال توضح نُسيبة التي لم تكن تتجاوز المرحلة الابتدائية بعد: في هذا العام بدأت أستوعب معنى المقاومة والتّحدي وإطلاق الصواريخ وأربط ذلك بالأسر والاعتقال والنّضال والفخر، وبدأت أفهم سرّ تعلّقي بأولئك الأسرى وأهلِهم. كبُرت نُسيبة ودخلت المرحلة الثانوية، وبدأ الحُبّ يعزف على أوتار قلبِها لحنًا حنونًا، لم تتلمّسه في ابنِ العمّ ولا الخال ولا ابن الجيران، إنها نُسيماتٌ ناعمة تناديها من خلف القضبان. فذات صدفة التقت أخت نُسيبة بأمّ الأسيرين فهمي، وصلاح أبو صلاح، وهناك دار الحديث بينهما حول رغبة الأصغر صلاح في البحث عن عروس، وطُرِحت فكرة خطبة صلاح لنُسيبة. تروي نسيبة: قوبِل الأمر في بيتي بالرفض لكن أختي تعلم مدى تعلقي بالأسرى، فسأَلتني حينها إن كنت أرغب بفتح الموضوع وإعادته للنقاش من جديد، ويا لفرحة قلبي حينها. حلم بالفارس أيامًا قليلة أمضتها نُسيبة تحلم بذلك الفارس المُناضِل الذي أربك المُحتلّ بنصب وإطلاق الصواريخ فحوكم بـالسجن مدة 15 عامًا، حتى جاءت أمُّه إليها في زيارة باتفاقٍ مسبق، فخرَجت نُسيبة إليها تُقدّم فنجان قهوةٍ. تصف مبتسمةً: ارتجّت قدماي من تحتي ولولا محاولاتي المُتكرّرة في التماسك والتوازن وأخذ النفس العميق من أجل النيل بشرف الارتباط بذلك الأسير لسُكِبت القهوة. جلست نُسيبةُ التي لم تتجاوز الصف العاشر بعد منكمشةً في زاوية الكنبة، وكلها شغفٌ خجولٌ لمعرفة الأسير صلاح، حتى ناولتها أمُّه صورةً له فشغفها حبًا. فرح الخطوبة رفرف قلبُ نُسيبة، فها هو فجر الحلم الجميل يبزغ.. ولكن هل أُعجِبُه؟ هل يدقّ قلبُه لأجلي كما قلبي؟ اضطربت نُسيبة بمجرّد أن راودتها تلك الأفكار والتساؤلات المنطقية قبل أن تلتقط لها أمُّه صورةً عبر جوالها لتوصلها له في أول زيارةٍ لأهالي الأسرى، وتكون الصورة الأولى التي يراها صلاح لعروسِه من خلف سجون الاحتلال.. فيبتسم. أنا بتشرف تكوني زوجة لي يا نُسيبة.. دقّ جرس الجوال الوحيد للعائلة والذي لم تتركه نُسيبة لحظة، وأخبرها برغبته في الزواج منها فكان وقْع كلماته على قلبها أحلى من العسل وانهمرت دموعها بغزارة – وفق وصفِها. ومنذ ذلك اليوم اختلفت الحياةُ بنظر نُسيبة، أن أكون مخطوبةً لأسير يعني أنني ملكتُ الدنيا، حتى وإن كنت سأنتظر خروجه بعد 9 سنوات، أنتم لا تعرفون كم هو قلبي متعلّق بالأسرى، إن كلّ وريدٍ بجسدي ينبض فخرًا بأنني مخطوبة لصلاح.. توضح. أقامت العائلتان حفل إشهارٍ لنُسيبة وصلاح البعيد، فكان الحفلُ ناقصًا أحد أهم أركانِه لكنه مليء بالحبّ والفرح. الخبر المؤلم وكان صلاح قد أمضى 8 سنوات في الأسر قبل خطوبته، ولم تكن السبع الباقيات حائلًا يمنع نُسيبة من الاستمرار أسيرةً لقلبه، حتى جاءها الخبر المؤلم، فقد اختلس صلاح في السجن مكالمةً هاتفيةً مع نُسيبة عبر هاتف مُهرّب حين أرهقه الشوقُ لسماع صوتِها، فاكتشف السجّان ذلك الاتصال، وأوقع به العقوبة وغرّمه 15 ألف شيكل. جنَّ جنون نسيبة لكنها لم تملك إلا أن تُطمئنه وتخبره أنها بانتظاره مهما طال الزمن. كانت نُسيبة تروي حكاياها مع صلاح لصديقتِها آية الدريني، التي تجنّبت الحديث مع نُسيبة لمدة أسبوعٍ بعد اتّخاذها قرار خطوبتها من أسير، دون الالتفات لرأيها الرافض تمامًا، فقد كانت تُحبّها وتخشى عليها من تلك الخطوة المجهولة بنظرها – وفق قولِها - ولكن سرعان ما عادت إليها وتمنّت لها التوفيق. تقول آية لـالشرق: لم تملّ نسيبة من أن تحدثني عن تفاصيل ما يدور في السجن نقلا عن خطيبها، وعن كيفية قضاء يومهم، عن الصلاة والرياضة وورد القرآن، عن صناعة الحلوى، وعن كيفية التخلص من همومهم وتنظيم أوقاتهم، حتى بتُّ أسألها عن صلاح وظروف الأسرى إذا سَهَت مرّة. هَمُّ الدراسة والخطوبة وتضيف: في نفس الوقت كان يعرف صلاح أنني صديقة نُسيبة المقربة، ليكتشف فيما بعد أن ابن عمّي تامر الدريني المحكوم بالسجن 20 عامًا أسيرٌ في نفس الغرفة بل وصديق مقرّب له، ويا للصدفة، كان هو الآخر ينوي البحث عن عروس. آية لم تكن تعرف سوى الدراسة والنوم، وكانت حينها في الثانوية العامة، أما بخصوص ابن عمّها فهي لم تعرف عنه شيئًا غير أنه مجاهدٌ أسير وربما كان يحملها حين كانت صغيرة. تروي: تقدّم تامر لخطبتي، فأكلتني الحيرة، عقلي يرفض الفكرة تمامًا، فيما قلبي يخبرني أنه ابن الوطن والجهاد هو من ذهب مُضحيًا بروحِه ليقتل المحتلّ قبل أن يُعتقَل، هل أرفضه؟ هل هذا هو ردي تجاه من يدافع عن أرضه وأهلها؟. وتواصل: تحدثت مع نفسي طويلًا، حتى اتّخذت القرار رغم العيون الكثيرة الرافضة من حولِي خاصة وأنه يكبرني بـ 17 عامًا، ولا تزال أمامه 8 سنوات لينهي فترة حكمه. وماذا بعد؟ تمرّ الأيام ويتعلّق قلب آية بتامر، تقول: تامر لم يستسلم لمرارة السجن بل يتفنّن في الترفيه عن نفسه والخروج من واقع السجن، إنه شخصية متّزنة مثقفة ومنظمة، ويحمل الكثير من الصفات المحببة التي يفتقدها الكثيرون من الشباب الذين لم يتعرضوا لتجربة الاعتقال، وهذا ما زادني به تعلقًا، ويكفيني أنه حفظ كتاب الله في السّجن. واليوم كما هو حال نُسيبة بات حالُ صديقتِها العزيزة آية التي تعبّر: أنا وإياها في الهوا سوا، عشقنا وتعذبنا بسبب البعد والحرمان، واختلاس المكالمات، وعقبات الزيارات من سجن الريمون إلى الهاشارون إلى النقب وغيرها، لكن فرج الله واسعٌ وقريب، إننا بانتظار الحرية وبدلة الزفاف.

2422

| 18 أكتوبر 2021

عربي ودولي alsharq
البكري يروي المعاناة لـ الشرق: الأسير الكرد يستصرخ العالم أن يوقفوا آلام جسده

في التاسع عشر من أيلول عام 2016 أطلق جيش الاحتلال الصهيوني الرصاص على الشاب المقدسي أيمن الكرد في منطقة باب الساهرة بالقدس وأصابه بـِ 13 رصاصة اخترقت عشرة منها إحدى ساقيه فيما رصاصتان اخترقتا ساقه الأخرى ورصاصة استقرّت في عموده الفقري كانت سببًا في إصابته بشلل سفلي، وكعادة الاحتلال ترك أيمن ينزف قرابة الساعة قبل اعتقاله. وبعد عامين حكمت محكمة الاحتلال عليه بالسجن 35 عامًا قضى منها خمسة أعوام، وفرض عليه غرامة مالية تفوق 30 ألف شيكل أي قرابة 93 ألف دولار، لقد سَلَب عمره وصحّته، وترك الألم ينهش جسده دون أن يقدَّم له أي علاج. الأسير المحرر محمد البكري الذي قضى في السجن 7 سنوات كان الأقرب للأسير أيمن، فقد انتقل من القسم الذي يجمعه بأخيه الأسير أحمد المحكوم بالسجن 8 سنوات إلى القسم الذي يقبع فيه أيمن من أجل أن يسانده ويقدم له كل ما باستطاعته من خدمة. محمد يروي للشرق حكاية الألم الذي يعيشه أيمن -25 - عامًا في سجن الجلبوع، ذلك الألم الذي يصفه بأنه لا يمكن أن يستوعبه ويحتمله بشر، فيقول: أيمن يفتقد أدنى حقوقه الإنسانية في السجن، لا علاج ولا دواء، حتى إن عشرات الشظايا المنتشرة في جسده منذ إطلاق النار عليه أي قبل خمس سنوات ما تزال موجودة في جسده ويمكن رؤيتها بالعينِ، في حين ترفض إدارة السجن تقديم أي حل أو علاج له وكلما طلبنا من الطبيب في عيادة السجن أن يقوم بالنظر في حال أيمن يرد بأنه وضعه تمام ولا يستدعي الفحص أو العلاج. ويضيف: لا فراش خاص يلقي عليه أيمن جسده المقعد، فحتى فرشته رقيقة مهترئة، وكلما طلبنا توفير فرشة طبية لتريح جسده قليلًا رفضت إدارة السجن، ناهيك عن عدم وجود أي عوامل تدفئة تقيه البرد الذي ينخر بعظامه الهزيلة. حرمان أبسط الحقوق ويروي: كان الجو قارس البرودة في سجن الجلبوع، والغطاء الوحيد الذي يغطي أيمن لا يكفي لغمره بالدفء الذي يحتاجه جسده المُقعَد، فإدارة السجن لا تسمح بإدخال غير ذلك الغطاء، وكنت أتمدد بالقرب منه، وبالطبع كنت أشعر بالبرد ككل الأسرى فكيف بأيمن الذي يعيش والبلاتين في رجليه؟ لكن عينيّ لم تكونا لتفارقان أيمن، فطوال العامين اللذّين قضيتهما قربه في السجن لم أكن أنام إلا بعد أن أطمئنّ أنه قد غفَى. وأخيرًا، غفى أيمن بعد أن ملّ جسدُه المنهك من آهاته، ونالت منه أوجاعُه وآلامُه، وقد انكمشت يداه فوق صدره، ليسحب محمد غطاءه الوحيد على الفور ويضعه فوق غطاء أيمن، ليدفئ به جسده فيما هو غطّى بطنَه بمنشفة.. يوضح، وحين استيقظ أيمن وهو يشعر بدفء وفوجئ بما فعل محمد ظل طويلًا يحاول أن يقدم أي شيء لصديقه الذي لم يتركه لحظة. ويتبع محمد: الشلل السفلي الذي يعانيه أيمن وفقدانه للإحساس يمنعه من القيام بعملية الإخراج إلا مرةً واحدةً في الأسبوع وذلك بعد تناول حبتين خاصتين من الدواء، ويمكث في تلك العملية عدة ساعات وقد قطعت إدارة السجن عنه ذلك الدواء ذات يوم مدة 28 يومًا لزيادة تعذيبه. وصل الضغط النفسي والألم البدني أقصى درجاته عند أيمن فيصف محمد: قام أيمن فجأةً يصرخ ويمزق ملابسه قهرًا وألمًا، فاقتربتُ منه والألم يأكل قطعةً من قلبي، احتضنني وانفجر في حالةٍ هستيريةٍ من البكاء وهو يقول لي لا تتركني ابقَ معي، فلم يكن أمامي وأنا الذي أماثله في العمر غير أن أحاول تهدئته بقراءة القرآن والمسح على رأسِه والدموع تنسكب من عينييّ شفقة على حال صديق سجنِي حتى غلبه النوم. ويشرح للشرق: آلام محمد لا تتوقف أبدًا إنه ينام متألمًا وبالطبع هو لا ينام ممددًا إنما مستقيم الظهر، وبالكاد يستطيع النوم لأربع ساعات يوميًا وذلك بعد الحصول على حبوب المنوم، ويأكل متألمًا ويجلس متألمًا ويذهب إلى الحمّام متألمًا، إنه لا يفعل أي شيء إلا والألم يصاحبه. محمد أنهى محكوميته وخرج من السجن تاركًا قلبَه وعقله هناك، يقول مسترجعًا وداعه لأيمن: احتضنني أيمن قرابة الخمس دقائق، اعتصرني ودموعنا لا تتوقّف ، لقد كان دخول السجن أهون على محمد من خروجِه وترك أيمن بتلك الحالية المبكية. يعلق: في السجن كان أيمن كل حياتي، لكن من الإجرام أن يبقى أيمن أسيرًا، إنه في حالة يُرثى لها، إنه يموت ببطء على يدي السجان الصهيوني، وبات طلبه الوحيد أوقفوا آلام جسدي. يذكر أن المقدسي أيمن نفذ عملية طعن عند باب الساهرة، أسفرت عن إصابة عنصرين من شرطة الاحتلال بجروح، وذلك انتقامًا لصديقه وبن خالته الذي أعدمته قوات الاحتلال بدم بارد وتركته هو الآخر ينزف حتى الموت.

4237

| 27 سبتمبر 2021

عربي ودولي alsharq
فلسطينية تحول أنقاض منزلها للوحات فنية

تجلس الشابة سجى موسى على أنقاض منزلها الذي دمر منه الاحتلال الصهيوني أجزاءً كثيرة، حين قصف أحد بيوت مخيم يبنا في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، تبحث عن لوحاتٍ تصلح للرسم أو الكتابة، لكنها ليست لوحات تقليدية. شظايا صواريخ صهيونية بأشكال مسطحة وملتوية، لوحات زجاجية محطمة الجوانب، قطع حجارة الجدران، بلاط سيراميك بجوانب مختلفة التهشيم، جميعها وغيرها استخدمتها سجى -26 عامًا – كمساحة بوحٍ لما يلج في صدرها مما خلفه العدوان الأخير على قطاع غزة والذي امتد إلى 11 يومًا مليئة بالإجرام. صنعت الشابة الفلسطينية والأم لطفلٍ يبلغ من العمر عامين ما يقارب 13 لوحة فنية، ما جعل الأماكن المدمرة ببيتها أشبه بمعرضٍ فني يفضح إجرام الاحتلال ويظهر روح التحدي والثورة. تقول سجى لـالشرق: لم أتوقع أنني سأرسم على تلك اللوحات يومًا، فأنا اعتدت الرسم على الزجاج والكؤوس والأواني لصنع الجمال وخلق لوحات مريحة يطلبها مني الزبون ويتوقع أن تكون سببًا في راحته النفسية وإضفاء مساحة من الجمال في بيته. وتضيف: وهذا من شأنه أن يوفر لي مصدر دخلٍ في ظل انعدام فرص العمل في قطاع غزة وأنا خريجة أحياء ولم أدرس الفن. وتتابع: تدمير هذا الجزء الكبير من بيتي وكل الأثاث والمقتنيات التي أحبها ترك بداخلي الكثير من الحزن والألم، لكننا نحن الفلسطينيين أصحاب الحق لا نترك للحزن أن يأكل قلوبَنا فنصمت ونقف مكتوفي الأيدي، فوجدتُ نفسي أرسم صور التحدي وأكتب عبارات الثورة والصمود على مخلفات العدوان. تلك اللوحات اشتملت على صور وعبارات مختلفة، منها مسجد قبة الصخرة، وخريطة فلسطين وعلم فلسطين، ويد فلسطينية تُمسك بمفتاح العودة وتحته كلمة لن نرحل، وكلمات أخرى وعبارت توحي بالثبات والتحدي والصمود ومنها باقون، صامدون، سوف نبقى هنا، باقون ما بقي الزعتر والزيتون. *العيش بسلام تعلق سجى لـالشرق: أن تخرج هذه الكلمات والصور من تحت تأثير القصف أمر يختلف كثيرًا عنه حينما تخرج في أي موقف عادي، فهي تخرج من أعماق القلب، وأنا حين خططتُ هذه الرسوم والحروف وجدتها تندفع مني اندفاعًا، فتبوح بما في صدري من حزنٍ يقابله التحدي والصمود والرغبة في البقاء والعيش بسلام. بجانب سجا كان صغيرها فايز ذي العامين يمسك بالفرشاة والألوان ويحاول أن يقلد بأصابعه الصغيرة ما تفعله والدته، فيما كانت تشجعه، وتترك له مساحةً من الحرية في التلوين بطريقة عشوائية، وحول هذا توضح: صغيري فايز مثل كل أطفال غزة الذين أصابهم الذعر من هول القصف والتدمير، فتركتُ له وقتًا وألوانًا يمسكها ويلون بها كيفما شاء، إنه بحاجة للتفريغ النفسي. وتكمل: هذا الصغير بات يعرف الكثير من المصطلحات ويستخدمها في حديثه وهو الذي لا يسمح له سنه الصغير بتكوين جملة من عدة كلمات، لكن الكثير من الكلمات باتت محفوظة في عقله ويكررها مثل شهيد، طخ، صاروخ، قصف، نار، زنانة، طيارة، قذيفة.. إلخ. وتوضح سجى أن الجميع في قطاع غزة يناضل ويقاوم بطريقته الخاصة، فالمقاوم العسكري يقاوم بسلاحه والصحفي بقلمه والمصور بعدسته، والرسام بريشته، وسلاحي هو قلمي وريشتي ولوحاتي التي أحكي بها مشاعري وأجسد آلامي وتحدياتي وتحديات كل أفراد شعبي. وتؤكد أنها ستظل تبني في فلسطين ما دامت على قيد الحياة إن هدموا فإننا سنبني وإن دمروا سننهض من تحت ركامنا بل وسنخط رسائل التحدي عليه والمقاومة، لنقول للعالم أننا باقون على حبنا للحياة، مهما أمعن الاحتلال في الموت والقتل والإجرام.

1838

| 30 يونيو 2021

عربي ودولي alsharq
البرلمان العربي يدين اقتحام المسجد الأقصى

أدان أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، عملية الاقتحام الصهيونية للمسجد الأقصى المبارك، التي قام بها عضو الكنيست المتطرف موشيه فيجلن رافقه أعداد من المستوطنين، وقوات الاحتلال الصهيوني وما ارتكبته تلك القوات من اعتداءات على المصلين وإصابة العشرات منهم. وقال رئيس البرلمان العربي، في بيان له اليوم "إن عملية الاقتحام الأخيرة المستفزة لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم هي اعتداء صارخ على المقدسات العربية والإسلامية". ووصف الجروان اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني لباحات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين وضرب وإصابة العشرات منهم بالجريمة المستفزة، وأضاف "أن كل القوانين والتشريعات الدولية تدعو إلى حماية المناطق المقدسة وعدم الإساءة إليها بأي شكل من الأشكال" الأمر الذي يدعو المجتمع الدولي للتدخل السريع لردع الاعتداءات الصهيونية المتكررة ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وفي نفس السياق أكد الجروان "أن البرلمان العربي يرفض بشدة كافة محاولات الكيان الصهيوني لتهويد المسجد الأقصى أو تقسيمه زمانيا أو مكانيا، مشيرا إلى المخطط الصهيوني الجديد لتقسيم المسجد الأقصى".

245

| 10 أكتوبر 2014

عربي ودولي alsharq
السجن 15 عاما لمتهم بالتخابر مع إسرائيل في غزة

أصدرت محكمة عسكرية تابعة لحكومة حماس في غزة، اليوم الأحد، حكما بالسجن خمسة عشر عاما على سجين فلسطيني بتهمة التخابر مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، على ما أعلن مصدر حكومي مسؤول في غزة. وقال المصدر، في تصريح صحفي بثته وكالة "الراي" الناطقة باسم حكومة حماس إن "القضاء الفلسطيني (العسكري) أصدر حكما بالسجن خمسة عشر عاما على متهم بالتخابر مع قوات الاحتلال الصهيوني بعد ثبوت الأدلة التي تدينه بتهمة التعاون والتخابر مع الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني". وكانت حكومة حماس التي تدير قطاع غزة منذ أحكام سيطرتها عليه في منتصف 2007، نفذت حكم الإعدام عدة مرات بحق متهمين أدينوا خصوصا بالتعاون مع سلطات الأمن الإسرائيلية.

212

| 24 نوفمبر 2013