رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
خبير أمريكي لـ الشرق: دلالات رمزية عالية لزيارة صاحب السمو لتركيا

أكد آندي تريفور خبير شؤون الشرق الأوسط والباحث في الدراسات الأكاديمية بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، أن زيارة العمل التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى تركيا واللقاء مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، جاءت في توقيت بارز يعكس الرسالة القطرية المهمة بالتضامن الكامل مع تركيا جراء ضحايا الزلزال، وما عصف بتركيا من سلسلة زلازل مدمرة أدت إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.. وينضم هذا الموقف القطري المهم إلى سلسلة من المواقف التضامنية الكبرى التي قامت بها قطر للتأكيد على قوة التحالف والشراكة الإستراتيجية التي تجمع الدوحة وأنقرة، كما أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، هو أول قائد عالمي يزور تركيا عقب الزلزال المدمر، وهو ما يعكس رسالة بالغة عن قوة التحالف والصداقة وأهمية الشركاء والأصدقاء وقت الحاجة وهو ما ميز العلاقات القطرية مع تركيا في فصول عديدة أمام تحديات متبادلة، وتنضم إلى قائمة مهمة وحيوية من المواقف الثنائية المتواصلة والزيارات الرسمية الرفيعة والمتبادلة التي تكسب التحالف القطري التركي شراكة خاصة، معتبراً أن تحولات تاريخية مهمة ساهمت في أن تنسج العلاقات القطرية- التركية بصورة صداقة متأصلة ورئيسية وحيوية في مختلف المجالات، واكتسبت دائماً أكثر من مستوى لاسيما على الصعيد الإستراتيجي والشراكة الحيوية، خاصة في ظل وجود توافق في الرؤى الخاصة بالسياسات القطرية في أكثر من ملف إقليمي لاسيما في ليبيا وأفغانستان والدعم الثنائي للقضية الفلسطينية، وأيضاً الانخراط في مرحلة من التباحث الإيجابي ومبادرات تطوير العلاقات المهمة خليجياً وإقليمياً، والكثير من المحاور المميزة للشراكة. دلالات الزيارة يقول آندي تريفور خبير شؤون الشرق الأوسط والباحث في الدراسات الأكاديمية بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد: إن زيارة صاحب السمو الحالية إلى تركيا، لا يمكن اعتبارها سوى أنها رسالة تاريخية رمزية في مرحلة صعبة عايشتها تركيا جراء الزلزال المدمر وتبعاته، وجدير بالذكر أن سمو الأمير، كان من أول المبادرين بالاتصال بالرئيس التركي والإعراب عن دعم بلاده الكامل لتركيا ولضحايا الزلزال، ولكن الرسالة الرمزية في الزيارة المهمة والرفيعة بين البلدين اللذين تجمعهما علاقات تحالف متميزة، تمتد إلى علاقات ثنائية شخصية قوية بين صاحب السمو والرئيس أردوغان، بكونها أول زيارة لقائد عالمي وإقليمي إلى تركيا تؤكد مع غيرها من الشواهد في المساعدات الإنسانية والمجتمع المدني والإغاثي ومساهمات المؤسسات القطرية في عمليات الإنقاذ والدعم الإنساني، على أهمية الصداقة والتحالف بين البلدين التي طالما تميزت بكونها قوية ووطيدة في مراحل رئيسية من التحولات الإستراتيجية وأمام قضايا مهمة واجتها الدولتان في السنوات الماضية. زيارة رفيعة ويتابع آندي تريفور، الباحث الأكاديمي بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، في تصريحاته لـ الشرق: إن زيارة العمل التي قام بها صاحب السمو إلى تركيا تصدرها بكل تأكيد ملفات التعاون والتنسيق في عمليات الإنقاذ والإغاثة والتعاون في إعمار المناطق المتأثرة من الزلزال، وما قامت به دولة قطر من جهود سريعة من تخصيص رحلات جوية مباشرة عبر الخطوط الجوية القطرية إلى تركيا، والمشاركة المؤثرة لمجموعة قطر الدولية للبحث والإنقاذ التابعة لقوة الأمن الداخلي (لخويا)، والدور البارز في المساهمة بعمليات البحث والإنقاذ وإقامة المستشفيات الميدانية والمساعدات الإغاثية والخيام والمستلزمات الطبية والشتوية، فضلا عن تخصيص قطر 10 آلاف منزل متنقل سيتم نقلها إلى المناطق المتضررة، والعديد من الأدوار والتعهدات الأخرى التي قامت بها قطر من خلال تقديم الدعم الدبلوماسي والإنساني الشامل وتسيير رحلات عاجلة عبر خطوطها الجوية وإفساح المجال لفرق بكامل طاقتها من المؤسسات الإغاثية والإنسانية وعبر السفارة والمؤسسات الدبلوماسية القطرية في دعوات إيجابية من أجل تعزيز التنسيق ومباشرة جهود الإغاثة والإنقاذ، وكلها أدوار مهمة للغاية في ما قامت به قطر، فضلاً عن متابعة إعلامية دقيقة وتغطية شاملة تم توجيهها لغايات الدعم الإنساني وفرق الإنقاذ والاطمئنان على الرعايا من البلدان المجاورة لتركيا. مواقف متجددة ويختتم آندي تريفور، تصريحاته حول أهمية الزيارة في تدعيم العلاقات بين الدوحة وأنقرة قائلاً: إن كثيرا من فصول الصداقة والشراكة التي ميزت العلاقات القطرية- التركية، هو أنها برزت في أكثر من مشهد حاسم سواء، كدليل على قوة الشراكة وأهمية ما طورته الدوحة وأنقرة من علاقات متميزة، وتميزت بكونها مؤثرة بصورة كبيرة خاصة وقت الحاجة، فالرسائل الرمزية والواقعية من زيارة صاحب السمو إلى تركيا ستكون في مشهد مهم دائماً حال تذكرنا تلك الأحداث المؤسفة التي وقعت جراء الزلزال، ودائماً ما تفوقت قطر دبلوماسياً فيما يتعلق بالبصريات والدلالات الرمزية في الأوجه الدبلوماسية المتنوعة، خاصة أنها تتبنى نهجاً تحرص فيه على توجيه الدبلوماسية الإنسانية ومباشرة أدوار الوساطة، وهذه الأدوار تمنح الدولة قدرة مهمة على صياغة صداقتها مع الحلفاء بصورة متميزة وأيضاً أمام العالم من جهة أخرى، لاسيما إذا ما كانت القضايا تتفوق غاياتها الإنسانية على تعقيداتها السياسية من جهة أخرى أو ترابطهما المباشر في صراعات أكثر حدة في أفغانستان وفلسطين، وبكل تأكيد ستستأثر الجهود الثنائية والتنسيق المشترك لضحايا الزلزال بالمباحثات والتنسيق في الفترة الحالية، ما سينعكس بصورة إيجابية مهمة أيضاً على العلاقات القطرية التركية التي تزداد قوة وترابطاً كلما زادت التحديات عبر أكثر من مشهد مختلف في السنوات الأخيرة تحقق فيه ذلك بوضوح بارز، خاصة أن الزيارة شملت انعكاسات ورسائل إيجابية بحضور سمو الأمير إلى قلب إسطنبول في ظل الأزمة كتعبير عن التضامن والتآخي في مواجهة الأزمة من جانب، والتأكيد على قوة الشراكة الحقيقية التي تجمع بين قطر وتركيا من جانب آخر بحيث كون الدوحة من أولى الدول التي بادرت بالمساعدات العاجلة ووظفت مؤسساتها ودبلوماسيتها من أجل التأكيد على الشراكة المتميزة التي تجمع البلدين، وستكون تلك الزيارة بارزة بكل تأكيد في الاستجابة الدولية المؤثرة جراء الزلزال المدمر الذي عصف بتركيا وسوريا والذي أكدت منظمة الصحة العالمية أن قرابة 26 مليون شخص تأثروا بالزلزال وضرورة جمع نحو 50 مليون دولار من المساعدات الإنسانية العاجلة، ذلك في ضوء مواصلة عشرات الآلاف من العاملين في فرق الإنقاذ جهود البحث عن ناجين في أحياء سويت بالأرض على الرغم من الطقس المتجمد الذي فاقم من مأساة الملايين الذين هم في أمسّ الحاجة للمساعدة، وتسابق العائلات الزمن من أجل العثور على جثث أقاربها المفقودين في جنوبي تركيا، في أسوأ الزلازل التي واجهتها تركيا في تاريخها الحديث.

1082

| 13 فبراير 2023

عربي ودولي alsharq
الباحث الأمريكي آندي تريفور لـ الشرق: قطر قوة لتعزيز الاستقرار والتكامل في المنطقة

أكد آندي تريفور، خبير شؤون الشرق الأوسط والباحث بالدراسات الأكاديمية بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد أن إشادة نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، بالشراكة الأمريكية مع قطر، وتأكيده خلال مؤتمر صحفي بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية والزيارة الأخيرة التي عقدها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشأن التصعيد في فلسطين، على أن دولة قطر تعد شريكاً لا غنى عنه، باعتبار الدوحة تمثل قوة لتحقيق الاستقرار والتكامل في المنطقة، والتقدير الأمريكي الكبير للدور المهم الذي لعبته قطر في المشهد الأفغاني وملفات الوساطة وامتنان بلاده العميق للدور القطري المستمر، والموقف الذي لا ينسى باستضافة اللاجئين والرعايا الأمريكيين وذلك منذ عمليات الإجلاء التي أعقبت انسحاب القوات العسكرية الأمريكية بالكامل من أفغانستان، وأهمية تأكيد الخارجية الأمريكية على كون الشراكة بين واشنطن والدوحة أكبر من الروابط الإستراتيجية التي تجمعهما في الملف الأفغاني إلى شراكة أكثر اتساعاً وتأثيراً باعتبارها من المصادر الداعمة للاستقرار وتعدد المجالات المهمة للتعاون من أجل دعم الاستقرار والتكامل في المنطقة والأولويات المشتركة والأكثر ترابطاً في أكثر من ملف مختلف، جاءت عاكسة لمحورية الشراكة بين الجانبين وأهميتها الواضحة على أصعدة مختلفة. تقدير أمريكي يقول نيد برايس، خبير شؤون الشرق الأوسط والباحث بالدراسات الأكاديمية بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد: إن الإدارة الأمريكية سواء في البيت الأبيض والخارجية والبنتاغون، يقدرون الدور القطري الكبير الذي تواصل القيام به في محيطها الإقليمي وفي القضايا الدولية بالغة التعقيد والتوتر، لاسيما فيما يتعلق بالمشهد الإقليمي المتشابك، خاصة أن قطر دائماً ما كانت تلعب دوراً مؤثراً في مختلف النزاعات الإقليمية القائمة، وتحرص على القيام بدور مهم من أجل احتواء حدة التصعيد ومفاقمة الأوضاع في مشاهد كثيرة، مثل المشهد الأفغاني وتطورات الأوضاع في فلسطين والاتفاق النووي الإيراني، وملفات أخرى عديدة شكلت فيها الشراكة القطرية المؤثرة دوراً حيوياً مهماً، وتأتي أهمية التصريحات التي أبرزت موقف زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى مصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، إزاء تطورات الأوضاع الخطيرة بالمشهد الفلسطيني، لتؤكد أيضاً أهمية الأدوار التاريخية التي لعبتها قطر في ملفات الوساطة واحتواء مفاقمة الأوضاع في المشهد الفلسطيني خاصة أن هناك تقديرا كبيرا للأدوار التي تقوم بها قطر سواء على الصعيد الإنساني بما تقوم به من تبرعات عديدة ومنح شهرية ومهام إعادة الإعمار ودعم لوجستيات الطاقة والرعاية العلاجية بقطاع غزة، وأيضاً التنسيق السياسي من أجل تمرير رسائل مهمة مفادها تبيان خطورة الردود التصعيدية ومفاقمة الأوضاع والتورط في أحداث عنف جديدة تضيف مزيداً من الدماء للمشهد الفلسطيني المنفجر. أدوار محورية ويتابع الباحث الأمريكي آندي تريفور، في تصريحاته لـ الشرق: إنه من خلال أكثر من تصريح مهم من مسؤولي إدارة بايدن، يمكن اعتبار أن الدور القطري المتواصل سواء في استضافة المفاوضات أو في عمليات الإجلاء، أو في الوكالة الدبلوماسية عن المصالح الأمريكية وتسهيل المفاوضات الحيوية لإنجاح عملية إطلاق سراح الأسرى بين واشنطن وطالبان، يمكن اعتبارها فارقة ومهمة للغاية في مدى الشراكة والتعاون الذي يجمع البلدين وفي طبيعة العلاقات الإستراتيجية والحيوية القائمة بينهما، وهو دور امتد أيضاً بأن كانت قطر من بين الشركاء الذين تم التباحث معهم بشأن أزمة الطاقة الأوروبية، وتوجيه ودعم الوساطة القطرية من أجل إحياء الاتفاق النووي الإيراني عبر العلاقات التي تجمعها مع إيران، وهو ما جعل قطر في منطقة متميزة من بين حلفاء أمريكا الإقليميين.. وقطر عموماً نجحت في بناء علاقات مهمة دون أن يتم إرجاع ذلك على مواقف الدولة الرسمية أو سياساتها الخاصة، وهو ما كان واضحاً في رفض ما تقوم به حكومة طالبان بشأن منع تعليم الفتيات وعدد من الخطوات المؤيدة لحقوق المجتمع المدني، ولكن تشارك الرؤية في أهمية الحوار والعمل من أجل إيجاد حلول واستثمار الزخم الدبلوماسي وتوجيهه نحو صياغة علاقات مهمة لا غنى عنها لإشراك الجميع في المسؤولية المجتمعية الدولية تجاه الشعب الأفغاني بغض النظر عن الاختلافات الحادة مع حركة طالبان سواء في أمريكا وأوروبا، وأيضاً جاءت العلاقات القطرية- الإيرانية على صعيد الطاقة والتبادل التجاري والمصالح الإستراتيجية والأمن الإقليمي بمعزل عن المواقف المختلفة فيما يتعلق بملفات المنطقة العديدة، ومنها حتى الموقف مع إسرائيل التي ترفض أية جهود لإحياء الاتفاق النووي وتسعى لتقويضها. مهام مؤثرة ويوضح آندي تريفور، خبير شؤون الشرق الأوسط والباحث بالدراسات الأكاديمية بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد: ومن هنا ولتلك الأدوار المتعددة جاء التأكيد الأمريكي على أهمية الدور القطري لتحقيق الاستقرار والتكامل في المنطقة وطبيعة الشراكة الممتدة إلى ملفات متنوعة، وهو أيضاً ما كان واضحاً في المشاورات الإقليمية التي دائماً ما كانت حاضرة ومؤثرة، نظرا للأدوار التي لعبتها قطر ومصر في سيناريوهات عنف مشابهة في المشهد الفلسطيني، عبر استثمار الجهود الإقليمية من أجل تحقيق هدنة ووقف إطلاق النار من جهة، وبحث جهود ومهام إعادة الإعمار والدعم الإنساني واللوجيستي وهو ما كانت قطر تقوم به بصفة متواصلة، ووجود علاقات متميزة في هذا الملف صارت تجمع بين قطر ومصر في الملف الفلسطيني وفي تطوير التعاون الاقتصادي والاستثماري والعديد من التفاصيل الإضافية المهمة، ذلك مع وضوح الموقف القطري بشأن دعم مقترح حل الدولتين وأهمية تحقيق السلام العادل الذي يراعي حقوق الشعب الفلسطيني في الدولة والمواطنة والحياة الكريمة. شراكة وتكامل ويختتم آندي تريفور الباحث الأكاديمي والخبير بشؤون الشرق الأوسط والصراع العربي- الإسرائيلي تصريحاته قائلاً: إن تكامل الملفات الإقليمية يرتبط بالعلاقات المتنوعة على أكثر من صعيد، فصحيح أن العلاقات القطرية مع إيران والمفاوضات الداعمة لجهود استعادة الاتفاق النووي، وتطوير العلاقات المتميز مع واشنطن بعد قيام الرئيس الأمريكي بإعلان قطر حليفاً إستراتيجياً للولايات المتحدة من خارج الناتو، وهو الأمر عموماً الذي لم يجرِ على وفاق شامل مع الأوساط الإسرائيلية والتي تسعى لتقويض مساعي استعادة الاتفاق النووي مع إيران، والموقف القطري الداعم للقضية الفلسطينية، ولكن أيضاً هناك إدراك لحيوية الدور القطري فيما يتعلق بالدعم الإنساني أو دفع رواتب حكومة غزة وغيرها من الأدوار الحيوية التي تقوم بها قطر وتساهم في تخفيف حدة المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، خاصة مع تدهور الأوضاع الحالي والخطير للغاية جراء الممارسات المتشددة للحكومة اليمينية الإسرائيلية الجديدة، والتي أدت لموجة من العنف هي الأكبر بالضفة الغربية وهجمات من المستوطنين على الفلسطينيين أعقبها حوادث إطلاق نار راح ضحيتها مستوطنون إسرائيليون، فيما تفاقم عدد الضحايا الفلسطينيين ليتجاوز 40 شخصاً من بينهم أطفال ومراهقون منذ بداية العام الجاري، وكان أكثر الأحداث عنفاً ما وقع في جنين بتصعيد إسرائيلي خطير باقتحام قوات عسكرية إسرائيلية شوارع وأزقة مخيمات جنين في الضفة الغربية ما أدى لاشتباكات مع الفلسطينيين راح ضحيتها 9 أشخاص فيما لقي آخر مصرعه في القدس الشرقية في يوم واحد، وتوسعت العمليات الإسرائيلية عقب ذلك في تطورات عديدة تبدو في مرحلة حرجة للغاية من سرعة تدهور الأمور جراء موجات العنف الإسرائيلية والتي تعد الأكثر عنفاً منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 2002 والتي بلغ العنف فيها ذروته إلى نحو ما يزيد على 20 شهيدا يومياً، وهي سيناريوهات أعادها إلى الذاكرة ما جرى في يناير الماضي من مشاهد العنف الخطيرة، وهو ما دفع إلى تسارع الحراك الدبلوماسي الأمريكي والإقليمي في إطار الجهود لاحتواء العنف ووقف التصعيد والبحث عن حلول سياسية من أجل إحياء عملية السلام وتقويض السيناريوهات المحتملة لموجة جديدة وخطيرة من العنف في المنطقة.

839

| 04 فبراير 2023

رياضة محلية alsharq
الباحث آندي تريفور لـ الشرق: لهذه الأسباب ارتفعت الأعلام الفلسطينية في ملاعب المونديال

أكد آندي تريفور، الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، والباحث في الدراسات والعلوم السياسية بجامعة إلينوي، إن مونديال قطر لم يكن الحدث الأكثر إبهاراً على الصعيد الكروي بنتائج وأداء اللاعبين والتنافس للحظات الأخيرة وأحلام شعوب تتوقف على تفاصيل صغيرة وقرارات تحكيمية حاسمة وحسب، كل هذا كان متوقعاً بكل تأكيد وهذا هو إبهار كأس العالم كبطولة رياضية دائماً ما حملت المفاجآت واستأثرت بقلوب وعقول الملايين من المشجعين لكرة القدم، ولكن ما زاد عن ذلك الكثير من التفاصيل المهمة أيضاً التي تركزت بكل تأكيد على حقيقة عقد كأس العالم في قطر كأول دولة عربية إسلامية تستضيف هذا الحدث المونديالي الكبير، وفي حين كانت هناك الكثير من الأخبار خاصة في الصحف والتناولات الغربية التي ركزت على قضايا بعينها، كان لافتاً عموماً على أكثر من مستوى بعض الرؤى المغايرة في الرسائل الإعلامية العديدة والتفاعل مع حدث اجتذب كل الأنظار الرياضية العالمية في كأس العالم بقطر، وأيضاً بعض السمات المجتمعية والامتدادات السياسية لقضايا إقليمية وعالمية محورية استقطبت الأنظار العالمية بتفاعل متباين إزائها ما بين المحيط الإقليمي والرؤى الغربية، وهي أمور عديدة تزامنت مع مونديال قطر الذي يحقق نسخة مختلفة ومتميزة من كأس العالم في كل أجوائها وفي كل الجوانب المرتبطة بها في الوقت ذاته. زخم إيجابي يقول آندي تريفور، الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، والباحث في العلوم السياسية بجامعة إلينوي: إن الكثير من التصريحات المهمة بشأن المسائل الأخلاقية وتصريحات رئيس الفيفا بشأن كون أوروبا ليست بمكان يخولها أن تعطي نصائح أخلاقية بل تعتذر عن عقود من الأخطاء الأخلاقية، ووجود بعض من الإعلاميين والمسؤولين الذين أكدوا على ضرورة الاحترام الثقافي لمعتقدات قطر دون التلويح بصورة مستفزة بأن العالم يجب أن يكون على الحاجز الأخلاقي والقيمي المرتبط بشعوب معينة دون غيرها، فما تمت ملاحظته خلال ذلك هو وجود تأثير كبير للحملات التي تعرضت لها قطر في الصحف الغربية إلى رد فعل شعبي وعاطفي قوي لم يرتبط بقطر وحدها. وأضاف: ربما غير المتابع للمنطقة عن كثب يدرك أنه قبل سنوات مضت كانت هناك بعض الاختلالات الجيوسياسية التي امتد التصادم في الرؤى السياسية فيها إلى الصعيد الشعبي لفترات، ولكن ما حدث في كأس العالم مع قطر كان تضامنا إقليميا وعربيا مهما في أمر أشبه بالدفاع عن الهوية في الوجدان القومي للشعوب وهو ما جعل قطر تكتسب رصيداً إضافياً من الزخم الإقليمي المهم شعبياً ودبلوماسياً في استضافتها للبطولة التي بالفعل غير مسبوقة في المنطقة وتصدر دولة عربية لحدث بهذا التأثير العالمي الكبير كان شيئاً غير اعتيادي بكل تأكيد. رؤى متباينة وتابع آندي تريفور، الباحث بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد: إن هناك جانبا آخر ارتبط في أن التعاطي مع التصريحات الإعلامية من رئيس الفيفا جياني إنفانتينو عن الحاجز الأخلاقي الأعلى وغيرها من التصريحات التي وإن كانت أثارت بعض الاستهجان والانتقادات بل حتى السخرية في بعض وسائل الإعلام الغربية، ولكن كان يتم استقبالها باحتفاء كبير في قطر وفي محيطها الخليجي والعربي، وهذا لم يكن الهامش الوحيد من الأمور اللافتة في تداخلات السياسة والرياضة في خضم الاستضافة القطرية لكأس العالم، جانب آخر أيضاً تمثل فيما يتعلق بالنهج القطري في التعامل مع الترويج لشعارات قلب واحد أو في قضية شائكة مرتبطة بتناول الكحول أو بالقضايا المدنية المرتبطة بمجتمع إل جي بي وغيرها. وتابع: للأسف ما زال هناك اعتقاد غربي مستقر لدى البعض أن ما يتم التمتع به من حريات صحفية وديمقراطية ومدنية هو نفسه القائم في كل دول العالم كامتياز سابق، ربما يكشف كأس العالم كعادته أيضاً أن هناك عادات وتقاليد وأعراف وثقافات مختلفة تماماً وتأثيرات دينية وعرفية وعقائدية لها من قوة التأثير في المجتمع ما يفوق حتى رغبات الحكام أو القدرة المنفردة على التوجيه لما يخالفها، الأمر نفسه ربما يدركه ما يتابع التغيرات الاجتماعية في المنطقة في السعودية على سبيل المثال وخطواتها نحو رفع القيود عن الكثير من الحريات المعتادة وعدم تناغم ذلك مع مؤسسات الخطاب الديني الكلاسيكية المحافظة، فالأمر هنا لا يرتبط بالصواب والخطأ بمعاييره التي تتحول إلى نسبية بدرجة أو بأخرى في التعرض لثقافات مجتمع آخر، وهو ما وضع تحد كبير أمام المضيفين القطريين. حظر الكحوليات والشارات كما أكد أن قطر كدولة مؤسسياً في هذه القضية أعلنت ترحيبها بالجميع لمشاهدة المباريات والسياحة في قطر، وأرجعت قضية الكحوليات وتناولها إلى تقييدها بالسلوك الرياضي للجماهير ومنعها داخل الملاعب والمباريات، وكان من الواضح أن التعليمات المرتبطة بارتداء الشارات التضامنية أيضاً جاء من منطق تغليب الأمن والسلم العام ورفض الترويج لشعارات سياسية وغير رياضية، ورغم أن الموقف القطري كشعب وكمنطقة بكاملها في صدامات حادة مع بعض القضايا المرتبطة بمجتمع إل جي بي، ولكن كان من الواضح أن تعامل الأمن القطري مع هذه القضية جاء بتعليمات كان من المهم التدقيق فيها حيث كان يتم تداول بعض المقاطع عن مراجعة عناصر الشرطة المدنية في قطر لبعض الشارات التي يحملها إعلاميون أو توقيفهم لعناصر من الجمهور ومراجعتهم لما يرتدونه من شارات وأعلام تحمل رسائل معينة، هو أن الوجه الآخر أن الأمر اقتصر على مجرد المراجعة ولكن في نهاية المشهد واصل الإعلاميون تقاريرهم أو سمح للمشجعين بدخول المباريات بتقديرات فردية تحت مظلة توجهات عامة من تجنب الصدام. أسباب الدعم لقضية فلسطين كما أن مونديال قطر من جانب آخر كان أيضاً منصة لتقييم كثير من بعض المعطيات السياسية التي أصبحت معتادة في المنطقة وكان لا بد من نزاع معقد كالصراع العربي- الإسرائيلي أن يلقي بظلاله على المنحنى السياسي وهو ما كان مرتبطاً أيضاً بغياب التأثير الشعبي لاتفاقات إبراهام التي وقعتها الحكومة الإسرائيلية مع عدة دول عربية، والأمر يرتبط بتزامن كأس العالم بموجات سابقة وجارية من عنف قائم وتصعيد يحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة اكتسبت اهتماماً كقضية إنسانية عالمية حتى في الأروقة السياسية الأمريكية والحركات المدنية وهو الأمر الذي كان من الطبيعي أن يتم ملاحظته على الصعيد الشعبي، فمع مواصلة الأزمة الإنسانية تفاقماً في قطاع غزة والضفة الغربية والحملات الإسرائيلية على المخيمات وغير ذلك من سبل الاعتداءات المتكررة في إطار توجيه الرسالة الانتخابية الإسرائيلية الداخلية على حساب التصعيد الأمني المتشدد على الفلسطينيين كل هذا كان من الطبيعي أن يثير استياء الكثير من المشجعين العرب والذين عبروا عن تضامنهم مع فلسطين في الأعلام وفي التصريحات والمواقف وإهداء الفوز تضامناً مع المتضررين من الشعب الفلسطيني، وكل هذا أيضاً كان طبيعياً ومتوقعاً بكل تأكيد على هامش البطولة.

958

| 04 ديسمبر 2022

اقتصاد alsharq
باحث أمريكي لـ الشرق: الخطاب حدد الكثير من المعايير الإستراتيجية

أكد آندي تريفور، الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، والأكاديمي المتخصص في ملف العلاقات الإقليمية، أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، أوضح في خطابه بمنتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ الكثير من المعايير المهمة التي يمكن أن نستقرئ منها الأسباب الواقعية لإطلاق قطر للمنتدى الاقتصادي تحت رؤية يمكن اعتبار أنها ترتبط بالمسؤولية الدولية للقوى الاقتصادية تجاه الاقتصادات الضعيفة في الدول الأكثر احتياجاً، وأشار الباحث في حديث لـ الشرق أنه كان من المهم تقييم الوضع الاقتصادي الراهن والبناء على النسخة السابقة من منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ والتي كانت ترتكز بصورة أكبر على جائحة كورونا والتبعات الاقتصادية المرتبطة بها، وخلال المحاور الرئيسية التي قدمتها قطر كان من الواضح السمات الخاصة في رؤية المنتدى والمرتبطة أيضاً بطبيعة التمثيل الدبلوماسي مع حرص أكثر من رئيس دولة ووفود اقتصادية متعددة على المشاركة في الفعاليات المهمة للمنتدى الاقتصادي. ◄ رؤية متجددة يقول آندي تريفور، الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، والأكاديمي المتخصص في العلاقات الإقليمية: إنه فيما كانت المحاور السابقة للنسخة الماضية «آفاق جديدة للغد» تعتمد بدرجة كبيرة على الرؤية الخاصة بالأوضاع في ظل الجائحة وهو ما انعكس في طبيعة اللجان والندوات التي خصصت محاورها عبر توظيف التكنولوجيا المتقدمة والعلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا والتي برزت بصورة أكبر في فترات الحجر الصحي والإغلاق العام، وضرورة تحقيق مرونة اقتصادية يجري من خلالها الاقتصاد الدولي بصورة متفاعلة ومسؤولة مع الدول الأكثر احتياجاً، وسبل وسياسات تحفير النمو في فترة كورونا التي شهدت انكماشا اقتصاديا وإحجاما كبيرا على الاستثمارات ما أثر على الإنتاج والعمالة وغيرها من الآثار الرئيسية، والمفهوم العام نحو شمولية المجتمع العالمي في المسؤولية الاقتصادية والقدرة الاستثمارية وربطها بالنمو وأيضاً بكل تأكيد قضايا الطاقة والاستدامة والتغير المناخي، وفي ظل الاختلاف في التحديات الرئيسية حالياً كان خطاب صاحب السمو يركز بصورة واضحة على البداية من نقطة نهاية النسخة الماضية من المنتدى، في ظل دخول العالم في تحديات اقتصادية ارتبطت بما يمكن تسميته اقتصاد ما بعد الجائحة وسياسات التعافي رغم أن هناك تبعات ما زالت قائمة، ومفهوم التعافي ارتبط بالإجراءات التي استعادت فيها الدول العودة للحياة الطبيعية ما أدى لتخفيف القيود الموضوعة على التجارة والاستثمارات وزيادة حجم الإنفاق وكل تلك المعايير المهمة، ولكن التأثير في الجائحة كان بالغاً على الاقتصادات الضعيفة والنامية وهو ما جعل دعوة المنتدى الحالية إلى المساواة في التعافي الاقتصادي، ولنضع مثالاً على قضايا الطاقة التي تأثرت بقوة في فترة كورونا بإحجام الإنفاق وتراجع الطلب العالمي وإرجاء مشاريع الاستثمار في موارد الطاقة، لتأتي الحرب الروسية الأوكرانية لتغير معادلة الطلب والأسعار تماماً، وهذا إن كان يحقق أرباحاً لحظية فهي أرباح لا يمكن فصلها عن اقتصاد الحروب وتبعاته الكارثية على المجتمعات الفقيرة في منظومة الاقتصاد العالمي، فالأزمة الروسية في أوكرانيا خلقت أزمة طاقة في أوروبا والعالم ولكنها أيضاً خلقت أزمة أكبر في الأمن الغذائي لكثير من الدول التي تعتمد اقتصاداتها بصورة رئيسية على توريدات الحبوب من روسيا وأوكرانيا وهو ما كان من المهم توضيحه ومناقشته بصورة موسعة في التأكيد عليه في الخطاب من جهة وتضمن محاور المنتدى ونقاشاته هذه القضايا المهمة من جهة أخرى. ◄ أهمية المنتدى ويتابع آندي تريفور الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، في تصريحاته لـ الشرق: إنه بكل تأكيد يمنح المنتدى ليس لقطر وحسب بل لمختلف الدول والوفود المشاركة في استعراض السياسات الاقتصادية والمالية والتعرف على ملامح التجربة القطرية وخططها المستقبلية ومحاولة بحث شراكات جيدة وإيجابية تتوافق مع الرؤى الخاصة للتنمية، فضلاً عن منح فرصة إيجابية مهمة للعديد من النقاشات الدولية خاصة بالنسبة إلى قطر والتي تشهد حضوراً بارزاً للكثير من الرؤساء والخبراء الدوليين في ظل الضيافة القطرية الكريمة، وفي ضوء ما طورته الدوحة من خبرات في استضافة الفعاليات والمنتديات الدولية وامتلاكها لأدوات اقتصادية ودبلوماسية متميزة تجعلها في مكانة مهمة من أجل تحقيق غايات اقتصادية نحو اقتصاد عالمي متعدد الأطراف، يتضمن قيم المسؤولية المجتمعية، ويتفاعل بصورة إيجابية مع الملفات الإنسانية والغايات التنموية. ◄ تبعات الحروب وأوضح آندي تريفور في تصريحاته لـ الشرق: إنه بكل تأكيد أوضح صاحب السمو الآثار الاقتصادية للحرب الروسية في أوكرانيا على أزمات التضخم وارتفاع أسعار الطاقة وغيرها، وفي حين أن التصريحات المرتبطة بعدم استدامة الارتفاع في أسعار الطاقة ستحظى بكثير من الاهتمام الدولي، ولكن كان من الواضح بالأساس أن التجربة في الفترة الأخيرة على مصاف الدول المنتجة والمصدرة للطاقة في منظومة الأسعار السابقة وزيادة التنافسية فيما يتعلق بالطلب قد ساهم في صياغة إستراتيجيات طويلة المدى مثل رؤية 2030 التي تقدمها قطر وهي بتحقيق تنمية اقتصادية يكون على رأس أجندتها تحقيق التنوع الاقتصادي وهو الذي كانت كل الدراسات السوقية المرتبطة بالمنطقة الخليجية ترجحه واستبقت قطر بخطوات مهمة في تحفيز سياسات الاستثمار خاصة في ملفات العمالة والاستثمار الأجنبي وتغيير منظومة التملك وتيسير الأعمال لتحقيق المرونة الكبيرة لرؤوس الأموال الأجنبية، وأيضاً تنويع محفظة الصناديق السيادية باستثمارات متنوعة في أكثر من مجال وفق أجندة تحول خاصة بها من أوروبا نحو أمريكا مع مواصلة الاستثمارات الحيوية في آسيا وأفريقيا، وأيضاً كيفية تحقيق الاستفادة المثلى من معدلات النمو الاقتصادية في تحقيق خطط تنمية داخلية مستدامة تقلل الحاجة الكلية للاستيراد وتشجع منظومة للتوريدات المحلية، وغيرها من الإجراءات الحيوية والمهمة التي اعتمدتها قطر في خططها للتنمية. ◄ تدعيم العمل المشترك واختتم الخبير الأمريكي آندي تريفور تصريحاته مؤكداً: إن المنتدى الاقتصادي يأتي أيضاً في فترة تشهد وتيرة من النجاحات القطرية في العديد من الملفات الرئيسية وفترة حراك دبلوماسي دولي من أجل إيجاد سبل للعمل الإيجابي في ظل الظروف الراهنة، وستمنح النقاشات والحضور أيضاً زيادة مساحات التقارب وتوطيد الشراكة مع الحلفاء، والتأكيد على أهمية العمل المشترك من أجل تدعيم أسس الاقتصاد العالمي في مواجهة التحديات وأهمية مباشرة الأهداف التنموية والإنسانية في الأماكن الأكثر احتياجاً، ذلك في ضوء ما تحظى به قطر من بتقدير بالغ من كافة الجبهات التي حرصت على المشاركة الرفيعة في المنتدى الاقتصادي وكونها واحدة من أكثر الدول تقدماً وتطوراً في المنطقة وتصعد بقوة على الصعيد العالمي، ذلك عبر اقتصاد قوي وسياسات ذكية وخطط مهمة في توطين ريادتها في الطاقة، ذلك عبر الانخراط والشراكة مع المجتمع الدولي، ومنح الفرص لتقديم التجربة القطرية واستعراض سياساتها في التنمية وأيضاً استعداداتها المهمة لكأس العالم الذي سيكون بكل تأكيد حدثاً رئيسياً وفارقاً في تاريخ الدولة القطرية الحديثة، كما سيعمل المنتدى الاقتصادي بكل تأكيد على تجديد الأهمية الحيوية للدوحة كعاصمة حيوية للفعاليات الدولية.

361

| 22 يونيو 2022

عربي ودولي alsharq
آندي تريفور لـ الشرق: كلمة صاحب السمو أكدت مكانة قطر المتصاعدة بقوة على الصعيد الدولي

أكد آندي تريفور، الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، والباحث في الدراسات الأمنية والسياسية بجامعة إلينوي، والأكاديمي المتخصص في ملف العلاقات الإقليمية والصراع العربي الإسرائيلي، أن صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله، أكد على مواصلة نهج السياسات القطرية الحكيمة إزاء تعرضها لموقفها للقضايا الدولية، وذلك في كلمة سموه في افتتاح منتدى الدوحة بشأن القضايا العالمية الحيوية والجهد الدولي من أجل احتواء النزاعات وتسوية الخلافات والإيمان بالحوار والحلول السلمية انطلاقاً من المستجدات الدولية وأهمية الحوار العالمي لبحث الخلافات والقضايا المشتركة، وهي الرؤية ذاتها التي انعكست في الموقف القطري إزاء تطورات الأحداث في أوكرانيا للالتزام بالسبل السلمية ونبذ خيارات التصعيد العسكرية وبناء إستراتيجية عالمية داعمة للحوار والدبلوماسية والوساطة، موضحاً أن القضية الفلسطينية دائماً ما كانت حاضرة في أغلب خطابات صاحب السمو سواء في الأمم المتحدة أو في زيارته للبيت الأبيض للقاء الرئيس بايدن وأيضاً في افتتاح منتدى الدوحة، مؤكداً تعرض المنطقة لإهمال دولي يحتاج أن يتضاعف بصورة مماثلة كما حدث مع أوكرانيا لاسيما في تحديات أعماق وأوضاع أكثر معاناة خاصة في المشهد الفلسطيني ووضع القضية الفلسطينية دائماً في مقدمة جدول الأعمال الخاص بالفعاليات ذات الصفة الدولية التي تستضيفها قطر أو تلك التي تكون مشاركة فيها، وكثير من الملامح الإيجابية التي انعكست في الخطاب المهم الذي ألقاه سمو الأمير معبّراً عن كثير من تلك القضايا المهمة في ظل أوقات دولية عصيبة وتحديات دولية عديدة. ◄ أهمية المنتدى يقول آندي تريفور، الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، والباحث في الدراسات الأمنية والسياسية بجامعة إلينوي: إن منتدى الدوحة يمنح فرصة إيجابية مهمة للعديد من النقاشات الدولية خاصة بالنسبة إلى قطر والتي تشهد حضوراً بارزاً للكثير من المسؤولين من أمريكا وأوروبا ومختلف دول العالم، عبر لقاءات وكلمات مهمة مع الكيانات الدولية البارزة، فعلى صعيد الاقتصاد يشارك بالمنتدى مديرة البنك الدولي ورئيس المنتدى الاقتصادي الدولي وكثير من المسؤولين البارزين، وفي قضايا الطاقة يشارك المبعوث الأمريكي الخاص لقضايا الطاقة، وأيضاً المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، وعدد من نواب الكونغرس الذين تجمعهم علاقات طيبة بدولة قطر مثل السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام ووفد بارز من أعضاء الكونغرس، وهي فرص مهمة تتجدد فيها المباحثات مع الكوادر الأمريكية والعالمية في الضيافة القطرية الكريمة، وفي ضوء ما طورته الدوحة من خبرات في استضافة الفعاليات والتوسط في المبادرات الدولية وامتلاكها لرصيد خبرة دبلوماسي مكنها من القيام بدور فاعل بخاصة من أجل تضافر الجهد العالمي الخاص بالقضايا العالمية ومستجدات الأحداث الدولية المتصاعدة وتطوراتها، وضرورة تبني سياسات دولية من منطق غير مرتبط بالحسابات والمصالح الخاصة بالدول وحسب وبخاصة الدول الكبرى التي عليها دور كبير في القيام بمسؤولياتها الدولية، وهو ما كان واضحاً في الصيغة التي جاء عليها خطاب صاحب السمو بضرورة رفع الوعي واستثماره إيجابياً من أجل القضايا الحيوية لاسيما القضايا التي تعاني منها المنطقة ولا تحظى بالاهتمام ذاته التي تستحقه قضايا عالمية مهمة استحقت الدعم الدولي الإيجابي ولكن بسبل امتداد هذا الدعم ليشمل القضايا الإقليمية من أجل القيام بدور حيوي وفاعل فيها. ◄ أوكرانيا وقضايا الطاقة وأوضح آندي تريفور في تصريحاته لـ الشرق: إن المشهد الأوكراني يلقي بكل تأكيد بظلاله على جدول الأعمال والمناقشات الخاصة بفعاليات المنتدى، حيث عززت المكانة الإيجابية لقطر في سوق الغاز الطبيعي من أدوارها العالمية المرتبطة في مشهد في أوكرانيا، ولكن الموقف القطري في هذا الصدد رغم البوادر الإيجابية المتمثلة في التأكيد على التزاماتها القوية تجاه أوروبا ورفض العروض التنافسية في الأسعار في مقابل تغليب الأكثر احتياجاً هو موقف يستحق الإشادة، ولكن قطر تتفاعل مع الأزمة السياسية الدولية من منطق آخر هو ضرورة عدم استهداف سوق الغاز الطبيعي المسال بعقوبات وتبعات اقتصادية وأن الاتفاقات الجديدة خاصة مع ألمانيا مثلاً يجب أن تخضع لقواعد تعاقدات شركات القطاع الخاص المرتبطة بالسوق، صحيح أن الدافع السياسي واضح ومؤثر ولكن دون الإضرار المباشر بالصناعة ذاتها أو بصفقات تتحرك من ضوء التفاعل الواقعي، فكل هذه المعادلات المهمة يجب مراعاتها بصورة واضحة ويحسب لقطر مواقفها فيها. ◄ القضية الفلسطينية ويتابع آندي تريفور، الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، والباحث في الدراسات الأمنية والسياسية بجامعة إلينوي: إن تأكيد صاحب السمو على موقف بلاده تجاه الاعتداءات على الشعب الفلسطيني ومنطق حل الدولتين يتجدد في كل حدث له صفة دولية كجزء رئيسي من السياسات القطرية غير المتغيرة والتي لا تنفصل أو تتغير، وعموماً فإن خطوة تصنيف قطر حليفاً إستراتيجياً لأمريكا من خارج الناتو وتطور العلاقات المتميز الذي جمع بين الدوحة وواشنطن في الملف الأفغاني وامتد إلى ملفات الطاقة وما يتعلق بالموقف الأوكراني، لم يجر هذا التقارب على تناغم مع الأوساط التحليلية السياسية في إسرائيل والتي تدرك الموقف القطري القوي في دعم فلسطين، فالدوحة أيضاً عزلت نفسها عن التورط في صفقة القرن أو الاتفاقات الإسرائيلية الإقليمية، بمعزل عن موقفها المتمسك بحل الدولتين والمطالب الفلسطينية المشروعة، لاسيما في الوقت الذي تتجدد فيه الأزمات الإسرائيلية في فلسطين وتصعيدها للعنف بوتيرة من الأكثر عنفاً كما شاهدنا في العدوان على غزة عقب استيطان حي الشيخ جراح، وتجدد الموقف القطري حينها بوساطة مهمة في تحقيق هدنة مايو لوقف إطلاق النار وأيضاً بمساعدات رئيسية منها ما تشرف على توزيعها الأمم المتحدة بصفة مباشرة مثل المنحة القطرية الشهرية لعشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية، والتعهد بنحو 500 مليون دولار لمهام إعادة الإعمار وبلا شك يبقى الموقف القطري حيوياً في النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، ومع فشل تطبيق حل الدولتين يبقى مسألة مهمة يجب إثارتها في كافة الفعاليات الدولية لمحاولة البحث عن حلول من أجل حقوق مشروعة وعادلة تنهي الأزمة المستمرة لعقود طويلة. ◄ الملف النووي ويؤكد آندي تريفور، الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد: إن خطابات صاحب السمو دائماً ما كانت تستعرض رؤية قطر بشأن القضايا الدولية وتقدم نموذجاً من طرق تعاطيها مع كثير من القضايا الحيوية والمهمة، مع ضرورة التأكيد على أهمية نهج الحلول السلمية والحوار من أجل حل النزاعات الجارية في العالم وأيضاً فيما يتعلق بالملفات الإقليمية، في ضوء أهمية احتواء التوترات واستثمار العمل الإيجابي والدبلوماسي الواضح من قطر في فترات متقاربة شهدت تحركاً إيجابياً قوياً من الدبلوماسية القطرية، وكان من الواضح التأكيد القطري واتساقه مع أهداف منتدى الدوحة في سياساتها التي تبنت منطق الوساطة والحياد واحتواء النزاعات والحلول السلمية ومبادئ الحوار والدبلوماسية، والمميز أن تلك الكلمات التي قدمها صاحب السمو تعكس رصيد قطر الدبلوماسي المهم في هذا الصدد في مختلف الأزمات العالمية سواء في هدنة غزة أو ملف أفغانستان وغيرها من الملفات الحيوية التي لعبت فيها قطر دوراً أشاد به الجميع من حيث قدرتها على التأثير الإيجابي في الأزمات، ودعم الاستقرار والأمن الإقليمي والعالمي، وتبني سياسات دبلوماسية متوازنة لتحقيق تلك الغايات الإيجابية، وأيضاً الدور القطري المهم في تبنيها ما يمكن تسميته بالوساطة الإيرانية الخليجية والوساطة الأمريكية الإيرانية قبل ذلك كجزء رئيسي من رؤيتها لهذا الصراع، وكانت الحاجة واضحة في تصريحات المبعوث الأمريكي لإيران بعد الثقة الكاملة في قرب استعادة توقيع الاتفاق النووي وضرورة بذل المزيد من الجهد في هذا الصدد واستثمار القنوات المفتوحة التي تمتلكها قطر مع مواقفها في قضية الاتفاق النووي والذي دعمته الدوحة منذ طرحه في عام 2015، والتأكيد على ضرورة الحوار الخليجي-الإيراني، وأهمية أن يكون هناك حوار وتواصل دبلوماسي يجمع بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي. ◄ سياسات قطرية واختتم الخبير الأمريكي آندي تريفور تصريحاته مؤكداً: أن كلمات صاحب السمو الإيجابية عكست الحضور القطري البارز في الخارج، وبخاصة في القضايا الدولية، وتوطيد الشراكة مع الحلفاء، والإيمان المشترك بالدور المهم في ضرورة العمل المشترك من أجل تحقيق غايات الرخاء العالمي والسلم الدولي ومباشرة الأهداف التنموية والإنسانية في الأماكن الأكثر احتياجاً، وتحظى قطر بتقدير بالغ من كافة الجبهات التي حرصت على المشاركة الرفيعة في منتدى الدوحة وكونها واحدة من أكثر الدول تقدماً وتطوراً في المنطقة وتصعد بقوة على الصعيد العالمي، جاء ذلك بالانخراط والشراكة مع المجتمع الدولي، والحاجة بأن يتعرف الجمهور العالمي على المواقف القطرية بصورة كبيرة للغاية ومن هنا جاءت الأهمية المتجددة لمنتدى الدوحة كمحفل عالمي يساهم في تأكيد نجاحات الدبلوماسية القطرية.

498

| 28 مارس 2022

تقارير وحوارات alsharq
باحث أمريكي لـ الشرق: انتخابات قطر تكتسب زخماً شعبياً واهتماماً دولياً

أكد آندي تريفيور الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، والباحث في الدراسات الأمنية والسياسية بجامعة إلينوي أن قطر تعيش الآن أجواء احتفائية بالانتخابات التشريعية، والتي اكتسبت زخماً شعبياً داخلياً كتجربة إيجابية في المشهد السياسي القطري الذي تتسم مدخلاته بتجانس الأهداف الخاصة للدولة مع الرؤى الشعبية الداخلية، وهذا تم رصده من خلال مسارات عديدة منها بكل وضوح على الصعيد الانتخابي والمشاركة الشعبية، وفي الوقت ذاته تكتسب اهتماماً دولياً في خضم انخراطها في عدد من الملفات المهمة والتي ترجع بالأساس لرؤيتها الاستباقية المستنيرة التي تحصد ثمارها الآن في إيمانها بدراسات السوق وأوضاع الطاقة فيما يتعلق بالغاز الطبيعي المسال، ودعمها للإعلام الحر وخلق نقاشات حيوية، وخططها طويلة المدى على الصعيد الرياضي التي ستتبلور في استضافتها لكأس العالم، وانخراطها لأكثر من عقد مضى في جهود الوساطة والمباحثات الدبلوماسية التي كان واضحاً مدى أهميتها بخاصة في تطورات المشهد الأفغاني الأخيرة، موضحاً في حديثه لـ الشرق أهمية الخطوات التي تقوم بها الدوحة والتي كان من المهم معها تحليل المعطيات الكثيرة بداخل الدولة القطرية وارتباطها بالسياق التاريخي والنتائج الحالية. ◄ أدوار مهمة يقول آندي تريفيور الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد: إن هناك رغبة في تحقيق إصلاحات توطن المنظومة الانتخابية وتفتح لها مسارات مهمة عبر الرقابة التشريعية على جداول الموازنة الخاصة بالدولة وأيضاً على الوزارات بأدوات المساءلة وتقديم الاقتراحات والأفكار والدعم في المشاريع الوطنية التي تنخرط فيها أجهزة ومؤسسات الدولة بالكامل، وكان من اللافت التعرف أكثر وبصورة عامة على طبيعة مكونات البيئة السياسية والشعبية في قطر ودفعها إلى الأمام والتي هي عموماً تنعم باستقرار وتوافق شعبي إيجابي، فالبيئة السياسية القطرية الداخلية تنعم بالاستقرار والتضامن الشعبي مع غياب أي تطلعات سوى مواصلة قطر خططها المهمة على صعيد التنمية، وتزايد مكتسباتها الدبلوماسية على الساحة الدولية من خلال انخراطها الفاعل في القضايا الحيوية، والتعريف أكثر بطبيعة الدولة القطرية الحديثة ما تحقق بها من طفرات معمارية ورياضية واقتصادية، وبخاصة إن مقارنة ما بداخل قطر وما يتحقق فيها سيكون مفاجئاً للكثيرين جداً حول العالم، ولعل هذا سوف يتغير بصورة كبيرة حينما تستضيف قطر كأس العالم فيفا 2022 والتي تحظى بأكبر حضور جماهيري ومشاهدات دولية عقب الأولمبياد، وأرى إن هناك بعض النماذج في المنطقة الخليجية مثل الكويت فيما يتعلق بالتجربة التشريعية تقدم نموذجاً إيجابياً، وتحرص قطر على فتح المجال السياسي بالسياق ذاته خاصة إنها عكفت على حزمة إصلاحات كبرى على السياق التشريعي ارتبطت بقوانينها الخاصة والمنظمة لحقوق العمال عبر منح كثير من التسهيلات، وإلغاء النظم التقليدية السابقة ومنح خيارات أكثر مرونة فيما يتعلق بالدخول والخروج وتبديل جهة العمل، وأيضاً في منح بطاقات الإقامة، وتيسير الإجراءات لجذب الاستثمار الأجنبي عبر قرارات عديدة لتشجيع الشركات الأجنبية، وتحظى الدوحة الآن بتركيز إعلامي عالمي من ضوء انخراطها في الملفات الدولية واستعدادها لاستضافة كأس العالم، وتبرز التغطية الإخبارية عن الدولة في إطار تعريفي وتحليلي لأسباب قوتها والخلفيات التاريخية التي دفعت لحضورها بصورة بارزة في الملفات الدولية وبخاصة الملف الأفغاني الذي تولي قطر اهتماماً كبيراً به منذ سنوات بتنسيق ودعم مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة. ◄ رؤى استباقية ويتابع آندي تريفر، الباحث في الدراسات الأمنية والسياسية بجامعة إلينوي في تصريحاته لـ الشرق: إن ما يتم رصده الآن في قطر ببعض المفاجأة للكثيرين هو بالأساس انعكاس لرؤية استباقية مستنيرة في كافة الملفات التي انخرطت فيها، فالدولة القطرية سعت للاستقلال من البداية برغم التعقيدات التاريخية والإقليمية وكان هذا واضحاً حتى في هويتها النفطية، فقطر وإن كانت دولة منتجة للبترول، ولكن ما يميزها هو الغاز الطبيعي المسال وليس فقط في وفرته الكبيرة بحقل شمال وامتلاكها لثلث احتياطي العالم من الغاز الخام مع إيران وروسيا، ولكن في مبادرتها وريادتها في تقنيات الإسالة للغاز التي تعد الأكثر كفاءة والأوفر سعراً في العالم واستطاعت بناء عقود قوية مع المستهلكين في آسيا التي يرتكز بها أكبر سوق للغاز الطبيعي المسال التي تحظى فيه قطر بالريادة عالمياً، والعودة بالزمن تدفعنا لأن نرى أن هناك معلومات تحليلية سوقية مهمة هي التي دفعت قطر بالاستفادة من الشركاء وعلاقتها المتميزة معهم في التنبؤ بريادة حصة الغاز الطبيعي المسال في أسواق الطاقة، والأمر الآخر أيضاً والذي كان محيراً في منتصف التسعينيات هو رؤيتها الإعلامية المتمثلة في قناة الجزيرة ذلك في وقت لم يكن فيه الجميع إقليمياً يسعى للإعلام الحر أو يضع التوجهات الإعلامية ذات التأثير الخبري الدولي في خططه وفق نظرة حذر من الأداة الإعلامية، في حين نجحت قطر في الاستفادة من الخبرات الدولية في الوصول بقناة الجزيرة لتكون الأقوى إخبارياً عربياً وإقليمياً ولديها رصيد قوي في الملفات والأحداث الدولية التاريخية والتي انفردت فيها بتغطيات مهمة لأحداث سبتمبر وحرب العراق والربيع العربي وآخرها عودة طالبان لسدة الحكم في أفغانستان عقب 20 عاماً من إزاحتها من السلطة. ◄ محطات تاريخية ويختتم آندي تريفور موضحاً: صحيح أن الأمر مع طالبان يبقى محيراً، وبخاصة إن الدور القطري في الملف الأفغاني كان رئيسياً ومحورياً بل لجأت إليه الدول العالمية الكبرى لبناء خطوط تواصل في الملفات المهمة، ولكن العودة بالتاريخ نجد أن ذلك ليس لعلاقات تجمع قطر والحركة بل على العكس لم تكن قطر من أوائل الدول التي اعترفت بحكم طالبان في شقه الأول قبل إزاحتها من قبل القوات الأمريكية، بل كانت الرغبة الأمريكية هي التي دفعت بالتنسيق مع قطر التي تمتلك وضعاً محورياً بالنسبة للشراكة الأمريكية وبخاصة في قاعدة العديد الإستراتيجية الحيوية، إلى تدشين مكتب للحركة في الدوحة قبل عشر سنوات مضت، هذه الخطوة هي التي انعكست الآن في دور قطر المهم في التواصل مع الحركة التي احتاجت الإدارات الأمريكية وما زالت لفتح خط تواصل معها بشأن الملفات والقضايا الحيوية، فما كان ينظر إليه كحرج دولي في العلاقات مع طالبان بات الآن دبلوماسية قوية ومباشرة بأيدي قطر التي لا تشترك مع طالبان في أي من الرؤى الخاصة بطريقة وطبيعة الحكم وما إلى ذلك، بل كانت قطر بالأساس أقرب لرؤية أمريكا والمجتمع الدولي إزاء القضايا الشائكة والتحديات المدنية، وهناك تقدير كبير للمساعدات الإنسانية القطرية السخية في أفغانستان، وتميز الدولة القطرية بسمات توافقية وقدرتها التي تتفوق فيها في الترحيب والاستضافة ومحاولة تقريب وجهات النظر رغم تعقد الخلافات، فكثير من قادة طالبان ما زالت أسرهم مستقرة في قطر، وأيضاً ساهمت الدوحة بمواقف إنسانية حيوية، وكان لها دور كبير في إعادة تشغيل مطار كابول، وكونها مصدراً حيوياً للدول الغربية سواء في ملفات الإجلاء التي قامت فيه بدور متميز أو في التواصل والتنسيق مع حركة طالبان بشأن بعض القضايا الملحة، والملفات المستقبلية التي ستبحث أمريكا وحلفاء قطر الغربيين إلى التشاور مع الدوحة بشأن القضايا المستقبلية التي ستطرأ وتحتاج لموازنة النفوذ الدولي وفتح خط اتصال مباشر عبر الدوحة يجنب الحكومات الغربية ازدواجية التصريحات الخاصة بمكافحة الإرهاب، وتجد قطر التقدير الدولي لقيامها بهذا الدور من الجانبين وبخاصة مع تطلع حركة طالبان أيضاً إلى المساعدات الدولية في مشهد أفغاني به الكثير من الأزمات الاقتصادية والإنسانية العديدة.

4068

| 01 أكتوبر 2021