رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

348

أمل عبدالملك

طفل واعٍ.. أسرة مطمئنة

31 أغسطس 2025 , 02:49ص

يعيش أطفالنا اليوم في عالم مليء بالتحديات والمغريات، سواء في محيط المدرسة أو خارجها، ومع اتساع دائرة معارفهم واحتكاكهم المستمر بالآخرين، تزداد أهمية دور الأهل في توعيتهم بكيفية التعامل مع الغرباء أو حتى بعض الزملاء الذين قد يتصرفون بطرق غير مألوفة، إن حماية الأبناء لا تتوقف عند تزويدهم بالعلم، بل تشمل أيضًا تزويدهم بالوعي اللازم لحماية أنفسهم من أي مخاطر قد تهدد سلامتهم الجسدية أو النفسية.

من المهم أن يشرح الأهل لأبنائهم بهدوء وبأسلوب يتناسب مع أعمارهم أن قبول الحلويات أو المشروبات أو الأدوية من الغرباء أو حتى من بعض الزملاء ليس أمرًا آمنًا، فقد تحتوي هذه المواد على ما يضر بصحتهم أو يستخدم كوسيلة للإيقاع بهم، كذلك ينبغي تحذيرهم من مشاركة ألعاب غريبة أو بالونات للنفخ لا يعرفون مصدرها، إذ قد تكون ضارة أو تحتوي على ما يضرهم.

ومع انتشار استخدام الهواتف والأجهزة اللوحية، أصبح من الضروري تربية الأبناء على عدم مشاركة صورهم الخاصة أو بياناتهم الشخصية مع أي شخص، سواء عبر الإنترنت أو بشكل مباشر، هذه المعلومات قد تُستغل ضدهم، أو تُعرّضهم لمواقف محرجة أو حتى ابتزاز.

على الأهل أن يزرعوا في نفوس أبنائهم قاعدة ذهبية: لا يذهب الطفل مع أي شخص لم يسبق أن وافق عليه الوالدان، حتى وإن بدا هذا الشخص ودودًا أو ادّعى أنه صديق للعائلة، وينبغي تدريب الطفل على قول «لا» بثقة والانسحاب فورًا في حال شعر بعدم الارتياح.

من أبرز وسائل الحماية أن يشعر الطفل بالثقة الكاملة ليتحدث مع والديه أو طاقم المدرسة عن أي موقف غريب يتعرض له، على الأهل أن يؤكدوا لأبنائهم أنهم لن يوبخوهم أو يلوموهم إذا تحدثوا عن أمور أزعجتهم، بل إنهم سيكونون الملجأ الأول للحماية والدعم، هذه المصارحة المبكرة تساعد على التصدي لأي مشكلة قبل أن تتفاقم.

كما أنه ينبغي للأهل أن يكونوا قدوة في التعامل الحذر مع الآخرين أمام أطفالهم، وأن يغرسوا فيهم مهارة التمييز بين المواقف الطبيعية والمريبة، كما أن تخصيص وقت يومي للحوار مع الأبناء حول تفاصيل يومهم في المدرسة أو أثناء اللعب يتيح فرصة لاكتشاف أي أمر غير مألوف بسرعة.

• إن حماية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، لكن الدور الأكبر يبدأ من البيت، فمن خلال التوعية المستمرة، والحوار المفتوح، وبناء الثقة مع الأبناء، يستطيع الأهل أن يضعوا الأسس المتينة التي تحمي أطفالهم من المخاطر، وعلينا أن نتذكر أن طفلًا واعيًا ومدركًا لقيم الأمان هو طفل أكثر قدرة على مواجهة الحياة بثقة وطمأنينة.

 

مساحة إعلانية