رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

علي محمد يوسف المحمود

مساحة إعلانية

مقالات

195

علي محمد يوسف المحمود

هل أصبحنا غثاء

31 يوليو 2025 , 02:00ص

قيل لرسولنا الكريم حينما قال صلى الله عليه وسلم: يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها «: أمن قلةٍ يارسول الله قال لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل، فهل فعلاً نحنُ الآن نعيش بداية هذا الأمر بما نراه من وحشيةٍ لا مثيل لها تدبر على أهلنا في غزة لم يبق منهم إلا الهيكل العظمي لأجساد أهلها صغير وكبير لا فرق بين من يحمل مسدساً ومن لا يستطيع حمل نفسه كصغير وكبير طاعن في السن، الكل يصرخ، ما يجري في كل بقاع العالم لم يسقط مسؤولا يدير هذه الهجمة الوحشية بكل ما يملك من آلة دمار جواً وبحراً وأرضاً لا تتوقف ليل نهار، أياد تتلاطم تطلب لقمة عيش من مقدمين ضحوا بأنفسهم لتوصيلها لهم ولكنهم لم يتمكنوا من توصيلها ووضعها في وعاء للحصول على لقمة تحاول اليد أن تضعها في جوفها، ولكن كل الأصوات التي تتوجه بالاحتجاج على ما يدور حول هذه الأيادي والأجساد ولكنها لا تناله وإذا نالته تواجهها صواريخ من كل مكان تحول دون إنزالها في افواههم وجعلهم جثةً هامدةً في لحظةٍ من لحظات حياتهم التي تنتهي بتوقف نبضات قلوبهم صغيراً كان او عجوزاً رجلاً او امرأة، مع ان الكل ينادي اوقفوا هذه الهجمة الشنيعة الوحشية.

  صرخات تأتي من الغرب والشرق وجميع الجهات ولكن لم تتحرك أي وسيلة تحميهم او تتخذ قراراً من أكبر هيئة دولية تمنحها الحق في اعتراض الهجمات المستمرة والتي حولت الفلسطينيين الى هياكل جسدية بالإضافة الى هدم كل ملاذ لهم من مبان بجميع مسمياتها التي يجرم هدمها مستشفيات ومدارس وغيرها من المواقع الدولية التي لا تهاجم ولكنها هوجمت بكل بشاعة ووحشية لم يبق في غزة إلا مبان مهدمة واجساد هيكلية من البشر، هذا هو ما يؤكد أننا في وضع ما قال به عليه الصلاة والسلام أننا غثاء كغثاء السيل لأننا لم نعمل أي شيء يوقف هذه الهجمة حتى الاتفاقيات التي يقال عنها لم تتم بما يضمن عودة الحياة لمن يقطن غزة الصامدة ان شاءالله.

أليس بين الدول من يتقدم بطلب الموافقة على تشكيل قيادة دولية تحمي هذه الفئة من هذا الدمار المهلك بكل نفسٍ باردة توجه لهم أبشع قنابلها بحجج لا مصدق لها ولكنهم لا يفعلون شيئا لردها عنهم ويقابلونهم أفراداً وجماعاتٍ حتى عند مواقع تقديم الغذاء لهم يجدون الموت يقابلهم وهم رافعين أياديهم طالبين اللقمة وجرعة الماء لتحميهم من هلاك الجوع والعطش المحاط بهم ونحنُ ننادي افتحوا لهم مواقع ادخال الغذاء والدواء لهم ولكن لا مستجيب لطلباتنا المتكررة لهم.

أليس هناك قرار ملزم لإرسال قوة تحميهم، من المليارات البشرية مسلمة وغير مسلمة ومنهم يعرف لغتهم ومنهم غير ذلك ولكنها تملك قلوبا تنبض بالإنسانية التي لا تبيح هذه الأفعال الوحشية.

فالمؤتمرات تعقد والجلسات تتوالى ولكنها لم تحدد كيف يمكن وقف هذا البلاء الذي حل على أهل غزة من الجوع الذي ضرب الجميع وأصبحوا هياكل تندى لها القلوب.

مساحة إعلانية