رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لم تمض ساعات فقط على سيطرة الجيش على الحكم في مصر، وإعلانه عزل الرئيس المصري محمد مرسي، حتى كان الهاتف يرنّ من القاهرة في محاولة للضغط على الجزيرة من أجل ثنيها عن خطها التحريري.
انتهت المكالمة دون أن تحقق هدف المتصل.. في الدوحة، الجزيرة مصرّة على سياستها التحريرية التي انتهجتها منذ سبعة عشر عاما، وهي ذات السياسة التي سببت لها العديد من المشاكل، وفي القاهرة، بدا أن ثمة العديد من الخطوات ستتخذ.
تم اقتحام مكتب الجزيرة مباشر مصر واقتياد 28 من موظفيه مع مدير القناة إلى قسم شرطة العجوزة، قبل أن يفرج عنهم عدا مدير القناة أيمن جاب الله، كانت التهمة في البداية العمل دون ترخيص، حين أبرز الترخيص، تحولت التهمة إلى بث شريط خطاب مرسي، حين قيل لهم إن الجزيرة مباشر مصر لم تبث الشريط، تم الانتقال إلى تهمة ثالثة تتعلق بتكدير السلم العام وتهديد الأمن القومي قبل أن يطلق سراح جاب الله في اليوم الرابع بكفالة مالية وعدم غلق ملف القضية.
ولم يكن الوضع أفضل حالا بكثير في مكاتب قناة الجزيرة (الأم) فبدلا من إرسال مندوب يحمل أمر إغلاق المكتب، تطلب الأمر أكثر من أربعين جنديا بسلاحهم الآلي، اقتحام المكتب واحتجاز موظفي الجزيرة من الطاقم المناوب في غرفة واحد لأكثر من خمس ساعات قبل الإفراج عنهم واعتقال مهندس البث أحمد حسن، ومصادرة العديد من الأجهزة والكاميرات.
ثم إصدار أمر ضبط وإحضار بحق مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبدالفتاح فايد من قبل النائب العام بذات التهمة "بتكدير السلم العام وتهديد الأمن القومي وبث الفتنة"، والذي تم الإفراج عنه بكفالة أيضا، قبل أن ترفع -لاحقا- ضده قضية أخرى "وهمية" تتعلق بسرقة الجزيرة لمحطات البث الخاصة بالتلفزيون المصري في ميدان رابعة العدوية!
لم يتم الاكتفاء بذلك بحق الزميل فايد فقد قام من يفترض أنهم إعلاميون بطلب مغادرته في بداية المؤتمر الصحفي للقوات المسلحة والشرطة، وإطلاق الشتائم بحق الشبكة، لكنهم أنفسهم صفقوا للمتحدث الرسمي في المؤتمر.
أما فريق قناة الجزيرة الإنجليزية فقد نال نصيبه من الاحتجاز في السويس بعد ذلك بأيام، تلاه اعتقال مصور الجزيرة مباشر محمود بدر وتمديد توقيفه خمسة عشر يوما للمرة الثانية، وتعرض المنتج بنفس القناة محمد فرحات إلى الضرب والطعن في وقت سابق من قبل مجهولين أثناء عودته من عمله في المقطم.
أسفل البناية التي تضم مكاتب الجزيرة بالقاهرة كان عدد من البلطجية قد جاءوا لإكمال المهمة، وعلى الجدران علقوا بعض الملصقات تصف الجزيرة بقناة "الفتنة" واستمروا في حمايتها.
(حتى ساعة كتابة المقال لا أعلم من الذي أيقظ الفتنة في مصر).
وكالة الأسوشيتد برس تلقت الأوامر من السلطات المصرية بقطع إمداد إرسالها من الصور لقناة الجزيرة فقط دون بقية القنوات، وأضحى التنبؤ بمواعيد قيام السلطات المصرية بقطع البث والتشويش على شارة الجزيرة عبر الأقمار الاصطناعية، أصبح معروفا ومتزامنا مع كل تغطية للجزيرة لا يريدون لها أن تصل للرأي العام المصري.
في برامج التوك شو وعلى جدران الفيس بوك اشتعلت حملة أخرى، فقد أطلقت عبارات الشتائم والتخوين بحق كل من يعمل في الجزيرة، بعض البرامج تبرعت لبث استقالات أفراد من طاقم الجزيرة مباشر مصر على الهواء، أحدهم يدعى "وسام فضل" قدم نفسه على صفحته على الفيس بوك أنه مراسل قناة الجزيرة مباشر مصر، كتب استقالته احتجاجا على "كذبها العلني" و "بعدها عن المهنية والاحتراف"، وقد تبين فيما بعد أن الزميل "الوهمي" ليس موظفا في الجزيرة مباشر مصر ولا في أي مؤسسة تابعة للجزيرة.
كان من الواضح إذا أن حملة كراهية ضد الجزيرة يتم تدشينها وتلقى قبولا لدى البعض، أدواتها غير مشروعة، يسمح فيها بتوظيف أي مفردة أو كلمة حساسة لدى فئات من الشعب المصري، وهكذا تم فتح القاموس للمفردات ذات العلاقة بقصة الجزيرة.
الكلمة الأولى بالطبع كانت "قطر"، وإذا كانت قطر بل والجزيرة تقران بصيغة العلاقة التي تجمعهما ماليا عبر ميزانية الشبكة الإعلامية، وهي ذات الصيغة التي تجمع الحكومة البريطانية بهيئة الإذاعة البريطانية، فإن مفردة قطر تأخذ هنا أبعادا أخرى، يتعلق بعضها بنظرة "أم الدنيا" إلى "الأخ الأصغر" والوصف الأخير منسوب للأغنية التي قادها الزميل "باسم يوسف" كـ (مايسترو) في إحدى حلقات برنامجه "البرنامج" والتي تقول كلماتها "قطري حبيبي الأخ الأصغر".
ثمة نظرة إذا -لم تفارق العديد من المتأثرين بمسألة الحجم- ترسخت في اللاوعي عند من تصدروا الحملة ضد الجزيرة، بحكم الفارق بين حجم وتاريخ التجربة الإعلامية المصرية العريقة من جهة وتأثير الجزيرة الواضح رغم حداثتها، فالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك عرف بقصة شيقة أثناء زيارته إلى مقر الجزيرة قبل سنوات حين قال بسخرية لاذعة في وصفه للجزيرة "كل ده يطلع من علبة الكبريت دي"، بل حتى إن مفكرا وكاتبا معروفا بحجم الأستاذ محمد حسنين هيكل، الذي أطل عبر شاشة الجزيرة عبر برنامجه "مع هيكل" كان واضحا في انتقاده لتجربة "الجزيرة مباشر مصر"، فقد اعتبرها مسّا بسيادة مصر.
وعليه كان من الواضح أيضا أن الحملة على الجزيرة مباشر مصر، فيها رسالة غير مباشرة للقيادة القطرية الجديدة تحاول جس نبضها بشأن مدى تمسكها بمشروع الجزيرة، وهو ما تأكد في الأيام التالية حين بعثت القيادة القطرية بالتهنئة للرئيس المصري المؤقت، دون أن يؤثر ذلك في فضاء الاستقلالية الممنوح للسياسة التحريرية للجزيرة إزاء التعامل مع الشأن المصري، وهي رسالة قرأت في أوساط الإعلاميين بمزيد من التقدير لسمو الأمير الشاب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على دعمه المتواصل للمشروع الذي بدأه سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
المفردة الثانية في قاموس التحريض على الجزيرة كانت بالطبع "القناة ذات هوى إسلامي"، وهي مفردة أصبحت قادرة على استقطاب الانتباه والتوجس -هذه الأيام- بشكل مبالغ، ويستمر ترديد هذا الاتهام والمزاعم ليصل القول إن الإسلاميين يسيطرون ويسيرون دفة القنوات والسياسة التحريرية وأن الشاشة باتت إسلامية الضيوف.
لعل إطلالة على التنوع الذي تزخر به الجزيرة كفيل بالإشارة إلى أنها أكثر مؤسسة إعلامية متنوعة الثقافات والخلفيات فموظفوها الذين يتجاوز عددهم أربعة آلاف موظف ينتشرون في أكثر من ستين دولة ينتمون إلى نحو ثمانية وخمسين جنسية من مختلف الملل والنحل.
إن نظرة سريعة لخريطة العالم بدءا بشمال إفريقيا مرورا بالشرق الأوسط وصولا إلى أفغانستان، من شأنها أن تظهر حجم الوجود الفاعل للحركات الإسلامية وتأثيرها في المشهد السياسي الراهن: رئاسة الحكومة في كل من المغرب وتونس مع الإسلاميين، في ليبيا هم رقم لا يستهان به، في مصر كانت الرئاسة بحوزتهم، في السودان هم في الحكومة والمعارضة، في غزة الحكومة معهم وفي الضفة هم المعارضة الصعبة، في لبنان مشاركون في الحكومة وفاعلون عسكريا على المستوى الإقليمي، في الأردن هم الرقم الأصعب في المعارضة، في سوريا يحققون إنجازا وحضورا واضحين داخل إطار الثورة وخارجه، في العراق مشاركون في الحكومة والمعارضة، مرورا بإيران وصولا إلى أفغانستان.
ما الذي تعنيه القراءة المتعجلة لخريطة مشهد الإسلام السياسي؟ تعني أن الإسلاميين يفرضون أنفسهم كصانع للحدث حاليا، ومن ثم فهم يحجزون بسبب ذلك وقتا أطول على الشاشة خبرا ورأياً. وعليه لم تتحالف الجزيرة مع الإسلاميين أو مع غيرهم بقدر ما وفـّر منبرها مساحة لجميع الآراء بالظهور.
المفردة الثالثة "الجزيرة قناة فتنة تكذب".. في الملصق الذي نشط معارضو الجزيرة في توزيعه، رسمت صورة لشاشة تلفزيونية مع خبر عاجل يقول "ربما رصاصة تفتل إنسانا لكن كاميرة كاذبة تقتل أمة"، وهو افتراض صحيح إذا تم تطبيقه على كل القنوات بما فيها القنوات المصرية والعربية التي اختارت أن ترينا نصف المشهد، بدعوى أن عرض المشهدين يثير الفتنة ويسهم مثل هذا الكذب في تضليل الشعب.
حجة الفتنة التي توقظها الجزيرة سمعناها مرارا من العديد من الأنظمة العربية، بل حتى من إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. وتكفي الإشارة هنا إلى تصريحات موفق الربيعي المستشار السابق للأمن القومي بالعراق حول هذا الشأن حين أغلقت السلطات العراقية مكتب الجزيرة في بغداد، بحجة إثارة الفتنة. -للعلم فقط- أعداد من قتل العراقيين في الفترة التي كان فيها المكتب مغلقا أكثر بكثير من الذين قتلوا إبان أن كان المكتب مفتوحا بسبب فتنة الجزيرة.
وإذا ما قررت عزيزي القارئ التوسع أكثر في إسقاط نظرية المؤامرة على دور الجزيرة، ما عليك سوى الولوج عبر الإنترنت إلى موقع "غوغل" والبحث عن كلمات غرار "قناة الجزيرة صهيونية " أو "الجزيرة مشروع أمريكي" أو البحث عن "بعثية الجزيرة" إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. حتما بلا شك ستقفز إليك مئات النتائج إن لم تكن بالآلاف، وهو دليل إضافي على أن المحتوى الذي يصنعه الأفراد والمؤسسات عبر محرك غوغل بات يصنع الصورة، لا الحقيقة أو الشاشة فقط، فشاشة الجزيرة تخبرنا بأن الحكم عليها لا يكون عبر انتقاء مشهد واحد من نشرة أخبار أو برنامج للحكم، بقدر ما ينبغي رسم خط بياني منذ نشأة الجزيرة.
والخط البياني لتغطية الجزيرة تجاه مصر كفيل بأن يخبرنا أن الجزيرة كانت ولا تزال أقرب إلى نبض الشارع المصري وهموم المواطن المصري، كانت أقرب إليه في عهد مبارك حين كشفت التجاوزات والفساد، ووقفت مع طوابير الخبز، ونقلت آهات التعذيب في أقسام الشرطة، وفي الوقت ذاته منحت النظام آنذاك الفرصة للتعبير عن وجهة نظره.
كانت الأقرب إليه في ميدان التحرير، بل لعلها هي التي كانت أول من اتخذ قرارا تحريريا سيسجل في تاريخ الإعلام، بأن تفتح الكاميرا على مدار الساعة على ميدان التحرير، وبسبب ذلك القرار نجا المعتصمون بأعجوبة من تبعات موقعة الجمل، وصمدت الجزيرة في الميدان إلى جانب الملايين رغم كل ما أقدم عليه نظام الرئيس المخلوع آنذاك من تضييق واعتقالات وتنزيل للشارة من على القمر الاصطناعي، ما حدا بأحد المصريين لتلخيص المشهد بقوله: "خليهم يعرفوا إنه الشعب المصري التسعين مليون كلهم مراسلين للجزيرة".
كان ذلك قبل عامين، أما اليوم فإن الهدف واضح، فالمطلوب لدى من يتزعم الحملة ضد الجزيرة هو الانتقام من هذه القناة التي ارتبطت في وجدان الشعب المصري بثورة 25 يناير المجيدة والانتقام لا يتم إلا بضرب أساس هذه العلاقة.
وإذا كان المتحول في هذه العلاقة هو موقف الرأي العام المصري تجاه الجزيرة فإن الثابت هنا أن الجزيرة ظلت تفتح شاشتها ومنبرها لمصر بحراكها وأخبارها، بل ولكفاءاتها.
خلاصة القول لم يكن للجزيرة أي مشكلة مع أي نظام أو جماعة أو حزب، غير أن أي نظام أو جهة لديها مشكلة في وجود الرأي الآخر، فسيكون لديها مشكلة مع الجزيرة "قناة الرأي والرأي الآخر".
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2013
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1620
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1146
| 24 ديسمبر 2025