رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
** الدكتور صالح الحازبي جامعة قطر
قرأت وبكل إمعان كلماتك التي أسهبت بها في الشأن اليمني والمتغيرات المؤثرة التي يمر بها حالياً هذا البلد العربي الشقيق من خلال الاعتصامات وثورة جزء من الشعب على الحكومة اليمنية وأوافقك على معظم ما جاء في إيميلك لكنني كنت أود أن تتفهم وجهة نظري التي أتبناها في مقالاتي المتعلقة باليمن والمنعطفات الخطيرة التي يمر بها في الوقت الراهن وهي انني لست مع عدم التغيير الذي يجب أن يتحقق آجلاً أم عاجلاً لكنني ضد الفوضى والتخريب الحاصل الآن واستغلال أحزاب المعارضة للشباب في تمرير أهداف سلطوية لهم تسمح بخدمة أغراض خفية لا يعلمها سوى الله وتحويل المطالب السلمية إلى تغرير وفوضى وتناحر تؤدي بطبيعة الحال إلى حروب أهلية وهذا ما بات الخوف منه الآن ويصرح به المنسحبون من الاعتصامات الذين تنبهوا لرؤوس الفتنة التي تدس السم في العسل وتجعل من مطالبهم أداة قوية للزج بأطماعهم التي يسعى المنشقون اليوم عن السلطة إلى تبوؤها لاحقاً وفي حال تسليم الرئيس علي عبدالله صالح السلطة لمن سيحافظ على أمن اليمن واستقراره وليس إلى هؤلاء المتسلقين لها كما ان التفكير الذي حدا بالبعض إلى استنساخ ثورتي تونس ومصر لا يمكن أن يكون بالتفكير الواعي والجاد لأن المجتمع اليمني مجتمع يزخر بالتعصب والتسلح ولا يمكن أن يخلو أي بيت من مسدس أو بنادق ومن السهل الحصول على أسلحة شبه ثقيلة بالإضافة إلى القبلية التي تحكمه والتكتلات الحزبية التي تجد لها من المناصرين ما يمكن أن يكونوا دولة بأسرها وهذا كله كان من الممكن أن يمنع اليمنيين من استنساخ ثورة على أرضهم ناهيك على ان النظام اليمني يلقى مناصرين له ما يفوق عدد الرافضين له أضعاف الأضعاف وهذا ما تبين يوم الجمعة الماضي وأنكره البعض على استخفاف ومكابرة وتجاهلت الجزيرة عرض المظاهرة المليونية التي ضمت أكثر من 3 ملايين شخص في صنعاء العاصمة وحدها وسبعة ملايين في باقي المحافظات ولذا كان يجب أن يكون الحوار سيد الموقف وأخذ مبادرات (صالح) بعين الاعتبار واستغلالها لتحقيق مطالب شرعية ابتدأ بها المعتصمون ثورتهم لتتحول سريعاً إلى مطالب أحزاب وأفراد وتكتلات وقوى سياسية.. هذه كانت وجهة نظري المتواضعة في حق بلد بحجم وتاريخ اليمن.. وشكراً.
** الأخ طارق الحَمَامي — الجمهورية اليمنية
أرجو أن تصدقني حينما أقول لك إنني محتارة بشأن الجزيرة بعد أن كنت مولعة بها وبخطها السياسي وشعارها الرئيسي اللامع (الرأي والرأي الآخر) وأوافقك الرأي بأنها أصبحت ضلعاً مؤثراً في عملية تغيير الأنظمة وتمسك عصا العصيان لتغلبها على عصا الطاعة وما فعلته مؤخراً من جريمة كبرى في عرض فيديو يظهر أساليب قمعية ووحشية جرت في سجون عراقية ونسبها إلى سجن صنعاء المركزي مما يغذي مظاهرات الغضب التي تشهدها اليمن كانت سقطة قاصمة لمصداقية الجزيرة لا سيما انها تعلم بأن اليمن مأهول بالأسلحة والعصبية وكان هذا الفيديو المدسوس كفيلاً بأن يخرج اليمنيون على بكرة أبيهم لمهاجمة السجن المركزي وقيام حرب دموية بين قوات الأمن وهؤلاء وربما فر المسجونون وانقلب الحال إلى أسوأ بكثير مما نراه اليوم وكل ذلك بسبب ما رأته القناة (خطأ غير مقصود) وجب عليه التنويه والاعتذار الباهت المختصر ورأوه اليمنيون (جريمة لا تغتفر) بحق قناة كبيرة بحجم الجزيرة التي استصغرت عواقب ما عرضته وكانت الحكمة اليمنية في لجم الغضب هي ما اعتمدنا عليها حقيقة والعاقل وحده كان يمكن أن يعي بأن إرسال هذا الفيديو للقناة وإظهار زيفه بعد ذلك دليل على ان الذي يجري في اليمن يحتمل الصدق والكذب في آن واحد وإن على القناة أن تتحرى الأمانة في النقل وبث ما يمكن أن يخدم مستقبل الجزيرة مستقبلاً فيما لو انفض الجمع وعاد الجميع إلى طاولة الحوار والنقاش الذي يخدم اليمنيين وحدهم لا غير ولا يخدم الأحزاب والمنشقين وغيرهم من طالبي الشهرة.
** هناك الكثير من الإيميلات التي تأتيني لا سيما المتعلقة بالشأن اليمني لكن لضيق المساحة لم أستطع أن أفرد لها ما تستحقه من اهتمام وتعقيب ولذا سأعرضها لاحقاً بإذن الله.
فاصلة أخيرة:
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب قبل أن تربط الأوطان. تمزّقت الخريطة، وتبعثرت القلوب، حتى غدا المسلم يسأل ببرودٍ مريب: ما شأني بفلسطين؟! أو بالسودان ؟! أو بالصين ؟! ونَسِيَ أنَّ تعاطُفَه عبادةٌ لا عادة، وإيمانٌ لا انفعال، وأنّ مَن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم. لقد رسم الاستعمار حدودهُ لا على الورق فحسب، بل في العقول والضمائر، فزرعَ بين الإخوة أسوارا من وهم، وأوقد في الصدورِ نارَ الأحقادِ والأطماع. قسّم الأرضَ فأضعفَ الروح، وأحيا العصبيةَ فقتلَ الإنسانية. باتَ المسلمُ غريبًا في أرضه، باردًا أمام جراح أمّته، يشاهدُ المجازرَ في الفاشر وغزّة وفي الإيغور وكأنها لقطات من كوكب زحل. ألا يعلم أنَّ فقدَ الأرضِ يسهلُ تعويضُه، أمّا فقد الأخِ فهلاكٌ للأمّة؟! لقد أصبح الدينُ عند كثيرين بطاقة تعريفٍ ثانوية بعدَ المذهبِ والقبيلةِ والوطن، إنّ العلاجَ يبدأُ من إعادةِ بناءِ الوعي، من تعليمِ الجيلِ أنّ الإسلام لا يعرف حدودًا ولا يسكنُ خرائطَ صمّاء، وأنّ نُصرةَ المظلومِ واجبٌ شرعيٌّ، لا خِيارٌا مزاجيّا. قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم «وتعاطُفِهم» كمثلِ الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمّى). التعاطف عبادة، التعاطف مطلب، التعاطف غاية، التعاطف هدف، التعاطف إنسانية وفطرة طبيعية، لذلك فلننهضْ بإعلامٍ صادقٍ يذكّرُ الأمةَ أنّها جسدٌ واحدٌ لا أطرافا متناحرة، وبعمل جماعي يترجمُ الأخوّةَ إلى عطاءٍ، والتكافلَ إلى فعلٍ لا شعار. حين يعودُ قلبُ المسلم يخفقُ في المغربِ فيسقي عروقَه في المشرق، وتنبضُ روحهُ في الشمالِ فتلهم الجنوبَ، حينئذٍ تُهدَمُ حدودُ الوهم، وتُبعثُ روحُ الأمةِ من رمادِ الغفلة، وتستعيدُ مجدَها الذي هو خير لها وللناس جميعاً قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). عندها لن تبقى للأمّة خرائط تُفرّقها،. وتغدو حدود وخطوط أعدائنا التي علينا سرابًا تذروه الرياح، وتتقطع خيوطُ العنكبوتِ التي سحروا أعيننا بوهم قيودها التي لا تنفك. فإذا استيقظَ الوجدان تعانقَ المشرقُ والمغربُ في جسدٍ واحد يهتفُ بصوتٍ واحد فداك أخي.
3405
| 04 نوفمبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2580
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال الذي نشرته الأسبوع الماضي بجريدة الشرق بذات العنوان وهو «انخفاض معدلات المواليد في قطر»، وقد جاء الكثير من هذه التعليقات أو الملاحظات حول أن هذه مشكلة تكاد تكون في مختلف دول العالم وتتشابه الى حد كبير، والبعض أرجعها الى غلاء المعيشة بشكل عام في العالم، وهذه المشكلة حسبما أعتقد يجب ألا يكون تأثيرها بذات القدر في دول أخرى؛ لأن الوضع عندنا يختلف تماما، فالدولة قد يسرت على المواطنين الكثير من المعوقات الحياتية وتوفر المساكن والوظائف والرواتب المجزية التي يجب ألا يكون غلاء المعيشة وغيرها من المتطلبات الأخرى سببا في عدم الاقبال على الزواج وتكوين أسرة أو الحد من عدد المواليد الجدد، وهو ما يجب معه أن يتم البحث عن حلول جديدة يمكن أن تسهم في حل مثل هذه المشكلة التي بدأت في التزايد. وفي هذا المجال فقد أبرز معهد الدوحة الدولي للأسرة توصيات لرفع معدل الخصوبة والتي تساهم بدورها في زيادة المواليد ومن هذه التوصيات منح الموظفة الحامل إجازة مدفوعة الاجر لـ 6 اشهر مع اشتراط ان تعود الموظفة الى موقعها الوظيفي دون أي انتقاص من حقوقها الوظيفية، وكذلك الزام أصحاب العمل الذين لديهم 20 موظفة بإنشاء دار للحضانة مع منح الأب إجازة مدفوعة الأجر لا تقل عن أسبوعين، وإنشاء صندوق لتنمية الطفل يقدم إعانات شهرية وتسهيل الإجراءات الخاصة بتأمين مساكن للمتزوجين الجدد، وكذلك إنشاء صندوق للزواج يقدم دعما ماليا للمتزوجين الجدد ولمن ينوي الزواج مع التوسع في قاعات الافراح المختلفة، وهذه الاقتراحات هي في المجمل تسهل بشكل كبير العقبات والصعاب التي يواجهها الكثير من المقبلين على الزواج، وبتوفيرها لا شك ان الوضع سيختلف وستسهم في تحقيق ما نطمح اليه جميعا بتسهيل أمور الزواج. لكن على ما يبدو ومن خلال الواقع الذي نعيشه فإن الجيل الحالي يحتاج الى تغيير نظرته الى الزواج، فالكثير اصبح لا ينظر الى الزواج بالاهمية التي كانت في السابق، ولذلك لابد ان يكون من ضمن الحلول التي يجب العمل عليها، إيجاد أو إقرار مواد تدرس للطلاب خاصة بالمرحلة الثانوية وتتمحور حول أهمية تكوين وبناء الاسرة وأهمية ذلك للشباب من الجنسين، والعمل على تغيير بعض القناعات والاولويات لدى الشباب من الجنسين، حيث أصبحت هذه القناعات غير منضبطة أو غير مرتبة بالشكل الصحيح، والعمل على تقديم الزواج على الكثير من الأولويات الثانوية، وغرس هذه القيمة لتكون ضمن الأولويات القصوى للشباب على أن يتم مساعدتهم في ذلك من خلال ما تم ذكره من أسباب التيسير ومن خلال أمور أخرى يمكن النظر فيها بشكل مستمر للوصول الى الهدف المنشود. وفي ظل هذا النقاش والبحث عن الحلول، يرى بعض المهتمين بالتركيبة السكانية ان هناك من الحلول الاخرى التي يمكن أن تكون مؤثرة، مثل التشجيع على التعدد ومنح الموظفة التي تكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، علاوة مستحدثة على أن تكون مجزية، الى جانب حوافز أخرى تشجع على ذلك وتحث عليه في أوساط المجتمع، حيث يرى هؤلاء أن فتح باب النقاش حول تعدد الزوجات قد يكون إحدى الأدوات للمساهمة في رفع معدلات الإنجاب، خصوصًا إذا ما اقترن بدعم اجتماعي ومؤسسي يضمن كرامة الأسرة ويحقق التوازن المطلوب.
2106
| 03 نوفمبر 2025