رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جاسم إبراهيم فخرو

مساحة إعلانية

مقالات

474

جاسم إبراهيم فخرو

نداء سمو الأمير.. واستجابة الشباب

30 أكتوبر 2025 , 04:56ص

في خطابه الأخير في مجلس الشورى، دعا سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الشباب إلى الاعتماد على أنفسهم، والسعي الجاد لبناء قدراتهم والمشاركة الفاعلة في تنمية الوطن، مؤكدًا أهمية الجمع بين التعليم والعمل، والانفتاح الواعي مع التمسك بالقيم والهوية الوطنية.

هذه الدعوة ليست مجرد كلماتٍ عابرة في خطاب سنوي، بل هي خريطة طريق لجيلٍ بأكمله، جيلٍ يقف على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخ الدولة، حيث تنتقل قطر من الاعتماد على الموارد إلى الاستثمار في الإنسان، ومن سياسات الدعم إلى ثقافة الإنتاج والمسؤولية.

إنها دعوة إلى أن يتحول الشباب من “منتظرٍ للفرصة” إلى “صانعٍ لها”، ومن متلقٍّ للمنح إلى مساهمٍ في التنمية والبناء.

وها هم شباب قطر يُلبّون النداء بقوةٍ وحبٍّ وانتماء، ويسيرون بخطى واثقة لخدمة الوطن والمساهمة الجادة في بناء لبناته التنموية والحضارية، وذلك من خلال طرح فكرة إطلاق منصة وطنية رقمية تتيح للطلبة الجامعيين العمل الجزئي في الجهات الحكومية والخاصة، بما يعزز دمجهم في بيئة العمل منذ مراحل الدراسة، ويمنحهم خبرات عملية تسهم في صقل مهاراتهم وتأهيلهم لسوق العمل.

وقد تناولت إحدى الصحف هذا التوجّه الشبابي في تحقيق بعنوان «طلاب جامعات: نطالب بمنصة إلكترونية للعمل الجزئي في الجهات الحكومية»، مؤكدةً أن الفكرة نابعة من وعي الطلبة بأهمية المشاركة في التنمية الوطنية.

وتشكّل هذه المبادرة ترجمةً عملية لتوجيهات سمو الأمير، وانسجامًا مع رؤية قطر 2030 في تمكين الإنسان القطري، فهي جسرٌ يربط التعليم بالعمل، ويمنح الطلبة فرصة لاكتساب الخبرة والمشاركة في تطوير مؤسسات الدولة بروحٍ وطنية ومسؤولية واعية.

ويا له من حلٍّ ذكيٍّ ومثاليٍّ ومسؤول يعكس وعي الشباب وصدق انتمائهم لهذا الوطن المعطاء.

فما المانع وأين الخطأ في أن يجمع الطالب بين الدراسة والعمل، أو أن يعمل الموظف ويدرس، طالما أن ذلك يعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه؟

فإذا كان وليّ الأمر يرى أمرًا فيه خيرٌ وصلاحٌ للدولة وللشباب، فعلى المسؤولين في الجهات الحكومية والخاصة أن يتجاوبوا مع هذه الرؤية، لا أن يضعوا العراقيل أمام طموح الشباب ورغبتهم المتعطشة في بناء أنفسهم وخدمة وطنهم.

فنحن شعبٌ قليلُ العدد، عظيمُ الهمة، وكلُّ يدٍ تعمل، وكلُّ فكرٍ يُنفّذ يصنع الفارق، ويضيف لبنةً جديدة في صرح قطر المتجددة.

مساحة إعلانية