رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فالح حسين الهاجري

فالح حسين الهاجري

مساحة إعلانية

مقالات

468

فالح حسين الهاجري

التقشف الحكومي

30 أكتوبر 2016 , 12:26ص

حال الدول لا يبتعد كثيراً عن حال الكثيرين من رجال الأعمال والشركات العالمية الكبرى، فهي بين سنوات تحقيق أرباح عالية جدا وكبيرة، بل ضخمة، في حين تمر عليها سنوات قاسية وعسيرة وصعبة للغاية، تحاول من خلالها أن تخرج من عنق الزجاجة.

ومثلما ذكرت في المقدمة أن حال الدول ليس ببعيد عن حال الفائض الكبير والعجز في ميزانياتها، وهذا ما شهدته دول كثيرة حتى أكبرها كالولايات المتحدة في الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008م، وعلى وجه الخصوص دول الخليج جرّاء التراجع الكبير في أسعار النفط إلى مستويات لم تشهدها منذ سنوات، وهناك دول تُخطط ولديها استراتيجيات وخطط بديلة للمحافظة على عدم تضرر مصروفاتها وميزانياتها مستقبلا، بل وصل الأمر إلى أن هناك خططا لدى بعض الدول في أن تحاول الابتعاد عن النفط والغاز كمصدر رئيسي لها، خاصة أنهما مادتان قد تنفدان في أي لحظة.

كل ما ذكرته الجميع تقريبا يُدركه ويعيه ويعرفه حق المعرفة، لكن ما يُحزننا أنه ما إن يتم نزول أسعار النفط إلا ونسمع عن التقشف في الحكومات وإيقاف بعض البدلات، وتعطيل بعض المشاريع المهمّة، وهذا حق مشروع، لكن ما يؤسف له أن هذه الجهات، خاصة الحكومية، والتي تقوم ببعض حالات التقشف، تقوم بإصدار وصرف أمور أخرى هي أحق بأن يشملها التقشف!؟ وعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك جهات حكومية لها إصدارات إعلامية يتم صرف مبالغ كبيرة عليها، وهي لا تؤدي الدور المطلوب منها بالشكل الصحيح والعمل الاحترافي للمطبوعة الإعلامية، ومن أبسط الأشياء لأي مطبوعة تصدر عن أي جهة هي التعريف بها لمن هم خارج إطارها الوظيفي وبإنجازاتهم، أو التثقيف بمعناه الإعلامي والثقافي والمعرفي حول قضايا تختص بها أو قريبة منها نوعا ما، إلا أن هذه المطبوعات كأن الأمر الصادر بطباعتها جاء للتعريف بأصحابها في الداخل على من هم في الداخل أيضا!؟ وكأن القائمين عليها يريد نشر صورته ليقول لمسؤوليه إنني هنا وموجود وأقوم بعملي، وقس على ذلك مجموع الصور والفعاليات المكررة لنفس الشخص المسؤول حتى يتم إرضاؤه بما لا يُرضي القرّاء والمتابعين!؟ نعم لأن الزائر أو القارئ لأي جهة كانت يريد أن يقرأ ما هو جديد بالنسبة إليه أو يعرف معلومة غائبه عنه، أو يستشرف من خلال دراسة مستقبلية ماذا يمكن أن يكون؟! لا أن يرى صور أشخاص معينين في كل صفحتين أو ثلاث دون أي هدف أو رسالة.

وأخيرا، إن المشكلة الأكبر عندما يكون لجهة حكومية واحدة أكثر من إصدار دون أن يكون لها أي تأثير يُذكر!! وهنا تكمن المشكلة والسؤال الأبرز: لماذا لم تُصب بالتقشف!؟

مساحة إعلانية