رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عماد أبو الزلف

رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية – القطرية

مساحة إعلانية

مقالات

441

عماد أبو الزلف

استضافة قطر لدورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036

30 يوليو 2025 , 12:00ص

في ظل الطموحات الوطنية المتصاعدة، أعلنت دولة قطر رسميًا عن ترشحها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036، في خطوة تعبّرعن ثقة كبيرة في الإمكانات الوطنية وقدرة البلاد على تنظيم أكبر الفعاليات الرياضية على المستوى العالمي. ويأتي هذا الإعلان بعد النجاح الباهر الذي حققته قطر في استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، حيث حظيت بإشادات دولية لما قدمته من تجربة تنظيمية غير مسبوقة.

بنية تحتية رياضية متكاملة

أثمرت رؤية قطر الوطنية 2030 عن تحولات جذرية في المشهد العمراني والخدمي، جعلت من الدولة مركزًا رياضيًا عالميًا وعاصمة الرياضة بامتياز في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة، وعلى رأسها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. فقد تم تشييد مجموعة من أفضل الملاعب والمنشآت الرياضية في العالم، مثل استاد لوسيل وأسباير زون، إلى جانب بنية نقل متقدمة تشمل "مترو الدوحة" وشبكات طرق ومطارات حديثة، مما يجعلها قادرة على استضافة الأولمبياد دون الحاجة إلى استثمارات بنيوية ضخمة إضافية. وبما يحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ويضع الإنسان في صلب أولوياته، من خلال استثمار الرياضة كأداة للتنمية، وتعزيز التفاهم العالمي، كما يجسد أحد توجهات استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، التي تركز على ترسيخ الهوية الوطنية، وتحفيز المشاركة المجتمعية، وتعزيز حضور قطر في المحافل الدولية من خلال مسارات مستدامة ومتكاملة.

الأبعاد الاقتصادية للترشح

يحمل ترشح قطر للأولمبياد بعدًا اقتصاديًا استراتيجيًا، يتمثل في عدة محاور:

تحفيز التنويع الاقتصادي: يتماشى هذا الترشح مع جهود الدولة لتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط والغاز، من خلال تطوير قطاعات الرياضة، السياحة، والخدمات.

تنشيط قطاع السياحة: تشير التقديرات إلى أن استضافة الأولمبياد يمكن أن تجذب أكثر من 2 مليون زائر، مما ينعكس بشكل مباشر على قطاعات الضيافة، التجارة، النقل، والأنشطة الثقافية.

خلق فرص عمل جديدة: ستوفر التحضيرات للأولمبياد آلاف الوظائف في مجالات متعددة تشمل البناء، الأمن، الترجمة، الإدارة، والخدمات اللوجستية.

تعزيز الاستثمار الأجنبي: الثقة العالمية في قدرة قطر على تنظيم فعاليات كبرى تعزز من جاذبية البلاد كوجهة استثمارية، خاصة في القطاعات المرتبطة بالبنية التحتية والتكنولوجيا والرياضة.

الاستدامة المالية: بخلاف دول سابقة عانت من عبء ديون بعد استضافة الأولمبياد، تمتلك قطر موارد مالية قوية وصندوقًا سياديًا ضخمًا، مما يجعل استضافتها حدثًا قابلاً للتمويل الذاتي دون ضغط على الاقتصاد الوطني.

خبرة تنظيمية ومكانة دولية

أثبتت دولة قطر على مدار السنوات الماضية كفاءتها العالية في إدارة الفعاليات الرياضية الكبرى، مثل: كأس العالم 2022.

 واستضافت قطرأيضا بطولة العالم لكرة اليد 2015، وبطولة العالم لألعاب القوى 2019، وكأس العرب عام 2021 وكأس آسيا 2023 وبطولة العالم للألعاب المائية 2024، وبطولة العالم لتنس الطاولة 2025 

كما استضافت قطر كبرى الدورات المجمعة متعددة الرياضات، من أبرزها دورة الألعاب الآسيوية 2006. 

هذا وتستعد الدوحة لاستضافة بطولات عالمية مثل بطولة العالم للرماية ISSF 2026، وكأس العالم لكرة السلة FIBA 2027، ودورة الألعاب الآسيوية 2030.

وقد شكلت هذه الأحداث تجارب ناجحة من حيث التنظيم والأمن واللوجستيات، ما يمنح دولة قطر أفضلية كبيرة في المنافسة مع دول أخرى مرشحة مثل الهند وألمانيا.

رسالة ثقافية وإنسانية

لا تنحصر أهمية الترشح في البعد الرياضي والاقتصادي فقط، بل تمتد إلى تعزيز الحوار بين الثقافات وتعريف العالم بالتراث العربي والإسلامي. كما تسعى قطر إلى تنظيم أولمبياد يراعي مبادئ الاستدامة والحياد الكربوني، في إطار التزامها بمبادرات التنمية البيئية العالمية.

تحديات قابلة للإدارة

من المتوقع أن تواجه قطر تحديات تشمل التنافس السياسي، التغيرات المناخية، ومتطلبات اللجنة الأولمبية الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والمعايير البيئية. إلا أن خبرة الدولة السابقة، وقدرتها على التكيّف مع المعايير الدولية، تعزز من قدرتها على تجاوز هذه التحديات بنجاح.

خاتمة

يمثل ترشح قطر لاستضافة أولمبياد والبارالمبية لعام 2036 خطوة مدروسة على طريق الريادة العالمية في الرياضة والتنمية المستدامة. ومن خلال المزج بين الإمكانات الاقتصادية القوية، والخبرة التنظيمية المتقدمة، والرؤية الثقافية والبيئية، تؤكد قطر من جديد أنها ليست فقط دولة تستضيف الأحداث، بل تصنع الفارق وتعيد تعريف معايير التنظيم والنجاح العالمي.

الجواب هو نعم وباقتدار وجدارة تستحق دولة قطر بأن تفوز.

اقرأ المزيد

alsharq القيادة الإدارية في ضوء السيرة النبوية

تعددت نماذج القيادة عبر الأزمان ولكن لسنا بحاجة للرجوع إلى النماذج الغربية للقيادة، فلدينا أعظم مرجع للقيادة يحتذى... اقرأ المزيد

174

| 03 أكتوبر 2025

alsharq استشهدوا وما زالت والدتهم تنتظر قدومهم

ليس واحدا أو اثنين أو ثلاثة، بل أربعة دفعة واحدة استشهدوا مع أبناء عمومتهم والجيران، قُصف المنزل على... اقرأ المزيد

117

| 03 أكتوبر 2025

alsharq الثراء اللغوي.. عودة تحمل الإبداع والتميز

في مشهد تربوي يؤكد حضور اللغة العربية كهوية وانتماء، دشّنت مدرسة الوكرة الإعدادية للبنات يوم الخميس 25 سبتمبر... اقرأ المزيد

198

| 03 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية