رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

324

صالحة أحمد

تعلم وعلم

29 أكتوبر 2024 , 02:00ص

إن المهام التي تفرضها علينا أدوارنا المختلفة في هذه الحياة تكشف لنا النقاب عن العديد من التجارب التي نكتشف من خلالها التقدم الذي يدركنا وندركه، وقد تختلف سرعة تقدمه معتمدة على مدى تفاعلنا وتجاوبنا مع الأحداث التي تجري وتدور من حولنا، إضافة إلى صلابة ما نتمتع به من إصرار يترجم رغبتنا بالمواصلة حتى آخر نفس يشهد على ما سبق وأن حققناه من إنجاز. منذ أسبوع مضى كنت في قاعة التدريب كمتدربة تبحث عن كل جديد في مجال العمل في سبيل تنمية القدرات والأدوات، وهو ما نحتاج إليه بين الفينة والفينة، فالاكتفاء بما نملكه لا يكفي بتاتا إذ أننا بأمس الحاجة إلى التحديث المستمر الذي يُبقينا على المسار الصحيح، والحق أن ما خرجت به من قاعة التدريب تلك قد زاد من رصيدي ولله الحمد، واليوم ومن خلال خطوة تطوعية تبدلت الأدوار فأصبحت المُدربة لزملاء العمل وذلك؛ بهدف تبادل الخبرات العملية وتقديم كل ما أملكه لمن يسعى إلى تطوير نفسه والارتقاء إلى أعلى المستويات، والحق أنه ما قد أكسبني الكثير كمقابل حصدته عن كل ما بذلته من جهود بفضل التبادل الذي تم بيننا ولله الحمد.

إن ما يهمني من كل ما سبق أيها الأحبة هو أن تصل كلماتي لكل من يكتفي بالبقاء حيث هو ووسط الكهف الذي كَيف كل ظروفه؛ لتتناسب مع كل ما قد تم توفيره من معطيات وسط الوسط الذي يعيش فيه دون أن يحرز أي تقدم يُذكر في حياته ويمكنه ومتى تمكن من الخروج منه، والسماح لذاته بالتعرف على ملامح عالمه من جديد من مد يد العون للآخرين، خاصة وأننا نعيش في دائرة يمتد فيها العطاء ويجدر به أن يتمسك بذاك الواجب دون أي تقصير.

وماذا بعد؟

هناك من يفضل التمسك بما يملكه فقط دون الحاجة؛ لتلبية نداء بوصلة التغيير، بحجة أنها حياته وهو المعني بمدخلاتها ومخرجاتها، وقد يكون على حق في نقطة واحدة وهي أنه (المعني بها)، ولكن ما لا حق له فيه هو أن يحسب أن الحياة له وحده وهو من يعيش وسط مجتمع قائم عليه وعلى سواه، مما يعني أن العطاء متبادل، فكما نعطي نأخذ أيضا؛ ولأننا نفعل فإن ما نأخذه يجدر به أن يكون بجودة ما نبادر بتقديمه، مما يعني أن التزام كل فرد منا بتطوير ذاته يسمح لنا بتقديم مخرجات عالية الجودة، وفي سبيل تحقيق ذلك لابد وأن نُعلم ونَتَعلم؛ لتدوم المعرفة، وتستمر عجلة العطاء في الدوران ودون توقف.

تعلم وعلم

نعم (تعلم وعلم) وكن تلك النسخة التي ستبقى حتى وإن رحلت.

من الأعماق

الخلافات تُربك حياتنا؛ لنركب بسببها على ظهر تعقيدات تبدأ ولا نية لها ببلوغ عتبة النهاية، ومع كل ذاك التوتر الذي ندركه نرتطم بالكثير ولربما منه ما يعني لنا ما هو أكثر من أن نتجاوزه دون أن يستوقفنا؛ لنفكر بحجم الضرر الذي وقع علينا وعليه ويجدر بنا مراجعة شريط ما مضى؛ للتحقق منه ومعرفة ما حدث من المقام الأول؛ لمعالجته وإصلاح ما يمكن إصلاحه، والحق أننا وحين نتم تلك المهمة ندرك أن بداية الخلافات قد كانت؛ بسبب سوء تفاهم وقع بين تلك الأطراف التي وقعت في فخ من غاب عنه ضميره وقرر تعمير حياته بتدمير حياة من حوله، ولهذا الأخير: تذكر أنك وكما تُدين تُدان، أما من تأثر وبأي شكل من الأشكال بما وقع عليه من أذى: تأكد أن حقك لن يضيع أبدا، وما هو لك سيعود إليك من جديد. وأخيرا: كن بخير؛ لأن الحياة تحتاج أمثالك فقط.

مساحة إعلانية