رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تلقيت دعوة كريمة من وزارة الداخلية للمشاركة في ملتقـى السـلامة المـرورية الذي انعقد يـوم 24/1/2012 بفندق شيراتون الدوحة، تحت عنوان "السلامة المرورية مسؤولية مشتركة". وقد نشرت جريدة "الشرق" تفاصيل اللقاء في عددها الصادر بتاريخ 26 يناير الماضي.
وكان للحضور الكبير في القاعة دلالة على الاهتمام والمسؤولية التي يرتجيها الجميع في إيجاد حلول جذرية للحد من الحوادث المرورية التي تشهدها طرقنا بشكل يومي. وقد تخلل اللقاء من خطابات ومداخلات من الحاضرين ولقاءات جانبية، بعض الأفكار والتساؤلات التي ارتجيت كتابتها هنا لتعميم الفائدة.
كما يدل عليه عنوان اللقاء، فالمسؤولية بالفعل مشتركة بين إدارات ومؤسسات الدولة كإدارة المرور بوزارة الداخلية وهندسة الطرق بالهيئة العامة للاشغال ووزارة البلدية ممثلة في الهيئة الوطنية للسلامة المرورية وهيئات وافراد المجتمع.
وبرأيي ان لدينا تقصيراً من الجميع في الحد من الحوادث والاستنزاف البشري للثروة الاغلى والاسمى، التي تتصدر خيارات الاستثمار الاستراتيجي التي نوه بها سمو أمير البلاد المفدى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
والطرفان "الحكومي والمواطنون" مقصران في واجباتهما تجاه المجتمع. فإدارة المرور مقصرة في فرض هيبتها على شوارعنا، وقد ادى ذلك الى بروز فئة في المجتمع تنظر بازدراء للآخرين وحقوقهم على الطرق. واصبحت وقاحتها في القيادة سمة سائدة هذه الايام.
تقود سيارتك على الطرق السريعة بالسرعة القصوى المسموح بها في الشارع وتفاجأ بسائق خلفك يلصق سيارته بسيارتك ويضيء مصابيح السيارة ويضغط على المنبه يريد ان يزيحك عن الطريق بدون ان يمنحك ثواني للتصرف الصحيح مروريا لإفساح المجال له ليتجاوزك، مع ان هناك صفاً من السيارات عن يمينك ورصيفاً بارتفاع متر عن يسارك. لا اعرف ماذا يتوقع منا هذا الوقح ان نفعل.. هل نصعد الرصيف ام نصدم السيارات الاخرى حتى يستطيع حضرته ان ينطلق بسرعة.
وآخر يرى السيارات تقف الواحدة خلف الاخرى بنظام والكل ينتظر دوره للمرور من التقاطع، وتفاجأ بمن يصعد الارصفة او يتخطى الآخرين ليزاحمك بمقدمة سيارته وهو ينظر اليك نظرة احتقار وازدراء وعينه تقول: انا أو يا ويلك!!
وشخص اوقف سيارته في الطريق امام احد المطاعم وتسبب بإغلاق احدى حارتي المرور انتظاراً لاستلام وجبة العشاء. ورغم تسببه في زحمة واختناق مروري وتنبيه الآخرين له ليتزحزح قليلاً لتمكين السيارات من المرور الا انه اعطى ظهره للجميع وكأنه يقف على ملك خاص به!!
وقاحة أخرى من بعض مرتادي المساجد لأداء الصلاة وبالأخص صلاة الجمعة، اذ يقوم البعض للاسف بإيقاف سياراتهم في الشوارع واحيانا يغلقونها بالكامل امام الآخرين. لا ادري ما هو رأي علماء الدين في هؤلاء؟ وهل تقبل صلاتهم وهم يناقضون حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذي يحث على إماطة الاذى عن الطريق وهم يؤذون الناس بإغلاقهم للطرق أو إيقاف سياراتهم خلف الآخرين خلال اوقات الصلوات!!
هذه مشاهدات شبه يومية لفئة اصبحت للأسف بوقاحتها واستهتارها بأنظمة المرور تسبب الكثير من الحوادث وتسيء لأفراد المجتمع بشكل خاص ولاسم قطر بشكل عام. فئة أمنت العقوبة فأساءت الادب. فئة تعرف ان رجال المرور في الطرق ممثلون في جهاز الرادار فقط. فئة استشرى داؤها فأصبحت بأفعالها مثال يحتذيه السائقون الآخرون.
نحن نحتاج من وزارة الداخلية ورجال المرور ان يفرضوا وجودهم في الطرق وبالاخص الطرق السريعة، وان يفرضوا هيبتهم المنتهكة من قبل القلة المستهترة بالانظمة وبسلوكيات احترام الدولة والناس. ما الذي يمنع قيام الشرطة بإيقاف المخالفين وإصدار المخالفات المرورية اسوة بما هو معمول به في امريكا والدول الاوروبية، وحتى يرى الآخرون ان الشرطة حاضرة وان المخالف سيتم ايقافه؟ لماذا لا نرى الشرطة تتجول بسيارات عادية لضبط المخالفين؟ وبهذه الطريقة سنجعل من تسول له نفسه التفكير 100 مرة قبل ان يقدم على مخالفة انظمة المرور. ففي نظره ستكون كل سيارة من الممكن ان تكون سيارة لشرطة المرور.
والهيئه الوطنية للسلامة المرورية مقصرة في عدم استجابتها بشكل سريع لوضع حلول مناسبة للحد من حوادث الطرق وبالاخص انشاء معابر للمشاة في المناطق ذات الكثافة المروريه وكأنهم ينتظرون وقوع ضحايا اولا. بعض شوارع الدولة قديمة ومتهالكة وتحتاج لإعادة تخطيط مروري نظراً لتغير الطبوغرافيا السكانية للمناطق. ونحن نحتاج لإجابات عن اسئلة من نوع: لماذا لا نبدأ تطبيق مفهوم الطرق ذات الاتجاة الواحد. لماذا تمنح الدولة ترخيصاً لبناء مجمعات تجارية وما حولها من طرق لا يتحمل سيارات بذات الكثافة التي يحتاجها المجمع التجاري.
وفي المقابل لدينا للاسف تقصير من افراد المجتمع (ما ذكرت اعلاه نماذج منها )، وهنا اخص الآباء في المقام الاول واستهتارهم بأرواح ابنائهم ونشأتهم الصحيحة. بعضهم للاسف يسمح لابنه بقيادة السيارات في سن مبكرة وبدون حصوله على رخصة قيادة وكأن قيادة السيارة أحد مستلزمات الرجولة المطلوبة اجتماعياً. وتجد ذلك الاب آخر من يعلم عن سلوكيات ابنه في الشوارع. فهو لا يعلم او يتجاهل العلم ان ابنه يتسكع في الشوارع بالنهار والليل. ففي النهار تجدهم في الاسواق التجارية جلوساً في المقاهي وفي الليل يتسكعون في الطرق. والادهى ان البعض لا يسأل عن ابنه اطلاقا وهو يعلم انه يسهر الليل بطوله ولا يعود الى البيت الا بعد ان يفطر في احد المطاعم المشهورة. ولا استطيع ان اخمن كيف يستطيع هذا المتسكع ان يستوعب شيئا في المدرسة وهو قد سهر الليل كله.
كنت مرة في زيارة الى احدى الدول الاوروبية واحتجت لشراء حاجة لي، فدخلت احد المجمعات التجارية بعد الساعة العاشرة صباحا، وخلال تجوالي رأيت اثنين من الشرطة يستجوبان ثلاثة شباب بشأن عدم وجودهم في مدارسهم. وحسب ما فهمته لاحقا ان القانون هناك يجيز للشرطة القبض على الطلاب اذا تخلفوا عن الالتحاق بمدارسهم لأسباب غير مقبولة. هل رأيتم كم عدد هؤلاء الطلبة يتسكعون في المجمعات التجاريه صباحاً؟!
ونأتي للطامة الكبرى، حين ترى الاب يحمل ابنه في احضانه وهو يقود السيارة، ولا يدري هذا الجاهل ان ابنه سيكون الضحية الاولى لو حدث حادث. فالمعلوم ان السيارة اذا تعرضت لحادث وهي تسير بسرعة ٦٠ كيلومترا بالساعة تدفع من بداخلها — اذا لم يربطوا الاحزمة — الى النافذة بقوة تحطم جمجمة الطفل والسائق وزجاج السيارة.
لدينا حقيقة نتفق عليها وهي مسلسل الوفيات شبه اليومية من جراء الحوادث المرورية ولدينا الاسباب التي ذكرتها إدارة المرور في مؤتمرها والمتمثلة في عدم الالتزام بالإرشادات المرورية، واستخدام الجوالات أثناء القيادة، وعدم ربط حزام الأمان وانشغال السائق بغير الطريق، وتجاوز السرعة المقررة. ولدينا الاسباب الاخرى التي ذكرناها والتي نرى ان علاجها سيقلل من نسبة الحوادث.
وعلينا جميعا ان نتكاتف ونعمل من أجل رفعة مستويات السلامة المرورية لدى الدولة من خلال نشر الوعي العام المروري والاخلاقي بين كافة شرائح المجتمع بهدف المحافظة على مقومات الدولة البشرية والاقتصادية.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
1947
| 24 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن عشر من ديسمبر، تتجدد في القلوب مشاعر الفخر والولاء والانتماء لدولة قطر، ونستحضر مسيرة وطنٍ بُني على القيم، والعدل، والإنسان، وكان ولا يزال نموذجًا في احتضان أبنائه جميعًا دون استثناء. فالولاء للوطن ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسة يومية ومسؤولية نغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر، ليكبروا وهم يشعرون بأن هذا الوطن لهم، وهم له. ويأتي الحديث عن أبنائنا من ذوي الإعاقة تأكيدًا على أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع القطري، لهم الحق الكامل في أن يعيشوا الهوية الوطنية ويفتخروا بانتمائهم، ويشاركوا في بناء وطنهم، كلٌ حسب قدراته وإمكاناته. فالوطن القوي هو الذي يؤمن بأن الاختلاف قوة، وأن التنوع ثراء، وأن الكرامة الإنسانية حق للجميع. إن تنمية الهوية الوطنية لدى الأبناء من ذوي الإعاقة تبدأ من الأسرة، حين نحدثهم عن الوطن بلغة بسيطة قريبة من قلوبهم، نعرّفهم بتاريخ قطر، برموزها، بقيمها، بعَلَمها، وبإنجازاتها، ونُشعرهم بأنهم شركاء في هذا المجد، لا متلقّين للرعاية فقط. فالكلمة الصادقة، والقدوة الحسنة، والاحتفال معهم بالمناسبات الوطنية، كلها أدوات تصنع الانتماء. كما تلعب المؤسسات التعليمية والمراكز المتخصصة دورًا محوريًا في تعزيز هذا الانتماء، من خلال أنشطة وطنية دامجة، ومناهج تراعي الفروق الفردية، وبرامج تُشعر الطفل من ذوي الإعاقة أنه حاضر، ومسموع، ومقدَّر. فالدمج الحقيقي لا يقتصر على الصفوف الدراسية، بل يمتد ليشمل الهوية، والمشاركة، والاحتفال بالوطن. ونحن في مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة نحرص على تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا من ذوي الإعاقة من خلال احتفال وطني كبير نجسّد فيه معاني الانتماء والولاء بصورة عملية وقريبة من قلوبهم. حيث نُشرك أبناءنا في أجواء اليوم الوطني عبر ارتداء الزي القطري التقليدي، وتزيين المكان بأعلام دولة قطر، وتوزيع الأعلام والهدايا التذكارية، بما يعزز شعور الفخر والاعتزاز بالوطن. كما نُحيي رقصة العرضة القطرية (الرزيف) بطريقة تتناسب مع قدرات الأطفال، ونُعرّفهم بالموروث الشعبي من خلال تقديم المأكولات الشعبية القطرية، إلى جانب تنظيم مسابقات وأنشطة وطنية تفاعلية تشجّع المشاركة، وتنمّي روح الانتماء بأسلوب مرح وبسيط. ومن خلال هذه الفعاليات، نؤكد لأبنائنا أن الوطن يعيش في تفاصيلهم اليومية، وأن الاحتفال به ليس مجرد مناسبة، بل شعور يُزرع في القلب ويترجم إلى سلوك وهوية راسخة. ولا يمكن إغفال دور المجتمع والإعلام في تقديم صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وإبراز نماذج ناجحة ومُلهمة منهم، مما يعزز شعورهم بالفخر بذواتهم وبوطنهم، ويكسر الصور النمطية، ويؤكد أن كل مواطن قادر على العطاء حين تتوفر له الفرصة. وفي اليوم الوطني المجيد، نؤكد أن الولاء للوطن مسؤولية مشتركة، وأن غرس الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا من ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وإنسانية. فهؤلاء الأبناء ليسوا على هامش الوطن، بل في قلبه، يحملون الحب ذاته، ويستحقون الفرص ذاتها، ويشاركون في مسيرته كلٌ بطريقته. حفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا، وجعلها دائمًا وطنًا يحتضن جميع أبنائه… لكل القدرات، ولكل القلوب التي تنبض بحب الوطن كل عام وقطر بخير دام عزّها، ودام مجدها، ودام قائدها وشعبها فخرًا للأمة.
1137
| 22 ديسمبر 2025
تستضيف المملكة المغربية نهائيات كأس الأمم الإفريقية في نسخة تحمل دلالات عديدة على المستويين التنظيمي والفني، حيث يؤكد المغرب مرة أخرى مدى قدرته على احتضان كبرى التظاهرات القارية، مستفيدًا من بنية تحتية متطورة وملاعب حديثة وجماهير شغوفة بكرة القدم الإفريقية. مع انطلاق الجولة الأولى للبطولة، حققت المنتخبات العربية حضورًا قويًا، إذ سجلت مصر والمغرب والجزائر وتونس انتصارات مهمة، مما يعكس طموحاتها الكبيرة ورغبتها الواضحة في المنافسة على اللقب منذ البداية. دخل منتخب المغرب، صاحب الأرض والجمهور، البطولة بثقة واضحة، معتمدًا على الاستقرار الفني وتجانس اللاعبين ذوي الخبرة. كان الفوز في المباراة الافتتاحية أكثر من مجرد ثلاث نقاط، بل رسالة قوية لبقية المنافسين بأن «أسود الأطلس» عازمون على استغلال عاملي الأرض والجمهور بأفضل صورة ممكنة. أما منتخب الفراعنة، صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب، فقد أظهر شخصية البطل المعتاد على البطولات الكبرى، وقد منح الانتصار الأول للفريق دفعة معنوية كبيرة، خاصة أن بدايات البطولات غالبًا ما تحدد الطريق نحو الأدوار المتقدمة. من جهته، أكد المنتخب الجزائري عودته القوية إلى الواجهة الإفريقية، بعد أداء اتسم بالانضباط التكتيكي والفعالية الهجومية. أعاد الفوز الأول الثقة للجماهير الجزائرية، وأثبت أن «محاربي الصحراء» يملكون الأدوات اللازمة للمنافسة بقوة على اللقب. ولم تكن تونس بعيدة عن هذا المشهد الإيجابي، حيث حقق «نسور قرطاج» فوزًا مهمًا يعكس تطور الأداء الجماعي والقدرة على التعامل مع ضغط المباريات الافتتاحية، مما يعزز حظوظهم في مواصلة المشوار بنجاح. كلمة أخيرة: شهدت الجولة الأولى من البطولة مواجهات كروية مثيرة بين كبار المنتخبات العربية والأفريقية على حد سواء. الأداء المتميز للفرق العربية يعكس طموحاتها الكبيرة، في حين أن تحديات المراحل القادمة ستكشف عن قدرة كل منتخب على الحفاظ على مستواه، واستغلال نقاط قوته لمواصلة المنافسة على اللقب، وسط أجواء جماهيرية مغربية حماسية تضيف مزيدًا من الإثارة لكل مباراة.
1065
| 26 ديسمبر 2025