رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جابر الحرمي

مساحة إعلانية

مقالات

383

جابر الحرمي

مهرجانان للصيف في دولة واحدة !

28 يونيو 2005 , 12:00ص

في أكثر من مرة تطرقت إلى غياب التنسيق بين عدد من الجهات والوزارات الحكومية بالدولة، وهذا للأسف واقع يعاش بين فترة وأخرى، ويسبب إرباكا للعمل بصورة كبيرة، إضافة إلى الهدر المالي، وضياع الجهد والوقت، في حين انه كان بالامكان تفادى ذلك بقليل من التنسيق فيما بين الجهات ذات العلاقة.

لن اذهب بعيدا، فقد أعلنت «كيوتل» عن إقامة مهرجان صيفي، وخصصت له ثلاثة ملايين ريال، ثم أعلنت الهيئة العامة للسياحة بعد ذلك عن نيتها إقامة مهرجان عجائب صيف قطر، بعد ان كانت جميع دول المنطقة قد أتمت كافة الاستعدادات لانطلاقة مهرجاناتها، وفي المقابل أعلنت مملكة علاء الدين عن برنامج للاحتفال خلال الصيف.

هذا التضارب بين هذه الجهات في اقامة مهرجان صيفي لاتتجاوز مدته في افضل الحالات شهرا واحدا، ما يعني؟.

ألم يكن بالامكان ايجاد قاعدة من التعاون والتنسيق فيما بين هذه الجهات، كيوتل والهيئة العامة للسياحة، علما ان الأولى سبقت في الاعلان عن نيتها اقامة المهرجان، فيما الثانية جاء اعلانها مؤخرا؟ الا يسبب مثل هذا التضارب في إقامة فعاليات تستهدف مجتمعا واحدا هدرا للأموال، وتضييعا للجهد والوقت؟ ألم يكن بالامكان العمل على توحيد الجهود لاظهار مثل هذا الحدث بصورة أكبر وأفضل، بهدف استقطاب الجمهور من الداخل والخارج، بدلاً من برامج هزيلة ومتناثرة تقام هنا وهناك؟.

للأسف الشديد ان التنسيق بين مؤسسات الدولة يفتقر إلى آلية عمل واضحة، فالجميع يلقي بتبعية أي تقصير على أطراف أخرى، ويبعد نفسه عن ذلك، فلو سألت اليوم كيوتل أو هيئة السياحة لألقى كل طرف غياب التنسيق على الطرف الآخر، واعتقد للحفاظ على "ماء الوجه" سيتم تلافي ذلك بعمل ترقيع مشترك للمهرجان حتى لا يقال إن هناك ازدواجية أو تضارباً في تنظيم وإقامة مهرجان صيفي بين مؤسسات الدولة.

هيئة السياحة طبعا ستعلن ان مسؤولية إقامة وتنظيم مثل هذه الفعاليات هي من مسؤوليتها، ولكن السؤال أين كانت الهيئة طوال الأشهر الماضية؟ ولماذا هذا الصمت المطبق دون الاعلان عن نيتها في تنظيم مهرجان صيفي هذا العام، على الرغم من الدعوات الكثيرة التي كانت تطالبها بضرورة الإفصاح عما كانت النية تتجه لإقامة ذلك، حتى يبرمج المواطنون والمقيمون اجازاتهم السنوية ورحلاتهم السنوية مع أطفالهم للخارج، ولكن لم نجد استجابة لذلك، بل ان دول الجوار اقتحمت علينا "بيتنا" وأعلنت عن برامجها عندنا، وقدمت عروضا مختلفة لاستقطاب السياح من داخل دولتنا، وهيئة السياحة "نائمة" عن ذلك، هذه حقيقة.

لم نجد اعدادا جيدا لمهرجان هذا الصيف، الذي اعتقد انه سيكون مجرد "اسم" فقط لما يسمى بمهرجان، لأنه بالفعل لا توجد أجندة واضحة للمهرجان، فضلا عن الترتيبات العملية التي تمت حتى هذه اللحظة.

لا اريد الحديث عن المهرجان وفعالياته، فهذا حديث ذو شجون، انما اليوم اتحدث عن غياب التنسيق بين هاتين المؤسستين، اللتين هما أصلا نموذج لما يحدث بين العديد من مؤسسات الدولة، فهل تشهد المرحلة المقبلة تصحيحا لهذه الاوضاع غير المقبولة؟.

نأمل ذلك.

مساحة إعلانية