رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جواهر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

941

جواهر آل ثاني

يا قريب كن فهيم!

28 يونيو 2022 , 01:00ص

"بالأمس كان الجو حارا جدا في قطر، الحرارة التي لا يكون بمقدورك التقاط أنفاسك بسببها. ذهبت في هذا الجو إلى مركز خدمات لأخلص معاملاتي، وانتظرت هناك لمدة ساعة، ليأتي دوري ويخبرني الموظف بأن أخلصها عند موظف آخر لأنها ليست من اختصاصه! راجعت بعد ذلك الموظف الآخر الذي دلني عليه الموظف الأول، ليخبرني بأن الموضوع ليس من اختصاصه كذلك، ولا يعرف اختصاص من! سألته: إذاً، من أراجع؟! فرد علي: اسأل الاستقبال!". سأتوقف عن سرد هذه القصة التي قد تكون واقعية جداً لدى الكثير، وسأسأل: ماذا لو تم ارسال هذا الموقف كمقطع صوتي في مجموعة العائلة على الواتساب؟ على الأرجح أن البعض لن يعيره أي اهتمام أو أنهم سيتفهمون الموقف لأنهم قد مروا به من قبل. ولكن ماذا لو تلفظ رجل أعمال أجنبي (غير قطري) بهذا الموقف في حسابه على سناب شات؟ الأكيد أن البعض سيركز على كل حرف وكلمة تم البوح بها لأنها انتقاد خرج من فم أجنبي لا قطري!.

هذه الموجة من عدم التسامح مع أي شيء يقوله أو يفعله الأجنبي، لا ترتفع اليوم في الخليج وحسب، بل في كل مكان حول العالم، وهي اليوم ترتفع أمتاراً طويلة مقارنة بالوضع قبل عشرين سنة مثلاً. وأسباب عدم التسامح تتعدد ولكن السبب الرئيس والأهم هو وجود الاختلافات بين المواطن والأجنبي، سواء أكان هذا الاختلاف في الجنسية أو اللون أو العرق أو المستوى المعيشي أو المعرفي أو العملي أو غيره. المهم هو أن السبب هو الاختلاف.

الانسان لا يتعارض مع انسان يشبهه في الأمور الأساسية بالنسبة إليه، ولكنه قد يتعارض مع انسان يختلف معه في هذه الأمور. والتعارض والاختلاف وحتى الخلاف وارد الحدوث بين الناس، فمن في هذا اليوم مثلاً بالتحديد لم يختلف مع شخص آخر في رأي واحد على الأقل؟! الحل لا يكون أبداً في الهجوم الشخصي ودعوات الطرد من البلد!.

الأجدى هو معرفة أن السبب الحقيقي وراء كل هذه العصبية هو الاختلاف، وأن العقلية المنتشرة هذه الأيام والمتمثلة في "نحن" و"هم" هي ما تجعل هذا "الاختلاف" شيئا لا يطاق. وهو في الواقع اختلاف كأي اختلاف آخر. بل إن الأمور المتشابهة بين الناس هي أكثر من الأمور المختلف فيها. كما قال الله تعالى في سورة البقرة: (كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ البَيِّناتُ بَغْيًا بَيْنَهم). (٢١٣).

ما دام "الغريب أديب"، في تعبيره عن مشاعره وأفكاره ونقده وبعيداً عن الرغبة في الإضرار بالوطن. لا يبقى إلا قبول اختلافه والابتعاد عن الحساسيات التي تهدم الأمم والأوطان.. ويا قريب كن فهيم!

 

اقرأ المزيد

alsharq قطر أول مــن يمنح ولا يمنع

(70 مليون طن من الركام والأنقاض وأكثر من 20,000 من القنابل التي لم تنفجر في قطاع غزة) ربما... اقرأ المزيد

66

| 19 أكتوبر 2025

alsharq ثورة المسيّرات: تحوّلات القوة في زمن الذكاء الاصطناعي

أعادت الطائرات المسيّرة رسم مشهد الحروب الحديثة، فلم تعد مجرد أدوات تقنية، بل أصبحت قوة بنيوية تغيّر موازين... اقرأ المزيد

42

| 19 أكتوبر 2025

alsharq التهدئة التي تسبق العاصفة

المرحلة الثانية من وقف الحرب لا تُشبه الهدوء، بل تشبه الصمت الذي يسبق الانفجار. هي مرحلة تتزيّن بالحديث... اقرأ المزيد

24

| 19 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية