رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. محمد صالح المسفر

مساحة إعلانية

مقالات

1134

د. محمد صالح المسفر

بركان سياسي أوروبي يثور ضد إسرائيل والعرب يتفرجون !

27 مايو 2025 , 02:00ص

تتسع دوائر الرفض العالمي لحرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وعلى وجه التحديد في قطاع غزة، إن سلطة الاحتلال الصهيوني تمارس كل أنواع الحروب على أهلنا في فلسطين، حرب مسلحة فتاكة بأسلحة أمريكية، حرب تجويع، حرب تعطيش، حرب الأمراض ونشر الأوبئة، حرب منع الدواء وتلويث البيئة، حرب إعلامية. إن إسرائيل تمارس حرب إبادة وليس حربا ضد حركة حماس أو حركة الجهاد الإسلامي إنها حرب شاملة بكل معنى الكلمة. هذه الحرب هي أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ نشأتها عام 1948م، هذه الحرب ليست ضد دولة وجيش نظامي وإنما ضد حركة وطنية فلسطينية تكافح من أجل استرداد حقوقها المشروعة وإقامة دولتها المستقلة على ترابها الوطني السليب.

(2)

شهادات إسرائيلية على ما يجري في غزة .. يقول غولان أولمرت رئيس وزراء إسرائيل الأسبق: «إن ما تفعله إسرائيل في غزة قريب جدا من جريمة الحرب»، طيار إسرائيلي سابق يونيتان شابيرا يقول «جيشنا منظمة إرهابية»، طبيب إسرائيلي سابو عاموس عمل في حرب غزة يقول «مهمتنا القضاء على الصراصير، أي سكان غزة»، حاخام يهودي يأمر بقتل الأطفال الفلسطينيين «طبقا لسفر التثنية الكتاب المقدس»، البروفيسور عاموس جولد برج أستاذ التاريخ في إسرائيل يقول «إن ما تقوم به إسرائيل في غزة هو عمل إبادة جماعية ولا يمكن الهروب من هذا الاستنتاج ويؤكد أن وتيرة القتل العشوائي والدمار والترحيل الجماعي والتهجير والتجويع والإعدامات والقضاء على المؤسسات الثقافية والدينية وتصفية النخب بمن في ذلك الصحفيون والتجريد الكاسح من إنسانيتهم إنما يخلق صورة شاملة للإبادة الجماعية وللسحق المتعمد والواعي للوجود الفلسطيني في غزة. إن غزة الفلسطينية كما يقول كمركّب جغرافي سياسي ثقافي إنساني لم تعد موجودة والنتيجة بلا شك إبادة جماعية». يائير غولان رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلي نائب رئيس الأركان الأسبق يقول «ما نراه اليوم في غزة مأساة غير عادية وعلينا أنها الحرب فورا، ويقول أيضا إن الدولة العاقلة لا تشن حربا على المدنيين ولا تقتل الأطفال كهواية ولا تنتهج سياسة التهجير».

نستنتج من هذا أن الحرب الإسرائيلية على غزة ليست دفاعا عن النفس وليست من أجل القضاء على المقاومة الإسلامية في غزة (حماس والجهاد الإسلامي) كما يتمنى بعض العرب وإنما هي إبادة جماعية بهدف التوسع وإبادة أي وجود للشعب الفلسطيني يمكن أن يطالب بحقوقه المشروعة في مستقبل الأيام.

(3)

غزة يسكنها أكثر من 2 مليون إنسان ليس كلهم حماس والجهاد الإسلامي والحرب على قطاع غزة ومن عليه من الكائنات الحية بشراً كانوا أو غير ذلك لا تفريق بينهم عند حكومة الاحتلال الصهيونية قتلت منهم إسرائيل أكثر من 70 ألف إنسان أعلن عن البعض والبعض الآخر في عداد المفقودين تحت أنقاض الدمار الشامل الذين لا يستطيع أحد الوصول إليهم وأكثر من 130 ألف جريح بعضهم في عداد الموتى لأنهم هياكل بشر من فرط الجوع والتعطيش والمرض، فهل يدرك العرب الميامين هول الجريمة التي ترتكبها إسرائيل على إخواننا وأهلنا في غزة ؟!

(4)

ثار في أوروبا وكندا وأمريكا اللاتينية بركان سياسي يكاد يغرق إسرائيل من شدة فورانه، سبع دول هي فرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا والأورغواي والمكسيك وكندا استدعت سفراء الكيان الصهيوني المعتمدين لديها لإبلاغهم احتجاج هذه الدول حكومات وشعوبا على ارتكاب إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة وعدواناً بشكل يومي على سكان الضفة الغربية الفلسطينية، كما أن تلك الدول احتجت على إسرائيل يوم الأربعاء الموافق 21 مايو 2025 على ما فعله الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية تجاه وفد دبلوماسي مكون من 35 دبلوماسيا يمثلون 30 دولة بإطلاق النار نحوهم إرهابا لهم من الاقتراب نحو الدمار الذي أحدثه الجيش هناك، لقد كان الوفد في زيارة تفقدية إلى محافظة جنين شمال الضفة الغربية للاطلاع على ما تفعله إسرائيل من دمار واعتقالات شملت أطفالا دون الحادية عشرة من أعمارهم.

إنه عدوان توسعي متجدد منذ 21 يناير عام 2025، العدوان الإسرائيلي شمل مدينة جنين ومحيطها وقرى مجاورة ومدينة طولكرم ومخيم اللاجئين فيها وكذلك مخيم نور شمس المجاور لقد أحدث الجيش الإسرائيلي في هذه المناطق دماراً في الممتلكات والبنية التحتية وتهجير أهلها كي لا يكون للجوء أثر من جراء العدوان الإسرائيلي علما أنه لا وجود يذكر لتنظيم حركة حماس أو الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية.

(5)

مسيرات شعبية احتجاجية في معظم دول العالم على الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، واحتجاجات رسمية قد تصل إلى مقاطعة إسرائيل وفرض عقوبات عليها وعواصم العرب صامتة بلا حراك باستثناء اليمن والأردن، لحد علمي دول في أمريكا اللاتينية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل وعواصم عربية ما برحت تعمل على تقوية علاقاتها معها، المجتمع الإسرائيلي ثائر ضد حكومته من أجل إيقاف الحرب. ويا للهول!! لتحركات محمود عباس المشبوهة يطالب بنزع سلاح المقاومة في غزة ومصادرة سلاح سكان مخيمات اللجوء في لبنان حتى لا تكون لهم قدرة للدفاع عن أنفسهم من أي عدوان تشنه إسرائيل عليهم في لبنان كما فعلوا في ثمانينيات القرن الماضي عندما جردت المخيمات من سلاحها حصلت مذبحة صبرا شاتيلا الشهيرة.

كلمة أخيرة: إذا تضامن القادة العرب مع القيادات الغربية والجبهة الداخلية في إسرائيل فلا جدال أن الحرب ستقف وستسقط حكومة اليمين الصهيوني المتطرف في تل أبيب فهل تدب النخوة العربية في عقول وقلوب أمتنا المنكوبة؟

مساحة إعلانية