رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. سلوى حامد الملا

[email protected]

@salwaalmulla

مساحة إعلانية

مقالات

411

د. سلوى حامد الملا

الخسران الأكبر

27 مارس 2025 , 02:00ص

المشاعر المصاحبة لما قبل الامتحانات والاختبارات وأثناءه شعور له رعب وخوف خاصة لأولئك الذين لم يستعدوا جيدا ولم يذاكروا طوال العام، وقبل الاختبار يجتهدون ويحاولون جاهدين لمن هم اصحاب همة وضمير بالاستعداد والدراسة لضمان تخطيهم المرحلة الدراسية بنجاح بعد اتخاذ الأسباب والتوكل على الله.. والراسب هو ذلك الذي ضيع العام دون جدية ودون اهتمام ودون دراسة وفهم، ودون محاولة واتخاذ الأسباب للمثابرة لتكفل لهم الوصول لنهاية العام والامتحانات بالنجاح والتفوق. ليكون هو الخاسر الأكبر لمشاعر الندم إن كان له ضمير حي يوقظه !هذا الحال للناس في رمضان (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ)، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر فيه ليلة خير مِن ألف شهر، شهر يكرمنا به الكريم لإعادة الحساب وتصحيح ما كان من ضعف وكسل وتخاذل في العبادات وبعد عن القرآن وذنوب ومعاصٍ اقترفها العباد، شهر رمضان شهر القرآن ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) السعادة الحقيقية بالإقبال على كتاب الله طوال العام وليس شهرا واحدا فقط، فالله سبحانه الرحمن الرحيم والقريب المجيب يخاطب أرواحنا وأنفسنا وعقولنا وقلوبنا في قراءة آياته التي مهما قرأناها ونظن إننا فهمنا معاني الآيات إلا أننا في كل مرة نقف عند آيات وكأننا نقرأها لأول مرة.. ونجد فيها السلوى ومخاطبة للروح وسكونها والطمأنينة والراحة وهدى في كتاب الله.. عندما يكتب الله للانسان عمرا وفرصة وزمنا وأوقاتا للعبادة والتقرب منه.. وتجد هناك من يضيع الشهر الفضيل وروحانياته وجمال لذة العبادة والدعاء وسائر الأعمال الصالحة في لهو وغفلة والشهر يسحب من بين أيدينا وأعمارنا في هذه السرعة.. لهو الخسران الأكبر.. عندما ينشغل الإنسان بالتزامات وأعمال ودراسة وهي في حد ذاتها عبادة، مما يؤثر على الطاعات وقراءة القرآن وتديره وختمه يشعر الإنسان بحزن وخوف أن يتسرب منه الشهر ولا يكون فيه كما السنوات السابفة.. فكيف بمن يضيع الشهر وهم دون سعي حقيقي لتعويض ما فاتهم من ساعات وأوقات!؟

أسلمت عاملة لدى إحدى القريبات قبل شهر رمضان وادركت هذا العام روحانية وجمال رمضان وهي مسلمة.. سألتها هل شعرتي بالفرق بهذه الايام وشهر رمضان ؟ قالت نعم فرق كبير وشعور جميل ومختلف.. وتشعر بهدوء وراحة. ليلة معدودة بل ساعات ويمضي الشهر مودعا تاركا نتائج الاجتهادات والطاعات وأثرها لما بعد شهر رمضان من فاز بالشهر سيستمر بالطاعات وقراءة القرآن. التقرب بالطاعات لله، ومن خسر بركة شهر رمضان إن كان له قلب وضمير سيدرك كم خسر ويسعى لتفويت ما فاته من أيام فضيلة.. لا تضيعوا هذا الشهر من قلوبكم وأرواحكم وتنزلقوا في لهو وغفلة، وسهر دون جدوى.. كمن يجري خلف سراب أو كمن يسكب ماء على تربة دون ثمار، أو كمن يسرف ماله هباء منثورا، وتبذير دون عائد.! نحن في نعمة عظيمة وفِي أوقات أعظم وفِي موسم حصاده وافر وأجره عظيم وكرم رب العباد في شهر رمضان كبير يفوق ما تتخيله العقول..

آخرة جرة قلم: لا تترك أيام شهر رمضان تنساب من بين أيدينا ولا يكون لها أثر ومكان وفرصة للتغيير في قلوبنا وأرواحنا.. وأفكارنا، لا نترك رمضان يقترب من نهايته ونكون منشغلين عنه وعن الهدايا العظيمة التي وعدنا الله سبحانه خلاله تضيع عنا منشغلين فيما لا جدوى ولا أجر ولا أثر ! أسال الله أن يجعلنا ممن شملتهم أيام الرحمة وأيام المغفرة وأيام العتق من النار وأدركنا او ستدرك ما تبقى من ليالي بركة ليلة القدر وكل أمر حكيم ما نزل فيها ويجعلنا من الفائزين..اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.

مساحة إعلانية