رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يكثر الحديث عن ظاهرة العنوسة وهناك حديث آخر عن تأخر سن الزواج وهذا ما نتناوله في هذه المقالة "تأخر الزواج للبنت ما دون سن العنوسة"، حيث يعتبر هذا الموضوع نسبيا ويرجع لاختلاف كل بلد، وسأتطرق الى أسباب تأخر الزواج للبنت بالإضافة إلى الحديث عن ترتيب الأولويات عند الفتيات ومدى تأثيره على تأخر سن الزواج، ولابد من الالتفات إلى الضغوط النفسية وغيرها الاجتماعية التي تواجه الفتاة.
ومن أسباب تأخر زواج الفتاة:
1- الدراسة: حيث هناك العديد من الفتيات يرغبن في القيام باستكمال تعليمهن لحصولهن على أعلى الدرجات وغيرها من الشهادات العليا.
2- السفر: يوجد الكثير من الفتيات يعشن في بلاد غير بلادهن بسبب أغراض عائلية أو غيرها من الأغراض الوظيفية وقد يكون سببا في تأخرها عن الزواج بسبب عدم التقاء الفتاة بالشخص المناسب.
3- انعدام التوافق مع المتقدمين للزواج منها: حيث عندما يتقدم الرجل إلى الفتاة لا تشعر بأي توافق سواء على المستوى الفكري أو النفسي أو العاطفي أو غيرهم الكثير. (عبدالفتاح، 2011م، ص242).
4- الخوف من الزواج: حيث تسيطر على الفتاة حالة هستيرية من الخوف وتمنعها من القيام بالارتباط والزواج.
5- أسباب اجتماعية: حيث يوجد بعض الفتيات يتأخرن عن الزواج بسبب المستوى الاجتماعي أو السمعة السيئة للعائلة.
ومن نتائج تأخر الزواج للفتاة:
أتضح في الكثير من المجتمعات الشرقية العربية أن يتم زواج الفتاة في سن مبكر وظهر ذلك في الخمسينات كان سن الزواج للبنت لا يتجاوز 14 عاما، وهناك الكثير من النتائج التي تحدث بسبب تأخر الزواج منها ما يلي:
• الضغط النفسي على الفتاة: تواجه الفتاة معاناة عند تأخر زواجها إلى ما دون سن العنوسة من خلال سماع كلام سيئ من قبل الأهل والأقارب ثم يقوموا بتهويل الأمر حتى يجعلوا ذلك أقرب للمشكلة المعقدة التي يتم إيقاف حياة الفتاة عليها.
• الأفكار المجتمعية السلبية: تدور هذه الأفكار في المجتمع المحيط بالفتاة، حيث ترتبط هذه الأفكار بالعديد من الصور النمطية التي يتم غرسها في عقول الكثير من الأفراد في المجتمع والتي تجعل حياة الفتاة مرتبطة بالزواج وبيت الزوج فقط.
• القلق بشأن موضوع الإنجاب: يعتبر الإنجاب له علاقة باستمرار الطمث عند المرأة وعند تأخر سن الزواج تصبح فرص الزواج قليلة وتواجه المرأة صعوبة وهذا يسبب لها هاجسا للعديد من الفتيات اللاتي لديهم رغبهم في الزواج وإنجاب أطفال.
ومن تأثيرات تأخر الزواج على الفتاة: تواجه الفتاة في العديد من مراحل حياتها المختلفة إلى الكثير من الضغوط الاجتماعية والنفسية، حيث يفرضها عليها المجتمع والمحيطون بها، ويحدث الكثير من المشكلات منها ما يلي:
1- حدوث تراجع الكفاءة والأداء بسبب تعرض الفتاة إلى التوتر النفسي الذي تعيشه البنت في حالة تأخر الزواج بسبب توجيه الآخرين كلاما سيئا اتجاهها.
2- تسيطر على الفتاة حالة من العزلة وتفضل دائما أن تبقى وحدها ولا تقوم بالتواصل مع الآخرين.
3- يحدث للفتاة تراجع في مستوى التحصيل الدراسي بسبب تعرضها إلى الكثير من الضغوط.
4- تدهور ثقة بعض الفتيات بأنفسهن وذلك يعود إلى كلام الناس عنهن وعن العديد من أسباب تأخر زواجهن وطريقة تفكير الناس اتجاههم.
5- تواجه اختلال في ترتيب أولويات البنت حيث مع تعرضها إلى الضغط النفسي تواجه صعوبة في استكمال الخطة التي رسمتها لسير حياتها.
الحلول لتأخر الزواج:
تعتبر مشكلة تأخر الزواج للفتاة مشكلة عند البعض وقد تكون مشكلة كبيرة لذلك يتم تقديم مجموعة من الحلول لكي يتم التعامل مع هذه الحالة:
1- ترك الأمر للنصيب وقدر الله عز وجل ولمشيئته وترتيبه لأنه يعلم أين تكمن المصلحة وأين يكون الخير.
2- الابتعاد عن التأثر بكلام الآخرين وأفكارهم وجميع آرائهم التي قد تكون جارحة في الكثير من الأوقات وتؤذي الفتاة على الناحية النفسية.
3- ضرورة منح الفتاة فرصة للمتقدمين للزواج منها وتقوم بالتعرف عليها وتحاول التقرب منه وفهم شخصيته وتقدير مدى التوافق الفكري بينها وبين الرجل.
4- القيام بالتفكير بهدوء وضرورة السعي بترتيب الأولويات الخاصة بها ويكون ذلك بناء على الظروف الأسرية والاجتماعية وغيرهم.
5- القيام باستشارة الطبيب النفسي إذا وصل هذا الموضوع لدرجة مزعجة قد تسبب للفتاة الأرق والقلق وعدم امتلاكها القدرة على التفكير وضبط النفس.
وفي نهاية المقالة أوضح أن الزواج اختيار للفتاة لأنها تمتلك الكثير من الأولويات وتقوم بترتيبها بما يتناسب معها، لذلك من الضروري على الآخرين ترك الفتيات لتحقيق رغبتهن وعدم إجبارهن على الزواج بدون الاستعداد له حتى لا يترتب على ذلك العديد من الآثار السلبية.
* طالبة بجامعة قطر
في مسيرة الحياة، تتسلل إلينا بعض الأرواح كأنها إشارات خفيّة من السماء، تحمل في حضورها سكينة تخفف عن... اقرأ المزيد
87
| 21 أكتوبر 2025
ما هذه الأخبار التي نقرأها كل يوم؟! أليس من المفترض أن يكون قرار وقف إطلاق النار ساريا منذ... اقرأ المزيد
57
| 21 أكتوبر 2025
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح توثيق كل كلمة وصورة سهلا وفي متناول اليد. وكل صواب وخطأ يمكن... اقرأ المزيد
39
| 21 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت الطائرات عن التحليق، وصمت هدير المدافع، لكن المدينة لم تنم. فمن تحت الركام خرج الناس كأنهم يوقظون الحياة التي خُيّل إلى العالم أنها ماتت. عادوا أفراداً وجماعات، يحملون المكان في قلوبهم قبل أن يحملوا أمتعتهم. رأى العالم مشهدًا لم يتوقعه: رجال يكنسون الغبار عن العتبات، نساء يغسلن الحجارة بماء بحر غزة، وأطفال يركضون بين الخراب يبحثون عن كرة ضائعة أو بين الركام عن كتاب لم يحترق بعد. خلال ساعات معدودة، تحول الخراب إلى حركة، والموت إلى عمل، والدمار إلى إرادة. كان المشهد إعجازًا إنسانيًا بكل المقاييس، كأن غزة بأسرها خرجت من القبر وقالت: «ها أنا عدتُ إلى الحياة». تجاوز عدد الشهداء ستين ألفًا، والجراح تزيد على مائة وأربعين ألفًا، والبيوت المدمرة بالآلاف، لكن من نجا لم ينتظر المعونات، ولم ينتظر أعذار من خذلوه وتخاذلوا عنه، ولم يرفع راية الاستسلام. عاد الناس إلى بقايا منازلهم يرممونها بأيديهم العارية، وكأن الحجارة تُقبّل أيديهم وتقول: أنتم الحجارة بصمودكم لا أنا. عادوا يزرعون في قلب الخراب بذور الأمل والحياة. ذلك الزحف نحو النهوض أدهش العالم، كما أذهله من قبل صمودهم تحت دمار شارك فيه العالم كله ضدهم. ما رآه الآخرون “عودة”، رآه أهل غزة انتصارًا واسترجاعًا للحق السليب. في اللغة العربية، التي تُحسن التفريق بين المعاني، الفوز غير النصر. الفوز هو النجاة، أن تخرج من النار سليم الروح وإن احترق الجسد، أن تُنقذ كرامتك ولو فقدت بيتك. أما الانتصار فهو الغلبة، أن تتفوق على خصمك وتفرض عليه إرادتك. الفوز خلاص للنفس، والانتصار قهر للعدو. وغزة، بميزان اللغة والحق، (فازت لأنها نجت، وانتصرت لأنها ثبتت). لم تملك الطائرات ولا الدبابات، ولا الإمدادات ولا التحالفات، بل لم تملك شيئًا البتة سوى الإيمان بأن الأرض لا تموت ما دام فيها قلب ينبض. فمن ترابها خُلِقوا، وهم الأرض، وهم الركام، وهم الحطام، وها هم عادوا كأمواج تتلاطم يسابقون الزمن لغد أفضل. غزة لم ترفع سلاحًا أقوى من الصبر، ولا راية أعلى من الأمل. قال الله تعالى: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ”. فانتصارها كان بالله فقط، لا بعتاد البشر. لقد خسر العدو كثيرًا مما ظنّه نصرًا. خسر صورته أمام العالم، فصار علم فلسطين ودبكة غزة يلفّان الأرض شرقًا وغربًا. صار كلُّ حر في العالم غزاويًّا؛ مهما اختلف لونه ودينه ومذهبه أو لغته. وصار لغزة جوازُ سفرٍ لا تصدره حكومة ولا سلطة، اسمه الانتصار. يحمله كل حر وشريف لايلزم حمله إذنٌ رسمي ولا طلبٌ دبلوماسي. أصبحت غزة موجودة تنبض في شوارع أشهر المدن، وفي أكبر الملاعب والمحافل، وفي اشهر المنصات الإعلامية تأثيرًا. خسر العدو قدرته على تبرير المشهد، وذهل من تبدل الأدوار وانقلاب الموازين التي خسرها عليها عقوداً من السردية وامولاً لا حد لها ؛ فالدفة لم تعد بيده، والسفينة يقودها أحرار العالم. وذلك نصر الله، حين يشاء أن ينصر، فلله جنود السماوات والأرض. أما غزة، ففازت لأنها عادت، والعود ذاته فوز. فازت لأن الصمود فيها أرغم السياسة، ولأن الناس فيها اختاروا البناء على البكاء، والعمل على العويل، والأمل على اليأس. والله إنه لمشهدُ نصر وفتح مبين. من فاز؟ ومن انتصر؟ والله إنهم فازوا حين لم يستسلموا، وانتصروا حين لم يخضعوا رغم خذلان العالم لهم، حُرموا حتى من الماء، فلم يهاجروا، أُريد تهجيرهم، فلم يغادروا، أُحرقت بيوتهم، فلم ينكسروا، حوصرت مقاومتهم، فلم يتراجعوا، أرادوا إسكاتهم، فلم يصمتوا. لم… ولم… ولم… إلى ما لا نهاية من الثبات والعزيمة. فهل ما زلت تسأل من فاز ومن انتصر؟
7023
| 14 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء. فالتعليم يمنح الإطار، بينما التدريب يملأ هذا الإطار بالحياة والفاعلية. في الجامعات تحديدًا، ما زال كثير من الطلاب يتخرجون وهم يحملون شهادات مليئة بالمعرفة النظرية، لكنهم يفتقدون إلى الأدوات التي تمكنهم من دخول سوق العمل بثقة. هنا تكمن الفجوة بين التعليم والتدريب. فبدلاً من أن يُترك الخريج يبحث عن برامج تدريبية بعد التخرج، من الأجدى أن يُغذّى التعليم الجامعي بجرعات تدريبية ممنهجة، وأن يُطرح مسار فرعي بعنوان «إعداد المدرب» ليخرّج طلابًا قادرين على التعلم وتدريب الآخرين معًا. تجارب ناجحة: - ألمانيا: اعتمدت نظام التعليم المزدوج، حيث يقضي الطالب جزءًا من وقته في الجامعة وجزءًا آخر في بيئة العمل والنتيجة سوق عمل كفؤ، ونسب بطالة في أدنى مستوياتها. - كوريا الجنوبية: فرضت التدريب الإلزامي المرتبط بالصناعة، فصار الخريج ملمًا بالنظرية والتطبيق معًا، وكانت النتيجة نهضة صناعية وتقنية عالمية. -كندا: طورت نموذج التعليم التعاوني (Co-op) الذي يدمج الطالب في بيئة العمل خلال سنوات دراسته. هذا أسهم في تخريج طلاب أصحاب خبرة عملية، ووفّر على الدولة تكاليف إعادة التأهيل بعد التخرج. انعكاسات التعليم بلا تدريب: 1. اقتصاديًا: غياب التدريب يزيد الإنفاق الحكومي على إعادة التأهيل. أما إدماج التدريب، فيسرّع اندماج الخريج في السوق ويضاعف الإنتاجية. 2. مهنيًا: الطالب المتدرب يتخرج بخبرة عملية وشبكة علاقات مهنية، ما يمنحه ثقة أكبر وفرصًا أوسع. 3. اجتماعيًا: حين يتقن الشباب المهارات العملية، تقل مستويات الإحباط، ويتحولون من باحثين عن وظيفة إلى صانعين للفرص. حلول عملية مقترحة لقطر: 1. دمج التدريب ضمن المناهج الجامعية: أن تُخصص كل جامعة قطرية 30% من الساعات الدراسية لتطبيقات عملية ميدانية بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص واعتماد التدريب كمتطلب تخرج إلزامي لا يقل عن 200 ساعة. 2. إنشاء مجلس وطني للتكامل بين التعليم والتدريب: يضم وزارتي التعليم والعمل وممثلي الجامعات والقطاع الخاص، ليضع سياسات تربط بين الاحتياج الفعلي في السوق ومخرجات التعليم. 3. تفعيل مراكز تدريب جامعية داخلية: تُدار بالشراكة مع مراكز تدريب وطنية، لتوفير بيئات تدريبية تحاكي الواقع العملي. 4. تحفيز القطاع الخاص على التدريب الميداني. منح حوافز ضريبية أو أولوية في المناقصات للشركات التي توفر فرص تدريب جامعي مستدامة. الخلاصة التعليم بلا تدريب يظل معرفة ناقصة، عاجزة عن حمل الأجيال نحو المستقبل. إنّ إدماج التدريب في التعليم الجامعي، وإيجاد تخصصات فرعية في إعداد المدربين، سيضاعف قيمة التعليم ويحوّله إلى أداة لإطلاق الطاقات لا لتخزين المعلومات. فحين يتحول كل متعلم إلى مُمارس، وكل خريج إلى مدرب، سنشهد تحولًا حقيقيًا في جودة رأس المال البشري في قطر، بما يواكب رؤيتها الوطنية ويقودها نحو تنمية مستدامة.
2856
| 16 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين لم يتقنوا الجلوس في أماكنهم. كم من مقعدٍ امتلأ جسدًا، وظلّ فارغًا فكرًا، وإحساسًا، وموقفًا. الكرسي لا يمنح الهيبة، بل من يجلس عليه هو من يمنح المكان معناه. المدرب… حين يغيب التأثير: المدرب الذي لا يملأ مقعده، هو من يكرّر المعلومات دون أن يُحدث تحولًا في العقول. يشرح بجمود، ويتحدث بثقة زائفة، ثم يغادر دون أن يترك بصمة. الحل أن يفهم أن التدريب رسالة لا مهنة، وأن حضوره يقاس بتغيير الفكر والسلوك بعده. وعندما يغيب هذا الإدراك، يتحول التدريب إلى ترفٍ ممل، ويفقد المجتمع طاقاته الواعدة التي تحتاج إلى من يشعل فيها شرارة الوعي. المدير… حين يغيب القرار: المدير الذي لا يملأ كرسيه، يهرب من المسؤولية بحجة المشورة، ويُغرق فريقه في اجتماعات لا تنتهي. الحل: أن يدرك أن القرار جزء من القيادة، وأن التردد يقتل الكفاءة. وعندما يغيب المدير الفاعل، تُصاب المؤسسة بالجمود، وتتحول بيئة العمل إلى طابور انتظار طويل بلا توجيه. القائد… حين يغيب الإلهام: القائد الذي لا يملك رؤية، لا يملك أتباعًا بل موظفين. الحل: أن يزرع في فريقه الإيمان لا الخوف، وأن يرى في كل فرد طاقة لا أداة. غياب القائد الملهم يعني غياب الاتجاه، فتضيع الجهود، ويضعف الولاء المؤسسي، ويختفي الشغف الذي يصنع التميز. المعلم… حين يغيب الوعي برسالته: المعلم الذي يجلس على كرسيه ليؤدي واجبًا، لا ليصنع إنسانًا، يفرغ التعليم من رسالته. الحل: أن يدرك أنه يربّي أجيالًا لا يلقّن دروسًا. وحين يغيب وعيه، يتخرّج طلاب يعرفون الحروف ويجهلون المعنى، فيُصاب المجتمع بسطحية الفكر وضعف الانتماء. الإعلامي… حين يغيب الضمير: الإعلامي الذي لا يملأ كرسيه بالمصداقية، يصبح أداة تضليل لا منبر وعي. الحل: أن يضع الحقيقة فوق المصلحة، وأن يدرك أن الكلمة مسؤولية. وعندما يغيب ضميره، يضيع وعي الجمهور، ويتحول الإعلام إلى سوقٍ للضجيج بدل أن يكون منارة للحق. الطبيب… حين يغيب الإحساس بالإنسان: الطبيب الذي يرى في المريض رقمًا لا روحًا، ملأ كرسيه علمًا وفرّغه إنسانية. الحل: أن يتذكر أن الطب ليس مهنة إنقاذ فقط، بل مهنة رحمة. وحين يغيب هذا البعد الإنساني، يفقد المريض الثقة، ويصبح الألم مضاعفًا، جسديًا ونفسيًا معًا. الحاكم أو القاضي… حين يغيب العدل: الحاكم أو القاضي الذي يغفل ضميره، يملأ الكرسي رهبة لا هيبة. الحل: أن يُحيي في قراراته ميزان العدالة قبل أي شيء. فحين يغيب العدل، ينهار الولاء الوطني، ويُصاب المجتمع بتآكل الثقة في مؤسساته. الزوج والزوجة… حين يغيب الوعي بالعلاقة: العلاقة التي تخلو من الإدراك والمسؤولية، هي كرسيان متقابلان لا روح بينهما. الحل: أن يفهما أن الزواج ليس عقداً اجتماعياً فحسب، بل رسالة إنسانية تبني مجتمعاً متماسكاً. وحين يغيب الوعي، يتفكك البيت، وينتج جيل لا يعرف معنى التوازن ولا الاحترام. خاتمة الكرسي ليس شرفًا، بل تكليف. وليس مكانًا يُحتل، بل مساحة تُملأ بالحكمة والإخلاص. فالمجتمعات لا تنهض بالكراسي الممتلئة بالأجساد، بل بالعقول والقلوب التي تعرف وزنها حين تجلس… وتعرف متى تنهض.
2436
| 20 أكتوبر 2025