رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
إن لم تخف على نفسك فنحن نخاف عليك.. إن لم تخش على حياتك فنحن أولى بأن نخشى عليها.. فليس أنت بالإنسان الذي نحب فراقه ولست بالشخصية التي إن غابت شمسها استعضنا بنور القمر وقلنا شيء يعوض شيئاً!.. ولكنك تمثل لنا كوناً بكامل قواه وفحواه من الأقمار والنجوم والشموس والكواكب والمجرات والنيازك والشهب والألسنة الملتهبة وكيف لا وأنت من نهتدي به بعد كتاب الله وسنة رسوله الكريم إلى طريق يسير معبد إلى الجنة بإذن الله.. وأقولها لك مرة ثانية وثالثة وألفاً إن لم تخف على نفسك فنحن نخاف عليك ومن لا يخشى على روحك الجليلة من أن يطولها ضرر ما، فابشر فلديك مليار ونصف مليار مسلم يخشون عليك من نسمة الهواء أن تجرح صفحة وجهك المنيرة، وأحمد الله إنني ضمن هذا الجيش الضخم الذي سيستل سيفه وسيستبسل للدفاع عنك دون أن يتردد ولو جزء من الثانية من الذود عنك والدفاع عن نعمة وجودك بيننا..ابشر يا سيدي الجليل إن لم تأتك الأجساد تزحف لنصرتك فإن الأرواح تسابق نفسها جنوداً لك فليس القذافي وأشباهه من الطواغيت من يستطيع أن يسلب روحك الطيبة من وسطنا وليس القذافي وأنصاف زبانيته المضللة من يقدر على أن يمس شعرة من رأسك الطيب ورب العالمين يحفك بنصرة من عنده ثم بالتفافنا حولك.. شيخنا القرضاوي ربما أكون من الآلاف الذين تتلمذوا على يديك ونهلوا من فكرك وبحر علمك لكني أعد نفسي — واسمح لي أن أعطي نفسي هذا التمييز — من أشد التلاميذ غيرة على أستاذهم وأكثر حباً له.. فوالله لو أتتني فرصة التعبير عن هذه الغيرة لكنت مرابطة أمام منزلك خشية أن يأمن العدو مسلكه صوبك فلست بالتي تأبه للخطر إن كانت من تهتم له قد يواجهه ولو باليسير اليسير منه فكيف إذا كان من تحيطه التهديدات وتتربص به المقل الحاقدة هو من على الأمة الإسلامية جمعاء أن توحد نصرتها ودفاعها عنه وهو أنت أطال الله في عمرك وجعلك شوكة لا تحيد في أعناق من حادوا عن الحق واجتنبوا طريقه.. وقد تابعت وبكل شغف ومحبة ونصرة واندفاع مواقفك التي سايرت ثورة الياسمين في تونس وثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر المحروسة والآن تقف كالجبل الصامد في ثورة السابع عشر من فبراير لشعب ليبيا الأبي أمام الطاغية القذافي الذي يبيد شعبه بدموية ووقاحة تدل على ان هذا الرجل يبدو فاقداً لعقله وانه ضحية لحبوب الهلوسة التي يتعاطاها ورغم ذلك فهو على رأس دولة عربية مسلمة تلقى اليوم ما لا تتحمله عين ترى ولا قلب يشعر وقد استمددت من موقفك ما يغذي قلمي للكتابة والتعبير عما يجول بخاطر فتاة مسلمة تملك من الإحساس تجاه شعوب هذه الدول ما يجعل من مقالاتها جريحة، السطور نازفة الحبر، وهل تملك التلميذة سوى أن تتعلم من معلمها ما تدين له بالفضل حين تبكي ألماً وتستنزف قلمها لعرض مأساتها المندمجة تلقائياً مع آلام التونسيين والمصريين والليبيين في ثورات كنت فيها أيها الشيخ الكريم رمحاً مغروساً في قلوب من ظنوا ان عالم الكراسي حي لا يموت. ولذا حق لك وواجب علينا أن تجد اليوم قيمتك بيننا حينما كثرت الدعوات الغاشمة لحجبك عن الشاشات الفضائية ومنعك من استباحة دماء هؤلاء ممن استباحوا البلاد والعباد وخصوصاً هذا المختل القذافي الذي استبحت دمه ودعوت وبكل شجاعة لقتله وجعلت كل ذلك في رقبتك حتى يوم الدين وأنا والله معك فلم أكن يوماً طالبة ثأر ولا طالبة دم من أحد لكنني أجد نفسي اليوم وأنا أشاهد شوارع ومستشفيات ليبيا وقد غدت أنهاراً من سيل الدماء البريئة التي يقصفها القذافي بطائراته الحربية وجثث الشهداء ينتشلها هؤلاء المختلون من أتباعه ويحرقونها لكي لا يعرف أحد هويتها أول المطالبين برأس هذا المعتوه وأن يبادر من الذين يستطيعون الاقتراب منه أن يفك ليبيا والعالم من شره وجبروته وغروره الذي فاق فرعون عتياً وظلماً وطوبى لمن يفعلها والله.. ولكن إن لم تخف على نفسك فأنا أخاف عليك وأخشى من يد غادرة تحاول أن تستل أظفارها المسمومة من الظلام وتنتشلك من بيننا ونحن في غمرة الحزن على ما يجري الآن في ليبيا العظيمة رغم انك القوي وهو الضعيف وأنت المؤمن وهو الضال العابد للكرسي والسلطة رغم مرور ما يزيد على أربعة عقود كان القذافي فيها المتسلط الظالم المعتدي الذي ولاه الله زعامة بلد غني بالثروات النفطية فطغى وفرق الأموال الطائلة عليه وعلى أبنائه الذين لا يختلفون عنه في الغرور والهلوسة والتكبر والجبروت وما أشد جهنم شوقاً لهم ولأمثالهم بإذن الله.. وعليه فإنني أعلنها وأرجو أن يشاركني غيري هذه الرغبة في أن توفر الدولة للشيخ القرضاوي الحماية الكافية التي تؤمن له حياته أينما شد رحاله أو وطئ بلداً وشرف مكاناً فهذه من مسؤولية من يحب هذا الرجل الفاضل الذي قضى عمره في خدمة الإسلام والمسلمين وعايش آلام هذه الأمة التي تمخر المصائب عباب سمائها المصيبة تلو الأخرى.. احموا شيخنا ودعونا نشارككم هذه المسؤولية التي سأتشرف بحملها لو أُتيحت لي الفرصة لذلك ولن أتأخر فلست بالفتاة العاصية ولا الناكرة لفضل الأب فكيف بهذا الرجل الكريم الفضيل الذي أشهد أنه أبي رغم اختلاف الأسماء وإنكار شهادة الميلاد لتوثيق هذه القرابة ولكني تلميذة صغيرة لا تملك سوى الاقتداء بمعلمها وما المعلم سوى أب حنون في النهاية.
فاصلة اخيرة:
يا أمتي، صبراً، فليلك كاد يسفر عن صباح
لابد للكابوس أن ينزاح عنا أو يزاح
والليل إن تشتد ظلمته نقول: الفجر لاح
صدقت يا أبي.
في منتدى الدوحة 2025 وسط حضور كبير تجاوز ستة آلاف شخص وفي التنوع في الجلسات الحوارية التي ناقشت... اقرأ المزيد
120
| 17 ديسمبر 2025
تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم
وصلت صباحا وكلي همة وتفكير من أين سوف أبدأ، فإذا بي أدخل المكتب وأجد مكتب زميلتي ليس على... اقرأ المزيد
111
| 17 ديسمبر 2025
قطر.. قصة وطن يتألّق في يومه الوطني
في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، تكون دولة قطر على موعدٍ مع ذاكرتها الوطنية، وتفتح صفحات... اقرأ المزيد
78
| 17 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2328
| 10 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
807
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل التطوير مجرد عنوان جميل يتكرر على الورق، لكنه لا يعيش على الأرض (غياب النضج المهني) لدى القيادات. وهذا الغياب لا يبقى وحيدًا؛ بل ينمو ويتحوّل تدريجيًا إلى ما يمكن وصفه بالتحوّذ المؤسسي، حالة تبتلع القرار، وتحدّ من المشاركة، وتقصي العقول التي يُفترض أن تقود التطوير. تبدأ القصة من نقطة صغيرة: مدير يطلب المقترحات، يجمع الآراء، يفتح الباب للنقاش… ثم يُغلقه فجأة. يُسلَّم له كل شيء، لكنه لا يعيد شيئًا، مقترحات لا يُرد عليها، أفكار لا تُناقش، وملاحظات تُسجَّل فقط لتكملة المشهد، لا لتطبيقها. هذا السلوك ليس مجرد إهمال، بل علامة واضحة على غياب النضج المهني في إدارة الحوار والمسؤولية. ومع الوقت، يصبح هذا النمط قاعدة: يُطلب من المختصين أن يقدموا رؤاهم، لكن دون أن يكونوا جزءًا من القرار. يُستدعون في مرحلة السماع، ويُستبعدون في مرحلة الفعل. ثم تتساءل القيادات لاحقًا: لماذا لا يتغير شيء؟ الجواب بسيط: التطوير لا يتحقق بقرارات تُصاغ في غرف مغلقة، بل بمنظومة تشاركية حقيقية. أحد أكثر المظاهر خطورة هو إصدار أنظمة تطوير بلا آلية تنفيذ، تظهر اللوائح كأحلام مشرقة، لكنها تُترك دون أدوات تطبيق، ودون تدريب، ودون خط سير واضح. تُلزم بها الجهات، لكن لا أحد يعرف “كيف”، ولا “من”، ولا “متى”. وهنا، يتحول النظام إلى حِمل إضافي بدل أن يكون حلاً تنظيميًا. في كثير من الحالات، تُنشر أنظمة جديدة، ثم يُترك فريق العمل ليخمن طريقة تطبيقها، وعندما يتعثر التطبيق، يُحمَّل المنفذون المسؤولية وتصاغ خطابات الإنذار. هذا المشهد لا يدل فقط على غياب النضج المهني، بل على عدم فهم عميق لطبيعة التطوير المؤسسي الحقيقي. ثم يأتي الوجه الأوضح للخلل: المركزية المفرطة، مركزية لا تُعلن، لكنها تُمارس بصمت. كل خطوة تحتاج موافقة عليا، كل فكرة يجب أن تُصفّى، وكل مقترح يمر عبر «فلترة» شخصية، لا منهجية. في هذا المناخ، يفقد الناس الرغبة في المبادرة، لأن المبادرة تصبح مخاطرة، لا قيمة. وهنا تتحول المركزية تدريجيًا إلى تحوّذ مؤسسي كامل. القرار محتكر. المبادرات محجوزة. المعرفة مقيّدة. والنظام الإداري يُدار بعقلية الاستحواذ، لا بعقلية التمكين. التحوّذ المؤسسي هو الفخ الذي تقع فيه الإدارات حين يغيب عنها النضج. يبدأ من عقلية مدير، ثم ينتقل إلى أسلوب إدارة، ثم يتحول إلى ثقافة صامتة في المؤسسة. والنتيجة؟ - تجميد للأفكار. - هروب للعقول. - فقدان للروح المهنية. - تطوير شكلي لا يترك أثرًا. أخطر ما في التحوّذ أنه يرتدي ثياب التنظيم والجودة واللوائح، بينما هو في جوهره خوف مؤسسي من المشاركة، ومن نجاح الآخرين، ومن توزيع الصلاحيات. القيادة غير الناضجة ترى الأفكار تهديدًا، وترى الكفاءات منافسة، وترى التغيير خطرًا، لذلك تفضّل أن تُبقي كل شيء في يدها حتى لو تعطلت المؤسسة بأكملها. القيادة الناضجة لا تعمل بهذه الطريقة. القيادة الناضجة تستنير بالعقول، لا تستبعدها. تسأل لتبني، لا لتجمّل المشهد. تُصدر القرار بعد فهم كامل لآلية تطبيقه. وتعرف أن التطوير المؤسسي الحقيقي لا يقوم على السيطرة، بل على الثقة، والتفويض، والوضوح، وبناء أنظمة تعيش بعد القائد لا معه فقط. ويبقى السؤال الذي يجب أن يُطرح بصراحة لا تخلو من الجرأة: هل ما نراه هو تطوير مؤسسي حقيقي… أم تحوّذ إداري مغطّى بشعارات التطوير؟ المؤسسات التي تريد أن ترتقي عليها أن تراجع النضج المهني لقياداتها قبل أن تراجع خططها، لأن الخطط يمكن تعديلها… لكن العقليات هي التي تُبقي المؤسسات في مكانها أو تنهض بها.
702
| 11 ديسمبر 2025