رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كنت أتصفح الإنترنت بعد حكايه (حرامي اريد) الذي أبلغني بأنني ربحت جائزة (اريد) للاختيار العشوائي، وطلب رقم حسابي، واسم البنك، والبطاقه الشخصيه ليحول لي مبلغ الجائزه 200 ألف ريال، ثم أكدت لي (اريد) الدوحه أنه نصاب يحاول السرقه من حسابي البنكي، عندما تجولت أقرأ وقفت عند ما قاله أحد مهندسي أمن المعلومات محذرا الناس، مطالبا بضرورة الحيطه والحذر بعدم الإفصاح عن أي معلومة تسهل للسارق عملية السطو على الحساب، ما يخيف أنه قال إن المعلومات خطر وصولها إلى أيدي المعنيين بالسرقه، وأن جميع البطاقات المصرفية قابلة للتزوير متى توافرت معلومات وبيانات عنها، خصوصا أن النظام فيها (Visa) ومطلوب الحذر عند تسجيل البطاقه للتسوق عن طريق الانترنت، وكذا يجب الابتعاد عن المواقع ذات مستوى الامان المنخفض، وأوصى بعدم الاحتفاظ بالمبالغ في الحساب المصرفي الذي يتبع عمليات بطاقات السحب الالكترونيه، واذا كان لا بد يفضل الاحتفاظ بمبلغ بسيط وليس ضخما، اما المبالغ الكبيره فيتم الاحتفاظ بها في حساب مغلق تجاه العمليات المصرفية، ويفضل عدم استخدام تطبيقات البنوك على الهواتف الذكية. بالصدفة البحتة قرأت في الشرق منذ ايام موضوعا عن الجرائم الالكترونية المتدوالة في المحاكم، والذي اهتم به كثيرون وتناقلوه مستفسرين عن نقاط كثيره أهمها سؤال يقول ما العمل؟ وأتصور أن لا أحد يستطيع وضع فلوسه تحت البلاطة في البيت لتسهيل سرقتها، خاصة من الخدم والـ"بوي فرند" التابع لهم كما حدث قبلا، الناس تذهب الى البنوك طلبا للأمان، ومع ذلك قرأت عن تجارب العشرات في دولة شقيقة الذين تم اختراق حساباتهم واخذ بياناتهم والتسوق بدلا منهم بمبالغ مختلفة، ومنهم من (استعوض ربنا) ومنهم من توجه للادعاء العام لرفع دعوى ضد البنك لاسترداد ما حوسب عليه زورا!
نقطه ثانيه..معروف للعملاء ان من واجب البنك توفير الحمايه للحسابات الموجوده عنده أمانه، هذا قانونيا من مهام البنك، فاذا لم يكن قادرا على الحمايه فلماذا البطاقه قابله للتعامل دوليا؟ نقطه ثالثه..أكد لي مهندس فني ان بطاقات الفيزا المربوطه مع حساب الراتب غير آمنة، وذلك لسهولة نسخ شريط الذاكرة الموجود خلف البطاقة بسهولة تامة باستخدام اجهزة لقراءة البطاقات، ومن ثم تحويلها الى بطاقة اخرى واستخدامها. قرأت ايضا ان (الحرامية) يضعون على ماكينات السحب كاميرا دقيقة جدا تلتقط كل البيانات ليكون بحوزتهم صيد ثمين يستطيعون سرقته.
انا مذهولة من حجم التطور الفني الرهيب الذي يتبعه السارق للحصول على المعلومات والبيانات التي تلزمه، ثم اذا كان فقدان الفيزا مثلا تؤهل اي حرامي للتسوق بدلا من صاحبها اليس ممكنا ان يكون هناك رقما سريا لكل عمليه شراء؟ انا لا أدري!! تفشت حكاية (عايزين نحدث البيانات) باتصالات هاتفيه مع العملاء يطلب فيها المتصل كل بيانات العميل بدعوى الاستحداث والحقيقه ان المطلوب بيانات سرقة العميل، والتي قدمها للمتصل بنفسه! مره ثانية ثابت ان السرقة تتم بنسخة من بطاقة العميل، كيف يتم ذلك؟ كيف يحمي الناس حساباتهم، هل البنك مسؤول مسؤولية كاملة اذا اخترق (الهاكرز) نظامهم وسرقوا اموال الناس؟ وبعدما سمعت ان (حرامي) في امريكا سرق من حساب عميل في الخليج لا بد اسأل هل نحن قادرون فعلا على صد هجمات السطو وفنونه؟ ياريت نسمع مختص يفهمنا، يشرح لنا، ويطمئننا، ويعلمنا كيف تحمي البنوك حساباتنا من الذكاء الشرير الذي يتمتع به السادة اللصوص.
• طبقات فوق الهمس
• يقول البحتري في كلام جميل:
يخونك ذوو القربى مراراً وربما...وفا لك عند العهد من لا تناسبه
ولا خير في قربى لغيرك نفعُها...ولا في صديق لا تزال تعاتبه
وحسب الفتى من نصحه ووفائه...تمنيه أن يُؤذى ويسلم صاحبُه
• يبتلي الله العبد بأحب الناس إليه ليريه أن الناس تتخلى عمن أحبت، والله لا يترك من أحب.
• مندهشة، لماذا لا ينتابنا الخوف والهلع ونحن نقرأ في أكثر من سوره آية تقول: (وإن أكثر الناس لفاسقون)؟ ألهذه الدرجة واثقون نحن من أننا سنجتاز الصراط آمنين، وإلى جنة الخلد (على طول داخلين)؟ شخصيا مش عارفه.
• إذا رأيت سوءا، أو قابلت غدرا ممن وفيت وأخلصت لهم لم تتوقعه، أدعوك لأن تهدأ لأنك ستجد تفسيرا لغدرهم في آيه تقول: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا).
• كلام بالبلدي (صاحبي بيني وبينه أدبحه...وبين الناس عمري ما أفضحه).
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست مجرد مهارة إضافية، بل ضرورة تمس حياة كل فرد وإذا كان العالم بأسره يتجه نحو تنويع اقتصادي يخفف من الاعتماد على مصدر واحد للدخل، فإن قطر – بما تمتلكه من رؤية استراتيجية – تدرك أن الاستدامة الاقتصادية تبدأ من المدارس القطرية ومن وعي الطلاب القطريين. هنا، يتحول التعليم من أداة محلية إلى بوابة عالمية، ويصبح الوعي المالي وسيلة لإلغاء الحدود الفكرية وبناء أجيال قادرة على محاكاة العالم لا الاكتفاء بالمحلية. التعليم المالي كاستثمار في الاستدامة الاقتصادية القطرية: عندما يتعلم الطالب القطري إدارة أمواله، فهو لا يضمن استقراره الشخصي فقط، بل يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. فالوعي المالي يساهم في تقليل الديون وزيادة الادخار والاستثمار. لذا فإن إدماج هذا التعليم يجعل من الطالب القطري مواطنا عالمي التفكير، مشاركا في الاقتصاد العالمي وقادرا على دعم قطر لتنويع الاقتصاد. كيف يمكن دمج الثقافة المالية في المناهج القطرية؟ لكي لا يبقى الوعي المالي مجرد شعار، يجب أن يكون إدماجه في التعليم واقعًا ملموسًا ومحاكيًا للعالمية ومن المقترحات: للمدارس القطرية: • حصص مبسطة تدرّب الطلاب على إدارة المصروف الشخصي والميزانية الصغيرة. • محاكاة «المتجر الافتراضي القطري» أو «المحفظة الاستثمارية المدرسية». للجامعات القطرية: • مقررات إلزامية في «الإدارة المالية الشخصية» و»مبادئ الاستثمار». • منصات محاكاة للتداول بالأسهم والعملات الافتراضية، تجعل الطالب يعيش تجربة عالمية من داخل قاعة قطرية. • مسابقات ريادة الأعمال التي تدمج بين الفكر الاقتصادي والابتكار، وتبني «وعيًا قطريًا عالميًا» في آن واحد. من التجارب الدولية الملهمة: - تجربة الولايات المتحدة الأمريكية: تطبيق إلزامي للتعليم المالي في بعض الولايات أدى إلى انخفاض الديون الطلابية بنسبة 15%. تجربة سنغافورة: دمجت الوعي المالي منذ الابتدائية عبر مناهج عملية تحاكي الأسواق المصغرة - تجربة المملكة المتحدة: إدراج التربية المالية إلزاميًا في الثانوية منذ 2014، ورفع مستوى إدارة الميزانيات الشخصية للطلاب بنسبة 60%. تجربة استراليا من خلال مبادرة (MONEY SMART) حسنت وعي الطلاب المالي بنسبة 35%. هذه النماذج تبيّن أن قطر قادرة على أن تكون رائدة عربيًا إذا نقلت التجارب العالمية إلى المدارس القطرية وصياغتها بما يناسب الوعي القطري المرتبط بهوية عالمية. ختاما.. المعرفة المالية في المناهج القطرية ليست مجرد خطوة تعليمية، بل خيار استراتيجي يفتح أبواب الاستدامة الاقتصادية ويصنع وعيًا مجتمعيًا يتجاوز حدود الجغرافيا، قطر اليوم تملك فرصة لتقود المنطقة في هذا المجال عبر تعليم مالي حديث، يحاكي التجارب العالمية، ويجعل من الطالب القطري أنموذجًا لمواطن عالمي التفكير، محلي الجذور، عالمي الأفق فالعالمية تبدأ من إلغاء الحدود الفكرية، ومن إدراك أن التعليم ليس فقط للحاضر، بل لصناعة مستقبل اقتصادي مستدام.
2259
| 22 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مشهدا سياسيا قلب المعادلات، الكلمة التي ألقاها سموه لم تكن خطابًا بروتوكوليًا يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة المكدّس، بل كانت كمن يفتح نافذة في قاعة خانقة. قطر لم تطرح نفسها كقوة تبحث عن مكان على الخريطة؛ بل كصوت يذكّر العالم أن الصِغَر في المساحة لا يعني الصِغَر في التأثير. في لحظة، تحوّل المنبر الأممي من مجرد منصة للوعود المكررة والخطابات المعلبة إلى ساحة مواجهة ناعمة: كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضعتهم في قفص الاتهام دون أن تمنحهم شرف ذكر أسمائهم. يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها.. اللغة العربية تعرف قوة الضمير، خصوصًا الضمير المستتر الذي لا يُذكر لفظًا لكنه يُفهم معنى. في خطاب الأمير الضمير هنا مستتر كالذي يختبئ خلف الأحداث، يحرّكها في الخفاء، لكنه لا يجرؤ على الظهور علنًا. استخدام هذا الأسلوب لم يكن محض صدفة لغوية، بل ذكاء سياسي وبلاغي رفيع ؛ إذ جعل كل مستمع يربط الجملة مباشرة بالفاعل الحقيقي في ذهنه من دون أن يحتاج إلى تسميته. ذكاء سياسي ولغوي في آن واحد».... هذا الاستخدام ليس صدفة لغوية، بل استراتيجية بلاغية. في الخطاب السياسي، التسمية المباشرة قد تفتح باب الردّ والجدل، بينما ضمير الغائب يُربك الخصم أكثر لأنه يجعله يتساءل: هل يقصدني وحدي؟ أم يقصد غيري معي؟ إنّه كالسهم الذي ينطلق في القاعة فيصيب أكثر من صدر. محكمة علنية بلا أسماء: لقد حول الأمير خطابًا قصيرًا إلى محكمة علنية بلا أسماء، لكنها محكمة يعرف الجميع من هم المتهمون فيها. وهنا تتجلى العبارة الأبلغ، أن الضمير المستتر في النص كان أبلغ حضورًا من أي تصريح مباشر. العالم في مرآة قطر: في النهاية، لم يكن ضمير المستتر في خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله - مجرد أداة لغوية؛ بل كان سلاحًا سياسيًا صامتًا، أشد وقعًا من الضجيج. لقد أجبر العالم على أن يرى نفسه في مرآة قطر. وما بين الغياب والحضور، تجلت الحقيقة أن القيمة تُقاس بجرأة الموقف لا باتساع الأرض، وأن الكلمة حين تُصاغ بذكاء قادرة على أن تهز أركان السياسات الدولية كما تعجز عنها جيوش كاملة. فالمخاطَب يكتشف أن المرآة وُضعت أمامه من دون أن يُذكر اسمه. تلك هي براعة السياسة: أن تُدين خصمك من دون أن تمنحه شرف الذكر.
2001
| 25 سبتمبر 2025
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على كتفه صندوقًا ثقيلًا ويعرض بضاعة لا تشبه أي سوق عرفته من قبل. لا يصرخ مثل الباعة العاديين ولا يمد يده نحوك، لكنه يعرف أنك لن تستطيع مقاومته. في طفولتك كان يأتيك خفيفًا، كأنه يوزّع الهدايا مجانًا. يمد يده فتتساقط منها ضحكات بريئة وخطوات صغيرة ودهشة أول مرة ترى المطر. لم تكن تسأله عن السعر، لأنك لم تكن تفهم معنى الثمن. وحين كبُرت، صار أكثر استعجالًا. يقف للحظة عابرة ويفتح صندوقه فتلمع أمامك بضاعة براقة: أحلام متوهجة وصداقات جديدة وطرق كثيرة لا تنتهي. يغمرك بالخيارات حتى تنشغل بجمعها، ولا تنتبه أنه اختفى قبل أن تسأله: كم ستدوم؟ بعد ذلك، يعود إليك بهدوء، كأنه شيخ حكيم يعرف سرّك. يعرض ما لم يخطر لك أن يُباع: خسارات ودروس وحنين. يضع أمامك مرآة صغيرة، تكتشف فيها وجهًا أنهكته الأيام. عندها تدرك أن كل ما أخذته منه في السابق لم يكن بلا مقابل، وأنك دفعت ثمنه من روحك دون أن تدري. والأدهى من ذلك، أنه لا يقبل الاسترجاع. لا تستطيع أن تعيد له طفولتك ولا أن تسترد شغفك الأول. كل ما تملكه منه يصبح ملكك إلى الأبد، حتى الندم. الغريب أنه لا يظلم أحدًا. يقف عند أبواب الجميع ويعرض بضاعته نفسها على كل العابرين. لكننا نحن من نتفاوت: واحد يشتري بتهور وآخر يضيّع اللحظة في التفكير وثالث يتجاهله فيفاجأ أن السوق قد انفض. وفي النهاية، يطوي بضاعته ويمضي كما جاء، بلا وداع وبلا عودة. يتركك تتفقد ما اشتريته منه طوال الطريق، ضحكة عبرت سريعًا وحبًا ترك ندبة وحنينًا يثقل صدرك وحكاية لم تكتمل. تمشي في أثره، تفتش بين الزوايا عن أثر قدميه، لكنك لا تجد سوى تقاويم تتساقط كالأوراق اليابسة، وساعات صامتة تذكرك بأن البائع الذي غادرك لا يعود أبدًا، تمسح العرق عن جبينك وتدرك متأخرًا أنك لم تكن تتعامل مع بائع عادي، بل مع الزمن نفسه وهو يتجول في حياتك ويبيعك أيامك قطعةً قطعة حتى لا يتبقى في صندوقه سوى النهاية.
1512
| 26 سبتمبر 2025