رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جمعان عبدالله السعدي

مساحة إعلانية

مقالات

781

جمعان عبدالله السعدي

أخي ناصر و"حبات مسبحتي"

26 مايو 2014 , 03:02ص

قال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ)، و( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) و(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) وغيرها الكثير من الآيات في القرآن الكريم التي "تحدثت" عن الموت، إنها الحقيقة التي يؤمن بها المسلمون والمؤمنون، وهى قدر من أقدار الله سبحانه وتعالى، وجميع البشر يوقنون أنه ميت لا محالة، وأنهم سيرحلون عن الحياة في يوم من الأيام، إنه الموت الذي يخشاه الجميع، "خاشعين" ومهملين في حق أنفسهم، إنه الموت "قاهر" البشر بإرادة الله سبحانه وتعالى الذي قدره علينا جميعاً، إنها الحقيقة التي "يفترض" علينا أن نستعد لها وسط مشاغل الدنيا التي تلهينا بملذاتها عن حياة الآخرة، إنها الحقيقة التي يواجهها في كل يوم "عزيز علينا"، والد أو والدة، أخ أو أخت، قريب أو صديق أو زميل، إنها الحياة الفانية التي وإن طالت تنتهي بالموت "حاصد الأرواح".

برغم حقيقة الموت وإيماننا والحمد لله بقدر الله سبحانه وتعالى، إلا أن آلام الفراق تعتصر الضلوع، وتدمي القلوب، وتدمع العيون، وبرغم مواجهتنا للكثير من حالات فراق أعز الأحباب في الحياة، وأشخاص كانوا يمثلون بالنسبة إلينا "أغلى البشر" على قلوبنا، وما زالوا بعد الفراق يمثلون إلينا "كنزا" فقدناه، لكن ما يخفف علينا هو أنهم أصبحوا في دار الحق، نسأل الله لموتانا وموتى المسلمين "الجنة" ولكل من فقد غالياً الصبر والسلوان، برغم حقيقة الموت وإيمانا بقدر الله سبحانه وتعالى، ومعايشتنا لحالات فراق أخذ فيها الموت منا المخلصين من الأقارب والأصدقاء والجيران والأحباب والأزواج، برغم كل هذا إلا أن لكل ميتة طعمها الخاص وتمثل تساقطا "جديدا" لإحدى حبات المسبحة النادرة التي تجمع أفراد العائلة الواحدة.

قبل أسبوع فقدت إحدى حبات مسبحتي "النادرة" التي لا يمكن تعويضها ولو بكنوز الدنيا "إن ملكتها"، فقدت شقيقي "ناصر بن جمعان السعدي" رحمة الله عليه هو وموتانا وموتى المسلمين، فقدت أخي الغالي الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في لندن، فقدت أخي الذي أخذه الموت وهو قدر الله الذي نحمده سبحانه وتعالى عليه، فقدت وإخواني "الرائحة الذكية المخلصة"، فقدت أخي وأحمد الله أن عوضني بآخرين "أطال الله في أعمارهم"، وأسكن أخي "ناصر" وأخي سالم ووالديّ وجميع موتانا وموتى المسلمين "الجنة"، وبرغم أن وفاة أخي ليست المرة الأولى التي افقد فيها غالياً يمثل "حبة" من حبات مسبحتي "النادرة"، إلا أن لكل ميتة طعمها الخاص، تتشارك جميعها في طعم "المرارة والحزن" لفراق أغلى الأحباب، في كل مرة تتساقط فيها حبة جديدة من حبات مسبحتي "أحزن وأبكي" على فراق أحبتي، وأجلس أذكر نفسي بالحقيقة التي نعلمها جميعاً وهي "الموت"، أذكر نفسي بأن جميعنا سيسكن القبور بعد القصور، أذكر نفسي بأن القبر هو بداية الحياة الأبدية وليست الحياة الفانية، وأطلب من الله لموتانا وموتى المسلمين أن تكون بداية هذه الحياة الجديدة عليهم "سعيدة"، ولكي تكون سعيدة علينا "أذكر نفسي وإياكم" أن "فراق الموت" له مرارته وآلامه التي تصيبنا جميعاً، إلا أنها يجب أن تكون "تذكرة" لنا، لا تقتصر هذه التذكرة على أوقات وجودنا في المدافن أو في العزاء، ولنذكر أنفسنا دوماً أن دورنا آتٍ لا محالة، نسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة، وأسال الله لي ولأخواني وأبناء أخي "ناصر" المهندس بدر وأخيه حمد الصبر والسلوان، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يسكنه "فسيح جناته" ويجعل قبره روضة من رياض الجنة هو وموتى المسلمين، الله يرحمك يا "شقيقي الغالي"، ونسأل الله أن يمنحنا "القدرة" على العمل الصالح، وأن يجعل مثوانا وموتانا وموتى المسلمين "الجنة" برحمته سبحانه وتعالى، وأخيراً أشكر كل من وآسانا في وفاة أخي "ناصر بن جمعان السعدي" من مسؤولين ومواطنين ومقيمين، سائلين الله أن يجعله في ميزان حسناتهم، والله من وراء القصد.

مساحة إعلانية