رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منى الجهني

[email protected] 

مساحة إعلانية

مقالات

246

منى الجهني

سوريا.. الناجون من جحيم الموت

25 ديسمبر 2024 , 02:00ص

«نحن الذين نجونا لا نطلب الشفقة، بل العدالة لمن لم يستطيعوا الخروج» هكذا عبر أحد الناجين السوريين في مقابلته القصيرة في أحد الشوارع في دمشق في كلمته لإحدى القنوات الإخبارية عندما وجه له السؤال عن رأيه بعد سقوط نظام بشار الأسد وهروبه.

الذي واصل بشار الابن سياسة القمع الممنهج ضد السوريين خلفا لأبيه، ضد الشعب السوري، الذي لم يفرق بين صغير أو كبير، فالمحامي والطبيب والعامل والفنان الجميع في معتقلات منها تحت الأرض.

هناك قواسم مشتركة لدى كل من غادر سجون الاعتقال عندما شرعت الأبواب لم يكونوا سوى أرقام تسلسلية تستبدل فيها أسماء خلفها والكثير كان الإخفاء قسريا يمتد لعقود، فمن حرر منهم اليوم لم يعد يتذكر أي شيء من حياته عدا نظرات تائهة تعبر عن الرعب الذي عاشه.

لقد كان الصمت الدولي عاملا مساعدا في استمرار المأساة حتى غدت مدن سوريا وكأنها مدن للموت. وهذا الصمت العالمي قد ساعد في استمرار النظام بسياسة القمع بعنف بالإضافة إلى المقابر الجماعية بدعم من حلفاء النظام.

هي كارثة إنسانية كبرى، ولم يحرك مجلس الأمن ساكنا أمام فظائع الإبادة والإعدامات الجماعية ولم يتخذ أي إجراء لتحقيق العدالة الدولية في سوريا.

الناجون من الموت والألم يتحدثون عن مقابر للأحياء، عن ظلم، عن معاناة مستمرة تفوق الوصف. فالموت غدا أمرا عاديا لدى المعتقلين فمن يموت تحت التعذيب قد يرمى بينهم، وتعيش الجثث بينهم، دون اكتراث.

السؤال الذي يطرح نفسه هل سيفلت بشار الأسد وأعوانه من العقاب أم سيوفر لهم الغطاء والدعم القانوني للإفلات من محاكمة الشعب السوري؟

وبالرغم من حجم الجرائم المرتكبة التي كان من آثارها تدمير وتفكيك الشعب السوري كانت الكثير من المحاولات لإيصال استغاثات الشعب السوري للعالم عن طريق الاحتجاجات تارة ونشر جرائم النظام عبر وسائل الإعلام تارة أخرى ولكن لم يتراجع السوريون عن المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم.

اليوم الناجون من جحيم الموت في سوريا يطالبون المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية والسياسية بتوثيق هذه الجرائم وبمحاكمة نظام الأسد الهارب عن جرائم الحرب التي عانى منها الشعب السوري طوال الخمسة عقود.

فالناجون اليوم يتحدثون عن الأمل وسط ركام اليأس، عن المعتقلين والمفقودين، وعن المعاناة والعذابات التي كانوا شاهدين عليها، هم اليوم رموز الصمود وشهود على الجرائم في هذه المعتقلات.

ورغم كل المآسي تبقى العدالة الإلهية بلا شك التي لن تفلته أبدا هو ومن معه في هذه الجرائم الكارثية.

يواجه الناجون تحديات كثيرة بعد هذه الثورة وهم يحملون جراحاً جسدية وأوجاعا نفسية لا ندري هل يشفى بعدها أو لا، ناهيك عن صعوبة الاندماج في مجتمع كان انقطاعه عنه يصل لعدة عقود، وصعوبة العودة للحياة الطبيعية بسهولة.

لن تكون النجاة من الموت كافية، إنما أن تصل رسائل الشهداء السوريين الذين قضوا في خلال تلك العقود وكانوا شهودا على فترة وحشية لا ينكرها التاريخ.

لم يكن هناك أي بصيص أمل للنجاة في هذه السجون فالداخل مفقود بلا شك ولكن فاق صمود الإنسان السوري في معركة من أجل الحياة لأجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة، لأجل إنسانية مجتمع ووطن.

كل من نجا من هذا الجحيم يعلم جيدا بأن أمر النجاة لم يكن أمرا سهلا أبدا ولم تكن ضربة حظ إنما شهادة على قوة روح الإنسان وإصراره، بالإضافة إلى أنها تشهد على صمت العالم، وشهادة شعب اختار الحياة بكرامة رغم أنف الموت... كل هذا وبيني وبينكم.

اقرأ المزيد

alsharq قطر ودور يُعتد به

وهدأت غزة، وهذا ما كان مهما لدى الملايين من شعوب وربما حكومات العالم الذين عاشوا عامين من الدمار... اقرأ المزيد

192

| 15 أكتوبر 2025

alsharq الطريق إلى الدولة الفلسطينية

من نواحي المسؤولية القانونية عمن يتحمل إعمار غزة هو من تسبب بدمارها مباشرة ومن عاونه في ذلك وقدم... اقرأ المزيد

159

| 15 أكتوبر 2025

alsharq ما بعد الموت.. عودة الروح إلى غزة

مشاهد العائدين إلى الشمال وإلى أحياء غزة القديمة تحمل مزيجًا مُربكًا من الفرح الحذر، والحِداد، والخوف، والذهول أمام... اقرأ المزيد

171

| 15 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية