رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تحدق باقتصادنا العالمي مخاطر جديدة هي توقعات بحدوث أزمات في الطاقة والغذاء والمياه، التي ارتبطت بانعدام التوازن في الكثير من الدول، وارتبطت أيضاً بالتغير المناخي، وشكلت مصدر قلق لواضعي السياسات الاقتصادية بين الاستقرار المأمول والخروج من هوة الانهيار.
يرى تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد" 2011 أنّ الإجراءات الاستباقية للحكومات يمكن أن تزيد من فرص الوصول إلى خدمات نوعية في كل المجالات، والتركيز على العلاقة الإيجابية بين القدرات التكنولوجية والابتكارية، وزيادة استخدام تكنولوجيا الطاقة المتجددة، لتحقيق دعم مناسب.
فلم تعد التكنولوجيا ترفاً أو وسيلة للانتقال من مجال إلى مجال، إنما باتت في عالم الصناعة والتجارة عصباً حيوياً ومعياراً لقياس التطور الإنمائي للدول، حيث تواجه نشر التكنولوجيا في الصناعة والطاقة تحديات حقيقية أبرزها انعدام مصادر التمويل الكافية، وصعوبة الوصول إلى فرص مناسبة لنقل التكنولوجيا واعتمادها، وعدم القدرة في تحقيق استخدام أوسع للتقنية داخل النشاط الاقتصادي، وغياب قدرة تكييف الاستثمارات في خدمة التكنولوجيات المستخدمة في الصناعة.
وقد ذكرت في البداية أنّ المخاطر نشأت من انعدام التوازن التي تمخض عنها مشكلات في المياه والطاقة والغذاء، ففي وقت مضى كان المجتمع الدولي يناقش كيفية استيفاء شروط القدرة على المنافسة في إنتاج تكنولوجيات الطاقة والصناعة مثل القوى العاملة والخدمات الداعمة لها والتمويل والسوق المحلية أما اليوم فقد انحصر نقاشه في كيفية خلق بيئة مناسبة للإنتاج بعيدة عن مخاوف السوق.
وتعتبر الطاقة والغذاء والماء تحديات مشتركة إلى جانب المناخ، فقد توقعت منظمة الأغذية العالمية ارتفاع الطلب على الحبوب بنسبة "2،60%" إلى "2،2" مليار طن، نتيجة زيادة في الإنتاج خلال العشر السنوات الماضية لتلبية احتياجات السكان.
كما ارتفعت أسعار الغذاء في 2007 بنسبة "40%" وقدرت بـ"25،3"مليار دولار، وهناك توقعات بزيادة الواردات نتيجة الزيادة السكانية إلى "114"مليار دولار في 2020، وهي مؤشر إلى بدء نشوب أزمة نقص في الغذاء.
وفيما يتعلق بتقديرات التمويل المخصص لتكنولوجيا الطاقة المتجددة حيث يعد الإنفاق البحثي على الطاقة وتطويرها مشكلة أيضاً، فقد بلغت "5"مليارات دولار، وهي نسبة غير كافية بالنسبة لحجم الدول التي تفق مليارات على الصناعات القائمة عليها.
وتتوقع تقديرات الوكالة الدولية للطاقة زيادة استثمارات تكنولوجيا الطاقة إلى "400"مليار دولار في 2020 وقد ترتفع إلى "750" مليار دولار في 2030.. وهذا يفسر الطلب المتنامي على إنتاجيات الطاقة، وأنه في حالة زيادة حدتها ستؤدي إلى الإضرار بموازنات التمويل والإنفاق على تلك المشروعات، فهي مرتبطة بسلسلة وثيقة من العمل.
أما التغير المناخي فيشكل أزمة راهنة، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود "1،1"مليار إنسان في العالم يعاني من ندرة مياه الشرب الصحية بسبب تلوث البيئة، وأنّ "850" مليون إنسان يعاني من سوء التغذية وقد يتضاعف هذا العدد في السنوات القادمة في حال عدم وجود حلول شافية لمشكلات الاحتباس الحراري وارتفاع حرارة باطن الأرض والكوارث.
وهنا يأتي دور الابتكار في خلق أفكار جديدة تستوعب احتياجات العصر القادم، فقد أثبت التاريخ الاقتصادي أنه في ظل تعزيز التعليم والابتكار يمكن فعل شيء يرضي الطموح، ومثال ذلك الصين والهند وسنغافورة التي تعتبر اقتصاداً ناشئاً ناتجاً عن الدعم الحكومي والإرادة الاقتصادية الفاعلة التي عززت من القدرات التقنية، فقد أخذت الحكومات بيد الشركات الصغيرة والمتوسطة التي ساندت الشركات الكبرى.
فقد اقترح النظام العالمي في بحوثه صياغة آليات لتطوير القدرات التكنولوجية لإنجاح الجهود المبذولة في مواجهة أزمات الطاقة والمياه والمناخ والغذاء مثل إنشاء شبكة لنقل التكنولوجيا، وتبادل الخبرات بين الدول بشفافية، وتعزيز فرص التمويل، وإنشاء صناديق عالمية لنشر تكنولوجيات الطاقة، وإشراك القطاع الخاص في عملية النمو.
وهدأت غزة، وهذا ما كان مهما لدى الملايين من شعوب وربما حكومات العالم الذين عاشوا عامين من الدمار... اقرأ المزيد
195
| 15 أكتوبر 2025
من نواحي المسؤولية القانونية عمن يتحمل إعمار غزة هو من تسبب بدمارها مباشرة ومن عاونه في ذلك وقدم... اقرأ المزيد
159
| 15 أكتوبر 2025
مشاهد العائدين إلى الشمال وإلى أحياء غزة القديمة تحمل مزيجًا مُربكًا من الفرح الحذر، والحِداد، والخوف، والذهول أمام... اقرأ المزيد
171
| 15 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8859
| 09 أكتوبر 2025
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا صحفيًا لا وجود فيه للصحافة؟ منصة أنيقة، شعارات لامعة، كاميرات معلّقة على الحائط، لكن لا قلم يكتب، ولا ميكروفون يحمل شعار صحيفة، ولا حتى سؤال واحد يوقظ الوعي! تتحدث الجهة المنظمة، تصفق لنفسها، وتغادر القاعة وكأنها أقنعت العالم بينما لم يسمعها أحد أصلًا! لماذا إذن يُسمّى «مؤتمرًا صحفيًا»؟ هل لأنهم اعتادوا أن يضعوا الكلمة فقط في الدعوة دون أن يدركوا معناها؟ أم لأن المواجهة الحقيقية مع الصحفيين باتت تزعج من تعودوا على الكلام الآمن، والتصفيق المضمون؟ أين الصحافة من المشهد؟ الصحافة الحقيقية ليست ديكورًا خلف المنصّة. الصحافة سؤالٌ، وجرأة، وضمير يسائل، لا يصفّق. فحين تغيب الأسئلة، يغيب العقل الجمعي، ويغيب معها جوهر المؤتمر ذاته. ما معنى أن تُقصى الميكروفونات ويُستبدل الحوار ببيانٍ مكتوب؟ منذ متى تحوّل «المؤتمر الصحفي» إلى إعلان تجاري مغلّف بالكلمات؟ ومنذ متى أصبحت الصورة أهم من المضمون؟ الخوف من السؤال. أزمة ثقة أم غياب وعي؟ الخوف من السؤال هو أول مظاهر الضعف في أي مؤسسة. المسؤول الذي يتهرب من الإجابة يعلن – دون أن يدري – فقره في الفكرة، وضعفه في الإقناع. في السياسة والإعلام، الشفافية لا تُمنح، بل تُختبر أمام الميكروفون، لا خلف العدسة. لماذا نخشى الصحفي؟ هل لأننا لا نملك إجابة؟ أم لأننا نخشى أن يكتشف الناس غيابها؟ الحقيقة الغائبة خلف العدسة ما يجري اليوم من «مؤتمرات بلا صحافة» هو تشويه للمفهوم ذاته. فالمؤتمر الصحفي لم يُخلق لتلميع الصورة، بل لكشف الحقيقة. هو مساحة مواجهة بين الكلمة والمسؤول، بين الفعل والتبرير. حين تتحول المنصّة إلى monologue - حديث ذاتي- تفقد الرسالة معناها. فما قيمة خطاب بلا جمهور؟ وما معنى شفافية لا تُختبر؟ في الختام.. المؤتمر بلا صحفيين، كالوطن بلا مواطنين، والصوت بلا صدى. من أراد الظهور، فليجرب الوقوف أمام سؤال صادق. ومن أراد الاحترام فليتحدث أمام من يملك الجرأة على أن يسأله: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟
6327
| 13 أكتوبر 2025
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت الطائرات عن التحليق، وصمت هدير المدافع، لكن المدينة لم تنم. فمن تحت الركام خرج الناس كأنهم يوقظون الحياة التي خُيّل إلى العالم أنها ماتت. عادوا أفراداً وجماعات، يحملون المكان في قلوبهم قبل أن يحملوا أمتعتهم. رأى العالم مشهدًا لم يتوقعه: رجال يكنسون الغبار عن العتبات، نساء يغسلن الحجارة بماء بحر غزة، وأطفال يركضون بين الخراب يبحثون عن كرة ضائعة أو بين الركام عن كتاب لم يحترق بعد. خلال ساعات معدودة، تحول الخراب إلى حركة، والموت إلى عمل، والدمار إلى إرادة. كان المشهد إعجازًا إنسانيًا بكل المقاييس، كأن غزة بأسرها خرجت من القبر وقالت: «ها أنا عدتُ إلى الحياة». تجاوز عدد الشهداء ستين ألفًا، والجراح تزيد على مائة وأربعين ألفًا، والبيوت المدمرة بالآلاف، لكن من نجا لم ينتظر المعونات، ولم ينتظر أعذار من خذلوه وتخاذلوا عنه، ولم يرفع راية الاستسلام. عاد الناس إلى بقايا منازلهم يرممونها بأيديهم العارية، وكأن الحجارة تُقبّل أيديهم وتقول: أنتم الحجارة بصمودكم لا أنا. عادوا يزرعون في قلب الخراب بذور الأمل والحياة. ذلك الزحف نحو النهوض أدهش العالم، كما أذهله من قبل صمودهم تحت دمار شارك فيه العالم كله ضدهم. ما رآه الآخرون “عودة”، رآه أهل غزة انتصارًا واسترجاعًا للحق السليب. في اللغة العربية، التي تُحسن التفريق بين المعاني، الفوز غير النصر. الفوز هو النجاة، أن تخرج من النار سليم الروح وإن احترق الجسد، أن تُنقذ كرامتك ولو فقدت بيتك. أما الانتصار فهو الغلبة، أن تتفوق على خصمك وتفرض عليه إرادتك. الفوز خلاص للنفس، والانتصار قهر للعدو. وغزة، بميزان اللغة والحق، (فازت لأنها نجت، وانتصرت لأنها ثبتت). لم تملك الطائرات ولا الدبابات، ولا الإمدادات ولا التحالفات، بل لم تملك شيئًا البتة سوى الإيمان بأن الأرض لا تموت ما دام فيها قلب ينبض. فمن ترابها خُلِقوا، وهم الأرض، وهم الركام، وهم الحطام، وها هم عادوا كأمواج تتلاطم يسابقون الزمن لغد أفضل. غزة لم ترفع سلاحًا أقوى من الصبر، ولا راية أعلى من الأمل. قال الله تعالى: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ”. فانتصارها كان بالله فقط، لا بعتاد البشر. لقد خسر العدو كثيرًا مما ظنّه نصرًا. خسر صورته أمام العالم، فصار علم فلسطين ودبكة غزة يلفّان الأرض شرقًا وغربًا. صار كلُّ حر في العالم غزاويًّا؛ مهما اختلف لونه ودينه ومذهبه أو لغته. وصار لغزة جوازُ سفرٍ لا تصدره حكومة ولا سلطة، اسمه الانتصار. يحمله كل حر وشريف لايلزم حمله إذنٌ رسمي ولا طلبٌ دبلوماسي. أصبحت غزة موجودة تنبض في شوارع أشهر المدن، وفي أكبر الملاعب والمحافل، وفي اشهر المنصات الإعلامية تأثيرًا. خسر العدو قدرته على تبرير المشهد، وذهل من تبدل الأدوار وانقلاب الموازين التي خسرها عليها عقوداً من السردية وامولاً لا حد لها ؛ فالدفة لم تعد بيده، والسفينة يقودها أحرار العالم. وذلك نصر الله، حين يشاء أن ينصر، فلله جنود السماوات والأرض. أما غزة، ففازت لأنها عادت، والعود ذاته فوز. فازت لأن الصمود فيها أرغم السياسة، ولأن الناس فيها اختاروا البناء على البكاء، والعمل على العويل، والأمل على اليأس. والله إنه لمشهدُ نصر وفتح مبين. من فاز؟ ومن انتصر؟ والله إنهم فازوا حين لم يستسلموا، وانتصروا حين لم يخضعوا رغم خذلان العالم لهم، حُرموا حتى من الماء، فلم يهاجروا، أُريد تهجيرهم، فلم يغادروا، أُحرقت بيوتهم، فلم ينكسروا، حوصرت مقاومتهم، فلم يتراجعوا، أرادوا إسكاتهم، فلم يصمتوا. لم… ولم… ولم… إلى ما لا نهاية من الثبات والعزيمة. فهل ما زلت تسأل من فاز ومن انتصر؟
5646
| 14 أكتوبر 2025