رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
القانون في سوريا يحمي الظلم والظلمة والشبيحة ويجيز تعذيب وقتل الناس
نحن اليوم أمام جلال مدينة حمص السورية العريقة الواقعة وسط سورية وعدد سكانها دون الريف مليون نسمة، حمص التي كانت في التاريخ الروماني عاصمة البلاد في عهد أسرة سيفيريوس ثم ضمت إلى أخواتها من المدن في الفتح الإسلامي موحدة لرب العالمين حتى رضي العديد من المسيحيين الرومان البقاء فيها تحت ظل هذا الفتح الرحيم العادل وتخلصا من مظالم قومهم، حمص التي عرفت صلاح الدين الأيوبي وقلعة أسامة على نهر العاصي الشهير وأنجبت العلماء والأدباء والشعراء قديما وحديثا من ديك الجن إلى أمين الجندي إلى العالم الأديب محيي الدين درويش، إضافة إلى جمهرة غفيرة من المفكرين والفلاسفة والساسة المعروفين بالفقه السياسي والشرعي مثل خالد الأتاسي صاحب مجلة الأحكام العدلية وهاشم الأتاسي الرئيس المعروف وكذلك نور الدين الأتاسي الذي كان رئيسا وكان وزير دفاعه حافظ الأسد الذي انقض عليه ورماه في السجن إلى أن مات بغض النظر عن تقويمه ومن حمص طلع الرجل التاريخي المجدد من زعماء الإخوان المسلمين الدكتور مصطفى السباعي، ومنها ينحدر الرجل المقاوم ضد الاستبداد في عصرنا حيث سجن لمدة سنين طويلة وهو السجين الأشهر في سوريا من الساسة أصحاب الرأي تقريبا الناشط رياض الترك لأنه وصف حافظ الأسد يومها بالدكتاتور ووقف ضد ابنه بشار كذلك. وهكذا فالثقافة والمثقفون في حمص لا يعدون وإنما أتينا بأمثلة منهم، هذه هي حمص من جهة، أما من جهة أخرى فلا ننسى أنها مدينة ابن الوليد خالد رضي الله عنه وهو أبو سليمان الذي لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة سيف الله المسلول القائد الذي ضرب المثل في المغامرات والخطط الحربية وكذلك الخطابة والفصاحة وكان رجلا مطواعا قبل عزل عمر له عن القيادة وقال: إنني أقاتل من أجل رب عمر لا من أجل عمر، وقال عمر والله ما عزلته إلا لأنني خشيت أن يفتن الناس به لكثرة انتصاراته وهيبته وتأثيره العجيب ثم أعاده فرفض وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمنى أن يسلم خالد فقال لأخيه الوليد إذ زاره أين خالد، قال: يأتي به الله إن شاء لو جعل نكايته وجده مع المسلمين لكان خيرا له ولقدمناه على غيره وهكذا أسلوب رسول الله في الدعوة وكان ذلك سببا لإسلام خالد الذي طلب من الرسول أن يستغفر له فاستغفر له واشترك في حرب المرتدين زمن أبي بكر رضي الله عنه ولما أصر قادة الروم على حرب المسلمين قال أبوبكر والله لأشفين وساوسهم بخالد وقد أوقف الناس في معركة اليرموك خلف الرجال كيلا يفر أحد، وقد فتح الله على يديه الشام وكان ينادي من يبايع على الموت هبي ريح الجنة وقال عنه أبوبكر: عجزت النسا أن يلدن مثل خالد ووصفه الحافظ ابن كثير بأنه الرجل الذي لا ينام ولا يترك أحدا ينام، خالد الذي أجاب ماهان قائد الروم إذ قال له إذا كان الذي أخرجكم من بلادكم الجوع أعطيت كل واحد منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاما إنه لم يخرجنا الجوع ولكننا قوم نشرب الدماء وقد علمنا أنه لا دم أشهى وأطيب من دم الروم فجئنا، روى الإمام أحمد في المسند ورجاله ثقات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم عبد العشيرة وأخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين، روى عن النبي ثمانية عشر حديثا منها: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة أشد الناس عذابا للناس في الدنيا ولما حضرته الوفاة قال: شهدت كذا وكذا زحفا وما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح أو رمية سهم وهاأنذا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء، مات في حمص عام 21 للهجرة.
وإن ننسى لا ننسى أن خططه العسكرية قد ألفت فيها كتب كثيرة أهمها كتاب خالد بن الوليد لمحمد الصادق عرجون وتدرس هذه الخطط في جامعات ألمانيا وانجلترا، إن هذا الصحابي العبقري البطل الموهوب الذي لا يمكن أن يتوقع أن يكون خلف المسلمين خاصة في مدينة حمص من يتقاعسون عن الجهاد والاستشهاد وهو ما يتم حقا في الواقع فكم قدمت حمص من شهداء في ثمانينيات القرن الماضي، حيث شهدت مواجهات كبيرة مع أزلام حافظ الأسد وتعرضت لمجازر بشعة آنذاك حيث آزرت مدينة حماة الشهيدة التي راح ضحية مجازرها نحو خمسين ألفا حتى وصفت بمأساة العصر، وما كان خالد يتوقع أن يقعد الكثير من الأحرار والشرفاء عن مؤازرتها اليوم ولكن هذا ما يحدث فهي تتعرض الآن لمجازر وحشية وفظائع لا مثيل لها وكما عبر أحد المتحدثين منها مع قناة الجزيرة أنها غدت مستباحة، فالرمي بالقذائف على منارات المساجد أولها ودهم البيوت وانتهاك الحرمات تاليها وقد شهدنا بأعيننا مناظر جنود الأمن وهم يعتلون المنازل ويفتحون الأبواب ويهرعون بأسلحتهم داخل المنازل حتى جاء في حديث القنوات صوت امرأة تستغيث بالله وهي تدعو: الله اكفنيهم بما شئت وكيف شئت وتكرر هذا مرارا، إنها مشاهد كنا قد ألفناها في الثمانينيات من إجرام هذه العصابة التي لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة وهل يستغرب هذا من قوم لا يردعهم دين ولا خلق ولا مبدأ ولا قيم ولا حقوق إنسان، إنهم وحوش ضارية وأصحاب همجية ما فوقها همجية ولا غرابة في ذلك فعلى هذا نشأوا وعلى الحقد تربوا، لو أن هؤلاء القوم يخافون الله وما أعد للمجرمين الذين يعذبون الناس ما فعلوا ذلك إنه حديث رواه خالد عن رسول الله ذي الكلام المعجز وكيف لا وهو الموحى إليه من ربه أشد الناس عذابا الذين يعذبون الناس في الدنيا، أليسوا جديرين بهذه الصفة الذميمة التي تحمل الرعب والنكال عليهم في الآخرة كما يعذبون المظلومين والأبرياء والمتظاهرين السلميين اليوم الذين لم يرفعوا حتى العصا وإنما يثورون بأصواتهم ويدعون إلى إسقاط النظام وذلك بعد أن أجرى هذا النظام الدماء في سورية أنهارا ليس من الشهداء فقط، بل من الجرحى والمعتقلين والمخطوفين المفقودين الذين لا يعلم أحد أين مصيرهم، ثم يحدثونك عن القانون وعن الحوار وهم قبل غيرهم شر من يدوس القانون إذا تعارض مع مصالحهم ومناصبهم وسلامة كراسيهم وسلطتهم الغاشمة العمياء التي لا تعرف للعدل مكانا وإنما للحل بل أصبحوا يقولون اليوم الحسم الأمني خابوا وخسروا وقد أدرك ذلك المفكر وليام بت عندما قال: عندما يغيب القانون يبدأ الطغيان، فدولتهم المزعومة دولة أشخاص معروفين بعدد الأصابع هم الحاكمون الطائفيون لا دولة قانون، كما يعاني منهم المفكرون وأصحاب الأقلام والناشطون والناشدون للحرية وكما يقول سبينوزا إن القوانين التي تلجم الأفواه وتحطم الأقلام تهدم نفسها بنفسها.
وذلك أن هؤلاء اعتبروا أن سلطتهم فوق القانون أو كما يقول المثل الإيطالي: كلما استنبطوا قانونا جديدا استنبطوا طريقة للتخلص منه فقد ألفوا قانون الطوارئ وفي اليوم نفسه قتلوا المئات واعتقلوا بعده الآلاف وأخذوا يعملون بقانون آخر ظنوا أنه يجيز لهم ذلك.
إن القانون عادة يحمي الحق ولكن القانون عندهم يحمي الظلم والظلمة والشبيحة ويجيز ترويع وتعذيب وقتل الناس ونشر الدبابات والمدرعات والناقلات في الأحياء والمدن والقرى والشوارع واختراق المساجد وتدنيسها وقتل الناس فيها على غرار ما حدث يوم الجمعة الماضي في جمعة أحفاد خالد داخل مسجد آمنة بنت وهب، حيث قفز الشبيحة على المصلين داخل المسجد بكثافة كبيرة واستمروا في ضربهم وهم يحملون السكاكين والبلطات، وحتى قلعوا عين أحد المصلين وبقروا بطنه فاستشهد فورا ورأى العالم هذا المشهد على الفضائيات ولم يعد جامع آمنة آمنا، ثم يحدثونك عن الحوار أي حوار والذبح على الجرار في هذا الشعب المسكين، لقد فطن رئيس اتحاد الطلبة في الشام إلى أن اللقاء التشاوري الذي تم قبل أسبوعين برئاسة فاروق الشرع نائب بشار لم يكن حوارا جادا وأنه ضم ثلة من البعثيين والتابعين لهم من الجبهة الوطنية التقدمية وبعض المعارضة دون الاكتراث بأهل الشأن من المتظاهرين ومن المعارضة الفاعلة ولم يسمع لمن اشترك منها كالمفكر الطيب تيزيني لدرجة أنه لام فاروق الشرع وأنكر عليه، وهكذا من فمك أدنيك، نعم إنهم لا يريدون حوارا بل يريدون كسب الوقت وتخدير المشاعر والإغراء بلعاعة من الدنيا للبعض ولكن المفاجأة مع ذلك جاءتهم من معارضين مشاركين رفضوا إلا الحرية والعدل والحوار الجاد. وعودا على بدء فها هي مدينة ابن الوليد الباسلة تستغيث بكم يا مسلمون ياعرب، أين مشاعر الأخوة الفاعلة عندكم وانتم أيها الحكام أن معظمكم قد بات غير شجاع لنصرة إخوانه والله لو سفك دم قطة خطأ لتأثر الإنسان عليها فكيف وإخوانكم يذبحون، تكسر أضلاعهم وأيديهم ورؤوسهم ويمثل بهم أشد تمثيل أين الغيرة والنخوة، أين العروبة، أين الإيمان يا إخوة الإيمان، أما الجامعة العربية وصاحبها نبيل اللانبيل فعليه من الله ما يستحق لما يرى ويسمع ثم لا ينبس ببنت شفة نصرة لشعب عربي مضطهد وأما أكمل الدين أوغلو زعيم منظمة التعاون الإسلامي فليس أقل منه قعودا وجمودا مع معرفتنا بدينه وخلقه ولكنها السياسة التي تجبر هؤلاء على التبعية لمن وظفوهم ولا يجدون شجاعة أمام المنصب أو المال غالبا.
أما الموقف الدولي فما أظنه إلا من باب ذر الرماد في العيون وهو بهذا المستوى المتدني إنما يعطي الفرصة الكافية لسحق الانتفاضة حتى ترضى إسرائيل التي يصلي رهبانها كما تواترت الأخبار لبقاء حكم بشار الذي حافظ على الهدوء في جبهة الجولان، ويا لها من ممانعة، أفيرضيكم أيها الأحرار أن تتمدد إيران في بلادنا ويتمدد حزب الله ويعينوا الظالم ونظامه وأنتم تتقاعسون حتى في المواقف، إن هؤلاء الطائفيين خاصة في حمص حيث يلعبون على ورقة الطائفية وقد أسكنوا كثيرا منهم في حمص لن ينجحوا لأننا لسنا طائفيين مثلهم ولكننا عشنا ونعيش مع جميع السوريين بكل تسامح وختاما مع الشاعر نزار قباني:
وقبر خالد في حمص نلامسه
فيزحف القبر من زواره غضبا
يا ابن الوليد ألا سيف تؤجره
فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي يجمع المنتخبين الأردني والمغربي على استاد لوسيل، في مواجهة تحمل كل مقومات المباراة الكبيرة، فنيًا وبدنيًا وذهنيًا. المنتخب الأردني تأهل إلى النهائي بعد مشوار اتسم بالانضباط والروح الجماعية العالية. كما بدا تأثره بفكر مدربه جمال السلامي، الذي نجح في بناء منظومة متماسكة تعرف متى تضغط ومتى تُغلق المساحات. الأردن لم يعتمد على الحلول الفردية بقدر ما راهن على الالتزام، واللعب كوحدة واحدة، إلى جانب الشراسة في الالتحامات والقتالية في كل كرة. في المقابل، يدخل المنتخب المغربي النهائي بثقة كبيرة، بعد أداء تصاعدي خلال البطولة. المغرب يمتلك تنوعًا في الخيارات الهجومية، وسرعة في التحولات، وقدرة واضحة على فرض الإيقاع المناسب للمباراة. الفريق يجمع بين الانضباط التكتيكي والقوة البدنية، مع حضور هجومي فعّال يجعله من أخطر منتخبات البطولة أمام المرمى. النهائي يُنتظر أن يكون مواجهة توازنات دقيقة. الأردن سيحاول كسر الإيقاع العام للمباراة والاعتماد على التنظيم والضغط المدروس، بينما يسعى المغرب إلى فرض أسلوبه والاستفادة من الاستحواذ والسرعة في الأطراف. الصراع في وسط الملعب سيكون مفتاح المباراة، حيث تُحسم السيطرة وتُصنع الفوارق. بعيدًا عن الأسماء، ما يجمع الفريقين هو الروح القتالية والرغبة الواضحة في التتويج. المباراة لن تكون سهلة على الطرفين، والأخطاء ستكون مكلفة في لقاء لا يقبل التعويض. كلمة أخيرة: على استاد لوسيل، وفي أجواء جماهيرية منتظرة، يقف الأردن والمغرب أمام فرصة تاريخية لرفع كأس العرب. نهائي لا يُحسم بالتوقعات، بل بالتفاصيل، والتركيز، والقدرة على الصمود حتى اللحظة الأخيرة.
1134
| 18 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن عشر من ديسمبر، تتجدد في القلوب مشاعر الفخر والولاء والانتماء لدولة قطر، ونستحضر مسيرة وطنٍ بُني على القيم، والعدل، والإنسان، وكان ولا يزال نموذجًا في احتضان أبنائه جميعًا دون استثناء. فالولاء للوطن ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسة يومية ومسؤولية نغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر، ليكبروا وهم يشعرون بأن هذا الوطن لهم، وهم له. ويأتي الحديث عن أبنائنا من ذوي الإعاقة تأكيدًا على أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع القطري، لهم الحق الكامل في أن يعيشوا الهوية الوطنية ويفتخروا بانتمائهم، ويشاركوا في بناء وطنهم، كلٌ حسب قدراته وإمكاناته. فالوطن القوي هو الذي يؤمن بأن الاختلاف قوة، وأن التنوع ثراء، وأن الكرامة الإنسانية حق للجميع. إن تنمية الهوية الوطنية لدى الأبناء من ذوي الإعاقة تبدأ من الأسرة، حين نحدثهم عن الوطن بلغة بسيطة قريبة من قلوبهم، نعرّفهم بتاريخ قطر، برموزها، بقيمها، بعَلَمها، وبإنجازاتها، ونُشعرهم بأنهم شركاء في هذا المجد، لا متلقّين للرعاية فقط. فالكلمة الصادقة، والقدوة الحسنة، والاحتفال معهم بالمناسبات الوطنية، كلها أدوات تصنع الانتماء. كما تلعب المؤسسات التعليمية والمراكز المتخصصة دورًا محوريًا في تعزيز هذا الانتماء، من خلال أنشطة وطنية دامجة، ومناهج تراعي الفروق الفردية، وبرامج تُشعر الطفل من ذوي الإعاقة أنه حاضر، ومسموع، ومقدَّر. فالدمج الحقيقي لا يقتصر على الصفوف الدراسية، بل يمتد ليشمل الهوية، والمشاركة، والاحتفال بالوطن. ونحن في مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة نحرص على تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا من ذوي الإعاقة من خلال احتفال وطني كبير نجسّد فيه معاني الانتماء والولاء بصورة عملية وقريبة من قلوبهم. حيث نُشرك أبناءنا في أجواء اليوم الوطني عبر ارتداء الزي القطري التقليدي، وتزيين المكان بأعلام دولة قطر، وتوزيع الأعلام والهدايا التذكارية، بما يعزز شعور الفخر والاعتزاز بالوطن. كما نُحيي رقصة العرضة القطرية (الرزيف) بطريقة تتناسب مع قدرات الأطفال، ونُعرّفهم بالموروث الشعبي من خلال تقديم المأكولات الشعبية القطرية، إلى جانب تنظيم مسابقات وأنشطة وطنية تفاعلية تشجّع المشاركة، وتنمّي روح الانتماء بأسلوب مرح وبسيط. ومن خلال هذه الفعاليات، نؤكد لأبنائنا أن الوطن يعيش في تفاصيلهم اليومية، وأن الاحتفال به ليس مجرد مناسبة، بل شعور يُزرع في القلب ويترجم إلى سلوك وهوية راسخة. ولا يمكن إغفال دور المجتمع والإعلام في تقديم صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وإبراز نماذج ناجحة ومُلهمة منهم، مما يعزز شعورهم بالفخر بذواتهم وبوطنهم، ويكسر الصور النمطية، ويؤكد أن كل مواطن قادر على العطاء حين تتوفر له الفرصة. وفي اليوم الوطني المجيد، نؤكد أن الولاء للوطن مسؤولية مشتركة، وأن غرس الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا من ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وإنسانية. فهؤلاء الأبناء ليسوا على هامش الوطن، بل في قلبه، يحملون الحب ذاته، ويستحقون الفرص ذاتها، ويشاركون في مسيرته كلٌ بطريقته. حفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا، وجعلها دائمًا وطنًا يحتضن جميع أبنائه… لكل القدرات، ولكل القلوب التي تنبض بحب الوطن كل عام وقطر بخير دام عزّها، ودام مجدها، ودام قائدها وشعبها فخرًا للأمة.
1074
| 22 ديسمبر 2025
إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، ها قد عاد اليوم الذي نفتخر به كمواطنين ليس كتاريخ الذي فيه تأسست قطر على يد مؤسسها في عام 1878 فحسب، بل بإنجازات تواصلت عبر أكثر من 150 عاماً بمختلف ظروفها لبنة لبنة، حتى أصبح البناء صلبا شامخا بوصولنا إلى هذا اليوم الذي سبقه 365 يوما من العمل الدؤوب قيادة وحكومة وشعبا، ليلا ونهارا صبحا ومساء ليس على أرض الوطن فحسب بل اتسعت دائرة العمل والعطاء لتشمل دائرة أكثر اتساعا من جغرافية الوطن، الحركة التي لم تتوقف ولم يتوقف رجالها ونساؤها يوما ويستسلموا وإن كان بعض منهم قد أوقفتهم الحياة ولكن سرعان ما استبدلوا بخلفهم من يؤمن بحب الوطن كما الحاليون، فقد نقل إليهم أجدادهم وغرسوا فيهم حب هذه الأرض المعطاء، فكلهم أسياد في خدمة الوطن العزيز في مجالات الحياة المختلفة. خلال السنة التي بدأنا في طي صفحاتها الأخيرة، يمكنني أن أسجل بكل فخر، جوانب من إنجازات للوطن تستحق الإشادة والاحتفال: ففي الجانب السياسي محليا، أيد غالبية المواطنين عند استفتائهم توجهات سمو الأمير بعودة أداة تعيين أعضاء مجلس الشورى، بعد التجربة التي خاضتها الدولة قبل أربع سنوات بانتخاب ثلثيهم، حيث رأى حكماء البلد وعلى رأسهم سمو الأمير أن التجربة لم تكن إلا لتزيد من التأثير على اللحمة الوطنية العامة والخاصة، والتي بنيت وثبتت بين مواطنين منذ الاستقلال وقبله والأجيال التي تعاقبت واجتهدت في البناء، ولم يتخلف منهم أحد، وكان ملبيا الواجب في البناء والتطور. وقطر بقيادتها وشعبها مؤمنون وهم يدعون في سياساتهم بالحفاظ على الهوية والتي تنطلق من خلالها لرسم حاضرها ومستقبلها على إرث غني تركه من سجلوا تاريخا كدولة عربية إسلامية، لا تتزعزع عنها، وبذلك لا يخاف عليها من رياح عوامل الخارج والتي مرت خلال تاريخنا حاولت النَّيْل منها، إلا أن صمودها كان بترابط المنتمين المخلصين. وخارجيا، تابعت قطر دورها المشهود لها عربيا ودوليا بماء من ذهب، في إنكار واضح دون تردد تلك الممارسات التي قامت بها إسرائيل في غزة، ومتابعتها من على شتى المنابر في لوم الدولة المعتدية في التسبب، فالحقوق إن ضاعت سيكون حتما وراءها مطالبون. وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل، ومطالب قطر كانت مستمدة عليها، والتي عرفها أحرار العالم كذلك، مطالبة كبريات القوى العالمية بالضغط للاعتراف بحل الدولتين. وعلى موقفها الثابت هذا، تعرضت قطر لهجومين شديدين لم تألفهما، ولكنها صمدت وعززت بالحادثتين موقفها دوليا، ولم تتزعزع وتثنِها عن قول الحق، واستطاعت فعلا بخبرتها الدبلوماسية أن تجمع حولها دول العالم بتأييد منقطع النظر. أما اقتصاديا، يؤكد المتابعون للشأن الاقتصادي القطري المحلي، أن قطر تسير سيرا حسنا في تطوير إمكانياتها الاقتصادية سنة بعد سنة، ولم تقف متفرجة، بل يشهد الجميع بتنوع مبادراتها الاقتصادية بشكل ناجح، فقطاع الغاز على سبيل المثال، على وشك أن يسدل الستار خلال أشهر على مرحلة كبيرة للتوسع في إنتاج الغاز المسال بقيادة قطر للطاقة، والذي كما تقول التقارير الدولية المختصة بأنه سيؤدي إلى معدلات نمو في الناتج المحلي بشكل كبير، قد يرتقي إلى أكثر من 5 % خلال السنوات حتى 2030، مما يعزز المكانة المالية. وفي مجال الاقتصاد السياحي ارتقت السياسات والمبادرات والممارسات المنفذة، بناء على الإستراتيجيات التي أقرت منذ أكثر من عقد من الزمان، ولامستها أيدي المطورين أن أصبح القطاع السياحي المحلي بالدرجة الأولى، تتطور خريطته بحرا وبرا، بل أصبح القطاع يحقق نموا كبيرا لم يكن متوقعا في تنميته. وعالميا، توسعت جغرافية الاستثمارات القطرية الخارجية خلال السنة الماضية بأكثر من 10 % حسب مراقبتي للإحصائيات الدولية، بل تشهد تنوعا في القطاعات لتشمل التكنولوجيات المتقدمة ذات التأثير الكبير في المستقبل، وفي نفس الوقت ازدادت دخول الاستثمارات الخارجية في قطاعات كثيرة من صناعية وزراعية وطبية وتعليمية أثرت في إثراء الواقع الاقتصادي والاجتماعي. ومن ناحية أخرى، لقد زخرت مسارح الوطن على اختلافها خلال العام، بالحيوية منقطعة النظير، بما هيأتها الدولة من بنية تحتية متكاملة وأنظمة مساندة وتقنيات، في الساحات سواء كانت علمية أو تعليمية واجتماعية أو ثقافية ورياضية، حقق كلها لقطر مكانة ومحطة متميزة يشهد لها الجميع، وستدعم التوجه العالمي لقطر وتحقيق أهدافها التنموية. وأخيرا وليس آخرا، تشهد التنمية البشرية التي تؤمن بها قطر في كل سياساتها منذ عقود بأنها آتت أكلها، والتي تحقق آمال وتطلعات القيادة عندما تشير في كل مناسبة بأن «الإنسان القطري هو الركيزة الأساسية للتنمية المنشودة»، ولم تخل صفحات المؤلفات العالمية والتقارير الدولية، من ذكر جوانب من إنجازاتها وتأثيرها محليا وعالميا. فأبناء الوطن رجالا ونساء يمتلكون أعلى المؤهلات ومن مختلف جامعات العالم الرائدة، والجامعات المحلية وعلى رأسها جامعة قطر المتفوقة على نفسها، بدأوا يساهمون في النهضة التي ترتضيها قطر، كماً ونوعاً، فليبارك الله مساعيهم. فكم هي حلوة تلك الصور التي تجمع القيادة بأبناء الوطن المتميزين والمنابر العالمية بهم. وختاما، فالاحتفال باليوم الوطني، وقد أنجز الكثير مما يتطلع له المواطنون والمقيمون ومحبو قطر، من العرب والمسلمين في نهضة تحققها واجب وحق، فإلى الأمام أيتها اللؤلؤة، دائما وأبدا، والله يرعاك ويحفظك يا قطر يا من تطلعين كما شعار يومك الوطني «بكم تعلو ومنكم تنتظر».
699
| 18 ديسمبر 2025