رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد موفق زيدان

@ahmadmuaffaq

مساحة إعلانية

مقالات

1113

د. أحمد موفق زيدان

الجزيرة ضحية العدوان الصهيوني على غزة

24 سبتمبر 2024 , 02:00ص

وكأن الاحتلالات تقرأ من كتاب واحد، وكأنهم أخوات لعلاّت واحدة، وكأن المعلم والمرشد واحد. لقد تعلمنا خلال العقود الأخيرة من بعد ظهور قناة الجزيرة، أن تلجأ الاحتلالات إلى غلقها بعد أن تتظاهر بأنها صبرت وصبرت عليها، فلم تجد حيلة سوى إغلاقها. حدث هذا حين تم قصف مكتبها في كابول خلال حرب التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على أفغانستان، وتكرر أيضاً بعد عامين فقط من هذا، حين شنت أمريكا وبريطانيا حربهما على العراق، فكانت العاقبة أن تم قصف مكتب الجزيرة، فاستشهد زميلنا الإعلامي طارق أيوب، لتتسرب وثائق بعد سنوات أن بوش وبلير قررا قصف شبكة الجزيرة في الدوحة، ثم تخليا عن الأمر. الأنظمة العربية الاستبدادية التي شهدت ثورات الربيع العربي كلها تحصنت بإغلاق مكاتب الجزيرة ظناً منها أن ذلك سيحول دون انتفاضة الشعوب، فسعت إلى كسر المرآة وهي الجزيرة، ولم تصلح شكلها وسياستها والتي هي الأساس المشكلة الحقيقية لثورات الشعوب، وهي ما تعكسه الجزيرة وغير الجزيرة من وسائل الإعلام قديمة وحديثة، حين كانت تغطي أحداث الربيع العربي وثوراته.  لا حاجة بنا، للتدليل على أهمية الجزيرة، ولا ضرورة للتأكيد على الفارق الكبير الذي أحدثته في العالم العربي، حتى بات البعض يطلق عليه عالم ما قبل الجزيرة، وعالم ما بعدها، ولكن على ما يبدو قرار الاحتلال الصهيوني الأخير بإقفال مكتب الجزيرة في رام الله، ومنعها من البث دليلاً آخر على أن عقلية الاحتلال هي ذاتها لا فرق بين أمريكي وبريطاني وإسرائيلي، وهو الأمر الذي شاركته معهم أنظمة الاستبداد العربية، الهادفة إلى خنق الحقيقة، لكن تفوّق الاحتلال الصهيوني ربما عن غيره بحجم الاستهدافات التي طالت أكثر من مائة صحفي خلال أشهر من اجتياحه لغزة، وهو الأمر الذي ينبغي أن يضعه في قائمة جينيس للأرقام القياسية، إذ لم يسبق لاحتلال أن قتل بدم بارد صحفيين وإعلاميين عزل في فترة قصيرة من احتلاله هذا العدد الضخم من الإعلاميين.

على الرغم من أهمية وجود الجزيرة وغيرها من المحطات الفضائية في غزة لتغطية الجرائم الصهيونية بحق أهلنا، حيث المصداقية العالية التي لا تزال تحظى بها أمام الشعوب، مقارنة بوسائل الإعلام الحديثة، إلاّ أن مواقع التواصل الاجتماعي وفّرت منصات مهمة وريادية من أجل تغطية الحدث، وبات كل فلسطيني اليوم يملك منصة إعلامية وكاميرا ووسيلة نقل وهو الانترنت في نقل ما يراه ويشاهده ويشعر به، ولذا فإن مئات الآلاف من الجزيرة اليوم ممثلة بالمراسلين الشخصيين، تغطي من غزة، وستبقى تغطي من غزة، ولن يُفلح قرار الاحتلال الصهيوني بقفل الجزيرة ومنعها من التغطية في الحؤول دون نقل الحقيقة، حقيقة المعارك والمشاهد المحزنة التي يتعرض لها أهلنا في غزة الحبيبة على مدار الساعة.

إن الحالة الشعبية الأوروبية بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين والغزيين تحديداً لم تكن نتاج تغطية شبكة الجزيرة فقط، لقد أتت هذه الحالة نتيجة طوفان حقيقي من المعلومات اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، ففرضت حتى واقعاً جديداً على القنوات الفضائية الغربية بتغطية غزة بشكل واقعي وحقيقي، وهو ما ساعد على كسر الحصار الإعلامي الذي فُرض على المواطن الغربي لعقود، فظهر وكأنه لأول مرة يعرف المأساة الفلسطينية وتفاصيلها، وبالتأكيد فإن الفضل يُنسب هنا إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحدثت استطلاعات رأي عن تغريدات ضخمة للحق الفلسطيني، وزادت أضعافاً مضاعفة مقارنة بحجم التغريدات التي كانت مؤيدة للكيان الصهيوني، وهو الأمر الذي لعب دوراً كبيراً وهائلاً في قلب المزاج الغربي، وحتى المزاج الأكاديمي الغربي والذي ظهر بشكل واضح وجلي في الجامعات الغربية العريقة، التي قامت بقطع علاقاتها مع جامعات الكيان الصهيوني.

على هذه الخلفية نقول للكيان الصهيوني إن كنتم قد أغلقتم مكتب الجزيرة في رام الله، فقد فتحتم بذلك مكاتب للجزيرة في كل بيت فلسطيني سيقوم بنفسه بنقل الحقيقة، وفتحتم بذلك مكاتب للجزيرة في قلوب العالم العربي والإسلامي بحيث باتوا يتابعون كل منصة فلسطينية فردية أو جماعية لمعرفة الحقيقة. لم تعد اليوم الاحتلالات ولا الأنظمة الاستبدادية بقادرة على فرض أحادية الرأي، ولا على منع تغطية الحقيقة، في ظل سموات مفتوحة، وشباب وشابات يرابطون على نقل الحقيقة، فكيف بحقيقة نقل المعاناة.

اقرأ المزيد

alsharq قطر ودور يُعتد به

وهدأت غزة، وهذا ما كان مهما لدى الملايين من شعوب وربما حكومات العالم الذين عاشوا عامين من الدمار... اقرأ المزيد

189

| 15 أكتوبر 2025

alsharq الطريق إلى الدولة الفلسطينية

من نواحي المسؤولية القانونية عمن يتحمل إعمار غزة هو من تسبب بدمارها مباشرة ومن عاونه في ذلك وقدم... اقرأ المزيد

147

| 15 أكتوبر 2025

alsharq ما بعد الموت.. عودة الروح إلى غزة

مشاهد العائدين إلى الشمال وإلى أحياء غزة القديمة تحمل مزيجًا مُربكًا من الفرح الحذر، والحِداد، والخوف، والذهول أمام... اقرأ المزيد

168

| 15 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية