رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بين وقف الأمم المتحدة إحصاء قتلى السوريين، وحسمها حالة الانتظار الطويل للسوريين في معرفة مصير فلذات أكبادهم المختفين قسرياً لدى النظام السوري ست سنوات ونيف، فبينما أعلنت المنظمة الدولية أخيراً بأن غالبية المعتقلين السوريين قد قتلوا ودفنوا، دون أن تعطي المنظمة الدولية تفاصيل لذوي الضحايا الذين ينتظرون تأكيدات، فضلاً عن معرفة كيف قتلوا، ولائحة الاتهامات الموجهة إليهم، وأكثر من هذا كيف توصلت المنظمة الدولية لهذه المعلومات، لكن كل هذا ليس من أولويات المنظمة الدولية على ما يبدو.
حتى الآن المنظمات الحقوقية السورية تقدر عدد المغيبين قسرياً بأكثر من 130 ألف شخص، بينهم نساء وشيوخ وأطفال قُصّر، ولكن كثيراً من الحقوقيين يرون الرقم أكبر من هذا بكثير، إذ هذا ما استطاعت المنظمات الحقوقية توثقه. وبينما كانت الأمم المتحدة تعلن ذلك الخبر الفاجع للسوريين الذي يمس الملايين منهم، كان المبعوث الدولي لسوريا غير بيدرسون مهتماً أكثر بالجولة الدستورية، وهي كل ما تبقى من الهولوكوست السوري برأيه، حيث سارع بيدرسون للترحيب بإفراج النظام عن مئات من المعتقلين السوريين، وهو الذي أفرج عنهم دون أن يعلن أصلاً ولسنوات عن سبب الاعتقال ولا عن لائحة الاتهام، ولم يعرضهم حتى على قضاء معروف بهزليته، ولكن على الأقل من باب الشكليات. بينما التزم بيدرسون الصمت تماماً إزاء مجزرة التضامن التي تم الكشف عنها وراح ضحيتها 288 شخصاً، وتم توثيق ذلك بالصوت والصورة، ولكن لم يعلق المبعوث الدولي أبداً عليها، تماماً كحال المنظمة التي ينتمي إليها.
عشرات الآلاف الذين قضوا ووثقتهم كاميرا «قيصر» الذي تابعها العالم كله قبل سنوات، وبالتأكيد تابعتها الأمم المتحدة، لكن كالعادة لم تكترث بها، كاكتراثها في زراعة البحر المصرّة عليه، في اللجنة الدستورية، والتي لم يتم الاتفاق على كلمة واحدة من الدستور الذي تبحثه منذ سنوات، بينما طاحونة القتل والدمار والخراب متواصلة وعلى رأسها طاحونة تعذيب وتصفية المعتقلين، إذن هي نفس الاستراتيجية التي انتهجها النظام منذ السبعينيات والثمانينيات، وسط صمت دولي وأممي، وذلك حين اعتقل عشرات الآلاف، وصفّاهم في سجونه وعلى رأسها تصفيات سجن تدمر بحسب شهادات المعتقلين الذين يتحدثون عن تصفية ما لايقل عن 30 ألف معتقل في السجن لوحده، ومع هذا التزمت الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية الصمت إزاء تلك المجزرة المتنقلة والمستمرة لأكثر من عقدين، ومن بين تلك المجازر مجزرة مدينة حماة في فبراير/ شباط 1982 ،والتي ستظل نقطة سوداء بتاريخ المنظمة لصمتها، والتي راح ضحيتها 40 ألفا استخدم النظام يومها الدبابات والمدفعية والصواريخ في تدمير المدينة، واتخذت المنظمة الدولية وضع المزهرية، وربما لو اتخذته في تلك السنوات لكان الوضع مختلفاً اليوم في تعاطي النظام السوري مع معتقليه ورهائنه.
اللافت أن الأمم المتحدة التي دعت إلى محاكمة النظام السوري، وتوثيق جرائمه التي ارتكبها بحق السوريين، هي من أول من تخرق دعواتها، بالتحاور مع نظام إبادة، وهي التي تعرف أكثر من غيرها مجازرة الكيماوية، وكذبه عليها بأنه دمر ترسانته من الأسلحة الكيماوية، ليتبين لاحقاً أنه لم يدمرها بالكامل، والدليل أنه استخدمها غير مرة بعد تعهده بالتدمير، فكانت مجزرة الكيماوي في اللطامنة وخان شيخون وسراقب وغيرها.
سجل السوريين مع الأمم المتحدة كسجل الفلسطينيين والعراقيين والأفغان وغيرهم، فلم تفلح بإنصاف الضحايا، وإنما اقتصر عملها على إدارة أزمات، وفي الغالب تكون الإدارة لصالح الظالم وليس المظلوم، وحتى الدور الذي عُرفت به من تقديم احتياجات اللاجئين والمشردين ترى نفسها اليوم تخضع، بل وتقبل بابتزاز روسيا العضو في مجلس الأمن الدولي لها، باستخدام الفيتو الخاص بها لوقف تدفق المساعدات الإغاثية لملايين المشردين في الخيام بالشمال السوري، ووسط هذا كله يواصل النظام السوري هوايته في تصدير الأزمات، إن كان بتصدير الكبتاغون للعالم كله، حيث احتشد الجيش الأردني لحماية حدوده من تسونامي المخدرات والكبتاغون، أو لتصدير خبراته التدميرية إلى أوكرانيا بعد أن كشفت الغارديان عن إرسال 50 من خبرائه إلى روسيا، لتصدير خبرته في صناعة البراميل المتفجرة وإلقائها على الأهالي هناك كما فعل في سوريا....
نظام لا يُحسن إلاّ تصدير أزماته، وفتنه، ونظام برع في فن التدمير والتخريب، ولا شيء غيره، ولكن هذه المرة تدمير وتخريب خارج سوريا التي دمرها لـ 12 عاماً، ولا تزال الأمم المتحدة مستعدة للتعاطي معه وتوفير غطاء الشرعية له.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت الطائرات عن التحليق، وصمت هدير المدافع، لكن المدينة لم تنم. فمن تحت الركام خرج الناس كأنهم يوقظون الحياة التي خُيّل إلى العالم أنها ماتت. عادوا أفراداً وجماعات، يحملون المكان في قلوبهم قبل أن يحملوا أمتعتهم. رأى العالم مشهدًا لم يتوقعه: رجال يكنسون الغبار عن العتبات، نساء يغسلن الحجارة بماء بحر غزة، وأطفال يركضون بين الخراب يبحثون عن كرة ضائعة أو بين الركام عن كتاب لم يحترق بعد. خلال ساعات معدودة، تحول الخراب إلى حركة، والموت إلى عمل، والدمار إلى إرادة. كان المشهد إعجازًا إنسانيًا بكل المقاييس، كأن غزة بأسرها خرجت من القبر وقالت: «ها أنا عدتُ إلى الحياة». تجاوز عدد الشهداء ستين ألفًا، والجراح تزيد على مائة وأربعين ألفًا، والبيوت المدمرة بالآلاف، لكن من نجا لم ينتظر المعونات، ولم ينتظر أعذار من خذلوه وتخاذلوا عنه، ولم يرفع راية الاستسلام. عاد الناس إلى بقايا منازلهم يرممونها بأيديهم العارية، وكأن الحجارة تُقبّل أيديهم وتقول: أنتم الحجارة بصمودكم لا أنا. عادوا يزرعون في قلب الخراب بذور الأمل والحياة. ذلك الزحف نحو النهوض أدهش العالم، كما أذهله من قبل صمودهم تحت دمار شارك فيه العالم كله ضدهم. ما رآه الآخرون “عودة”، رآه أهل غزة انتصارًا واسترجاعًا للحق السليب. في اللغة العربية، التي تُحسن التفريق بين المعاني، الفوز غير النصر. الفوز هو النجاة، أن تخرج من النار سليم الروح وإن احترق الجسد، أن تُنقذ كرامتك ولو فقدت بيتك. أما الانتصار فهو الغلبة، أن تتفوق على خصمك وتفرض عليه إرادتك. الفوز خلاص للنفس، والانتصار قهر للعدو. وغزة، بميزان اللغة والحق، (فازت لأنها نجت، وانتصرت لأنها ثبتت). لم تملك الطائرات ولا الدبابات، ولا الإمدادات ولا التحالفات، بل لم تملك شيئًا البتة سوى الإيمان بأن الأرض لا تموت ما دام فيها قلب ينبض. فمن ترابها خُلِقوا، وهم الأرض، وهم الركام، وهم الحطام، وها هم عادوا كأمواج تتلاطم يسابقون الزمن لغد أفضل. غزة لم ترفع سلاحًا أقوى من الصبر، ولا راية أعلى من الأمل. قال الله تعالى: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ”. فانتصارها كان بالله فقط، لا بعتاد البشر. لقد خسر العدو كثيرًا مما ظنّه نصرًا. خسر صورته أمام العالم، فصار علم فلسطين ودبكة غزة يلفّان الأرض شرقًا وغربًا. صار كلُّ حر في العالم غزاويًّا؛ مهما اختلف لونه ودينه ومذهبه أو لغته. وصار لغزة جوازُ سفرٍ لا تصدره حكومة ولا سلطة، اسمه الانتصار. يحمله كل حر وشريف لايلزم حمله إذنٌ رسمي ولا طلبٌ دبلوماسي. أصبحت غزة موجودة تنبض في شوارع أشهر المدن، وفي أكبر الملاعب والمحافل، وفي اشهر المنصات الإعلامية تأثيرًا. خسر العدو قدرته على تبرير المشهد، وذهل من تبدل الأدوار وانقلاب الموازين التي خسرها عليها عقوداً من السردية وامولاً لا حد لها ؛ فالدفة لم تعد بيده، والسفينة يقودها أحرار العالم. وذلك نصر الله، حين يشاء أن ينصر، فلله جنود السماوات والأرض. أما غزة، ففازت لأنها عادت، والعود ذاته فوز. فازت لأن الصمود فيها أرغم السياسة، ولأن الناس فيها اختاروا البناء على البكاء، والعمل على العويل، والأمل على اليأس. والله إنه لمشهدُ نصر وفتح مبين. من فاز؟ ومن انتصر؟ والله إنهم فازوا حين لم يستسلموا، وانتصروا حين لم يخضعوا رغم خذلان العالم لهم، حُرموا حتى من الماء، فلم يهاجروا، أُريد تهجيرهم، فلم يغادروا، أُحرقت بيوتهم، فلم ينكسروا، حوصرت مقاومتهم، فلم يتراجعوا، أرادوا إسكاتهم، فلم يصمتوا. لم… ولم… ولم… إلى ما لا نهاية من الثبات والعزيمة. فهل ما زلت تسأل من فاز ومن انتصر؟
6996
| 14 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء. فالتعليم يمنح الإطار، بينما التدريب يملأ هذا الإطار بالحياة والفاعلية. في الجامعات تحديدًا، ما زال كثير من الطلاب يتخرجون وهم يحملون شهادات مليئة بالمعرفة النظرية، لكنهم يفتقدون إلى الأدوات التي تمكنهم من دخول سوق العمل بثقة. هنا تكمن الفجوة بين التعليم والتدريب. فبدلاً من أن يُترك الخريج يبحث عن برامج تدريبية بعد التخرج، من الأجدى أن يُغذّى التعليم الجامعي بجرعات تدريبية ممنهجة، وأن يُطرح مسار فرعي بعنوان «إعداد المدرب» ليخرّج طلابًا قادرين على التعلم وتدريب الآخرين معًا. تجارب ناجحة: - ألمانيا: اعتمدت نظام التعليم المزدوج، حيث يقضي الطالب جزءًا من وقته في الجامعة وجزءًا آخر في بيئة العمل والنتيجة سوق عمل كفؤ، ونسب بطالة في أدنى مستوياتها. - كوريا الجنوبية: فرضت التدريب الإلزامي المرتبط بالصناعة، فصار الخريج ملمًا بالنظرية والتطبيق معًا، وكانت النتيجة نهضة صناعية وتقنية عالمية. -كندا: طورت نموذج التعليم التعاوني (Co-op) الذي يدمج الطالب في بيئة العمل خلال سنوات دراسته. هذا أسهم في تخريج طلاب أصحاب خبرة عملية، ووفّر على الدولة تكاليف إعادة التأهيل بعد التخرج. انعكاسات التعليم بلا تدريب: 1. اقتصاديًا: غياب التدريب يزيد الإنفاق الحكومي على إعادة التأهيل. أما إدماج التدريب، فيسرّع اندماج الخريج في السوق ويضاعف الإنتاجية. 2. مهنيًا: الطالب المتدرب يتخرج بخبرة عملية وشبكة علاقات مهنية، ما يمنحه ثقة أكبر وفرصًا أوسع. 3. اجتماعيًا: حين يتقن الشباب المهارات العملية، تقل مستويات الإحباط، ويتحولون من باحثين عن وظيفة إلى صانعين للفرص. حلول عملية مقترحة لقطر: 1. دمج التدريب ضمن المناهج الجامعية: أن تُخصص كل جامعة قطرية 30% من الساعات الدراسية لتطبيقات عملية ميدانية بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص واعتماد التدريب كمتطلب تخرج إلزامي لا يقل عن 200 ساعة. 2. إنشاء مجلس وطني للتكامل بين التعليم والتدريب: يضم وزارتي التعليم والعمل وممثلي الجامعات والقطاع الخاص، ليضع سياسات تربط بين الاحتياج الفعلي في السوق ومخرجات التعليم. 3. تفعيل مراكز تدريب جامعية داخلية: تُدار بالشراكة مع مراكز تدريب وطنية، لتوفير بيئات تدريبية تحاكي الواقع العملي. 4. تحفيز القطاع الخاص على التدريب الميداني. منح حوافز ضريبية أو أولوية في المناقصات للشركات التي توفر فرص تدريب جامعي مستدامة. الخلاصة التعليم بلا تدريب يظل معرفة ناقصة، عاجزة عن حمل الأجيال نحو المستقبل. إنّ إدماج التدريب في التعليم الجامعي، وإيجاد تخصصات فرعية في إعداد المدربين، سيضاعف قيمة التعليم ويحوّله إلى أداة لإطلاق الطاقات لا لتخزين المعلومات. فحين يتحول كل متعلم إلى مُمارس، وكل خريج إلى مدرب، سنشهد تحولًا حقيقيًا في جودة رأس المال البشري في قطر، بما يواكب رؤيتها الوطنية ويقودها نحو تنمية مستدامة.
2853
| 16 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين لم يتقنوا الجلوس في أماكنهم. كم من مقعدٍ امتلأ جسدًا، وظلّ فارغًا فكرًا، وإحساسًا، وموقفًا. الكرسي لا يمنح الهيبة، بل من يجلس عليه هو من يمنح المكان معناه. المدرب… حين يغيب التأثير: المدرب الذي لا يملأ مقعده، هو من يكرّر المعلومات دون أن يُحدث تحولًا في العقول. يشرح بجمود، ويتحدث بثقة زائفة، ثم يغادر دون أن يترك بصمة. الحل أن يفهم أن التدريب رسالة لا مهنة، وأن حضوره يقاس بتغيير الفكر والسلوك بعده. وعندما يغيب هذا الإدراك، يتحول التدريب إلى ترفٍ ممل، ويفقد المجتمع طاقاته الواعدة التي تحتاج إلى من يشعل فيها شرارة الوعي. المدير… حين يغيب القرار: المدير الذي لا يملأ كرسيه، يهرب من المسؤولية بحجة المشورة، ويُغرق فريقه في اجتماعات لا تنتهي. الحل: أن يدرك أن القرار جزء من القيادة، وأن التردد يقتل الكفاءة. وعندما يغيب المدير الفاعل، تُصاب المؤسسة بالجمود، وتتحول بيئة العمل إلى طابور انتظار طويل بلا توجيه. القائد… حين يغيب الإلهام: القائد الذي لا يملك رؤية، لا يملك أتباعًا بل موظفين. الحل: أن يزرع في فريقه الإيمان لا الخوف، وأن يرى في كل فرد طاقة لا أداة. غياب القائد الملهم يعني غياب الاتجاه، فتضيع الجهود، ويضعف الولاء المؤسسي، ويختفي الشغف الذي يصنع التميز. المعلم… حين يغيب الوعي برسالته: المعلم الذي يجلس على كرسيه ليؤدي واجبًا، لا ليصنع إنسانًا، يفرغ التعليم من رسالته. الحل: أن يدرك أنه يربّي أجيالًا لا يلقّن دروسًا. وحين يغيب وعيه، يتخرّج طلاب يعرفون الحروف ويجهلون المعنى، فيُصاب المجتمع بسطحية الفكر وضعف الانتماء. الإعلامي… حين يغيب الضمير: الإعلامي الذي لا يملأ كرسيه بالمصداقية، يصبح أداة تضليل لا منبر وعي. الحل: أن يضع الحقيقة فوق المصلحة، وأن يدرك أن الكلمة مسؤولية. وعندما يغيب ضميره، يضيع وعي الجمهور، ويتحول الإعلام إلى سوقٍ للضجيج بدل أن يكون منارة للحق. الطبيب… حين يغيب الإحساس بالإنسان: الطبيب الذي يرى في المريض رقمًا لا روحًا، ملأ كرسيه علمًا وفرّغه إنسانية. الحل: أن يتذكر أن الطب ليس مهنة إنقاذ فقط، بل مهنة رحمة. وحين يغيب هذا البعد الإنساني، يفقد المريض الثقة، ويصبح الألم مضاعفًا، جسديًا ونفسيًا معًا. الحاكم أو القاضي… حين يغيب العدل: الحاكم أو القاضي الذي يغفل ضميره، يملأ الكرسي رهبة لا هيبة. الحل: أن يُحيي في قراراته ميزان العدالة قبل أي شيء. فحين يغيب العدل، ينهار الولاء الوطني، ويُصاب المجتمع بتآكل الثقة في مؤسساته. الزوج والزوجة… حين يغيب الوعي بالعلاقة: العلاقة التي تخلو من الإدراك والمسؤولية، هي كرسيان متقابلان لا روح بينهما. الحل: أن يفهما أن الزواج ليس عقداً اجتماعياً فحسب، بل رسالة إنسانية تبني مجتمعاً متماسكاً. وحين يغيب الوعي، يتفكك البيت، وينتج جيل لا يعرف معنى التوازن ولا الاحترام. خاتمة الكرسي ليس شرفًا، بل تكليف. وليس مكانًا يُحتل، بل مساحة تُملأ بالحكمة والإخلاص. فالمجتمعات لا تنهض بالكراسي الممتلئة بالأجساد، بل بالعقول والقلوب التي تعرف وزنها حين تجلس… وتعرف متى تنهض.
2427
| 20 أكتوبر 2025