رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الكل يشتكي من القرص؟؟ حتّى أصبح حديث المجتمع!! بل قد يعتذر البعض عن التزامات ضرورية نظرا لانتفاخات تسببت في التهابات جسيمة وأخذ مضادات حيّوية!! منذ متى والمجتمع يشتكي بهذه الصورة؟ ولماذا استشرت ظاهرة انتشار البعوض لدينا فجأة؟
وما أو من الذي نقله إلى بلاد ليست بزراعية ولا فيها أنهار ولا مستنقعات؟ قد يقول قائل إنه انتشر بعد معرض إكسبو للبستنة! أو بسبب مستنقع معيّن! ولكن انتشاره بهذه الكثافة ليس في قطر فحسب بل في معظم دول الخليج؟
قد سمعتم عن البعوض المطوّر والمعدّل جينيا..
لن ننساق وراء نظريّة المؤامرة ولكن هل يجوز للعالم المتطور الذي يجري بحوثه لتعديل البعوض وراثيا أن يعرّض البشر لمخاطر أخرى مضاعفة من نشره وقرصه ومرضه وتداعيات تطوراته وطفراته بموجب تجارب يبدو أننا بدأنا نخضع لنشرها في دولنا والدول الأفريقية دون علمنا وإرادتنا؟
يزعم من يطبق التجارب أنها طبقت أيضا في مناطقهم، ولكن ما نراه في دول الخليج في الآونة الأخيرة لا نراه في الدول التي رعت هذه التجارب، وزيارة واحدة لدول المصنّعين تكفي للحكم.
ومن ثمّ لماذا تتزعم منظمة الصحة العالمية كل بلاء ووباء تحت غطاء إجراء البحوث صحّت أم لم تصحّ؟ وقد تتساءلون وما شأن منظمة الصحة؟
الإجابة أجابتها رويترز لا نحن.. فالمنظمة شجعت على الابتكار من أجل مكافحة زيكا، وهو فيروس ينتشر في الأمريكتين وينتقل من بعوض من جنس الزاعجة المصرية «إيديس إيجبتاي».
نثمن للمنظمة دورها الصحي، فالابتكار وإيجاد الحلّ الوقائي أو العلاجي الناجع مهمّ جدّا، خصوصا وأن هذه الفيروسات الفتّاكة مميتة وتكافح باللقاحات المعروفة منذ سنين طويلة.
ولكن في السنوات الأخيرة نصحت المنظّمة بالتفكير في أساليب مبتكرة، جاء منها إطلاق بكتيريا لوقف فقس بيض البعوض لمكافحة حمّى الضنك، وهو أهونها، ثمّ جاء الابتكار الأدهى وهو التدخل في الجينات بإطلاق بعوض معدل وراثيا وذكور عقيمة بتقنيات معالجة بالإشعاع كالأسلوب الكيميائي العلاجي الذي استخدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمكافحة الآفات الحشرية في قطاع الزراعة. نعم إشعاع!! من إنتاج الوكالة الدولية للطاقة الذرّية التابعة للأمم المتحدة.... دهى الله الأمم المتحدة ومنظماتها بداهية أكبر مما دهتنا به في حياتنا الإنسانيّة حربا وسلما!
وللتدخل الجيني وإقناع العالم لا بد من حملة ضخمة فصرحت المنظمة بأن بعوض الزاعجة المصرية «خطر انتهازي شديد» لارتباطه بتزايد حالات صغر حجم رأس لدى المواليد المعروف بـ (الصعل) ومتلازمة (جيلان-باريه) العصبية وأمراض الحمّى الصفراء والضنك والتشيكونجونيا. وأضافت: «إنه إذا ثبتت هذه العلاقة فستكون العواقب الإنسانية والاجتماعية على أكثر من 30 دولة رصدت بها حالات زيكا مدمرة». انظروا إلى الجملة الشرطية والجواب الشرطي هنا هو في اللغة امتناع لامتناع... وليس امتناع لوجوب ولتسهيل الجملة لكم أي لم يحدث وإنما هو افتراض فـ (إذا ثبتت)... ستكون عواقبه.. إلخ؟؟؟؟ ولأنّه لم يثبت... لا بد من منهجيّة الدعاية الترويعيّة للبشر، حتّى يتمّ تعميم التطبيق على البعوض وهو حشرات طائرة لا يمكن احتواؤها في بيئة واحدة مغلقة أي قد تعمّ العالم كلّه بعد أن كانت محدودة في بيئاتها.
فجاءت التجارب تباعا، فكانت خطوة رئيسة في مشروع مكافحة الملاريا الممول من مؤسسة بيل وميليندا غيتس. وما أدراك ما مشروعه؟ خصوصا وأننا جرّبنا مشاريعه في جائحة كورونا وغيرها مما ألجمت الأفواه عنه. كما تولّت شركة أوكسيتيك الفرع البريطاني لأنتريسكون الأمريكية للبيولوجيا التخليقية إنتاج سلالة تم تحويرها وراثيا لتهلك ذكور «أيديس إيجبتاي» قبل وقت التكاثر.
ومنذ سنوات أعلنت الولايات المتحدة إطلاق أكثر من 2 مليار ذكر بعوض معدّل وراثياً في كاليفورنيا، وفي فلوريدا تم إطلاق 750 مليوناً منه بهدف تقليل اللادغ الناقل للأمراض.
في هذا الصدد أيضا، إذا ثبت النجاح فسيجري إطلاق البعوض المعدّل في قرى أفريقية منكوبة بالملاريا. أعان الله أفريقيا على ناشري الأمراض فيها منذ الأزل؟
الشركات المعنية بالمشروع تقول إنه لن تكون هناك مخاطر على الإنسان أو البيئة!! كيف وتجربة مدينة تيرني في إيطاليا تفنّد أقوالهم؟ فتم فيها إطلاق بعوض لنشر طفرة جينية قاتلة لأبناء جنسه ليس عشوائيا بل في مختبر مغلق عالي الأمان بُني خصيصا لتقييمها في أقرب بيئة طبيعية لضمان عدم انتشاره والمخاطرة بالبيئة.
منظّمة الصحّة أوصت بإجراء المزيد من التجارب الميدانية لهذه التقنية بعد تحقيق نتائج ناجحة. أين النتائج؟ وإذا سلّمنا أن معظم التجارب الغربية مدعومة حكوميا! فأي ثقة لدينا في الحكومات الغربية ومستثمري اللقاحات ومموليها وهي وهم شركاء في تلويث الكون لتحقيق الربحيّة؟
ولكي نحسن تحليل القضية بمنطقيّة يجب ألا نغفل أمرين:
الأول: الموقف الشعبي الغربي حيث اعترضت جماعات البيئة من التعديل الوراثي للبعوض وحذّرت من عواقب غير مقصودة يمكنها تدمير البيئة والإنسان، تلك الوقفة التي أدّت إلى تعطيل المشروع وأخذه سنوات من النقاش. الثاني: ما هو معروف سياسيّا حيث تأتي النواقل المُعدّلة وراثياً أسلحة بيولوجيّة عابرة للحدود، وفيروس كورونا لا يزال أحد اتهامات الحرب البيولوجيّة بين أمريكا والصين. هذا والغرب قد استخدم هذه الأسلحة في الحروب فنشر أوبئة كالطاعون والجدري والكوليرا والجمرة الخبيثة وهي موثقة تاريخيا. وما زالت الاتهامات قائمة على أمريكا من روسيا حول معاملها البيولوجية في أوكرانيا كآلية لنشر أمراض في دول بعينها وانتشارها في العالم.
الشعوب الغربية استنكرت سكوت الاتحاد الأوروبي على المستوى الرسمي عن معامل الأخيرة في أوكرانيا وصدح به النشطاء الغربيون، فهل نسكت نحن؟ ولنفكّر قليلا... أين وصل البعوض القارص؟ وما نوع المنتشر بيننا الآن وابتلينا به دون أن تؤثر فيه أكبر المبيدات ولا حتّى الأجهزة الفائقة التطور التي تمّ الترويج لها في قطر فاشتريناها بثمن باهظ ووضعناها في فناء منازلنا دون جدوى بل أثبتت فشلها.. فهل البعوض المنتشر المقاوم هو المعدّل وراثيا وجينيا؟
وكيف يدّعي المجرّبون أن التجارب على البعوض نجحت في تقليله ونحن نشهد ولأول مرّة في بلدنا انتشاره الكبير مع زيادة تداعياته على الصحّة بطفرة لم نشهدها في قطر من قبل والتي تجاوزت الحساسيّة إلى أعراض تستدعي لزوم المستشفى؟ فلم انتشرت طفرته وأمراضه التي لم تكن من قبل؟ وما ومن وراء هذا النشر وليس الانتشار في دول مدنيّة غنيّة ليست مائية أو زراعية؟
وما دور وزارة البيئة في قطر ومراكز البحوث البيئيّة؟ أين علماؤنا من هذه الظاهرة؟ وأين مراكز بحوثنا من البحوث المعمليّة البيئيّة والصحيّة على أنواع البعوض المنتشر طفرته، حجمه، لونه، مقاومته للمبيدات؟ والأعراض والأمراض الجديدة التي بدأ ينشرها؟
فهل شعوبهم واعون وباحثوهم مسخرون… وشعوبنا وباحثونا نائمون في العسل؟
عيد وكأس ومطر
اللحظات الجميلة في حياة الإنسان نادرة ولطيفة وسريعة، ولهذا فهي تُنقش في الذاكرة الإنسانية كونها مُتميّزة، وتُداعب الروح... اقرأ المزيد
273
| 26 ديسمبر 2025
معجم الدوحة للغة العربية وسام على صدر قطر
جميع العرب يعرفون مدى اهتمام دولة قطر منذ عقود بكل ما يعزز ثقافتها العربية الإسلامية وهي الدولة الفتية... اقرأ المزيد
147
| 26 ديسمبر 2025
سنة جديدة بقلب قديم!
لسنا بحاجة إلى سنة جديدة بقدر حاجتنا إلى سنة «مستعملة»، سنة من ذاك الزمن الجميل، حين كانت القيم... اقرأ المزيد
159
| 26 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
1908
| 24 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن عشر من ديسمبر، تتجدد في القلوب مشاعر الفخر والولاء والانتماء لدولة قطر، ونستحضر مسيرة وطنٍ بُني على القيم، والعدل، والإنسان، وكان ولا يزال نموذجًا في احتضان أبنائه جميعًا دون استثناء. فالولاء للوطن ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسة يومية ومسؤولية نغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر، ليكبروا وهم يشعرون بأن هذا الوطن لهم، وهم له. ويأتي الحديث عن أبنائنا من ذوي الإعاقة تأكيدًا على أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع القطري، لهم الحق الكامل في أن يعيشوا الهوية الوطنية ويفتخروا بانتمائهم، ويشاركوا في بناء وطنهم، كلٌ حسب قدراته وإمكاناته. فالوطن القوي هو الذي يؤمن بأن الاختلاف قوة، وأن التنوع ثراء، وأن الكرامة الإنسانية حق للجميع. إن تنمية الهوية الوطنية لدى الأبناء من ذوي الإعاقة تبدأ من الأسرة، حين نحدثهم عن الوطن بلغة بسيطة قريبة من قلوبهم، نعرّفهم بتاريخ قطر، برموزها، بقيمها، بعَلَمها، وبإنجازاتها، ونُشعرهم بأنهم شركاء في هذا المجد، لا متلقّين للرعاية فقط. فالكلمة الصادقة، والقدوة الحسنة، والاحتفال معهم بالمناسبات الوطنية، كلها أدوات تصنع الانتماء. كما تلعب المؤسسات التعليمية والمراكز المتخصصة دورًا محوريًا في تعزيز هذا الانتماء، من خلال أنشطة وطنية دامجة، ومناهج تراعي الفروق الفردية، وبرامج تُشعر الطفل من ذوي الإعاقة أنه حاضر، ومسموع، ومقدَّر. فالدمج الحقيقي لا يقتصر على الصفوف الدراسية، بل يمتد ليشمل الهوية، والمشاركة، والاحتفال بالوطن. ونحن في مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة نحرص على تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا من ذوي الإعاقة من خلال احتفال وطني كبير نجسّد فيه معاني الانتماء والولاء بصورة عملية وقريبة من قلوبهم. حيث نُشرك أبناءنا في أجواء اليوم الوطني عبر ارتداء الزي القطري التقليدي، وتزيين المكان بأعلام دولة قطر، وتوزيع الأعلام والهدايا التذكارية، بما يعزز شعور الفخر والاعتزاز بالوطن. كما نُحيي رقصة العرضة القطرية (الرزيف) بطريقة تتناسب مع قدرات الأطفال، ونُعرّفهم بالموروث الشعبي من خلال تقديم المأكولات الشعبية القطرية، إلى جانب تنظيم مسابقات وأنشطة وطنية تفاعلية تشجّع المشاركة، وتنمّي روح الانتماء بأسلوب مرح وبسيط. ومن خلال هذه الفعاليات، نؤكد لأبنائنا أن الوطن يعيش في تفاصيلهم اليومية، وأن الاحتفال به ليس مجرد مناسبة، بل شعور يُزرع في القلب ويترجم إلى سلوك وهوية راسخة. ولا يمكن إغفال دور المجتمع والإعلام في تقديم صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وإبراز نماذج ناجحة ومُلهمة منهم، مما يعزز شعورهم بالفخر بذواتهم وبوطنهم، ويكسر الصور النمطية، ويؤكد أن كل مواطن قادر على العطاء حين تتوفر له الفرصة. وفي اليوم الوطني المجيد، نؤكد أن الولاء للوطن مسؤولية مشتركة، وأن غرس الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا من ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وإنسانية. فهؤلاء الأبناء ليسوا على هامش الوطن، بل في قلبه، يحملون الحب ذاته، ويستحقون الفرص ذاتها، ويشاركون في مسيرته كلٌ بطريقته. حفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا، وجعلها دائمًا وطنًا يحتضن جميع أبنائه… لكل القدرات، ولكل القلوب التي تنبض بحب الوطن كل عام وقطر بخير دام عزّها، ودام مجدها، ودام قائدها وشعبها فخرًا للأمة.
1128
| 22 ديسمبر 2025
تستضيف المملكة المغربية نهائيات كأس الأمم الإفريقية في نسخة تحمل دلالات عديدة على المستويين التنظيمي والفني، حيث يؤكد المغرب مرة أخرى مدى قدرته على احتضان كبرى التظاهرات القارية، مستفيدًا من بنية تحتية متطورة وملاعب حديثة وجماهير شغوفة بكرة القدم الإفريقية. مع انطلاق الجولة الأولى للبطولة، حققت المنتخبات العربية حضورًا قويًا، إذ سجلت مصر والمغرب والجزائر وتونس انتصارات مهمة، مما يعكس طموحاتها الكبيرة ورغبتها الواضحة في المنافسة على اللقب منذ البداية. دخل منتخب المغرب، صاحب الأرض والجمهور، البطولة بثقة واضحة، معتمدًا على الاستقرار الفني وتجانس اللاعبين ذوي الخبرة. كان الفوز في المباراة الافتتاحية أكثر من مجرد ثلاث نقاط، بل رسالة قوية لبقية المنافسين بأن «أسود الأطلس» عازمون على استغلال عاملي الأرض والجمهور بأفضل صورة ممكنة. أما منتخب الفراعنة، صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب، فقد أظهر شخصية البطل المعتاد على البطولات الكبرى، وقد منح الانتصار الأول للفريق دفعة معنوية كبيرة، خاصة أن بدايات البطولات غالبًا ما تحدد الطريق نحو الأدوار المتقدمة. من جهته، أكد المنتخب الجزائري عودته القوية إلى الواجهة الإفريقية، بعد أداء اتسم بالانضباط التكتيكي والفعالية الهجومية. أعاد الفوز الأول الثقة للجماهير الجزائرية، وأثبت أن «محاربي الصحراء» يملكون الأدوات اللازمة للمنافسة بقوة على اللقب. ولم تكن تونس بعيدة عن هذا المشهد الإيجابي، حيث حقق «نسور قرطاج» فوزًا مهمًا يعكس تطور الأداء الجماعي والقدرة على التعامل مع ضغط المباريات الافتتاحية، مما يعزز حظوظهم في مواصلة المشوار بنجاح. كلمة أخيرة: شهدت الجولة الأولى من البطولة مواجهات كروية مثيرة بين كبار المنتخبات العربية والأفريقية على حد سواء. الأداء المتميز للفرق العربية يعكس طموحاتها الكبيرة، في حين أن تحديات المراحل القادمة ستكشف عن قدرة كل منتخب على الحفاظ على مستواه، واستغلال نقاط قوته لمواصلة المنافسة على اللقب، وسط أجواء جماهيرية مغربية حماسية تضيف مزيدًا من الإثارة لكل مباراة.
1053
| 26 ديسمبر 2025