رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الجادل بنت ناصر

الجادل بنت ناصر

مساحة إعلانية

مقالات

2138

الجادل بنت ناصر

"بيّض الله وجه أم فهد"

24 فبراير 2014 , 02:14ص

تكمن قوة شجرة الخيزران في مرونتها، هكذا يقول المثل الصيني.

تمر قطر بتطور غير مسبوق في جميع مجالات الحياة، ونهضة تفرد ذراعيها، تضم هذه البقعة الجغرافية الصغيرة في مساحتها، العظيمة بمجدها، إلى القمة، إلى صفحة التاريخ.

ولعل هذا التطور يمر بما يسمى بالمنظومة التعليمية، ولعلنا نشهد جميعا المخاض الذي آتى التعليم في قطر، بكل إيجابياته وسلبياته، ما تغير منه وما ثبت، ما وافق رأي الشعب وما رُفض.

وفي خضم كل ذلك، فإننا ندرك أن طاقم المعلمين يقع في وجه المدفع، فعلى قدر ما يعاني الطلبة من مستجدات، ويعاني المجلس الأعلى من صداع الأفكار غير المبلورة، والتغييرات المستمرة، فإننا نعي أيضًا أن قلما نجد وسط كل ذلك، الإدارة الثابتة، تلك التي توازن ما بين الطرفين، الواعية أن لا تفقد طلابها وتحافظ على مستواهم، في ذات الوقت الذي تطبق فيه تعليمات الطرف الآخر، وأعني المجلس الأعلى.

ولأن "الشخص النموذج" لا تنجبه الأيام على كل وقت، وتشح به الحياة أن يكون متوفرا دائمًا، ولأننا نود أن نرى في كل مدرسة أنموذجا، وفي كل هيئة تعليمية "المعلم البطل"، ذلك الذي يخلق الحلول إن حدث طارئ، الظهر القوي، الذي يحمل هم العلم والتعلم دون كلل أو ملل، دون استكثار أو منّة.

حينها يصبح الشكر شيمة، والعرفان سجية، وحينها أيضا يطرأ على خُلقي شكر السيدة "مريم النعيمي" مديرة مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية الأولى.

إن كل هيئة يكون نجاحها بذكاء إدارتها، ومرونتها مع باقي الأفراد، في تعاونها وتكاتفها، إنها آلية النجاح، وسياسة الترابط في سبيل المعرفة، كأسمى سلوك، وأجلّ تعامل، يقول جيف وارنر: "لم نأتِ إلى هذا العالم من أجل أنفسنا، بل كل منا هنا من أجل الآخر".

هي المديرة التي نزلت حيث مستوى الطلاب، تكشف نقاط قوتهم ومواضع ضعفهم، فقامت وبالشكل الحاسم في تكوين دوائر للتقوية إجبارية، حتى قامت باستلام دائرة تقوية، تدرسهم وفقًا لتخصصها - مادة الرياضيات - تعطي ما شاء العطاء، ما منعها موقعها في الإدارة أن تأخذ من وقتها، وتفرّغ نفسها، لتدرّس الطلاب المحتاجين بنفسها، بكل ما يحتاج التدريس إلى تحضير ومراجعة وأسلوب حديث، وكل ذلك في سبيل أن "الحياة علم وتعلم".

كما تشهد المدرسة في عهدها الذهبي، أحد أجمل المشاريع، وأخصبها على الإطلاق، للعقل، والنفس، والأرض الطيبة، فمشروع "حديقتي من صنع يدي" فكرة خلاقة، تؤصل في نفس الطفل حب الأرض المعطاء، الأرض التي تعطي الثمر والحياة، هي حديقة متكاملة، بلونها الأخضر وألعابها، قسمها الشعبي واللوحات التحفيزية، تلك التي ستظل تدق ذهن الطالب حتى يكبر، تحفزه على النجاح المستمر، على طموحه أن يبني وطنًا.

بالإضافة إلى مجهودات أخرى لا يمكن تجاهلها، كالحرص على الضبط والنظام، والسعي الدائم في أن تكون المدرسة متميزة، في جميع المناسبات والاحتفالات، كالعيدين واليوم الوطني، ومجلس الجدات الذي عادة ما يكون محفوفاً بالحب والمشاعر الجميلة، بكل التجهيزات الشعبية، والاستقبال المبهج.

من لا يشكر الله لا يشكر الناس..

فشكرا عظيما للمعلمة الفاضلة والأم المعطاء "مريم النعيمي"، شكرًا لأننا نرى العلم من أهل العلم، والتفاني من أجل الوطن، ومن أجل تخريج جيل صلب من الرجال، عالٍ بهمته، واثق بعلمه، جيل يتربى على العزة، لا يغير منهاج الصواب.

مساحة إعلانية