رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

441

د. أحمد القديدي

قطر رائدة الثورة الرقمية وقيم الشرعية

23 مايو 2025 , 02:00ص

جاءت آخر الأخبار تقول إن الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاص على وفد من الدبلوماسيين حل بمخيمات جنين للتحقيق في وضع اللاجئين الفلسطينيين وهو ما أدانته عديد الدول الغربية الى درجة سحب سفرائها من إسرائيل وإيقاف الشراكة الأوروبية الإسرائيلية ومن جهة ثانية تم قتل اثنين من موظفي سفارة إسرائيل بواشنطن بسلاح رجل غير عربي صرخ وهو يطلق النار: «الحرية للشعب الفلسطيني لا للمجازر» هذه بعض تفاصيل جديدة من الأزمات التي تواجهها الدبلوماسية القطرية بأخلاقها والتمسك بالشرعية الدولية وهو ما حلله معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في كلمته أثناء افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي الذي نظمته دولة قطر هذه الأيام لشرح ما أسميه فلسفة السياسة الخارجية القطرية التي يرعاها ويوجهها حضرة صاحب السمو أمير الدولة حفظه الله وكان سموه حاضرا يشرف المنتدى ويرعاه بحضوره. وحلل معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مواقف قطر من شتى الأزمات الإقليمية والدولية ومرتكزاتها الأخلاقية والمبدئية والشرعية الأممية التي تحركها وتعزز فاعليتها في حل مختلف القضايا المعقدة وقال معاليه:» نلتقي اليوم وعالمُنا يتخبطُ في التحديات والأزمات. فما كاد يَتعافى من جائحة كوفيد-19 حتى وجدنا أنفسَنا في مواجهة حروبٍ تُلقي بظلالها الثقيلة على تفاصيلِ حياتنا وتدور رحاها في مختلف أنحاء العالم... الحرب الروسية الأوكرانية في أوروبا والأزمة السودانية في إفريقيا... وأحدثُ فصولِها تجري الآن في قطاع غزة حيث تفاقمت الأزمة الإنسانية لتحصد الحرب أرواحَ آلاف الضحايا من الأطفالِ والنساءِ والشيوخ الأبرياء.

ومع أن دولة قطر كانت في مقدمةِ مَنْ حذروا مِن خطرِ تمددِ هذه الحرب نحو مناطق أخرى في الإقليم إلا أن العالم بأكملهِ فشلَ في منعِ ذلك وتمددت المواجهات حتى البحر الأحمر ‏مما هدد الملاحة الدولية وزاد من مصاعب التجارة العالمية ‏التي تعاني أصلاً.

وأضاف معاليه:» إن التحديات المتعددة الناجمة عن هذه الأزمات المتعاقبة تفرض على الدول العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية حيث إن ذلك يساهم في خلق واحات للاستقرار...وهذا ما تمّكنت دولة قطر من تحقيقه بقيادة وحكمة سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني- حفظه الله- التي تجسدت في «رؤية قطر الوطنية 2030”، وهو ما مكّن البلاد من اجتياز تحديات جمّة وصولاً إلى المرونة التي تُميز الاقتصاد القطري وتضعه في موقع تنافسي على المستوى العالمي وكفاءة الاستثمار في الثروات الطبيعية والطاقات البشرية.

وبفضل الله تعالى واصل الاقتصاد القطري تحقيق المؤشرات الدالة على ثباته وازدهاره، فقد حقق الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة لغاية الربع الثالث من 2023 نمواً بنحو 1.6%... وتزامن هذا النمو مع تحسن مؤشرات الاستقرار المالي مع تبني الحكومة خطةً مالية مرنة تجاه التقلبات في أسعار الطاقة. وشرح معاليه كيف تتصور قطر آخر مراحل «رؤية قطر الوطنية 2030»، قائلا:» سوف تواصل الحكومة العمل لاستكمال وتعزيز اقتصاد قطري متنوع مدفوعٍ بمبادرات القطاع الخاص المحلي والأجنبي ومدعومٍ بسلسلة من الإصلاحات التنظيمية والحوافز الاستثمارية ومؤهلٍ لتبوؤ مرتبة متقدمة بين أفضل 10 دول من حيث بيئة الأعمال.

كما أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن قطر تسير نحو تحولٍ رقمي شامل من خلال الاستثمار أكثر في مجالات التكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي ولأجل ذلك خصصت الدولة حزمةَ حوافزٍ بقيمة 9 مليارات ريال قطري. وفي سبيل تحقيق ذلك تستضيف دولة قطر ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا مؤتمر قمة الويب وعلى هامش هذه القمة تم إطلاق مشروع «إبدأ في قطر»، حيث تم تسجيل أكثر من 250 شركة ناشئة.

وفي نفس السياق أعلن معاليه عن مشروع إطلاق الذكاء الاصطناعي العربي «الفنار» والذي سيعتمد بشكل أساسي على جمع بيانات إعادة الجودة باللغة العربية والذي سيسهم بدوره على اثراء النماذج اللغوية الكبيرة والحفاظ على الهوية العربية. مشددا على أن الحكومة تواصل استثمارها في مجال الطاقة وبحلول عام 2030، وبفضل مشروع توسعة حقل الشمال ستكون قطر قد أكملت توسعتها في إنتاج الغاز الطبيعي المسال مما سيرفع إجمالي الإنتاج إلى 142 مليون طن سنوياً...

وأضاف قائلا:» كلنا فخر بأن دولة قطر أصبحت منارة للفرص الاقتصادية للكثيرين ويسعى إليها المستثمرون من أنحاء العالم... وتوفر الأساس الاقتصادي للنجاح الذي يمكن أن ينهض بالمنطقة حتى يتمكن الجميع من التمتع بهذا الرخاء مختتما كلمته بالتعبير عن الأمل بقدرةِ شعوبِنا على تخطي التحديات التي تواجهنا وفي قطر كلنا عزمٌ على إحداثِ التغييرِ لتأسيس مستقبلٍ أفضلَ لنا جميعاً...

نتطلع إلى رؤية الفرص الاستثمارية الجديدة من خلال منصة هذا المنتدى. هذه بعض التفاصيل التي شرح بها معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن ريادة قطر للتحول العالمي الرقمي بواسطة فتح افاق الاستثمار في الرقمنة وجعلها المحرك الجديد للاقتصاد والتعاون الاستثماري والتجاري بين الدول في عالم لم يعد ينعم كما كان باستقرار أمني واستراتيجي تقليدي ألفناه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945 الى اليوم حيث كنا نؤمن جميعا أم ما يسمى «النظام العالمي» والذي تقوده القوى الغربية المنتصرة على النازية الهتلرية والفاشية الموسولينية الإيطالية والهيمنة الإمبراطورية اليابانية.

نعم كنا نحسب أن ذلك النظام دائم مستمر لن يتزحزح عن خدمة رواده أي الولايات المتحدة وأوروبا بينما يقبع جميع سكان القارات الإفريقية والأسيوية وأمريكا الجنوبية في المقاعد الخلفية لمسار التنمية.

لكن العالم فوجئ بتغيير جذري في التحالفات والشراكات المعروفة قديما مما يضطرنا جميعا الى التفاعل الإيجابي مع الوضع الجديد وكما سمعنا مقدمة معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن فإن دولة قطر لا تفقد لا مبادئها ولا التزاماتها بالقانون الدولي الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة وهو الأعدل والأرقى مهما تغيرت النظم التقليدية. ولنلق نظرة على توسع حركات رفض مجازر الكيان المحتل لفلسطين الى أوروبا نفسها حيث أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي قراره بإيقاف العمل باتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية ومطالبته بوقف حرب الإبادة حالا والاعتراف بدولة فلسطين.

ثم تأمل يا قارئي العزيز في تصريحات (أولمرت) رئيس الحكومة الأسبق حين قال «إن ممارسات جيشنا تقترب من جريمة حرب» وكذلك تصريح رئيس الحزب الديمقراطي الإسرائيلي (يائير غولان) الذي قال في الكنيست الثلاثاء الماضي «إن ما يقوم به ناتنياهو يوصم دولتنا بالعار ويندى له جبين الإنسانية بل إني أعتبر ناتنياهو إرهابيا وبلادنا ستكون منبوذة مثلما كانت جنوب افريقيا من قبل» نعم تغير الرأي العام العالمي من تأييد مطلق الى نبذ كيان لا يقيم وزنا لا للأخلاق ولا لأرواح الأبرياء ولا ننسى أن فضائية الجزيرة بقنواتها العديدة هي الرائدة في إنجاز هذا التغيير.

مساحة إعلانية